مدخل "إنما الابناء بالاكبر بينهم .. فأن صلح البكر .. بقيتهم صلحوا"
المجد للكبار .. ولا عزاء للصغار
ضمن سلسلة كتابات "رافعيات الجمعة"
** كثيرة هي الاشياء القابلة للنسيان .. وقليلة جداُ الاشياء القابلة للتذكر .
** الاشياء القابلة للتذكر هي أحداث الافراح والاتراح .. والمواقف المحرجة .. والاولويات .
** عند الحديث عن الاولويات يحضر دائماُ شقيقي الأكبر بصفة "البطل"
** دعوني أخذكم في جولة في خضم تلك الاولويات التي عشتها :
** أول جهاز "بيجر" رأته عيناي كان يخص شقيقي الأكبر .. ولا زلت أذكر حتى هذه اللحظة عندما أمضيت ذلك المساء جالساُ بالقرب من شقيقي الأكبر الذي كان يضع جهازة الفريد من نوعه بجانبه وينظر للتلفاز .. بينما كنت اوجه محياي تجاه التلفاز ولكن عيناي كانت تنظر للاسفل لتحفظ معالم ذلك الجهاز .. ليتسنى لي الحديث عنه بفخر في اليوم التالي في المدرسة بين زملائي في الصف .
** أول جهاز جوال كذلك رأته عيناي كان في يد شقيقي الاكبر كذلك .
** الرسيفر والدش حلم المراهقه وأبرز طموحاتي في بداية الالفيه الثانية .. أول من أحضره في الحي شقيقي الأكبر .. ولا زلت أتذكر يوم التركيب في وقت صلاة التراويح لأول أيام رمضان .
** أول جهاز كومبيوتر أستخدمته في حياتي كان في غرفة شقيقي الأكبر في نهاية التسعينات الميلاديه .. كانت صدمة حضارية بالنسبة لي .. وكانت أجمل الاوقات هي الوقت الذي يسمح لي شقيقي باستخدام ذلك الجهاز .
** أغنية عبدالله الرويشد "تصور" كانت أولى الاغنيات التي سمعتها في ذلك الجهاز .. وحفظتها وأحببتها وعشقتها لأنها كانت أول أغنية أسمعها في جهاز الكومبيوتر .. وحتى هذا اليوم عندما اسمع تلك الاغنية تعود الذكريات بي الى تلك الغرفة وتدمع العين .
** أول رحلة بحرية على متن قارب كانت بفضل الله ثم بفضل شقيقي الاكبر وقريبي أبو عقيل .. وكانت في نهاية التسعينات الميلاديه .
** أول سيارة أقتنيتها كانت من شقيقي الاكبر .. وتعتبر الاحب والاعز الى قلبي لأنها كانت الاولى .
** الاولويات لا تنتهي .. ولو حاولت حصرها سوف احتاج الى مجلد .. سوف يكون شقيقي الاكبر هو عنوانه الابرز .
** تسليم جميع صلاحيات الابناء من عقاب وثواب الى الابن الاكبر وجعله مسؤولاُ عنهم .. لا يفعله سوا الاباء الاذكياء .. ومنهم والدي حفظه الله .
** لا أنكر أنني كنت أمتعض كثيراُ من ذلك في صغري .. وشالت النفس على والدي بسبب ذلك .. لأن شقيقي كان مصدر رعب بالنسبة لي .. ولكن عندما كبرت وأصبحت ناضج العقل .. عرفت أن والدي قام بالشيء الصحيح .
** في نهاية التسعينات كنت الاشهر بالصف من ناحية البلادة وعدم الاهتمام والمشاكسه .. ولكن شاءت الاقدار أن يحضر شقيقي الاكبر بشكل مفاجئ و بالنيابة عن والدي في مجلس الاباء .. ذلك الشيء أسعد فؤاد بعض المدرسين الذين كانوا منزعجين مني .. وقاموا ببث شكواهم وتذمرهم من تصرفاتي لشقيقي الاكبر .
** لا زلت أتذكر دمعات الغضب التي تجمعت في عيون شقيقي الاكبر .. ولا زلت أذكر كلمة شقيقي لمدرس الكيمياء " بأذن الله من بكرة راح تشوف عقيل ثاني"
** في طريق العودة للمنزل مع شقيقي الاكبر سمعت منه جميع انواع التهديد والوعيد في حال عدم أنتظامي دراسياُ واخلاقياً .. وأضاف بأنه سوف يأتي في نهاية كل أسبوع لأخذ رأي المدرسين وأنطباعهم عني .
** و لأنني أعرف عقاب ذلك الشخص جيداُ تغيرت .. و من الصباح التالي غيرت مكاني بالصف من الاخير للامام .. وتغير أهتمامي بالدروس .. و تغيرت أخلاقي للافضل .
** حتى بعد أنتهائي من الدراسة .. لم أجد شخصاُ حريصاُ على حصولي على وظيفة أكثر من شقيقي الاكبر .. الذي كان يبحث لي بشكل دائم عن الوظائف .. لدرجة أنه كان يترك عائلته وأشغاله ليأخذني للبحث عن وظائف خارج المنطقة الشرقية .
** يحتاج الشاب في مرحلة المراهقه كما يسميها البعض الى نوعين من الاشخاص .. شخص يخافه .. وشخص يقتدي فيه .. و من حسن الحظ كان شقيقي يجمع تلك الصفتين .
** لذلك يجب على الاب الذكي أن يزرع في أبنه الاكبر تلك الصفة .. ويربي بقية أبناءه على احترام وتقدير شقيقهم الاكبر .. والانصياع له .. في حال غيابه .. ولا مانع من جعله "بعباُ" لهم .
** قالواُ قديماُ "حدثني من تصاحب .. وسوف أخبرك من أنت " .. و أنا سوف أقول "حدثني عن الأبن الأكبر لعائلتك .. وسوف أخبرك عن بقية الابناء "
** من الجهل الشديد المساواة بين الابناء .. لأنك اذا ساويت بينهم سوف يحضر الاتكال والحسد والبغضاء بينهم .. سوف يحاول كل شخص بينهم أن يفرض أسمه ك قائد لباقي الافراد دون مراعاة فارق العمر والاولويه .
** قد نجد في عائلة الابن الكبير صالح وأنسان أكثر من رائع .. ولكن بقية اشقاءه على النقيض تماماُ .. هنا تأكد بأن والدهم أخطاء في عدم تسليطه عليهم .. وجعله قدوة ومسؤول عنهم .. و لو تمعنت في تلك العائلة سوف تجد أن الاب ضد فكرة جعل أكبر أبناءه خليفة له في المنزل .. من باب المساواة بينه وبين بقية أشقاءه .
** لذلك أذا حاولت أن تهدم أبنائك وتشتتهم .. فما عليك سوا بتهميش واضعاف وتحقير أكبرهم .
** وكذلك إذا حاولت أن تخرج للمجتمع أبناء جيدين .. فما عليك سوا الاهتمام والتركيز في تربية أبنك البكر .. وسوف ترى نتائج ترضيك في المستقبل بإذن الله .. لأنه سوف يكمل نقصك .. وسوف يعوض غيابك .. وسوف يكون الصديق النصوح والمحب لأبنائك .. وسوف يكون سراجهم في يومهم الاسود .
** الله يطول بأعمار أشقائنا الكبار ويحميهم .. ويصلح من لديه أبناء .. وأخص بالذكر .. الكبار منهم .
ضمن سلسلة كتابات "رافعيات الجمعة"
** كثيرة هي الاشياء القابلة للنسيان .. وقليلة جداُ الاشياء القابلة للتذكر .
** الاشياء القابلة للتذكر هي أحداث الافراح والاتراح .. والمواقف المحرجة .. والاولويات .
** عند الحديث عن الاولويات يحضر دائماُ شقيقي الأكبر بصفة "البطل"
** دعوني أخذكم في جولة في خضم تلك الاولويات التي عشتها :
** أول جهاز "بيجر" رأته عيناي كان يخص شقيقي الأكبر .. ولا زلت أذكر حتى هذه اللحظة عندما أمضيت ذلك المساء جالساُ بالقرب من شقيقي الأكبر الذي كان يضع جهازة الفريد من نوعه بجانبه وينظر للتلفاز .. بينما كنت اوجه محياي تجاه التلفاز ولكن عيناي كانت تنظر للاسفل لتحفظ معالم ذلك الجهاز .. ليتسنى لي الحديث عنه بفخر في اليوم التالي في المدرسة بين زملائي في الصف .
** أول جهاز جوال كذلك رأته عيناي كان في يد شقيقي الاكبر كذلك .
** الرسيفر والدش حلم المراهقه وأبرز طموحاتي في بداية الالفيه الثانية .. أول من أحضره في الحي شقيقي الأكبر .. ولا زلت أتذكر يوم التركيب في وقت صلاة التراويح لأول أيام رمضان .
** أول جهاز كومبيوتر أستخدمته في حياتي كان في غرفة شقيقي الأكبر في نهاية التسعينات الميلاديه .. كانت صدمة حضارية بالنسبة لي .. وكانت أجمل الاوقات هي الوقت الذي يسمح لي شقيقي باستخدام ذلك الجهاز .
** أغنية عبدالله الرويشد "تصور" كانت أولى الاغنيات التي سمعتها في ذلك الجهاز .. وحفظتها وأحببتها وعشقتها لأنها كانت أول أغنية أسمعها في جهاز الكومبيوتر .. وحتى هذا اليوم عندما اسمع تلك الاغنية تعود الذكريات بي الى تلك الغرفة وتدمع العين .
** أول رحلة بحرية على متن قارب كانت بفضل الله ثم بفضل شقيقي الاكبر وقريبي أبو عقيل .. وكانت في نهاية التسعينات الميلاديه .
** أول سيارة أقتنيتها كانت من شقيقي الاكبر .. وتعتبر الاحب والاعز الى قلبي لأنها كانت الاولى .
** الاولويات لا تنتهي .. ولو حاولت حصرها سوف احتاج الى مجلد .. سوف يكون شقيقي الاكبر هو عنوانه الابرز .
** تسليم جميع صلاحيات الابناء من عقاب وثواب الى الابن الاكبر وجعله مسؤولاُ عنهم .. لا يفعله سوا الاباء الاذكياء .. ومنهم والدي حفظه الله .
** لا أنكر أنني كنت أمتعض كثيراُ من ذلك في صغري .. وشالت النفس على والدي بسبب ذلك .. لأن شقيقي كان مصدر رعب بالنسبة لي .. ولكن عندما كبرت وأصبحت ناضج العقل .. عرفت أن والدي قام بالشيء الصحيح .
** في نهاية التسعينات كنت الاشهر بالصف من ناحية البلادة وعدم الاهتمام والمشاكسه .. ولكن شاءت الاقدار أن يحضر شقيقي الاكبر بشكل مفاجئ و بالنيابة عن والدي في مجلس الاباء .. ذلك الشيء أسعد فؤاد بعض المدرسين الذين كانوا منزعجين مني .. وقاموا ببث شكواهم وتذمرهم من تصرفاتي لشقيقي الاكبر .
** لا زلت أتذكر دمعات الغضب التي تجمعت في عيون شقيقي الاكبر .. ولا زلت أذكر كلمة شقيقي لمدرس الكيمياء " بأذن الله من بكرة راح تشوف عقيل ثاني"
** في طريق العودة للمنزل مع شقيقي الاكبر سمعت منه جميع انواع التهديد والوعيد في حال عدم أنتظامي دراسياُ واخلاقياً .. وأضاف بأنه سوف يأتي في نهاية كل أسبوع لأخذ رأي المدرسين وأنطباعهم عني .
** و لأنني أعرف عقاب ذلك الشخص جيداُ تغيرت .. و من الصباح التالي غيرت مكاني بالصف من الاخير للامام .. وتغير أهتمامي بالدروس .. و تغيرت أخلاقي للافضل .
** حتى بعد أنتهائي من الدراسة .. لم أجد شخصاُ حريصاُ على حصولي على وظيفة أكثر من شقيقي الاكبر .. الذي كان يبحث لي بشكل دائم عن الوظائف .. لدرجة أنه كان يترك عائلته وأشغاله ليأخذني للبحث عن وظائف خارج المنطقة الشرقية .
** يحتاج الشاب في مرحلة المراهقه كما يسميها البعض الى نوعين من الاشخاص .. شخص يخافه .. وشخص يقتدي فيه .. و من حسن الحظ كان شقيقي يجمع تلك الصفتين .
** لذلك يجب على الاب الذكي أن يزرع في أبنه الاكبر تلك الصفة .. ويربي بقية أبناءه على احترام وتقدير شقيقهم الاكبر .. والانصياع له .. في حال غيابه .. ولا مانع من جعله "بعباُ" لهم .
** قالواُ قديماُ "حدثني من تصاحب .. وسوف أخبرك من أنت " .. و أنا سوف أقول "حدثني عن الأبن الأكبر لعائلتك .. وسوف أخبرك عن بقية الابناء "
** من الجهل الشديد المساواة بين الابناء .. لأنك اذا ساويت بينهم سوف يحضر الاتكال والحسد والبغضاء بينهم .. سوف يحاول كل شخص بينهم أن يفرض أسمه ك قائد لباقي الافراد دون مراعاة فارق العمر والاولويه .
** قد نجد في عائلة الابن الكبير صالح وأنسان أكثر من رائع .. ولكن بقية اشقاءه على النقيض تماماُ .. هنا تأكد بأن والدهم أخطاء في عدم تسليطه عليهم .. وجعله قدوة ومسؤول عنهم .. و لو تمعنت في تلك العائلة سوف تجد أن الاب ضد فكرة جعل أكبر أبناءه خليفة له في المنزل .. من باب المساواة بينه وبين بقية أشقاءه .
** لذلك أذا حاولت أن تهدم أبنائك وتشتتهم .. فما عليك سوا بتهميش واضعاف وتحقير أكبرهم .
** وكذلك إذا حاولت أن تخرج للمجتمع أبناء جيدين .. فما عليك سوا الاهتمام والتركيز في تربية أبنك البكر .. وسوف ترى نتائج ترضيك في المستقبل بإذن الله .. لأنه سوف يكمل نقصك .. وسوف يعوض غيابك .. وسوف يكون الصديق النصوح والمحب لأبنائك .. وسوف يكون سراجهم في يومهم الاسود .
** الله يطول بأعمار أشقائنا الكبار ويحميهم .. ويصلح من لديه أبناء .. وأخص بالذكر .. الكبار منهم .