الجمعة، 25 ديسمبر 2009

(( المشهد الخامس ))

(( المشهد الخامس ))


ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه





مع كل صباح , ومع كل رنين لمنبه هاتفي المحمول اليومي , يزداد كرهي للقطاع الخاص الذي أعمل تحت مظلة أحدى شركاته , ويزداد كرهي لأنظمة مكتب العمل وأهمها نظام العمل ثمانية ساعات يومياً وخمس ساعات يوم الخميس , يوم الخميس اليوم الذي كان موعد سعادتي الأسبوعية والذي أصبح عندي يوماً عادياًُ كسائر الأيام والفضل يعود لنظام الشركة الذي يجبرني على النوم المبكر يوم الأربعاء وعدم السهر مع أصدقائي الذي يعملون في القطاع العام .
ولكن في كثير من الأحايين أحمدالله أنني تشرفت من خلال عملي بالشركة بالتعرف على شاب أصبحت أجد عنده راحة البال , ولطالما تصورت أنه دكتوري النفسي .
شاب مثقف , لبق , محترم , متفاني , مرح لأبعد الحدود , رسمي في أوقات الجد , وبغض النظر عن وسامته التي هي كفيلة بجعله فارساًُ لأحلام جميع الفتيات , ولكني أرى أن الله فضله على كثير من خلقه بأسلوب بالأقناع لم أرى مثله في حياتي , قادر على أقناعك بأن الشمس تشرق من الغرب أن أراد ذلك .
ذلك هو زميلي في العمل عبدالعزيز , الذي تربى في كنف والدته بعد وفاة والده وهو في المرحلة الأبتدائية , ذلك الشاب هو الذي غير نظرتي في شباب هذا البلد الى نظرة أيجابية متفائلة , بعد نظرة سلبية سوداوية تم أقتطافها من بعض المواقف السيئة التي رأيتها من بعض الشباب, ذلك الشاب الذي لطالما أحببت الذهاب للعمل للألتقاء والحديث معه , الذي لا يعلم حتى الآن بأنني أكتب هذا الموضوع عنه , وأتمنى أن أجد منه المعذرة لعدم أخذ رأيه في كتابة موضوعي هذا عنه .
صديقي عبدالعزيز جعل من هذا الأسبوع في المكتب الذي نعمل فيه أكثر أسابيع السنه تناقضاُ , عشنا معه مراحل من الفرح ومراحل من الحزن , ومراحل من السخط والغضب , لن أطيل عليكم واليكم القصة :


المشهد الأول



يوم السبت الفائت لاحظت ولاحظ جميع من يعمل معنا في المكتب بالسعادة التي تغمر صديقنا , ولاحظنا أيضاً أن الأبتسامه لاتفارق محياه .
تملكنا حب الفضول لمعرفة السبب ورا تلك السعادة التي تعتصر قلباًُ عبدالعزيز أبتهاجاًُ , سألناه عن الأمر الذي جعل منه أسعد أنسان في العالم ,فأخبرنا والسعادة تملئ عينيه وأسلوبه بأنه وجد أخيراًُ زوجة العمر , والفتاة التي أعجب بها ولم يراها , وذلك من خلال ما سمعه من أحدى أخواته صديقة الفتاة , وبأنهم أخذوا موعداُ حتى يذهبوا لخطبتها من والدتها رسمياً , وغداُ الأحد يصادف يوم الموعد .
جميعنا غمرتنا السعادة وذلك حباً وفرحاً لصديقنا العزيز , وتمنينا له التوفيق في المساء , وأن يتمم الله الأمور على خير .
كان الجو ذلك اليوم في غاية الروعه , أختلفنا في وقت الظهيرة على من يدفع حساب وجبات الغداء أحتفالاُ بصديقنا وزميل العمل عبد العزيز , الذي كان في قمة سعادته وهو يرى كل واحداً منا أن يبرهن له مقدار الحب الذي يمتلكه له في قلبه .




المشهد الثاني



اليوم هو الأحد , المكان في منزل الفتاة التي أراد صديقنا الأقتران بها , وفي مجلس الرجال تحديداً , كان يتواجد والد الفتاة وبجواره صديقنا عبدالعزيز , سأل والد الفتاة عبدالعزيز الأسئلة الأعتيادية , مثل مكان العمل , الراتب , المؤهل الدراسي , وبعض الأسئلة عن والد عبدالعزيز المتوفي .
وبعد جلسة التعارف , سمح والد الفتاة لصديقنا عبدالعزيز بالدخول الى الصالة حتى يرى الفتاة الرؤية الشرعية .
في الصالة أجتمع كل من عبدالعزيز ووالد الفتاة وأبنته ووالدة الفتاة ووالدة عبدالعزيز .
أعجب الأثنان ببعضهما , ولم يكتفي عبدالعزيز بالأعجاب بالموصفات الشخصيه عن الفتاة التي سمعها من شقيقته , ولكن تعدى ذلك الى الأنبهار بحسن الفتاة الآخاذ .
بعد ذلك عاد كل من عبدالعزيز ووالد الفتاة الى مجلس الرجال .
لم تكن التعبيرات الصامته الصادرة من محيا الفتاة تعطي أنطباعاًُ بأن الأمور تسير بشكل جيد , لفتت تلك التعبيرات أنتباة عبدالعزيز الذي قام بسؤال والد الفتاة عن أذ ما كان يخبئ شيئاُ ما في جعبته .
أخبر والد الفتاة عبدالعزيز أنه يحمل أنطباعاُ في داخله , ويود التأكد منه , طلب عبدالعزيز من والد الفتاة أنه يخبره عن ماهية الأنطباع حتى لايزيد من قلقه .


والد الفتاة : عبدالعزيز ماعليش ياولدي على هالسؤال بس أنا لاحظت قبل شوي في الصالة لما أمك تكلمت أن لهجتها ماهي سعودية بحته , حتى باين من عيونها أنها ماهي من سعودية , بس أنا اللي سمعته أن أمك سعودية وودي أتأكد منك ؟؟
عبدالعزيز : والله ياعمي أنا أمي الله يطول بعمرها لبنانية الأصل , بس تحمل الجنسية السعودية .
لم يكمل عبدالعزيز حديثه حتى تغيرت تعبيرت الأستغراب التي كانت تتجلى على محيا والد الفتاة الى تعبيرات عدم رضى وأنزعاج , وأصبح يتمم بكلمات أغلبها مسموعه مثل (( حسبي الله ونعم الوكيل ))
لم يتمالك عبدالعزيز نفسه بعد تلك التعبيرات وطلب من والد الفتاة أن يخبره بالذي يزعجه وأثار سخطه وعدم رضاه .

والد الفتاة : أنت ياعبدالعزيز شاب والنعم فيك أن شاء الله , والكل يتمناك تناسبه , ولكن الحقيقه ياولدي أني مقدر أزوجك بنتي , لأنك منت سعودي ميه بالميه , أنا تغاضيت عن أنك من عائلة غير عائلتنا , لأننا مانزوج بناتنا الا من ناس يشاركونا نفس أسم القبيلة , ولكن مقدر أتغاضى عن أصل أمك اللبناني , عشان كذا ياولدي ماعندنا كل نصيب , والحمدلله أن بانت الأمور بدري قبل لا يتم أي شيء .
عبدالعزيز (( الغضب يملئ قلبه وعقله وكل مكان فارغ في جسده )) : طيب ليه ياعمي , أنت تبي تناسبني والا تبي تناسب أصل أمي , الحمدلله أمي ربتني عن تربية الف رجال , وأصل أمي مايعيبني , بالعكس يزيدني شرف , وأن شاء الله أنك تغير رأيك وتأخذ برأي بنتك وهذا هو المهم .
والد الفتاة : أقول لاترفع صوتك علي , كيف جاي تناسبني وترفع صوتك علي , والله الشرهه على أم عيالي اللي أقنعتني باأنكم عائله معروفة وناس حمولة , وبالنسبة لبناتنا مالهن رأي , الرأي راي الرجال والشور شورهم .
عبدالعزيز : ياعمي أنا كلمتك بكل أحترام ومارفعت صوتي عليك , ولكن اللي تقوله ماهو كلام منطقي .
والد الفتاة : أنت جاي تعلمني وشهو المنطقي واللي مو منطقي , أنا رجال أكبر منك وأفهم منك , روح شوف بنات ناس نفس مستواك وناسبهم , أما حنا مانزوج الا لنفس حمولتنا والا لواحد حمولته معروفه , وهاالشروط ماتنطبق عليك .
عبدالعزيز (( والغضب يتملكه )) : ترى ماتوا اللي يفكرون بنفس تفكيرك هذا , والحمدلله أنا حمولتي معروفه وماني محتاج تعريف منك لحمولتي , بس تمنيت أنك معطيني سبب ثاني غير هالسبب اللي قلته يمكن يخليني أزعل لأيام وبعدين أنسى , ولكن اللي قلته لي والله ماظنيت أني راح أنساه ماحييت .
والد الفتاة : الحمدلله لله أن ماتم شي بيننا , وأنا رايح أعطي أهلي خبر أنك تنتظر أمك برى , يالله مع السلامة .
عبدالعزيز (( والدمعه تطل من عينيه )) : والله مدري وش أقول , ولكن أقول أن شاء الله أنها خيره , يالله مع السلامه .


المشهد الثالث

دموع تتساقط من عيني والدة عبدالعزيز بالسيارة وأثناء السير في طريق العودة للمنزل , تزداد تلك الدموع غزارة كل ما تذكرت مقدار السعادة التي كانت على محيا أبنها عندما كان بجانب الفتاة التي دخلت عقله وقلبه .
كانت تطلب من أبنها المعذرة , رغم أنها لم تخطئ بقول أو بفعل , وكأنها تناست بأن الخطاء في الموضوع يكمن في تربية وثقافة والد الفتاة .
أكثر ما حز في خاطر عبدالعزيز أن والدته لم تستطع وضع عينها بعينه بعد ماسمعت , وكأن لها وزر في ما حدث .




المشهد الرابع

يوم الأثنين كان كل شيء يبعث للحزن .
الصباح , السماء التي أختفت خلف الغيوم , المكتب الصامت , محيا الزملاء , عبدالعزيز , الجميع يشعرون بالحزن .
ماعدا الجميع أنا كنت سعيداً في أثناء سيري للمكتب, وكان يشغل بالي مالذي حدث لصديقي العزيز مساء البارحة ؟
هل أعجبته الفتاة , هل وجد فيها ضالته , هل تم تحديد موعد الزفاف , هل أعجب والد الفتاة بشخصية عبدالعزيز , وكانت جميع الأجابات عن تلك الأسئلة في مخيلتي هي كلمة ( نعم ) .
منذ أن وطئت قدمي المكتب , شعرت بأن بعض قوات جيوش الحزن وجيوش الهم وجيوش الغضب خرجت من داخل فؤاد عبدالعزيز وأرتمت في أحضاني .
أسرع تحول في التاريخ كان هو التحول السريع من الأبتسامة والسعادة على محياي الى الحزن والكأبه عندما شاهدت محيا عبدالعزيز الكئيب .
أتيت بالقرب من عبدالعزيز وسألته عن الذي حدث بصوت خفيف أقرب للهمس , لم يستطع أخباري , وطلب من الزملاء الذين جلسوا معه قبلي بأخباري بالذي حدث , وغادر بعدها الى خارج المكتب ويرافقه أصدقاءة الحزن والكأبه .
أخبرني الزملاء بالذي حدث مساء البارحة لعبدالعزيز ووالدته , في البداية توقعت أن الزملاء يريدون (( يمقلبوني )) ولكن بعد أن قام أحدهم بالحالف لي بأنهم صادقون بما قالوا شعرت بالصدمة وخيبة الأمل بأن تلك العقليات مازالت موجودة في بلدي حتى الآن .
ذهبت الى صديقي العزيز عبدالعزيز الذي كان يختبئ بعيداً عني في اخر مقاعد كافتيريا الشركة , قدمت له واجب العزاء على ماحدث , وحاولت رفع معنوياته ولم أستطع للآسف رفع جزء بسيط للغايه منها .



المشهد الخامس

عبدالعزيز متابع جيد لكل ما أطرح يوم الجمعه , وبأذن الله سوف يقراء هذا الموضوع يوم السبت , كلي أمل منكم أن تكتبوا المشهد الخامس الذي قد يعيد لنا عبدالعزيزالمرح, عبدالعزيز المتفائل , عبدالعزيز جالب السعادة .
أترك لكم القلم لتكملوا المشهد الخامس باأساليبكم المختلفة ,,,


برايفت عبدالعزيز (( أحمد ربك أني صديقك رغم أني سعودي أباً عن جد ,, خخخخ أحبك يامروح ,, أشتقنا لمزحك وضحك يابطل ))





تقبلوا تحياتي

الجمعة، 18 ديسمبر 2009

(( سلمى والذئب حطاطه ))

(( سلمى والذئب حطاطه ))


ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه





في أحايين كثيرة كم تمينت أني لم أولد جميلاً , أو أني ولدت جميلاً خارج هذه البلاد , فالشاب الجميل في هذا البلد مظلوم دائماً , فالجميع دائماًُ مايشكك بأخلاقه , والبعض من شدة الغيره منه قد يتهمه بأنه له ماضي شنيع في طفولته أو في مرحلة المراهقه , والبعض صاحب النيه العفيفه الشريفه تجده عندما يرى الشاب الجميل يبادر بالقول (( هذا هو كذا !! أجل وشلون خواته )) ولا يعلم بأنه من الممكن أن لا يكون لديه شقيقات , أو شقيقاته لايملكن نفس ملامحه وتقاسيم وجهه الجميله .

سوف أروي لكم اليوم أحد القصص التي ظلمت فيها والسبب يعود لصديقي العزيز حطاطه :

كنت دائماًُ ما أغضب عندما يستجديني حطاطه للذهاب معه لإحدى المجمعات , أو الأسواق , وكنت أعلم أن لحطاطه غاية في نفسه غير التسوق , فهو من هواة الغزل وملاحقة الفتيات رغم شناعة وقباحة مظهرة ومحياه (( اللهم لا شماته )) , كان يتولد لدي أحساس بأن حطاطه عندما يصر على مرافقتي له للمجمعات وذلك لكي (( يكشخ فيني )) ولذلك أرفض مرافقته دائماً .

ولا أنسى بأني عندما أوافق على طلبه وأذهب الى احد المجمعات برفقته يقوم بالالحاح علي بأن أقوم بأعطاء رقمي للفتيات اللواتي يقمن بالنظر الي بشكل غريب وعجيب وكأنني آتي من كوكب اخر .

كنت دائماًُ ما أخبره بأنني لست (( مغزلجياُ )) ولا أحب السير في هذا الطريق الملتوي , فكان يقول (( ياخي أنت عطها رقمي وما عليك وأترك الباقي علي وأنسى أمرها )) وكأنني أكبر مغفل عرفه تاريخه .


لاحظت في الأيام الأخيرة أهتمام حطاطه بألتقاط الصور لي بأي مكان وبأي وضعيه , وكان عندما أسأله عن سبب ذلك الأهتمام يخبرني أنها للذكرى فقط .

والحقيقه عكس ذلك تماماًُ , الحقيقه هي أن حطاطه تعرف على أحدى الفتيات عن طريق احد مواقع الشات وكانت تطلق على نفسها مسمى ((سلمى )) , أستمرت العلاقه بينهم شهور , وفي احد الأيام رأت سلمى صورتي في بطاقة العرض في برنامج الماسنجر لحطاطه فقامت بسؤاله عن من هو الشخص الجميل جداُ الذي تضع صورته , فأخبرها بأنه هو صاحب الصورة .

لم تتمالك سلمى نفسها وقامت بالضحك بعنف وقالت له بالحرف الواحد (( تخيل أنك صاحب هالصورة ؟؟؟ والله مقدر اتخيل )) أستغرب حطاطه من كلام سلمى فسألها لما لم تصدق أنها هو صاحب الصورة فأخبرته بأنه من المستحيل أن يكون صاحب هذه الصوره بهذا الأسلوب الذي أشاهده منك وكأنك أول مره تتعرف على فتاة , فمن يملك كل هذا الجمال فمن المؤكد أن لديه العديد من العلاقات الغراميه مع الفتيات .

قام حطاطه بأقناع سلمى بأنه الشخص الموجود بالصورة وذلك باأرساله لها أكثر من صورة لي في اماكن مختلفة , وفي أحد الأيام قام بأرسال صورة تجمعني به في أحدى الحدائق , فشدت تلك الصورة سلمى وتملك فيها حب الفضول ماتملك لتعرف من هو الشخص الذي مع حطاطه بالصورة والذي هو حطاطه ؟؟
أخبرها حطاطه أن صاحب الصورة هذا صديقه العزيز , فقالت له سلمى (( معقولة هذا اللي واقف بجنبك انسان مثلي مثلك ؟؟ أنا أول ماشفته حسبتك مصور مع سنجاب , الله يعينك عليه أحس انه ماتروش من عشر سنوات , أول مره أشوف ريحه خايسه تطلع من صورة ؟؟ ))
أحس حطاطه بقمة الأحراج وهو يقراء تلك الكلمات القاسيه والتي تصف مظهرة ومحياه , فقام بالرد عليها (( بالعكس أنا أشوف أنه حلو ووسيم وأنا أحلى منه بشوي ,, مشكلتك أنك ماتعرفينه زين ,, والله ياعليه طيبة قلب والولد مررره أخلاق ومعاه بلاك بيري <<< مدري وش دخل البلاك بيري بالموضوع ))
عندما سمعت سلمى ذلك لم تتمالك نفسها وقامت برمي جوالها البلاك بيري بالحائط حتى عاد اليها أشلاء متناثرة , لأنها لم تتقبل أن تشترك مع صاحب الوجه القبيح بأي صفة أو أي شيئاً كان .
تعلقت سلمى بحطاطة رغم كرهها لأسلوبة في بادي الأمر والفضل يعود لجمالي الذي جعلها تنسى أسلوب حطاطة السخيف والساذج في أوقات كثيرة .

تغير كل شيئ في علاقتهما , في السابق كان حطاطه دائم الأتصال بسلمى , والان أصبحت سلمى لاتنام الليل أذ عدى يوم لم تسمع فيه صوت حطاطه .
في السابق كان حطاطه هو من يقوم بتعبئة هاتف سلمى المحمول , والان أصبحت سلمى هي من تقوم بتعبئة هاتف حطاطه المحمول .

مع مرور الأيام يزداد حب سلمى لحطاطة , وأن قام حطاطه بالإسأة اليها في أحد الأيام فأنها تقوم بمعذرته بمجرد رؤيتها لصورة حطاطه (( عفواً صورتي )) وعينيه الجميليتين اللواتي لطالما حلمت سلمى بمشاهدتهما على الطبيعه حتى تتأكد أن الحقيقه دائماً أجمل من الصورة .

بعد ترسخ العلاقة بينهما , أصبحت سلمى تثق بحطاطه وكأنه أحد أشقائها , لذلك عندما طلب منها حطاطه صورتها لم تتردد كثيراُ ولم تتمسك بمبادئها التي كانت ترفض مثل هذه التصرفات , قامت للأسف بأرسال صورة تلو الصورة لحطاطه الذي كان على الجانب الاخر من الماسنجر يرتب لعمل في قمة الخبث والدهاء .

في أحد الأيام طلب حطاطه من سلمى الهروب من الكلية التي تدرس بها , والخروج مع صديقه الذي شاهدته برفقتة حطاطه بالصورة (( يقصد نفسه )) وذلك لأعطائها هدية عيد ميلادها الثاني والعشرون بالنيابة عنه وعلل ذلك بتواجده خارج المدينه .

رفضت سلمى بشدة , وأخبرته بأنها لا تزال متمسكة ببعض المبادئ وأن تخلت عن البعض الآخر لأجله , وأخبرته بأنه لن توافق على الخروج مع شخص غريب حتى لو كان ذلك الشخص هو حطاطه فما بالكم بصديقه الذي وصفته بأبشع الكلمات والأوصاف .
بااءت كل محاولات حطاطه بأقناع سلمى بالفشل , عندها قام بالتحول للخطة الثانية التي أعد لها , وهي تهديد سلمى بنشر صورها عبر الأنترنت حتى وصول الصور الى أحد ذويها في حال رفضها مجدداً طلب الخروج مع صديقه .

لم تصدق سلمى ماقاله حطاطه , شعرت بالاسى حيال ذلك , لم تكن تتصور أن يكون حطاطه الذي أحبته وتمنته أن يكون بعلاُ لها في المستقبل بهذه الحقارة , أخبرته بأنها لا تهتم لتهديداته , وبأنه سوف تقوم برد فعل مماثل في حال قيامه بذلك .

قام حطاطه بأنشاء أيميل الكتروني اخر , وقام بأضافة سلمى الى الأيميل الجديد , ثم قام بأرسال رسالة الى أيميل سلمى تتضمن صور لسلمى وهذه الرسالة النصيه (( لقد وصلتني هذه الصور من شخص يدعى حطاطه ويدعي بأنك صديقته وسوف يقوم بأرسال الصور للمزيد من الأشخاص في حال عدم تنفيذك لمطالبه , لذلك أنا أنصحك بتنفيذ مطالبه حتى لايقوم بنشر هذه الصور ))

كانت هذه الصور بمثابة الصفعه الأكثر الماً لسلمى عبر تاريخها , صدقت بأن حطاطه قام بنشر الصور , لم تتمالك نفسها وقامت بالبكاء لعدة ساعات متواصلة , وأصبحت تعد نفسها ضمن المتوفين أخلاقياً .

بعد عدة مشاورات مع صديقاتها في الكلية , قامت سلمى بأخذ نصيحة أحداهن وهي أخبار والدها بكامل تفاصيل ماحدث بينها وبين حطاطه .

تعرضت سلمى للضرب والتوبيخ من قبل والدها , الذي طلب منها أعطائها أي معلومات عن حطاطه حتى يقوم بالتبليغ عن حطاطه لدى هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكذلك أيصال الموضوع للأمارة حتى تتخذ صلاحيات أكبر بالقبض على حطاطه أو (( على صاحب الصورة بالأصح ))

قامت سلمى بطبع جميع الصور التي أخذتها من حطاطه , ثم قامت بأعطاء والدها جميع صور حطاطه أو (( صوري )) فقام والدها بتسليم تلك الصور الى مركز الهيئه ومكتب الإماره .


بعد مرور أقل من أسبوع على ماحدث بين حطاطه وسلمى , وأثناء عودتي برفقة حطاطه من شاطئ البحر , قمت بالوقوف عند أحد نقاط التفتيش على الطريق , لاحظت بأن رجل الشرطة دقق في محياي كثيراُ ثم ذهب الى صديقة وطلب منه أحضار صورة المطلوب من داخل سيارة الشرطة , بعدما أحضر صديقه الصورة قام بسؤالي (( اليست هذه صورتك ))
تفأجات بأن الصورة التي يحملها الشرطي في يده هي صورتي , فأجابته بأنني صاحب تلك الصورة , فقام بفتح باب السيارة , ثم قام بسحبي منها بقوة , ثم قام بأخذي الى سيارة الشرطة ووضعي بداخلها , في موقف ذهول مني ومن صديقي العزيز حطاطه .

بعد ذلك تم أخذي الى مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , تفأجات بالتهمة الموجهه إلي , وعلى نقيض ذلك لم أشاهد علامات الأندهاش على صديقي حطاطه الذي تلعثم , ثم أخبرني بأنه ذاهب للبحث عن محامي جيد يستطيع أخراجي من هذه التهمه , وكان لقائي بحطاطه في مركز الهيئة هو اخر لقاء يجمعني بحطاطه الذي قام بأقفال هاتفه المحمول والمغادرة الى مكان مجهول .

حضرت سلمى ووالدها الى مركز الهيئة , لم يتمالك والد سلمى نفسه عند رؤيته لي فقام بصفعي بكل حقد ولم يكتفي بذلك بل حاول ضربي ضرباً مبرحاً ولكن رجال الهيئه وقفوا سداُ منيعاُ أمامه , وأخبروه بأنه سوف يأخذ جميع حقوقه مني هو وأبنته .

أخبرت والد سلمى باأني مظلوم , وبأنني لا أعرف عن أبنته شيئاً ولا أملك أي شيئ شخصي عنها , عندما سمعت أبنته صوتي تفاجأت , وأخبرة والدها بأن هذا ليس صوتي الذي أعتادت على سماعه , وأن هنالك شيئاً غريباُ في الأمر .

أمضيت تلك الليلة في توقيف الهيئة , لم أستطع النوم في تلك الليلة , كنت ممسكاُ بالصورة التي قام رجل الهيئه بأعطائها لي عندما قال (( خل صورتك معاك , خلاص يعني ربك أعطاك جمال وحسن لازم تعصيه وتغري بنات المسلمين بصورك وكلامك المعسول ؟؟ ))


بدأت أفكر بشأن تلك الصورة , فلم أتذكر أنني قمت بألتقاط تلك الصورة لنفسي , دققت في المكان الذي أتواجد فيه , ووجدت أنهاغرفة حطاطه , صديقي الذي أختفى بعد علمه بموضوع القبض علي .
تذكرت أيضاُ عندما قال لي حطاطة في أحد الأيام (( ياعقيل ياحظك , ياليتني مزيون مثلك , كان كل يوم أشبك بنت وكل أسبوع أطلع مع بنت ))


في الصباح الباكر قمت بأخبار رئيس مركز الهيئة بأنني الشخص الخطاء في المكان الخطاء , وأنه من المفترض أن يتم القبض على حطاطه الذي أنتحل شخصيتي بواسطة صوري .
بقيت جليس التوقيف مدة أربع ليال , حتى تم القبض على حطاطه , الذي أعترف بما نسب عليه بعد أنكاره الشديد , ولكن أدانه رقم هاتفه المحمول وكذلك عنوان بريده الألكتروني .


الحمدلله الذي برائني من تلك التهمه كما براء الذئب من دم يوسف عليه السلام .




ملاحظة /

أنتبهوا من أعطاء صوركم الخاصه لأي شخص كان حتى لا تتعرضوا لما تعرضت إليه ,,,

تقبلوا تحياتي
فتكوا بعافيه

الأحد، 13 ديسمبر 2009

(( المظلومه ))

(( المظلومه ))


ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه




ملاحظة : (( القصة واقعية ))




بداية
((
يامسهل الدنيا مهما تعاندنا ))

هذا ما يخطر في بالي عندما أتذكر قصة نوره , نوره بنت جارنا وصديقة شقيقتي الصغرى وأختنا التي لم تلدها أمي , والتي كانت صديقتي في مرحلة الطفولة , عندما كنا نلعب سوية بحكم صغر السن والتقارب في الأعمار , يوجد شيئاُ غريباً يشدني لهذه الفتاة , فالذي يشدني لهذه الفتاة ليس حب العشاق , وأنما قد يكون حب الأخوة والعشرة , فهي مصنفة لدي كا أحدى شقيقاتي , لطالما كنت أتمنى لها الخير , ولطالما شدتني أخبارها ويهمني أن تكون بخير.

كانت نوره يتيمة الأب , وكان شقيقها الأكبر عبدالرحمن هو من يعول تلك الأسرة المكونة من نورهووالدتها وأشقائها عبدالرحمن والتؤام سلطان وسلمان اللذان يصغرانها بأكثر من عشر سنين .

في منتصف شهر رمضان أفتقدت زيارات نوره الدائمة لمنزلنا , وذهابها مع شقيقتي يومياً لاأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد بصحبة أخويها الصغار , مر أكثر من أسبوع على اخر زيارة لها لمنزلها , وكذلك ذهابها للمسجد لأداء صلاة التراويح .

كلما أرغب بسؤال شقيقتي عنها أخشى أن يتم تفسير ذلك السؤال على أنني محب لها كعاشق من قبل أختي أو حتى والدتي , ثم أضطر لا الغاء السؤال عن غيابها المفاجئ .

في تلك الفترة بدءت شقيقتي وكأنها تحمل هماُ عظيماُ , وكأن فؤادها ممتلئ بالكثير من الكلمات والحروف ولكن لا تستطيع البوح بها لأن في فمها ماء , ونفس المنظر شاهدته في محيا شقيق نوره الأكبر عبدالرحمن أثناء التقائي به على طريق المسجد قبل او بعد اداء الصلاة ,
لم يعد عبدالرحمن ذلك الشخص البشوش , الذي كان بعد كل صلاة مغرب يدعوني للذهاب معه لمنزله , لأكمال تناول الأفطار , أصبح في الفترة الأخيرة يتحاشى ملاقاتي , وأن صادفني القى علي السلام بمحيا يكسوه الغضب ويغادر بخطى سريعه على الفور .

لم يرق لي ماكان يحدث , قررت عندها عدم الصمت أكثر من ذلك , توجهت لوالدتي التي كانت تعد وجبة الأفطار لوحدها في المطبخ , بعد أن القيت السلام , سحبت احدى الكراسي وجلست عليه وعيني لاتفارق عيون والدتي التي تحمل نظرات غريبة لم أراها الا في حال توقع حدوث مكروه لاتريد الوالده اخبارنا به .

سألت والدتي أذ كان هنالك أمراً لا أعلم عنه أو حدوث شيئاً لا يحمد عقباه , بان الأندهاش على محياها ثم أجابت بنبرة تخفي الكثير من الأمور خلفها ((
لا , لماذا تقول ذلك ؟؟ هل سمعت شيئاً دعاك لقول ذلك ))

أخبرتها بالذي لاحظته في الأيام الأخيرة بداء من أنقطاع حضور نوره ووالدتها واخوتها الصغار لمنزلنا , وكذلك تصرفات شقيقها عبدالرحمن في الأيام الأخيرة , كذلك ماشاهدته في تغير في محيا شقيقتي التي لم تعد كما كانت , فصوتها لا أكاد اسمعه الا عند أيقاظها لي لتناول وجبة السحور , وضحكتها ندرت وحتى الأبتسامه لم تعرف الطريق الى محياها من فترة .

أثناء حديثي لوالدتي لاحظت أنها تأثرت جداُ للتأثر الذي أتضح على أسلوبي , الدموع تطل من نافذة عينيها , وكأنها تريد السقوط من الأعلى والأنتحار على طاولة المطبخ وفضح كل الهموم التي تخبأها والدتي .

قالت لي بنبرة جاده يكسوها الحزن ((
سأخبرك مالذي يحدث في حال أن وعدتني أنك ستجيبني بصراحة على سؤالي الذي ساأطرحه عليك ))
قلت لها ((
لاتخافي ياوالدتي , فأنتي تعرفيني جيداً أذ كنت أكذب , أسألني وسا أجيبك بمنتهى الصراحه وبدون أن اقطع على نفسي وعود ))

قالت وعينها لاتفارق عيني ((
هل أنت تحب نوره؟؟ ))

فا أجبت ((
نعم , أحبها كما أحب شقيقتي غادة فا أنتي تعلمين أنني أعتبرها كا أختي التي لم تلديها ))
قالت بلكنة أكثر حدة ((
أفهم من حديثك أنه لا يوجد لديك نيه للأرتباط بها مستقبلاً ))
قلت بسخرية ((
فيه أحد يتزوج أخته يايمه ))
قالت ((
أذن أسمع مالذي حدث ولكن أريد منك وعداُ بعدم أفشاء ما سأقوله لك ))
قطعت على نفسي وعداًُ أمام والدتي بأنني لن أتفوه بكلمة لأي شخص كان .
بعدها بدأت والدتي بالحديث ((
قبل مايقارب الأسبوع ذهبت الى منزل جارنا أبو عبدالرحمن للزيارة , لم تكن الأوضاع في منزلهم تسير بالشكل العادي , فكان أستقبالهم لي عادي جداً , وكأنه غير مرحب بي في منزلهم , الأمر الذي زاد من أستغرابي هو الذي شاهدته في محيا نوره, وكأنها تعرضت لحادث سير , الكدمات واضحه على محياها وأن حاولت أخفائها بوضع شعرها عليها أو حتى وضع قليلاً من ادوات التجميل , سألت أم عبدالرحمن عن الذي حدث لأبنتها , فأخبرتني أنها تعرضت للسقوط من على اعتاب الدرج , لم يقنعني الذي سمعته منها , فاالحيت عليها الى أن قامت بالبكاء وأخباري بكل شيئ ))
عند هذه النقطه قاطعت والدتي وأنا متلهف والحيرة تملئ مخليتي (( أكملي يا أمي أكملي مالذي أخبرتك به الخاله أم عبدالرحمن ))
ثم أردفت والدتي قائله ((
أخبرتني بأنهم تعرضوا لأزعاج لمدة أكثر من يومين على هاتف المنزل , وكان الذي يقوم بالأزعاج شخصاً يدعي أنه صديق لأبنتي نوره, لم يصدق أبني عبدالرحمن في البداية مالذي سمعه من الشخص المزعج , الا أن أخبره الشخص المزعج بأنه يملك أدلة بأن نوره صديقته , وأنها أثناء ذهابها لمعهد تعلم الحاسب الالي في فترة العصر كانت تخرج برفقة ذلك الشاب المزعج , الذي يعرف كل شيئ عن عائلتنا , بدء من رقم الهاتف المحمول لنوره, موقع المنزل , أسماء أبنائي وأوصافهم وأعمارهم , حتى قام بوصف محيا نوره وأخبرنا بأنها تحمل شامه تحت أذنها اليمنى وهي كذلك, أبني عبدالرحمن بعد كل الذي سمعه صدق كل ما اخبره ذلك الشاب المزعج , فقام بشمته با ابشع الكلمات أمامنا , ثم قام بتكسير هاتف المنزل على محيا نوره التي حلفت له بأنها مظلومة وأنها لاتعرف من يكون هذا الشاب , ولم يكتفي بذلك بل منعها من الخروج من المنزل , ومنعها أيضاً من أكمال دراستها في معهد الحاسب الالي والذي تبقى على نهايته مايقارب الأربعة أشهر , حاولت أبنتي أثبات برائتها من كل ماأدينت به من قبل الشاب المزعج ولكن لم تستطع أقناع شقيقها وأقناعي أيضاً , وأخبرتني ام عبدالرحمن أنها تقوم بالدعاء لله تعالى با أظهار الحق في أقرب وقت , لأن حالة أبنتها في تردي واضح مع مرور الأيام , وحلمت مراراً بأبنتها وهي تبكي وتقول أنا مظلومة يايمه ولاتسمحي للشك باأخلاقي بأن يستوطن في قلبك ))

توقفت أمي من حديثها لمسح الدموع التي سقطت على وجنتيها , ثم أخبرتني بأنها
منعت شقيقتي غادة من زيارة نورهومن الحديث معها حتى تسقط كل الأدعاءات التي طالتها .

في الوقت الذي تنتظر والدتي رؤية ردة فعلي , فاجأتها باأبتسامه غريبه , أعقبتها بقولي ((
والله موضوع يحير اللي مايتحير , فكرت بجميع الطرق تبرئت نوره ولكن ماقدرت , كل شي ضدها , لكن ردة فعل اخوها ما أعجبتني , مفروض يتأكد قبل كل شي , حتى ولو أني اللي أزعجهم ماخلى مجال للتأكد , لكن بأذن الله ماراح تسمعين الا كل خير ))

ودعت والدتي بطبع قبلة على جبينها , ثم ذهبت لغرفتي ترافقني الحيرة والأمل باأثبات براءة نوره.

ف
كرت بجميع الحلول ولم أتوصل سواء لحل واحد , وهو أن أحصل على رقم الهاتف المحمول للشاب المزعج وأستدراجه بالحديث .

أخبرت شقيقتي غادة بأنني أعلم مالذي حدث لنوره, وأنني ساأحاول بكل ما أوتيت لأثبات براءة نوره ولكني أريد مساعدتها دون علم والدتي لما أخطط .

بعد ذهاب والدتي لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد أصطحبت شقيقتي غادة لمنزل أبو عبدالرحمن وطلبت منها أن تحاول أحضار رقم هاتف الشاب المزعج من نوره, وطلبت منها الأسراع في أحضار الرقم قبل عودة عبدالرحمن ووالدته من المسجد , حتى لايدخل الشك الى قلوبهم .
طرقت الباب فخرج لي أحد التؤام ولم أعرفه كعادتي , ثم قام با أدخال شقيقتي الى منزلهم , وقمت أنا بالأنتظار بالخارج .

بعد مايقارب الربع ساعه خرجت شقيقتي من منزلهم , وقامت بأعطائي ورقة صغيرة مكتوب فيها الرقم ومكتوب أيضاً تحت الرقم ((
الله يجزيك كل خير ويعطيك على قد نياتك ))


أحسست بداخلي بعد قراءة تلك الكلمات وكأن نوره تستجديني لمساعدتها , وتشكرني أيضاً على حفاظي على ثقتي فيها وعدم أهتزاز ثقتي بما سمعت كما حدث لشقيقها الذي رمى كل ثقته بشقيقته خلف ظهره بعد أول أختبار حقيقي تعرض له .

ظللت متماسكاً أمام شقيقتي وأن لاحظت أنني أخنق العبرة كي لاتسقط أمامها , أوصلت شقيقتي للمنزل , ثم بعد ذلك ذهبت وركبت في سيارتي يجتاحني الشوق لسماع صوت الشخص الذي شكك في منبع الشرف والأخلاق الحميدة .

أخذت الورقة ورصصت على الأرقام با أرتباك , في البداية لم يجب على أتصالي , اعدت المحاولة مراراًُ وتكراراً حتى قام بالرد علي بنبرة غاضبة وحادة , سألني من أكون ؟؟ فأخبرته بأنني صديق شقيق الفتاة التي أدعى أنها صديقته ,
فقال بأستغراب :
تقصد نوره ؟؟
فقلت له :
نعم .
فقال لي :
طيب وش تبي الحين ؟؟
فقلت له :
حبيت أعرف أذا كل الكلام اللي قلته عن نوره صحيح والا لا ؟؟ قلي بيني وبينك وصدقني ماراح أزعل لو كان كلامك صحيح لأنها مو أختي ولايهمني شي عنها , بس لازم تعرف أن أمها كل يوم تدعي عليك أذا كنت كذاب وكلامك مو صحيح , ولاتنسى بعد بكرة ليلة القدر وأنتبه لا تدعي عليك ويصير لك شي مايرضيك .
قال :
أنت وش دخلك ؟؟ أكيد تبي تشبكها !! تراني ماني فاضي لك , البنت هذي سمعتها زفت وياليت ماتدخل نفسك بالموضوع .

بعدها أشتد بيني وبينه النقاش وقام بالتلفظ علي , وكان ردي له بالدعاء له بالهداية فقط , وكان كل مادعيت له بالهداية كان يشتط ويسمعني أقبح العبارات والأوصاف حتى قمت بأقفال الهاتف واليأس يملئني , بعد ذلك قمت بحفظ رقمه في هاتفي المحمول .

عندما عدت للمنزل سألتني شقيقتي غادة عن الذي حدث , فاأخبرتها بالذي جرى , فظهرت علامات الحزن على محياها وكأني أخفقت بالهدف الذي خططت له .





(( ظهور الحقيقة ))

مرت اربع أيام بعد تلك المحادثه , جاء العيد السعيد على كل المسلمين ماعادا بيت جارنا .
في ظهيرة ذلك اليوم أمسكت بهاتفي المحمول وقمت كعادتي في كل عيد بأرسال رسالة تنهئة بالعيد الى كل رقم أحفظه في هاتفي المحمول , وكان من بين تلك الأرقام رقم الشخص المزعج , فوصلته رسالة مني دون قصد مني .
بعدها بدقائق وصلتني رسالة من الشاب المزعج , كل مشاهد الحيرة والتعجب والدهشة تملئ محياي حينها .
لم أكن أتوقع أن تصلني رسالة من ذلك الشخص الذي كرهته دون أن أراه أو حتى أعرف أسمه .

جأني أحساس بأنه ندم على فعلته , وأنه طيب القلب حتى وأن بدء لي عكس ذلك تماماً .

في صباح اليوم التالي وأثناء قرائتي لرسائل العيد فكرت بأن أرسل لذلك الشاب المزعج رسالة أخرى تحمل كلمات طيبه ومشاعر صادقة , وتحمل بين طياتها بعض كلمات الدعاء بالتوفيق والسداد , وقمت بعد ذلك با أرسالها له .

بعد مايقارب العشر دقائق وصلتني رسالة منه مشابهه لرسالتي التي قمت با أرسالها اليه , أبتسمت وغمرتني السعادة وكأنني حققت نصرأ عظيماُ بالتواصل مع ذلك الشاب المزعج .

فكرت أن أقوم بالأتصال به لكت ترددت كثيراُ , وأخيراً قررت الأتصال به والمباركة له بالعيد .

في هذه المرة قام بالرد من أول أتصال , وعندما تسمع صوته تحس بأن
الخجل يتملكه .

هنئته بالعيد فقام هو أيضاً بتهنئتي , ثم سألني أين قضيت أول ليالي العيد فأخبرته بأنني قضيتها مع الأقارب والأصدقاء في أستراحة خالي , ثم سألته نفس سؤاله وأخبرني بأنه لم يخرج من منزله بعد ثالث يوم من مكالمتي له
والسبب يعود لتعرضه لوعكة صحية اليمه المت به, تحمدت له بالسلامه وطلبت منه أن يقوم بأخباري موقع منزله حتى أقوم بزيارته , فرفض ذلك معللاُ خوفه من أنتقامي أنا وشقيق نوره منه بعد الذي فعله , عندها قمت بالحلف له بأنني لن أؤذيه ولن أخبر شقيق نوره بموقع منزله , وأنني أريد الأطمئنان عليه فقط , فقال لي أنه مقدر لمشاعري تجاهه , وبعدها أعتذر لي عن ماحدث بنبرة نادمه وحزينه , فا أخبرته بأن لايعتذر أذ كان فعلاً ما تحدث به عن نوره , فقال لي يكسوه الحماس (( تكفى لا تظلم نوره , والله أني ندمان على كل اللي سويته لها , وسبحان الله شوفني الحين تعبان ونفسيتي بعد تعبانه وكلها من دعوات أمها ))

أكتستني الحيرة وأنا أسمعه يتفوه بتلك الكلمات فقمت بسؤاله لماذا فعل ذلك طالما أنه يرى بأنها مظلومة ؟؟ وكيف أتى بكل المواصفات والمعلومات عنها وعن عائلتها ؟؟
فقال لي ((
أسمع ياأخوي , أنا صارلي يومين نفسي أتصل فيك ومستحي منك والله , ولازم أعلمك بكل القصه عشان أريح ضميري ))
قلت له : تفضل ياخوي كلي أذان صاغية .
قال ((
أنا مثلي مثل بعض الشباب عندي صديقه تعرفت عليها من زمان , ولكن صار بيني وبينها مشكلة وأنقطعت عني , ولكن بعد فترة تفاجأت أنها تتصل علي , وطلبت مني طلب لو نفذته راح ترجع علاقتي معاها وراح تطلع معاي مثل أول , كانت البنت هذي تدرس مع نوره بنفس المعهد , وكانت صديقة نوره المقربه , تروح لبيت نوره ونوره بعد تروح لبيتها , وفي احد الأيام صار مشكلة بينها وبين نوره بالمعهد , وقررت أنها تنتقم من نوره بتشويه سمعتها عن طريقي , أعطتني رقمها ورقم بيتها , وأعطتني أوصافها وكل المعلومات اللي تعرفه عن عائلتها , وقالت أبيك تشوه صورتها قدام أخوها الملتزم وقدام أمها , وأذا صار هالشيئ راح أرجع علاقتي معاك وأسوي لك أي شي تبيه مني , أنا وافقت على طلبها وأزعجت نوره على جوالها , كانت في البداية تصك السماعه في وجهي , ولكن بعد فترة قفلت جوالها , وصرت أزعجها عن طريق هاتف بيتهم , وفي احد الايام كلمني أخوها وقلت له اني صديق اخته , أخوها ماصدق كلامي في البداية ولكن لما وصفت له محيا اخته وعطيته بعض المعلومات عن عائلتهم المسكين صدقني وكذب أخته ))

بعد ذلك توسلني بأن أقوم بالأعتذار نيابة عنه من نوره ومن والدتها ومن شقيقها عبدالرحمن , وفي نهاية حديثي قام بأعطائي أسم صديقة نوره ((
مرام )) حتى نتأكد من صحة ماقاله .

والله العظيم نزلت الدموع تباعاُ على وجنتي دون مقدرة مني على أيقافها ,
تخيلت عبدالرحمن وهو يصفع محيا نوره الطاهر ويشكك باأخلاقها , تخيلت أم نوره وهي تبكي كل ماتشوف بنتها في تردي والكدمات أخفت الجمال الرباني اللي وهبها أياه الخالق , تخيلت نوره وهي ساجدة على سجادة الصلاة تدعي ربها ودموعها على خدها بأن يظهر الحقيقة و ما يسامح اللي كان السبب .

لم أستطع تمالك نفسي , ذهبت أعدو نحو داخل المنزل , طلبت من والدتي وشقيقتي بأن يقوموا بالذهاب معي الى منزل جارنا ابو عبدالرحمن , حتى كشف حقيقة نوره أمام والدتها وشقيقها .
ذهبت مع والدتي وشقيقتي غادة نحو منزلهم , طرقت الباب , فتح لي عبدالرحمن الباب , قمت بالسلام عليه وأنا في قمة السعادة وهو في قمة الحيرة من قدومي في هذا الوقت من الظهيرة مع والدتي وشقيقتي , ثم قام با الترحيب بنا وادخالنا منزلهم
.
بعد شرب القهوة والشاي , طلبت من عبدالرحمن أن يقوم بمناداة كل من والدته ووالدتي , ملامح الدهشة والحيرة أرتسمت على محياه , سألني عن السبب , فأخبرته بعد قدومهم سوف يعلم عن السبب , قام لا أحضارهم وماتزال الدهشة تتملكه .
بعد حضورهم ورؤية علامات الدهشه موزعه بينهم , قمت با أخبارهم بأنني أعلم بقصة نوره , حتى وأن حاول الجميع أخفائها عني , لأنه من الصعب أن يتم أخفاء موضوع هام كهذا بين هاتين العائلتين ,
أثناء حديثي لاحظت علامات الغضب ونظرات الغضب تتوجه من عيني خالد نحو والدته , وكأنه يلومها على أفشاء الذي حدث .


أخبرتهم بمخططي بأخذ رقم هاتف الشاب المزعج وأنه نفذ الخطه مع شقيقته غادة , ثم أخبرته بالمراحل اللتي تمت بيني وبين الشاب المزعج , ثم أخبرته بما أخبرني به الشاب المزعج قبل قليل , وطلبت منهم مسامحة ذلك الشاب على الذنب الذي أقترفه .

لم أكمل حديثي حتى قامت والدة عبدالرحمن ب((
الزغرته )) والبكاء , شاركتها والدتي بالبكاء وبا أطلاق الزغاريت وكأننا في حفل زواج , لم يتمالك عبدالرحمن نفسه فقام بالدخول الى غرفة الطعام في منزلهم وقام بمناداة شقيقته نوره ثم أخبرها بالذي حدث بيني وبين الشاب المزعج , ثم سألها أذ كانت تعرف موقع منزل مرام , فا أخبرته والدموع تنهمر من عينيها (( حتى لو أني نسيته راح أتذكره يا أخوي ))

بعد ذلك طلب عبدالرحمن من والدتي ووالدته وشقيقته الذهاب برفقتنا الى منزل عائلة الفتاة التي تدعى مرام حتى نتأكد من الأمر بشكل رسمي .

أثناء ذهابنا لمنزلهم وفي داخل سيارة عبدالرحمن أخبرتنا نوره بأنه لم تتوقع أن يكون هذا رد أنتقام من مرام بسبب رفضها طلب مرام بمساعدتها بالغش في اختبار المعهد , وأنها نسيت تهديدات مرام لها بعد أنتهاء الأختبار , وبأنها سوف تهدم حياتها .

بعد وصولنا للمنزل نزل الجميع الى منزل عائلة مرام ماعادا أنا وعبدالرحمن , بعد مايقارب الساعه خرجوا والفرحه تغمرهم , أخبرتنا والدة عبدالرحمن بأن والدة مرام تفاجأت بمجيئهم بمثل هذا الوقت , ثم طلبنا منها أحضار أبنتها حتى نتحدث بالموضوع الذي أتينا من أجله , حضرت أبنتها وعلامات الخجل والندم تتضح على محياها وعلى خطواتها المرتبكه , أخبرنا والدة مرام بقصة أبنتي دون أن تعلم أن الفتاة التي أنتقمت من نوره هي أبنتها , ولكنها سألتنا عن من تكون هذه الفتاة الحقيرة , فا أخبرناها أنها أبنتها مرام , التفتت نحو أبنتها وسألتها صحيح ماتقوله أم عبدالرحمن وأبنتها ؟؟
لم تستطع أبنتها أنكار الأمر , فقامت والدتها بصفعها أمامنا والتهجم عليها , ولكننا قمنا با أمساكها وطلبنا منها أن تسامحها على مابدر منها , ثم قامت مرام بالاعتذار لنوره التي رفضت أن تسامحها في الدنيا ولا في الآخرة وهذا كان بمثابة العقاب الأليم لها ولوالدتها التي أنهارت بعد الذي فعلته أبنتها .

لم أتمالك أعصابي وقلت بكل جرأة ((
نوره أنا أبي أطلبك طلب وأبيك ماترديني ))
تفاجاْ الجميع من جرائتي الا شقيق نوره عبدالرحمن الذي كان يبتسم كل حين .

قالت نوره ((
أنت تمون على الرقبة ياأخوي ))
قلت ((
أبيك الحين تنزلين وتدخلين بيتهم وتقولين لمرام أنك مسامحتها من كل قلبك , ربنا يسامح وأنتي ماتسامحين ؟؟ ))
قال عبدالرحمن بنبرة غضب (( لا أنا والله ما أتمنى أنها تسامحها , لأن اللي سوته مو قليل ))

قلت ((
ياعبدالرحمن خلك محضر خير , ولا تكبر الموضوع , واللي صار هذا أختبار من ربي لنوره والحمدلله أنها ماقمطت من رحمة ربها ونصرها ربك في النهاية على اللي ظلموها ))
قال عبدالرحمن (( والله أنا بالنسبة لي ماني مسامحها , بس لو تبين تنزلين يانوره وتسامحينها أنزلي ماني رادك ))
قالت نوره وخنقة العبرة تتضح في نبرتها ((
عشانك راح أنزل وأروح لها و أسامحها , والحمدلله اللي أظهر الحق وأزهق الباطل ))


في أثناء رجعة الدوام الدراسي , عادت نوره لمقاعد الدراسة في المعهد وأخذت شهادة الدبلوم في الحاسب الآلي , بينما قررت عائلة مرام سحب أوراق أبنتهم من المعهد وعدم أكمالها دراستها جزء لها على فعلتها الشنيعه .


أنتهت القصة


تقبلوا تحياتي ,,,


تقييمك للمدونة ؟؟