(( المظلومه ))
ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه
ملاحظة : (( القصة واقعية ))
بداية
(( يامسهل الدنيا مهما تعاندنا ))
هذا ما يخطر في بالي عندما أتذكر قصة نوره , نوره بنت جارنا وصديقة شقيقتي الصغرى وأختنا التي لم تلدها أمي , والتي كانت صديقتي في مرحلة الطفولة , عندما كنا نلعب سوية بحكم صغر السن والتقارب في الأعمار , يوجد شيئاُ غريباً يشدني لهذه الفتاة , فالذي يشدني لهذه الفتاة ليس حب العشاق , وأنما قد يكون حب الأخوة والعشرة , فهي مصنفة لدي كا أحدى شقيقاتي , لطالما كنت أتمنى لها الخير , ولطالما شدتني أخبارها ويهمني أن تكون بخير.
كانت نوره يتيمة الأب , وكان شقيقها الأكبر عبدالرحمن هو من يعول تلك الأسرة المكونة من نورهووالدتها وأشقائها عبدالرحمن والتؤام سلطان وسلمان اللذان يصغرانها بأكثر من عشر سنين .
في منتصف شهر رمضان أفتقدت زيارات نوره الدائمة لمنزلنا , وذهابها مع شقيقتي يومياً لاأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد بصحبة أخويها الصغار , مر أكثر من أسبوع على اخر زيارة لها لمنزلها , وكذلك ذهابها للمسجد لأداء صلاة التراويح .
كلما أرغب بسؤال شقيقتي عنها أخشى أن يتم تفسير ذلك السؤال على أنني محب لها كعاشق من قبل أختي أو حتى والدتي , ثم أضطر لا الغاء السؤال عن غيابها المفاجئ .
في تلك الفترة بدءت شقيقتي وكأنها تحمل هماُ عظيماُ , وكأن فؤادها ممتلئ بالكثير من الكلمات والحروف ولكن لا تستطيع البوح بها لأن في فمها ماء , ونفس المنظر شاهدته في محيا شقيق نوره الأكبر عبدالرحمن أثناء التقائي به على طريق المسجد قبل او بعد اداء الصلاة , لم يعد عبدالرحمن ذلك الشخص البشوش , الذي كان بعد كل صلاة مغرب يدعوني للذهاب معه لمنزله , لأكمال تناول الأفطار , أصبح في الفترة الأخيرة يتحاشى ملاقاتي , وأن صادفني القى علي السلام بمحيا يكسوه الغضب ويغادر بخطى سريعه على الفور .
لم يرق لي ماكان يحدث , قررت عندها عدم الصمت أكثر من ذلك , توجهت لوالدتي التي كانت تعد وجبة الأفطار لوحدها في المطبخ , بعد أن القيت السلام , سحبت احدى الكراسي وجلست عليه وعيني لاتفارق عيون والدتي التي تحمل نظرات غريبة لم أراها الا في حال توقع حدوث مكروه لاتريد الوالده اخبارنا به .
سألت والدتي أذ كان هنالك أمراً لا أعلم عنه أو حدوث شيئاً لا يحمد عقباه , بان الأندهاش على محياها ثم أجابت بنبرة تخفي الكثير من الأمور خلفها (( لا , لماذا تقول ذلك ؟؟ هل سمعت شيئاً دعاك لقول ذلك ))
أخبرتها بالذي لاحظته في الأيام الأخيرة بداء من أنقطاع حضور نوره ووالدتها واخوتها الصغار لمنزلنا , وكذلك تصرفات شقيقها عبدالرحمن في الأيام الأخيرة , كذلك ماشاهدته في تغير في محيا شقيقتي التي لم تعد كما كانت , فصوتها لا أكاد اسمعه الا عند أيقاظها لي لتناول وجبة السحور , وضحكتها ندرت وحتى الأبتسامه لم تعرف الطريق الى محياها من فترة .
أثناء حديثي لوالدتي لاحظت أنها تأثرت جداُ للتأثر الذي أتضح على أسلوبي , الدموع تطل من نافذة عينيها , وكأنها تريد السقوط من الأعلى والأنتحار على طاولة المطبخ وفضح كل الهموم التي تخبأها والدتي .
قالت لي بنبرة جاده يكسوها الحزن (( سأخبرك مالذي يحدث في حال أن وعدتني أنك ستجيبني بصراحة على سؤالي الذي ساأطرحه عليك ))
قلت لها (( لاتخافي ياوالدتي , فأنتي تعرفيني جيداً أذ كنت أكذب , أسألني وسا أجيبك بمنتهى الصراحه وبدون أن اقطع على نفسي وعود ))
قالت وعينها لاتفارق عيني (( هل أنت تحب نوره؟؟ ))
فا أجبت (( نعم , أحبها كما أحب شقيقتي غادة فا أنتي تعلمين أنني أعتبرها كا أختي التي لم تلديها ))
قالت بلكنة أكثر حدة (( أفهم من حديثك أنه لا يوجد لديك نيه للأرتباط بها مستقبلاً ))
قلت بسخرية (( فيه أحد يتزوج أخته يايمه ))
قالت (( أذن أسمع مالذي حدث ولكن أريد منك وعداُ بعدم أفشاء ما سأقوله لك ))
قطعت على نفسي وعداًُ أمام والدتي بأنني لن أتفوه بكلمة لأي شخص كان .
بعدها بدأت والدتي بالحديث (( قبل مايقارب الأسبوع ذهبت الى منزل جارنا أبو عبدالرحمن للزيارة , لم تكن الأوضاع في منزلهم تسير بالشكل العادي , فكان أستقبالهم لي عادي جداً , وكأنه غير مرحب بي في منزلهم , الأمر الذي زاد من أستغرابي هو الذي شاهدته في محيا نوره, وكأنها تعرضت لحادث سير , الكدمات واضحه على محياها وأن حاولت أخفائها بوضع شعرها عليها أو حتى وضع قليلاً من ادوات التجميل , سألت أم عبدالرحمن عن الذي حدث لأبنتها , فأخبرتني أنها تعرضت للسقوط من على اعتاب الدرج , لم يقنعني الذي سمعته منها , فاالحيت عليها الى أن قامت بالبكاء وأخباري بكل شيئ ))
عند هذه النقطه قاطعت والدتي وأنا متلهف والحيرة تملئ مخليتي (( أكملي يا أمي أكملي مالذي أخبرتك به الخاله أم عبدالرحمن ))
ثم أردفت والدتي قائله (( أخبرتني بأنهم تعرضوا لأزعاج لمدة أكثر من يومين على هاتف المنزل , وكان الذي يقوم بالأزعاج شخصاً يدعي أنه صديق لأبنتي نوره, لم يصدق أبني عبدالرحمن في البداية مالذي سمعه من الشخص المزعج , الا أن أخبره الشخص المزعج بأنه يملك أدلة بأن نوره صديقته , وأنها أثناء ذهابها لمعهد تعلم الحاسب الالي في فترة العصر كانت تخرج برفقة ذلك الشاب المزعج , الذي يعرف كل شيئ عن عائلتنا , بدء من رقم الهاتف المحمول لنوره, موقع المنزل , أسماء أبنائي وأوصافهم وأعمارهم , حتى قام بوصف محيا نوره وأخبرنا بأنها تحمل شامه تحت أذنها اليمنى وهي كذلك, أبني عبدالرحمن بعد كل الذي سمعه صدق كل ما اخبره ذلك الشاب المزعج , فقام بشمته با ابشع الكلمات أمامنا , ثم قام بتكسير هاتف المنزل على محيا نوره التي حلفت له بأنها مظلومة وأنها لاتعرف من يكون هذا الشاب , ولم يكتفي بذلك بل منعها من الخروج من المنزل , ومنعها أيضاً من أكمال دراستها في معهد الحاسب الالي والذي تبقى على نهايته مايقارب الأربعة أشهر , حاولت أبنتي أثبات برائتها من كل ماأدينت به من قبل الشاب المزعج ولكن لم تستطع أقناع شقيقها وأقناعي أيضاً , وأخبرتني ام عبدالرحمن أنها تقوم بالدعاء لله تعالى با أظهار الحق في أقرب وقت , لأن حالة أبنتها في تردي واضح مع مرور الأيام , وحلمت مراراً بأبنتها وهي تبكي وتقول أنا مظلومة يايمه ولاتسمحي للشك باأخلاقي بأن يستوطن في قلبك ))
توقفت أمي من حديثها لمسح الدموع التي سقطت على وجنتيها , ثم أخبرتني بأنها منعت شقيقتي غادة من زيارة نورهومن الحديث معها حتى تسقط كل الأدعاءات التي طالتها .
في الوقت الذي تنتظر والدتي رؤية ردة فعلي , فاجأتها باأبتسامه غريبه , أعقبتها بقولي (( والله موضوع يحير اللي مايتحير , فكرت بجميع الطرق تبرئت نوره ولكن ماقدرت , كل شي ضدها , لكن ردة فعل اخوها ما أعجبتني , مفروض يتأكد قبل كل شي , حتى ولو أني اللي أزعجهم ماخلى مجال للتأكد , لكن بأذن الله ماراح تسمعين الا كل خير ))
ودعت والدتي بطبع قبلة على جبينها , ثم ذهبت لغرفتي ترافقني الحيرة والأمل باأثبات براءة نوره.
فكرت بجميع الحلول ولم أتوصل سواء لحل واحد , وهو أن أحصل على رقم الهاتف المحمول للشاب المزعج وأستدراجه بالحديث .
أخبرت شقيقتي غادة بأنني أعلم مالذي حدث لنوره, وأنني ساأحاول بكل ما أوتيت لأثبات براءة نوره ولكني أريد مساعدتها دون علم والدتي لما أخطط .
بعد ذهاب والدتي لأداء صلاة العشاء والتراويح في المسجد أصطحبت شقيقتي غادة لمنزل أبو عبدالرحمن وطلبت منها أن تحاول أحضار رقم هاتف الشاب المزعج من نوره, وطلبت منها الأسراع في أحضار الرقم قبل عودة عبدالرحمن ووالدته من المسجد , حتى لايدخل الشك الى قلوبهم .
طرقت الباب فخرج لي أحد التؤام ولم أعرفه كعادتي , ثم قام با أدخال شقيقتي الى منزلهم , وقمت أنا بالأنتظار بالخارج .
بعد مايقارب الربع ساعه خرجت شقيقتي من منزلهم , وقامت بأعطائي ورقة صغيرة مكتوب فيها الرقم ومكتوب أيضاً تحت الرقم (( الله يجزيك كل خير ويعطيك على قد نياتك ))
أحسست بداخلي بعد قراءة تلك الكلمات وكأن نوره تستجديني لمساعدتها , وتشكرني أيضاً على حفاظي على ثقتي فيها وعدم أهتزاز ثقتي بما سمعت كما حدث لشقيقها الذي رمى كل ثقته بشقيقته خلف ظهره بعد أول أختبار حقيقي تعرض له .
ظللت متماسكاً أمام شقيقتي وأن لاحظت أنني أخنق العبرة كي لاتسقط أمامها , أوصلت شقيقتي للمنزل , ثم بعد ذلك ذهبت وركبت في سيارتي يجتاحني الشوق لسماع صوت الشخص الذي شكك في منبع الشرف والأخلاق الحميدة .
أخذت الورقة ورصصت على الأرقام با أرتباك , في البداية لم يجب على أتصالي , اعدت المحاولة مراراًُ وتكراراً حتى قام بالرد علي بنبرة غاضبة وحادة , سألني من أكون ؟؟ فأخبرته بأنني صديق شقيق الفتاة التي أدعى أنها صديقته ,
فقال بأستغراب : تقصد نوره ؟؟
فقلت له : نعم .
فقال لي : طيب وش تبي الحين ؟؟
فقلت له : حبيت أعرف أذا كل الكلام اللي قلته عن نوره صحيح والا لا ؟؟ قلي بيني وبينك وصدقني ماراح أزعل لو كان كلامك صحيح لأنها مو أختي ولايهمني شي عنها , بس لازم تعرف أن أمها كل يوم تدعي عليك أذا كنت كذاب وكلامك مو صحيح , ولاتنسى بعد بكرة ليلة القدر وأنتبه لا تدعي عليك ويصير لك شي مايرضيك .
قال : أنت وش دخلك ؟؟ أكيد تبي تشبكها !! تراني ماني فاضي لك , البنت هذي سمعتها زفت وياليت ماتدخل نفسك بالموضوع .
بعدها أشتد بيني وبينه النقاش وقام بالتلفظ علي , وكان ردي له بالدعاء له بالهداية فقط , وكان كل مادعيت له بالهداية كان يشتط ويسمعني أقبح العبارات والأوصاف حتى قمت بأقفال الهاتف واليأس يملئني , بعد ذلك قمت بحفظ رقمه في هاتفي المحمول .
عندما عدت للمنزل سألتني شقيقتي غادة عن الذي حدث , فاأخبرتها بالذي جرى , فظهرت علامات الحزن على محياها وكأني أخفقت بالهدف الذي خططت له .
(( ظهور الحقيقة ))
مرت اربع أيام بعد تلك المحادثه , جاء العيد السعيد على كل المسلمين ماعادا بيت جارنا .
في ظهيرة ذلك اليوم أمسكت بهاتفي المحمول وقمت كعادتي في كل عيد بأرسال رسالة تنهئة بالعيد الى كل رقم أحفظه في هاتفي المحمول , وكان من بين تلك الأرقام رقم الشخص المزعج , فوصلته رسالة مني دون قصد مني .
بعدها بدقائق وصلتني رسالة من الشاب المزعج , كل مشاهد الحيرة والتعجب والدهشة تملئ محياي حينها .
لم أكن أتوقع أن تصلني رسالة من ذلك الشخص الذي كرهته دون أن أراه أو حتى أعرف أسمه .
جأني أحساس بأنه ندم على فعلته , وأنه طيب القلب حتى وأن بدء لي عكس ذلك تماماً .
في صباح اليوم التالي وأثناء قرائتي لرسائل العيد فكرت بأن أرسل لذلك الشاب المزعج رسالة أخرى تحمل كلمات طيبه ومشاعر صادقة , وتحمل بين طياتها بعض كلمات الدعاء بالتوفيق والسداد , وقمت بعد ذلك با أرسالها له .
بعد مايقارب العشر دقائق وصلتني رسالة منه مشابهه لرسالتي التي قمت با أرسالها اليه , أبتسمت وغمرتني السعادة وكأنني حققت نصرأ عظيماُ بالتواصل مع ذلك الشاب المزعج .
فكرت أن أقوم بالأتصال به لكت ترددت كثيراُ , وأخيراً قررت الأتصال به والمباركة له بالعيد .
في هذه المرة قام بالرد من أول أتصال , وعندما تسمع صوته تحس بأن الخجل يتملكه .
هنئته بالعيد فقام هو أيضاً بتهنئتي , ثم سألني أين قضيت أول ليالي العيد فأخبرته بأنني قضيتها مع الأقارب والأصدقاء في أستراحة خالي , ثم سألته نفس سؤاله وأخبرني بأنه لم يخرج من منزله بعد ثالث يوم من مكالمتي له والسبب يعود لتعرضه لوعكة صحية اليمه المت به, تحمدت له بالسلامه وطلبت منه أن يقوم بأخباري موقع منزله حتى أقوم بزيارته , فرفض ذلك معللاُ خوفه من أنتقامي أنا وشقيق نوره منه بعد الذي فعله , عندها قمت بالحلف له بأنني لن أؤذيه ولن أخبر شقيق نوره بموقع منزله , وأنني أريد الأطمئنان عليه فقط , فقال لي أنه مقدر لمشاعري تجاهه , وبعدها أعتذر لي عن ماحدث بنبرة نادمه وحزينه , فا أخبرته بأن لايعتذر أذ كان فعلاً ما تحدث به عن نوره , فقال لي يكسوه الحماس (( تكفى لا تظلم نوره , والله أني ندمان على كل اللي سويته لها , وسبحان الله شوفني الحين تعبان ونفسيتي بعد تعبانه وكلها من دعوات أمها ))
أكتستني الحيرة وأنا أسمعه يتفوه بتلك الكلمات فقمت بسؤاله لماذا فعل ذلك طالما أنه يرى بأنها مظلومة ؟؟ وكيف أتى بكل المواصفات والمعلومات عنها وعن عائلتها ؟؟
فقال لي (( أسمع ياأخوي , أنا صارلي يومين نفسي أتصل فيك ومستحي منك والله , ولازم أعلمك بكل القصه عشان أريح ضميري ))
قلت له : تفضل ياخوي كلي أذان صاغية .
قال (( أنا مثلي مثل بعض الشباب عندي صديقه تعرفت عليها من زمان , ولكن صار بيني وبينها مشكلة وأنقطعت عني , ولكن بعد فترة تفاجأت أنها تتصل علي , وطلبت مني طلب لو نفذته راح ترجع علاقتي معاها وراح تطلع معاي مثل أول , كانت البنت هذي تدرس مع نوره بنفس المعهد , وكانت صديقة نوره المقربه , تروح لبيت نوره ونوره بعد تروح لبيتها , وفي احد الأيام صار مشكلة بينها وبين نوره بالمعهد , وقررت أنها تنتقم من نوره بتشويه سمعتها عن طريقي , أعطتني رقمها ورقم بيتها , وأعطتني أوصافها وكل المعلومات اللي تعرفه عن عائلتها , وقالت أبيك تشوه صورتها قدام أخوها الملتزم وقدام أمها , وأذا صار هالشيئ راح أرجع علاقتي معاك وأسوي لك أي شي تبيه مني , أنا وافقت على طلبها وأزعجت نوره على جوالها , كانت في البداية تصك السماعه في وجهي , ولكن بعد فترة قفلت جوالها , وصرت أزعجها عن طريق هاتف بيتهم , وفي احد الايام كلمني أخوها وقلت له اني صديق اخته , أخوها ماصدق كلامي في البداية ولكن لما وصفت له محيا اخته وعطيته بعض المعلومات عن عائلتهم المسكين صدقني وكذب أخته ))
بعد ذلك توسلني بأن أقوم بالأعتذار نيابة عنه من نوره ومن والدتها ومن شقيقها عبدالرحمن , وفي نهاية حديثي قام بأعطائي أسم صديقة نوره (( مرام )) حتى نتأكد من صحة ماقاله .
والله العظيم نزلت الدموع تباعاُ على وجنتي دون مقدرة مني على أيقافها , تخيلت عبدالرحمن وهو يصفع محيا نوره الطاهر ويشكك باأخلاقها , تخيلت أم نوره وهي تبكي كل ماتشوف بنتها في تردي والكدمات أخفت الجمال الرباني اللي وهبها أياه الخالق , تخيلت نوره وهي ساجدة على سجادة الصلاة تدعي ربها ودموعها على خدها بأن يظهر الحقيقة و ما يسامح اللي كان السبب .
لم أستطع تمالك نفسي , ذهبت أعدو نحو داخل المنزل , طلبت من والدتي وشقيقتي بأن يقوموا بالذهاب معي الى منزل جارنا ابو عبدالرحمن , حتى كشف حقيقة نوره أمام والدتها وشقيقها .
ذهبت مع والدتي وشقيقتي غادة نحو منزلهم , طرقت الباب , فتح لي عبدالرحمن الباب , قمت بالسلام عليه وأنا في قمة السعادة وهو في قمة الحيرة من قدومي في هذا الوقت من الظهيرة مع والدتي وشقيقتي , ثم قام با الترحيب بنا وادخالنا منزلهم .
بعد شرب القهوة والشاي , طلبت من عبدالرحمن أن يقوم بمناداة كل من والدته ووالدتي , ملامح الدهشة والحيرة أرتسمت على محياه , سألني عن السبب , فأخبرته بعد قدومهم سوف يعلم عن السبب , قام لا أحضارهم وماتزال الدهشة تتملكه .
بعد حضورهم ورؤية علامات الدهشه موزعه بينهم , قمت با أخبارهم بأنني أعلم بقصة نوره , حتى وأن حاول الجميع أخفائها عني , لأنه من الصعب أن يتم أخفاء موضوع هام كهذا بين هاتين العائلتين , أثناء حديثي لاحظت علامات الغضب ونظرات الغضب تتوجه من عيني خالد نحو والدته , وكأنه يلومها على أفشاء الذي حدث .
أخبرتهم بمخططي بأخذ رقم هاتف الشاب المزعج وأنه نفذ الخطه مع شقيقته غادة , ثم أخبرته بالمراحل اللتي تمت بيني وبين الشاب المزعج , ثم أخبرته بما أخبرني به الشاب المزعج قبل قليل , وطلبت منهم مسامحة ذلك الشاب على الذنب الذي أقترفه .
لم أكمل حديثي حتى قامت والدة عبدالرحمن ب(( الزغرته )) والبكاء , شاركتها والدتي بالبكاء وبا أطلاق الزغاريت وكأننا في حفل زواج , لم يتمالك عبدالرحمن نفسه فقام بالدخول الى غرفة الطعام في منزلهم وقام بمناداة شقيقته نوره ثم أخبرها بالذي حدث بيني وبين الشاب المزعج , ثم سألها أذ كانت تعرف موقع منزل مرام , فا أخبرته والدموع تنهمر من عينيها (( حتى لو أني نسيته راح أتذكره يا أخوي ))
بعد ذلك طلب عبدالرحمن من والدتي ووالدته وشقيقته الذهاب برفقتنا الى منزل عائلة الفتاة التي تدعى مرام حتى نتأكد من الأمر بشكل رسمي .
أثناء ذهابنا لمنزلهم وفي داخل سيارة عبدالرحمن أخبرتنا نوره بأنه لم تتوقع أن يكون هذا رد أنتقام من مرام بسبب رفضها طلب مرام بمساعدتها بالغش في اختبار المعهد , وأنها نسيت تهديدات مرام لها بعد أنتهاء الأختبار , وبأنها سوف تهدم حياتها .
بعد وصولنا للمنزل نزل الجميع الى منزل عائلة مرام ماعادا أنا وعبدالرحمن , بعد مايقارب الساعه خرجوا والفرحه تغمرهم , أخبرتنا والدة عبدالرحمن بأن والدة مرام تفاجأت بمجيئهم بمثل هذا الوقت , ثم طلبنا منها أحضار أبنتها حتى نتحدث بالموضوع الذي أتينا من أجله , حضرت أبنتها وعلامات الخجل والندم تتضح على محياها وعلى خطواتها المرتبكه , أخبرنا والدة مرام بقصة أبنتي دون أن تعلم أن الفتاة التي أنتقمت من نوره هي أبنتها , ولكنها سألتنا عن من تكون هذه الفتاة الحقيرة , فا أخبرناها أنها أبنتها مرام , التفتت نحو أبنتها وسألتها صحيح ماتقوله أم عبدالرحمن وأبنتها ؟؟ لم تستطع أبنتها أنكار الأمر , فقامت والدتها بصفعها أمامنا والتهجم عليها , ولكننا قمنا با أمساكها وطلبنا منها أن تسامحها على مابدر منها , ثم قامت مرام بالاعتذار لنوره التي رفضت أن تسامحها في الدنيا ولا في الآخرة وهذا كان بمثابة العقاب الأليم لها ولوالدتها التي أنهارت بعد الذي فعلته أبنتها .
لم أتمالك أعصابي وقلت بكل جرأة (( نوره أنا أبي أطلبك طلب وأبيك ماترديني ))
تفاجاْ الجميع من جرائتي الا شقيق نوره عبدالرحمن الذي كان يبتسم كل حين .
قالت نوره (( أنت تمون على الرقبة ياأخوي ))
قلت (( أبيك الحين تنزلين وتدخلين بيتهم وتقولين لمرام أنك مسامحتها من كل قلبك , ربنا يسامح وأنتي ماتسامحين ؟؟ ))
قال عبدالرحمن بنبرة غضب (( لا أنا والله ما أتمنى أنها تسامحها , لأن اللي سوته مو قليل ))
قلت (( ياعبدالرحمن خلك محضر خير , ولا تكبر الموضوع , واللي صار هذا أختبار من ربي لنوره والحمدلله أنها ماقمطت من رحمة ربها ونصرها ربك في النهاية على اللي ظلموها ))
قال عبدالرحمن (( والله أنا بالنسبة لي ماني مسامحها , بس لو تبين تنزلين يانوره وتسامحينها أنزلي ماني رادك ))
قالت نوره وخنقة العبرة تتضح في نبرتها (( عشانك راح أنزل وأروح لها و أسامحها , والحمدلله اللي أظهر الحق وأزهق الباطل ))
في أثناء رجعة الدوام الدراسي , عادت نوره لمقاعد الدراسة في المعهد وأخذت شهادة الدبلوم في الحاسب الآلي , بينما قررت عائلة مرام سحب أوراق أبنتهم من المعهد وعدم أكمالها دراستها جزء لها على فعلتها الشنيعه .
أنتهت القصة
تقبلوا تحياتي ,,,
الشك مصيبة تولّد مصايب
ردحذفجزاك الله خير على اللي سوّيته ، الله يكثّر من أمثالك
المجتمع في حاجة لأشخاص مثلك فاهمة وعاقلة
و الله يبعد المصايب عن جميع المسلمين ..
ي الله البنات صايرين شريرات مممممره
ردحذفالله يكفينا الشر ويحفظنا
وتصرفك رائع جداً ونبيل
ربي يكثر من امثالك ؛ سبحان الله دائماً الشخص الي له المصيبه مثل عبدالرحمن مايبصر لكن الي حوله يقدر يشوف المشكله من جميع الاتجاهات ..
حفظ الرب نوره وبنات الممسلمين