الجمعة، 25 ديسمبر 2009

(( المشهد الخامس ))

(( المشهد الخامس ))


ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه





مع كل صباح , ومع كل رنين لمنبه هاتفي المحمول اليومي , يزداد كرهي للقطاع الخاص الذي أعمل تحت مظلة أحدى شركاته , ويزداد كرهي لأنظمة مكتب العمل وأهمها نظام العمل ثمانية ساعات يومياً وخمس ساعات يوم الخميس , يوم الخميس اليوم الذي كان موعد سعادتي الأسبوعية والذي أصبح عندي يوماً عادياًُ كسائر الأيام والفضل يعود لنظام الشركة الذي يجبرني على النوم المبكر يوم الأربعاء وعدم السهر مع أصدقائي الذي يعملون في القطاع العام .
ولكن في كثير من الأحايين أحمدالله أنني تشرفت من خلال عملي بالشركة بالتعرف على شاب أصبحت أجد عنده راحة البال , ولطالما تصورت أنه دكتوري النفسي .
شاب مثقف , لبق , محترم , متفاني , مرح لأبعد الحدود , رسمي في أوقات الجد , وبغض النظر عن وسامته التي هي كفيلة بجعله فارساًُ لأحلام جميع الفتيات , ولكني أرى أن الله فضله على كثير من خلقه بأسلوب بالأقناع لم أرى مثله في حياتي , قادر على أقناعك بأن الشمس تشرق من الغرب أن أراد ذلك .
ذلك هو زميلي في العمل عبدالعزيز , الذي تربى في كنف والدته بعد وفاة والده وهو في المرحلة الأبتدائية , ذلك الشاب هو الذي غير نظرتي في شباب هذا البلد الى نظرة أيجابية متفائلة , بعد نظرة سلبية سوداوية تم أقتطافها من بعض المواقف السيئة التي رأيتها من بعض الشباب, ذلك الشاب الذي لطالما أحببت الذهاب للعمل للألتقاء والحديث معه , الذي لا يعلم حتى الآن بأنني أكتب هذا الموضوع عنه , وأتمنى أن أجد منه المعذرة لعدم أخذ رأيه في كتابة موضوعي هذا عنه .
صديقي عبدالعزيز جعل من هذا الأسبوع في المكتب الذي نعمل فيه أكثر أسابيع السنه تناقضاُ , عشنا معه مراحل من الفرح ومراحل من الحزن , ومراحل من السخط والغضب , لن أطيل عليكم واليكم القصة :


المشهد الأول



يوم السبت الفائت لاحظت ولاحظ جميع من يعمل معنا في المكتب بالسعادة التي تغمر صديقنا , ولاحظنا أيضاً أن الأبتسامه لاتفارق محياه .
تملكنا حب الفضول لمعرفة السبب ورا تلك السعادة التي تعتصر قلباًُ عبدالعزيز أبتهاجاًُ , سألناه عن الأمر الذي جعل منه أسعد أنسان في العالم ,فأخبرنا والسعادة تملئ عينيه وأسلوبه بأنه وجد أخيراًُ زوجة العمر , والفتاة التي أعجب بها ولم يراها , وذلك من خلال ما سمعه من أحدى أخواته صديقة الفتاة , وبأنهم أخذوا موعداُ حتى يذهبوا لخطبتها من والدتها رسمياً , وغداُ الأحد يصادف يوم الموعد .
جميعنا غمرتنا السعادة وذلك حباً وفرحاً لصديقنا العزيز , وتمنينا له التوفيق في المساء , وأن يتمم الله الأمور على خير .
كان الجو ذلك اليوم في غاية الروعه , أختلفنا في وقت الظهيرة على من يدفع حساب وجبات الغداء أحتفالاُ بصديقنا وزميل العمل عبد العزيز , الذي كان في قمة سعادته وهو يرى كل واحداً منا أن يبرهن له مقدار الحب الذي يمتلكه له في قلبه .




المشهد الثاني



اليوم هو الأحد , المكان في منزل الفتاة التي أراد صديقنا الأقتران بها , وفي مجلس الرجال تحديداً , كان يتواجد والد الفتاة وبجواره صديقنا عبدالعزيز , سأل والد الفتاة عبدالعزيز الأسئلة الأعتيادية , مثل مكان العمل , الراتب , المؤهل الدراسي , وبعض الأسئلة عن والد عبدالعزيز المتوفي .
وبعد جلسة التعارف , سمح والد الفتاة لصديقنا عبدالعزيز بالدخول الى الصالة حتى يرى الفتاة الرؤية الشرعية .
في الصالة أجتمع كل من عبدالعزيز ووالد الفتاة وأبنته ووالدة الفتاة ووالدة عبدالعزيز .
أعجب الأثنان ببعضهما , ولم يكتفي عبدالعزيز بالأعجاب بالموصفات الشخصيه عن الفتاة التي سمعها من شقيقته , ولكن تعدى ذلك الى الأنبهار بحسن الفتاة الآخاذ .
بعد ذلك عاد كل من عبدالعزيز ووالد الفتاة الى مجلس الرجال .
لم تكن التعبيرات الصامته الصادرة من محيا الفتاة تعطي أنطباعاًُ بأن الأمور تسير بشكل جيد , لفتت تلك التعبيرات أنتباة عبدالعزيز الذي قام بسؤال والد الفتاة عن أذ ما كان يخبئ شيئاُ ما في جعبته .
أخبر والد الفتاة عبدالعزيز أنه يحمل أنطباعاُ في داخله , ويود التأكد منه , طلب عبدالعزيز من والد الفتاة أنه يخبره عن ماهية الأنطباع حتى لايزيد من قلقه .


والد الفتاة : عبدالعزيز ماعليش ياولدي على هالسؤال بس أنا لاحظت قبل شوي في الصالة لما أمك تكلمت أن لهجتها ماهي سعودية بحته , حتى باين من عيونها أنها ماهي من سعودية , بس أنا اللي سمعته أن أمك سعودية وودي أتأكد منك ؟؟
عبدالعزيز : والله ياعمي أنا أمي الله يطول بعمرها لبنانية الأصل , بس تحمل الجنسية السعودية .
لم يكمل عبدالعزيز حديثه حتى تغيرت تعبيرت الأستغراب التي كانت تتجلى على محيا والد الفتاة الى تعبيرات عدم رضى وأنزعاج , وأصبح يتمم بكلمات أغلبها مسموعه مثل (( حسبي الله ونعم الوكيل ))
لم يتمالك عبدالعزيز نفسه بعد تلك التعبيرات وطلب من والد الفتاة أن يخبره بالذي يزعجه وأثار سخطه وعدم رضاه .

والد الفتاة : أنت ياعبدالعزيز شاب والنعم فيك أن شاء الله , والكل يتمناك تناسبه , ولكن الحقيقه ياولدي أني مقدر أزوجك بنتي , لأنك منت سعودي ميه بالميه , أنا تغاضيت عن أنك من عائلة غير عائلتنا , لأننا مانزوج بناتنا الا من ناس يشاركونا نفس أسم القبيلة , ولكن مقدر أتغاضى عن أصل أمك اللبناني , عشان كذا ياولدي ماعندنا كل نصيب , والحمدلله أن بانت الأمور بدري قبل لا يتم أي شيء .
عبدالعزيز (( الغضب يملئ قلبه وعقله وكل مكان فارغ في جسده )) : طيب ليه ياعمي , أنت تبي تناسبني والا تبي تناسب أصل أمي , الحمدلله أمي ربتني عن تربية الف رجال , وأصل أمي مايعيبني , بالعكس يزيدني شرف , وأن شاء الله أنك تغير رأيك وتأخذ برأي بنتك وهذا هو المهم .
والد الفتاة : أقول لاترفع صوتك علي , كيف جاي تناسبني وترفع صوتك علي , والله الشرهه على أم عيالي اللي أقنعتني باأنكم عائله معروفة وناس حمولة , وبالنسبة لبناتنا مالهن رأي , الرأي راي الرجال والشور شورهم .
عبدالعزيز : ياعمي أنا كلمتك بكل أحترام ومارفعت صوتي عليك , ولكن اللي تقوله ماهو كلام منطقي .
والد الفتاة : أنت جاي تعلمني وشهو المنطقي واللي مو منطقي , أنا رجال أكبر منك وأفهم منك , روح شوف بنات ناس نفس مستواك وناسبهم , أما حنا مانزوج الا لنفس حمولتنا والا لواحد حمولته معروفه , وهاالشروط ماتنطبق عليك .
عبدالعزيز (( والغضب يتملكه )) : ترى ماتوا اللي يفكرون بنفس تفكيرك هذا , والحمدلله أنا حمولتي معروفه وماني محتاج تعريف منك لحمولتي , بس تمنيت أنك معطيني سبب ثاني غير هالسبب اللي قلته يمكن يخليني أزعل لأيام وبعدين أنسى , ولكن اللي قلته لي والله ماظنيت أني راح أنساه ماحييت .
والد الفتاة : الحمدلله لله أن ماتم شي بيننا , وأنا رايح أعطي أهلي خبر أنك تنتظر أمك برى , يالله مع السلامة .
عبدالعزيز (( والدمعه تطل من عينيه )) : والله مدري وش أقول , ولكن أقول أن شاء الله أنها خيره , يالله مع السلامه .


المشهد الثالث

دموع تتساقط من عيني والدة عبدالعزيز بالسيارة وأثناء السير في طريق العودة للمنزل , تزداد تلك الدموع غزارة كل ما تذكرت مقدار السعادة التي كانت على محيا أبنها عندما كان بجانب الفتاة التي دخلت عقله وقلبه .
كانت تطلب من أبنها المعذرة , رغم أنها لم تخطئ بقول أو بفعل , وكأنها تناست بأن الخطاء في الموضوع يكمن في تربية وثقافة والد الفتاة .
أكثر ما حز في خاطر عبدالعزيز أن والدته لم تستطع وضع عينها بعينه بعد ماسمعت , وكأن لها وزر في ما حدث .




المشهد الرابع

يوم الأثنين كان كل شيء يبعث للحزن .
الصباح , السماء التي أختفت خلف الغيوم , المكتب الصامت , محيا الزملاء , عبدالعزيز , الجميع يشعرون بالحزن .
ماعدا الجميع أنا كنت سعيداً في أثناء سيري للمكتب, وكان يشغل بالي مالذي حدث لصديقي العزيز مساء البارحة ؟
هل أعجبته الفتاة , هل وجد فيها ضالته , هل تم تحديد موعد الزفاف , هل أعجب والد الفتاة بشخصية عبدالعزيز , وكانت جميع الأجابات عن تلك الأسئلة في مخيلتي هي كلمة ( نعم ) .
منذ أن وطئت قدمي المكتب , شعرت بأن بعض قوات جيوش الحزن وجيوش الهم وجيوش الغضب خرجت من داخل فؤاد عبدالعزيز وأرتمت في أحضاني .
أسرع تحول في التاريخ كان هو التحول السريع من الأبتسامة والسعادة على محياي الى الحزن والكأبه عندما شاهدت محيا عبدالعزيز الكئيب .
أتيت بالقرب من عبدالعزيز وسألته عن الذي حدث بصوت خفيف أقرب للهمس , لم يستطع أخباري , وطلب من الزملاء الذين جلسوا معه قبلي بأخباري بالذي حدث , وغادر بعدها الى خارج المكتب ويرافقه أصدقاءة الحزن والكأبه .
أخبرني الزملاء بالذي حدث مساء البارحة لعبدالعزيز ووالدته , في البداية توقعت أن الزملاء يريدون (( يمقلبوني )) ولكن بعد أن قام أحدهم بالحالف لي بأنهم صادقون بما قالوا شعرت بالصدمة وخيبة الأمل بأن تلك العقليات مازالت موجودة في بلدي حتى الآن .
ذهبت الى صديقي العزيز عبدالعزيز الذي كان يختبئ بعيداً عني في اخر مقاعد كافتيريا الشركة , قدمت له واجب العزاء على ماحدث , وحاولت رفع معنوياته ولم أستطع للآسف رفع جزء بسيط للغايه منها .



المشهد الخامس

عبدالعزيز متابع جيد لكل ما أطرح يوم الجمعه , وبأذن الله سوف يقراء هذا الموضوع يوم السبت , كلي أمل منكم أن تكتبوا المشهد الخامس الذي قد يعيد لنا عبدالعزيزالمرح, عبدالعزيز المتفائل , عبدالعزيز جالب السعادة .
أترك لكم القلم لتكملوا المشهد الخامس باأساليبكم المختلفة ,,,


برايفت عبدالعزيز (( أحمد ربك أني صديقك رغم أني سعودي أباً عن جد ,, خخخخ أحبك يامروح ,, أشتقنا لمزحك وضحك يابطل ))





تقبلوا تحياتي

هناك تعليق واحد:

  1. من ٢٥ ديسمبر ٢٠٠٩
    حتى ١٧ نوفمبر ٢٠١٢
    كيف حال عبد العزيز الان .؟
    و هل تزوج أم لم يتزوج بعد ؟
    الايام تجري سريعاً
    و الزمن كفيل بأن ينسينا ما أحزننا وما أغضبنا يوماً
    والحمد لله على نعمة النسيان

    ردحذف

تقييمك للمدونة ؟؟