الجمعة، 29 أكتوبر 2010

(( يا عالم يا ناس فيه أحد يروح للموت بنفسه ))




(( يا عالم يا ناس فيه أحد يروح للموت بنفسه ))
الحلقه الأخيره من سلسلة رافعيات الجمعه





الهروب والرحيل ,, أم البقاء والنضال ,, حيرتي هذه ستصيبني في مقتل ,, والوضع لا يحتمل التريث في اتخاذ القرار ,, فصوت دوي أطلاق النار في الأرجاء القريبة وباستمرار يبث الرعب والقلق والخوف في داخلي .
أنا لست جبان حتى أخاف ,, حتى وإن كانت بلدي تتعرض لاغتصاب وانتهاك من قبل دوله شقيقه ,, ولكن خوفي وجل قلقي يكمن على عائلتي ,, لأن الحرب لا تعرف رحمه ,, وأغلب المقاتلين وحوش وقلوبهم قساه ويجهلون معنى الأنسانيه والطفولة والبراءة والشرف والعرض .

يمر على مسامعنا قصص مؤلمه حدثت لأشخاص أبرياء تم قتل أطفالهم أمام مراء أعينهم ,, وتمر على مسامعنا قصص أكثر الماُ لبنات تم اغتصابهم أمام ذويهم ,, ومر أمام عيني منظر إعدام مجموعة من شباب وطني لأنهم اقترفوا ذنباًُ عظيماُ وهو النضال والدفاع عن وطنهم .
بحكم انتمائي الوظيفي بما أنني عسكري ,, وبحكم انتمائي الوطني بما أنني كويتي ,, لا أريد الرحيل أو الهروب با اتجاه الأراضي السعودية لأنني أريد المشاركة في النضال حتى لو كلفني ذلك حياتي .
ولكن لأنني أملك شيئاُ أعز من حياتي ألا وهو عائلتي المكونة من أطفالي حمد وحسين وابنتي صيته وزوجتي ووالدتي ,, لذلك فكرت كثيراُ بالابتعاد بهم إلى الأراضي السعودية ,, حتى يكونوا في مأمن هناك ,, وحتى أعود للقتال والنضال هنا من جديد بروح تحمل حماساُ كبيراُ ولا تخشى أن يصاب أعز ما تملك أي مكروه .

قبل صلاة الفجر بلحظات كان جميع ما ذكرته لكم سابقاُ هو ما يجول في خاطري .

نهضت من السرير ,, توضأت ,, مددت سجادة الصلاة ,, صليت الإستخاره لأنهي ذلك الجدل العابث بمشاعري وتفكيري .

بعد انتهائي من الصلاة ,, انتابني شعور غريب وحماس كبير للقيادة حتى الأراضي السعودية .
طويت سجادة الصلاة,, ومن ثم أيقظت زوجتي أم حمد وطلبت منها أن تذهب لأيقاظ الجميع لأنني نويت أخذهم للمنطقة الشرقية ومن ثم العودة لوطني .


ما هي إلا قرابة الساعتين والنصف حتى كان الجميع في السيارة ,, في الوقت نفسه كنت أقوم بوضع الأشياء الثمينة في نهاية السيارة ,, وقمت بعدها بوضع المأكولات والمعلبات فوق الأشياء الثمينة ومن فوقهم وضعت الملابس والحقائب ,, فعلت ذلك حتى لا يراها الجنود العراقيين على الحدود ومن ثم يقوموا بمصادرة النقود والذهب والأوراق الرسمية وكذلك المأكولات .

موعد شروق الشمس كان موعد الإنطلاقه نحو الأراضي السعودية .

بعد قرابة الساعة توقفنا إجباريا أمام نقطة تفتيش عراقيه وهي الأخيرة قبل الوصول للأراضي السعودية .
أقترب الجندي العراقي مني وسألني عن وجهتي ,, فأخبرته بأنني متجه إلى المنطقة الشرقية .
ثم سألني عن نوعية عملي ؟؟ فكذبت عليه وأخبرته بأنني مدرس رياضيات في المرحلة الأبتدائيه .

بعد ذلك طلب مني أن أقوم بإنزال جميع المواد الغذائية أذا كانت معنا .
فكذبت عليه للمرة الثانية وأخبرته بأنه ليس معنا أي مواد غذائية
.
بعدها طلب مني المغادرة .

قبيل ذهابي رأيت الطريق أمامي ينقسم إلى مسارين ,, مسار أيمن ,, ومسار أيسر
سألت ذلك الجندي عن أي الطرق أتبع ,, فأخبرني بأن أسلك المسار الأيمن لأنه الأقرب الى الحدود السعوديه
قمت بعد ذلك بشكره ,, وبعدها أنطلقت نحو الاراضي السعوديه .



بعد أن قطعنا ما يقارب 60 كيلو متر شاهدت المباني السعوديه على بعد 10 كيلومتر تقريباُ ,, ولا يوجد أي نقاط تفتيش أو بوادر تشير الى أننا سنتعرض لمكروه ,, تملكتني السعاده والأرتياح حينها ,, لأنني كنت أخشى من غدر ذلك الجندي العراقي صاحب المحيا البشع .

بعدها أخبرت الجميع بأننا اقتربنا من الحدود السعودية وأنني أرى بعض المباني على بعد 10 كيلومتر تقريباُ .

تنفس الجميع الصعداء بعد سماعهم لما أخبرتهم به .

قلت حينها بصوت عال ومخاطباًُ والدتي وزوجتي أم حمد (( الحمدلله طحنا بجندي ولد حلال علمنا الطريق الأقرب ,, والله أنا خفت أنه يكذب علينا ويخلينا نروح مع طريق ماهو صحيح ))
قالت حينها والدتي في ردة فعل غريبة منها (( دام أنه طلع ولد حلال ,, ليه ما ترجع له وتعطيه كل الأكل اللي معانا لأننا ما نحتاجه ,, خلاص الطريق وعرفناه ,, شكو نأخذ الأكل معانا ))
قلت لوالدتي وابتسامة الاندهاش والتعجب تملئ محياي (( تتكلمين من صجك يا يمه وإلا تتغشمرين وياي ؟؟ ))
والدتي (( لا ما اتغشمر ,, يالله رد للجندي العراقي وأعطيه كل اللي معانا من أكل ,, لأن حنا كنا خاشينه عشان كنا خايفين ان السياره تتعطل ويانا ,, وإلا نروح مع طريق غلط ,, ولكن دام إننا شفنا المباني السعودية خلاص يعني حنا بخير ,, يالله رد للجندي العراقي ))

أنا وعلامات الغضب والانفعال تملئ محياي (( اعذريني يا يمه ,, والله ما أرد لو يصير اللي يصير ,, يمكن إذا ردينا له يأخذ الذهب والبيزات اللي معانا ,, الله لا يرده مصيره يلقى أكل ويأكل ,, كفاية عليهم اخذوا كل شي في الديره ولا كأننا عرب ومسلمين ))

والدتي والإصرار يتضح في نبرة صوتها (( خلاص أجل خلني هنا وروح أنت وزوجتك وعيالك الله يستر عليكم ,, أنا قلت لك يا أننا نرد نعطي الجندي الأكل ,, أو أنك تخليني هنا ))

رميت بكل ثقلي على دواسة فرامل السيارة حتى توقفت ,, وكان للغضب دور كبير في ردة فعلي تلك .

ثم قلت (( يا يمه حنا مشينا فوق 60 كيلو كيف تبينا نرجع عشان أكل ؟؟ هذيك حدود السعوديه شوفيها ما يفرق بيننا وبينها الا اقل من عشره كيلو ,, خليني انزلكم للدمام وأنا أوعدك أني راح أرجع للجندي وأعطيه كل الأكل اللي معانا ؟؟ ))

عندها قامت والدتي بفتح باب السيارة والنزول منها ,, وسط غضب عارم تملك زوجتي أم حمد ,, ووسط ضحكات من اطفالي على الذي يحدث أمامهم .

ترجلت من السياره وذهبت إلى والدتي التي افترشت الأرض وطلبت مني تركها هنا وإكمال الطريق برفقة أبنائي وزوجتي ,, حاولت أقناعها ولكن لم أستطع كعادتي منذ الصغر معها ,, فهي لطالما أخبرتني بأنها أكثر مني خبره وبأنها أفهم مني في أمور هذه الحياة .

جميع جيوش الغضب احتلت فؤادي حينها ,, مثلما احتلت الجيوش العراقية وطني الحبيب .

افترشت الأرض بجانب والدتي ,, والتي كانت تتحدث كثيراُ بأنها تفا جئت من أسلوبي في التعامل بهذا الشكل المشين لمن أحسن لي صنعاُ ,, كانت تقول لي (( أنا ربيتك على الطيب بعد وفاة أبوك ,, وما أذكر أني علمتك تكون ناكر للوفاء والجميل يا ولدي ))


بعد تفكير عميق قررت العوده لذلك الجندي السافل والأحمق والغبي والشحاذ والمنافق والكذاب وال ..... الخ << أكملوا بقية العبارات القبيحة والوقحة . سلكت طريق العودة وسط ارتياح كبير ظهر على محيا والدتي ,, وسط غضب عارم لمسته في نبرة صوت زوجتي أم حمد عندما قالت (( خلاص ردوا للجندي العراقي ما عندي مشكله ,, ولكن تذكري يا عمتي أذا صار شيء لليهال ترى أنتي السبب وما راح أسامحك أبدا ,, ياعالم يا ناس فيه أحد يرجع للموت بنفسه ؟؟ ))

سمعت تلك الكلمات المدهشه والتي أزاحت جيوش الغضب من فؤادي واستوطنت هي المكان ,, لأنني ولا أول مره أسمع زوجتي المحترمة جداُ أم حمد تخاطب والدتي بذلك الأسلوب القوي والجاف ,, ولكن لم أعذرها حينها لأن الوضع لا يحتمل المجاملات والتصنع .

بعد مسيرة خمس وأربعون دقيقه تقريباُ وصلنا إلى نقطة التفتيش التي يقف عليها الجندي العراقي الجائع.




قمت بإيقاف سيارتي على جانب الطريق وبالقرب من نقطة التفتيش العراقيه ,, وفتحت باب السيارة الخلفي ,, وقمت حينها بأانزال الحقائب الكبيرة والملابس وبعد ذلك قمت با انزال المواد الغذائية والمعلبات .
حملت تلك المعلبات والمأكولات وقمت بوضعها جميعاُ بالقرب من نقطة التفتيش تلك ,, ثم أخبرت الجندي المجهول بأنني كذبت عليه با أخباري له عن عدم وجود أي مواد غذائية بسيارتي ,, ولكن بعد أن رأيت الحدود السعودية طلبت مني والدتي أن أعود لأعطاءه هذه المأكولات والمعلبات الغذائية .

دهش الجندي من الذي أخبرته به ,, وأخبرني بأنه ليس مغفل حتى يصدق ذلك الكلام الكاذب الذي أخبرته به ,, لذلك يود التأكد من خلو هذه الحافظات والمعلبات من أي مواد سامه قد نكون وضعناها له للتخلص منه ومن باقي الجنود الذين معه .

طلب مني إحضار أبنائي حمد وحسين وبنتي صيته صاحبة الثلاث سنوات ,, وعند سؤالي عن السبب ,, قال لي بصوت عال أذهب وأحضرهم وستعرف لاحقاُ ما الذي أريده منهم .

ذهبت إلى السيارة وكلي خوف ,, كلي قلق ,, كلي غضب على والدتي ,, ما الذي يريده هذا الحقير والسافل من هؤلاء الأطفال ؟ جال هذا السؤال مليون مره في فؤادي خلال اقل من دقيقه .

وقفت عند باب السيارة الأيمن وأخبرت زوجتي ووالدتي بطلب الجندي الغريب ,, فزعت زوجتي وقامت بالبكاء ,, وكذلك والدتي التي تمتمت ببعض الكلمات والدعوات ثم قالت (( لا تخاف يا وليدي ,, اللي كاتبه الله راح يصير ,, نزل عيالك وأنا راح أنزل معاهم وبأذن الله ما راح يصير لهم مكروه ))

لم تكمل والدتي كلماتها حتى قالت زوجتي (( كيف ما راح يصير لهم مكروه وأنتي خليتينا نرجع للموت باأنفسنا ؟؟ ,, كله منك يا عمتي ,, كله منك ,, والله ما راح أسامحك لو صار لليهال شيء ))

كنت كا الأبله ,, قمت با إنزال الأطفال واحد تلو الآخر وعيني تنظر لهم وتودعهم ,, وكأني عائد بهم إلى الموت ,, الجميع كان يبكي ,, الأطفال ,, والدتي ,, زوجتي ,, حتى الخادمة الاسيويه كانت تبكي بحرقه لأنها كانت قلقه على الأطفال الذين عاشت معهم سنين .

اصطحبت أبنائي حمد وحسين وأمسكت بهم جيداُ ,, بينما كانت صيته والدتي تحمل بين ذراعيها ابنتي صيته والتي أسميتها صيته على اسم والدتي .

بعد إن اقتربنا من الجنود العراقيين الذين كانوا يضحكون ,, ويقومون بتحريك أسلحتهم النارية كل حين عن قصد وعن دون قصد ,, سألوني عن هوية المرأة التي تسير خلفي ,, فأخبرتهم بأنها والدتي ,, طلبوا منها التوقف والقيام بخلع عباءتها حتى يتأكدوا عن وضعها لأي أسلحه ناريه تحت تلك العباءه .

قامت والدتي برمي عباءتها ,, وسارت بكل ثقة نحو الجنود .

بعد أن وقفنا قال الجندي العراقي (( هاي هي أمك الحنونة ؟؟ أكيد حاطه لنا سم بالأكل تريد تتخلص منا ,, ولكن هسا نشوف من يضحك على الثاني ,, يالله أفتح الحافظة وطعمي أولادك منها ونريد نشوف أمك تأكل معاهم ))

قامت والدتي بفتح تلك الحافظة ,, وقامت بإعطاء الاطفال قطع من تلك المأكولات حتى يقوموا بأكلها ,, وقامت هي بنزع الغطاء عن وجهها المتجعد ,, ثم قامت بوضع اللقمة تلو اللقمة في فمها ,, ثم قامت بعد ذلك بفتح احد المعلبات ,, وقامت كذلك بالأكل من ذلك المعلب وإعطاء قطع منه لصيته التي كانت تأكل تلك اللقمة رغماُ عنها .

بعدها دبت الطمأنينة لنفوس الجنود العراقيين ,, وقاموا بأخذ الحافظات والمعلبات ووضعها في الغرفة المصنوعة من الخيش البلاستيكية المليئة بالاتربه والأحجار الصغيرة .

بعد ذلك قام ذلك الجندي الجائع بتوجيه سؤال إلى والدتي وذلك بعد تأكده من صدق نيتها ,, وكان سؤاله عن أذا ما كنا نحمل معنا في السيارة محتويات نقدية ومجوهرات وغيرها من الأشياء الثمينة .

وجهت أنظاري إلى والدتي وكلي ثقة بأنها ستخبرهم بأننا لا نحمل أي مبالغ نقدية أو مجوهرات ,, لأننا بحاجة إلى تلك الأشياء النقدية .
قالت والدتي بكل ثقة (( ما راح أكذب عليك ,, السيارة فيها ذهب وبيزات ))
قال الجندي العراقي (( عفيه عليك يا امنا الحنونة ,, ليه ولدك ما طلع مثلك صادق ,, هوايه كذاب ولدك ويستاهل الجتل ,, يالله روحي جيبي الذهب وخلي البيزات لكم لأننا ما نريدها ))

ذهبت والدتي إلى السيارة ,, وقامت بفتح باب السيارة الخلفي وأخذ جميع المجوهرات والذهب ولم تترك حتى قطعه صغيره ,, ثم عادت ووضعتها أمام الجنود العراقيين الذين سالت لعابهم عند رؤيتهم لتلك المصوغات وقطع الذهب ,, في الوقت الذي سالت دمعتي قهراُ على الذي فعلته والدتي .

بعد ذلك أخبرنا الجندي العراقي بأنه يمكننا الذهاب الآن حيث نريد .

أخذت أبنائي وسرت خلف والدتي وأنا أنظر إليها وهي تقوم با انتشال عباءتها ,, وكلي لوم وعتب عليها وكان كل ما يجول بخاطري حينها هاتين الكلمتين (( ليه يا يمه ؟؟ ليه يا يمه ))

ركبت السيارة ,, وقمت بتشغيل محركها وأنا أسمع كلمات العتب واللوم من زوجتي على والدتي لأنها فقدت جميع ما تملكه من حلي ومجوهرات ,, بينما أكتفت والدتي بقولها (( الذهب يرجع ,, بس الضنا ما يرجع ,, الحمدلله على سلامة ضناك والله يعوضك خير بالذهب اللي راح ))

التفت إلى الخلف وناظرت إلى والدتي والتي كانت تنظر إلي بكل شجاعة وكأنها فعلت شيئاُ عظيماًُ حتى بان لي بأنها متأكده بأن ما فعلته هو الصواب ,, في الوقت الذي كنت اتوقع ان أراها تهرب بعينيها من عتاب ولوم عيني لها .

أردت الانطلاق والسير في المسار الأيمن ولكن سمعت صوت الجندي العراقي يطلب مني العودة إليه ,, لأنه على ما يبدو يملك شيئاُ يود أخبارنا به .

قمت بالسير رجوعاُ إليه ,, اقتربت منه وقمت بفتح نافذة السيارة ,, وسألته عن ما يريد ,, فا طلب مني أن أسلك المسار الأيسر .

تفاجئت من طلبه الغريب ,, وسألته عن سبب طلبه مني بتغيير الطريق مع العلم أن المسار الأيمن طريقه أقرب إلى الأراضي السعودية على حد زعمه .

فا أخبرني السبب الذي كان غريباُ جداُ ,, وكان أغرب مما تعرضنا له في رحلة هروبنا للأراضي السعودية إ
ذ أخبرني بأن الطريق الأيمن الذي سلكناه قبل قليل مملوء في نهايته بالمتفجرات ومزروع بالألغام ,, أي نهاية ذلك الطريق سيشهد حتفنا لو سلكناه لنهايته ,, وأخبرني بأنهم قاموا يوم الأمس بزرع ذلك الطريق بالألغام احترازا من دخول القوات السعودية براُ ,, وأضاف بأنه لم يندهش من عودتنا لإعطائهم المأكولات بقدر تفاجئه من عودتنا سالمين .
العشرة كيلو أو الثمانية كيلو لو أكملناها كانت ستشهد نهايتنا ,, ولكن رغبة والدتي بالتوقف والعودة لا أعطاء المأكولات لذلك الجندي كانت سبب في كوني حياُ أرزق لأكتب لكم هذه الكلمات .





تقبلوا تحياتي










الجمعة، 8 أكتوبر 2010

(( كابوس غير حياتي ))


(( كابوس غير حياتي ))
ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه ,,



أبو عبير : كيف حالك يا القبطان زيدان ؟
أنا : بخير الله يسلمك ويخليك ؟
أبو عبير : أنا متصل عليك عشان أعطيك خبر أن عندنا بكرة مباراة في دار الملاحظة الاجتماعية بعد المغرب أن شاء الله ,, يعني خلك جاهز من العصر ولا تروح عليك نومه والا تنسى ,, لأني أعطيت صديقي واللي موظف في دار الملاحظة الاجتماعية خبر أننا جاهزين نباري منتخب دار الملاحظة اللي يشرف عليه .
أنا : اهااا ,, كذا السالفة ,, أوكيه ما عندك مشكله ,, راح تلقاني قدامك بأذن الله .
أبو عبير : مع السلامة
أنا : مع السلامة

يوم الخميس بعد صلاة المغرب كنت متواجداُ في ملعب دار الملاحظة الاجتماعية ,, وكنت أجلس على المقاعد الخرسانيه خارج الملعب وذلك بطلب من صديقي أبو عبير بأن أكون لاعب احتياطي ,, وسيكون موعد نزولي للملعب الشوط الثاني بسبب ضعف المخزون اللياقي لدي .

على يميني يجلس صديقي عبدالرحمن ,, وعلى يساري وعلى بضعة أمتار مني يتواجد نزلاء الدار الاجتماعية والذين أغلبهم أطفال لم يتجاوزوا الرابعة عشر من أعمارهم .

أقترب مني صديقي عبدالرحمن وقال لي بصوت خفيف بالكاد سمعته (( شوف يا القبطان هذاك الطفل اللي يأكل شوكلاته ويلحس الكيس حق الشوكلاته ,, والله كاسر خاطري وبغيت أبكي لما تخيلت أنه اخوي الصغير ,, ياخي الدار هذي غلط كبير في مجتمعنا ,, ولازم يلغونه لأن ما منه فايده ,, بالله شووف أشكالهم وهم محلقينهم مووس ما يكسرون خاطرك ؟؟ ))
أنا (( والله يالدحمي مدري وش أقولك ,, خلني أعرف قضية الطفل هذا وبعدين أحكم وأقولك أذا كاسر خاطري والا لا ))
عبدالرحمن (( تتكلم من جدك يالقبطان ؟؟ تكفى قول لي أنك تمزح عشان ما تتغير نظرتي فيك ))
أنا (( أنت حر بوجهة نظرك فيني ,, ولكن أحب أقولك أني سعيد لوجود مثل دار الملاحظة هذا في مجتمعنا ,, لأنك مثل ما أعتقد ما تعرف قيمته))
عبدالرحمن وبدأت ملامح الغضب ونبرة الانفعال تتضح على ردة فعله (( مع احترامي لك ما عندك سالفة ,, ولا في قلبك ذرة رحمه ,, والحمد لله بانت لي حقيقتك يالقبطان ))
بعد حديث صديقي عبدالرحمن التزمنا الصمت ,, وتظاهر كل منا بانشغاله بمتابعة أحداث المباراة .

يوجد لدي ما أقوله لعبدالرحمن ولجميع من يعرف القبطان ,, لذلك قمت بمناداة الطفل الذي كان يأكل الشوكلاته ونال على استعطاف صديقي عبدالرحمن ,, وطلبت منه الاقتراب والجلوس بالقرب مني .
أبتسم الطفل وأشار على نفسه ويسألني أن كنت أقصده بعينه ,, فأشرت له بالإيجاب ,, تحدث مع أصدقاءه الأطفال الذين يشاركونه سنين العمر والتي على ما يبدو لي بأنها لم تتجاوز الأثناء عشر سنه .
سار الطفل تجاهي ليس وحيداُ ,, لأن ثلاثة من أصدقاءه كانوا يرافقونه نحوي ,, اقتربوا مني وقاموا بالسلام علي بكل احترام ,, وفعلوا نفس الشيء لصديقي عبدالرحمن الذي غمرت السعادة محياه وكذلك العطف أتضح على عيونه المغروقه بالدموع .

جلس الطفل وأصدقاءه حولي ,, عرفتهم بنفسي وكذلك بصديقي عبدالرحمن ,, وقاموا حينها بتعريفنا بأنفسهم وكانت أسمائهم , محمد (( طفل الشوكولاته )) صالح ,, مازن , جاسم ))

سألتهم في البداية عن سبب تواجدهم في هذا الدار ,, فكان كل منهم يرمي الأجابه على صديقه للبدء في الحديث عن التهمه التي جعلته أبناءُ من أبناء دار الملاحظة الأجتماعيه .
أيقنت حينها أنهم لن يتحدثوا وللحرج دور في ذلك ,, فقمت أنا بالحديث قائلاُ (( وش فيكم مستحين ؟؟ ترى عادي وكل شخص مننا معرض للخطاء والزلة ,، وعندكم مثال أنا قبل عشر سنوات كنت مثلكم متهم بقضية وكنت أحد أبناء الدار هذي ))
أندهش جميع الأطفال لما أخبرتهم إياه ,, وكان أكثر المندهشين صديقي عبدالرحمن الذي قال (( أقوول بلا كذب ,, معقوله القبطان زيدان الكاتب المعروف بالاحترام يكون دخل مكان مثل المكان هذا ,, أسمح لي والله ما أصدق لو تحلف من الحين لبكرة ,, إلا أذا كنت تسرق الكتابات اللي تسميها رافعيات الجمعه وتنسبها لك ))

زرعت ابتسامه على شفاهي وتجاهلت حديث صديقي عبدالرحمن وكأنني لم أسمعه ,, وأجبت على سؤال صالح عن التهمه التي اقترفتها وكانت سبب في دخولي لهذه الدار ؟؟
كان جوابي مدهشاُ أكثر للأطفال المحيطين بي ولصديقي عبدالرحمن عندما قلت (( كنت متهم بحرق المدرسة الثانوية اللي كنت أحد طلابها ))

ما هي إلا ثواني حتى أنفجر صديقي عبدالرحمن ضاحكاُ ,, ثم تمالك نفسه وقال (( الله يالقبطان أجل حارق مدرسه ههههه وش عنده اللي متربي في عائلة مافيا ,, كمل كذبك على العيال المساكين اللي متحملين كذبك عشانك أكبر منهم بس ))
ثم قال الطفل محمد (( أنت من جدك تتكلم وإلا شايفنا صغار وقلت خلني أطقطق عليهم ))
ثم قال أبو عبير (( يالقبطان يالقبطان جيب الكورة لاهنت )) في فاصل أعلاني كان سبب في قطعي للحديث والجري خلف الكرة وأعادتها للملعب ,, عائداُ بعدها لمكاني بين الأطفال وصديقي عبدالرحمن .

قمت بالتقاط أنفاسي ,, ثم تحدثت قائلاُ (( قبل عشر سنوات احترقت المدرسة الثانوية اللي كنت أدرس فيها بالصف الأول ثانوي ,, وطلبت الشرطة من مشرف المدرسة أن يقوم بتحديد أسوء عشر طلاب في المدرسة سلوكاُ وانضباطا ,, فتم أدراج أسمي في الترتيب الثالث رغم صغر سني حينها ,, قامت الشرطة بالتحقيق مع الطلاب التسعة أثناء أجازة منتصف العام ,, وكنت حينها أقضي تلك الأجازة مع أسرتي خارج المنطقة وفي ربوع البادية بحثاُ عن (( الفقع )) ,, وعند عودتي من الأجازة ,, لم أذهب للمدرسة أول يومين وكانت تصادف يومي الاثنين والثلاثاء ,, وفي صباح يوم الأربعاء كنت متواجد في المدرسة ,, وما هي إلا دقائق حتى أتى رجال الشرطة وقاموا بأخذي لمركز الشرطة في المنطقة ,, وهنالك تم التحقيق معي ,, وأخذ جميع أقوالي ,, وأخبروني بأن أحد التسعة الذين أخذوا أقوالهم يشك بأنني ضلع في تلك الحادثة ,, وطلب مني معرفة لما شكك ذلك الشخص المسمى با أحمد في ضلوعي في القيام بحرق المدرسة ,, فأخبرته أنني أوسعت المدعو أحمد ضرباُ قبيل أيام من احتراق المدرسة ,, وذلك سبب رئيسي في اتهامه الباطل والموجه لي .

ألتفت باتجاه صديقي عبدالرحمن وسألته عن نتيجة لقاء فريقنا وفريق الأحداث ,, فأخبرني أنه لا يعلم عن النتيجة شيئاُ بسبب انشغاله بمشاهدتي وأنا أتحدث للأطفال ,, فأخبرته بأنني لست تلفازاُ حتى ينشغل بمتابعتي ,, وأنما عليه سماعي فقط حتى يعرف الذي أقوله

ضحك الأطفال على ذلك الفاصل ,, وطلبوا مني مواصلة الحديث ,, فأردفت قائلاًُ (( تم أخذي مقيداُ بسيارة الشرطة تلك الظهيرة وكانت الجهة المقصودة هي المحكمة حتى أخذ أقوالي هنالك أيضاُ ,, والمحكمة هي ذلك المبنى القريب من دار الملاحظة الأجتماعيه ,, وعند وصولنا للمحكمة كانت الساعة تشير للثانية والنصف ,, أي انتهاء فترة العمل في المحكمة منذ نصف ساعة ,, عندها قاموا رجال الشرطة بأخذي إلى داخل دار الملاحظة الأجتماعيه ,, وقاموا بأخبار المشرف على الدار بأنني متهم بإحراق الثانوية التي أدرس فيها ,, وأنني الوحيد بين عشرة متهمين لم تأخذ أقواله ,, عندها طلب المشرف على الدار من رجال الشرطة أن يقوموا بتركي في دار الملاحظة الأجتماعيه حتى انتهاء التحقيق معي يوم السبت ,, وذلك خوفاُ من هروبي أو عدم حضوري للمحكمة يوم السبت ,, لذلك من الأفضل برأيه أن أتواجد الثلاث أيام المقبلة في دار الملاحظة الاجتماعية ,, في قرار أتخذ بشكل فردي وتعسفي .
غادر رجال الشرطة دار الملاحظة الأجتماعيه وسط صخب وإزعاج ومحاولة خروج من ذلك المكان الشبيه بالسجن ,, ولكن باءت جميع محاولاتي بالفشل ,, وأرغمت على ارتداء اللباس الخاص بنزلاء الدار ,, وكذلك أرغمت على حلاقة رأس شعري بموس حلاقه للمرة الأولى بحياتي ,, كنت غير مصدق لما يحدث البتة .
ذهبت لغسل رأسي بعد الحلاقة ولكن تفاجئت بمشرف الدار يقوم بضربي بشدة ,, فسألته مستغرباُ عن الذنب الذي اقترفته حتى يقوم بضربي بذلك الشكل المؤلم للغاية ؟؟
فأخبرني بأنني ذهبت لدورة المياه دون أخذ الأذن منه أو من أحد المشرفين ,, وأضاف أنه من المفترض علي أن أقوم بأخذ الأذن قبيل فعل أي شيء في هذا الدار .
صرخت في محياه ومخبراُ إياه بعدم ضربي مرة أخرى حتى لا يحدث له مكروه ,, فقام با استدعاء ستة أشخاص في نفس عمري حينها ,, قاموا بإسقاطي أرضاُ ,, وقام هو بضربي بشكل غير أنساني أطلاقاُ .

بكيت كثيراُ ,, لا سيما وأنني مظلوم ولا أستحق التواجد في هذا المكان ,, فعلى الرغم من كوني مشاغباُ في المدرسة وخارجها ,, وأتسبب بالعديد من المشاجرات وكذلك بالعديد من أعمال الشغب ,, وأقوم بمعاملة الأجانب معاملة سيئة وخصوصاًُ الأنثى التي أتت للعمل لدينا من أقصى القارة ,, وكذلك عدم احترامي لجميع القوانين ,, وعدم انصياعي لأوامر وطلبات أبي وأمي ,, وعدم قيامي بالواجبات الدينية على أكمل وجه ,, الأ أنني لا أستحق التواجد في هذا المكان لأنني كما يعلم رب العالمين برئ من التهمه الملصقة بي كبراءة الذئب من دم يوسف .

تعرضت لشبه إغمائه جراء الضرب المبرح,, وتم نقلي للغرفة التي كنت أقيم مع سبعة أشخاص آخرين فيها ,, ولكن الحمد لله أفقت من سباتي ومن ذلك الكابوس المزعج وأنا داخل المنزل .


ذهبت أركض باتجاه أمي مقبلاُ جبينها ,, ومخبراُ إياها بأنني سأتغير للأفضل ,, ورأيت العاملة الشرق أسيويه تقوم بأعداد وجبة الغداء التي لم أذق طعمها في منزلنا تلك الفترة والسبب يعود لأنني كنت أكره كل ما تعده عاملتنا المنزلية ,, لأنني كنت أعتقد بأنها غير نظيفة وكذلك جميع أبناء جلدتها .
رأيت عاملتنا المنزلية تقوم بأعداد الطعام فقمت بشكرها وأخبرتها بأنني جائع وبأنني سألتهم جميع ما أعدته لي ولأفراد الأسرة , وانطلقت بعد ذلك للمسجد بعد سماعي لأذان الظهر في حادثة فريدة من نوعها ,, لأنني أعتدت الذهاب للمسجد بعد سماع الأقامه فقط
.

وجدت على طريق المسجد صديقي المشاكس ناصر ,, يطلب مني الذهاب لأخذ ثار أخيه الذي ضرب مساء الأمس على يد أبناء جارنا الأجنبي ,, فأخبرته بأن شقيقه هو المعتدي على أبناء جارنا المحترمين ,, لذلك سأذهب للمسجد ,, ولن أذهب بحثاُ عن المشاكل من الآن وصاعداُ ,, قلت كلامي ذلك وأنا أرى ردة فعل غريبة اتضحت على محيا صديقي ناصر والذي لم يتوقع أنه سوف يسمع تلك الكلمات يوماُ ما من (( قبطان المشاكل)) كما كنت أدعى سابقاُ .

لم أشعر إلا أتتني ضربة قويه من الخلف من صديقي الدحمي الذي كان غاضباُ جداُ وقال (( أنا داري أنك تستهبل وجايب هالأطفال عشان تضحك عليهم وتطقطق على روسهم ,, الشرهه مو عليك الشرهه علي أنا اللي طنشت المباراة وجلست أسمع احلامك وسوالفك السامجه يالسامج))

حككت ظهري لتخفيف الم تلك الضربة التي وصلتي من يد صديقي عبدالرحمن ,, وطلبت من الأطفال الأربعة الجلوس وسماع باقي حديثي لأنهم كانوا واقفين وقاصدين العودة لأماكنهم وبجوار أصدقائهم ,, ولسان حالهم يقول حينها (( تتشمت فينا يالقبطان ,,هذي اخرتها ,, الشرهه على اللي يحترمك ويقدرك ))

اعتذرت لهم عن فاصل صديقي عبدالرحمن ,, وقمت بمواصلة حديثي (( بعد حديثي مع صديقي ناصر في الشارع كنت سعيداُ لأنه مجرد كابوس ,, ولكن قطع تلك السعادة ألم ضربة تعرضت لها على كتفي من مشرف دار الملاحظة الأجتماعيه يطلب مني القيام من النوم والذهاب للوضوء والاستعداد لأداء صلاة المغرب ,, أفقت من نومي ووجدت نفسي في تلك الغرفه الكئيبة في هذه الدار ,, بكيت كثيراُ ,, وذهبت وتوضأت وأنا أبكي ,, وأديت صلاة المغرب وأنا أبكي ,, لأنني لم أكن أعلم بأن وجودي في هذه الدار حقيقة ,, وحلمي بأنني في المنزل وبين أسرتي هو الحلم .


بعد صلاة المغرب لاحظ أحد مشرفي الدار وأمامنا في المسجد دموعي ,, وكان يطيل النظر إلي في المسجد ,, وبعد انصرافنا للغرف المخصصة لنا , تواجد ذلك المشرف الملتزم الذي كان يدعى مصعب ,, وكان رجل في غاية الاحترام والروعة ,, تسائل في البداية عن سبب بكائي المستمر ؟؟ فأخبرته بأنني مظلوم حتى أتواجد في هذا المكان ,, وأن التهمه التي ألصقت بي أنا بعيداٌُ عنها ولم أبلغ أقصى درجات السوء حتى أقوم بتنفيذ مثل ذلك الأمر السيئ للغاية .

قام باصطحابي حينها لمكتبه ,, وقام بالحديث بشكل مطول ,, وكانت أبرز نقاط حديثه ذلك الوقت هي :

1- أنني لست المظلوم الوحيد في هذه الدار أو في السجون المخصصة لكبار السن ,, وإنما يوجد العديد من المظلومين في خلف القضبان .
2- أن ما أتعرض له حالياُ لا يتعدى كونه اختبارا من الله ,, أو جزء دنيوي على بعض المخالفات والمعاصي التي أقوم بها في دنياي والتي أعتقد بأنها بسيطة .
3- أن الرجل هو من يصبر عند المصائب وعند أصعب الظروف وأحلك المواقف,, لذلك يجب علي الصبر وعدم الاستسلام وسوف يظهر الحق عاجلاُ أم أجلاُ .
4- قام بعدها مصعب بمناداة طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره وسأله عن سبب قدومه فا أجاب ذلك الطفل بأنه قام بالسرقة أكثر من مره لذلك هو يتواجد هنا ,, سأله المشرف مصعب عن المدة التي سيقضيها هنا ,, فا أجاب ذلك الطفل بأنها ثلاث أشهر مضى منها شهر فقط .


دهشت حينها من ردة فعل الطفل وكيف تأقلم مع الأجواء في ذلك الدار ,, كففت دموعي حينها ,, معطياُ نفسي وعداُ بأنني لن أبكي من الآن وصاعداُ وسأحاول الأستفادة قدر المستطاع من هذا الابتلاء .

لا أنسى تلك الورقة الصغيرة التي قام المشرف مصعب با إعطائها لي وطلب مني الأجابه عليها سراُ ولست بحاجة لأخباره بالأجابه الصحيحة , لا أنسى محتوى تلك الورقة المكتوب فيها :
أذا كنت مظلوم وترى بأنك لا تستحق التواجد هنا فالسبب يعود لا أحد الأسباب الأربعة التالية :
1- معصيتك لخالقك وعدم التزامك بتعاليمه كما ينبغي << قلت بيني وبين نفسي هذا السبب أكييد
2- عقوقك لوالديك << بعدين قلت لا أكيد هذا السبب
3- ظلمك لشخص معين باستمرار <<< بعدين قلت لا أكيد هذا السبب << فيس واحد تذكر يوم يتهم شغالتهم أنها تسرق الفلوس وكل شي يضيع بالبيت وبالحارة وبالمملكة
4- تعديك على الآخرين وعدم احترامهم << قلت لا هذا السبب <<< فيس واحد تذكر يوم يفقع وجه ولد جارهم لأنه رفض يعطيه لفه بسيكله الجديد


للأسف جميع ما تم ذكره كنت متهم فيه ,, وعند سؤال المشرف مصعب لي عن عدد الأسباب التي قد تكون سبباٌُ في دخولي لهذا الدار ,, قمت بالكذب عليه وأخبرته بأنها واحد فقط << فيس واحد مستحي وباين بوجهه أنه كذاب وجايب الصمرقع للعالم كله

قام حينها المشرف مصعب با أجراء أول مكالمة لي مع والدتي ,, وأخبرني بأنني سوف أتحدث مع أسرتي ثلاث دقائق يومياُ حتى مغادرتي لدار الملاحظة الأجتماعيه .

بعد تلك المعاملة والجلسة الأبوية من المشرف مصعب ,, بدأت التأقلم ,, عدت للغرفه التي يتواجد بها سبعة أشخاص كلي تفاؤل ,, تعرفت عليهم وتعرفوا علي وأصبحنا أصدقاء بعدها .

مر اليوم الأول بتثاقل غريب ,, ومر اليوم الثاني والثالث بشكل اعتيادي .

ألتزمت بقوانين الدار والتي أبرزها :
1- القيام من النوم لا أداء صلاة الفجر قبيل موعد الأذان بنصف ساعه .
2- التزام الصمت في المسجد .
3- النوم على الظهر فقط وعدم النوم بأي وضعيه أخرى .
4- عدم الحديث مع الأطفال الذين يصغروننا بالسن وكذلك الأشخاص الذين يكبروننا بالسن .
5- عدم فعل أي شيء إلا بعد أخذ الموافقه من المشرفين المناوبين .
6- النوم مبكراُ والاستيقاظ مبكراُ ما عدا يوم الأربعاء والخميس يسمح بالسهر للساعة 12 مساء << يعني كذا خربوها. 7- عدم المكوث في دورة المياه لا أكثر من دقيقتين مهما كانت الحالة <<< هذا أكثر شي كان مضايقني ذيك الأيام .


يوم الخميس شاركت في لعب الكرة مع أبناء الدار وأستمتعتنا بذلك اليوم .

يوم الجمعة قضيناه بين كتب مكتبة الدار والبعض أمضاه في تعلم الكومبيوتر والبعض الآخر في تعلم الرسم والبعض (( قضاها سوالف وضحك ))

أتى يوم السبت ,, وأتى رجال الشرطة لمدرسة دار الملاحظة الأجتماعيه ,, وقاموا بطلب الأذن من مدرس مادة التوحيد لأخذي للمحكمة لأخذ أقوالي .

ذهبت للمحكمة وتم أخذ جميع أقوالي هناك ,, وعندما لم يجدوا شيئاً مثيراُ للاهتمام قاموا بالاتصال بوالدي ليقوم بأخذي من دار الملاحظة الأجتماعيه .

فارقت الدار ظهيرة يوم السبت ,, وكان برفقتي أثنين من أصدقائي في الغرفة وذلك بعد تنازل الشخص الذي قاموا بضربه با آلات حادة ,, وقمنا قبيل المغادرة بتوديع أصدقائنا في الغرفة والذين قاموا بالبكاء فرحاُ لبرأتنا وحزناُ على مفارقتنا .

ذهبت برفقة والدي حينها لشكر المشرف مصعب على جميع ما قدمه من خدمات لي ,, وسألني أن كان لدي شيئاُ أقوله ,, فأخبرته أنني أملك عدداُ من الأصدقاء السيئين << الحين صاروا سيئين ,, وأتمنى تواجدهم في هذه الدار ليس كرهاُ لهم ,, ولكن ليتعلموا ويفهموا حقيقة الحياة ,, ويعوا حجم ما يقومون به من أفعال سيئة للغايه .

أجابني المشرف مصعب قائلاُ (( لا تخاف يالقبطان ,, صدقني راح يجبيهم الزمن هنا ,, وأذا ما جابهم الزمن وما تعلموا من أخطائهم صدقني راح يكون مستقبلهم سيئ ))

الآن أتذكر حديثه وأتذكر حال أصدقائي السابقين ,, بعضهم دخل تلك الدار وأمضى فترة تجاوزت العامين ,, وبعضهم لم يتواجد خلف القضبان في حياته ولكنه أصبح مدمناُ للمخدرات ,, والبعض منهم تعرض لموقف قووي كحادث شنيع تعرض له مع أصدقاءه الذين أضحوا في إعداد الموتى حالياُ ,, وكان ذلك الموقف نقطة لتغيير مساره للأفضل .

سمعت صوت صديقي أبو عبير يناديني ويطلب مني الدخول للملعب بدلاُ عنه وذلك لأن الشوط الثاني على وشك البدء.

قمت أنا وصديقي المبتسم عبدالرحمن لأجراء عمليات الإحماء , والذي كان مستمتعاُ للغاية بحديثي أسوة بالأطفال الصغار الأربعة ,, وقبيل توديعنا للأطفال طلب مني عبدالرحمن إلقاء نصيحة للأطفال الأربعة والذين كانوا يطلبون مني المكوث معهم ليتحدثوا لي ,, ولكني اعتذرت منهم ومخبراُ إياهم بأنني أعلم عن جميع مايودون قوله ,, وقمت بأعطائهم هذه النصيحة (( حاولوا تستفيدوا من الدرس اللي خلاكم تفارقون أهاليكم وتجلسون هنا مثل المساجين ,, أذا ما استفدتوا الحين وتغيرتوا للأفضل صدقوني راح يكون مستقبلكم جداُ سيئ ومظلم ,, أنا استفدت من ثلاث أيام قضيتها في هذا الدار وغيرت سلوكي وانضباطي ومعاملتي للناس للأفضل ,, وأنتم هنا صار لكم أيام وباقي لكم أيام وأسابيع وشهور ,, ولازم تستفيدون من الدرس أكثر مني ,, مع السلامه ))


أثناء أجرائي لعمليات الإحماء قبل النزول للملعب سألني عبدالرحمن ما الذي فعلته بعد خروجي من دار الملاحظة ذلك اليوم فأجبته (( ذهبت أركض باتجاه أمي مقبلاُ جبينها ,, ومخبراُ إياها بأنني سأتغير للأفضل ,, ورأيت العاملة الشرق أسيويه تقوم بأعداد وجبة الغداء فقمت بشكرها وأخبرتها بأنني جائع وبأنني سألتهم جميع ما أعدته لي ولأفراد الأسرة , وانطلقت بعد ذلك للمسجد بعد سماعي لأذان صلاة العصر في حادثة فريدة من نوعها ,, لأنني أعتدت الذهاب للمسجد بعد سماع الأقامه فقط .
وجدت على طريق المسجد صديقي المشاكس ناصر ,, كان سعيداُ لخروجي من دار الملاحظة ,, وقمت بأخباره بأن أحمد هو من قام با إلصاق التهمة بي ,, فطلب مني الذهاب لتلقين أحمد درس قاسي على فعلته ,, فا أخبرته أنني سامحت أحمد على ما فعله ,, في موقف تفاجأ منه ناصر ,, وسألني أذا كان خوفي من العودة الى دار الملاحظة له دور في عدم اقتصاصي من أحمد ,, فأخبرته بأن دار الملاحظة قامت بجعلي أنساناُ ناضجاُ وأخلاقي ,, ولم تجعلني كما وصفني بالشخص الجبان
.

لا أنسى صيحات الأطفال الأربعة ومساندتهم لي أثناء تواجدي في الملعب ,, ولا أنسى مخالفتهم لأوامر الدار وقيامهم بلحاقي وتوديعي قبيل خروجنا من دار الملاحظة الأجتماعيه ,, وكلمة محمد لي (( تكفى يالقبطان نبيك تحرق لنا الدار مثل ما أحرقت المدرسه الثانويه ))

الله يكون بعون الأطفال الأربعه وعون أهاليهم ولا أستثني من دعائي جميع الأطفال الذين يقبعون خلف أسوار دور الملاحظة الأجتماعيه في هذا الوطن .

الآن وبعد مرور عشر سنوات ,, أحب أن أشكر جميع الأشخاص الذين ساندوني ودعموني نفسياُ ومعنوياُ بعد خروجي من دار الملاحظة الأجتماعيه ,, ولا ألوم الإباء الذين منعوا أبنائهم من مرافقتي بعد خروجي من الدار ,, وحرموهم أيضاُ من سماع نصائحي وتجربتي المريرة في دار الملاحظة الأجتماعيه .


يوجد لدي ما أقوله لعبدالرحمن ولجميع من يعرف القبطان ولجميع من يعرف طفلاُ أو شاباٌُ في دار الملاحظة الأجتماعيه ,, أو رجلاُ في السجن يقضي فترة عقوبته (( جميعنا غير معصومين عن الخطأ,, وجميعنا نحتاج المساعدة وقت الضعف ووقت الخطأ ,, لنساندهم بعد خروجهم ونقف بجوارهم ,, لنخبرهم أن خير الخطاءون التوابون ,, ونسمع ونتعلم منهم معنى الحرية ومعنى القيد والحبس ,, لنترك النظرة السلبية والمعاملة والكلام القاسي لأنه سوف يزيد الأمور تعقيداُ وتدميراُ ,, وسوف يهدم ولن يبني أطلاقاٌ ))

قبل الختام أريد رأيكم في قرار أتخذه والد أحد الأشخاص الذين تعرفت عليهم في الدار ,, عندما قام بوضع أبنه في الدار لمدة تجاوزت الثلاث أشهر هذا قبيل دخولي للدار ,, ولا أعلم كم المدة التي قضاها بعد خروجي من الدار ,, ولكن الذي أعلمه أن قرار والد ذلك الشاب أتى كعقوبه لأبنه بعد رجوعه في أحد الليالي للمنزل ثملاُ مع العلم أن عمر ذلك الشاب لم يتجاوز السابعة عشر حينها ,, ناهيك عن قيام أبنه بعدد من عمليات السرقه والقيام أيضاُ بالعديد من المشاجرات ,, وقام والده بأتخاذ ذلك الأجراء بعد ما ضاق به الحال من تصرفات أبنه ,, ولم يعد قادراُ على تعديل سلوكه ,, لذا كان يرى بأن دار الأحداث هي السبيل الوحيد بعد الله في تحسين عقلية وسلوك وطباع أبنه .








اسف على الأطاله

تقبلوا تحياتي
فتكوا بعافيه

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

(( طموح عانس + الصوت الخامس = الله يكون بعون البنات ))



(( طموح عانس + الصوت الخامس = الله يكون بعون البنات ))
ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه


(( طموح عانس ))

عام 98
أذكرها لوحة فنية رائعه في الجمال ,, وأذكر أنني كنت أبوح لسري لصديقي عبدالله بأنني أتمنى أنني أجد فتاة تشبه سحر في جمالها اللآخاذ وروحها المرحه ,, وليتها تكبرني بالعمر قليلاً ولا تكبرني بسبعة أعوام عاقت وقللت من آمالي بالأرتباط بها .
واذكر أنني عندما كنت يافعاُ أذهب لمنزلهم لسببين : الأول لمشاركة أخيها اللعب ,, والثاني لمشاهدة جمالها الآخاذ .
أذكر بأن أخيها كان يخبرني في مقاعد الصف الثاني متوسط بأن أبن عمه طلب يد شقيقته سحر ,, وتم رفضه الطلب من قبل شقيقته على الرغم من أعجابها به ,, والسبب في رفضها يعود لأنها مازالت صغيره في السن رغم أنها كنت تبلغ سن العشرين أنذاك ,, هذا من جهة ,, ومن جهة أخرى وهي الأصح والأقوى , أنها ترى أن أبن عمها لا يستحقها لأنه موظف عسكري ومرتبه الشهري ليس بذلك المرتب الشهري الكبير ,, وهي كما تسمع من المقربات منها بأن قدرها ونصيبها من المفروض أن يكون مع أما دكتور أو ضابط أو مهندس أو على الأقل موظف كبير في شركة أرامكو .
عام 2000 أنتقلنا من منزلنا وأبتعدنا عن سحر وشقيقها ممدوح
.


عام 2005
جمعتني مقاعد الكليه بأخيها مرة أخرى ,, سعدت لذلك كثيراُ ,, فأنا لطالما أحببت ممدوح الطيب والمحبوب ,, ولطالما أحببت عائلته بالكامل بدء من أبوه ونهاية بأخيه الصغير مازن .
سألته عن أحوالهم ,, وسألته عن أشقائه وشقيقاته وما هي أوضاعهم الآن ,, فأخبرني أن شقيقه الأكبر ناصر تزوج ورزقه الله بطفلتين ,, ونفس الحال لشقيقته نوف والتي كانت تصغر اخته سحر بأربع سنين تزوجت وعندها طفل ,, أما بالنسبة لشقيقته سحر فهي لم تتزوج حتى الآن ,, رفضت العديد من الشبان وكانت دوافع رفضها أما متعلقه بنوع وظيفة المتقدم ,, أو للفارق العمري بينها وبين المتقدم لها ,, أو أما يكون الرفض لأن المتقدم متزوج أو مطلق أو أرمل ,, فهي تريد أن تكون أول أمرأه في حياة المتقدم لها ,, وفي احد المرات رفضت احد المتقدمين لها وذلك بعد النظره الشرعيه وكان عذرها بأنها أحست بأن ذلك الشاب غير جاد وقد لا يكون على قدر مسؤولية الزواج ,, وتخشى أن لا يستمر ارتباطها معه .
عام 2006 ترك ممدوح مقاعد الكليه وذهب للدراسه في أحدى جامعات العاصمه .


عام 2010
قبل شهرين تقريباًُ جمعتني الصدفه بممدوح في أحدى الشركات العريقه في المنطقه وذلك في يوم المقابلات الشخصيه للمتقدمين للوظائف في تلك الشركه .
أخبرني ممدوح بأنه لم يكمل دراسته في الجامعه التي التحق بها قبيل اربعة اعوام ,, وعاد في عام 2008 للكلية وأكمل ما تبقى له من ساعات وحصل على الدبلوم وهو منذ ما يقارب العام يبحث عن وظيفه تناسب مؤهله التعليمي .
سألته عن أشقائه وشقيقاته ,, فأخبرني بأنهم جميعهم سعداء في حياتهم ما عادا أخته سحر والتي تخطت سن الثلاثين بعامين ومازالت تتمنى أي شاب يتقدم لها ,, وأصبحت لا تهتم لحالته الماديه ,, حالته الاجتماعيه ,, عمره ,, جنسيته ,, تريد أن تصبح أماُ فقط كحال شقيقتها نوف والتي أصبحت أماُ لثلاثة من الأبناء .
أخبرني بأنه يخشى على شقيقته أن يصيبها مكروه ,, وذلك لأن حالتها المعنويه في تدهور ,, وأصبحت تتشائم كثيراُ ,, وبدأت في الأنعزال عن الأهل والأقارب والصديقات .
وأخبرني أيضاً بأن أكثر ما يحز في فؤاد شقيقته هو أنها ترى أغلب صديقاتها متزوجه على الرغم أنهن لا يملكن ذلك الجمال الكبير والذي يشابه الجمال الذي تمتلكه .
أخبرته بأن هذا حسد صريح وبأنه من المفروض أن تتمنى لهن السعاده وتفرح لأجلهن ,, لأن كل شيء في هذه الحياه هو مكتوب ومقدر من الله عز وجل .
ودعت صديقي ممدوح على أمل أن نلتقي مستقبلاُ أذا سنحت لي الظروف ,, وعلى أمل أن يكون لقائنا القادم يحمل خبراً سعيداًُ عن شقيقته سحر .




(( الصوت الخامس ))

الصوت الأول :
صالح : أنا عارف يا محمد أن الكل مستغربين أني طلقت مها مع أن ما صار لي ثلاث شهور كاتب كتابي عليها ,, الحمدلله أني عرفتها زين قبل ما أسوي حفل الزواج وأدخل عليها ,, لأنها طلعت مو كفوو أنها تكون زوجة وأم لعيالي ,, وأدري أنك يا محمد مستغرب أني أقول مثل هالحكي في بنت أبو عبدالعزيز لأن أبوها أنسان محترم وملتزم وأخوانها بعد كلهم نفس الشي ,, أسمع يا محمد السالفه .

الصوت الثاني :
مها : خليني أبكي وأفضفض اللي بقلبي لك يا أبتسام ,, يا حسافه أني وثقت بصالح وعطيته أعز ما أملك وكل اللي سويته ما يقع في العيب ولا الحرام لأنه زوجي شرعاُ ,, أنا أخذت الأمور بحسن نيه وهو أخذها بسوء نيه ,, وأتوقع أن له ماضي في الحرام عشان كذا فسر الأمور بكيفه وكانت نتيجة هالتفسيرات أنه طلقني بدون علمي .

الصوت الثالث :
صالح : أسمع يا محمد هالكلام اللي بقوله لك مرره خطير ,, ولو مو أنت ولد خالتي وزوج أختي نجود ما كان قلت لك اللي بتسمعه الحين ,, أنا يا نسيبي العزيز حبيت مها ,, لأنها كانت تمثل علي دور الفتاه المحترمه اللي تحب وأول مره تتعرف على شاب بحياتها ,, شفت منها تصرفات أثبتتلي عكس هالشي تماماُ وطلعت حقيقتها ,, تخيل يا محمد كانت تكلمني عن الحب طول الوقت اللي اكلمها فيه ,, وكانت ترسل لي رسايل حب وغزل ,, حتى في العيد أرسلت لي هديه بمناسبة العيد مع اخوها الصغير لما كنت طالع من بيتهم ,, خل كل هذا عنك ,, في احد المرات كلمتها وقلت لها أني ابي اشوفها وكان الوقت متأخر ,, رفضت وأصرت أنه مستحيل تطلع معاه اخر الليل وبدون علم أهلها ,, جلست أزن وأحاول فيها واخر شي وافقت بشرط أني أقابلها في ملحق بيتهم لأن أبوها نايم واخوانها مسافرين لجده ,, رحت وقابلتها ومع الكلام الرومنسي اللي قلته صار اللي صار ,, بعد ما طلعت من عندها كرهتها لأني تذكرت نفس الموقف هذا صار لي مع بنت أعرفها قبل فترة ,, عرفت أن لها ماضي شنيع مع الشباب والا كيف رضت تدخلني في ملحق بيتهم مع أني ما دخلت عليها

الصوت الرابع :
مها : والله يا أبتسام أني حبيته من كل قلبي ,, والله شاهد أنه أول شاب عرفته في حياتي ,, ومو مثل ما أتهمني أن لي ماضي وأني فتاه غير محترمه ووغيره من الكلام القذر اللي سمعته منه قبل ما يطلقني ,, توقعت أنه بيكون حقير لأبعد درجة بس مو لدرجة أنه يطلقني وبدون ما يعطي أبوي وأخواني اسباب ,, وأنا أتحمل المسؤوليه كلها لأني ما علمت أبوي واخواني باللي صار للحين ,, كان كل ما سألوني وش صاير بيني وبينه وهل أنا مثل ما قال غلطت على أهله أدخل بغرفتي وأبكي لين ما أتعب ,, اللي قهرني وبغى يقتلني كلامه يوم كلمته بعد ما طلقني يوم يقول (( أحمدي ربك أني قلت لأهلك أنك غلطتي على اهلي وما تحبين أمي , وما قلت لهم وش اللي صار بالملحق ))
يا أبتسام ماني بحاجة أقولك من أنا ,, لأنك أكثر وحده تعرفني وتعرف أخلاقي زين ,, الله يشهد أني أعتبرته زوجي وأنه الشاب اللي بعيش معاه طول عمري ,, والله يعلم ويشهد أني ما عرفت دروب الحرام بحياتي ,, اللي بقوله لك يا أبتسام في الأخير أني احياناُ أحمد الله وأشكره أن صالح طلقني وما عشت معاه في بيت لو يوم واحد ,, لأنه أنسان حقير وما يستاهلني حتى لو كنت بعيش عانس في بيت أبوي كل حياتي
.

الصوت الخامس :
محمد : والله يا صالح كلامك قهرني وغبني ولو بكيفي كان دفنتك وأنت حي ,, أجل تطلق البنت هذي عشان هالسبب التافه واللي مالك عين تتكلم فيه ,, بقولك شيء صار وأسأل أختك نجود اللي هي زوجتي عنه ,, أسألها كم مره قابلتها في بيتكم ,, وأسألها كم مره طلعت معاي بدون علمكم بعد ما كتبت كتابي عليها ,, ومابي أقولك حاجات صارت بيننا يمكن تروح تذبحها الحين لأنك أنسان متخلف والله رحم مها من الزواج من شخص يملك نفس تفكيرك الساذج ,, حسافه أنك خال عيالي ,, وحسافة أنك شقيق الأنسانه اللي تملك قلبي ,, تدري بروح أفكر كيف أساعد المظلومه مها ,, مع السلامه يانسيبي المحترم والفاهم .


نأتي الآن للأسباب اللي دعتني لكتابة هذا الموضوع :

1- النظره التشائميه من الفتيات نحو الزواج ومستقبل الزواج ,, لأن بعض الفتيات يخشن أن يرتبطن بشباب لا يقدر ولا يعرف قيمة المسؤوليه والأرتباط ,, لذلك تجد أغلب الفتيات تأخذ موقف من قصه سمعتها أو تجربة عاشتها صديقه أو قريبه لها .
2- تأثر بعض الفتيات بكلام قريباتهن وصديقاتهن عن الأرتباط بشاب لا يستحقها وذلك لأنها في غاية الجمال ولذلك يجب أن ترتبط بأفضل الشباب من جميع النواحي الماديه والأخلاقيه والشكليه .
3- تقديم النيه السيئه لدى الشاب العاقد قرانه على فتاه ,, وذلك بعد موقف قد يحدث بينهم أثناء فترة الخطوبه أو بعد عقد القران وقبل حفل الزواج ودخوله بها ,, وقد سمعت أحاديث بأن هنالك شباب يتفاجأ أنه الفتاه التي عقد قرانه عليها تلبس بنطلون جينز أو بعض الملابس اللتي يرى بأنها غير محتشمه وغير مناسبه والسبب يعود لأنه تربى في بيئه ومجتمع بعكس البيئه والمجتمع التي تربت فيها خطيبته ,, لذلك تجده يختلف معاها على هذا السبب وكان هذا السبب التافه سبب في وقوع الطلاق .
4- عدم السؤال بالشكل الكافي عن الشاب المتقدم للزواج ,, قد يكون للشاب تاريخ عريق مع الحبوب المخدره أو المشروبات الكحوليه ,, أو أمراض أتت عن طريق علاقات جنسيه سابقه .


و سأقوم بطرح الحلول التي لدي وأتمنى أن أجد لديكم بعض الحلول :

1- أسأل عن الشاب المتقدم لأختك أو لاحدى قريباتك بالشكل المطلوب ,, ولو أستطعت أطلب من الشاب المتقدم أن يقوم با إجراء فحص طبي شامل ,, حتى يتبين أن كان متعاطي للحبوب المخدره أو المشروبات الكحوليه أو يحمل أمراض خطيره ,, وكم أتمنى أن تقوم الدوله بفرض الفحص الطبي الشامل على جميع الشباب المقدمين على الزواج .
2- (( من لا يعمل لا يخطئ )) تأكدي أختي العزيزه أن كنتي تخشين من الأرتباط بشخص لا يقدر الحياه الزوجيه ,, فصدقيني أنك لن تتزوجي شاب لا يقدر الحياه الزوجيه مدى الحياه لأنك لن تتزوجي لذلك لن تعيشي تلك التجربه ,, لذلك أن كان الشاب مناسب ولا يوجد لديه عيوب ,, لا ترفضي طلب الشاب لأنه قد يكون الأخير أو قد يكون الأفضل أو قد يكون فرصة العمر التي أضعتيها برغبتك .
3- ليس كل الشباب متفهم وواعي ,, يوجد البعض منهم عاش وتربي في بيئه منغلقه و متشدده ,, لذلك قد يكون أحد أولئك الشباب هو الشاب الذي أنتي مرتبطه به أو سوف ترتبطين به ,, حاولي أن تغيري من عقليته وتحسين طريقة تفكيره مع الوقت ,, ولا تنخدعي بكلامه المعسول وجميع ما يقوله ,, لأن أغلب الشباب يختبر خطيبته وذلك بأفصاحه لها عن أمور هو يعتقد عكسها تماماُ حتى يرى ردة فعلها , ومن ثم يحكم على شخصيتك وأخلاقك من ردة فعلك تلك ,, قد تأخذين الأمور بحسن نيه وقد يأخذها هو بسوء نيه .


سأترك لكم المساحة الآن لطرح النصائح وما يجول بخواطركم ,,

قبل الختام أحب أن أهنئكم باليوم الوطني أعاده الله علينا بالآمن والأستقرار
ولكن لدي تساؤل خارج الموضوع المطروح وأتمنى أن أجد لديكم أجابة عن ذلك التساؤل :
لماذا لا يكون هنالك يوم سنوي عباره عن عيد مخصص للأم وللأب كما هو الحال بالنسبة لليوم الوطني ,, أليس هما أولى من الوطن ؟؟ أم الوطن أولى منهم ؟؟


تقبلوا تحياتي
فتكم بعافيه



الجمعة، 6 أغسطس 2010

(( الطفل الضخم الذي كرهت الصلاة في المسجد لأجله ))


(( الطفل الضخم الذي كرهت الصلاة في المسجد لأجله ))
ضمن سلسلة رافعيات الجمعه ,,


((الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر، الله اكبر ,, أشهد أن لا إله إلا الله ،, أشهد أن لا إله إلا الله ,, أشهد أنَّ محمداً رسولُ الله ،, أشهد أن محمداً رسولُ الله ,, حيّ على الصلاة، حيّ على الصلاة ,, حيّ على الفلاح، حيّ على الفلاح ,, الصلاة خير من النوم ,, الصلاة خير من النوم ,, الله اكبر الله أكبر ,, لا اله الا الله ))
بعد سماعي لذلك الآذان قررت أن أذهب لأتوضأ لأداء صلاة الفجر في مسجدي .
توضأت وبعد الوضوء ذهبت الى (( مجلس الرجال )) أو عفواُ المسجد الذي أقصده لأداء صلواتي فيه.
تناولت سجادة الصلاة من الدولاب الذي في ذلك المجلس ,, وصليت صلاة السنة ,, وبعد انتهائي من صلاة السنة وقبل أداء صلاة الفجر ,, حدث هنالك نقاش في عقلي الداخلي سأترككم في وسط ذلك النقاش :
الصوت الآول : ليه ما اروح أصلي في المسجد ,, كأن الصلاة في البيت أجرها أكثر وفضلها أكبر ,, كل الذكور تصلي في المساجد إلا أنا أصلي في البيت .
الصوت الثاني : مجنون أنا أروح أصلي في المسجد ,, أول شيء المسجد بعيد بالمرة (( المسجد يبعد عن بيتنا قرابة مائة وعشرين متر )) وثاني شيء وش يضمن لي أن ما يصير لي موقف محرج مثل هذاك اليوم يوم أنسرق نعالي وأنا طالع من المسجد ورجعت للبيت حافي ,, وثالث شيء الصلاة تبقى صلاة سواء في البيت وإلا في المسجد .
الصوت الأول : بس والله أحراج أبوي الشايب يروح يصلي في المسجد كل الصلوات ,, وأنا معاي سيارة وبكامل صحتي وما أروح ,, خلني أروح أصلي وأشوف وش يصير معاي .
طويت سجادة الصلاة ووضعتها في مكانها المخصص ناوياُ الذهاب لمسجد الحي بعد أنقطاع دام شهور .


ركبت السيارة وقصدت المسجد ,, وعند وصولي للمسجد وبعد أرتجالي من السيارة ,, شاهدة طفلين أعمارهم بين الثالثة عشر والرابعة عشر يمسكون بأيدي بعضهم قاصدين المسجد ويطلقون ضحكاتهم قبل دخول المسجد .

أثناء وقوفي لخلع حذائي لم أشعر الا بأحد الطفلين السابقين والذي يقاربني بالطول وذلك لضخامة جسمه يصطدم بي وأطلق بعدها أبتسامه وقال لي (( آسف )),, قلت له وأنا أحاول زحزحة الغضب الذي تملكني حينها (( طيب ما صار الا كل خير ))
دخلت المسجد حينها ولسان حالي يقول (( هذا اولها والله يستر من تاليها ,, لو أني مصلي بالبيت مو أحسن لي ؟؟ ))

أديت صلاتي في المسجد مع أهل الحي ,, وغادرت المسجد بعدها قاصداًُ المنزل .

في عصر ذلك اليوم وبعد عودتي من العمل ذهبت العب كرة قدم مع أبناء الحي المجاور لحينا .
انتهى اللعب بمجرد سماع أذان المغرب .

ذهبت للمنزل قاصداُ الوضوء والصلاة في المسجد الخاص بي في مجلس الرجال .

أثناء وضوئي تكرر معي النقاش الداخلي الذي حدث في داخلي قبل صلاة فجر هذا اليوم ,, تذكرت ذلك الموقف الذي حدث لي قبيل دخولي المسجد مع ذلك الطفل الضخم ,, قررت حينها عدم الذهاب .
ماهي الا لحظات حتى أعطيت نفسي فرصة مرة اخرى للصلاة في مسجد الحي مع الجيران ,, وقد يكون ما حدث لي صباح اليوم مجرد موقف عابر .

ذهبت الى المسجد ودخلت المسجد وأديت الصلاة مع الجماعه في المسجد .

بعد أنتهائي من أداء الصلاة تركت المسجد قاصداً للمنزل .

بعد خروجي من المسجد لم أجد حذائي ((أكرمكم الله)) في موقعه الذي وضعته فيه .

غضبت كثيراُ وأصبحت ألتفت يمنة ويسرة بحثاُ عن حذائي المفقود ,, التفت يميناُ ووجدت حذائي يبتعد عني قرابة الثلاث أمتار ولكن الغريب في الأمر أنه كان في قدم شخص آخر يقف بالقرابة مني .

رفعت عيني بأتجاه ذلك الشخص وزاد غضبي عندما تذكرت بأن الشخص صاحب هذا المحيا هو نفسه الطفل الضخم الذي أصطدم بي قبل دخولي للمسجد في صلاة الفجر .
أقتربت منه وطلبت منه أن يخلع الحذاء الذي يرتديه لأنه حذائي .
أبتسم في وجهي أبتسامة لطالما كرهتها ذلك الوقت ومحدقاُ عينيه بأتجاه عيني كما حدث في الصباح وقال لي (( أنا آسف ما أنتبهت ))
قلت له (( لا عادي )) بينما كنت أقول في قرارة نفسي (( ليه ما تنتبه أعمى ما تشوف ))
أرتديت حذائي وذهبت للسيارة وأنا غاضب وأقول في نفسي (( عشان كذا ما أبي أصلي في المسجد ,, أغلب اللي فيه وراعين ويعبثون في المسجد ويشغلون المصلين عن صلاتهم ,, على العموم هذي اخر صلاة لي في المسجد ))

ذهبت الى الى المنزل ,, وبعد وصولي للمنزل بلحظات طلبت مني والدتي بعض الحاجيات من السوبرماركت التي تقع بالقرب من المنزل .

ذهبت الى السوبر ماركت ,, وبعد دخولي شاهدت ذلك المحيا الذي لطالما كرهته ,, ومتأكد بانكم عرفتوا صاحبه .
قلت في قرارة نفسي (( يالله ياهذا الورع ,, الحين راح يكرهني في السوبر ماركت مثل ما كرهني الصلاة في مسجد الحي ))

أخذ ذلك الطفل الضخم ما يحتاجه وغادر السوبر ماركت وهو يرافق اخاه الذي على الدوام معه ,,
والذي أكن له الاحترام بعكس هذا الطفل الضخم .

بعد خروجهم بلحظات كنت أقف عند المحاسب والذي أعرفه بحكم أنني أحد زبائنه .

أفضيت له ما بداخلي عن ذلك الطفل الضخم الذي أكرهه كثيراُ والذي قد يكون سبباُ في هجراني لهذا السوبر ماركت والذهاب لسوبر ماركت أبعد لا أجد فيه مثل هذا الطفل ال (( ملقوف ))

أتأني الرد من المحاسب كالصاعقة التي هزتني بشكل لا تتخيلوه بعد أن قال لي (( حرام عليك ,, والله الولد هذا حبيب ,, يكفيك أنه أعمى وحافظ طريق المسجد رغم أنه ما يشوف ))

لم أصدق ما قاله لي في البداية الا أن بعد أن حلف لي بالله أنه هذا الطفل أعمى .

ذهلت لما سمعته ,, تجاهلت سيارتي وسرت خلف ذلك الطفل وأخيه ,, وسمعت أخ الطفل الضخم والأصغر منه يمسك منبهاُ أخيه بأن أمامه رصيف ,, قام بعدها برفع قدمه خشية الأصطدام بذلك الرصيف .

لا يمكنني التعليق على ما حدث سوى الأكتفاء بالقول (( أن الشيطان يزين لنا بعض الأمور المحظورة حتى نتهاون في أداء الأمور الواجبه علينا ,, كنت أبحث عن أعذار تساعدني على الذهاب للمسجد وأداء الصلاة مع الجماعة ,, ولكنني نسيت بأنني على الدوام أنسى ما يحدث لي من أحداث مأسوية عند ذهابي لحضور مباريات فريقي المفضل في الملعب وقطع مسافة تزيد عن الثلاثين كيلو متراُ وفي احيان أضطر للسفر للعاصمة لحضور المباريات هناك ,, ولم أفكر لمرة أن أقطع الذهاب للملاعب لحضور المباريات ))

فرح الله تعالى بقدوم العبد إلى المسجد لأداء الصلاة فيه :
مما يدل على فضل الصلاة مع الجماعة في المسجد ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا يتوضأ أحدكم فيحسن وضوءه ويسبغه ثم يأتي المسجد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا تبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بطلعته )
والبش كما يقول الإمام ابن الأثير هو فرح الصديق بالصديق .

ومما يدل على فضل الصلاة في جماعة أن من كان شديد الحب للمساجد لأداء الصلاة مع الجماعة فيها فان الله تبارك وتعالى سيظله في ظله يوم لا ظل إلا ظله فقد روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ......) وذكر منهم ورجل قلبه معلق في المساجد .....
يقول الإمام النووي في شرح قوله (ورجل قلبه معلق في المساجد) : معناه شديد المحبة لها والملازمة للجماعة فيها وليس معناه القعود في المسجد .....


سأدعو الله يهدي من كان مثلي يفضل الصلاة في منزله ,, وسأدعو الله بالشفاء العاجل لذلك الطفل الضخم الذي كان سبباُ في هجراني للصلاة في مسجدي الخاص و أدائي الصلاة مع الجماعة في المسجد .

أنا لست ملاكاُ ,, ولي ذنوبي التي أسأل الله أن يغفرها لي ,, ولكن أحمد الله كثيراُ على نعمة الأعتراف بالذنب والتقصير .


أنتهى






السلسلة الجديدة (( لعل وعسى ))


بعد تفكير عميق وتشاور بيني وبين نفسي بخصوص طلبات البعض مني بأن أستمر خلال شهر رمضان ,, قررت الرضوخ لمطالبهم ,, وقررت أصدار سلسلة جديدة ستكون متواجدة في شهر رمضان المبارك فقط ,, وسيكون عنوان السلسلة الجديدة (( لعل وعسى ))
السلسلة مكونه من 20 موضوع ,, وجميع المواضيع ستكون مختصرة جداُ وفي نهاية كل موضوع سيكون هناك حديث أو حكمة وسيكون هنالك سؤال يومي <<< ناوي يحطم الأم بي سي

وبدأت منذ أيام العمل على تلك السلسلة ,, وأنجزت الى الآن من صياغة أربعة مواضيع وبالأمس أضيف لها موضوع خامس جديد من أحد الأخوات المتابعات للرافعيات .

أريد مساعدتكم لأنجاح وأتمام هذه السلسلة على أكمل وجه ,, لذلك من يحمل موقفاً أو قضية أو نقطة يستحق الكتابة عنها أو قصه لها قيمه لا يتردد في أخباري بها وسأقوم بكتابتة القصه وصيغاتها بأسلوبي والمستفاد منها وسا أشير في كل موضوع الى صاحب فكرة الموضوع أو القصه .

المواضيع التي تم أختيارها حتى الآن :

1- معاملة العمالة المنزليه
2- معاملة ذوي الأحتياجات الخاصة
3- التسامح
4- المتسولين
5- الطبخ ليس مسؤولية الفتاة
<< لا يغركم العنوان

لذلك أرجو الأنتباه لتلك المواضيع حتى لا تتكرر المواضيع لدي .
كذلك من يحمل أفكار أخرى لأضافتها في الموضوع اليومي لا يتردد وعليه أرسالها فقط .

يمكنكم كتابة مشاركاتكم عن طريق ارسال رسالة خاصه ,, وللمتابعين من القروبات والأيميل الخاص بي أرسال رسالة الى أيميلي .

لن أستطيع الكتابة عن جميع ما سوف يصلني من مواقف ومواضيع واقترحات ,, لذلك سوف أنتقي الأجمل والذي فيه من الفائده الشيء الكثير وسوف أقوم بالكتابة عنه .

اخر موعد لأستلام المواقف والمواضيع والأقتراحات هو يوم الأربعاء القادم أي بعد خمسة أيام من اليوم ,, وأعذروني على ضيق المدة المطروحه لكم .


أتمنى وآمل وأدعو الله أن تنال السلسلة الجديدة رضا الجميع وأستحسانهم








تقبلوا تحياتي
وكل عآم وأنتم بخير "
بمنآسبة
قرب حلول ( شهر رمضآن المبآرك )
' أعآده الله عليكم / بكل خير وبركة '

وموعدنا يتجدد مع الرافعيات بعد شهر رمضان المبارك بأذن الله ,,
فتكم بعافية ,,

الجمعة، 30 يوليو 2010

(( أيام العذاب ))



ملاحظة : ستكون رافعيات الجمعه القادمة هي الرافعيات الأخيرة ,, لأنها ستتوقف في شهر رمضان المبارك ,, ولي عودة بأذن الله بعد شهر رمضان ,, أما مع سلسلة الرافعيات ,, أو مع سلسلة آخرى .


(( أيام العذاب ))
ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه وردة حمراءوردة حمراء



في أحد الأحياء الشعبيه في مدينة جدة ,, وأمام ذلك المنزل الشبه مهجور ,, وقفت سيارة أمام باب ذلك المنزل ,, وأرتجلت منها سيدة في بداية الثلاثينيات من عمرها ,, تحمل في يدها اليمنى حقيبة ,, ويدها اليسرى ممسكة بيد طفل لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره ,, وتوجهت الى داخل ذلك المنزل المهجور .

في داخل ذلك المنزل كانت تقف الأرملة سعاد والتي مازالت تحتفظ بملامحها الجميله وكأنها شابه في مقتبل العشرينيات ,, كانت تقف أمام تلك العجوز التي تقطن ذلك المنزل والتي هي في واقع الأمر والدتها ,, والتي تزورها كل شهر تقريباُ .

أخبرت سعاد والدتها بأن يوم غداُ هو يوم حفل زواجها على رجل أرمل يكبرها في العمر قليلاُ ,, كان الشرط الأهم لزوجها الجديد قبل أرتباطه بها هو أن تتخلى عن أبنها لأنه لا يحب الأطفال ولن يستطيع العيش معها بسلام وهدوء طالما ذلك الطفل متواجد بينهما .
لذلك قررت أن تضع أبنها عندها ليقيم عندها مدة تقارب السنه حتى تقوم خلال تلك الفترة بأقناع زوجها الجديد بتقبل وجود أبنها بينهما .

وأضافت سعاد أيضاُ بأنها سترحل في اليوم التالي للزواج مع زوجها الجديد الى العاصمة ,, حيث مقر عمل زوجها الجديد ,, لذلك قامت با إيجار شقتها في جدة والتي كانت تعيش بها مع أبنها .

وأضافت أيضاُ بأنها ستقوم بأرسال مبلغ شهري كمصروف لوالداتها ولأبنها ,, وستقوم بتحويل ذلك المبلغ الى الحساب البنكي لأحدى صديقاتها والتي ستقوم بدورها بأيصال ذلك المبلغ الى والدتها بأسرع وقت .

بعد تلك الكلمات ودعت سعاد والدتها ,, وقامت كذلك بتوديع أبنها المصدوم والمفجوع من الكلام الذي سمعه من والدته ,, وغادرت على الفور دون أن تدع لوالدتها مجال تناقشها وتبدي فيه رأيها عن تلك القرارات التي أتخذتها بدون أي مشورة منها .

صمت عجيب في داخل تلك الغرفه المهترئه ,, طفل صامت أتعبه البكاء عند ذلك الباب الذي أغلقته والدته خلفها ,, وينظر بأتجاه جدته أو عفواُ والدته الجديده ,, والتي كانت تبكي بصمت ,, قطعت صمتها وذلك بعد مناداتها ذلك الطفل ليقوم بالسلام عليها والجلوس بقربها .

قام ذلك الطفل وسار بأتجاه جدته بخوف ,, ثم ما أن أقترب منها حتى رمى نفسه بين أحضانها معلناُ أرتفاع أصوات البكاء والنحيب بعدها .

كان أكثر ما يؤلم فؤاد ذلك الطفل هو أن تتخلى عنه والدته بتلك السهوله ,, وكيف أنه لم يعلم بمخطط والدته الا بذلك الوقت فقط .
كان جداُ مصدوم ولا شيء في حياته يبعث بالفرح .

بينما وفي نفس الوقت والمكان ,, كان أكثر ما يؤلم فؤاد تلك العجوز هو ما فعلته أبنتها بأبنها وكيف تخلت عنه بتلك السهوله .
كانت جداُ سعيدة بداخلها بأن حفيدها سيكون بجوارها مدة عام على الأقل ,, رغم ألم وقسوة ما فعلته أبنتها ذلك اليوم ,, الا أن شيئاُ جديداُ في حياتها سيبعث لها بالفرح والأنس الا وهو حفيدها العزيز جداُ على قلبها
.

بعد سنه ونصف من الذي حدث بالأعلى دعوني أتحدث بالنيابة عن القبطان زيدان وأكمل لكم باقي قصتي :
أنا عاطف أبن سعاد ,, أبلغ من العمر الآن أربعة عشر عاماُ وسأدخل في عامي الخامس عشر بعد أيامُ قليلة من الآن .
أنا الآن ذاهب الى مجتمع جديد ,, موعود بأن ذلك المجتمع سيكون جميلاً ,, وبأذن الله سيكون كذلك ,, لذا أتمنى أن تدعوني أخبركم ما حدث لي في السنه والنصف الماضيه من حياتي :

بعد مرور أسبوع على أقامتي في منزل جدتي المهترئ في ذلك الحي الشعبي بدأت أتأقلم مع كل شيء ,, على الرغم أنني كنت قادم من حي ومنزل أفضل من الذي كنت فيه ذلك الوقت وبمراحل .

تعرفت على صديق جديد في ذلك الحي يدعى ((
مازن )) وكان هو الشخص الوحيد الذي كنت أقضي معه أغلب وقتي وذلك لأنه يشاركني تقريباُ نفس حالتي الأجتماعيه ,, لأنه يتيم الأبوين بعد أن فقدهما في حادث سير ,, ويعيش الان في منزل أجداده مع خواله وخالاته .

كان مازن أفضل مني في كل شي ,, كل ما يريده يتم توفيره له من قبل جده أو جدته او خواله وخالاته ,, وكان يتلقى تعليمه ,, وكان الأولاد السيئون في ذلك الحي بقيادة (( ممدوح ابو راس )) لا يستطيعون الأقتراب منه والحاق أذيتهم به لمعرفتهم بأن ورائه أناساًُ يدافعون عنه ولا يدعون مجالاُ للمكروه ان يصيبه الا بما يشاء الله .
بينما كنت أنا وجدتي ننتظر الأحسان من الجيران والآمرون بالمعروف ,, حتى نحصل على ما نسد رمقنا به ,, فصديقة والدتي للآسف لم نرها سوى مرتين ,, المرة الأولى حملت لنا مبلغ لم يتجاوز (( 300 ريال )) وهو اقل من ثلث المبلغ التي وعدتنا والدتي أن يصلنا والمقدر ب (( الف ريال )) .
المرة الثانية التي قدمت فيها الينا صديقة والدتي وكانت قبيل أحد الأعياد بيوم وكانت تحمل معها ملابس جديده لي ولوالدتي بمناسبة العيد ,, وكانت تلك الملابس كصدقة منها لنا .


لم يكن يغضبني ذلك الأمر بقدر ما غضبت بسبب أن والدتي لم تقم بنقلي الى احدى مدارس الحي الذي تقطن به جدتي .

مضى الأسبوع الأول من الدراسه وأنا لا أستطيع الذهاب للمدرسة وذلك لبعدها أولاًُ ,, وثانياُ لأنه لايوجد لدي الأشياء الواجب توفرها لطالب المدرسة من دفاتر وأقلام وحقيبه مدرسية .

في نهاية الأسبوع الأول لبداية الدراسه ,, كنت متواجداٌُ برفقة صديقي مازن أمام ارض فاضيه تم تشييد ملعب لأبناء الحي فيها .
قمت بالاصطفاف مع ابناء الحي ليتم اختياري مع احد الفرق التي ستعلب ذلك اليوم ,, ولكنني فوجئت بأقتراب طفل بنفس سني ويسمى ((
ممدوح أبو راس )) أقترب مني وطلب مني بكل خبث أن أغادر المكان ,, وعند قيامي بسؤاله عن السبب لطردي ,, أجابني بأنني لست من ابناء الحي حتى أشاركهم اللعب .

تدخل صديقي مازن وأخبر ممدوح أنني أحد سكان الحي مؤخراُ ,, وبأنني أقطن في منزل العجوز المعروفه بالحي بأسم أم سعاد .

قال ممدوح حينها :
(( اااه أنت اللي امك تخلت عنك ,, والحين تسكن عن شحادة الحي العجوز أم سعاد)) وأطلق بعدها ضحكة حقيرة ,, لم أستطع خلالها الرد عليه الا برسم صفعه على محياه البشع .

ثارت ثائرة ممدوح ابو راس والذي كان معروف بأنه الأشرس في ذلك الحي ,, ثم قام بالتهجم علي وحاول طرحي أرضاً ولكنه عجز عن ذلك ,, وما هي الا لحظات حتى التف حولي ما يقارب ثمانية من أصدقاء ممدوح وطرحوني أرضاُ وأشبعوني ضرباُ ,, في وسط محاولات من مازن الذي حاول ثنيهم عن ضربي ولكن في نهاية الأمر لم يستطع ,, ولكثرتهم دور في ذلك .

عدت الى المنزل برفقة مازن والذي كان يحاول أن يخفف عني ألم الضرب المبرح الذي تعرضت له وذلك بأخباره لي بأنني أول شخص يستطيع التهجم وأهانة ممدوح أبو رأس والمعروف بأنه الأقوى والأشرس في الحي .


ذهلت جدتي من علامات الضرب التي رأتها على محياي ,, وسألتني عن السبب ومن هو الشخص الذي قام بضربي ,, فكذبت عليها وأخبرتها بأنني سقطت أرضاُ أثناء لعبي كرة القدم مع أبناء الحي ,,
وكان سبب كذبي عليها ذلك اليوم لأنني لم أشاء أن تقوم بالخوف علي مستقبلاُ ,, في ذلك الحي الذي كنت اتوقع بأنه سوف يشهد العديد من المشاكل في مستقبلي الغامض فيه .

في اليوم التالي وكان يصادف يوم الخميس طلب مني صديقي مازن أن أرافقه لحي يبتعد عن الحي الذي نقطن فيه قرابة الثلاثة كيلومترات , وذلك للعب كرة القدم في ذلك الحي والذي هو صديق لبعض أبنائه .

خلال سيرنا بأتجاه ذلك الحي ,, وعند أحد التقاطعات المروريه والتي تشهد وجود العديد من أشارات المرور ,, ذهلت بالكم من الأطفال والنساء والذين يقومون بمد يدهم للأشخاص الذين أجبرهم أحمرار الأشارة على الوقوف أمامها .

شاهدت أكثر من زجاج سيارة تم خفضه وخروج أيدي فيها نقود تجاه يد الأطفال والنسوة الذي يتناولون تلك النقود ويقومون بعدها بالدعاء لصاحب تلك اليد الكريمه .

كنت في ذلك اليوم أفكر أن أبدأ في اليوم التالي هذا العمل لعلي أجد فيه ما يسد رمقي أنا وجدتي ,, بعد أن بدأ الحال يضيق بنا اكثر واكثر , ولكنني كنت متردد أكثر خوفاُ من غضب جدتي والتي كنت اعتقد انها سيزعجها ذلك الأمر كثيراً .

وصلنا الى ذلك الحي الذي كنا قاصدين التوجه اليه , ولعبت الكره مع ابناء ذلك الحي بجسدي فقط ,, لأن عقلي كان مشغول بالتفكير في أمر الوقوف عند احد الأشارات وطلب المساعده من الناس .

بعد انتهاء اللعب والذي لم استمتع فيه كثيراًُ , عدت برفقة صديقي مازن الى حينا ,, وعلى طريق العوده كنت أرى صديقي مازن يتحدث بأسهاب ويطلق الضحكات ,,و لم أعلم ماذا كان يقول ذلك المساء وذلك لأنني كنت لا أزال مشغول التفكير بأمر طلب المساعدة من الناس عند الأشارات .

وصلت الى منزلي بعد صلاة المغرب ,, وبدأ الجوع يضرب أوتار معدتي الخاويه ,, ذهبت الى الثلاجة والتي كنت اعلم بأنها خاويه وذلك حتى أقنع عيني بأن تلك الثلاجه فارغه وتقوم تلك العين بدورها بأقناع المعده وأوتارها بأنه لا يوجد شيئاًُ أستطيع من خلاله أيقاف اصوات المنبهات التي بدأت تطلقها وذلك كأشعار من معدتي بخلوها من الطعام .

كانت الساعه تشير الى العاشرة مساء عندما سمعت الطرقات القويه على باب المنزل ,, ذهبت أركض بأتجاه ذلك الباب عل وعسى يكون خلفه إناء فيه طعام من احد الجيران المحسنين .
فتحت الباب ولم أشاهد امامي الا إناء مغطى وفيه على ما اعتقد طعام ورائحته الزكيه أسعدت محياي وجعلته يبتسم ويشكر الشخص الحامل للإناء والذي لم اتعرف عليه الا بعد ان سمعت صوته .
كان ذلك الصوت هو صوت الشخص الذي أشبعني ضرباُ بمساعدة أصدقائه مساء الأمس ولعلكم عرفتوا من هو ,, نعم هو ممدوح أبو راس ,, الذي أبتسم عندما رأني قنطت محياي بعد مشاهدتي لمحياه .



قام ممدوح بإعطائي الإناء ,, وأخبرني أنه من والدته لجدتي ,, أخبرته بشكري له ولوالدته الأنسانه الحنونه والتي على الدوام تحاول مساعدتنا وتقديم الحسنى لنا .

عند همامي بدخول البيت لا إلتهام مافي ذلك الإناء سمعت ممدوح يناديني ,, التفت محياي والتفتت يداي التي كانت تحملا الطعام بأتجاهه ,, قام عندها برفع غطاء الإناء حتى أتضح الرز واللحم الذي في الإناء , وقال لي((
شكلك جاااايع ,, والأكل اللذيذ ماراح يكفيك انت وجدتك ,, بس وش رأيك أخلي طعم الأكل أفضل وألذ ويكفيك أنت وجدتك ؟؟ ))
فسألته بكل برأه ((
كيف راح تخلي طعمه افضل وألذ ؟؟))

قام بالضحك بصوت عالي وقال ((
سأخبرك كيف )) قام بعدها بالبصق على ذلك الطعام ,, وأطلاق ضحكه عاليه ,, لم استطع تمالك اعصابي حينها ,, وقمت بإعطائه الإناء ليس في يده ,, ولكن في محياه ,, صفعته بالإناء على محياه وأغلقت الباب خلفي خوفاً من ردة فعله .

سمعته يبكي ويصرخ ذلك اليوم ,, وقام بمحاولة كسر باب المنزل ولكنه لم يستطع لأنه وإن كان قوياً لن يكون أقوى من الفولاذ .

عاد ادراجه بعدها الى منزله تاركاُ خلفه جملاًُ من الوعيد والتهديد والمصحوبه بكلامات أقل ما يقال عنها قذرة .

في ظهيرة اليوم التالي ذهبت لأداء صلاة الجمعه , شاهدت ممدوح حينها بالمسجد يقوم بالأشارة لي بأنه سينتقم مني لاحقاً وأشار لي بأن الشخص الذي بجانبه هو شقيقه الأكبر , والذي كان يكبر ممدوح ب4 سنوات ويبلغ من العمر 18 عاماُ .
كان شقيقه يشير لي بعلامات الويل والتهديد في داخل ذلك المسجد ,, وبعد انتهائي من أداء الصلاة ,, قمت بالخروج مبكراُ من المسجد خوفاُ من شقيق ممدوح الأكبر والذي كان يحمل أنواع الشر في محياه البشع اسوة بأخيه ممدوح .

ركضت بأقصى سرعتي مبتعداًُ عن ذلك المسجد ولم أذهب للمنزل حينها لأنني كنت أعلم بأنهم سوف يكونوا بأنتظاري هناك ,, رحت اجوب الشوارع ,, ووقفت عند احد الأشارات والتي تعج بالعديد من الأشخاص الذين يطلبون الأحسان من الناس .

قررت عندها أن أبدأ وظيفتي الجديدة بدء من ذلك الوقت ,, ذهبت اطرق زجاج السيارات ,, داعياًُ لمن بداخلها بالتوفيق والسداد والأشارة لهم بأصبعي السبابه أي بمعنى (( أ
ريد ريالاُ واحداُ فقط ))

كان البعض يقوم بطردي بأعلى صوته ,, والبعض الآخر يشعرني بأنه لا يرى محياي البائس ولا يسمع صوتي المبحوح وطرقاتي الخجوله على زجاج سيارته .
وكان القلة يقومون بإعطائي المال .
حدث أمامي مشهد لن أستطيع نسيانه وسوف أذكره لكم :
أثناء وقوفي أمام احد السيارات والتي كانت تتواجد بداخلها سيدة برفقة بناتها وأبنها الصغير بصحبة سائقهم الذي من الجالية الأسيويه ,, فتحت تلك السيدة النافذه وقامت بإعطاء أبنها الصغير ريالين ليقوم بإعطائها لي ,, سأل ذلك الطفل الذي لم يتجاوز السابعة من عمره والدته عن سبب قيامها بإعطائي المال ,, فقالت له والدته (( حنا نعطيه فلوسنا عشان هو مسكين وما عنده احد يصرف عليه ))
قام الطفل بعدها بأعطائي ذلك المبلغ والذي أن كان قليلاُ في نظر البعض فأنه يعتبر كثيراُ في نظري .
ذلك المشهد أعادني خمس سنوات للخلف عندما أراد أبي أن يقوم بتعليمي الأحسان الى الفقراء وقام بأعطائي مبلغ من المال وطلب مني أعطائه لأحد الأشخاص الذين يطلبون الأحسان ,, فقامت والدتي بنهر والدي رحمة الله عليه مخبرة أياه بأن هذه الفئه من المجتمع ليست الا مجموعات منظمه من شخصيات كبيرة لجمع المال من الناس ,, ورفضت أن أعطي ذلك المبلغ القليل جداُ لذلك الرجل الطاعن بالسن والذي كان ينتظر أن تصل ليده النقود من يدي .


عملت مقارنه بين المشهدين وبين الأسلوبين في تربية الأطفال وخرجت بنتيجة أعتقد بأن جميعكم عرفها .

جمعت مبلغ تجاوز العشرين ريال في أقل من ساعتين ,, كنت سعيداُ جداُ وأنا أتخيل حجم السعادة التي ستكون على محيا جدتي عندما تراني داخلاُ المنزل وبيدي بعض الأطعمه التي ستسد رمقنا لمدة يومين على الأقل .

ولكن ما هي الا لحظات عندما قام القدر بأيقاظي من سباتي وأحلامي الجميله ,, وذلك بعد أن أقترب مني شاب عتي الجسم وقاسي الملامح وقام بأخذ جميع النقود التي معي عنوه ,, وأخبرني بأن هذه الأشارات هي ملكه ,, وأن جميع من يقف على تلك الأشارات تحت حمايته مقابل أقتسامه معهم ما يجنونه من نقود .

بعد ان وبخني ونهبني بأن لا أقترب من تلك المنطقه غادرت تلك المنطقه والدموع ترافقني الطريق الى المنزل .

كنت أبكي على تخيلاتي الجميله ,, وكنت أبكي أكثر عندما أتذكر جدتي والتي لم تذق شيئاً من يوم الأمس .

أثناء عودتي للمنزل وبالقرب من الحي الذي كان يقع به منزل جدتي ,, رأيت شاباُ أسود اللون يقوم ببيع ((
البطيخ )) عند احد الزوايا على الطريق المؤدي الى الحي .

قررت عندها أن أقوم بسرقة ذلك الشاب , ونجحت في ذلك بعد أن قمت بأستغفاله عندما ذهب ليأخذ المال من سيارة احد الأشخاص الذين اشتروا منه (( بطيخ ))

أخذت واحده من ال (( بطيخ )) الذي يبيعه وعدوت بأقصى سرعتي نحو منزل جدتي ,, ما أن شاهدني ذلك الشاب حتى قام بالعدو خلفي .

كنت ألهث وأنظر خلفي ,, وعند أقترابي من باب المنزل تفاجأت بالذي أراه ,, رأيت أمامي ممدوح وشقيقه الأكبر والذي كان يحمل بين يديه عصا خشبيه ,, والذين أطلقوا الضحكات بصوت عالي ,, قال ممدوح بعدها ((
هذا هو اللي ضربني أمس يا موسى ))

ما هي الا لحظات حتى سمعت صوت قادم من خلفي يقول ((
أمسكوه أمسكوه هذا الحرامي اللي سرقني )) لم ألتفت خلفي لأنني كنت أعلم بأنه ذلك الشاب الأسود الذي سرقت منه (( البطيخ )) حزن

أستسلمت حينها لقدري ,, لأنني كنت أعلم بأنني وقعت في شر أعمالي ,, وكنت أعلم أنني سأضرب اليوم حتى أفقد وعيي .

أقترب مني موسى شقيق ممدوح الأكبر ,, وأخذ البطيخ الذي بين يدي وقام برميها أرضاًُ حتى أعلنت عن أنشطارها مظهرة احمرار ما بداخلها ,, وقام بعدها بمناولة شقيقة الأصغر ممدوح العصا التي بين يديه ,, وقام بحركه سريعه بضربي على قدمي حتى وقعت على الأرض ,, وطلب من شقيقه ممدوح أن يقوم بأخذ ثاره مني بتلك العصا التي بين يديه .

لأول مره أحس بالضعف في حياتي ,, كنت أحمي رأسي بيدي من ضربة عصا ممدوح ,, وفي نفس الوقت كنت انظر الى قطعه البطيخ التي بجانبي وكنت اود التهامها ,, وكنت في نفس الوقت ايضاُ أنتظر الركلة التي ستأتي من الخلف بواسطة الشاب الأسمر الذي قمت بسرقته .

ما هي الا لحظات حتى سمعت موسى يقول ((
أحمد وش فيك ماسك العصا ,, خل ممدوح يأخذ ثاره من هالكلب ,, وأنت بعد أضربه وخذ بثأرك من اللي سرقك ))

أبعدت يدي عن رأسي لأعرف مالذي يحدث ,,
ناظرت للأعلى وشاهدت الشاب الأسود يقوم بالأمساك بالعصا قبل أن يقوم ممدوح بضربي بها .

بعدها قام الشاب الأسود بسحب العصا من بين يدي ممدوح وطلب مني الوقوف ,, كنت خائفاًُ جداُ من ذلك الشاب الأسود لدرجة أنني وقفت مرتين وأختل توازني وسقطت فيهما ارضاُ .

سألني ذلك الشاب عن سبب قيامي بسرقته ,, فأخبرته بصوت منخفض بالكاد سمعه بأنني لم أجد ما يسد به رمقي ورمق جدتي وأخبرته بما حدث لي عند الأشاره وأنني بعد أن اخذ ذلك الشاب صاحب الجسم العتي ما معي من نقود قررت أن أبحث عن حل اخر لأيجاد شي يسد رمقي ورمق جدتي العجوز الجائعه ,, ووجدته أمامي وقررت حينها السرقه منه .

ثم سألني مرة اخرى عن السبب الذي من أجله يريد شقيق صديقه موسى ضربي ,, فأخبرته بما حدث مساء الأمس من ممدوح تجاهي .

بان الغضب حينها على محياه وطلب من موسى أن يخبر شقيقه بأن يبتعد عني ,, وسط غضب عارم من موسى والذي قال ((
أطلع منها يالنيجيري لا أعلمك من تكون الحين ))

كان رد الشاب الأسود حينها محترماُ عندما طلب موسى عدم تكرار ما قاله حتى لا يقوم بضربه ضرباُ مبرحاُ ,, وأخبرهم بأنه لن يسمح لأحد بالتعرض لي من ذلك الوقت وصاعداُ ,, وسط أستغراب ودهشه وأبتسامه علت محياي ,, ووسط علامات عدم رضا وغضب اعتلت محيا ممدوح وشقيقه موسى واللذين غادرا المكان حينها .

طلب مني بعدها ذلك الشاب الأسمر والذي عرفني عن نفسه وأن أسمه (( أحمد عبدالكريم )) طلب مني أن أرافقه للمكان الذي توجد فيه تجارته (( البطيخ )) وذلك لإعطائي (( بطيخه )) أخرى بدلاً لتلك التي أفسدها موسى برميها على الأرض .

اثناء سيرنا أخبرت احمد جميع المعلومات التي تخصني ,, وأتضح تأثره الشديد بما سمعه مني ,, وعند وصلونا للمكان الذي توجد به بضاعته وبعد أن قام بإعطائي حبتين من (( البطيخ )) ومبلغ تجاوز الثلاثين ريال أخبرني بالذي سوف يقوم بفعله أعتباراُ من صباح الغد والموافق ليوم السبت بدء من ذهابه معي للمدرسة التي كنت أدرس فيها وسحب ملفي الدراسي منها وتقديمه لأحدى المدارس التي تقع بالقرب من منزل جدتي , وانتهاءً بانني سوف أحصل على مصروفي اليومي من مساعدته ببيع بضاعته من بعد صلاة العصر وحتى صلاة العشاء .

سأخبركم مالذي تغير في داخل فؤادي عند عودتي قاصداُ المنزل .
كانت جدتي تحتل مكاناُ كبيراًُ من الحب في قلبي ,,وكان والدي رحمة الله عليه يحمل نفس المكان الذي كانت تحتله جدتي ,, ولكن هنالك أصبح شخصاً ثالثاًُ على ما يبدو سوف يشاطرهم المكان الا وهو صديقي الجديد (( أحمد عبدالكريم ))

قبيل مغرب الشمس بدقائق دخلت الى منزل جدتي والتي كانت قلقه للغايه علي ذلك اليوم لتأخري بالعودة الى المنزل ,, تحول ذلك القلق الى سعادة كبرى بعد رؤيتها الأكياس التي يوجد بداخلها بعض المأكولات ,, بالأضافه الى حبيتن البطيخ التي أخذتها من صديقي الجديد احمد عبدالكريم والذي قمت بأخبار جدتي عن ما فعله معي ولم تكتفي بشكره في غيابه وأنما قامت بالدعاء له كثيراً ذلك المساء .
في صباح اليوم التالي طرق صديقي احمد باب منزلنا ,, وذهبت برفقته الى الشارع العام والبعيد قليلاُ عن منزلنا ,, وكنا قاصدين حينها مدرستي القديمه .




وصلنا الى الشارع العام وقام احمد بأيقاف سيارة أجرة ,, وطلب من قائدها أن يذهب بنا الى المكان الذي تقع به مدرستي القديمه ,,
وسط نظرات ذهول وأستغراب من قائد سيارة الأجرة من هذا الشاب الأسود والطفل الأبيض الذي يرافقه .

وصلنا للمدرسه ,, وفي داخل المدرسه رفض مدير المدرسة اعطائي ملفي الا بحضور ولي أمري ,, أخبره احمد بأن والدي متوفي وبأن والدتي تقطن العاصمه وعمامي كذلك يسكنون العاصمه , وأنه لا يوجد لدي اقارب في هذه المنطقه سوى جدتي الطاعنه في السن .

لم يقتنع مدير المدرسه بما قاله احمد ,, وسئل احمد عن علاقته بي ,, فأخبره أحمد بأنني أبن جارتهم العجوز .
قام بعدها المدير بالبحث عن رقم والدتي ,, وقام بالاتصال بها ,, وبعد أن أخبرته بموافقتها على تسليمه لي ملفي الدراسي طلبت منه ان يعطيني سماعة الهاتف لتحدثني !!



لم أشاء مكالمتها وسماع صوتها لأنني بدأت أكرهها ,, وتناولت السماعه وسط تردد كبير ,, هاتفتني والشوق يتضح في نبرة صوتها ,, وأخبرتني بأنها على وشك أقناع زوجها الجديد بأن أعيش معهم في منزلهم القابع في العاصمه , وسألتني أذا ما كنت احتاج شيئاً فأخبرتها أنني لا احتاج اي شيء وأن أموري أنا وجدتي على ما يرام ,, وقبل أن أقفل سماعة الهاتف اخبرتني بأن أستعد للعيش معها في في العاصمه بعد مايقارب خمسة أشهر أي بعد الانتهاء من دراسة النصف الأول الدراسي مباشرة .
أقفلت السماعه وكلي عتب وغضب على والدتي .
أردت أن أسألها عن سبب تخليها عني وتفضيلها للعيش مع زوجها الجديد على العيش معي ,, وأردت أن أسألها عن عقوقها بوالدتها والتي هي جدتي ,, وأردت أن أسألها عن وعدها بأرسال النقود الينا والتي لم يصلنا وقتها سوى ثلاثمائة ريال فقط بواسطة صديقتها ,, أردت أن أسألها وأردت أن أعاتبها ,, وأردت أن أصرخ في سماعة الهاتف ولكني خفت من البكاء أمام مدير المدرسة و أمام صديقي الجديد أحمد .

بعد أستلامنا للملف الدارسي من مدير المدرسة ,, أوقفنا سيارة أجرة أخرى وأنطلقنا من خلالها لمدرسة للمرحلة المتوسطه لتسجيلي بها .

بعد وصلونا لتلك المدرسه ,, وفي غرفة مدير المدرسه كان صديقي احمد يستجدي مدير المدرسة وذلك لأن يتغاضى عن تأخري في النقل الى مدرستهم بعد مضي اسبوع كامل على بدء الدراسه .
بعد محاولات مضنيه من احمد ,, وافق مدير المدرسه على تسجيلي وأخبرني بأنه من الغد يمكني أن أبدء الدراسه في المدرسه ,, وقام بعدها باعطائي لكتب الصف الثاني متوسط ,, شكرته كثيراُ أنا وصديقي احمد على لطفه وتعاونه معنا .

قام احمد بعدها بأخذي الى احدى الاسواق الشعبيه في مدينة جده والتي تشتهر برخص الأسعار ,, وقام بشراء حقيبة وأقلام ودفاتر وبعض مستلزمات الدراسه .

عدنا بعدها للحي والسعادة بما حدث تغمرني والفخر بصداقة أحمد الذي يكبرني بخمسة أعوام يتملكني .
كنت ارى في أحمد أخي الذي لم تلده أمي ,, وأرى فيه أيضاُ أبي والذي شاءت الأقدار أن يغادر هذه الدنيا ويتركني أوجاهه قساوتها وصعوبتها .

أوصلني أحمد للمنزل وودعني وطلب مني أن التقيه بعد صلاة العصر في داخل المسجد القريب من المكان الذي يبيع فيه بضاعته ,, وذهب بعدها ليقوم بتعويض ما فاته من بيع لبضاعته .
بعد دخولي للمنزل أخبرت جدتي ما حدث معي ذلك الصباح ,, لم تتمالك نفسها ذلك الوقت وقامت بالبكاء من شدة الفرح لأنني سوف أكمل دراستي ,, وقامت بعدها بالدعاء لأحمد كثيراًُ .

بعد صلاة العصر كنت متواجداُ خارج المسجد بأنتظار احمد ,, وما ان خرج احمد من المسجد حتى سألني عن ما اذا كنت صليت صلاة العصر ,, فأخبرته بأني لم أصليها ,, فقام بعدها بتوبيخي بشكل قاسي على عدم أدائي لكامل الصلوات .
ذهبت وتوضأت وأديت صلاة العصر ,, وتوجهت بعد ذلك لصديقي احمد والذي تحدث معي ذلك اليوم عن أهمية أداء الفروض وطاعة الله ورسوله .
كان توبيخه القاسي لي يزيديني محبة له بعد الله الذي رزقني بهذا الصديق الصالح .

وفي ذلك اليوم علمني أحمد كيفية البيع والحصول على البضاعة من أصحاب المزارع وكيف يقومون ببيعها وتقاسم الأرباح مع اصحاب المزارع ,, وكان أكثر ما كان ينبهني عنه هو أمانتي مع الزبائن وعدم السماح للجشع والطمع بأن يتسللا الى قلبي ,, ومخبرني أيضاً بأن أبرك الحلال أقله .

سارت الأيام بعدها بشكل جميل وسلس ,, في الصباح اتواجد امام المدرسين وفي الظهر أتواجد أمام جدتي وآخذ قسطاً من الراحه وفي العصر أتواجد أمام الزبائن بجوار أحمد ,, وفي المساء اتواجد امام الكتب والدفاتر ,, ويوم الجمعه كان احمد يعفيني من العمل ويسمح لي بقضاء الوقت بلعب كرة القدم مع صديقي السابق مازن .

أكثر ما حز في خاطري تلك الأيام هو علمي بأن أحمد ليس له عائله ,, وأنه كان مرمياُ في احد السنوات أمام احد المساجد ,, وأنه عاش وتربى في الشوارع اخر سنوات حياته ,, بعد أن قضى أول سنوات حياته في دار للأيتام وأستطاع الفرار بعدها من ذلك الدار .

مرت خمس شهور بسرعه ,, حتى أتى ذلك اليوم التي تواجدت فيه والدتي برفقة زوجها في منزل جدتي ,, تخبرني بأنني سوف أعيش معهم في العاصمه من الآن ولاحقاً ,, وسط دموع كانت تتساقط من عينا جدتي ولم أكن اعلم سبب هطولها .
هل جدتي سعيدة لأنني سوف أعيش عيشة كريمه مع والدتي في العاصمه !! ,, أما هل جدتي حزينه لأنها سوف تفارقني وتعيش لوحدها في ما تبقى لها من عمر ؟؟

أحسست حينها بأن أقرب الأحتمالات هو الأحتمال الثاني ,,
لذا قمت بأخبار والدتي بأنني لن أدع جدتي وحيده بعد اليوم ,, وطلبت منها المغادرة بدوني وسط سعادة تجلت على محيا زوجها الجديد .

غضبت والدتي كثيراُ وقالت ((
يعني أنت تبي تعصي أوامري ,, أنت ما تدري أن هذا عقوق ؟؟ ))

لم أتمالك نفسي حينها وغاادرت المنزل ,, ولكن دعوني أخبركم ما قلته لها قبل مغادرتي للمنزل ((
أنتي آخر شخص بالدنيا يتكلم عن عقوق الوالدين ))

عادت بعدها والدتي سعاد الى العاصمه برفقة زوجها وهي خالية اليدين ,, فيدها لم تكن تمسك بيدي في العاصمه كما كانت تخطط .

مرت الأيام والشهور بعد اخر زيارة لوالدتي ,, وأستطعت النجاح والأنتقال للصف الثالث متوسط وأنا متفوق على جميع زملائي في الصف ومحرزاُ الترتيب الأول على الجميع .

في بداية العام الثاني لعيشي مع جدتي ,, بدأت تتدهور حالتها الصحيه ,, وأصبحت مؤخراُ كثير التردد للمستشفيات لعلاجها برفقة صديقي السابق و الذي أصبحت أعتبره أخي الأكبر أحمد والذي كان يتكفل بجميع المصاريف .

كان جل ما تتحدث به جدتي في تلك الأيام بأن أيامها في هذه الحياه أصبحت معدودة ,, لذلك طلبت من أحمد أن يقوم بالعيش معنا في المنزل بدلاُ من العيش بمفردة .

وفعلاُ قام أحمد بالأنتقال لمنزلنا والعيش معنا ,, وهذا الأمر بقدر ما كان يسعدني ويسعد جدتي ,, كان يغضب موسى وشقيقه ممدوح ,, والذين عادوا لصنع المشاكل وسوف تعرفون خلال الأسطر القادمه مقدار حقارتهم وخبثهم .

مؤخراُ أصبحت لا استطيع الذهاب الى أخي أحمد ومساعدته في البيع ,, وذلك بسبب بقائي الى جوار جدتي المتعبه جداُ .

في أحد الأيام سمعت طرق لباب المنزل ,, ذهبت بأتجاه الباب وبعد فتحي له وجدت صديقي مازن يقف امام الباب وهو مرتبك وكأنه يحمل في داخله كلام فيه الكثير من الألم .
سألته مالذي جرى ولما يبدو شاحب اللون ,,
فأخبرني بعد تردد أن الشرطه قامت بالقبض على احمد وأودعته دار الملاحظه الأجتماعيه وذلك بعد أتهامه بالأعتداء الجنسي على ممدوح شقيق موسى !!
لم أكن أتخيل حينها أن يكون عند موسى وشقيقه ذلك القدر من اللؤم والأنحطاط ,, وقمت بعدها بكل حماقه بأخبار جدتي بما حدث والذي أتعبها ذلك كثيراُ ولم تتوقف دموعها عن الهطول ذلك المساء لدرجة أني شعرت أن أحمد أحد أبنائها الذين أنجبتهم .

ذهبت الى دار الملاحظة الأجتماعيه ,, ولكن لم أستطع التوصل لأي حل أو الالتقاء بأخي أحمد ,, عدت حينها والدموع على خدي بأتجاه منزل جدتي .

ولأن المصائب لا تأتي فرادا ,, أكتشفت بعد عودتي في ذلك المساء أن جدتي فارقت الحياه .

حزنت في ذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى في حياتي ,, بكيت كثيراُ لدرجة أنني كدت أتعرض للأغماء أكثر من مرة في اليوم الذي شاهدت التراب يغطي جسد جدتي الطاهر .

عند عودتي الى منزل جدتي بعد أنتهائنا من دفن جثمان جدتي بعد صلاة الظهر ,, كنت أفكر عن كيفية الدخول الى دار الملاحظة الأجتماعيه والبقاء بجانب أخي أحمد والأبتعاد عن ذلك المجمتع الذي لطالما كرهته .

فكرت أن أقوم بالسرقة وأقوم بعدها بتسليم نفسي ,, فتذكرت نصائح أحمد بأن ألتزم الأدب وأن أبتعد عن مضايقة الناس وظلمهم .

في أثناء تفكيري وقبيل وصولي للمنزل شاءت الأقدار أن التقي بممدوح على طارقة الطريق ,, شاهدته يبتسم وشاهدني أبكي ,, أقترب مني ومد يده لي وسط لحظة غضب عارم مني وكان وقتها كأنه يريد مواساتي في وفاة جدتي .




ما أن هممت بمصافحة يد ممدوح حتى تهيأ لي بأنه قال ((
مبروك وفاة جدتك ))
رفعت بعدها يدي التي كانت تهم بمصافحة يده ووجهتها الى محياه لتصافح محياه البشع والكريه .
قمت بعدها بتلقينه درساًُ لم ينساه الى هذه اللحظه ,, قمت بكسر أنفه وتكسير ثنايا أسنانه ,, وتوجيه اللكمات الى كل مكان في محياه حتى سال الدم من جسده العفن ولطش يدي النظيفه بدمائه الملوثه ,, شاهدت حينها شقيقه موسى يقوم بالعدو بإتجاهي ,, نهضت حينها وأنا أبتسم وأضحك في محاولة مني لقهره أكثر وأكثر ,, وبصقت في محيا شقيقه ,, وهمتت بعدها بالفرار منه بأتجاه منزل جدتي رحمة الله عليها .

دخلت المنزل وأقفلت الباب خلفي ,, وأنا أسمع وقتها كلمات من فاه موسى القذر تجاهي ,, وركلات غاضبه من قدم موسى تجاه باب المنزل الفولاذي .

في داخل المنزل تفاجأت بوجود والدتي ,, والتي كانت تبكي وقامت بأخذي الى حضنها وحاولت مواساتي على ما حدث ,, وأخبرتني بأنها نادمه أشد الندم على معاملتها القاسية لجدتي رحمة الله عليها .
ثم طلبت مني بأن أقوم بتجهيز ملابسي لأنها ستقوم بأخذي للعيش معها في مدينة الرياض .
رفضت ذلك الأمر ,, وسط محاولات منها لمنعي ولكنني أخبرتها بأنني لن أغادر معها مهما حدث .


سمعت أثناء ذلك النقاش الذي كان يدور بيني وبين والدتي أذان العصر ,, هممت عندها للخروج لأداء الصلاة ,, وأثناء سيري للمسجد لم أشعر الا وتلك السيارة التي وقفت بالقرب مني وارتجل منها ثلاثة اشخاص أحدهم موسى شقيق ممدوح وقاموا با إدخالي لداخل السيارة رغماً عني ,, وسط محاولات بائسه مني للهرب منهم تكللت بالفشل .

في تلك المنطقه المهجورة كان موسى يخطط لأشنع شيء ممكن أن يحدث لي الا وهو أنتهاك شرفي كرد لثأر أخيه ممدوح .

أخبرته بأنه يمكنه أخذ ثأره مني بنفس الطريقه التي فعلتها بشقيقه ممدوح ,, ولكنه رفض ذلك وأصر على اخذ ثأره بطريقته الخاصه .

وللأسف نجح في ذلك بمساعدة رفقائه ,, وسط توسلات مني وبكاء بأن يتركني في حال سبيلي .
عدت للمنزل بعد سير قارب الأربع ساعات وسط أنهزاميه وكراهيه لم يسبق لها مثيل تجاه هذا حظي البائس والحقير والذي أوقعني في هذه الظروف الأكثر من سيئه .


سألتني والدتي عن سبب بكائي ولكنني لم أنطق حرفاًُ ذلك المساء .

في صباح اليوم التالي سمعت صوت طرقات على باب المنزل ,, ولم أذهب لفتحه لأنني كنت كارهاُ لكل شيء قد يحدث ,, منها أنني كرهت مقابلة الشخص الذي كان يطرق الباب والذي هو اخي احمد والذي أخبرني بعد قيام والدتي بفتح الباب له أنه خرج بعد ثبوت برائته وأن ممدوح سوف يقوم بالدخول لدار الملاحظه هذا اليوم وذلك للتحقيق معه في أتهامه الزائف لي .
لاحظ أحمد بأنني لم أستقبله كما يجب ,, وسأل عن جدتي ,, فأخبرته بأنها غادرت الحياه قبل يومين وفي اليوم الذي شهد دخوله للدار الملاحظة الأجتماعيه للتحقيق معه .

بكى أحمد كثيراُ ذلك الصباح ,, ثم قام بسؤالي ,, عن أذا ما كان هنالك شيئاُ آخر أود الحديث عنه ,, فأخبرته بأنه لا يوجد شيء يستحق الحديث عنه .

لم يصدق أحمد ما أخبرته أياه ,, فألح علي بالسؤال , الى أن قامت دموعي بالهطول ولم أشعر الا أن أخبرته بما فعله موسى شقيق ممدوح لي مساء الأمس .

لم يتمالك أحمد أعصابه ,, وسار بأتجاه المطبخ ,, وحمل سكيناً وخرج بعدها من المنزل والدموع تتساقط على محياه المفجوع .
ذهبت أركض خلفه لتهدئته ولكن جميع محاولاتي باءت بالفشل ,, وذهب بأتجاه منزل موسى وطرق باب منزله بقوه , حتى خرج موسى غاضباً من تلك الطرقات القوية ,, ولكنه لم يكمل ردة فعله الغاضبه لأنه تلقى طعنه ثبتت السكين في معدته من يد أحمد اليمنى ,, والذي طلب مني بعدها بأن أغادر هذه المنطقه مع والدتي وفر هارباً .


اليوم هو اليوم الرابع بعد ماحدث أمام منزل موسى .

أحمد :
تم قيده في دار الملاحظة الأجتماعيه بعد الأمساك به بتهمة الطعن المتعمد لموسى , وسوف يقضي عقوبته المقدره بخمسة أعوام منها عام في دار الملاحظة الأجتماعيه وأربعة أعوام في دارالسجن العام وذلك لأنه سوف يتجاوز العشرين عاماًُ وهو السن القانوني لنقله من دار الملاحظة الاجتماعيه للسجن العام .

موسى :
خرج من المستشفى ويتلقى علاجه في المنزل بعد تخطيه للمرحلة الحرجه والتي كاد أن يفقد فيها حياته.

ممدوح :
تم قيده في دار الملاحظة الأجتماعيه للتحقيق معه في تهمته الزائفه لأحمد بالأعتداء عليه .

أنا : مازلت أخبر والدتي بأنني لن أذهب الى العاصمة طالما صديقي وأخي أحمد في دار الملاحظة الأجتماعيه .


لأول مرة تقوم والدتي بعمل شيء جميل ورائع في حياتها , وذلك بعد ذهابها لأسرة موسى وممدوح وطلبها منهم بأن يقوموا بالتنازل عن أحمد بسبب طعنه أبنهم موسى والذي سوف يقوم بدوره بالتنازل عن أبنهم ممدوح .

ولأن الأبناء ورثوا الخبث والحقارة من والدهم ,, لم يكن بمستغرب أن يوافق والدهم على طلب والدتي بأن يتنازلوا عن احمد ويخرجوه من السجن مقابل أن يتنازل أحمد عن قضيته على ممدوح هذا أولاًُ , وثانياًُ بأن تقوم والدتي بالتنازل عن منزل جدتي لصالحهم .

رفضت والدتي مطلبهم ,, ولكنني أخبرتها بأنني سوف أرافقها للعاصمة بشرط وحيد الا وهو أن خروج أحمد من دار الملاحظة الأجتماعيه ,, رضخت عندها والدتي لمطلبي وتنازلت عن المنزل لصالح والد موسى وممدوح .

لم أبتسم من يوم دفن جثة جدتي رحمة الله عليها ,, وما صاحب ذلك اليوم من احداث ,, الا ذالك اليوم الذي شاهدت السعادة تغمر صديقي واخي العزيز احمد عند زيارتي له في دار الملاحظة الأجتماعيه بعد أخباري له بأنه سوف يخرج بعد شهرين من الآن بعد تنازل والد موسى وممدوح عنه بعد أن يقوم بالتنازل عنهم .

أعذرني يا أخي أحمد لأنني لم أخبرك بأن شرط والد موسى وممدوح هو التنازل عن منزل جدتي لصالحهم مقابل الأفراج عنك ,, لأنني أعلم أن ذلك الأمر سيغضبك كثيراً .
أعذرني يا أخي ,, وسنلقتي يوماًُ ما بأذن الله أذا سنحت لي الظروف .


دعوني أختم لكم قصتي الذي بدأ القبطان زيدان بكتابتها ,, وذلك لأن الطائرة التي تقلني أنا ووالدتي بأتجاه العاصمه ستكون على وشك الهبوط بعد لحظات .

دعواتكم أن تكون أيامي المقبله بالعاصمة جميلة وكفيلة بأن تنسيني مرارة ما حدث لي في جدة من أحداث صعبة النسيان .





فتكم بعافيه وردة حمراءوردة حمراء


واسف على الأطاله .

تقييمك للمدونة ؟؟