الأحد، 18 أكتوبر 2009

مسافر لم يستقبله أحد !!!

مسافر لم يستقبله أحد !!!


من سلسلة مواضيع (( رافعيات الجمعه ))





في بهو مطار الملك فهد بالدمام , وعلى أحد مقاعد الأنتظار في ذلك المطار , وبينما أنا جالس أرتشف كوب القهوه , تفأجات برؤية شخص سبق وأن رأيته , عصرت مخي على عجل حتى أتذكر أسم ذلك الشاب , فأتت نتيجه عصر المخ أيجابيه وتذكرته .

أنه صديق الطفوله
حطاطه , ولم أعرفه بسبب أرتدائه لطقم لم يخلو من ( الوان قوس قزح ) , جميع الألوان تشاهدها في ملابسه بداء من القبعه الحمراء ومروراً بالقميص الأخضر والجاكيت البرتقالي وأنتهاء بالجينز الأزرق .
ناديته بصوت خفيف يكاد يسمعه حتى لا أتعرض للأحراج , فمجرد النظر الى (
رجل السيرك ) أمر محرج فما بالكم بالوقوف معه .
التفت الي ونزل نظارته الصفراء المتوشحه باللون الأسود , وقال بصوت عالًَ سبب لي المزيد من الأحراج :
تكلمني يأبو الشباب .
قلت له وأنا ألوي شماغي معلناًُ بداء رحلة التلثم :
نعم نعم أنت ياحطاطه .
أقترب مني وعيناه تحدق بي , وفجأه صرخ :
أوووووووووووووووه صديقي القبطان زيدان !!!! <<< كل اللي في المطار عرفوا بأني أعرفه وأنه صديق قديم .
سلمت عليه بحراره يكسوها الخجل من الأنظار الشاخصه تجاهي .
بعد السلام والسؤال عن الاحوال وأخبار الأهل والاصدقاء القديمين بادرته بهذا السؤال :
حطاطه شكلك مضيع ترى بوابة الرحلات الداخليه في الجانب الثاني من الصاله هنا الرحلات الخارجيه !!
أجانبي وهو يبتسم :
لا ماني مضيع , أنا مسافر الى لبنان عشان أمثل وطني في مسابقه دوليه .
كل مشاهد الحيره تملاء وجهي تلك اللحظه فسألته والدهشه تعتلي محياي :
أي مسابقه ياحطاطه ؟؟
فقال لي :
أنا رايح أشارك في مسابقة (( الوجه الوسيع )) وهذي مسابقه تعتمد على شكل الواحد , اللي يحس أن شكله كوميدي ويصلح للتنكيت عليه يشارك , وأنا أرسلت لهم صورتي وعلى طول تم قبولي , وترى المسابقه ماهي سهله , تخيل لجنة التحكيم فيها : حسين عبدالرضا وراشد الشمراني وطارق العلي وعبدالعزيز جاسم .
أبتسمت لحطاطه والدهشه مازالت معي لاتفارقني وقلت له :
الله يوفقك ياحطاطه وعقبال ماتفوز باللقب .
ثم قال لي :
الا ماقلت لي ياقبطان وين مسافر أنت ؟؟
فأجبته بأنني ذاهب الى مدينة مانشستر في بريطانيا للمشاركه في مسابقة برمجة الطاقه العالميه , ويشرف على المسابقه مخترعين كبار وأصحاب شركات عالميه مثل : بيل جيتس , سيرجي برين ولاري و ..
عندها قاطعني حطاطه قائلأً :
خلاص يابوي فكنا مين هالأسماء شكلهم لاعبين نادي أنترمدريد , ماعلينا ياعقيل المهم أننا أنا وياك راح نمثل الوطن خير ونشرفه <<< يعتبر نفسه الحين مشرف الوطن
قطع حديثنا المذيع الداخلي للمطار يعلن النداء الأخير لرحلة مانشستر .
حضنت حطاطه ودعيت له بالتوفيق ودعاء لي هو الأخر بالتوفيق , وغادرت بعدها صالة المطار متوجهاُ لركوب الطائره .
أقلعت الطائره معلنه توجهها الى مدينه مانشستر البريطانيه , تحمل بين مقاعدها شاب كافح وسهر الليالي حتى يصل لما وصل أليه , ومشاركته في هذه المسابقه ماهي الا دليل على أجتهاده ووصلوه لمراكز متقدمه لم تأتي من فراغ .
في أشهر القاعات في مدينة مانشستر وبالتحديد في قاعة أبوللو , كنت متواجد , يقف أمامي أشهر المبرمجين العالميين , وأصحاب أشهر المواقع العالميه , أستطتعت تجاوز المرحله الأولى من المسابقه والأنتقال للمرحلة التاليه .
في أشهر القاعات في مدينة بيروت وبالتحديد في قاعة "بيال" , يقف أمام حطاطه أشهر الممثلين الكوميدين الخليجين والعرب , أستطاع حطاطه من التفوق وسحق منافسيه والتأهل للمرحه التاليه من المسابقه .
اليوم هو اليوم الختامي , يتواجد تسعة أشخاص بينهم شخص واحد فقط , هو من يستحق لقب مبرمج العام عالمياُ , ومن بينهم أنا , أستطعت الأجابه على جميع الأسئله التحريريه والشفهيه التي كانت تطرح علي , فعندما جاء الأعلان عن الفائز بالمسابقه , لم أستطع تمالك أعصابي وخرت سأجداً في القاعه العالميه شاكراً لله بعد الأعلان عن أستحقاقي للقب العالمي .
بعد أن فزت باللقب أتتني عروض من دول مثل : أمريكا , بريطانيا , كندا للحصول على جنسيتها وعروض للعمل في أكبر وأشهر الشركات العالميه .
اليوم هو اليوم الختامي , يتواجد خمسة أشخاص من بينهم شخص واحد فقط , هو من يستحق لقب أوسع وجه عربي , ومن بينهم حطاطه , أستطاع حطاطه نيل النقاط جميعها بعد أن وجهت له العديد من المسبات والنكت على وجهه وأكتشفت لجنة التحكيم أن أي نكته أو ذبه في العالم تركب على وجه حطاطه , فعندها أعلن الفنان طارق العلي الفائز بالمسابقه بقوله : نجم هذا الموسم هو (( حطاطه وجه الطماطه )) عندها لم يستطع حطاطه تمالك أعصابه وجاب القاعه رقصاًُ على أنغام أغنية (( فوق فوق هام السحب وأن كنتي ثرى ))
أثناء رحلتي الى بلدي الغالي , كنت أفكر بالأستقبال الذي سوف القاه في المطار , خفت أن لا أتمالك أعصابي وتنزل دموعي أمام الكل , قلت في نفسي وأنا أبتسم وأتخيل الموقف ((
أخيرن سوف يكون باأستقبالي أمير المنطقه ووزراء المنطقه والأعلام المقروء والمرائي ))
أفقت من خيالي على صوت مضيف الطائره وهو يعلن هبوط الطائره أضطرارياًُ في مطار بيروت , وذلك لعطل في الطائره .



في بهو مطار بيروت الدولي , وعلى أحد مقاعد الأنتظار في ذلك المطار , وبينما أنا جالس أرتشف كوب القهوه , تفأجات برؤية شخص سبق وأن رأيته , لم أعصر مخي هذه المره لأني تذكرته على الفور , أنه صديقي حطاطه , ناديته ومنذ أن رآني اتى يركض الي كالمشتاق وهو يبكي ويقول ((
فزت باللقب وشرفت الوطن , والله للحين ماني مصدق ))
جلسنا بعدها على المقاعد , سألني بعدها :
هاه بشر وش صار معاك ؟؟
قلت أبشرك فزت بالمسابقه .
قالي بحماس مبروك , والله أننا شرفنا الوطن أنا وياك , خل الناس الحين تعرف قيمة عيال حي الضيافه .
ثم أردف قائلاُ :
ياحظك ياالقبطان , أكيد الحين اللي يبون يستقبلونك 5 الاف شخص وأنا يمكن 20 شخص عشره منهم أخواني وعيالي عمي .
قلت :
أكيد , والله أني خايف أني أبكي من الفرحه لما أشوف العالم واقفه بالمطار عشاني .
قال حطاطه :
أقول لاتبكي وخلك رجال , وش فيها لو أستقبلك كم الف واحد ؟؟
أهم شي ياالقبطان لاتنسى تركبني معاك بالبانوراما اللي مجهزينها لك , لأني أحتمال ما ألقى مكان بسيارة أخوي وولد عمي وماعندي فلوس الليموزين .
فقلت لا تخاف ياحطاطه , لو تبي تسوق البانوراما أبشر ما راح أردك والله .
قطع حديثنا صوت مذيع المطار الداخلي في مطار بيروت معلناً النداء الاخير لرحلة الدمام .
توجهت أنا وحطاطه لركوب الطائره .
بعد ساعتين من الطيران وصلنا الى مطار الدمام , وأنا أستعد للنزول من مدرج الطائره رأيت جمعاًُ غفيراً ينتظرني عند بوابة القادمين من الرحلات الخارجيه .
لم أستطع تمالك نفسي ونزلت الدموع تباعاُ , لم أشعر الا بحطاطه يربت يده على كتفي وهو يقول ((
أمسك حالك ياالقبطان وتراك تستاهل أكثر ))
دخلت صالة الأستقبال وكان يسير جانبي حطاطه رافعاُ يدي كالأبطال ويبتسم <<
يقاله أنه يبي يلتزق فيني الحين


بعد أن دخلنا بلحظات حتى بداء الجمهور الغفير بترديد ((
حطاطه ياوجه الطماطه ))
عندها صعقت من الذي سمعته , وتفأجأت أكثر عندما ترك يدي حطاطه وأبتعد عني وجلس ((
القرفصاء )) وهو يبكي من الصدمه , فمن الذي كان يتوقع أن يكون حطاطه هو هدف ومحل أنتظار هذا الجمهور الغفير الذي أكتظ بهم بهو المطار !!

أتيت عند حطاطه وربت على كتفه وقلت له وبوجهي أبتسامه تشابه أبتسامة الخاسر وقلت له ((
أمسك حالك ياحطاطه وتراك تستاهل أكثر )) .
بعدها أتى نحونا عشرات المصورين والصحفيين ونائب أمير المنطقه ومعه بعض الوزراء ووجهاء المجتمع .

ذهبت أبحث عن بوابة الخروج وكأن الذي يحدث حلم أو كابوس بالمعنى الأصح , وقفت على الرصيف خارج المطار أنتظر أحد سيارات الليموزين تقلني الى منزلي .
مرت دقائق بعدها , شاهدت حطاطه راكب سياره فاخره من نوع ((
بانوراما )) ناديته بأعلى صوتي , حتى أمر سواق السياره بالوقوف , ركضت اليه وأتيت الى النافذه القريبه منه وقلت له : حطاطه تكفى وصلني معاك البيت .

أجابني ووساعة الوجهه تملاء وجهه ((
أعذرني ياالقبطان والله طريقك ماهو على طريقنا , شوف لك تاكسي وأنا أعطيك حسابه ))




نهاية القصه .................................................. ....................



لو سألت أي شخص منكم أذ كان يعرف من يكون الفنان هشام عبدالرحمن الملقب بأبو الهش فاأتوقع أن جاوبه سيكون ((
ومن مايعرف ابو الهش ))





ولكن أتحدى أغلبكم أذ كان يعرف من يكون المدعو
أحمد معطش العنزي ؟؟؟





للمعلوميه :
المقدم الدكتور أحمد معطش العنزي، استشاري علم الطب النووي في مستشفى القوات المسلحة في الرياض، الذي كرمته أخيراً هيئة الممتحنين الأمريكية، وهي هيئة تمنح البورد الأمريكي للطب النووي، ويمثلها اثنا عشر عضواً، يمثلون كلاً من الهيئات الأمريكية من كليات الطب النووي وجمعية الطب النووي والكلية الأمريكية للطب النووي، وذلك لحصول الدكتور أحمد على البورد الأمريكي في علم الطب النووي، مشيدة بإنجاز العنزي كأول باحث على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية يجتاز اختبار التخصص الدقيق وهو علم التشخيص الجزيئي حيث يعتبر هذا التخصص أحدث التخصصات الفرعية لعلم الطب النووي والذي يهتم في تشخيص الأورام في مراحل مبكرة مما يساعد في التشخيص الدقيق والعلاج المبكر


الى متى ياوطني يتم تكريم أبطال الغفله ورقص المسارح وأحظارهم بطائرات خاصه من قاعات التعري , ونسيان أبطال العلم من المخترعين والأدباء والمصورين .... الخ

الى متى ياوطني ؟؟؟

فتكوا بعافيه

السبت، 17 أكتوبر 2009

((( الصفعه ))

((( الصفعه ))


من ضمن سلسلة مواضيع (( رافعيات الجمعه ))



ملاحظة : القصه واقعيه ,,,


مضى الان مايقارب الربع ساعه على وقت الأنصراف المدرسي , بينما مازال جاك أحد طلاب الصف التاسع يقف أمام بوابة المدرسة بأنتظار صديقه العزيز داني والذي طلب منه مدرس مادة العلوم مساعدته في نقل اللوح العلمية للمختبر وهذه ليست المرة الأولى , فمدرس مادة العلوم أصبح مؤخراًُ يطلب بعد أنتهاء كل حصة لمادة العلوم من طالبة المتفوق داني مساعدته في نقل اللوح الى المختبر .
بلغت درجة الحرارة ذروتها في هذا الوقت من الظهيرة , حتى صبر جاك وصل ذروته , فهو لم يعد قادراُ على الوقوف في ذلك الطقس شديد الحرارة , خطرت ببال جاك فكرة وهي أن
يذهب خلف المدرسة حيث تقع نافذة مختبر العلوم ورؤية السبب الذي جعل صديقه يتأخر بهذا الشكل .
أقترب جاك من النافذة التي تعلوه بما يقارب المتر , وضع قدمه اليمنى على أنبوب مياه بلاستيكيه حتى تساهم في رفعه قليلاً , ووضع يداه على طرف النافذه , ثم أرتفع وأخذ نظرة سريعه على المختبر الذي يبدو خالياً من المدرس وصديقه داني , بعد ذلك قرر النزول من على الأنبوب البلاستيكي , أخذ نظرة الى الأرض حتى يضع قدمه اليمنى حذار السقوط , قبل أن تلامس قدمه الأرض رفع نظره فشاهد
طرف ظهر صديقه داني في زاوية الغرفة ويداًُ تمسك بمؤخرته , كان عليه النزول حتى لايختل توازنه ومن ثم السقوط , نزل جاك وجميع علامات الدهشه تملئ محياه ومخيلته الصغيره , قرر الصعود مرة أخرى حتى يتثبت من الأمر جيداً .
هذه المره , ذهب خطوتين الى اليسار حتى يرى المنظر كاملاً , وضع قدمه اليمنى على الأنبوب البلاستيكي , ووضع يداه الصغيرتان على طرف النافذه مرة أخرى , ثم أرتفع وأشح بنظرة يميناً حيث المكان الذي كان يقف فيه صديقة داني , لم يصدق في البداية مايراه , ولو كان بأمكانه مسح عيناه لفعل ذلك , ولكن يداه مشغولتان بأبقاءه متعلقاً على النافذة ,
شاهد جاك مدرس مادة العلوم الذي لطالما كره مادة العلوم بسبب معاملته القاسيه لطلابه يقوم بتقبيل صديقة داني , والذي بداء مرتبكاًُ , الشفاه تلامس الشفاه , وأيدي المدرس النبيل تحتضن مؤخرة داني , أحس جاك بأنه بداء يفقد توازنه , وكأنه الأنبوب الذي يحمله بدأ بالأنحناء الى الأسفل , حاول جاك القفز من على الأنبوب حتى لايتعرض للكسر , ولكن القدر أبى الا أن يضع شاهداُ اخر على الموضوع وذلك عندما انشطرت الأنبوب الى قسمين , وقد أوقع بجاك على الأرض , والماء يتدفق بقوة منها عندها أطلق جاك قدمية للريح معلناُ هروبة من أحدى مقاعد مسرح الجريمة .
الصوت القوي الذي نتج عن كسر الأنبوب كان كفيلاً بجعل مدرس مادة العلوم السيد بيتر
يقوم مفزوعاً من طاولته التالي كان يجلس على طرفها , ويذهب صوب النافذه حتى يتأكد من الأمر , وعندما راى الماء يتدفق من الأنبوب ذهب مهرولاً الى خلف المدرسة وقام عندها باأقفال صنبور الماء حتى يتوقف التدفق .
نعود الى جاك , الذي ركض بدون توقف من المدرسه وحتى باب المنزل الذي يقطن فيه , كان شارد الذهن , وغير مصدق للمشهد الذي رآه ,
فهو لطالما أحب داني بشكل جنوني , وكأنه أخاه التي لم تلده أمه .
كان ذلك المنظر بمثابة جبل من الهموم على جاك , لم يستطع الأنتظار حتى صباح اليوم التالي ليسأل داني تلك الأسئله العديدة التي في مخيلته , وضع حقيبته المدرسيه في صالة الطعام , وذهب مسرعاً الى خارج المنزل , صادفته والدته قبل الخروج , وسألته عن السبب الذي جعل ملابسه تتسخ , فأخبرها بأنه سقط على الأرض أثناء عودته من المدرسه , صدقت والدة جاك ما أخبرها أبنها , ثم طلبت منه أن يذهب للأستحمام بسرعه في الوقت الذي تقوم هي بوضع الغداء له ولبقية أخوته .
للمرة الثانية كذب جاك على أمه وأخبرها بأن أحد كتبه سقطت منه أثناء سقوطه على الأرض وهو ذاهب حتى يسترجع الكتاب ,
وافقت أمه على مضض وكانت علامات الغضب تملئ عيناها .
خرج جاك من المنزل قاصداً منزل صديقه داني , وقبل وصوله لمنزل داني بأمتار قليلة شاهد داني وهو عائد للتوه الى المنزل
يكسوه الحزن , بعد أن أقترب داني من جاك لحظ علامات الغضب في محيا جاك , ولما أصبح قريباً منه أبتسم داني أبتسامة لم تخفي الالم الذي يحمله في داخله , مد داني يده قاصداً مصافحة جاك الذي رفض مصافحة داني في موقف غريب بالنسبة لداني , ثم دار بينهم الحوار التالي :
داني : جاك لماذا ترفض مصافحتي , ولماذا أرى علامات الغضب تملى محياك .
جاك : كيف تريد مني مصافحتك بعد المنظر الذي رأيته اليوم في المدرسة .
داني : أي منظر ياجاك ؟
جاك : بعد نهاية وقت الدراسة كنت بأنتظارك خارج أسوار المدرسه حتى نعود الى منازلنا سوية , ولكن بعد تأخرك ذهبت أستطلع مالأمر الذي جعلك تتأخر في مختبر العلوم , من خلال نافذة المختبر رأيت المدرس يقوم بتقبيلك دون أي ردة فعل غاضبه منك تجاهه , وكأنك أعتدت على هذا الأمر ؟؟؟؟

داني ((
الدهشه تطل على محياه والدموع تطل من عينيه )) : أرجوك يا جاك لا تفسر الموضوع بشكل خاطئ , سأخبرك القصه بكامل حذافيرها , الشهر الفائت حصلت على جميع الدرجات كاملة في جميع المواد , ماعادا في مادة العلوم , على الرغم من أنني أجبت على أسئلة الأختبار بشكل مثالي , عندما رأيت درجتي في أختبار العلوم , ذهبت الى مدرس مادة العلوم راجياًُ مساعدته في أعطائي الدرجه كاملة , حتى أنال المركز الأول في الترتيب بين طلاب الصف , وفي حال عدم نيلي تلك الدرجات فأن والدتي ووالدي سيغضبون مني بشدة لدرجة أنهم سيقومون بأهمالي وعدم الحديث معي طوال الشهر , وأردف قائلاً والدموع تتحدث معه على وجنتيه في مشهد أخفى علامات الغضب من محيا جاك وحولها الى علامات شفقه وحزن : ذهبت الى السيد بيتر وطلبت منه أعادة الأختبار أو مساعدتي في نيل الدرجه كامله , فطلب مني أن أحضر اليه في مختبر العلوم بعد أنتهاء وقت الدراسه , وعندما ذهبت اليه وشكيت له وضعي في حال أنني لم أنل الدرجه كاملة , طلب مني أن أقوم بالأعتذار له (( بطريقته الخاصه والتي يستخدمها مع أبناءه الصغار على حد تعبيره )) وهي أن اقوم بتقبيله أكثر من مرة , وأن أعده بأنني سأحاول بذل قصارى جهدي , وأن أكون عند حسن ظنه في الأيام القادمه , ترددت في البداية ولكن عندما تذكرت محيا والدي عندما يغضب بادرت على الفور بتقبيله والأعتذار منه على تراجعي الدراسي , ووعدته بأنني سأكون أفضل في الأختبارات القادمه , بعدها قام بتعديل درجتي وطلب مني أن أقوم بمساعدته في نقل الصور واللوائح من والى المختبر .
جاك ((
يعض شفتيه بغضب)) : ياله من شخص حقير , أكمل ياداني فأنا أرى في عينيك ماتود أضافته .
داني :
توقعت أنه سينتهي الأمر عند تلك القبلات السريعه في ذلك الظرف الصعب , ولكن أصبح المدرس يطلب مني تقبيله بعد أن أنتهي من وضع لوائح مادة العلوم وقبل مغادرتي , واليوم أخبرني أن درجة أختباري هذا الشهر في مادة العلوم أسواء من درجة أختبار الشهر الفائت , وطلب مني الأعتذار له على طريقته الخاصه , لم يكن بوسعي فعل أي شيئ سواء الأعتذار له بطريقته الخاصه , ولكن هذه المره قام بحضني , وضمني اليه بقوة ووضع يده علي بشكل غريب , وأنا خائف أن يتمادى في قادم الأيام .
جاك :
لابد أن نوقفه عند حده , فليس من المعقول مايفعله هذا المدرس , وأنا أرى أنك تخبر والدك بالذي حدث قبل أن تتفاقم الأمور .
داني ((
وقد تملكه الخوف )) : لا لا ياجاك , أرجوك الا والدي , فأنه سيغضب مني لأني لم أخبره بما حدث منذ البداية .
جاك : أذن ليس بوسعنا سوء الذهاب الى مدير المدرسة السيد ريتشارد وأخباره بالأمر .
داني : ولكن ياجاك أنا قلق أن يعود الأمر علينا سلباً , وعندها يغضب المدرس مني ثم لايقوم بمساعدتي ؟؟
جاك ((
بغضب )) : ماذا قلت ياداني ؟؟ أخبرني بأنه راق لك الأمر وأنا سأعدك بأنني سأترك في حال سبيلك أنت والسيد الحقير بيتر ؟؟
داني ((
والدموع تنهمر من عيناه )) : لا ياجاك لا أريدك أن تتخلى عني في هذا الموقف الصعب ياصديقي , سأفعل ما تطلبه مني حتى وأن أردت أن أخبر أبي الآن .
جاك :
لا ياداني , والدك لن يعلم بالأمر , ولكننا سنقوم غداُ في وقت الفسحه بالذهاب الى السيد ريتشارد مدير المدرسة وأخباره بالموضوع , أتفقنا ياداني ؟؟
داني ((
يكفف دموعه )) : أتفقنا ياجاك .
عندها قدم جاك أبتسامة الرضى لداني الذي بادره برد الأبتسامه ووجهه يتللئ من الدموع , ثم قام جاك بمصافحة داني وأقترب منه وأخبره بأن الأمور ستتغير للأفضل بداء من الغد .
ذهب جاك الى منزله يحدوه الأمل في أخراج صديقه من شباك السيد بيتر القذره , ونفس الشيئ بالنسبة لداني فهو أيقن بأنه جاك يحبه كما يحب أخوية الصغار ,
بل ربما أكثر قليلاً .


في الصباح الباكر وفي يوم الأنقلاب الذي خطط له جاك مع داني ضد مدرس العلوم السيد بيتر , صادف داني في طريق ذهابه للمدرسة زميله ايلي والذي يدرس في الصف الثامن ,
كعادة الأطفال الصغار لم يستطع داني جعل أمر الأنقلاب سرياًُ بينه وبين جاك , أخبر داني زميله أيلي بالذي حدث , الذي تفاجأ مما سمع ثم قال (( حتى أنت ياداني ؟؟ ))
كانت تلك هي أم المفاجأت عندما أخبر أيلي داني أنه يتعرض لمثل مايتعرض له زميله داني مع السيد بيتر , حاول داني أخفاء سعادته والتي تكمن في أنه ليس الوحيد الذي وقع في شباك السيد بيتر , فمن المتضح أنه يوجد العديد من الضحايا .
بعد ذلك أقنع داني زميله أيلي بأن يقوم بمساعدتهم في عملية الأنقلاب التي ستتم ضد السيد بيتر أثناء وقت الفسحه .
عند وصولهم للمدرسة وجدوا جاك يقف عند بوابة المدرسة الرئيسيه بأنتظارهم , أخبر داني صديقه جاك بأنه أيلي أصبح شريكاُ لهم في عملية الأنقلاب .
غضب جاك في بادئ الأمر وذلك لكونه يكره أيلي بشدة وذلك نتيجة ترسبات قديمه بينهما , ولكن بعد ماعلم بأن أيلي أحد الضحايا للسيد بيتر كانت سعادته أكبر من سعادة صديق عمره داني , وأتفقوا الثلاثة على الألتقاء في داخل فصلهم بعد الحصة الثالثه والذهاب سوية الى مدير المدرسة السيد ريتشارد .
أثناء وقوفهم داخل فناء المدرسة شاهدوا السيد بيتر وهو يهم بالنزول من سيارته , طلب منهم جاك عدم الأرتباك وكأن شيئاً لم يحدث , مر السيد بيتر بجانب الثلاثة والأبتسامه لاتفارقه وهو ينظر الى ضحيته الجديدة داني ثم قال بعد أن القى عليهم التحيه ((
لاتنسى ياداني أن تأتي الحصة الخامسة لتساعدني في نقل الصور واللوائح )) قال داني (( حاضر سيدي ))
بعد أنصراف المدرس أبتسم جاك في محيا داني وايلي وقال ((
ستكون نهايتك قبل الحصة الخامسة أيها الحقيرر ))
قطع صوت رنين الجرس حديث الثلاثة , ثم أنتظم كل منهم في طابور الصباح , وبعد الطابور تحركت الصفوف الى داخل مبنى المدرسة وكأنها صفوف نمل تقوم بنقل غذائها بشكل نظامي غاية في الجمال .
كانت دقائق الحصة الأولى والثانية تمر على جاك وكأنها ساعات وذلك نظير حماسة المنقطع النظير للأيقاع بالسيد بيتر , وكانت نفس الدقائق تمر على داني بشكل سريع وذلك نظير خوفه من أن يحدث مالايحمد عقباه ويفسد الأمر برمته, ولكن العجيب في الأمر أن دقائق الحصة الأولى والثانية كانت تسير بسرعه على الواشي الحقود أيلي , الذي بعد نهاية الحصة الثانية قام بالذهاب الى مختبر العلوم وقام بأخبار السيد بيتر بخطة الأنقلاب الذي رتب لها جاك !!
أشتاط السيد بيتر غضباً على الكلام الذي سمعه من ايلي , ثم بعد ذلك طلب من ايلي الذهاب الى فصل جاك وأحضاره وعدم أخباره بأنه يعلم شيئاً عن خطة الأنقلاب .
ذهب الواشي الصغير ايلي الى الصف التاسع , قرع الباب , ثم فتح الباب وطلب من مدرس الرياضيات بأن يسمح لطالبه جاك بالذهاب للسيد بيتر في المختبر , علامات الدهشه كانت تملى محيا جاك وصديقه داني ,
قام جاك بتثاقل , وكأنه أحس بفشل عملية الأنقلاب التي كان يرمي لها , قبل مغادرة الفصل نظر جاك الى داني نظرة عتب محملاُ أياه عاقبة ماقد يحدث في حال فشل الأنقلاب وذلك لأنه أخبر عدوه الأزلي أيلي بالأمر .
ما أن أقفل جاك باب الفصل حتى بادر ايلي بالسؤال عن ماذا يريد المدرس منه ؟ وهل المدرس علم بما كانوا يخططون له ؟؟
فا أجاب أيلي بكل براءه والخبث يطل من عينيه ((
لا لم أخبر المدرس بالأمر , ولا أعلم ماذا يريد منك ؟؟
أمام باب مختبر العلوم يقف جاك وبجانبه ايلي ,
علامات الدهشه لاتفارق محيا جاك وعلامات السعاده لاتفارق أيلي , ما أن طرق جاك باب مختبر العلوم حتى فتح السيد بيتر الباب والشر يتطاير من عينيه ومن وجهه الغاضب .
طلب من جاك وأيلي الدخول بعد ذلك قام بأقفال الباب بأحكام , ثم دار الحوار التالي :
السيد بيتر :
جاك هل لك أن تطلعني على ماتودون فعله أثناء الفسحه في غرفة السيد ريتشارد مدير المدرسة ؟؟
نظر جاك الى أيلي بكل حقد وكراهية ثم قال ((
فعلتها أيها الواشي الحقير ؟؟ )) وكان رد أيلي على كلمات جاك مجرد أبتسامه تبين مقدار الحقد الذي كان يكنه لجاك وأيضاً كرد وأنتقام لما فعله جاك باأيلي عندما قام بضربه قبل مايقارب الأربعة أشهر بسبب خلاف بين أخ جاك الصغير وأيلي على أثره قام جاك بضرب أيلي بعنف .
صرخ السيد بيتر بوجه جاك ثم طلب منه ترك أيلي وشأنه وأجابته عن السؤال .
جاك (( بكل شجاعه )) :
نحن خططنا لأيقاف معاملتك مع صديقي داني وأيلي في المختبر .
السيد بيتر ((
موجهاًُ نظره الى أيلي )) : مالذي عملته معك يا أيلي في المختبر والذي تطلب منك الذهاب الى السيد ريتشارد وشكاوي عنده ؟؟
أيلي :
لم تفعل ياسيدي شيئ غير لائق , ويبدو أن جاك قد أصابته الغيره مني ومن داني وذلك لتقربنا منك و كأننا أبنائك .
جاك :
أنت يا أيلي منافق ودنيئ , وقادر على أحراق نفسك أن كان ذلك سوف يغيضني , ولكن لن أنسى ماشاهدته ظهر البارحة عندما صعدت فوق الأنبوب وأطليت من تلك النافذه وشاهدتك وأنت تقوم بتقبيل داني ووضع يداك على مؤخرته وجذبه نحوك بشكل مقزز وسيئ .
بيتر ((
وعلامات القلق دبت الى نفسه )) : أنت أذاُ من كان يتجسس علي مساء البارحه ؟؟ وأنت من قام بكسر أنبوب المياه ؟؟ وتريد أن تختلق علي قصة قذره نسجتها من خيالك لكي تضعني في مأزق مع عمي السيد ريتشارد والذي أنا أب لأبناء أبنته ؟؟؟ هل تعلم في حال صدق السيد ريتشارد كلامك السخيف هذا بأنه من المحتمل أن تنتهي العلاقه بيني وبين زوجتي أبنة السيد ريتشارد ؟؟ هل تعلم أيها القذر المغفل ؟؟
جاك :
عفواً سيدي أنا لم أختلق القصه من نسج خيالي , وأذا لم تصدق فأحضر داني الذي أخبرني بأنه القلق بداء يتسرب الى قلبه جراء ماسوف يحدث بينك وبينه مستقبلاً , وماذا ترمي اليه بأستدراجك له في المختبر وفعل أشياء لاتليق معه .
طلب بيتر عندها من أيلي العودة مرة أخرى ومناداة داني .
ذهب أيلي الى اخر الممر حيث يقع الفصل الذي يدرس فيه جاك وداني , ثم أخبر مدرس الرياضيات بأن السيد يريد هذه المره داني , وافق مدرس الرياضيات على مضض , ثم أخبر أيلي بأنه سوف يعاقبه لو عاد مرة أخرى .
خرج داني بصحبة أيلي ,
الذي قام بترهيب داني بعد أخباره بأن جاك وضعهم في مأزق بعد أنكاره بمخطط الأنقلاب , وأنه من الأفضل أن نقوم بالوقوف جانب السيد بيتر حتى لانكون الخاسر الأكبر في هذه القضيه .
قرع داني باب المختبر ثم سمح له السيد بيتر بالدخول , حالما نظر داني الى عيني صديقه جاك المغروقه بالدموع والتي تنتظر هزه بسيطه حتى تجول على خديه , قام داني بالأقتراب من السيد بيتر و
محاولاً أن ينسى وجود صديق العمر جاك في نفس الموقع الذي يتواجدون فيه .
سأل المدرس داني أذا كان قد أستاء من معاملته له وذلك بجعله مساعدة في نقل اللوائح من والى المختبر.؟؟
فأجاب داني بل على العكس , وأنه سعيد بمساعدة السيد بيتر في ذلك .
ثم طلب منه أخباره أذا كان يعلم بمخطط جاك للأيقاع به , وأخبره بالذي يقوله جاك بأنه رآه مساء الأمس , وعن القبلات الغير شريفه ولمسه في مناطق حساسه , وهل ذلك حدث بينهما فعلاًُ ؟؟


تردد داني كثيراًُ قبل الأجابه ثم قال ((
كل هذا هراء ولم يحدث ))
لم يمهل السيد بيتر جاك فرصه لكي يندهش أو يتعجب من الكلام الذي سمعه ,
فبادر با أطلاق صفعه قوويه لمحيا جاك , تردد صداها طويلاُ في أنحاء المختبر بالنسبه لجاك , ثم سقطت الدموع تباعاً بعد ذلك ولكن ليس من عيني جاك بل من عيني داني , الذي قام بمسك يدا السيد بيتر لكي لا يعيد تلك الصفعه مرة أخرى لجاك , ثم توسل داني الذي أحس بأنه خسر كل شيئ , صديقه , مستقبله , شرفه الذي سكت عن تلطيخه من قبل السيد بيتر , توسل داني صديقه جاك بأن يقوم بالأعتذار من السيد بيتر على ماحدث , قال جاك وللأبتسامه موضع في محياه البائس الذي أجتاحته الدموع (( حسناً ياصديقي داني سأقوم بالأعتذار لأجلك ولكن لن أعتذر له على طريقته الخاصه ))
صعق السيد بيتر من الذي سمعه
, قام باأبعاد جسد داني بيده اليسرى ورفع يده اليمنى قاصداُ صفعة أخرى أكثر قوة وأكثر ألماً كالألم الذي سببه له جاك بكلامه الجارح , ولكن كانت يدا داني بالمرصاد لتلك الصفعه , ثم طلب من السيد بيتر أن يغفر لجاك ماقاله , وأن يدعه يذهب للفصل دون أحداث شوشرة قد يصل مداها الى السيد ريتشارد .
أنتهت عملية الأنقلاب الفاشلة عند هذا الحد , ولكن لم ينتهي الحقد في قلب جاك , الذي ظل يبكي في أحدى دورات المياه حتى أنتهاء الفسحه , عاد الى الفصل من جديد , ولكن عاد مقهوراً ومنكسراً .
عند حلول الحصة الخامسه حاول أن يظهر بعض من
العزة والقوة التي يمتلكها , تلك الحصه وتلك الماده أصبحت من أكره المواد في حياته , ظل طوال الحصة ينظر الى طاولته , وأن رفع نظره فأنه لايتعدى مؤخرة رأس زميلة الذي أمامه , لدرجة أنه لو كان السيد بيتر حينها قص شاربه الكثيف لم يعلم بالأمر .
أنتهاء وقت الدراسه , عاد جاك الى منزله وكأنه عاد للتو من مأتم أحد والديه , شاهد عمال الصيانه وهم يقومون بتغيير الأنبوب الذي أنكسر , قال في نفسه ((
حتى أنت يالجماد لم تستطع المقاومه وأنكسرت )) وأنا مثلك تماماً أنكسرت عقب القوه والهيبه التي زرعها والدي في داخلي , قطع تفكيره صوت صديقه (( السابق )) داني وكأنه لم يسمعه , مضى في طريقة وكأن الذي سمعه صوت عصفور جميل ولطيف و أصبح اليوم في نظره غراب جبان.
جميع كلمات الأعتذار قدمها داني لجاك مصحوبة ببعض الدموع التي لم تعني لجاك شيئاً بعد ماحدث في الحصة السادسه داخل مختبر السيد بيتر ,
كلما زاد جاك بتجاهل داني كلما زاد داني النحيب والبكاء والتوسل , ثم قال داني لجاك (( أخبرني كيف سوف تسامحني وسوف أفعل , حتى لو أردت أن أخبر والدي اليوم بما حدث وأن نخبر السيد ريتشارد أنا ووالدي صباح الغد ))
فكان جواب جاك ((
أنا ليست لي طريقة معينه للأعتذار , لذلك أتمنى منك الأبتعاد عني , والأنتباه لنفسك جيداً ))
كان ذلك الحوار بين جاك وداني الحوار ماقبل الأخير , وكان الحوار الأخير بعد أسبوع من فشل عملية الأنقلاب عندما أتى داني لمنزل جاك وجلس على طرف سرير جاك وكانت تتملكه السعاده حينها , كان جاك مطبقاً شفتيه وينظر للأرض بكل أنكسار وكأنه لم تمر أيام على الذي حدث ,عندها بادر داني باأخبار جاك بأنه
أقنع والده بأن يقوم بنقله الى مدرسة أخرى , عندها قال جاك بصوت خفيف (( على مايبدو أنك طبقت أمنيتي الأولى بأن تنتبه لنفسك , ونسيت أمنيتي الثانيه بأن تبتعد عني )) بعدها قام بفتح باب الغرفة , يطلب من داني الخروج بدون أن ينبس بحرف , خرج داني من الغرفه وهو يعلم بأن الوضع لن يصبح أفضل مهما حدث.
مرت سنتان على ماحدث في أرجاء المدرسه , لم يتغير شيئ سوء أن عائلة داني انتقلوا الى منطقة أخرى , وأن الصفعه التي تلقاها جاك تكبر معه بمرور الأيام والشهور .
لطالما حلم جاك بأنه يقوم برد الصفعه لمعلمه بيتر أمام جميع طلاب المدرسة , وكأنها هي الأمنيه الوحيده في مشوار حياته .
أكتب هذه الأسطر بعد مايزيد عن خمسة عشر عاماً على تلك الصفعه التي لم ينساها جاك , ومازال حتى وقت قريب يمني نفسه برد الصفعه للسيد بيتر , ونفس الشيئ لم ينسى صديق الطفوله داني وكم يمني النفس لو يعلم أين مكانه حتى تعود الأمور الى مجاريها بينهم , حتى وأن بدأت صعبه في هذا الوقت بعد أن كبروا وأصبحوا رجالأ ولكل منهم عالمه الخاص , وقد يكون داني لايريد تذكر ذلك الماضي المحزن ولا يريد تذكر أفراده.

قبل مايقارب السبعة شهور ذهب جاك الى أحدى متاجر الحلوى في المنطقه الجديدة التي يقطنها منذ مايقارب العام , كان قد وعد أحد أبناء عمه الصغار بأن يشتري له قالب حلوى بمناسبة نجاحه , بعد أن أختار قالب الحلوى المملوء بالشوكلاته كما يحبه أبن عمه الطفل الصغير , وأثناء ماكان يهم بالخروج من المتجر شاهد وجهاً مألوف ,
دقق النظر في ذلك الوجه فخطر بباله ذلك الوجه الذي لطالما حلم بصفعه والدماء تنزف منه.
كانت السعاده تغمر جاك ((
الحقود )) , ذهب الى سيارته مسرعاًُ وقام بوضع قالب الحلوى داخل السياره ثم عاد مرة أخرى ووقف عند باب المتجر منتظراً خروج السيد بيتر .
اليوم يوم تاريخي في حياة جاك , وقد يكون هذا اليوم أعلان أنسحاب جيوش الحقد والأنتقام من داخل قلب جاك , وقد يكون أيضأ يوم أعلان توقف الشعر عن المشيب .
بعد دقائق خرج السيد بيتر , حينها أرتبك جاك لأنه قد لايكون السيد بيتر , لأن محيا هذا الشخص الذي أعتقد أنه السيد بيتر خالي من الشنب الكثيف الذي كان يغطي وجه السيد بيتر وخالي أيضاً من حواجبه ورموشه وكل شعرة يحملها راسه .
سأل ذلك الشخص عن أذا ماكان هو السيد بيتر في رحلة للتأكد قبل الأنتقام .
فأجابه بأنه هو السيد بيتر شخصياً , علامات الأرتياح تتضح على محيا جاك الآن , ثم سأل جاك السيد بيتر أذا ماكان راى وجهه في أحد الأيام .
دقق السيد بيتر في محيا جاك ثم قال ((
لا لا أعتقد أنني رأيت هذا الوجه سابقاُ ))
قال جاك ((
والقهر يتجلى في نبرة صوته والدمع على مشارف السقوط من عينيه )) : لا يا سيدي الحقير أنت رأيت هذا الوجه سابقاًُ وسبق لك أيضاُ أن رسمت على هذا الخد حجم أصابع وكف يدك اليمين بصفعه لم ينساها التاريخ .
عندها قال المدرس والخوف والندم يتضح في نبرته :
أسمع أيها الشاب النبيل , أذا كنت تريد رد الصفعه فلا تتردد , ولكن أريد أخبارك قبل ذلك بأن الله أنتقم لك ولجميع الطلاب الذين ظلمتهم في حياتي وذلك بأصابتي بمرض السرطان , وفقداني لأثنين من أبنائي في حادث سير قبل مايقارب العشر أعوام , فأذا كان بقلبك حقد فلا تدعه يستمر طويلاُ , وأقتل ذلك الحقد الان على محياي , فمهما كان مدى قوة صفعتك لن تكون أقوى من صفعات الزمان ))
عندها أحس جاك بأنه المخطئ , لأنه حمل كل ذلك الحقد طوال تلك السنين وكأنه نسي أن الله قادر على رد الظلم على الظالمين .
بعد ذلك أخبر جاك السيد بيتر أنه باأمكانه الذهاب الان بدون أي صفعات اخرى , ولكن السيد بيتر طلب من جاك أن
يقله للمنزل بسيارته حتى يثبت أنه سامحه فعلاًُ , ولكي يتذوق ماتحمله يداه من حلوى بمناسبة نجاح بنته الصغرى والتي تعاني من مرض السكري, وافق جاك على طلبه الأول بأن يقله الى منزله , ولكنه رفض الطلب الثاني وهو أن يحتفل معهم بنجاح البنت الصغرى للسيد بيتر , وذلك خشية عدم تمالك نفسه والبكاء أمام عائلة السيد بيتر .
في داخل السياره كان الصمت سيد الموقف , ولكن ما أن أقترب السيد بيتر من منزله
طلب من جاك أخباره بالسبب الذي جعله يقوم بصفعه ؟
قال جاك ((
أنا الطالب الذي قام بكسر الأنبوب الذي يقع خلف مختبر العلوم الخاص بك في الوقت الذي كان صديقي يعتذر لك على طريقتك الخاصه))
كم تمنى السيد بيتر أنه لم يسأل جاك ذلك السؤال , ودخل في نوبة بكاء وكأنه طفل في أولى سنوات عمره , ثم قال (( أنت أذاُ جاك , لطالما زرتني في أحلامي , ولطالما تمنيت طوال تلك السنين مصادفتك للأعتذار منك , ولكن الحمدلله أستطيع أن أنام شبه قرير العين اليوم لأنني تأكدت أنك لم سامحتني ولم تعد تحمل في قلبك أي ضغينه تجاهي , أليس كذلك ياجاك ؟؟))
قال جاك بتردد وأستحياء (( نعم ياسيدي ))
بعدها قام السيد بيتر بوضع قبله على جبين جاك , ومتمنياً منه عدم حمل الأحقاد معه في قلبه وترك الأمور لخالقها لأنه هو الوحيد الذي قادر على أحقاق الحق .

نام جاك تلك الليلة مطمئناًُ , وأثناء حلمه حلم بأنه صادف داني , وأخبره بما حدث بينه وبين السيد بيتر , ومن أن افاق من سباته حتى بداء رحلة جديده وهي العثور على صديق العمر داني .
دعواتكم بأن يجد جاك داني في أقرب وقت
.


تقبلوا تحياتي


(( بنجلاديش العرب ))



(( بنجلاديش العرب ))

ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه ,,,



في أحدى رحلات العودة لطائرة من طائرات الخطوط السعودية الجوية من دولة الهند , أبلغ كابتن الطيارة مساعده ومضيفو الطائرة بأن
سيضطر للهبوط أضطرارياُ في أحدى مطارات دولة بنجلاديش وذلك لعطل في أحدى محركات الطائرة .

هبطت الطائرة في أحدى المطارات البنجلاديشيه , وبعد أن تم فحص الخلل من قبل مسؤولي صيانة الطائرات في ذلك المطار , أخبروا الكابتن بأن أصلاحها سيتسغرق قرابة يومان أو ثلاثة أيام على أبعد تقدير.
كان ذلك اليوم يصادف صباح يوم الجمعة في بنجلاديش , ذهب الكابتن ومساعده والمضيفين لاحدى الفنادق حتى ينتهي أصلاح الطائرة , ثم تم أستئجار شاب بنجلاديشي كمترجم لأفراد طاقم الطائرة السعودية , في حال ذهابهم خارج الفندق .
بعد الأستحمام وأخذ قسطاً من الراحة , أستعد الكابتن ومساعدة ومضيفو الطائرة للذهاب لأحدى المساجد القريبة لأداء صلاة الجمعه .
تفاجأ أفراد طاقم الطائرة عند وصوله للمسجد بما يشاهدوه ,
وذلك للزحام الشديد داخل المسجد وخارجه , لم تسلم الطرقات لتلك الزحمة , حتى سطح المسجد لم يسلم أيضاً , في كل مكان قابل للصلاة فيه تجد شخص ما يفترش قطعه من القماش أو حتى قطعه من الفلين.
أضطر أصدقائنا أفراد طاقم الطائرة ومترجمهم البنجلاديشي على الوقوف على الأقدام بأنتظار أن يفرغ
الشيخ الفاضل من خطبته والبدء في الصلاة .
لم يكن الزحام الحاصل في ذلك الوقت هو الشيئ الوحيد في لفت نظرهم وأستغرابهم , بل الذي زاد من أستغرابهم هو سماعهم لكلمة ((
سأوديا أريبيا)) <<< يقصد السعودية العربية , كانوا يسمعون الشيخ الفاضل يقوم بنطق تلك الكلمتين كل حين .

أنتهى الشيخ من خطبته , وأقاموا الصلاة , وبعد الأنتهاء من الصلاة عاد أصدقائنا الى الفندق والحيرة تتملكهم جميعاُ في معرفة ماهي خطبة الشيخ الفاضل , ومادخل السعوديه في خطبته
!!


على دروب العودة كان أصدقائنا يتهامسون بينهم عن خطبة الشيخ البنجلاديشي , بعد ذلك قام كابتن الطائرة بمناداة المترجم , وسأله بعد ذلك عن ماكان يقوله الشيخ في خطبته , وما دخل السعودية في موضوع خطبته.
أحمر وجه المترجم , وكأنه كان يمني النفس بعدم سؤاله هذا السؤال , فأجاب والخجل يعتري لغته العربية الجيدة نوعاً ما (( الشيخ كان يتحدث عن سبب كثرة السرقة في بلادنا , وأن السبب الرئيسي هو الفقر , ويقول أنه من أراد أن يسرق فلا يسرق شخص يشاركه الفقر , وليذهب الى بلاد المسلمين السعودية , ويبحث عن المال بأي وسيلة كانت , فالمال الذي في السعودية هو للمسلمين أجمع , ونحن أحق به معهم ))

ثم أضاف المترجم الذي يزداد خجلاً بأزدياد علامات الدهشة على محيا أصدقائنا أفراد طاقم الطائرة (( يقول الشيخ
بأن البعض يعود من المملكة العربية السعوديه وهو يشتكي بأن الرواتب في ذلك البلاد قليلة , وأن المعيشة هنالك مكلفة جداُ بالنسبة لنا ورخيصه بالنسبه للسعودين , لذلك انصح أي فرد مقدم على الذهاب للمملكة العربية السعودية على أن يحصل على المال بأي وسيلة كانت , حتى وأن كانت السرقة أحدى الوسائل , أو كل ماتمتلكة الأيدي لأن تلك الخيرات للمسلمين جميعاً وليست للسعوديين فقط ))



أنتهت القصة ,,,,


للتنوية / القصه حقيقة كما سمعتها والله يشهد أنها ليست من ضرب الخيال .


لطالما تشدقت أفواه الشعب السعودي بالسخرية والقدح بالشعب البنجلاديشي ((
الشقيق )) ولكنهم تناسوا بأن أسلوب التربية ومحتواها لم يختلف كثيراً عند بعض السعوديين عن التربية البنجلاديشية.

فعندما يحلل
الشيخ البنجلاديشي الفاضل والذي تخرج تحت يدية الكثير من النشالين والمجرمين الذين نقراء عنهم في صحفنا اليومية , عندما يحلل لابناء جلدته البنجلاديشيين السرقه من أخوانهم في الأسلام السعوديين وفي رابعة النهار وأمام الملاء تحت منبر في أحدى بيوت الله , فأن ذلك الشيخ الفاضل يذكرني بمنهجه ببعض الأباء السعوديين الذين ربوا أبناهم على نفس ذلك المنهج وأليكم الدليل القاطع .

أخبرني أحد الأشخاص الذين حضروا أحداث الشغب في اليوم الوطني التخريبي في مدينة الخبر بأنه شاهد أحدى الأباء يحث أبناءه على المساهمة في تكسير وسرقة المطاعم وبأن تلك الغنائم الذين سيجنونها
حلال , والسبب يعود لأن ذلك المطعم أو الكوفي شوب (( يهودي )) مثل ستار بوكس أو مطعم (( هارديز )) أو أي محل يحمل أسم غير عربي , أليس هناك ثمة تشابة كبير بين المنهج البنجلاديشي والمنهج السعودي ؟؟

عندما أتذكر هذه النظريات وهذه المبادئ يتبادر الى ذهني موقف لن أنساه ماحييت , في المرحلة المتوسطة تحديداً , عندما قام أحد زملاء الدراسة بسرقة الأقلام من حقائب الزملاء أثناء الفسحه , أخبرته بأن هذا الفعل يعتبر سرقة , أجابني بأن والده أخبره بأنهم كانوا سابقاً يقومون بغزو القرى المجاورة وحمل كل مايستطيعون حمله , وأن هذا الفعل لايصنف ضمن أساليب السرقه , وأنما هي ((
المرجله بحد ذاتها )) .

كما أن الأب أضاف الى منهج أبناءه نظرية الأجداد في ذلك الوقت ((
اللي لقيته بأرض الله , ما أعطيه خلق الله )) والتي تنص على أن : في حال أيجاد أي شيئ على الأرض فأنه يعتبر من حق الذي وجده , ولن يتم أرجاعه الى صاحبه الا بثمن .
كتلك القصه التي تحدث عنها أحدى سكان العاصمه عن سرقة أبن جاره لدراجة أبنه عندما وضعها خارج السوبرماركت , وعندما ذهب مع أبنه لأسترداد الدراجة من جاره , أخبر جاره بما حدث , والذي قام بدوره بمناداة أبنه , ولما سأل أبنه عن الحادثه لم ينكرها , فطلب منه أعادة الدراجة الى صاحبها , فرفض الطفل الصغير متحججاًُ بنظرية ((
اللي لقيته بأرض الله , ما أعطيه خلق الله )) التي تعلمها من منهج والده , فقام أب الطفلبشراء الدراجه من أبنه بثمن , ثم أعاد الدراجه الى أصحابها في دهشة من جاره (( الحضري )) وأبنه الصغير .

ولم يكتفي ولي أمر زميلي في مقاعد الدراسة
باأغتصاب بنات أفكار أبنه الشريفات العفيفات, بل زاد على ذلك بأنه كان محامياً عن أبنه في حال تعديه على الاخرين , فعندما كان زميلي يقع في ايدي الناس الذين حاول سرقتهم , فأن الأب الفاضل كان يبحث عن أي واسطات لأبعاد التهمة عن أبنه , أو لتخفيف الحكم عليه .

متى يقتنع أبناء شعبي بأن مايحدث من شغب من قبل ابناء الوطن هو
نتاج التربية ؟؟ خصوصاً تلك التربية التي تعتمد على ماضي الأجداد والأباء , وأخذ الطالح والصالح من ذلك الماضي وعاداته .

نحتاج الى مناهج تعليمية تركز على الجانب التربوي , قبل الجانب العلمي , و
طمس جميع السلوكيات الخاطئه والنظريات الموبؤه والتي ترسخ في عقول بعض الأبناء من جانب ابائهم أو أصدقاء السوء .

أتمنى أن نعمل ونركز على الجيل القادم , لأن أبناء هذا الجيل صعب أعادة تأهليهم , فمنهم من أخذ الطالح والصالح من المنزل أو الشارع ومازال يطبقه في أيام حياته , ومنهم من أخذ الصالح وتجاهل الطالح وهذه الفئه أقل بكثير من الفئه الأولى .

في حال أستمرار تلك المنهاج والتربية الخاطئه والعديمة الفائدة فأننا لن نتغير للأفضل , بل أننا سنصبح بنجلاديش العرب في أحدى الأيام .


ختاماًُ :
يسعني أن أبين لكم مقدار سعادتي للنظام الذي تم تطبيقه قبل شهور والذي ينص على أغلاق جميع المراكز التجارية والمطاعم في وقت مبكر في عاصمتنا الحبيبه , وذلك لما سمعته عن مايقوم به بعض أباء المستقبل من تعدي على (( أخواننا البنجلاديشيه )) في محطات البنزين , أو المحلات التجارية وأشهار الأسلحه في وجوههم البائسه وسرقة كل تحمله مخابئهم المهترئه من نقود .

فأنا لطالما كرهت قاعدة ((
الشر يعم والخير يخص )) أثناء مقاعد الدراسة , ولطالما أحببتها الآن , لأن تلك الفئه البنجلاديشية العربيه لن يردعها الا مثل تلك القرارات الصارمه .




تقبلوا تحياتي
((
فأن أصبت فمن الله , وأن أخطئت فمن نفسي والشيطان))

فتكوا بعافية

(الصدق منجاة والكذب مهواة )

(الصدق منجاة والكذب مهواة )


من ضمن سلسلة مواضيع (( رافعيات الجمعه ))


لطالما كرهت الكذب , ولطالما كرهت من يمارس تلك الصفة , ومن يعرفني جيداً سيدرك أن من الحكم التي أعشقها وأسعى الى تطبيقها حكمة ((الصدق منجاة والكذب مهواة )) لذلك أحاول قدر الأمكان أن أبتعد عن تلك العادة القبيحة .
ولكن الأنسان قد يضطر أحياناً للكذب ليتجنب مشكلة قد تقع به في حال قول الصدق , وأنا صادفني هذا الموقف مرتان في حياتي , وسأضعكم في وسط تلك الأجواء التي جعلتني أقع في الكذب رغماًُ عني .


الكذبة الأولى



في مقاعد الدراسة وتحديداُ في الكلية التقنية , كان يوجد دكتور مصري ((
لكيع )) , وفوق لكاعته كان شخص منبوذ , لطالما مارس الكذب معنا وكان علينا تقبل كذباته بصدر رحب , وليس عليه تقبل بعض الأعذار التي نخترعها أثناء التأخير عن محاضرته أو الغياب عنها .
في أحد الأيام أخبرنا ذلك الدكتور بأن الأختبار النهائي سيكون يوم السبت القادم الساعه الثامنه صباحاًُ, ومن عاداتي أيام الأختبارات أنني لا أفتح الكتاب الا قبل الأختبار بيوم , مهما كانت صعوبة ذلك الأختبار .
كان يوم الجمعه موعد لي مع أسترجاع ما تم شرحه من قبل دكتور المادة , أستذكرت الدروس من بعد صلاة العصر وحتى منتصف الليل , فأخذ التعب فيني ماأخذه , ولم أستطع مواصلة المذاكرة , فرأيت أنه من المناسب أخذ قسطاً من الراحه والنوم حتى ماقبل موعد الأختبار بسويعات.
أفقت من سباتي على صوت رنين الجوال , أخذت الجوال ولم أنظر الى الوقت ولكن نظرت الى أسم المتصل فقط , كان صديقي خالد , بعد الترحيب والسؤال عن الأحوال سألني والدهشة تملئ نبرة صوته :
قبطان ليه ماحضرت الأختبار اليوم ؟؟؟؟
في البداية توقعت أنه يمازحني , ولكن عندما ناظرت الى ساعة الجوال وأذا بالساعه
تشير الى العاشرة والنصف !!
نهضت مرعوباً من السرير , لا أعلم ماذا أفعل , ولماذا لم أفق كعادتي على صوت المنبه ؟؟؟
رأيت الدنيا باللون الأسود ذلك اليوم رغم أشعة نور الصباح القوية , وقفت محتاراً في وسط الغرفة , والدمعه على مشارف السقوط على وجنتي , فماذا سيكون عذري ؟؟ وكيف سأقنع الدكتور بما حدث لي , وهل من الممكن أن أعيد دراسة المادة من جديد وهي اللتي تعتبر من أسهل المواد في تلك المرحلة ؟؟
الأحساس بالندم والغبنه لم يكن كافياً لأيجاد مخرج من تلك الورطه , وتزايدت همومي خصوصاً بعد علمي بأن أحد الزملاء حضر متأخراً بنصف ساعه عن موعد الأختبار فتم طرده من قبل الدكتور أشد طرده .
لم أنم تلك الليلة والليلة التي تليها , ولم يهداء لي بال , ولم يرتاح لي جفن , الى أن وصلت الى حل في صباح اليوم الثالث بعد يوم الأختبار وكان يصادف يوم الثلاثاء , ذهبت الى خزانة الملابس , وأنتقيت ثوباً قصيراً , ولبست الشماغ للمرة الأولى بدون عقال وأدرت محرك السيارة قاصداً الكلية التقنيه .
دخلت الى المبنى , في وسط ذهول تام من قبل جميع أصدقائي الطلاب لنوع مظهري , فكأنني خارج للتو من السجن , صعدت الدرج وقصدت باب غرفة الدكتور المصري , طرقت الباب فأتاني الجواب منه بالدخول .
ما أن وضعت قدمي داخل الغرفه وراى وجهي حتى طلب مني والغضب يملئ عينه بالخروج حالاً وعدم تبرير ماحدث لي وجعلني أتغيب عن الأختبار النهائي .
طلبت منه والعين يكسوها اللون الأحمر بأن يسمعني لدقيقة , وهو حر بأخذ رأيه سواء بأعادة الأختبار أو بعدم أعادته
.
قال لي أذا كنت تملك عذراًُ طبياًُ فأنه لن يشفع لك , فأخبرته بأن الذي حدث لي أكبر من ذلك العذر , فقال لي ماهو ذلك العذر , فأخبرته بأنه ظرف أنساني حدث لي يوم الأختبار الصباح , فطلب مني أخباره بذلك الظرف وعلامات عدم التصديق لم تفارق محياه .
تحدثت والحزن يملئ نبرة صوتي في يوم الأختبار وبينما أنا أستعد لمغادرة المنزل قاصداًُ الكلية لاأداء الأختبار أتصل بي والدي ناقلاً لي خبر محزن للغاية وهو وفاة جدتي في ساعات الصباح الأولى , وبأنه ستقوم الصلاة عليها عصراً طالباً مني أخبار والدتي ومساندتها في ذلك الظرف الصعب وعدم مغادرة المنزل , ففضلت البقاء بجانب والدتي على القدوم لاأداء الأختبار))
ما أن أنتهيت من حديثي , حتى بانت علامات التأثر تتضح على محيا الدكتور المصري , الذي مد يده لي وحضنني وقدم لي واجب العزاء , مستفسراً عن عدم حضوري لأخباره بما حدث في الأيام اللتي تلت أيام الأختبار ,فأخبرته أنها كانت تصادف أيام العزاء وما أن أنتهت أيام العزاء مساء الأمس حتى عزمت على القدوم صباح اليوم وأخباره بماذا حدث .
فأخبرني أنه حزين لأجلي , وأنه تسرع في ظلمي , وأنه سوف لن يعيد الأختبار , بل سيكتفي بعمل تقييم لي يحل محل الأختبار .
ودعت الدكتور والفرحه لاتكاد تسعني حتى وأن بدت ملامحي تشير الى عكس ذلك .
أقدم أعتذاري لك يادكتوري فجدتي رحمة الله عليها أنتقلت الى رحمة الله قبل الأختبار بما يقارب الثلاث سنين .
في بداية الفصل الدراسي الثاني كم كان يتملكني الحزن وأنا أرى صديقي الذي تأخر عن الأختبار فتم طرده من قبل المدرس قاصداُ قاعة الدكتور المصري وذلك بعد أعادته للماده على الرغم من تفوقه الدراسي .

الكذبة الثانية



مرت ثلاث شهور على المشكلة التي أفترقت بسببها عن صديق الطفولة و صديق العمر طارق
, كنت أعلم أنني أنا الغلطان , وكنت أسعى جاهداُ الى أرضائه ولكن جميع المحاولات باءت بالفش.
كان يتجاهل أتصالاتي , وكان يرفض الواسطات التي تحاول التقريب بيننا وأصلاح ذات البين , ذهبت الى منزله عدة مرات وكان يخبرني أخوه الأصغر بأنه ليس موجوداًُ على الرغم من أنني رأيته يطل علي من خلف الستاره في غرفته في الطابق العلوي
.
كلما مرت الأيام كلما زاد بي الشوق والحنين للجلوس مع طارق وممازحته
.
في أحد الأيام وأنا أقلب شريط الذكريات في مخيلتي , تذكرت الموقف الأول الذي حدث لي مع الدكتور , فخطرت ببالي فكرة أنني أعيد نفس السيناريو ولكن هذه المره بوفاة جدي الذي توفى قبل عشرات السنين
.
أتصلت بصديقي طارق لكي أخبره بالنباء السيئ ولكنه تجاهل أتصالي , فقمت بأرسال رسالة مخبره فيها بأن(( جدي أنتقل الى رحمة الله )) لم تمض دقائق حتى جأني أتصال من صديقي طارق مقدماًُ لي التعازي ومعتذراً بأنه لايستطيع القدوم لمنزلي وتقديم واجب العزاء بشكل رسمي وذلك لتواجده خارج المنطقه .
قبل كتابة هذا الموضوع كنت مع صديقي طارق نجوب أنحاء المنطقة , وكأنه لم يحدث بيننا خلاف ذات يوم
.
سامحني ياطارق أنت من جعلني أضطر للكذب عليك وأنت تعرفني حق المعرفة , فالكذب من أكره الصفات عندي .





بعض الزملاء يسمون تلك الحادثتين التي كذبت فيهما (( كذب أبيض )) , ولكنني مقتنع بأن الكذب ليس له
الوان , فالكذب هو كذب .
لذلك أنا متاسف جداً على ممارستي لتلك الصفة التي لطالما كرهتها , ولكنني قررت عدم الرجوع أليها في أسواء الأحوال
الا في حال أرتباطي بشريكة العمر , فمن الصعب أخبار الزوجة بكل الأمور بصدق وحسن نية .

قبل الختام آمل من الأخوان والأخوات أن يتركوا لنا هنا بعض المواقف التي أضطروا فيها للكذب وتم أصطيادهم أو كتابة حتى المواقف التي عدت على خير .

تقبلوا تحياتي

(( وحيد في المنزل ))

(( وحيد في المنزل ))
ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه





ما أقساك يا أيامي , وما أرداك يا حظي , ففتاة في عامها الخامس عشر من المفترض أنها تزداد حباًُ للحياة كلما تقدم بها السن , وليس كرهه الحياة وذلك يعود لأن همها والمطلوب منها يزداد كلما زادت عدد سنواتها .

فتاة أشبه
باليتيمة , وذلك يعود لأنها لم ترى والدها منذ ما يقارب الخمس سنوات , والسبب يكمن في أن والدها يقضي فترة عقوبته في السجنوالباقي من سنوات سجنه يساوي الذي مضى .

فتاة أشبة
بالوحيدة , فهي تعيش كأنها وحيدة والديها , فمن يمتلك أخ مثل أخيها سوف يرى نفسه بدون أخوة , فاأخوها لم يكترث لها ولأمها يوماُ , يعيش لنفسه فقط , يحاول أن ينسى الفقر والهم بنسيانهم .

لكن سيشع النور يومً من الأيام , وسيتغير كل شيئ سيئ في حياتي الى منبع طيب , سألتقي بوالدي , سيكبر أخي ويصبح أكبر عقلاًُ وأكثر رزانة , سأتزوج من فارس أحلامي الذي لم يتواجد في حياتي حتى الآن , ولكنه سيأتي حتماًُ يوم من الأيام .



كل تلك المقدمة كانت وليدة أفكار الفتاة جميلة الأوصاف
خلود , التي كانت تسير قاصدة المحل التجاري , وتنظر بجميع الأتجاهات حتى تعرف المحلات التجارية في حيها الجديد , الذي لم يمر على سكنهم فيه أكثر من ثلاثة أيام .



وصلت خلود الى المحل التجاري , أخذت الأشياء التي طلبتها منها والدتها , ولكن لاحظت
نظرات غريبة من شاب غريب , فهو ينظر اليها كذئب وجد فريسة يبحث عنها .



عندما لاحظت أن ذلك الشاب يلاحقها في أقسام وممرات المحل التجاري , ارتأت أن لم يعد بأمكانها سوى
العودة من حيث ما أتت , لم تكمل مطالب أمها وأكتفت بالذي تحمله يداها , ذهبت الى المحاسب في خطوات سريعه ومرتبكة , دفعت الحساب , وأنطلقت مسرعة نحو منزلها الجديد .



أثناء سيرها تفأجات بأن الشاب
يلاحقها بسيارته , ويلقي عليها عبارات غزل , أغلبها خادشة للحياء , تاهت خطواتها وتاه تفكيرها وتركيزها ,فتاهت دروبها .

سارت في طريق لا تعلم أين
نهايته , والشاب الغريب مازال يحدوه الأمل في أقتناص فريسته الضعيفة .
أرتمت خلود على أحد الأبواب التي كانت في طريقها , طرقت الباب بقوة تشابه دقات قلبها ((
القوية السريعة )) .

بعد لحظات فتح الباب شاب في مقتبل العشرينيات ويتضح من تقاسيم وجهه وتعابيره أنه شاب طيب وودود .

أخبرته خلود بما حدث , فهم جزء من حديثها ولم يفهم ما تبقى بسبب أختلاطه مع
عبرات البكاء والرعب , أنطلق الشاب صاحب المنزل يكسوهالغضب الى ذلك الغريب الذي أزعجه طلب الأنقاذ الذي قامت به فريسته التي لم تعد كذلك , فر هارباً مبتعداًُ عن أرجاء المنطقه .

حاول الشاب تهدئة خلود بعد هروب الشاب الغريب , وطمئنها أنها بأمان , ووعدها أنه لن
يلحقها أذى بوجوده .

لم
تنفع محاولات ذلك الشاب لتهدئة خلود , والسبب يعود لأنها لم تعد تعلم طريق منزلهم الجديد .

أخبرت خلود الشاب بأن الذي يدعوها للقلق والخوف هو أنها لم تعد تعلم مكان منزلها ,
بانت علامات الحيرة والتعجب على محيا ذلك الشاب , سألها أذا كان لديهم هاتف للمنزل , فاأجابته بأنهم لا يمتلكون هاتف حتى الآن .

سألها أذا كانت تعرف أرقام هواتف أحد من أفرد الأسرة , فا أخبرته بأن والدها في
السجن , وأن لديها أخ واحد فقط وليس يحمل هاتف محمول .

ثم قالت بنبرة تملؤها السعادة والأمل ((
لقد تذكرت فا أنا أحفظ رقم خالي محمد ))

ناولها الشاب هاتفة المحمول , ثم قامت بالأتصال بخالها محمد , وبعد أن سمعت صوته
عاودت البكاء ثم سردت له ماحدث , حاول تهدئتها وطمئنها بأنه سوف يأتي اليها بأقرب وقت هو ووالدتها , وأنها ستكون بمأمن مع ذلك الشاب الطيب .



ثم طلب منها مكالمة الشاب الذي ساعدها , هاتف خالها محمد الشاب وسأله في البداية عن أسمه , فأجابه الشاب بأن اسمه
وحيد , ثم طلب منه تحديد منزله , وبعد أن أستدل خال الفتاة منزل الشاب وحيد , أخبره بأنه سيذهب لمنزل أخته والدة خلود وأحضارها معه لمنزله , وسيكون بعد ما يقارب الساعه عند باب منزله , بعد ذلك طلب وحيد من خلود أن تذهب الى داخل المنزل وتنتظر حتى تأتي أمها ويأتي خالها .

دخلت خلود المنزل , ولكن تفاجأت
بأنه خالي من سكانه , همت بالخروج منه على عجل , ولكن أوقفها نداء وحيد , الذي أخبرها بأنه نسي أن يخبرها أنه وحيد في المنزل , وأن جميع أهله ذهبوا للقرية عند أجداده .

وأشار أليها لو أنه
أراد أيذائها لما ساعدها , ولو أنه أراد بها سوء لم يخبر خالها عن مكان منزله .

ثم مد لها
مفتاح غرفة الضيوف , وطلب منها المكوث فيها حتى وصول أمها وخالها , وطلب منها عدم فتح الباب الا عندما عندما تسمع صوت أمها وخالها خلف الباب .

أزاح كلام وحيد جزء كبير من الخوف والقلق الذي كان
يعتريها , طلبت منه كوب ماء قبل أن تدخل في غرفة الضيوف , ذهب مسرعاًُ نحو المطبخ وأحضر لها كوب الماء , ولكنه تعثر في طريقه قبل وصوله لها بأمتار , في موقف أضحك الأثنان , ذهب مرة أخرى للمطبخ وأحضر لها كوب ماء , تناولته من يده وذهبت الى غرفة الجلوس , وبعد دخولها لغرفة الجلوس أقفلت الباب معلنه بدء رحلة أنتظار قدوم خالها ووالدتها .





ما أقساك يا أيامي , وما أرداك ياحظي , فلا يمكن أن يقع ما حدث لي مساء اليوم مع أي فتاة اخرى .
ولكن أنا مازلت متفائلة بأنه سيأتي اليوم الذي سيشع منه النور , وسيختفي منه الظلام , وآمل أن يكون نصيبي مع مثل وحيد هذا الشاب الطيب ,الشاب الودود , الشاب الغيور , الشاب فتى أحلامي , أو يكون من نصيبي أي شاب يشابه صفات وحيد , الذي لن أنساه ماحييت
.

تلك الكلمات هي ما كان يجول في
خاطر خلود , التي تناست أن القصة لم تنتهي بعد , وأن مازال للأثارة بقية .
قطعت دقات
باب المنزل الخارجي تفكير خلود .

اعتراها الخوف والرهبة من تلك الطرقات ومن الذي يقف خلفها , وضعت أذنها اليمنى على باب غرفة الضيوف حتى تسمع مالذي يحدث خارج جدران غرفة الضيوف .

سمعت
صوت وحيد وهو يقوم بالترحيب با أصدقاءه , تمنت في تلك اللحظة لو تنشق الأرض وتبتلعها , ولا أن يحدث لها مكروه .

سمعت صوت أحد أصدقاء وحيد وهو يقول ((
هاه ياوحيد العشاء جاهز , ترى ذابحنا الجوع )) ثم أطلق ضحكاته بعد تلك الجملة .

دار في خلد خلود أنها هي
المقصود بالعشاء , وأن وحيد أتصل على أصدقائه حتى يقوموا بالنيل منها جميعاُ , ثم ناداها صوت ضميرها مخبرها بأن وحيد أنسان طيب وأنه سيحميها , وأنه سيكون مثال يحتذى لفارس أحلامها الذي لن يسمح أن يحدث لها مكروه .

في خضم تلك
المشاعر المتناقضة,ركضت خلود الى زاوية غرفة الجلوس وأجهشت بالبكاء , و بعد برهة من الزمن سمعت دقات الباب وصوت وحيد يطلب منها فتح الباب حتى يوضح لها الأمور .

هي الآن أمام أهم
قرار في حياتها حتى الآن , , أما أن تثق في وحيد وتفتح له الباب وتسمح له بالدخول وشرح مايحدث , أو أن تنتظر ما تخبئه لها الدقائق القادمة .

تذكرت منظر وحيد عندما ذهب ليحضر لها الماء وتعثر , وأخبرها بأنه سيذهب ليحضر كوب اخر من الماء , ذلك المشهد جعلها تتشجع وتثق في وحيد , وتقرر أن تفتح له الباب .


دخل وحيد في غرفة الضيوف
وأقفل الباب من خلفه , طمئنها أنه مازال عند وعده بحمايته لها , وأن لن يمسها مكروه بأذن الله وهو بالقرب منها.

وعندما سألته من هؤلاء الشباب ؟؟ وماذا يريدون ؟؟ ومن المقصود بالعشاء ؟؟
أجابها بأن أصدقاءه
يجتمعون عنده في المنزل , ويقضون الليل في مشاهدة الأفلام أو المباريات أو اللعب في العاب الفيديو , وهم أعتادوا مني أنأحضر لهم وجبة العشاء بشكل شبه يومي .

ثم طلب منها
الهدوء والثقة فيه وعدم القلق من أصدقاءه لأن الطيب سمتهم جميعاً .

للمرة الثانية أستطاع وحيد أن يزيل الخوف والقلق والرهبه من قلب خلود , بعد أن سحرها بكلامه وأسلوبه الذي يغلب عليه الأرتباك والخجل .

خرج وحيد من غرفة الضيوف وتوجه نحو أصدقاءه
مشعل وعمر , لاحظ وحيد علامات التعجب والدهشة على محياهم , طلب منهم الخروج معه الى فناء المنزل حتى يوضح لهم الأمر .

شرح وحيد قصة الفتاة لإصدقاءه مشعل وعمر , ولكن الغريب في الأمر
أنهم لم يصدقوا ما قاله وحيد لهم , ولو أنه صادق في ما يقول لأخبرهم القصة عند وصولهم للمنزل .

حاول وحيد
أقناعهم تكراراًُ ومراراً فلم يصدق أي منهم , ظهر الغضب على محيا عمر الذي كان يلوم وحيد على أنانيته وحبه لنفسه , ولو أنه كان يكن لهم بعض الحب لأخبرهم مبكراً بأنه سيحضر فتاه الى منزله , قطع مشعل حديث عمر مدافعاًُ عن وحيد ( بخبث ) , وأن وحيد صديق عزيز لهم , وأنه لم ولن ينساهم مهما حدث , مختتماًُ حديثه بأن وحيد لن يمانع أن يكملوا ما بدأه مع تلك الفتاه , وأن وحيد سيذهب لأقناع الفتاه بأن تسمح لهم أن يفعلوا بها مثلما فعل بها وحيد قبل وصولهم !!

صرخ وحيد في وجه مشعل وهدده بأنه سيقطع علاقته معه لو تحدث عن الفتاه بسوء مرة أخرى , وأن الفتاه ليست كما يظنون , وأنه سيسمح لهم بلمس جسدها الطاهر أذا سمح لهم بلمس جسد أمه أو أحدى أخواته لأنه يعتبرها كأخت له .

حاول عمر تهدئة الموضوع فأخبر وحيد أنه
صدق قصة الفتاة التي أخبرهم بها , وأنه من الأفضل أن يذهب هو ومشعل حتى لايكونا مصدر رعب وخوف وقلق للفتاه .

قام وحيد ب أمساك عمر وسحبه الى
حضنه , ثم أخبره بأنه زاد قيمةً وقدراُ عنده , وبأنه نعم الصديق وأنه لن ينسى لعمر هذا الموقف مهما حدث.

بعد ذلك أشار مشعل الى وحيد بأنه
أقتنع بقصة الفتاه , وأنه سيهم بالمغادره ولكن بعد أن يحضر له مفاتيح السياره والتي نسيها بداخل المنزل .

انتابت الشكوك وحيد من الذي يضمره مشعل , فنظرات الخبث والغدر تملئ عينا مشعل , ذهب الى داخل المنزل لأحضار مفاتيح مشعل ولكنه لم يجدها .
في نفس الوقت وخارج المنزل كان مشعل على
موعد مع الشيطان بحضور عمر , وضع مشعل خطه للنيل من الفتاه وطلب من عمر تطبيق خطته الشيطانية .

بعد دقائق خرج وحيد من داخل المنزل , وجد عمر يقف
وحيداُ في فناء المنزل , سأله عن مشعل ؟
فأخبره بأن مشعل وجد مفاتيح السياره وأخبره بأن مشعل ينتظره في السيارة للحديث معه في موضوع هام .

وافق وحيد على
مضض , توجها نحو الخروج من فناء المنزل , عند وصولهم لباب المنزل الخارجي سمع وحيد صوت أقفال الباب الداخلي بقوة , التفت وحيد بأستغراب وتعجب نحو عمر , وسأله ما الذي حدث ومن الذي أقفل باب المنزل ؟
فأخبره عمر والضحكة الخبيثة لا تفارق محياه
بأن مشعل وضع خطته للنيل من الفتاه , وأضاف أن مشعل لاحظ وجود مفاتيح المنزل معقله على باب المنزل من الداخل , وخطرت بباله فكرة أن يدخل المنزل خلف وحيد وأن يختبئ بأحد الغرف حتى خروج وحيد من المنزل , بعد ذلك يقوم بأقفال باب المنزل من الداخل والنيل من الفتاه !!

أنطلق وحيد مسرعاُ نحو لكنه صدم بأن مشعل
أقفل باب المنزل , حاول أن يقوم بفتح الباب بشتى الطرق ولكن ضاع مجهوده سدى , تاهت أفكاره, وسقطت دموعه , ثم قام بطرق الباب بشكل قوي وسريع والدموع تنزل على وجنتيه وهو ينادي بأعلى صوته لمشعل , ويطلب منه بأن يترك الفتاة في حال سبيلها .
في داخل المنزل كانت خلود
تسمع صرخات وحيد , ولكن لم تكن تفهم ما يقول , أنتابها الخوف , والقلق , نزلت دموعها بغزارة , وقطع صوت طرقات الباب تفكيرها التائه .

يقف خلف الباب
مشعل والشيطان , طلب منها مشعل بخبث أن تفتح له باب المنزل حتى ينقذها من وحيد , الذي قام بالأتصال عليهم حتى ينالوا منها جميعاً .
لم تصدق في البداية ما قاله مشعل , وأخبرته بأن وحيد
أنسان طيب وصادق , وهو وعدها بأن لن يمسها مكروه لطالما هو قريب منها .
كان للشيطان
حضور قوي ذلك اليوم , فكان هو يجهز الكلمات لمشعل , ومشعل يقوم باألقاها على مسمع خلود .

أخبر مشعل خلود بأنه أستطاع أن يقوم
بأقفال الباب على وحيد في دورة المياه حتى يستطيع مساعدتها على الهروب من المنزل قبل قدوم باقي الأصدقاء لوحيد الذي أخبر جميع أصدقاءه بأنه يوجد في منزله فريسة جاهزة للالتهام .

لم
تقتنع خلود بجميع الذي يخبرها به مشعل , الا عندما أخبرها بأن لو كان وحيد أنسان طيب وصافي النوايا , لبادر با أخذها لمركز الشرطة وتسليمها لهم , وهذا أأمن من انتظارها في منزل وحيد .

قامت خلود بتنفيذ
أسوء قرار في حياتها , وذلك بعد قيامها بفتح باب غرفة الضيوف لمشعل وصديقة الشيطان .

لم تمنع الدموع والتوسلات والصيحات مشعل من ترك خلود وشأنها , قام بالأنقضاض عليها والنيل منها ومن كل أمل تحمله في خيالها , أنقض عليها كما تنقض حشرة لعينة على قطعة من الحلوى لم تجد من يحميها من تلك الحشرة .

في الخارج وتحديداًُ عند باب المنزل الخارجي مازال وحيد يطرق الباب ولكن بشكل
أقل قوة من السابق , وذلك بعد نيل التعب واليأس منه , سقط على الأرض كأنه قتيل تلقى طلقات من سلاح ظن أنه سيحميه ولكنه قتله .

قال بصوت خافت يكسوه اللوم والعتاب موجهاَ حديثه لعمر ((
لم أتوقعها منكم يا أعز الأصدقاء , فلقد أخبرتكم بأن الفتاة كا أخت لي , ولو كانت أخت أحدكم هل ترضون أني أنال منها كما تحاولون النيل من هذه الفتاة المغلوبة على أمرها ؟؟ ))

فا أجابه عمر بأن
لا يوجد لديه أخت تذهب في المساء بحثاًُ الى منازل الغرباء والمكوث معهم .

فز وحيد من مكانه وذلك بعد سماعه
أحدى صرخات خلود , ثم صرخ بأعلى صوته (( أتركها ياحقير , فوالله لو حدث لها مكروه فأني سأقتلك كما قتلت شرف وعفة الفتاة)) .

في وسط تلك الصرخات سمع وحيد من يطرق باب المنزل الخارجي , أنطلق يحدوه الأمل بأن يكون الطارق شخص
سمع الصرخات و يريد المساعدة , بعد فتحه للباب وجد خارجة محمد خال خلود ومعه والدتها , تفاجأ خال خلود بمنظر وحيد والدموع التي على وجنتيه , بعد أن عرف عن نفسه لوحيد قام بسؤال وحيد لما يبدو هكذا وهل بنت أخته على مايرام ؟

قام وحيد با أخبار والدة وخال خلود بأنه يوجد أحد أصدقاءه والذي
خدعه وتسلل الى داخل المنزل وذلك للنيل من خلود , صرخت والدتها بأعلى صوتها, ثم همت مسرعه نحو داخل المنزل , في الفناء حدث مالم يكن في الحسبان , وذلك بعد أن تفاجأ عمر بالذي يراه , ونفس الشي حدث لوالدة وخال خلود , ثم دار بينهم الحوار التالي :

عمر با أستغراب :
يمه ؟؟؟ وش اللي جابك هنا ؟؟

جميع علامات الدهشة والتعجب تملئ تقاسيم وجه وحيد , وكأنه يشاهد فلماً , أو كأنه في حلم غريب أو كابوس بالمعنى الأصح.

والدة خلود ونفس الأستغراب الذي على محيا أبنها على محياها :
أختك هربت من واحد أراد فيها شر , ولجئت الى هذا البيت , وجيت أنا وخالك علشان ناخذها , الا علمني أنت وش عندك هنا , وليه ماتحاول تنقذ أختك من اللي يحاول يمس بشرف أختك وشرفنا داخل البيت جن جنون عمر , الذي صرخ بأعلى صوته مطالباُ مشعل بالتوقف وعدم النيل من (( أخته )) , حاول كسر باب المنزل ولكن ضاع جهده سدى كما حدث لوحيد قبله عندما حاول كسر الباب .



ركض مثل المجنون لأحد نوافذ المنزل , وكانت نافذة المطبخ , قام بكسر
زجاج النافذة بيديه , بعد ذلك قام بالدخول نحو المنزل من النافذة المكسورة والدم ينزف من يديه , لم يتوانى عن أخذ السكين التي شاهدها أمامه في المطبخ , ذهب مسرعاً نحو غرفة الضيوف .
في فناء المنزل سمع وحيد ووالدة خلود وخالها
صرخات مشعل , بعدها بدقائق فتح عمر باب المنزل وبيده سكين ملطخه بالدماء , ثم فر هارباً .
هرع الجميع الى غرفة الضيوف , وجدوا
قتيلين , القتيل الأول وهو شرف فتاة عدوها الأول هو قدرها , والقتيل الثاني هو مشعل الذي قتل بطعنات من أعز أصدقاءه .

سأصف لكم المشهد الذي أراه الآن في مخيلتي , غرفة مملئوه ب
الدماء , أم سقطت على الأرض بعد رويتها لمنظر أبنتها بعد فقدانها لشرفها , أخ الأم وهو يحاول مساعدة أخته , فتاة تحاول مساعدة خالها في حمل والدتها , ودموعها تتساقط على محيا والدتها , شاب يقف في منتصف الغرفةيبكي بحرقة , ولا يعلم ما هو سر بكاءه , هل يبكي على الفتاة التي أعجب فيها للحظات وحاول مساعدتها ولم يستطع فعل شي في أول اختبار حقيقي له , أم يبكي على صديقه الذي كان يعتبره الأخ التي لم تلده أمه وأصبح ألد أعداءه , أم يبكي على صديقه الذي ساهم بشكل مباشر بقتل شرف أخته وشرفه , أم يبكي على الأم التي تخيل رؤية سعادتها عند أستلامها لأبنتها سليمة من أي مكروه قد يحدث لها .

في الجانب الآخر من مخيلتي , أتذكر منظر عمر
زميلي أيام الصغر في مقاعد الدراسة , أتذكر منظره وهو يجول الشوارع وهو يرتدي ملابس باليه ويبدو كالمجنون , يطلب المال والأحسان من الناس , وأصبح شخص بلا مأوى , شخص بلا عقل , شخص بلا شرف .

كل ما أتذكر قصة زميلي عمر ,
أتمنى بأني لم أشاهده ذات يوم في ذلك المنظر الذي أثار أستغرابي , وجعلني أسأل أحد العاملين في المطعم الذي أعتدت ارتياده عن قصة عمر , وما الذي جعله يبدو هكذا .

في بعض الأحيان
أود الذهاب للحي الذي كان يقطن فيه عمر وسؤال أحد قاطني ذلك الحي عن صحة قصة عمر وأخته , ولكن أخاف من سماع مايؤكد القصة التي أخبرني بها ذلك العامل في المطعم, ومما يزيد الهم بداخلي .

لذلك أحاول أقناع نفسي دائماً
بعدم صحة هذه القصة , وأن الذي حدث لعمر قصة أخرى , قصة قوية للغاية جعلت عمر يفقد عقله , ويبدوكالمجنون .



تقبلوا تحياتي




فتكو بعافيه ,,,

تقييمك للمدونة ؟؟