السبت، 17 أكتوبر 2009

(( بنجلاديش العرب ))



(( بنجلاديش العرب ))

ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه ,,,



في أحدى رحلات العودة لطائرة من طائرات الخطوط السعودية الجوية من دولة الهند , أبلغ كابتن الطيارة مساعده ومضيفو الطائرة بأن
سيضطر للهبوط أضطرارياُ في أحدى مطارات دولة بنجلاديش وذلك لعطل في أحدى محركات الطائرة .

هبطت الطائرة في أحدى المطارات البنجلاديشيه , وبعد أن تم فحص الخلل من قبل مسؤولي صيانة الطائرات في ذلك المطار , أخبروا الكابتن بأن أصلاحها سيتسغرق قرابة يومان أو ثلاثة أيام على أبعد تقدير.
كان ذلك اليوم يصادف صباح يوم الجمعة في بنجلاديش , ذهب الكابتن ومساعده والمضيفين لاحدى الفنادق حتى ينتهي أصلاح الطائرة , ثم تم أستئجار شاب بنجلاديشي كمترجم لأفراد طاقم الطائرة السعودية , في حال ذهابهم خارج الفندق .
بعد الأستحمام وأخذ قسطاً من الراحة , أستعد الكابتن ومساعدة ومضيفو الطائرة للذهاب لأحدى المساجد القريبة لأداء صلاة الجمعه .
تفاجأ أفراد طاقم الطائرة عند وصوله للمسجد بما يشاهدوه ,
وذلك للزحام الشديد داخل المسجد وخارجه , لم تسلم الطرقات لتلك الزحمة , حتى سطح المسجد لم يسلم أيضاً , في كل مكان قابل للصلاة فيه تجد شخص ما يفترش قطعه من القماش أو حتى قطعه من الفلين.
أضطر أصدقائنا أفراد طاقم الطائرة ومترجمهم البنجلاديشي على الوقوف على الأقدام بأنتظار أن يفرغ
الشيخ الفاضل من خطبته والبدء في الصلاة .
لم يكن الزحام الحاصل في ذلك الوقت هو الشيئ الوحيد في لفت نظرهم وأستغرابهم , بل الذي زاد من أستغرابهم هو سماعهم لكلمة ((
سأوديا أريبيا)) <<< يقصد السعودية العربية , كانوا يسمعون الشيخ الفاضل يقوم بنطق تلك الكلمتين كل حين .

أنتهى الشيخ من خطبته , وأقاموا الصلاة , وبعد الأنتهاء من الصلاة عاد أصدقائنا الى الفندق والحيرة تتملكهم جميعاُ في معرفة ماهي خطبة الشيخ الفاضل , ومادخل السعوديه في خطبته
!!


على دروب العودة كان أصدقائنا يتهامسون بينهم عن خطبة الشيخ البنجلاديشي , بعد ذلك قام كابتن الطائرة بمناداة المترجم , وسأله بعد ذلك عن ماكان يقوله الشيخ في خطبته , وما دخل السعودية في موضوع خطبته.
أحمر وجه المترجم , وكأنه كان يمني النفس بعدم سؤاله هذا السؤال , فأجاب والخجل يعتري لغته العربية الجيدة نوعاً ما (( الشيخ كان يتحدث عن سبب كثرة السرقة في بلادنا , وأن السبب الرئيسي هو الفقر , ويقول أنه من أراد أن يسرق فلا يسرق شخص يشاركه الفقر , وليذهب الى بلاد المسلمين السعودية , ويبحث عن المال بأي وسيلة كانت , فالمال الذي في السعودية هو للمسلمين أجمع , ونحن أحق به معهم ))

ثم أضاف المترجم الذي يزداد خجلاً بأزدياد علامات الدهشة على محيا أصدقائنا أفراد طاقم الطائرة (( يقول الشيخ
بأن البعض يعود من المملكة العربية السعوديه وهو يشتكي بأن الرواتب في ذلك البلاد قليلة , وأن المعيشة هنالك مكلفة جداُ بالنسبة لنا ورخيصه بالنسبه للسعودين , لذلك انصح أي فرد مقدم على الذهاب للمملكة العربية السعودية على أن يحصل على المال بأي وسيلة كانت , حتى وأن كانت السرقة أحدى الوسائل , أو كل ماتمتلكة الأيدي لأن تلك الخيرات للمسلمين جميعاً وليست للسعوديين فقط ))



أنتهت القصة ,,,,


للتنوية / القصه حقيقة كما سمعتها والله يشهد أنها ليست من ضرب الخيال .


لطالما تشدقت أفواه الشعب السعودي بالسخرية والقدح بالشعب البنجلاديشي ((
الشقيق )) ولكنهم تناسوا بأن أسلوب التربية ومحتواها لم يختلف كثيراً عند بعض السعوديين عن التربية البنجلاديشية.

فعندما يحلل
الشيخ البنجلاديشي الفاضل والذي تخرج تحت يدية الكثير من النشالين والمجرمين الذين نقراء عنهم في صحفنا اليومية , عندما يحلل لابناء جلدته البنجلاديشيين السرقه من أخوانهم في الأسلام السعوديين وفي رابعة النهار وأمام الملاء تحت منبر في أحدى بيوت الله , فأن ذلك الشيخ الفاضل يذكرني بمنهجه ببعض الأباء السعوديين الذين ربوا أبناهم على نفس ذلك المنهج وأليكم الدليل القاطع .

أخبرني أحد الأشخاص الذين حضروا أحداث الشغب في اليوم الوطني التخريبي في مدينة الخبر بأنه شاهد أحدى الأباء يحث أبناءه على المساهمة في تكسير وسرقة المطاعم وبأن تلك الغنائم الذين سيجنونها
حلال , والسبب يعود لأن ذلك المطعم أو الكوفي شوب (( يهودي )) مثل ستار بوكس أو مطعم (( هارديز )) أو أي محل يحمل أسم غير عربي , أليس هناك ثمة تشابة كبير بين المنهج البنجلاديشي والمنهج السعودي ؟؟

عندما أتذكر هذه النظريات وهذه المبادئ يتبادر الى ذهني موقف لن أنساه ماحييت , في المرحلة المتوسطة تحديداً , عندما قام أحد زملاء الدراسة بسرقة الأقلام من حقائب الزملاء أثناء الفسحه , أخبرته بأن هذا الفعل يعتبر سرقة , أجابني بأن والده أخبره بأنهم كانوا سابقاً يقومون بغزو القرى المجاورة وحمل كل مايستطيعون حمله , وأن هذا الفعل لايصنف ضمن أساليب السرقه , وأنما هي ((
المرجله بحد ذاتها )) .

كما أن الأب أضاف الى منهج أبناءه نظرية الأجداد في ذلك الوقت ((
اللي لقيته بأرض الله , ما أعطيه خلق الله )) والتي تنص على أن : في حال أيجاد أي شيئ على الأرض فأنه يعتبر من حق الذي وجده , ولن يتم أرجاعه الى صاحبه الا بثمن .
كتلك القصه التي تحدث عنها أحدى سكان العاصمه عن سرقة أبن جاره لدراجة أبنه عندما وضعها خارج السوبرماركت , وعندما ذهب مع أبنه لأسترداد الدراجة من جاره , أخبر جاره بما حدث , والذي قام بدوره بمناداة أبنه , ولما سأل أبنه عن الحادثه لم ينكرها , فطلب منه أعادة الدراجة الى صاحبها , فرفض الطفل الصغير متحججاًُ بنظرية ((
اللي لقيته بأرض الله , ما أعطيه خلق الله )) التي تعلمها من منهج والده , فقام أب الطفلبشراء الدراجه من أبنه بثمن , ثم أعاد الدراجه الى أصحابها في دهشة من جاره (( الحضري )) وأبنه الصغير .

ولم يكتفي ولي أمر زميلي في مقاعد الدراسة
باأغتصاب بنات أفكار أبنه الشريفات العفيفات, بل زاد على ذلك بأنه كان محامياً عن أبنه في حال تعديه على الاخرين , فعندما كان زميلي يقع في ايدي الناس الذين حاول سرقتهم , فأن الأب الفاضل كان يبحث عن أي واسطات لأبعاد التهمة عن أبنه , أو لتخفيف الحكم عليه .

متى يقتنع أبناء شعبي بأن مايحدث من شغب من قبل ابناء الوطن هو
نتاج التربية ؟؟ خصوصاً تلك التربية التي تعتمد على ماضي الأجداد والأباء , وأخذ الطالح والصالح من ذلك الماضي وعاداته .

نحتاج الى مناهج تعليمية تركز على الجانب التربوي , قبل الجانب العلمي , و
طمس جميع السلوكيات الخاطئه والنظريات الموبؤه والتي ترسخ في عقول بعض الأبناء من جانب ابائهم أو أصدقاء السوء .

أتمنى أن نعمل ونركز على الجيل القادم , لأن أبناء هذا الجيل صعب أعادة تأهليهم , فمنهم من أخذ الطالح والصالح من المنزل أو الشارع ومازال يطبقه في أيام حياته , ومنهم من أخذ الصالح وتجاهل الطالح وهذه الفئه أقل بكثير من الفئه الأولى .

في حال أستمرار تلك المنهاج والتربية الخاطئه والعديمة الفائدة فأننا لن نتغير للأفضل , بل أننا سنصبح بنجلاديش العرب في أحدى الأيام .


ختاماًُ :
يسعني أن أبين لكم مقدار سعادتي للنظام الذي تم تطبيقه قبل شهور والذي ينص على أغلاق جميع المراكز التجارية والمطاعم في وقت مبكر في عاصمتنا الحبيبه , وذلك لما سمعته عن مايقوم به بعض أباء المستقبل من تعدي على (( أخواننا البنجلاديشيه )) في محطات البنزين , أو المحلات التجارية وأشهار الأسلحه في وجوههم البائسه وسرقة كل تحمله مخابئهم المهترئه من نقود .

فأنا لطالما كرهت قاعدة ((
الشر يعم والخير يخص )) أثناء مقاعد الدراسة , ولطالما أحببتها الآن , لأن تلك الفئه البنجلاديشية العربيه لن يردعها الا مثل تلك القرارات الصارمه .




تقبلوا تحياتي
((
فأن أصبت فمن الله , وأن أخطئت فمن نفسي والشيطان))

فتكوا بعافية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقييمك للمدونة ؟؟