السبت، 17 أكتوبر 2009

((( الصفعه ))

((( الصفعه ))


من ضمن سلسلة مواضيع (( رافعيات الجمعه ))



ملاحظة : القصه واقعيه ,,,


مضى الان مايقارب الربع ساعه على وقت الأنصراف المدرسي , بينما مازال جاك أحد طلاب الصف التاسع يقف أمام بوابة المدرسة بأنتظار صديقه العزيز داني والذي طلب منه مدرس مادة العلوم مساعدته في نقل اللوح العلمية للمختبر وهذه ليست المرة الأولى , فمدرس مادة العلوم أصبح مؤخراًُ يطلب بعد أنتهاء كل حصة لمادة العلوم من طالبة المتفوق داني مساعدته في نقل اللوح الى المختبر .
بلغت درجة الحرارة ذروتها في هذا الوقت من الظهيرة , حتى صبر جاك وصل ذروته , فهو لم يعد قادراُ على الوقوف في ذلك الطقس شديد الحرارة , خطرت ببال جاك فكرة وهي أن
يذهب خلف المدرسة حيث تقع نافذة مختبر العلوم ورؤية السبب الذي جعل صديقه يتأخر بهذا الشكل .
أقترب جاك من النافذة التي تعلوه بما يقارب المتر , وضع قدمه اليمنى على أنبوب مياه بلاستيكيه حتى تساهم في رفعه قليلاً , ووضع يداه على طرف النافذه , ثم أرتفع وأخذ نظرة سريعه على المختبر الذي يبدو خالياً من المدرس وصديقه داني , بعد ذلك قرر النزول من على الأنبوب البلاستيكي , أخذ نظرة الى الأرض حتى يضع قدمه اليمنى حذار السقوط , قبل أن تلامس قدمه الأرض رفع نظره فشاهد
طرف ظهر صديقه داني في زاوية الغرفة ويداًُ تمسك بمؤخرته , كان عليه النزول حتى لايختل توازنه ومن ثم السقوط , نزل جاك وجميع علامات الدهشه تملئ محياه ومخيلته الصغيره , قرر الصعود مرة أخرى حتى يتثبت من الأمر جيداً .
هذه المره , ذهب خطوتين الى اليسار حتى يرى المنظر كاملاً , وضع قدمه اليمنى على الأنبوب البلاستيكي , ووضع يداه الصغيرتان على طرف النافذه مرة أخرى , ثم أرتفع وأشح بنظرة يميناً حيث المكان الذي كان يقف فيه صديقة داني , لم يصدق في البداية مايراه , ولو كان بأمكانه مسح عيناه لفعل ذلك , ولكن يداه مشغولتان بأبقاءه متعلقاً على النافذة ,
شاهد جاك مدرس مادة العلوم الذي لطالما كره مادة العلوم بسبب معاملته القاسيه لطلابه يقوم بتقبيل صديقة داني , والذي بداء مرتبكاًُ , الشفاه تلامس الشفاه , وأيدي المدرس النبيل تحتضن مؤخرة داني , أحس جاك بأنه بداء يفقد توازنه , وكأنه الأنبوب الذي يحمله بدأ بالأنحناء الى الأسفل , حاول جاك القفز من على الأنبوب حتى لايتعرض للكسر , ولكن القدر أبى الا أن يضع شاهداُ اخر على الموضوع وذلك عندما انشطرت الأنبوب الى قسمين , وقد أوقع بجاك على الأرض , والماء يتدفق بقوة منها عندها أطلق جاك قدمية للريح معلناُ هروبة من أحدى مقاعد مسرح الجريمة .
الصوت القوي الذي نتج عن كسر الأنبوب كان كفيلاً بجعل مدرس مادة العلوم السيد بيتر
يقوم مفزوعاً من طاولته التالي كان يجلس على طرفها , ويذهب صوب النافذه حتى يتأكد من الأمر , وعندما راى الماء يتدفق من الأنبوب ذهب مهرولاً الى خلف المدرسة وقام عندها باأقفال صنبور الماء حتى يتوقف التدفق .
نعود الى جاك , الذي ركض بدون توقف من المدرسه وحتى باب المنزل الذي يقطن فيه , كان شارد الذهن , وغير مصدق للمشهد الذي رآه ,
فهو لطالما أحب داني بشكل جنوني , وكأنه أخاه التي لم تلده أمه .
كان ذلك المنظر بمثابة جبل من الهموم على جاك , لم يستطع الأنتظار حتى صباح اليوم التالي ليسأل داني تلك الأسئله العديدة التي في مخيلته , وضع حقيبته المدرسيه في صالة الطعام , وذهب مسرعاً الى خارج المنزل , صادفته والدته قبل الخروج , وسألته عن السبب الذي جعل ملابسه تتسخ , فأخبرها بأنه سقط على الأرض أثناء عودته من المدرسه , صدقت والدة جاك ما أخبرها أبنها , ثم طلبت منه أن يذهب للأستحمام بسرعه في الوقت الذي تقوم هي بوضع الغداء له ولبقية أخوته .
للمرة الثانية كذب جاك على أمه وأخبرها بأن أحد كتبه سقطت منه أثناء سقوطه على الأرض وهو ذاهب حتى يسترجع الكتاب ,
وافقت أمه على مضض وكانت علامات الغضب تملئ عيناها .
خرج جاك من المنزل قاصداً منزل صديقه داني , وقبل وصوله لمنزل داني بأمتار قليلة شاهد داني وهو عائد للتوه الى المنزل
يكسوه الحزن , بعد أن أقترب داني من جاك لحظ علامات الغضب في محيا جاك , ولما أصبح قريباً منه أبتسم داني أبتسامة لم تخفي الالم الذي يحمله في داخله , مد داني يده قاصداً مصافحة جاك الذي رفض مصافحة داني في موقف غريب بالنسبة لداني , ثم دار بينهم الحوار التالي :
داني : جاك لماذا ترفض مصافحتي , ولماذا أرى علامات الغضب تملى محياك .
جاك : كيف تريد مني مصافحتك بعد المنظر الذي رأيته اليوم في المدرسة .
داني : أي منظر ياجاك ؟
جاك : بعد نهاية وقت الدراسة كنت بأنتظارك خارج أسوار المدرسه حتى نعود الى منازلنا سوية , ولكن بعد تأخرك ذهبت أستطلع مالأمر الذي جعلك تتأخر في مختبر العلوم , من خلال نافذة المختبر رأيت المدرس يقوم بتقبيلك دون أي ردة فعل غاضبه منك تجاهه , وكأنك أعتدت على هذا الأمر ؟؟؟؟

داني ((
الدهشه تطل على محياه والدموع تطل من عينيه )) : أرجوك يا جاك لا تفسر الموضوع بشكل خاطئ , سأخبرك القصه بكامل حذافيرها , الشهر الفائت حصلت على جميع الدرجات كاملة في جميع المواد , ماعادا في مادة العلوم , على الرغم من أنني أجبت على أسئلة الأختبار بشكل مثالي , عندما رأيت درجتي في أختبار العلوم , ذهبت الى مدرس مادة العلوم راجياًُ مساعدته في أعطائي الدرجه كاملة , حتى أنال المركز الأول في الترتيب بين طلاب الصف , وفي حال عدم نيلي تلك الدرجات فأن والدتي ووالدي سيغضبون مني بشدة لدرجة أنهم سيقومون بأهمالي وعدم الحديث معي طوال الشهر , وأردف قائلاً والدموع تتحدث معه على وجنتيه في مشهد أخفى علامات الغضب من محيا جاك وحولها الى علامات شفقه وحزن : ذهبت الى السيد بيتر وطلبت منه أعادة الأختبار أو مساعدتي في نيل الدرجه كامله , فطلب مني أن أحضر اليه في مختبر العلوم بعد أنتهاء وقت الدراسه , وعندما ذهبت اليه وشكيت له وضعي في حال أنني لم أنل الدرجه كاملة , طلب مني أن أقوم بالأعتذار له (( بطريقته الخاصه والتي يستخدمها مع أبناءه الصغار على حد تعبيره )) وهي أن اقوم بتقبيله أكثر من مرة , وأن أعده بأنني سأحاول بذل قصارى جهدي , وأن أكون عند حسن ظنه في الأيام القادمه , ترددت في البداية ولكن عندما تذكرت محيا والدي عندما يغضب بادرت على الفور بتقبيله والأعتذار منه على تراجعي الدراسي , ووعدته بأنني سأكون أفضل في الأختبارات القادمه , بعدها قام بتعديل درجتي وطلب مني أن أقوم بمساعدته في نقل الصور واللوائح من والى المختبر .
جاك ((
يعض شفتيه بغضب)) : ياله من شخص حقير , أكمل ياداني فأنا أرى في عينيك ماتود أضافته .
داني :
توقعت أنه سينتهي الأمر عند تلك القبلات السريعه في ذلك الظرف الصعب , ولكن أصبح المدرس يطلب مني تقبيله بعد أن أنتهي من وضع لوائح مادة العلوم وقبل مغادرتي , واليوم أخبرني أن درجة أختباري هذا الشهر في مادة العلوم أسواء من درجة أختبار الشهر الفائت , وطلب مني الأعتذار له على طريقته الخاصه , لم يكن بوسعي فعل أي شيئ سواء الأعتذار له بطريقته الخاصه , ولكن هذه المره قام بحضني , وضمني اليه بقوة ووضع يده علي بشكل غريب , وأنا خائف أن يتمادى في قادم الأيام .
جاك :
لابد أن نوقفه عند حده , فليس من المعقول مايفعله هذا المدرس , وأنا أرى أنك تخبر والدك بالذي حدث قبل أن تتفاقم الأمور .
داني ((
وقد تملكه الخوف )) : لا لا ياجاك , أرجوك الا والدي , فأنه سيغضب مني لأني لم أخبره بما حدث منذ البداية .
جاك : أذن ليس بوسعنا سوء الذهاب الى مدير المدرسة السيد ريتشارد وأخباره بالأمر .
داني : ولكن ياجاك أنا قلق أن يعود الأمر علينا سلباً , وعندها يغضب المدرس مني ثم لايقوم بمساعدتي ؟؟
جاك ((
بغضب )) : ماذا قلت ياداني ؟؟ أخبرني بأنه راق لك الأمر وأنا سأعدك بأنني سأترك في حال سبيلك أنت والسيد الحقير بيتر ؟؟
داني ((
والدموع تنهمر من عيناه )) : لا ياجاك لا أريدك أن تتخلى عني في هذا الموقف الصعب ياصديقي , سأفعل ما تطلبه مني حتى وأن أردت أن أخبر أبي الآن .
جاك :
لا ياداني , والدك لن يعلم بالأمر , ولكننا سنقوم غداُ في وقت الفسحه بالذهاب الى السيد ريتشارد مدير المدرسة وأخباره بالموضوع , أتفقنا ياداني ؟؟
داني ((
يكفف دموعه )) : أتفقنا ياجاك .
عندها قدم جاك أبتسامة الرضى لداني الذي بادره برد الأبتسامه ووجهه يتللئ من الدموع , ثم قام جاك بمصافحة داني وأقترب منه وأخبره بأن الأمور ستتغير للأفضل بداء من الغد .
ذهب جاك الى منزله يحدوه الأمل في أخراج صديقه من شباك السيد بيتر القذره , ونفس الشيئ بالنسبة لداني فهو أيقن بأنه جاك يحبه كما يحب أخوية الصغار ,
بل ربما أكثر قليلاً .


في الصباح الباكر وفي يوم الأنقلاب الذي خطط له جاك مع داني ضد مدرس العلوم السيد بيتر , صادف داني في طريق ذهابه للمدرسة زميله ايلي والذي يدرس في الصف الثامن ,
كعادة الأطفال الصغار لم يستطع داني جعل أمر الأنقلاب سرياًُ بينه وبين جاك , أخبر داني زميله أيلي بالذي حدث , الذي تفاجأ مما سمع ثم قال (( حتى أنت ياداني ؟؟ ))
كانت تلك هي أم المفاجأت عندما أخبر أيلي داني أنه يتعرض لمثل مايتعرض له زميله داني مع السيد بيتر , حاول داني أخفاء سعادته والتي تكمن في أنه ليس الوحيد الذي وقع في شباك السيد بيتر , فمن المتضح أنه يوجد العديد من الضحايا .
بعد ذلك أقنع داني زميله أيلي بأن يقوم بمساعدتهم في عملية الأنقلاب التي ستتم ضد السيد بيتر أثناء وقت الفسحه .
عند وصولهم للمدرسة وجدوا جاك يقف عند بوابة المدرسة الرئيسيه بأنتظارهم , أخبر داني صديقه جاك بأنه أيلي أصبح شريكاُ لهم في عملية الأنقلاب .
غضب جاك في بادئ الأمر وذلك لكونه يكره أيلي بشدة وذلك نتيجة ترسبات قديمه بينهما , ولكن بعد ماعلم بأن أيلي أحد الضحايا للسيد بيتر كانت سعادته أكبر من سعادة صديق عمره داني , وأتفقوا الثلاثة على الألتقاء في داخل فصلهم بعد الحصة الثالثه والذهاب سوية الى مدير المدرسة السيد ريتشارد .
أثناء وقوفهم داخل فناء المدرسة شاهدوا السيد بيتر وهو يهم بالنزول من سيارته , طلب منهم جاك عدم الأرتباك وكأن شيئاً لم يحدث , مر السيد بيتر بجانب الثلاثة والأبتسامه لاتفارقه وهو ينظر الى ضحيته الجديدة داني ثم قال بعد أن القى عليهم التحيه ((
لاتنسى ياداني أن تأتي الحصة الخامسة لتساعدني في نقل الصور واللوائح )) قال داني (( حاضر سيدي ))
بعد أنصراف المدرس أبتسم جاك في محيا داني وايلي وقال ((
ستكون نهايتك قبل الحصة الخامسة أيها الحقيرر ))
قطع صوت رنين الجرس حديث الثلاثة , ثم أنتظم كل منهم في طابور الصباح , وبعد الطابور تحركت الصفوف الى داخل مبنى المدرسة وكأنها صفوف نمل تقوم بنقل غذائها بشكل نظامي غاية في الجمال .
كانت دقائق الحصة الأولى والثانية تمر على جاك وكأنها ساعات وذلك نظير حماسة المنقطع النظير للأيقاع بالسيد بيتر , وكانت نفس الدقائق تمر على داني بشكل سريع وذلك نظير خوفه من أن يحدث مالايحمد عقباه ويفسد الأمر برمته, ولكن العجيب في الأمر أن دقائق الحصة الأولى والثانية كانت تسير بسرعه على الواشي الحقود أيلي , الذي بعد نهاية الحصة الثانية قام بالذهاب الى مختبر العلوم وقام بأخبار السيد بيتر بخطة الأنقلاب الذي رتب لها جاك !!
أشتاط السيد بيتر غضباً على الكلام الذي سمعه من ايلي , ثم بعد ذلك طلب من ايلي الذهاب الى فصل جاك وأحضاره وعدم أخباره بأنه يعلم شيئاً عن خطة الأنقلاب .
ذهب الواشي الصغير ايلي الى الصف التاسع , قرع الباب , ثم فتح الباب وطلب من مدرس الرياضيات بأن يسمح لطالبه جاك بالذهاب للسيد بيتر في المختبر , علامات الدهشه كانت تملى محيا جاك وصديقه داني ,
قام جاك بتثاقل , وكأنه أحس بفشل عملية الأنقلاب التي كان يرمي لها , قبل مغادرة الفصل نظر جاك الى داني نظرة عتب محملاُ أياه عاقبة ماقد يحدث في حال فشل الأنقلاب وذلك لأنه أخبر عدوه الأزلي أيلي بالأمر .
ما أن أقفل جاك باب الفصل حتى بادر ايلي بالسؤال عن ماذا يريد المدرس منه ؟ وهل المدرس علم بما كانوا يخططون له ؟؟
فا أجاب أيلي بكل براءه والخبث يطل من عينيه ((
لا لم أخبر المدرس بالأمر , ولا أعلم ماذا يريد منك ؟؟
أمام باب مختبر العلوم يقف جاك وبجانبه ايلي ,
علامات الدهشه لاتفارق محيا جاك وعلامات السعاده لاتفارق أيلي , ما أن طرق جاك باب مختبر العلوم حتى فتح السيد بيتر الباب والشر يتطاير من عينيه ومن وجهه الغاضب .
طلب من جاك وأيلي الدخول بعد ذلك قام بأقفال الباب بأحكام , ثم دار الحوار التالي :
السيد بيتر :
جاك هل لك أن تطلعني على ماتودون فعله أثناء الفسحه في غرفة السيد ريتشارد مدير المدرسة ؟؟
نظر جاك الى أيلي بكل حقد وكراهية ثم قال ((
فعلتها أيها الواشي الحقير ؟؟ )) وكان رد أيلي على كلمات جاك مجرد أبتسامه تبين مقدار الحقد الذي كان يكنه لجاك وأيضاً كرد وأنتقام لما فعله جاك باأيلي عندما قام بضربه قبل مايقارب الأربعة أشهر بسبب خلاف بين أخ جاك الصغير وأيلي على أثره قام جاك بضرب أيلي بعنف .
صرخ السيد بيتر بوجه جاك ثم طلب منه ترك أيلي وشأنه وأجابته عن السؤال .
جاك (( بكل شجاعه )) :
نحن خططنا لأيقاف معاملتك مع صديقي داني وأيلي في المختبر .
السيد بيتر ((
موجهاًُ نظره الى أيلي )) : مالذي عملته معك يا أيلي في المختبر والذي تطلب منك الذهاب الى السيد ريتشارد وشكاوي عنده ؟؟
أيلي :
لم تفعل ياسيدي شيئ غير لائق , ويبدو أن جاك قد أصابته الغيره مني ومن داني وذلك لتقربنا منك و كأننا أبنائك .
جاك :
أنت يا أيلي منافق ودنيئ , وقادر على أحراق نفسك أن كان ذلك سوف يغيضني , ولكن لن أنسى ماشاهدته ظهر البارحة عندما صعدت فوق الأنبوب وأطليت من تلك النافذه وشاهدتك وأنت تقوم بتقبيل داني ووضع يداك على مؤخرته وجذبه نحوك بشكل مقزز وسيئ .
بيتر ((
وعلامات القلق دبت الى نفسه )) : أنت أذاُ من كان يتجسس علي مساء البارحه ؟؟ وأنت من قام بكسر أنبوب المياه ؟؟ وتريد أن تختلق علي قصة قذره نسجتها من خيالك لكي تضعني في مأزق مع عمي السيد ريتشارد والذي أنا أب لأبناء أبنته ؟؟؟ هل تعلم في حال صدق السيد ريتشارد كلامك السخيف هذا بأنه من المحتمل أن تنتهي العلاقه بيني وبين زوجتي أبنة السيد ريتشارد ؟؟ هل تعلم أيها القذر المغفل ؟؟
جاك :
عفواً سيدي أنا لم أختلق القصه من نسج خيالي , وأذا لم تصدق فأحضر داني الذي أخبرني بأنه القلق بداء يتسرب الى قلبه جراء ماسوف يحدث بينك وبينه مستقبلاً , وماذا ترمي اليه بأستدراجك له في المختبر وفعل أشياء لاتليق معه .
طلب بيتر عندها من أيلي العودة مرة أخرى ومناداة داني .
ذهب أيلي الى اخر الممر حيث يقع الفصل الذي يدرس فيه جاك وداني , ثم أخبر مدرس الرياضيات بأن السيد يريد هذه المره داني , وافق مدرس الرياضيات على مضض , ثم أخبر أيلي بأنه سوف يعاقبه لو عاد مرة أخرى .
خرج داني بصحبة أيلي ,
الذي قام بترهيب داني بعد أخباره بأن جاك وضعهم في مأزق بعد أنكاره بمخطط الأنقلاب , وأنه من الأفضل أن نقوم بالوقوف جانب السيد بيتر حتى لانكون الخاسر الأكبر في هذه القضيه .
قرع داني باب المختبر ثم سمح له السيد بيتر بالدخول , حالما نظر داني الى عيني صديقه جاك المغروقه بالدموع والتي تنتظر هزه بسيطه حتى تجول على خديه , قام داني بالأقتراب من السيد بيتر و
محاولاً أن ينسى وجود صديق العمر جاك في نفس الموقع الذي يتواجدون فيه .
سأل المدرس داني أذا كان قد أستاء من معاملته له وذلك بجعله مساعدة في نقل اللوائح من والى المختبر.؟؟
فأجاب داني بل على العكس , وأنه سعيد بمساعدة السيد بيتر في ذلك .
ثم طلب منه أخباره أذا كان يعلم بمخطط جاك للأيقاع به , وأخبره بالذي يقوله جاك بأنه رآه مساء الأمس , وعن القبلات الغير شريفه ولمسه في مناطق حساسه , وهل ذلك حدث بينهما فعلاًُ ؟؟


تردد داني كثيراًُ قبل الأجابه ثم قال ((
كل هذا هراء ولم يحدث ))
لم يمهل السيد بيتر جاك فرصه لكي يندهش أو يتعجب من الكلام الذي سمعه ,
فبادر با أطلاق صفعه قوويه لمحيا جاك , تردد صداها طويلاُ في أنحاء المختبر بالنسبه لجاك , ثم سقطت الدموع تباعاً بعد ذلك ولكن ليس من عيني جاك بل من عيني داني , الذي قام بمسك يدا السيد بيتر لكي لا يعيد تلك الصفعه مرة أخرى لجاك , ثم توسل داني الذي أحس بأنه خسر كل شيئ , صديقه , مستقبله , شرفه الذي سكت عن تلطيخه من قبل السيد بيتر , توسل داني صديقه جاك بأن يقوم بالأعتذار من السيد بيتر على ماحدث , قال جاك وللأبتسامه موضع في محياه البائس الذي أجتاحته الدموع (( حسناً ياصديقي داني سأقوم بالأعتذار لأجلك ولكن لن أعتذر له على طريقته الخاصه ))
صعق السيد بيتر من الذي سمعه
, قام باأبعاد جسد داني بيده اليسرى ورفع يده اليمنى قاصداُ صفعة أخرى أكثر قوة وأكثر ألماً كالألم الذي سببه له جاك بكلامه الجارح , ولكن كانت يدا داني بالمرصاد لتلك الصفعه , ثم طلب من السيد بيتر أن يغفر لجاك ماقاله , وأن يدعه يذهب للفصل دون أحداث شوشرة قد يصل مداها الى السيد ريتشارد .
أنتهت عملية الأنقلاب الفاشلة عند هذا الحد , ولكن لم ينتهي الحقد في قلب جاك , الذي ظل يبكي في أحدى دورات المياه حتى أنتهاء الفسحه , عاد الى الفصل من جديد , ولكن عاد مقهوراً ومنكسراً .
عند حلول الحصة الخامسه حاول أن يظهر بعض من
العزة والقوة التي يمتلكها , تلك الحصه وتلك الماده أصبحت من أكره المواد في حياته , ظل طوال الحصة ينظر الى طاولته , وأن رفع نظره فأنه لايتعدى مؤخرة رأس زميلة الذي أمامه , لدرجة أنه لو كان السيد بيتر حينها قص شاربه الكثيف لم يعلم بالأمر .
أنتهاء وقت الدراسه , عاد جاك الى منزله وكأنه عاد للتو من مأتم أحد والديه , شاهد عمال الصيانه وهم يقومون بتغيير الأنبوب الذي أنكسر , قال في نفسه ((
حتى أنت يالجماد لم تستطع المقاومه وأنكسرت )) وأنا مثلك تماماً أنكسرت عقب القوه والهيبه التي زرعها والدي في داخلي , قطع تفكيره صوت صديقه (( السابق )) داني وكأنه لم يسمعه , مضى في طريقة وكأن الذي سمعه صوت عصفور جميل ولطيف و أصبح اليوم في نظره غراب جبان.
جميع كلمات الأعتذار قدمها داني لجاك مصحوبة ببعض الدموع التي لم تعني لجاك شيئاً بعد ماحدث في الحصة السادسه داخل مختبر السيد بيتر ,
كلما زاد جاك بتجاهل داني كلما زاد داني النحيب والبكاء والتوسل , ثم قال داني لجاك (( أخبرني كيف سوف تسامحني وسوف أفعل , حتى لو أردت أن أخبر والدي اليوم بما حدث وأن نخبر السيد ريتشارد أنا ووالدي صباح الغد ))
فكان جواب جاك ((
أنا ليست لي طريقة معينه للأعتذار , لذلك أتمنى منك الأبتعاد عني , والأنتباه لنفسك جيداً ))
كان ذلك الحوار بين جاك وداني الحوار ماقبل الأخير , وكان الحوار الأخير بعد أسبوع من فشل عملية الأنقلاب عندما أتى داني لمنزل جاك وجلس على طرف سرير جاك وكانت تتملكه السعاده حينها , كان جاك مطبقاً شفتيه وينظر للأرض بكل أنكسار وكأنه لم تمر أيام على الذي حدث ,عندها بادر داني باأخبار جاك بأنه
أقنع والده بأن يقوم بنقله الى مدرسة أخرى , عندها قال جاك بصوت خفيف (( على مايبدو أنك طبقت أمنيتي الأولى بأن تنتبه لنفسك , ونسيت أمنيتي الثانيه بأن تبتعد عني )) بعدها قام بفتح باب الغرفة , يطلب من داني الخروج بدون أن ينبس بحرف , خرج داني من الغرفه وهو يعلم بأن الوضع لن يصبح أفضل مهما حدث.
مرت سنتان على ماحدث في أرجاء المدرسه , لم يتغير شيئ سوء أن عائلة داني انتقلوا الى منطقة أخرى , وأن الصفعه التي تلقاها جاك تكبر معه بمرور الأيام والشهور .
لطالما حلم جاك بأنه يقوم برد الصفعه لمعلمه بيتر أمام جميع طلاب المدرسة , وكأنها هي الأمنيه الوحيده في مشوار حياته .
أكتب هذه الأسطر بعد مايزيد عن خمسة عشر عاماً على تلك الصفعه التي لم ينساها جاك , ومازال حتى وقت قريب يمني نفسه برد الصفعه للسيد بيتر , ونفس الشيئ لم ينسى صديق الطفوله داني وكم يمني النفس لو يعلم أين مكانه حتى تعود الأمور الى مجاريها بينهم , حتى وأن بدأت صعبه في هذا الوقت بعد أن كبروا وأصبحوا رجالأ ولكل منهم عالمه الخاص , وقد يكون داني لايريد تذكر ذلك الماضي المحزن ولا يريد تذكر أفراده.

قبل مايقارب السبعة شهور ذهب جاك الى أحدى متاجر الحلوى في المنطقه الجديدة التي يقطنها منذ مايقارب العام , كان قد وعد أحد أبناء عمه الصغار بأن يشتري له قالب حلوى بمناسبة نجاحه , بعد أن أختار قالب الحلوى المملوء بالشوكلاته كما يحبه أبن عمه الطفل الصغير , وأثناء ماكان يهم بالخروج من المتجر شاهد وجهاً مألوف ,
دقق النظر في ذلك الوجه فخطر بباله ذلك الوجه الذي لطالما حلم بصفعه والدماء تنزف منه.
كانت السعاده تغمر جاك ((
الحقود )) , ذهب الى سيارته مسرعاًُ وقام بوضع قالب الحلوى داخل السياره ثم عاد مرة أخرى ووقف عند باب المتجر منتظراً خروج السيد بيتر .
اليوم يوم تاريخي في حياة جاك , وقد يكون هذا اليوم أعلان أنسحاب جيوش الحقد والأنتقام من داخل قلب جاك , وقد يكون أيضأ يوم أعلان توقف الشعر عن المشيب .
بعد دقائق خرج السيد بيتر , حينها أرتبك جاك لأنه قد لايكون السيد بيتر , لأن محيا هذا الشخص الذي أعتقد أنه السيد بيتر خالي من الشنب الكثيف الذي كان يغطي وجه السيد بيتر وخالي أيضاً من حواجبه ورموشه وكل شعرة يحملها راسه .
سأل ذلك الشخص عن أذا ماكان هو السيد بيتر في رحلة للتأكد قبل الأنتقام .
فأجابه بأنه هو السيد بيتر شخصياً , علامات الأرتياح تتضح على محيا جاك الآن , ثم سأل جاك السيد بيتر أذا ماكان راى وجهه في أحد الأيام .
دقق السيد بيتر في محيا جاك ثم قال ((
لا لا أعتقد أنني رأيت هذا الوجه سابقاُ ))
قال جاك ((
والقهر يتجلى في نبرة صوته والدمع على مشارف السقوط من عينيه )) : لا يا سيدي الحقير أنت رأيت هذا الوجه سابقاًُ وسبق لك أيضاُ أن رسمت على هذا الخد حجم أصابع وكف يدك اليمين بصفعه لم ينساها التاريخ .
عندها قال المدرس والخوف والندم يتضح في نبرته :
أسمع أيها الشاب النبيل , أذا كنت تريد رد الصفعه فلا تتردد , ولكن أريد أخبارك قبل ذلك بأن الله أنتقم لك ولجميع الطلاب الذين ظلمتهم في حياتي وذلك بأصابتي بمرض السرطان , وفقداني لأثنين من أبنائي في حادث سير قبل مايقارب العشر أعوام , فأذا كان بقلبك حقد فلا تدعه يستمر طويلاُ , وأقتل ذلك الحقد الان على محياي , فمهما كان مدى قوة صفعتك لن تكون أقوى من صفعات الزمان ))
عندها أحس جاك بأنه المخطئ , لأنه حمل كل ذلك الحقد طوال تلك السنين وكأنه نسي أن الله قادر على رد الظلم على الظالمين .
بعد ذلك أخبر جاك السيد بيتر أنه باأمكانه الذهاب الان بدون أي صفعات اخرى , ولكن السيد بيتر طلب من جاك أن
يقله للمنزل بسيارته حتى يثبت أنه سامحه فعلاًُ , ولكي يتذوق ماتحمله يداه من حلوى بمناسبة نجاح بنته الصغرى والتي تعاني من مرض السكري, وافق جاك على طلبه الأول بأن يقله الى منزله , ولكنه رفض الطلب الثاني وهو أن يحتفل معهم بنجاح البنت الصغرى للسيد بيتر , وذلك خشية عدم تمالك نفسه والبكاء أمام عائلة السيد بيتر .
في داخل السياره كان الصمت سيد الموقف , ولكن ما أن أقترب السيد بيتر من منزله
طلب من جاك أخباره بالسبب الذي جعله يقوم بصفعه ؟
قال جاك ((
أنا الطالب الذي قام بكسر الأنبوب الذي يقع خلف مختبر العلوم الخاص بك في الوقت الذي كان صديقي يعتذر لك على طريقتك الخاصه))
كم تمنى السيد بيتر أنه لم يسأل جاك ذلك السؤال , ودخل في نوبة بكاء وكأنه طفل في أولى سنوات عمره , ثم قال (( أنت أذاُ جاك , لطالما زرتني في أحلامي , ولطالما تمنيت طوال تلك السنين مصادفتك للأعتذار منك , ولكن الحمدلله أستطيع أن أنام شبه قرير العين اليوم لأنني تأكدت أنك لم سامحتني ولم تعد تحمل في قلبك أي ضغينه تجاهي , أليس كذلك ياجاك ؟؟))
قال جاك بتردد وأستحياء (( نعم ياسيدي ))
بعدها قام السيد بيتر بوضع قبله على جبين جاك , ومتمنياً منه عدم حمل الأحقاد معه في قلبه وترك الأمور لخالقها لأنه هو الوحيد الذي قادر على أحقاق الحق .

نام جاك تلك الليلة مطمئناًُ , وأثناء حلمه حلم بأنه صادف داني , وأخبره بما حدث بينه وبين السيد بيتر , ومن أن افاق من سباته حتى بداء رحلة جديده وهي العثور على صديق العمر داني .
دعواتكم بأن يجد جاك داني في أقرب وقت
.


تقبلوا تحياتي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقييمك للمدونة ؟؟