السبت، 17 أكتوبر 2009

(( الله يصبر قلوبهم ))

(( الله يصبر قلوبهم ))


من سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه






في هذا الصباح الجميع يستنشق السعاده , الجميع على موعد مع الفرح , الجميع أستعد لهذا اليوم , وإحدى الذين أستعدوا لهذا اليوم عجوز كانت تنتظر هذا اليوم
بلهفة تشابه لهفة أحفادها الصغار ,, الذين يقطنون مع ذويهم في بلده تبعد عنهم قرابة 200 كيلو متر .

قبيل أذان الفجر والعجوز مستعده , لبست أجمل ماتملك من الملابس وظهرت بأابهى حله , أدت صلاة الفجر , وبعد الصلاه ذهبت الى غرفة الخادمه وصرخت بأعلى صوتها ((
الى الآن نايمه ؟؟ باقي على صلاة العيد نص ساعه وبعد ساعه ونص بيكون جميع عيالي وأحفادي موجودين وأنتي ماسويتي شي للحين ,, يالله قومي بسرعه جهزي الشاي والقهوه والحلوى التي أشتريناها أمس من السوق ))



ذهبت الى المطبخ بعد أن تأكدت أن الخادمه أفاقت من سباتها ولن تسرق لحظات في غيابها لتكمل باقي حلمها الذي هدمه صوت تلك العجوز ,,

بعد دقائق وأذا بالخادمه تضع المأكولات والمشروبات في المجلس ,, والعجوز تطوف أنحاء البيت وتحمل بيدها بخور ليختلط جمال الرائحه بجمال أبتسامات من سوف يضيئون المنزل بعد لحظات , في أثناء تجوالها في المنزل وقفت أمام صوره معلقه على الحائط , صوره تحمل أهم وأغلى أنسان عرفه تاريخها , صورة زوجها الذي توفته المنيه قبيل نحو خمس سنين مضت,,
أكتفت بدمعات أمام تلك الصوره وذهبت مسرعه حتى لايتحول هذا اليوم الجميل الى يوم كئيب ,,



الساعه الان السادسه والنصف , أي مضى على أنتهاء صلاة العيد مايقارب الساعه ولم
يظهر أحدا حتى اللآن ,, مرت ساعة أخرى والعجوز تجلس عند أحد نوافذ المجلس على كرسيها وتنتظر فتح باب البيت الخارجي ودخول أبنائها يسبقهم أحفادها ,, عند الساعه الثامنه والنصف صرخت العجوز على الخادمه التي غطت في سبات أمامها وقالت لها (( عيالي للحين مابينوا للحين وأنتي نايمه ؟؟ )) وكأن مسألة قدوم أبنائها مرتبطه بنوم الخادمه ,,

عند الساعه التاسعه رن الهاتف بصوت عال ولكن صرخات العجوز كانت أعلى من تلك الرنات , أذ نادت على الخادمه وطلبت منها أن ترد على الهاتف بسرعه ,, ذهبت الخادمه مسرعه الى الهاتف , وقالت ((
نعم بابا , ماما موجود , خلاص أنا كلام هيا الهين )) وأقفلت السماعه .

قالت العجوز بصوت عال :
من المتصل ؟؟

قالت الخادمه :
هذا أبو خالد ولد أنتي ماما ,,

العجوز :
ابو خالد ؟؟ ليه ماجاء هو وأخوه فهد وعيالهم للحين ؟؟

الخادمه :
ماما بابا ابو خالد كلام لماما أنا وفهد ما أقدر أجي العيد هذا أن شاء الله أجي العيد الجاي ؟؟

ذهبت العجوز بعد كلام الخادمه الى غرفتها مستنده على عكازها
وقد أطاحت بطريقها بأبريق الشاي وبعض الحلوى دون أن تشعر ,,

حاولت أن تنام وتنسى كل شي , ولكن أزعجتها بعض الدموع التي تنهمر من عينيها دون قدرة منها على أيقافها ,,,



هنا أنتهت القصه ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,





لكل شخص مسلماته ونظرياته التي يعتمد عليها في هذه الحياه , فمثلاً أنا من المسلمات التي منقوشه في صفحة الدروس والنظريات في دفتر الحياه الخاص بي ,
أن لكل شي ضريبه , مهما كان مدى جدوى هذا الشي سواء سلباً أم أيجاباً ,,,



ولعلني أنا وأبن عمي ماجد قد أتفقنا على هذه النقطه عند تذكرنا لأيام الماضي وبساطته وحلاوته , فعاده مانتسامر على ذكرى الزمن الجميل ,
زمن ماقبل العولمه وتقنياتها المدهشه والمؤلمه في أحايين كثيره ,,

سألت أبن عمي في ذات يوم :
مالسبب باأعتقادك بأن هذا الزمن لايشبه زمننا الجميل بأي حلة من حلله ؟؟؟

فأجابني :

السبب يا عقيل هو العولمه ,,

ففي زمننا كان أمام كل منزل تقف سيارة واحده , وفي كل منزل هاتف ثابت واحد , وتلفزيون واحد , ولعبة العائله أو أتاري واحد نجتمع عليه , وكان في المنازل
عقل واحد و قلب واحد ,,,,

بينما في وقتنا الحالي , أمام كل منزل سياره لكل شاب فيه , وفي جيب كل شخص منا : هاتفه , وكومبيوتره , والعابه , ولكل شخص منا
عقله وقلبه الخاص فيه ,,,



بعد هذه الجمله تلاشى النعس من عيناي , صحصت مع كلامه الخارج من قلب مقهور , وكأن نبضات قلبه تقول :
لو كان العولمه رجل لقتلته ,,,,,



وأسرد قائلاً :

هل تذكر ياعقيل عندما تكون هنالك دعوة لتناول العشاء من أحد الأقارب أو الجيران ؟؟ فأننا لا ندعه يفوت هكذا ,,, نستعد قبيل الظهيره لتلك المناسبه , ونذهب الى أصحاب المناسبه في منازلهم من العصر , ونلعب مع أبنائهم حتى حلول وقت العشاء , وبعد العشاء نذهب الى منازلنا تغمرنا السعاده متعبين من اللعب ,
ونبحث عن الوساده لا شيئ سواها ,,,

والحين يا عقيل ,, الواحد مايروح الا لمناسبه خاصه جداً ,, ويحضر متأخر ,, ويغادر مبكراُ حتى يتدارك الوقت لحضور سهره اخرى بمكان اخر ,,,,
وياليت نكون نص مبسوطين !!!!



ياعقيل ,, عندما كنا نأتي اليكم في كل عيد من الرياض ,, كنا نأتي بسياره واحده ,,, وكانت المفاجأه هي السمه بوجوهكم عند رؤيتنا أمام باب منزلكم أو مقبلين على منزلكم ,, والسبب عدم وجود جوالات في تلك الأيام ,,



والان يا عقيل كل الناس تدري لو فكرت أمشي من الرياض للدمام ,,,
حتى ولم أخبر أحداً ,,,



كان العيد عيداُ , وكانت السعاده في بساطتنا ,,

كان جيرانكم يعرفوننا فرداًُ فرداًُ رغم أننا من سكان الرياض ولأنأتيهم الا بالعيد نبحث عن العيديه ,,,

والان يا عقيل ما أعرف من جيراننا الا أثنين !!



حضرت السيارات ,,, وحضرت البياجر وبعدها الجوالات ,,,
فحضر الحسد والغيره والكره الى قلوبنا ,,,



لم نعد نهتم بوصل الأرحام ,, ولم نعد نفكر كيف نرضي صديق غضب منا ,, ولم نعد نعرف من الحب والالفه الا أسمها .



العيد وغيره من المناسبات أصبح الجوال يتكفل بكل أموره , فبمجرد الضغط على بعض الأزرار وألقاء كلام محفوظ في القلب نكرره كل مناسبه ويقينا من المشاوير وحب الراس وحب اليد وحب الخدود والجلوس بالمجالس مع الرجال وكبار السن .



كانت المجالس في البيوت هي
ملتقانا سابقاً ,, وأصبحت أرصفة الكورنيش والأستراحات هي ملتقانا حالياُ ,,,



لم نعد نفكر بأسعاد كبير في السن أو كبيرة في السن تجمعنا بهم صله رحم أو حتى جيره ,,

والله يعين كبار السن على تطنيشنا لهم ويعيننا على تطنيش أبنائنا وأبنائهم لنا ,,,

قلت لماجد بعدها :

نم ياولد عمي وراك بكره دوام ,, ولاتطالع لي أنا عاطل باطل وماوراي لا شغل ولا مشغله ,, والا الزمن هذا ردي ومايستاهل الحسوفه,,,



سأكتفي بهذا الحديث :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:

((
مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَأَنْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ))


تقبلوا تحياتي

فتكوا بعافيه

هناك 4 تعليقات:

  1. بداية القصه

    ذكرتني بفيلم أمريكي رجل كبير بسن ويستعد لحضور عياله

    بس مافهمت هالنقطه
    , أن لكل شي ضريبه , مهما كان مدى جدوى هذا الشي سواء سلباً أم أيجاباً ,,,



    يعطيك الف عافيه على الجوهر الموضوع

    والله يرزقك بالوظيفه اللي تتمناها


    ونقطه بسيطه با أذكرها
    وصرنا ما نحس بطعم أي شي مو مثل قبل

    ردحذف
  2. حياك الله أختي
    الفلم اللي ذكرتيه أسمه (( every body fine )) بالعربي (( الجميع بخير ))
    للمبدع روبيرتو دينيرو

    الحمدلله أنا كتبت الموضوع هذابتاريخ
    04/ربيع الثاني/1430 02:35:42 ص

    يعني قبل الفيلم
    فكرة القصه مستوحاه من كاتبه على ما أعتقد يابانيه أن لم تخني الذاكرة

    وبالنسبة للنقطه اللي ذكرتها أن لكل شي ضريبه أعطيك مثال :
    الآن الأنترنت له فوائد كبيره بس له ضريبه مثل أنه سبب في أبتعادنا عن قراءة الكتب والصحف والجلوس لأوقات طويله مع الأصدقاء والعائلة

    من المستحيل أن تجدي شيئاً ما كله أيجابيات
    أبحثي بعمق وستجدين له سلبيات وضرائب

    الله يسمع منك ويرزقني بالوظيفه اللي أتمناها وهي مجال التعليم
    شكراً على هالتواجد المميز خيتوو

    :)

    ردحذف
  3. أخوي عارفه أنك كاتب هالكلام قبل الفيلم والفيلم توه جديد

    مايحتاج تبرر أخوي

    وحتى لما علقت علقت بكلمة ذكرتني بفيلم

    وهذا دليل أبداعك ماشاء الله
    على انك صورت قصه من مخيلتك
    يجي فيلم اللحين يمثل أحداث قصه تقارب ما أبدعته مخيلتك

    ما كنت أقصد بكلامي أنك ماخذه من فيلم

    وشوكرن على توضيح النقطه

    ويا عسى ربي يرزقك بها آمين

    ردحذف
  4. الله يسلمك أختي ويخليك
    شكراُ على متابعتك التي أسعدتني كثيراً

    :)

    ردحذف

تقييمك للمدونة ؟؟