السبت، 17 أكتوبر 2009

(( وحيد في المنزل ))

(( وحيد في المنزل ))
ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه





ما أقساك يا أيامي , وما أرداك يا حظي , ففتاة في عامها الخامس عشر من المفترض أنها تزداد حباًُ للحياة كلما تقدم بها السن , وليس كرهه الحياة وذلك يعود لأن همها والمطلوب منها يزداد كلما زادت عدد سنواتها .

فتاة أشبه
باليتيمة , وذلك يعود لأنها لم ترى والدها منذ ما يقارب الخمس سنوات , والسبب يكمن في أن والدها يقضي فترة عقوبته في السجنوالباقي من سنوات سجنه يساوي الذي مضى .

فتاة أشبة
بالوحيدة , فهي تعيش كأنها وحيدة والديها , فمن يمتلك أخ مثل أخيها سوف يرى نفسه بدون أخوة , فاأخوها لم يكترث لها ولأمها يوماُ , يعيش لنفسه فقط , يحاول أن ينسى الفقر والهم بنسيانهم .

لكن سيشع النور يومً من الأيام , وسيتغير كل شيئ سيئ في حياتي الى منبع طيب , سألتقي بوالدي , سيكبر أخي ويصبح أكبر عقلاًُ وأكثر رزانة , سأتزوج من فارس أحلامي الذي لم يتواجد في حياتي حتى الآن , ولكنه سيأتي حتماًُ يوم من الأيام .



كل تلك المقدمة كانت وليدة أفكار الفتاة جميلة الأوصاف
خلود , التي كانت تسير قاصدة المحل التجاري , وتنظر بجميع الأتجاهات حتى تعرف المحلات التجارية في حيها الجديد , الذي لم يمر على سكنهم فيه أكثر من ثلاثة أيام .



وصلت خلود الى المحل التجاري , أخذت الأشياء التي طلبتها منها والدتها , ولكن لاحظت
نظرات غريبة من شاب غريب , فهو ينظر اليها كذئب وجد فريسة يبحث عنها .



عندما لاحظت أن ذلك الشاب يلاحقها في أقسام وممرات المحل التجاري , ارتأت أن لم يعد بأمكانها سوى
العودة من حيث ما أتت , لم تكمل مطالب أمها وأكتفت بالذي تحمله يداها , ذهبت الى المحاسب في خطوات سريعه ومرتبكة , دفعت الحساب , وأنطلقت مسرعة نحو منزلها الجديد .



أثناء سيرها تفأجات بأن الشاب
يلاحقها بسيارته , ويلقي عليها عبارات غزل , أغلبها خادشة للحياء , تاهت خطواتها وتاه تفكيرها وتركيزها ,فتاهت دروبها .

سارت في طريق لا تعلم أين
نهايته , والشاب الغريب مازال يحدوه الأمل في أقتناص فريسته الضعيفة .
أرتمت خلود على أحد الأبواب التي كانت في طريقها , طرقت الباب بقوة تشابه دقات قلبها ((
القوية السريعة )) .

بعد لحظات فتح الباب شاب في مقتبل العشرينيات ويتضح من تقاسيم وجهه وتعابيره أنه شاب طيب وودود .

أخبرته خلود بما حدث , فهم جزء من حديثها ولم يفهم ما تبقى بسبب أختلاطه مع
عبرات البكاء والرعب , أنطلق الشاب صاحب المنزل يكسوهالغضب الى ذلك الغريب الذي أزعجه طلب الأنقاذ الذي قامت به فريسته التي لم تعد كذلك , فر هارباً مبتعداًُ عن أرجاء المنطقه .

حاول الشاب تهدئة خلود بعد هروب الشاب الغريب , وطمئنها أنها بأمان , ووعدها أنه لن
يلحقها أذى بوجوده .

لم
تنفع محاولات ذلك الشاب لتهدئة خلود , والسبب يعود لأنها لم تعد تعلم طريق منزلهم الجديد .

أخبرت خلود الشاب بأن الذي يدعوها للقلق والخوف هو أنها لم تعد تعلم مكان منزلها ,
بانت علامات الحيرة والتعجب على محيا ذلك الشاب , سألها أذا كان لديهم هاتف للمنزل , فاأجابته بأنهم لا يمتلكون هاتف حتى الآن .

سألها أذا كانت تعرف أرقام هواتف أحد من أفرد الأسرة , فا أخبرته بأن والدها في
السجن , وأن لديها أخ واحد فقط وليس يحمل هاتف محمول .

ثم قالت بنبرة تملؤها السعادة والأمل ((
لقد تذكرت فا أنا أحفظ رقم خالي محمد ))

ناولها الشاب هاتفة المحمول , ثم قامت بالأتصال بخالها محمد , وبعد أن سمعت صوته
عاودت البكاء ثم سردت له ماحدث , حاول تهدئتها وطمئنها بأنه سوف يأتي اليها بأقرب وقت هو ووالدتها , وأنها ستكون بمأمن مع ذلك الشاب الطيب .



ثم طلب منها مكالمة الشاب الذي ساعدها , هاتف خالها محمد الشاب وسأله في البداية عن أسمه , فأجابه الشاب بأن اسمه
وحيد , ثم طلب منه تحديد منزله , وبعد أن أستدل خال الفتاة منزل الشاب وحيد , أخبره بأنه سيذهب لمنزل أخته والدة خلود وأحضارها معه لمنزله , وسيكون بعد ما يقارب الساعه عند باب منزله , بعد ذلك طلب وحيد من خلود أن تذهب الى داخل المنزل وتنتظر حتى تأتي أمها ويأتي خالها .

دخلت خلود المنزل , ولكن تفاجأت
بأنه خالي من سكانه , همت بالخروج منه على عجل , ولكن أوقفها نداء وحيد , الذي أخبرها بأنه نسي أن يخبرها أنه وحيد في المنزل , وأن جميع أهله ذهبوا للقرية عند أجداده .

وأشار أليها لو أنه
أراد أيذائها لما ساعدها , ولو أنه أراد بها سوء لم يخبر خالها عن مكان منزله .

ثم مد لها
مفتاح غرفة الضيوف , وطلب منها المكوث فيها حتى وصول أمها وخالها , وطلب منها عدم فتح الباب الا عندما عندما تسمع صوت أمها وخالها خلف الباب .

أزاح كلام وحيد جزء كبير من الخوف والقلق الذي كان
يعتريها , طلبت منه كوب ماء قبل أن تدخل في غرفة الضيوف , ذهب مسرعاًُ نحو المطبخ وأحضر لها كوب الماء , ولكنه تعثر في طريقه قبل وصوله لها بأمتار , في موقف أضحك الأثنان , ذهب مرة أخرى للمطبخ وأحضر لها كوب ماء , تناولته من يده وذهبت الى غرفة الجلوس , وبعد دخولها لغرفة الجلوس أقفلت الباب معلنه بدء رحلة أنتظار قدوم خالها ووالدتها .





ما أقساك يا أيامي , وما أرداك ياحظي , فلا يمكن أن يقع ما حدث لي مساء اليوم مع أي فتاة اخرى .
ولكن أنا مازلت متفائلة بأنه سيأتي اليوم الذي سيشع منه النور , وسيختفي منه الظلام , وآمل أن يكون نصيبي مع مثل وحيد هذا الشاب الطيب ,الشاب الودود , الشاب الغيور , الشاب فتى أحلامي , أو يكون من نصيبي أي شاب يشابه صفات وحيد , الذي لن أنساه ماحييت
.

تلك الكلمات هي ما كان يجول في
خاطر خلود , التي تناست أن القصة لم تنتهي بعد , وأن مازال للأثارة بقية .
قطعت دقات
باب المنزل الخارجي تفكير خلود .

اعتراها الخوف والرهبة من تلك الطرقات ومن الذي يقف خلفها , وضعت أذنها اليمنى على باب غرفة الضيوف حتى تسمع مالذي يحدث خارج جدران غرفة الضيوف .

سمعت
صوت وحيد وهو يقوم بالترحيب با أصدقاءه , تمنت في تلك اللحظة لو تنشق الأرض وتبتلعها , ولا أن يحدث لها مكروه .

سمعت صوت أحد أصدقاء وحيد وهو يقول ((
هاه ياوحيد العشاء جاهز , ترى ذابحنا الجوع )) ثم أطلق ضحكاته بعد تلك الجملة .

دار في خلد خلود أنها هي
المقصود بالعشاء , وأن وحيد أتصل على أصدقائه حتى يقوموا بالنيل منها جميعاُ , ثم ناداها صوت ضميرها مخبرها بأن وحيد أنسان طيب وأنه سيحميها , وأنه سيكون مثال يحتذى لفارس أحلامها الذي لن يسمح أن يحدث لها مكروه .

في خضم تلك
المشاعر المتناقضة,ركضت خلود الى زاوية غرفة الجلوس وأجهشت بالبكاء , و بعد برهة من الزمن سمعت دقات الباب وصوت وحيد يطلب منها فتح الباب حتى يوضح لها الأمور .

هي الآن أمام أهم
قرار في حياتها حتى الآن , , أما أن تثق في وحيد وتفتح له الباب وتسمح له بالدخول وشرح مايحدث , أو أن تنتظر ما تخبئه لها الدقائق القادمة .

تذكرت منظر وحيد عندما ذهب ليحضر لها الماء وتعثر , وأخبرها بأنه سيذهب ليحضر كوب اخر من الماء , ذلك المشهد جعلها تتشجع وتثق في وحيد , وتقرر أن تفتح له الباب .


دخل وحيد في غرفة الضيوف
وأقفل الباب من خلفه , طمئنها أنه مازال عند وعده بحمايته لها , وأن لن يمسها مكروه بأذن الله وهو بالقرب منها.

وعندما سألته من هؤلاء الشباب ؟؟ وماذا يريدون ؟؟ ومن المقصود بالعشاء ؟؟
أجابها بأن أصدقاءه
يجتمعون عنده في المنزل , ويقضون الليل في مشاهدة الأفلام أو المباريات أو اللعب في العاب الفيديو , وهم أعتادوا مني أنأحضر لهم وجبة العشاء بشكل شبه يومي .

ثم طلب منها
الهدوء والثقة فيه وعدم القلق من أصدقاءه لأن الطيب سمتهم جميعاً .

للمرة الثانية أستطاع وحيد أن يزيل الخوف والقلق والرهبه من قلب خلود , بعد أن سحرها بكلامه وأسلوبه الذي يغلب عليه الأرتباك والخجل .

خرج وحيد من غرفة الضيوف وتوجه نحو أصدقاءه
مشعل وعمر , لاحظ وحيد علامات التعجب والدهشة على محياهم , طلب منهم الخروج معه الى فناء المنزل حتى يوضح لهم الأمر .

شرح وحيد قصة الفتاة لإصدقاءه مشعل وعمر , ولكن الغريب في الأمر
أنهم لم يصدقوا ما قاله وحيد لهم , ولو أنه صادق في ما يقول لأخبرهم القصة عند وصولهم للمنزل .

حاول وحيد
أقناعهم تكراراًُ ومراراً فلم يصدق أي منهم , ظهر الغضب على محيا عمر الذي كان يلوم وحيد على أنانيته وحبه لنفسه , ولو أنه كان يكن لهم بعض الحب لأخبرهم مبكراً بأنه سيحضر فتاه الى منزله , قطع مشعل حديث عمر مدافعاًُ عن وحيد ( بخبث ) , وأن وحيد صديق عزيز لهم , وأنه لم ولن ينساهم مهما حدث , مختتماًُ حديثه بأن وحيد لن يمانع أن يكملوا ما بدأه مع تلك الفتاه , وأن وحيد سيذهب لأقناع الفتاه بأن تسمح لهم أن يفعلوا بها مثلما فعل بها وحيد قبل وصولهم !!

صرخ وحيد في وجه مشعل وهدده بأنه سيقطع علاقته معه لو تحدث عن الفتاه بسوء مرة أخرى , وأن الفتاه ليست كما يظنون , وأنه سيسمح لهم بلمس جسدها الطاهر أذا سمح لهم بلمس جسد أمه أو أحدى أخواته لأنه يعتبرها كأخت له .

حاول عمر تهدئة الموضوع فأخبر وحيد أنه
صدق قصة الفتاة التي أخبرهم بها , وأنه من الأفضل أن يذهب هو ومشعل حتى لايكونا مصدر رعب وخوف وقلق للفتاه .

قام وحيد ب أمساك عمر وسحبه الى
حضنه , ثم أخبره بأنه زاد قيمةً وقدراُ عنده , وبأنه نعم الصديق وأنه لن ينسى لعمر هذا الموقف مهما حدث.

بعد ذلك أشار مشعل الى وحيد بأنه
أقتنع بقصة الفتاه , وأنه سيهم بالمغادره ولكن بعد أن يحضر له مفاتيح السياره والتي نسيها بداخل المنزل .

انتابت الشكوك وحيد من الذي يضمره مشعل , فنظرات الخبث والغدر تملئ عينا مشعل , ذهب الى داخل المنزل لأحضار مفاتيح مشعل ولكنه لم يجدها .
في نفس الوقت وخارج المنزل كان مشعل على
موعد مع الشيطان بحضور عمر , وضع مشعل خطه للنيل من الفتاه وطلب من عمر تطبيق خطته الشيطانية .

بعد دقائق خرج وحيد من داخل المنزل , وجد عمر يقف
وحيداُ في فناء المنزل , سأله عن مشعل ؟
فأخبره بأن مشعل وجد مفاتيح السياره وأخبره بأن مشعل ينتظره في السيارة للحديث معه في موضوع هام .

وافق وحيد على
مضض , توجها نحو الخروج من فناء المنزل , عند وصولهم لباب المنزل الخارجي سمع وحيد صوت أقفال الباب الداخلي بقوة , التفت وحيد بأستغراب وتعجب نحو عمر , وسأله ما الذي حدث ومن الذي أقفل باب المنزل ؟
فأخبره عمر والضحكة الخبيثة لا تفارق محياه
بأن مشعل وضع خطته للنيل من الفتاه , وأضاف أن مشعل لاحظ وجود مفاتيح المنزل معقله على باب المنزل من الداخل , وخطرت بباله فكرة أن يدخل المنزل خلف وحيد وأن يختبئ بأحد الغرف حتى خروج وحيد من المنزل , بعد ذلك يقوم بأقفال باب المنزل من الداخل والنيل من الفتاه !!

أنطلق وحيد مسرعاُ نحو لكنه صدم بأن مشعل
أقفل باب المنزل , حاول أن يقوم بفتح الباب بشتى الطرق ولكن ضاع مجهوده سدى , تاهت أفكاره, وسقطت دموعه , ثم قام بطرق الباب بشكل قوي وسريع والدموع تنزل على وجنتيه وهو ينادي بأعلى صوته لمشعل , ويطلب منه بأن يترك الفتاة في حال سبيلها .
في داخل المنزل كانت خلود
تسمع صرخات وحيد , ولكن لم تكن تفهم ما يقول , أنتابها الخوف , والقلق , نزلت دموعها بغزارة , وقطع صوت طرقات الباب تفكيرها التائه .

يقف خلف الباب
مشعل والشيطان , طلب منها مشعل بخبث أن تفتح له باب المنزل حتى ينقذها من وحيد , الذي قام بالأتصال عليهم حتى ينالوا منها جميعاً .
لم تصدق في البداية ما قاله مشعل , وأخبرته بأن وحيد
أنسان طيب وصادق , وهو وعدها بأن لن يمسها مكروه لطالما هو قريب منها .
كان للشيطان
حضور قوي ذلك اليوم , فكان هو يجهز الكلمات لمشعل , ومشعل يقوم باألقاها على مسمع خلود .

أخبر مشعل خلود بأنه أستطاع أن يقوم
بأقفال الباب على وحيد في دورة المياه حتى يستطيع مساعدتها على الهروب من المنزل قبل قدوم باقي الأصدقاء لوحيد الذي أخبر جميع أصدقاءه بأنه يوجد في منزله فريسة جاهزة للالتهام .

لم
تقتنع خلود بجميع الذي يخبرها به مشعل , الا عندما أخبرها بأن لو كان وحيد أنسان طيب وصافي النوايا , لبادر با أخذها لمركز الشرطة وتسليمها لهم , وهذا أأمن من انتظارها في منزل وحيد .

قامت خلود بتنفيذ
أسوء قرار في حياتها , وذلك بعد قيامها بفتح باب غرفة الضيوف لمشعل وصديقة الشيطان .

لم تمنع الدموع والتوسلات والصيحات مشعل من ترك خلود وشأنها , قام بالأنقضاض عليها والنيل منها ومن كل أمل تحمله في خيالها , أنقض عليها كما تنقض حشرة لعينة على قطعة من الحلوى لم تجد من يحميها من تلك الحشرة .

في الخارج وتحديداًُ عند باب المنزل الخارجي مازال وحيد يطرق الباب ولكن بشكل
أقل قوة من السابق , وذلك بعد نيل التعب واليأس منه , سقط على الأرض كأنه قتيل تلقى طلقات من سلاح ظن أنه سيحميه ولكنه قتله .

قال بصوت خافت يكسوه اللوم والعتاب موجهاَ حديثه لعمر ((
لم أتوقعها منكم يا أعز الأصدقاء , فلقد أخبرتكم بأن الفتاة كا أخت لي , ولو كانت أخت أحدكم هل ترضون أني أنال منها كما تحاولون النيل من هذه الفتاة المغلوبة على أمرها ؟؟ ))

فا أجابه عمر بأن
لا يوجد لديه أخت تذهب في المساء بحثاًُ الى منازل الغرباء والمكوث معهم .

فز وحيد من مكانه وذلك بعد سماعه
أحدى صرخات خلود , ثم صرخ بأعلى صوته (( أتركها ياحقير , فوالله لو حدث لها مكروه فأني سأقتلك كما قتلت شرف وعفة الفتاة)) .

في وسط تلك الصرخات سمع وحيد من يطرق باب المنزل الخارجي , أنطلق يحدوه الأمل بأن يكون الطارق شخص
سمع الصرخات و يريد المساعدة , بعد فتحه للباب وجد خارجة محمد خال خلود ومعه والدتها , تفاجأ خال خلود بمنظر وحيد والدموع التي على وجنتيه , بعد أن عرف عن نفسه لوحيد قام بسؤال وحيد لما يبدو هكذا وهل بنت أخته على مايرام ؟

قام وحيد با أخبار والدة وخال خلود بأنه يوجد أحد أصدقاءه والذي
خدعه وتسلل الى داخل المنزل وذلك للنيل من خلود , صرخت والدتها بأعلى صوتها, ثم همت مسرعه نحو داخل المنزل , في الفناء حدث مالم يكن في الحسبان , وذلك بعد أن تفاجأ عمر بالذي يراه , ونفس الشي حدث لوالدة وخال خلود , ثم دار بينهم الحوار التالي :

عمر با أستغراب :
يمه ؟؟؟ وش اللي جابك هنا ؟؟

جميع علامات الدهشة والتعجب تملئ تقاسيم وجه وحيد , وكأنه يشاهد فلماً , أو كأنه في حلم غريب أو كابوس بالمعنى الأصح.

والدة خلود ونفس الأستغراب الذي على محيا أبنها على محياها :
أختك هربت من واحد أراد فيها شر , ولجئت الى هذا البيت , وجيت أنا وخالك علشان ناخذها , الا علمني أنت وش عندك هنا , وليه ماتحاول تنقذ أختك من اللي يحاول يمس بشرف أختك وشرفنا داخل البيت جن جنون عمر , الذي صرخ بأعلى صوته مطالباُ مشعل بالتوقف وعدم النيل من (( أخته )) , حاول كسر باب المنزل ولكن ضاع جهده سدى كما حدث لوحيد قبله عندما حاول كسر الباب .



ركض مثل المجنون لأحد نوافذ المنزل , وكانت نافذة المطبخ , قام بكسر
زجاج النافذة بيديه , بعد ذلك قام بالدخول نحو المنزل من النافذة المكسورة والدم ينزف من يديه , لم يتوانى عن أخذ السكين التي شاهدها أمامه في المطبخ , ذهب مسرعاً نحو غرفة الضيوف .
في فناء المنزل سمع وحيد ووالدة خلود وخالها
صرخات مشعل , بعدها بدقائق فتح عمر باب المنزل وبيده سكين ملطخه بالدماء , ثم فر هارباً .
هرع الجميع الى غرفة الضيوف , وجدوا
قتيلين , القتيل الأول وهو شرف فتاة عدوها الأول هو قدرها , والقتيل الثاني هو مشعل الذي قتل بطعنات من أعز أصدقاءه .

سأصف لكم المشهد الذي أراه الآن في مخيلتي , غرفة مملئوه ب
الدماء , أم سقطت على الأرض بعد رويتها لمنظر أبنتها بعد فقدانها لشرفها , أخ الأم وهو يحاول مساعدة أخته , فتاة تحاول مساعدة خالها في حمل والدتها , ودموعها تتساقط على محيا والدتها , شاب يقف في منتصف الغرفةيبكي بحرقة , ولا يعلم ما هو سر بكاءه , هل يبكي على الفتاة التي أعجب فيها للحظات وحاول مساعدتها ولم يستطع فعل شي في أول اختبار حقيقي له , أم يبكي على صديقه الذي كان يعتبره الأخ التي لم تلده أمه وأصبح ألد أعداءه , أم يبكي على صديقه الذي ساهم بشكل مباشر بقتل شرف أخته وشرفه , أم يبكي على الأم التي تخيل رؤية سعادتها عند أستلامها لأبنتها سليمة من أي مكروه قد يحدث لها .

في الجانب الآخر من مخيلتي , أتذكر منظر عمر
زميلي أيام الصغر في مقاعد الدراسة , أتذكر منظره وهو يجول الشوارع وهو يرتدي ملابس باليه ويبدو كالمجنون , يطلب المال والأحسان من الناس , وأصبح شخص بلا مأوى , شخص بلا عقل , شخص بلا شرف .

كل ما أتذكر قصة زميلي عمر ,
أتمنى بأني لم أشاهده ذات يوم في ذلك المنظر الذي أثار أستغرابي , وجعلني أسأل أحد العاملين في المطعم الذي أعتدت ارتياده عن قصة عمر , وما الذي جعله يبدو هكذا .

في بعض الأحيان
أود الذهاب للحي الذي كان يقطن فيه عمر وسؤال أحد قاطني ذلك الحي عن صحة قصة عمر وأخته , ولكن أخاف من سماع مايؤكد القصة التي أخبرني بها ذلك العامل في المطعم, ومما يزيد الهم بداخلي .

لذلك أحاول أقناع نفسي دائماً
بعدم صحة هذه القصة , وأن الذي حدث لعمر قصة أخرى , قصة قوية للغاية جعلت عمر يفقد عقله , ويبدوكالمجنون .



تقبلوا تحياتي




فتكو بعافيه ,,,

هناك تعليق واحد:

  1. عجزت الكلمات في التعبير عن ما في داخلي
    مالنا الا الدعاااااااء بان ربي يوفقك ويسعدك

    ردحذف

تقييمك للمدونة ؟؟