قصة حطاطه والشايب (( قصه واقعيه ))
من سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه
قصه واقعيه حدثت قبل سنين ,,,,,,
كم أنا مشتاق لأيام الماضي الجميل , والتي كان يكمن جمالها في بساطتها , وكم كنت أحب حارتنا اللتي عشت فيها مراحل طفولتي , كنت أحبها أكثر من حبي لغباء وأستعباط صديقي العزيز (( حطاطه )) .
كان حطاطه وكالة أنباء الحاره المتنقله , كان ينقل الأخبار بأسرع من نقلها بالأنترنت أو الجوال أو جميع وسائل الاتصال الحاليه , كان يجوب الحاره في (( عز القايله )) بحثاً عن مشكله بين شخصين , أو موقف محرج لشخص ما , أو حتى بحثاً عن الحشره التي كان يطلق عليها أسم (( حطاطه ))
لهذا سمي بحطاطه .
صوره للحطاطه
في أحد الأيام , وبينما أنا مستلقي أمام التلفاز , كان عندنا ضيف , وبينما نحن نشاهد التلفاز , أذ سمعنا شخص يطرق باب منزلنا بقوه , وكأن الذي خلف الباب شاب فلسطيني فر من قوات المارينز الأمريكيه .
خرجت أنا والضيف الذي عندنا لنرى من الطارق , فلما فتحنا الباب وجدت الطارق صديقي حطاطه , لم يدعني أسئله ماذا تريد وباغتني بقوله (( الحق ياقبطان بوريك شي ورا بيتنا )) قتلني الفضول لرؤية ماذا يحدث خلف منزلهم , ذهبت مع حطاطه وأصطحبت معي الضيف لنرى مايخبئ لنا حطاطه .
ذهبنا معه ووجدنا خلف بيته , رجل طاعن في السن , واقف مكانه , قلت لحطاطه : هذا حنا ورى بيتكم ومافيه شي ؟
قال حطاطه : قربوا يالدلوخ وشوفوا الشايب وش جالس يسوي !!
أقتربنا من الشايب ووجدناه (( يبتول لا أرادياُ على ملابسه )) ولكبر السن دور في ذلك .
وجهت أنظاري لحطاطه ووجدته مبتسماًُ وكأنه شيئ يدعو للمفخره .
غضب الضيف الذي كان برفقتنا وقال :
مو عيب عليك تجمعنا عشان هالشايب المسكين ؟؟
قال حطاطه : والله حبيت أوريكم الشايب الدلخ اللي (( يبول وهو واقف وعلى ملابسه وبالشارع قدام الناس ))
أنا ضحكت لكلام حطاطه لأنه قال الكلام وهو واثق من نفسه .
فقال لنا الضيف :
حرام عليكم تضحكون على هالشايب , ترى ربي يبليكم وتصيرون مثله !!
هنا رد حطاطه بكل غباء وقال : كيف يبلينا ؟؟؟ تخيل يا عقيل أنا وياك نبول بالشارع على ملابسنا وحنا ماندري , وأطلق ضحكه غبيه تشابه الغباء الذي يستوطن عقله .
قال لنا الضيف : من المفروض أنكم أذا شفتوا مثل هالشيئ أنكم تقولون (( اللهم لاتبلانا , واللهم لاشماته ))
أنا رددتها مع الضيف أحتراماً له ولكلامه .
حطاطه ضحك على ترديدي الكلمات وقال : ياعقيل أنت خواف وتخاف تصير مثل الشايب , أنا ماني قايلها وماراح أصير مثله , وذهب الى منزله يبتسم أستخفافاًُ بنا أنا وضيفي .
مرت الأيام والشهور بعد تلك الحادثه , لم يتغير شيئ في حارتنا , سوى شيئ بداءت الحظه على جدار منزل جارنا أبو حطاطه كل يوم الصباح , ويختفي أوقات العصر , كنت أرى ((طراحه)) على جدار منزل حطاطه بشكل شبه يومي .
في أحد الأيام سألت حطاطه عن قصة الطراحه فأجابني : هذي أختي الصغيره دايم تصب ماء عليها وأمي تعلقها على الجدار حتى تنشف .
في أحد الأيام وأنا ذاهب للسوبرماركت التي تقع اخر الحاره , وأثناء مروري بجوار منزل حطاطه سمعت صوت صراخ وعراك صادر من منزلهم , بعدها بلحظات خرج أخو حطاطه الذي يصغره سناًُ يركض من المنزل وخرج خلفه حطاطه يحمل بيده حجر ورماه على أخيه , وقال له : (( أوريك ياليلى !! )) سألت حطاطه : ليه تعيرونه بليلى؟؟
قال حطاطه : لأن أبوي مره سألنا مين تبون تتزوجون أذا كبرتوا وتوظفتوا ؟؟ أنا قلت بنت خالتي فلانه , تدري أخوي من يبي ؟؟
قلت مين ؟
قال حطاطه : راح جاب لنا كتاب القصص حقه وفتح على قصة ليلى والذئب قال أبي أتزوج ليلى عشان أنقذها من الذيب الداشر .
أنفجرت ضاحكاُ وأكملت سيري للسوبرماركت , وبالقرب وجدت أخو حطاطه وناديته : تعال ياليلى خلنا نروح للسوبرماكت .
كاد أن يموت من الغيض وقال
فأجبته بأبتسامه عرف منها جوابي .
فقال لي وهو يكاد يموت من القهر : والله لأوريه أبو طراحه !!
قلت:ليه تعيرونه أبو طراحه ؟؟ <<< أستغل الوضع ويبي يعرف معيارتهم
قال : لأنه كل يوم يبول وهو نايم بدون مايدري وتقوم امي كل صبح تغسل طراحته وتعلقها على الجدار حتى تنشف .
هنا كانت الصدمه عندي ,, سبحان الله , هذي اخر الشماته ياحطاطه , أجل أختك الصغيره كل يوم تصب على الطراحه ماء ؟؟
وأنا عائد الى المنزل , وجدت حطاطه أمام منزلهم جالس , ناديته ودار الحوار التالي :
أنا : تكذب علي ياحطاطه أجل ؟ وتقول أن أختك كل يوم تصب ماء على نفس الطراحه ؟؟ وأنت مريض بالتبول الا أرادي ! هذي أخر شماتتك بذاك الشايب ياحطاطه .
صمت حطاطه للحظات وهو يكتم قهره وقال : أجل قالك ليلى عن معايرتي ؟؟
أنا : أيه قالي وهذي جزات الشماته ياحطاطه .
قال حطاطه : والله ماكنت أتوقع أني راح أصير مثل ذاك الشايب , وخلاص أنا كل ما أشوف شي أقول(( اللهم لاتبلانا , واللهم لاشماته )) مثل ماقال لي ضيفكم .
بعدها بأيام خرجت أنا وحطاطه نجوب انحاء الحاره , فأذا بحطاطه يقول (( اللهم لاتبلانا اللهم لاشماته )) وكررها عدت مرات .
وجهت أنظاري تارة يميناً وتارة شمالاًُ ولم أجد شي يدعوا لقول ذلك من حطاطه , فسألته : وش شفت عشان تقول اللهم لاتبلانا واللهم لاشماته ؟؟
أشار لي بيده بعيداً وقال : تشوف ذيك القطه هناك ؟ ياحرام تتبول في الشارع !! الظاهر عندها تبول لاأرادي
أنتهت القصه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
ملاحظات :
** أدعوا أن تترحموا على الضيف الذي كان معانا بالقصه لأنه أنتقل الى جوار ربه قبل مايقارب العشر سنوات .
** شفي حطاطه من التبول اللاارادي قبل مايقارب ال7 سنوات .
نصيحه لاتتشمت الا أذا كنت ملاك <<< والملاك ماظنيت أنه يدور الشماته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق