الاثنين، 15 سبتمبر 2014

صدق أو لا تصدق " داعشي يتزوج طفلة عمرها 7 سنوات "





صدق أو لا تصدق " داعشي يتزوج طفلة عمرها 7 سنوات "

ضمن سلسلة ما علينا







لدي أيمان تام بأنه لو كان هنالك جائزة باسم "نوبل للشائعات فسوف تكون من نصيب نادر .. وهو صديق تعرفت عليه في مرحلة الابتدائية .
كان نادر معروف في الحي بأنه أكبر إنسان مؤلف ومروج للشائعات .. وهو على أتم الاستعداد لتدمير وتشويه صورة أي شخص لا يحوز على رضاه .. أو يكن لذلك الشخص عداوة .

أبناء الحي بعد مدة وبعد تجارب ومواقف كثيرة أصبحوا لا يثقون بأي شيء يقوله نادر .. فمثلاُ لو قال لنا أن الشمس تشرق من الشرق لن نصدقه .

تدرجت مع نادر من الصف الرابع وحتى الصف السادس .. الذي شهد ذلك الموقف الذي لن انساه ما حييت .

حيث قام نادر بنشر إشاعة في جميع انحاء المدرسة مفادها أن مدرس مادة العلوم طراد على علاقة شاذة ومحرمة مع الطالب المتميز خالد .. والذي يعتبر أكثر طلاب المدرسة جمالاُ ووسامة .
مدرس العلوم كان كثير الغمز بالعين اليمنى اثناء شرحه .. لكن نادر أوهم الجميع بأن تلك الغمزة موجهه لخالد الذي كان يجلس في الصف الأمامي .

في احد الايام وبعد انتهاء شرح المادة .. طلب المعلم من أحد طالب يدعى نايف ان يأتي اليه ليخبره سراُ في أذنه .
ذهب ذلك الطالب وأقترب من المعلم .. الذي كان يحدثه عن امر يخص الطالب المتميز خالد .. ولاحظ الجميع ذلك من خلال نظرات المدرس طراد والطالب نايف الموجهه صوب خالد .
كان يدرس معنا في نفس الصف طالب غيور من خالد يدعى ماجد .. لم يتحمل ما يحدث .. ثم قال للمدرس بصوت عال "جميع الطلاب يعلمون ماذا تقول لنايف " 
أبتسم المدرس وقال : سوف أعطيك خمس درجات لو كنت تعلم ماذا أقول لنايف .
ماجد بعد تردد : أنت .. أنت .. أنت تتحدث مع نايف عن علاقتك مع خالد .
المدرس باستغراب : عن أي علاقة تتحدث .
ماجد : الكل يعرف انك تغمز بعينك لخالد لأنه جميل .. وتفعلون أشياء ليست جيدة في معمل العلوم وقت الفسحة .
وقف المدرس على قدميه .. وكادت عينيه ان تخرج من مكانهما من الذي سمعه .. بينما كانت ردة فعل الطالب خالد أن خر باكياُ .
لازلت أتذكر حتى هذه اللحظة ردة فعل نادر صاحب الاشاعة الذي لم يتوقع ان يقوم ماجد بقول تلك الاشاعة على الملأ .. وحاول أن يهرب وذلك بعد استئذانه من مدرس العلوم لكي يذهب للحمام .. الذي رفض ذلك .
طلب المدرس من احد الطلاب أن يذهب لغرفة المدير ويحضر الخيزرانة .. ثم بدأ بتجريد العقال والشماغ من رأسه ووضعها على طاولته .
ثم طلب من ماجد أن يقترب منه ويخبره بجميع الذي سمعه .
لم يتمالك ماجد نفسه وخر باكياُ أيضاً .. ثم قال " أنا سمعت هذا الكلام من علي "
طلب المدرس من علي وماجد الخروج والوقوف أمام الطلاب والتحدث بكل ما سمعوه .
كان علي يبكي ايضاُ عند خروجه .. وكان يجر قدميه وكأن بهما علة .
بعد وقوفه امام الطلاب بدأ بالتحدث بتردد .. ينطق كلمة بصوت عالي والأخرى بصوت منخفض لأنها تحمل عبارات "جنسية"
وبعد نهاية حديث ماجد وعلي .. أخبروا المدرس بأنهم سمعوا تلك الأمور من "نادر"
طلب المدرس الذي كان الغضب يتضح على ملامح وجهه من نادر أن يقف أمام الطلاب ويعترف بكل شيء .
خرج نادر وهو خائف ويحلف بأنه لم يقل هذه الامور .
عندها صاح علي وماجد وقالوا " نعم انت قلت لنا هذه الامور والجميع يعلم بها .. وعبدالله وعبدالرحمن ومحمد وفيصل وعبدالعزيز وأحمد " جميعهم يشهدون على ذلك .
قام المدرس بسؤال الجميع عن مصدر تلك الاشاعة .. وكان المتهم الأول هو "نادر"
بعد وصول الخيزرانة .. ما هي إلا دقائق حتى بدأ العقاب الذي جعل "ماجد وعلي" يتبولون على ملابسهم أمام الجميع من شدة الخوف .
كان المدرس يقوم بضرب نادر وكأنه قتل شقيقة .. لا.. بل كان يضربه لإنه قتل سمعته .

لا زلت أتذكر أننا بكينا جميعنا من الخوف .. لأننا لم نرى في حياتنا وحشية أكثر من تلك .
انكسرت الخيزرانة على جسد نادر .. ولكن لم يكن ذلك كافياُ لإيقاف الضرب .. بل أستمر الركل والصفع لنادر الذي كان يبكي ويطلب الغفران .

بعد انتهاء المدرس من الضرب تحدث ألينا والدموع تنهمر على محياه وأخبرنا عن نيته في ترك التعليم والبحث عن وظيفة اخرى خارج هذه المدرسة لا يكون فيها علاقة ولقاء مع اطفال .
وذلك ما حدث فعلاُ .


أحد أولياء الامور كان في زيارة للمدرسة في ذلك الوقت وجعلته الصدفة يرى منظر المدرس طراد وهو يقوم بعقاب نادر .. لم يعجبه الأمر .. فقام على الفور بأخذ ملف أبنه .. ونقله الى مدرسة أخرى .
عند سؤالنا لصديقنا أبن ولي الامر عن سبب انتقاله لمدرسة اخرى قال "سمعت ابي يقول لأمي بأنه قام بنقلي بسبب رؤيته لأحد المدرسين وهو يقوم بضرب طالب بشكل وحشي لأنه لم يحل الواجب "

أتذكر هذه القصة عندما أسمع عن خبر مشاجرة او طلاق سببه سخيف وتافه .. لأنني متأكد أن الآخرين يتحدثون ويحكمون وينشرون الاخبار بدون معرفتهم بجميع تفاصيل الحدث .
إذا قرأت عزيزي القارئ خبر غريب للغاية في احدى الصحف او على اشرطة قنوات الاخبار او في مواقع التواصل الاجتماعي .. فلا تصدق ذلك الخبر حتى تتأكد بنفسك من صحة الخبر .

مثال :
"بعد زواج عامين.. مواطن يطلق زوجته لإختلافهما على إختيار إسم مولودهما "

هذا الخبر موجود في الانترنت ولو بحثت سوف تجد الخبر .. ولكن هل تصدق عزيزي القارئ هذا الخبر ؟
أنا لا أشكك بصحة الطلاق .. ولكن أشكك بصحة السبب .. لأنني متأكد أنه يوجد سبب أكبر من سبب اختيار اسم المولود .. ولكن من الصعب كشف ذلك السبب .. لذلك وقع الاختيار على هذا السبب لإخفاء السبب الرئيسي .

ما علينا من كلام الناس .. ولكن علينا أن نؤمن في هذا البيت " ستبدي لك الايام ما كنت جاهلا .. ويأتيك بالإخبار من لم تزود‏ "

بخصوص خبر زواج الداعشي من تلك الطفلة هنا حقيقة تلك الصورة كاملة 
أضغط هنا


ملاحظة : أنا غير متفق وغير مؤيد لما تقوم به جماعة داعش .. ولكني غير مؤيد للأكاذيب والاشاعات والإخبار المغلوطة عن أي شخص .. مهما كانت ديانته .. ومهما كانت طائفته .. لأن الكذب منهي عنه .

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

" خذوا الجمال .. فغلوه "

" خذوا الجمال .. فغلوه "
ضمن سلسلة " ما علينا "



عندما كنت صغيراُ أعطاني والدي بعض الريالات وطلب مني أن أذهب الى سوبر ماركت الحي لكي أشتري الخبز .
ذهبت بسرعة واشتريت الخبز وعدت بسرعة .. وتلقيت توبيخاُ من والدي لا زلت أتذكره حتى هذا اليوم .. والسبب يعود لأن الخبز الذي اشتريته "بارد" .. وليس حار كما كان يريد والدي .
أمسكني والدي مع يدي بقوة وأخذني الى السوبر ماركت وفتح الصندوق الذي يوجد فيه اكياس الخبز .. ثم قال لي بأن الخبز الذي في الاعلى دائماُ يكون بارد لأنه في الواجهة .. ولكن اذا ازحت الاكياس التي في الواجهة وتعمقت في الاسفل سوف اجد اكياس الخبز التي تحتفظ بجزء من حرارتها .
وبعد درس الخبز .. تكرر الدرس مرة أخرى .. ولكن تلك المرة كانت بعد شرائي للطماطم .. وتكرر مع أمور كثيرة .. حتى وصلت سن البلوغ وفهمت الرسالة التي كان يريد إيصالها والدي لي وهي "إذا طلب منك عمل .. فأنت بين خيارين .. أما أن تفعله على الوجه الصحيح .. أو تدعه لشخص خبير يفعله بدلاُ عنك"

نحن يا سادة نعمل .. لا أقول أننا لا نعمل .. ولكننا إذا نظرنا الى اعمالنا سوف نجد أن الاغلبية منها غير متقنه .

فعلى سبيل المثال .. في أحدى مدارس الجنوب أرادت ادارة المدرسة إسعاد طلابها المستجدين .. وجعل يومهم الأول في الدراسة جميل وسعيد ويحببهم في الدراسة أكثر .. فقاموا بإحضار زي للشخصية الكرتونية المشهورة "ميكي ماوس"
ولكنهم لم يتقنوا عملهم .. فقاموا بإحضار زي مهترئ .. وقناع من ورق .. بل ان الطفل الذي كان يرتدي ذلك الزي كان يرتدي أجلكم الله حذاءه المهترئ .




نحن لا تنقصنا المادة .. لأننا أغنى بلد عربي ومن أغنى الدول العربية .. ونحن أيضاُ لا تنقصنا الإمكانيات .. فنحن شعب مثقف ومتعلم وعددنا يزيد عن الخمسة والعشرون مليوناُ .. ولكن الذي ينقصنا هو اللمسة الجمالية على أعمالنا .

أغلب بيوتنا على اشكال مربعه كأنها صناديق .. ويزينها من الداخل "التعتيق" الذي يزيد المنظر بشاعة .
الدوائر الحكومية تكييفها سيء .. انارتها اسوء .. الكراسي فيها غير مريحة .. أغلبها بيوت مستأجرة .. يعني تطلع من المقلط عفوا مكتب الوارد وتذهب لمجلس النساء عفواً مكتب المدير لا تشاهد في خلال سيرك في تلك الممرات الضيقه إلا جدران متسخة وأرضية لا تقل اتساخاُ عن الجدران .
ملاعبنا الرياضيه يفصلك مضمار عن الملعب .. وتحتاج الى منظار حتى تشاهد لاعبك المفضل على الطبيعة .. تنظيم سيء .. ودورات مياه اجلكم الله أسوء .. حتى الملعب الذي يضم لاعبين أسعارهم تقدر بعشرات الملايين لا يعوض لك قيمة التذكرة التي دفعتها لتسعد عيناك بكرة قدم جميلة وراقية .

المدارس أكثر الاماكن التي تحتاج الى اعادة تهيئة .. ولا زلت حتى هذه اللحظة اتذكر بعض الامور التي رأيتها في المدرسة الفرنسية في الخبر .. وكيف أنه خالجني شعور بأنني في صالة ترفيه وليست مدرسة .
بينما في مدارسنا الحكومية كل شيء يبعث بالكآبة .. بدأ من سور المدرسة .. وانتهاء بالمقاعد الخشبية المهترئة ذات اللون الاخضر الفاتح الذي يسبب الغثيان .
دورات المياه أجلكم الله غير نظيفة .. والمكيفات من الطراز القديم "مكيفات الشباك" ذات الصوت المزعج .. الفطور وجبات محددة .. ملعب أسمنتي كأنه للعقاب وليس للترفيه .. ومواد تدرس ليس لها أي فائدة تذكر .. مواد معلوماتها للحفظ المؤقت .. وأكبر دليل أنك لو سألت أي خريج ثانوي عن أنواع الخلايا أو الطحالب أو أنواع الصخور وأنواع التربة لن تجد منه سوى ابتسامة الجاهل .
حتى المدرسين أغلبهم غير كفؤ لشغل المنصب .
كم عدد المدرسين الذين يعملون بصدق وأمانه .. يعشقون الوظيفة .. لا يتذمرون .. دفعوا من جيبهم الخاص لإسعاد طالب .. أو حل مشكلة طالب فقير .. أو لإحضار وسيلة تعليمية تفيد طلابه !

كل شيء في هذا البلاد يحتضر .. وأولها التعليم .. والسبب الرئيسي أننا نفقد الاتقان .. ونفتقد للمسة الجمالية في أعمالنا .
لأننا غير محترفين .. لا ندقق في التفاصيل .. الذي يكمن فيها الجمال .. لأنها أمور مادية .. وليست أمور معنوية يكمن الشيطان في تفاصيلها .
قارن بين أساليب التدريس في الدول المتقدمة وبين تدريسنا !!
قارن بين الشوارع .. وتخطيط الاحياء السكنية .. وبين اشكال المباني من الداخل والخارج .. بيننا وبينهم حتى تعلم أننا في أسفل السلم وهم وصلوا القمة .
لاحظت أن البعض يكره أن تقارن بين السعودية مثلاُ والامارات .. للسبب كنت أجهله .. ولكن بعد مدة عرفت أن سبب عدم تقبل بعض المواطنين للمقارنة بين بلدنا وبلدان اخرى هو "الغيرة على الوطن"

إقتباس »
"الغيرة هي الخوف من المقارنة"
ماكس فريش


ولن يتطور بلدنا ما دام أن البعض يغار من البلدان التي سبقتنا بسنوات ضوئية لكي يثبت ولائه وحبه للوطن .



لتصل الى الهدف وإحرازه بشكل جميل .. عليك في المقام الأول تخيل الشكل النهائي لذلك الهدف .. ثم محاولة تطبيق ذلك الهدف بكل دقة واستمتاع .. لأن العمل اذا لم يتم بمتعه وسعادة .. لن يكون عمل جميل يستحق الاشادة ..

الاسمنت والطلاء والجبس والزجاج والخشب والحديد والألمنيوم والنحاس الخ .. ترسل من الصين عبر الحاويات الى أمريكا والسعودية وبريطانيا والإمارات والى جميع الدول .. ولكن يتم التعامل مع تلك الاشياء في تلك الدول من خلال مبدأ "خذوها وتعاملوا معها بالشكل المطلوب المؤدي الى المثالية والجمال الذي يسر النظر" .. بينما يتم التعامل معه في بلدنا من خلال مبدأ "خذوها ..فغلوها .. وصمموها أي كلام .. المهم في النهاية نشوف مبنى يتسع لسكان .. او مراجعين .. او موظفين .. أو حتى طلاب يأخذون درس عن الجمال الذي لم يروه ولم يعرفوا عنه سوى أسمه "

في النهاية كنت أستطيع إحضار الخبز الحار .. والطماطم الطازج لوالدي .. لو تحريت الدقة والإتقان في العمل المطلوب مني .. ولكني اعتمدت في تنفيذ العمل على العشوائية .. مثلما فعل مدير تلك المدرسة الذي يستطيع توفير و إحضار هذا اللبس التنكري والجميل لأطفال مدرسته .. بدلاُ من اللبس المتهرئ والمخجل الذي رأيتموه في الاعلى




نحن نحتاج الى تعليم أبنائنا وجيل المستقبل كيفية عمل المطلوب منهم بشكل جميل ومتقن قبل أن يكون بشكل سريع و " أي كلام "

أما جملة " ما علينا .. المهم أنها شيء يقضي الحاجة" كانت تفي الغرض في جيل الطيبين اللي على نياتهم ويعجبهم أي شيء لأنهم جيل مغيب تماماُ عن العالم الخارجي حينها لعدم توفر الانترنت بسهولة وأريحيه مثلما يحدث الآن .. أما هذا الجيل والجيل القادم فهو جيل يريد أن يشعر ب آدميته وتقديره .. مثله مثل الاخرين في البلدان الاخرى الاكثر تطوراُ وجمالية .


إقتباس »
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه "

تقييمك للمدونة ؟؟