الجمعة، 30 يوليو 2010

(( أيام العذاب ))



ملاحظة : ستكون رافعيات الجمعه القادمة هي الرافعيات الأخيرة ,, لأنها ستتوقف في شهر رمضان المبارك ,, ولي عودة بأذن الله بعد شهر رمضان ,, أما مع سلسلة الرافعيات ,, أو مع سلسلة آخرى .


(( أيام العذاب ))
ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه وردة حمراءوردة حمراء



في أحد الأحياء الشعبيه في مدينة جدة ,, وأمام ذلك المنزل الشبه مهجور ,, وقفت سيارة أمام باب ذلك المنزل ,, وأرتجلت منها سيدة في بداية الثلاثينيات من عمرها ,, تحمل في يدها اليمنى حقيبة ,, ويدها اليسرى ممسكة بيد طفل لم يتجاوز الثالثة عشر من عمره ,, وتوجهت الى داخل ذلك المنزل المهجور .

في داخل ذلك المنزل كانت تقف الأرملة سعاد والتي مازالت تحتفظ بملامحها الجميله وكأنها شابه في مقتبل العشرينيات ,, كانت تقف أمام تلك العجوز التي تقطن ذلك المنزل والتي هي في واقع الأمر والدتها ,, والتي تزورها كل شهر تقريباُ .

أخبرت سعاد والدتها بأن يوم غداُ هو يوم حفل زواجها على رجل أرمل يكبرها في العمر قليلاُ ,, كان الشرط الأهم لزوجها الجديد قبل أرتباطه بها هو أن تتخلى عن أبنها لأنه لا يحب الأطفال ولن يستطيع العيش معها بسلام وهدوء طالما ذلك الطفل متواجد بينهما .
لذلك قررت أن تضع أبنها عندها ليقيم عندها مدة تقارب السنه حتى تقوم خلال تلك الفترة بأقناع زوجها الجديد بتقبل وجود أبنها بينهما .

وأضافت سعاد أيضاُ بأنها سترحل في اليوم التالي للزواج مع زوجها الجديد الى العاصمة ,, حيث مقر عمل زوجها الجديد ,, لذلك قامت با إيجار شقتها في جدة والتي كانت تعيش بها مع أبنها .

وأضافت أيضاُ بأنها ستقوم بأرسال مبلغ شهري كمصروف لوالداتها ولأبنها ,, وستقوم بتحويل ذلك المبلغ الى الحساب البنكي لأحدى صديقاتها والتي ستقوم بدورها بأيصال ذلك المبلغ الى والدتها بأسرع وقت .

بعد تلك الكلمات ودعت سعاد والدتها ,, وقامت كذلك بتوديع أبنها المصدوم والمفجوع من الكلام الذي سمعه من والدته ,, وغادرت على الفور دون أن تدع لوالدتها مجال تناقشها وتبدي فيه رأيها عن تلك القرارات التي أتخذتها بدون أي مشورة منها .

صمت عجيب في داخل تلك الغرفه المهترئه ,, طفل صامت أتعبه البكاء عند ذلك الباب الذي أغلقته والدته خلفها ,, وينظر بأتجاه جدته أو عفواُ والدته الجديده ,, والتي كانت تبكي بصمت ,, قطعت صمتها وذلك بعد مناداتها ذلك الطفل ليقوم بالسلام عليها والجلوس بقربها .

قام ذلك الطفل وسار بأتجاه جدته بخوف ,, ثم ما أن أقترب منها حتى رمى نفسه بين أحضانها معلناُ أرتفاع أصوات البكاء والنحيب بعدها .

كان أكثر ما يؤلم فؤاد ذلك الطفل هو أن تتخلى عنه والدته بتلك السهوله ,, وكيف أنه لم يعلم بمخطط والدته الا بذلك الوقت فقط .
كان جداُ مصدوم ولا شيء في حياته يبعث بالفرح .

بينما وفي نفس الوقت والمكان ,, كان أكثر ما يؤلم فؤاد تلك العجوز هو ما فعلته أبنتها بأبنها وكيف تخلت عنه بتلك السهوله .
كانت جداُ سعيدة بداخلها بأن حفيدها سيكون بجوارها مدة عام على الأقل ,, رغم ألم وقسوة ما فعلته أبنتها ذلك اليوم ,, الا أن شيئاُ جديداُ في حياتها سيبعث لها بالفرح والأنس الا وهو حفيدها العزيز جداُ على قلبها
.

بعد سنه ونصف من الذي حدث بالأعلى دعوني أتحدث بالنيابة عن القبطان زيدان وأكمل لكم باقي قصتي :
أنا عاطف أبن سعاد ,, أبلغ من العمر الآن أربعة عشر عاماُ وسأدخل في عامي الخامس عشر بعد أيامُ قليلة من الآن .
أنا الآن ذاهب الى مجتمع جديد ,, موعود بأن ذلك المجتمع سيكون جميلاً ,, وبأذن الله سيكون كذلك ,, لذا أتمنى أن تدعوني أخبركم ما حدث لي في السنه والنصف الماضيه من حياتي :

بعد مرور أسبوع على أقامتي في منزل جدتي المهترئ في ذلك الحي الشعبي بدأت أتأقلم مع كل شيء ,, على الرغم أنني كنت قادم من حي ومنزل أفضل من الذي كنت فيه ذلك الوقت وبمراحل .

تعرفت على صديق جديد في ذلك الحي يدعى ((
مازن )) وكان هو الشخص الوحيد الذي كنت أقضي معه أغلب وقتي وذلك لأنه يشاركني تقريباُ نفس حالتي الأجتماعيه ,, لأنه يتيم الأبوين بعد أن فقدهما في حادث سير ,, ويعيش الان في منزل أجداده مع خواله وخالاته .

كان مازن أفضل مني في كل شي ,, كل ما يريده يتم توفيره له من قبل جده أو جدته او خواله وخالاته ,, وكان يتلقى تعليمه ,, وكان الأولاد السيئون في ذلك الحي بقيادة (( ممدوح ابو راس )) لا يستطيعون الأقتراب منه والحاق أذيتهم به لمعرفتهم بأن ورائه أناساًُ يدافعون عنه ولا يدعون مجالاُ للمكروه ان يصيبه الا بما يشاء الله .
بينما كنت أنا وجدتي ننتظر الأحسان من الجيران والآمرون بالمعروف ,, حتى نحصل على ما نسد رمقنا به ,, فصديقة والدتي للآسف لم نرها سوى مرتين ,, المرة الأولى حملت لنا مبلغ لم يتجاوز (( 300 ريال )) وهو اقل من ثلث المبلغ التي وعدتنا والدتي أن يصلنا والمقدر ب (( الف ريال )) .
المرة الثانية التي قدمت فيها الينا صديقة والدتي وكانت قبيل أحد الأعياد بيوم وكانت تحمل معها ملابس جديده لي ولوالدتي بمناسبة العيد ,, وكانت تلك الملابس كصدقة منها لنا .


لم يكن يغضبني ذلك الأمر بقدر ما غضبت بسبب أن والدتي لم تقم بنقلي الى احدى مدارس الحي الذي تقطن به جدتي .

مضى الأسبوع الأول من الدراسه وأنا لا أستطيع الذهاب للمدرسة وذلك لبعدها أولاًُ ,, وثانياُ لأنه لايوجد لدي الأشياء الواجب توفرها لطالب المدرسة من دفاتر وأقلام وحقيبه مدرسية .

في نهاية الأسبوع الأول لبداية الدراسه ,, كنت متواجداٌُ برفقة صديقي مازن أمام ارض فاضيه تم تشييد ملعب لأبناء الحي فيها .
قمت بالاصطفاف مع ابناء الحي ليتم اختياري مع احد الفرق التي ستعلب ذلك اليوم ,, ولكنني فوجئت بأقتراب طفل بنفس سني ويسمى ((
ممدوح أبو راس )) أقترب مني وطلب مني بكل خبث أن أغادر المكان ,, وعند قيامي بسؤاله عن السبب لطردي ,, أجابني بأنني لست من ابناء الحي حتى أشاركهم اللعب .

تدخل صديقي مازن وأخبر ممدوح أنني أحد سكان الحي مؤخراُ ,, وبأنني أقطن في منزل العجوز المعروفه بالحي بأسم أم سعاد .

قال ممدوح حينها :
(( اااه أنت اللي امك تخلت عنك ,, والحين تسكن عن شحادة الحي العجوز أم سعاد)) وأطلق بعدها ضحكة حقيرة ,, لم أستطع خلالها الرد عليه الا برسم صفعه على محياه البشع .

ثارت ثائرة ممدوح ابو راس والذي كان معروف بأنه الأشرس في ذلك الحي ,, ثم قام بالتهجم علي وحاول طرحي أرضاً ولكنه عجز عن ذلك ,, وما هي الا لحظات حتى التف حولي ما يقارب ثمانية من أصدقاء ممدوح وطرحوني أرضاُ وأشبعوني ضرباُ ,, في وسط محاولات من مازن الذي حاول ثنيهم عن ضربي ولكن في نهاية الأمر لم يستطع ,, ولكثرتهم دور في ذلك .

عدت الى المنزل برفقة مازن والذي كان يحاول أن يخفف عني ألم الضرب المبرح الذي تعرضت له وذلك بأخباره لي بأنني أول شخص يستطيع التهجم وأهانة ممدوح أبو رأس والمعروف بأنه الأقوى والأشرس في الحي .


ذهلت جدتي من علامات الضرب التي رأتها على محياي ,, وسألتني عن السبب ومن هو الشخص الذي قام بضربي ,, فكذبت عليها وأخبرتها بأنني سقطت أرضاُ أثناء لعبي كرة القدم مع أبناء الحي ,,
وكان سبب كذبي عليها ذلك اليوم لأنني لم أشاء أن تقوم بالخوف علي مستقبلاُ ,, في ذلك الحي الذي كنت اتوقع بأنه سوف يشهد العديد من المشاكل في مستقبلي الغامض فيه .

في اليوم التالي وكان يصادف يوم الخميس طلب مني صديقي مازن أن أرافقه لحي يبتعد عن الحي الذي نقطن فيه قرابة الثلاثة كيلومترات , وذلك للعب كرة القدم في ذلك الحي والذي هو صديق لبعض أبنائه .

خلال سيرنا بأتجاه ذلك الحي ,, وعند أحد التقاطعات المروريه والتي تشهد وجود العديد من أشارات المرور ,, ذهلت بالكم من الأطفال والنساء والذين يقومون بمد يدهم للأشخاص الذين أجبرهم أحمرار الأشارة على الوقوف أمامها .

شاهدت أكثر من زجاج سيارة تم خفضه وخروج أيدي فيها نقود تجاه يد الأطفال والنسوة الذي يتناولون تلك النقود ويقومون بعدها بالدعاء لصاحب تلك اليد الكريمه .

كنت في ذلك اليوم أفكر أن أبدأ في اليوم التالي هذا العمل لعلي أجد فيه ما يسد رمقي أنا وجدتي ,, بعد أن بدأ الحال يضيق بنا اكثر واكثر , ولكنني كنت متردد أكثر خوفاُ من غضب جدتي والتي كنت اعتقد انها سيزعجها ذلك الأمر كثيراً .

وصلنا الى ذلك الحي الذي كنا قاصدين التوجه اليه , ولعبت الكره مع ابناء ذلك الحي بجسدي فقط ,, لأن عقلي كان مشغول بالتفكير في أمر الوقوف عند احد الأشارات وطلب المساعده من الناس .

بعد انتهاء اللعب والذي لم استمتع فيه كثيراًُ , عدت برفقة صديقي مازن الى حينا ,, وعلى طريق العوده كنت أرى صديقي مازن يتحدث بأسهاب ويطلق الضحكات ,,و لم أعلم ماذا كان يقول ذلك المساء وذلك لأنني كنت لا أزال مشغول التفكير بأمر طلب المساعدة من الناس عند الأشارات .

وصلت الى منزلي بعد صلاة المغرب ,, وبدأ الجوع يضرب أوتار معدتي الخاويه ,, ذهبت الى الثلاجة والتي كنت اعلم بأنها خاويه وذلك حتى أقنع عيني بأن تلك الثلاجه فارغه وتقوم تلك العين بدورها بأقناع المعده وأوتارها بأنه لا يوجد شيئاًُ أستطيع من خلاله أيقاف اصوات المنبهات التي بدأت تطلقها وذلك كأشعار من معدتي بخلوها من الطعام .

كانت الساعه تشير الى العاشرة مساء عندما سمعت الطرقات القويه على باب المنزل ,, ذهبت أركض بأتجاه ذلك الباب عل وعسى يكون خلفه إناء فيه طعام من احد الجيران المحسنين .
فتحت الباب ولم أشاهد امامي الا إناء مغطى وفيه على ما اعتقد طعام ورائحته الزكيه أسعدت محياي وجعلته يبتسم ويشكر الشخص الحامل للإناء والذي لم اتعرف عليه الا بعد ان سمعت صوته .
كان ذلك الصوت هو صوت الشخص الذي أشبعني ضرباُ بمساعدة أصدقائه مساء الأمس ولعلكم عرفتوا من هو ,, نعم هو ممدوح أبو راس ,, الذي أبتسم عندما رأني قنطت محياي بعد مشاهدتي لمحياه .



قام ممدوح بإعطائي الإناء ,, وأخبرني أنه من والدته لجدتي ,, أخبرته بشكري له ولوالدته الأنسانه الحنونه والتي على الدوام تحاول مساعدتنا وتقديم الحسنى لنا .

عند همامي بدخول البيت لا إلتهام مافي ذلك الإناء سمعت ممدوح يناديني ,, التفت محياي والتفتت يداي التي كانت تحملا الطعام بأتجاهه ,, قام عندها برفع غطاء الإناء حتى أتضح الرز واللحم الذي في الإناء , وقال لي((
شكلك جاااايع ,, والأكل اللذيذ ماراح يكفيك انت وجدتك ,, بس وش رأيك أخلي طعم الأكل أفضل وألذ ويكفيك أنت وجدتك ؟؟ ))
فسألته بكل برأه ((
كيف راح تخلي طعمه افضل وألذ ؟؟))

قام بالضحك بصوت عالي وقال ((
سأخبرك كيف )) قام بعدها بالبصق على ذلك الطعام ,, وأطلاق ضحكه عاليه ,, لم استطع تمالك اعصابي حينها ,, وقمت بإعطائه الإناء ليس في يده ,, ولكن في محياه ,, صفعته بالإناء على محياه وأغلقت الباب خلفي خوفاً من ردة فعله .

سمعته يبكي ويصرخ ذلك اليوم ,, وقام بمحاولة كسر باب المنزل ولكنه لم يستطع لأنه وإن كان قوياً لن يكون أقوى من الفولاذ .

عاد ادراجه بعدها الى منزله تاركاُ خلفه جملاًُ من الوعيد والتهديد والمصحوبه بكلامات أقل ما يقال عنها قذرة .

في ظهيرة اليوم التالي ذهبت لأداء صلاة الجمعه , شاهدت ممدوح حينها بالمسجد يقوم بالأشارة لي بأنه سينتقم مني لاحقاً وأشار لي بأن الشخص الذي بجانبه هو شقيقه الأكبر , والذي كان يكبر ممدوح ب4 سنوات ويبلغ من العمر 18 عاماُ .
كان شقيقه يشير لي بعلامات الويل والتهديد في داخل ذلك المسجد ,, وبعد انتهائي من أداء الصلاة ,, قمت بالخروج مبكراُ من المسجد خوفاُ من شقيق ممدوح الأكبر والذي كان يحمل أنواع الشر في محياه البشع اسوة بأخيه ممدوح .

ركضت بأقصى سرعتي مبتعداًُ عن ذلك المسجد ولم أذهب للمنزل حينها لأنني كنت أعلم بأنهم سوف يكونوا بأنتظاري هناك ,, رحت اجوب الشوارع ,, ووقفت عند احد الأشارات والتي تعج بالعديد من الأشخاص الذين يطلبون الأحسان من الناس .

قررت عندها أن أبدأ وظيفتي الجديدة بدء من ذلك الوقت ,, ذهبت اطرق زجاج السيارات ,, داعياًُ لمن بداخلها بالتوفيق والسداد والأشارة لهم بأصبعي السبابه أي بمعنى (( أ
ريد ريالاُ واحداُ فقط ))

كان البعض يقوم بطردي بأعلى صوته ,, والبعض الآخر يشعرني بأنه لا يرى محياي البائس ولا يسمع صوتي المبحوح وطرقاتي الخجوله على زجاج سيارته .
وكان القلة يقومون بإعطائي المال .
حدث أمامي مشهد لن أستطيع نسيانه وسوف أذكره لكم :
أثناء وقوفي أمام احد السيارات والتي كانت تتواجد بداخلها سيدة برفقة بناتها وأبنها الصغير بصحبة سائقهم الذي من الجالية الأسيويه ,, فتحت تلك السيدة النافذه وقامت بإعطاء أبنها الصغير ريالين ليقوم بإعطائها لي ,, سأل ذلك الطفل الذي لم يتجاوز السابعة من عمره والدته عن سبب قيامها بإعطائي المال ,, فقالت له والدته (( حنا نعطيه فلوسنا عشان هو مسكين وما عنده احد يصرف عليه ))
قام الطفل بعدها بأعطائي ذلك المبلغ والذي أن كان قليلاُ في نظر البعض فأنه يعتبر كثيراُ في نظري .
ذلك المشهد أعادني خمس سنوات للخلف عندما أراد أبي أن يقوم بتعليمي الأحسان الى الفقراء وقام بأعطائي مبلغ من المال وطلب مني أعطائه لأحد الأشخاص الذين يطلبون الأحسان ,, فقامت والدتي بنهر والدي رحمة الله عليه مخبرة أياه بأن هذه الفئه من المجتمع ليست الا مجموعات منظمه من شخصيات كبيرة لجمع المال من الناس ,, ورفضت أن أعطي ذلك المبلغ القليل جداُ لذلك الرجل الطاعن بالسن والذي كان ينتظر أن تصل ليده النقود من يدي .


عملت مقارنه بين المشهدين وبين الأسلوبين في تربية الأطفال وخرجت بنتيجة أعتقد بأن جميعكم عرفها .

جمعت مبلغ تجاوز العشرين ريال في أقل من ساعتين ,, كنت سعيداُ جداُ وأنا أتخيل حجم السعادة التي ستكون على محيا جدتي عندما تراني داخلاُ المنزل وبيدي بعض الأطعمه التي ستسد رمقنا لمدة يومين على الأقل .

ولكن ما هي الا لحظات عندما قام القدر بأيقاظي من سباتي وأحلامي الجميله ,, وذلك بعد أن أقترب مني شاب عتي الجسم وقاسي الملامح وقام بأخذ جميع النقود التي معي عنوه ,, وأخبرني بأن هذه الأشارات هي ملكه ,, وأن جميع من يقف على تلك الأشارات تحت حمايته مقابل أقتسامه معهم ما يجنونه من نقود .

بعد ان وبخني ونهبني بأن لا أقترب من تلك المنطقه غادرت تلك المنطقه والدموع ترافقني الطريق الى المنزل .

كنت أبكي على تخيلاتي الجميله ,, وكنت أبكي أكثر عندما أتذكر جدتي والتي لم تذق شيئاً من يوم الأمس .

أثناء عودتي للمنزل وبالقرب من الحي الذي كان يقع به منزل جدتي ,, رأيت شاباُ أسود اللون يقوم ببيع ((
البطيخ )) عند احد الزوايا على الطريق المؤدي الى الحي .

قررت عندها أن أقوم بسرقة ذلك الشاب , ونجحت في ذلك بعد أن قمت بأستغفاله عندما ذهب ليأخذ المال من سيارة احد الأشخاص الذين اشتروا منه (( بطيخ ))

أخذت واحده من ال (( بطيخ )) الذي يبيعه وعدوت بأقصى سرعتي نحو منزل جدتي ,, ما أن شاهدني ذلك الشاب حتى قام بالعدو خلفي .

كنت ألهث وأنظر خلفي ,, وعند أقترابي من باب المنزل تفاجأت بالذي أراه ,, رأيت أمامي ممدوح وشقيقه الأكبر والذي كان يحمل بين يديه عصا خشبيه ,, والذين أطلقوا الضحكات بصوت عالي ,, قال ممدوح بعدها ((
هذا هو اللي ضربني أمس يا موسى ))

ما هي الا لحظات حتى سمعت صوت قادم من خلفي يقول ((
أمسكوه أمسكوه هذا الحرامي اللي سرقني )) لم ألتفت خلفي لأنني كنت أعلم بأنه ذلك الشاب الأسود الذي سرقت منه (( البطيخ )) حزن

أستسلمت حينها لقدري ,, لأنني كنت أعلم بأنني وقعت في شر أعمالي ,, وكنت أعلم أنني سأضرب اليوم حتى أفقد وعيي .

أقترب مني موسى شقيق ممدوح الأكبر ,, وأخذ البطيخ الذي بين يدي وقام برميها أرضاًُ حتى أعلنت عن أنشطارها مظهرة احمرار ما بداخلها ,, وقام بعدها بمناولة شقيقة الأصغر ممدوح العصا التي بين يديه ,, وقام بحركه سريعه بضربي على قدمي حتى وقعت على الأرض ,, وطلب من شقيقه ممدوح أن يقوم بأخذ ثاره مني بتلك العصا التي بين يديه .

لأول مره أحس بالضعف في حياتي ,, كنت أحمي رأسي بيدي من ضربة عصا ممدوح ,, وفي نفس الوقت كنت انظر الى قطعه البطيخ التي بجانبي وكنت اود التهامها ,, وكنت في نفس الوقت ايضاُ أنتظر الركلة التي ستأتي من الخلف بواسطة الشاب الأسمر الذي قمت بسرقته .

ما هي الا لحظات حتى سمعت موسى يقول ((
أحمد وش فيك ماسك العصا ,, خل ممدوح يأخذ ثاره من هالكلب ,, وأنت بعد أضربه وخذ بثأرك من اللي سرقك ))

أبعدت يدي عن رأسي لأعرف مالذي يحدث ,,
ناظرت للأعلى وشاهدت الشاب الأسود يقوم بالأمساك بالعصا قبل أن يقوم ممدوح بضربي بها .

بعدها قام الشاب الأسود بسحب العصا من بين يدي ممدوح وطلب مني الوقوف ,, كنت خائفاًُ جداُ من ذلك الشاب الأسود لدرجة أنني وقفت مرتين وأختل توازني وسقطت فيهما ارضاُ .

سألني ذلك الشاب عن سبب قيامي بسرقته ,, فأخبرته بصوت منخفض بالكاد سمعه بأنني لم أجد ما يسد به رمقي ورمق جدتي وأخبرته بما حدث لي عند الأشاره وأنني بعد أن اخذ ذلك الشاب صاحب الجسم العتي ما معي من نقود قررت أن أبحث عن حل اخر لأيجاد شي يسد رمقي ورمق جدتي العجوز الجائعه ,, ووجدته أمامي وقررت حينها السرقه منه .

ثم سألني مرة اخرى عن السبب الذي من أجله يريد شقيق صديقه موسى ضربي ,, فأخبرته بما حدث مساء الأمس من ممدوح تجاهي .

بان الغضب حينها على محياه وطلب من موسى أن يخبر شقيقه بأن يبتعد عني ,, وسط غضب عارم من موسى والذي قال ((
أطلع منها يالنيجيري لا أعلمك من تكون الحين ))

كان رد الشاب الأسود حينها محترماُ عندما طلب موسى عدم تكرار ما قاله حتى لا يقوم بضربه ضرباُ مبرحاُ ,, وأخبرهم بأنه لن يسمح لأحد بالتعرض لي من ذلك الوقت وصاعداُ ,, وسط أستغراب ودهشه وأبتسامه علت محياي ,, ووسط علامات عدم رضا وغضب اعتلت محيا ممدوح وشقيقه موسى واللذين غادرا المكان حينها .

طلب مني بعدها ذلك الشاب الأسمر والذي عرفني عن نفسه وأن أسمه (( أحمد عبدالكريم )) طلب مني أن أرافقه للمكان الذي توجد فيه تجارته (( البطيخ )) وذلك لإعطائي (( بطيخه )) أخرى بدلاً لتلك التي أفسدها موسى برميها على الأرض .

اثناء سيرنا أخبرت احمد جميع المعلومات التي تخصني ,, وأتضح تأثره الشديد بما سمعه مني ,, وعند وصلونا للمكان الذي توجد به بضاعته وبعد أن قام بإعطائي حبتين من (( البطيخ )) ومبلغ تجاوز الثلاثين ريال أخبرني بالذي سوف يقوم بفعله أعتباراُ من صباح الغد والموافق ليوم السبت بدء من ذهابه معي للمدرسة التي كنت أدرس فيها وسحب ملفي الدراسي منها وتقديمه لأحدى المدارس التي تقع بالقرب من منزل جدتي , وانتهاءً بانني سوف أحصل على مصروفي اليومي من مساعدته ببيع بضاعته من بعد صلاة العصر وحتى صلاة العشاء .

سأخبركم مالذي تغير في داخل فؤادي عند عودتي قاصداُ المنزل .
كانت جدتي تحتل مكاناُ كبيراًُ من الحب في قلبي ,,وكان والدي رحمة الله عليه يحمل نفس المكان الذي كانت تحتله جدتي ,, ولكن هنالك أصبح شخصاً ثالثاًُ على ما يبدو سوف يشاطرهم المكان الا وهو صديقي الجديد (( أحمد عبدالكريم ))

قبيل مغرب الشمس بدقائق دخلت الى منزل جدتي والتي كانت قلقه للغايه علي ذلك اليوم لتأخري بالعودة الى المنزل ,, تحول ذلك القلق الى سعادة كبرى بعد رؤيتها الأكياس التي يوجد بداخلها بعض المأكولات ,, بالأضافه الى حبيتن البطيخ التي أخذتها من صديقي الجديد احمد عبدالكريم والذي قمت بأخبار جدتي عن ما فعله معي ولم تكتفي بشكره في غيابه وأنما قامت بالدعاء له كثيراً ذلك المساء .
في صباح اليوم التالي طرق صديقي احمد باب منزلنا ,, وذهبت برفقته الى الشارع العام والبعيد قليلاُ عن منزلنا ,, وكنا قاصدين حينها مدرستي القديمه .




وصلنا الى الشارع العام وقام احمد بأيقاف سيارة أجرة ,, وطلب من قائدها أن يذهب بنا الى المكان الذي تقع به مدرستي القديمه ,,
وسط نظرات ذهول وأستغراب من قائد سيارة الأجرة من هذا الشاب الأسود والطفل الأبيض الذي يرافقه .

وصلنا للمدرسه ,, وفي داخل المدرسه رفض مدير المدرسة اعطائي ملفي الا بحضور ولي أمري ,, أخبره احمد بأن والدي متوفي وبأن والدتي تقطن العاصمه وعمامي كذلك يسكنون العاصمه , وأنه لا يوجد لدي اقارب في هذه المنطقه سوى جدتي الطاعنه في السن .

لم يقتنع مدير المدرسه بما قاله احمد ,, وسئل احمد عن علاقته بي ,, فأخبره أحمد بأنني أبن جارتهم العجوز .
قام بعدها المدير بالبحث عن رقم والدتي ,, وقام بالاتصال بها ,, وبعد أن أخبرته بموافقتها على تسليمه لي ملفي الدراسي طلبت منه ان يعطيني سماعة الهاتف لتحدثني !!



لم أشاء مكالمتها وسماع صوتها لأنني بدأت أكرهها ,, وتناولت السماعه وسط تردد كبير ,, هاتفتني والشوق يتضح في نبرة صوتها ,, وأخبرتني بأنها على وشك أقناع زوجها الجديد بأن أعيش معهم في منزلهم القابع في العاصمه , وسألتني أذا ما كنت احتاج شيئاً فأخبرتها أنني لا احتاج اي شيء وأن أموري أنا وجدتي على ما يرام ,, وقبل أن أقفل سماعة الهاتف اخبرتني بأن أستعد للعيش معها في في العاصمه بعد مايقارب خمسة أشهر أي بعد الانتهاء من دراسة النصف الأول الدراسي مباشرة .
أقفلت السماعه وكلي عتب وغضب على والدتي .
أردت أن أسألها عن سبب تخليها عني وتفضيلها للعيش مع زوجها الجديد على العيش معي ,, وأردت أن أسألها عن عقوقها بوالدتها والتي هي جدتي ,, وأردت أن أسألها عن وعدها بأرسال النقود الينا والتي لم يصلنا وقتها سوى ثلاثمائة ريال فقط بواسطة صديقتها ,, أردت أن أسألها وأردت أن أعاتبها ,, وأردت أن أصرخ في سماعة الهاتف ولكني خفت من البكاء أمام مدير المدرسة و أمام صديقي الجديد أحمد .

بعد أستلامنا للملف الدارسي من مدير المدرسة ,, أوقفنا سيارة أجرة أخرى وأنطلقنا من خلالها لمدرسة للمرحلة المتوسطه لتسجيلي بها .

بعد وصلونا لتلك المدرسه ,, وفي غرفة مدير المدرسه كان صديقي احمد يستجدي مدير المدرسة وذلك لأن يتغاضى عن تأخري في النقل الى مدرستهم بعد مضي اسبوع كامل على بدء الدراسه .
بعد محاولات مضنيه من احمد ,, وافق مدير المدرسه على تسجيلي وأخبرني بأنه من الغد يمكني أن أبدء الدراسه في المدرسه ,, وقام بعدها باعطائي لكتب الصف الثاني متوسط ,, شكرته كثيراُ أنا وصديقي احمد على لطفه وتعاونه معنا .

قام احمد بعدها بأخذي الى احدى الاسواق الشعبيه في مدينة جده والتي تشتهر برخص الأسعار ,, وقام بشراء حقيبة وأقلام ودفاتر وبعض مستلزمات الدراسه .

عدنا بعدها للحي والسعادة بما حدث تغمرني والفخر بصداقة أحمد الذي يكبرني بخمسة أعوام يتملكني .
كنت ارى في أحمد أخي الذي لم تلده أمي ,, وأرى فيه أيضاُ أبي والذي شاءت الأقدار أن يغادر هذه الدنيا ويتركني أوجاهه قساوتها وصعوبتها .

أوصلني أحمد للمنزل وودعني وطلب مني أن التقيه بعد صلاة العصر في داخل المسجد القريب من المكان الذي يبيع فيه بضاعته ,, وذهب بعدها ليقوم بتعويض ما فاته من بيع لبضاعته .
بعد دخولي للمنزل أخبرت جدتي ما حدث معي ذلك الصباح ,, لم تتمالك نفسها ذلك الوقت وقامت بالبكاء من شدة الفرح لأنني سوف أكمل دراستي ,, وقامت بعدها بالدعاء لأحمد كثيراًُ .

بعد صلاة العصر كنت متواجداُ خارج المسجد بأنتظار احمد ,, وما ان خرج احمد من المسجد حتى سألني عن ما اذا كنت صليت صلاة العصر ,, فأخبرته بأني لم أصليها ,, فقام بعدها بتوبيخي بشكل قاسي على عدم أدائي لكامل الصلوات .
ذهبت وتوضأت وأديت صلاة العصر ,, وتوجهت بعد ذلك لصديقي احمد والذي تحدث معي ذلك اليوم عن أهمية أداء الفروض وطاعة الله ورسوله .
كان توبيخه القاسي لي يزيديني محبة له بعد الله الذي رزقني بهذا الصديق الصالح .

وفي ذلك اليوم علمني أحمد كيفية البيع والحصول على البضاعة من أصحاب المزارع وكيف يقومون ببيعها وتقاسم الأرباح مع اصحاب المزارع ,, وكان أكثر ما كان ينبهني عنه هو أمانتي مع الزبائن وعدم السماح للجشع والطمع بأن يتسللا الى قلبي ,, ومخبرني أيضاً بأن أبرك الحلال أقله .

سارت الأيام بعدها بشكل جميل وسلس ,, في الصباح اتواجد امام المدرسين وفي الظهر أتواجد أمام جدتي وآخذ قسطاً من الراحه وفي العصر أتواجد أمام الزبائن بجوار أحمد ,, وفي المساء اتواجد امام الكتب والدفاتر ,, ويوم الجمعه كان احمد يعفيني من العمل ويسمح لي بقضاء الوقت بلعب كرة القدم مع صديقي السابق مازن .

أكثر ما حز في خاطري تلك الأيام هو علمي بأن أحمد ليس له عائله ,, وأنه كان مرمياُ في احد السنوات أمام احد المساجد ,, وأنه عاش وتربى في الشوارع اخر سنوات حياته ,, بعد أن قضى أول سنوات حياته في دار للأيتام وأستطاع الفرار بعدها من ذلك الدار .

مرت خمس شهور بسرعه ,, حتى أتى ذلك اليوم التي تواجدت فيه والدتي برفقة زوجها في منزل جدتي ,, تخبرني بأنني سوف أعيش معهم في العاصمه من الآن ولاحقاً ,, وسط دموع كانت تتساقط من عينا جدتي ولم أكن اعلم سبب هطولها .
هل جدتي سعيدة لأنني سوف أعيش عيشة كريمه مع والدتي في العاصمه !! ,, أما هل جدتي حزينه لأنها سوف تفارقني وتعيش لوحدها في ما تبقى لها من عمر ؟؟

أحسست حينها بأن أقرب الأحتمالات هو الأحتمال الثاني ,,
لذا قمت بأخبار والدتي بأنني لن أدع جدتي وحيده بعد اليوم ,, وطلبت منها المغادرة بدوني وسط سعادة تجلت على محيا زوجها الجديد .

غضبت والدتي كثيراُ وقالت ((
يعني أنت تبي تعصي أوامري ,, أنت ما تدري أن هذا عقوق ؟؟ ))

لم أتمالك نفسي حينها وغاادرت المنزل ,, ولكن دعوني أخبركم ما قلته لها قبل مغادرتي للمنزل ((
أنتي آخر شخص بالدنيا يتكلم عن عقوق الوالدين ))

عادت بعدها والدتي سعاد الى العاصمه برفقة زوجها وهي خالية اليدين ,, فيدها لم تكن تمسك بيدي في العاصمه كما كانت تخطط .

مرت الأيام والشهور بعد اخر زيارة لوالدتي ,, وأستطعت النجاح والأنتقال للصف الثالث متوسط وأنا متفوق على جميع زملائي في الصف ومحرزاُ الترتيب الأول على الجميع .

في بداية العام الثاني لعيشي مع جدتي ,, بدأت تتدهور حالتها الصحيه ,, وأصبحت مؤخراُ كثير التردد للمستشفيات لعلاجها برفقة صديقي السابق و الذي أصبحت أعتبره أخي الأكبر أحمد والذي كان يتكفل بجميع المصاريف .

كان جل ما تتحدث به جدتي في تلك الأيام بأن أيامها في هذه الحياه أصبحت معدودة ,, لذلك طلبت من أحمد أن يقوم بالعيش معنا في المنزل بدلاُ من العيش بمفردة .

وفعلاُ قام أحمد بالأنتقال لمنزلنا والعيش معنا ,, وهذا الأمر بقدر ما كان يسعدني ويسعد جدتي ,, كان يغضب موسى وشقيقه ممدوح ,, والذين عادوا لصنع المشاكل وسوف تعرفون خلال الأسطر القادمه مقدار حقارتهم وخبثهم .

مؤخراُ أصبحت لا استطيع الذهاب الى أخي أحمد ومساعدته في البيع ,, وذلك بسبب بقائي الى جوار جدتي المتعبه جداُ .

في أحد الأيام سمعت طرق لباب المنزل ,, ذهبت بأتجاه الباب وبعد فتحي له وجدت صديقي مازن يقف امام الباب وهو مرتبك وكأنه يحمل في داخله كلام فيه الكثير من الألم .
سألته مالذي جرى ولما يبدو شاحب اللون ,,
فأخبرني بعد تردد أن الشرطه قامت بالقبض على احمد وأودعته دار الملاحظه الأجتماعيه وذلك بعد أتهامه بالأعتداء الجنسي على ممدوح شقيق موسى !!
لم أكن أتخيل حينها أن يكون عند موسى وشقيقه ذلك القدر من اللؤم والأنحطاط ,, وقمت بعدها بكل حماقه بأخبار جدتي بما حدث والذي أتعبها ذلك كثيراُ ولم تتوقف دموعها عن الهطول ذلك المساء لدرجة أني شعرت أن أحمد أحد أبنائها الذين أنجبتهم .

ذهبت الى دار الملاحظة الأجتماعيه ,, ولكن لم أستطع التوصل لأي حل أو الالتقاء بأخي أحمد ,, عدت حينها والدموع على خدي بأتجاه منزل جدتي .

ولأن المصائب لا تأتي فرادا ,, أكتشفت بعد عودتي في ذلك المساء أن جدتي فارقت الحياه .

حزنت في ذلك اليوم أكثر من أي وقت مضى في حياتي ,, بكيت كثيراُ لدرجة أنني كدت أتعرض للأغماء أكثر من مرة في اليوم الذي شاهدت التراب يغطي جسد جدتي الطاهر .

عند عودتي الى منزل جدتي بعد أنتهائنا من دفن جثمان جدتي بعد صلاة الظهر ,, كنت أفكر عن كيفية الدخول الى دار الملاحظة الأجتماعيه والبقاء بجانب أخي أحمد والأبتعاد عن ذلك المجمتع الذي لطالما كرهته .

فكرت أن أقوم بالسرقة وأقوم بعدها بتسليم نفسي ,, فتذكرت نصائح أحمد بأن ألتزم الأدب وأن أبتعد عن مضايقة الناس وظلمهم .

في أثناء تفكيري وقبيل وصولي للمنزل شاءت الأقدار أن التقي بممدوح على طارقة الطريق ,, شاهدته يبتسم وشاهدني أبكي ,, أقترب مني ومد يده لي وسط لحظة غضب عارم مني وكان وقتها كأنه يريد مواساتي في وفاة جدتي .




ما أن هممت بمصافحة يد ممدوح حتى تهيأ لي بأنه قال ((
مبروك وفاة جدتك ))
رفعت بعدها يدي التي كانت تهم بمصافحة يده ووجهتها الى محياه لتصافح محياه البشع والكريه .
قمت بعدها بتلقينه درساًُ لم ينساه الى هذه اللحظه ,, قمت بكسر أنفه وتكسير ثنايا أسنانه ,, وتوجيه اللكمات الى كل مكان في محياه حتى سال الدم من جسده العفن ولطش يدي النظيفه بدمائه الملوثه ,, شاهدت حينها شقيقه موسى يقوم بالعدو بإتجاهي ,, نهضت حينها وأنا أبتسم وأضحك في محاولة مني لقهره أكثر وأكثر ,, وبصقت في محيا شقيقه ,, وهمتت بعدها بالفرار منه بأتجاه منزل جدتي رحمة الله عليها .

دخلت المنزل وأقفلت الباب خلفي ,, وأنا أسمع وقتها كلمات من فاه موسى القذر تجاهي ,, وركلات غاضبه من قدم موسى تجاه باب المنزل الفولاذي .

في داخل المنزل تفاجأت بوجود والدتي ,, والتي كانت تبكي وقامت بأخذي الى حضنها وحاولت مواساتي على ما حدث ,, وأخبرتني بأنها نادمه أشد الندم على معاملتها القاسية لجدتي رحمة الله عليها .
ثم طلبت مني بأن أقوم بتجهيز ملابسي لأنها ستقوم بأخذي للعيش معها في مدينة الرياض .
رفضت ذلك الأمر ,, وسط محاولات منها لمنعي ولكنني أخبرتها بأنني لن أغادر معها مهما حدث .


سمعت أثناء ذلك النقاش الذي كان يدور بيني وبين والدتي أذان العصر ,, هممت عندها للخروج لأداء الصلاة ,, وأثناء سيري للمسجد لم أشعر الا وتلك السيارة التي وقفت بالقرب مني وارتجل منها ثلاثة اشخاص أحدهم موسى شقيق ممدوح وقاموا با إدخالي لداخل السيارة رغماً عني ,, وسط محاولات بائسه مني للهرب منهم تكللت بالفشل .

في تلك المنطقه المهجورة كان موسى يخطط لأشنع شيء ممكن أن يحدث لي الا وهو أنتهاك شرفي كرد لثأر أخيه ممدوح .

أخبرته بأنه يمكنه أخذ ثأره مني بنفس الطريقه التي فعلتها بشقيقه ممدوح ,, ولكنه رفض ذلك وأصر على اخذ ثأره بطريقته الخاصه .

وللأسف نجح في ذلك بمساعدة رفقائه ,, وسط توسلات مني وبكاء بأن يتركني في حال سبيلي .
عدت للمنزل بعد سير قارب الأربع ساعات وسط أنهزاميه وكراهيه لم يسبق لها مثيل تجاه هذا حظي البائس والحقير والذي أوقعني في هذه الظروف الأكثر من سيئه .


سألتني والدتي عن سبب بكائي ولكنني لم أنطق حرفاًُ ذلك المساء .

في صباح اليوم التالي سمعت صوت طرقات على باب المنزل ,, ولم أذهب لفتحه لأنني كنت كارهاُ لكل شيء قد يحدث ,, منها أنني كرهت مقابلة الشخص الذي كان يطرق الباب والذي هو اخي احمد والذي أخبرني بعد قيام والدتي بفتح الباب له أنه خرج بعد ثبوت برائته وأن ممدوح سوف يقوم بالدخول لدار الملاحظه هذا اليوم وذلك للتحقيق معه في أتهامه الزائف لي .
لاحظ أحمد بأنني لم أستقبله كما يجب ,, وسأل عن جدتي ,, فأخبرته بأنها غادرت الحياه قبل يومين وفي اليوم الذي شهد دخوله للدار الملاحظة الأجتماعيه للتحقيق معه .

بكى أحمد كثيراُ ذلك الصباح ,, ثم قام بسؤالي ,, عن أذا ما كان هنالك شيئاُ آخر أود الحديث عنه ,, فأخبرته بأنه لا يوجد شيء يستحق الحديث عنه .

لم يصدق أحمد ما أخبرته أياه ,, فألح علي بالسؤال , الى أن قامت دموعي بالهطول ولم أشعر الا أن أخبرته بما فعله موسى شقيق ممدوح لي مساء الأمس .

لم يتمالك أحمد أعصابه ,, وسار بأتجاه المطبخ ,, وحمل سكيناً وخرج بعدها من المنزل والدموع تتساقط على محياه المفجوع .
ذهبت أركض خلفه لتهدئته ولكن جميع محاولاتي باءت بالفشل ,, وذهب بأتجاه منزل موسى وطرق باب منزله بقوه , حتى خرج موسى غاضباً من تلك الطرقات القوية ,, ولكنه لم يكمل ردة فعله الغاضبه لأنه تلقى طعنه ثبتت السكين في معدته من يد أحمد اليمنى ,, والذي طلب مني بعدها بأن أغادر هذه المنطقه مع والدتي وفر هارباً .


اليوم هو اليوم الرابع بعد ماحدث أمام منزل موسى .

أحمد :
تم قيده في دار الملاحظة الأجتماعيه بعد الأمساك به بتهمة الطعن المتعمد لموسى , وسوف يقضي عقوبته المقدره بخمسة أعوام منها عام في دار الملاحظة الأجتماعيه وأربعة أعوام في دارالسجن العام وذلك لأنه سوف يتجاوز العشرين عاماًُ وهو السن القانوني لنقله من دار الملاحظة الاجتماعيه للسجن العام .

موسى :
خرج من المستشفى ويتلقى علاجه في المنزل بعد تخطيه للمرحلة الحرجه والتي كاد أن يفقد فيها حياته.

ممدوح :
تم قيده في دار الملاحظة الأجتماعيه للتحقيق معه في تهمته الزائفه لأحمد بالأعتداء عليه .

أنا : مازلت أخبر والدتي بأنني لن أذهب الى العاصمة طالما صديقي وأخي أحمد في دار الملاحظة الأجتماعيه .


لأول مرة تقوم والدتي بعمل شيء جميل ورائع في حياتها , وذلك بعد ذهابها لأسرة موسى وممدوح وطلبها منهم بأن يقوموا بالتنازل عن أحمد بسبب طعنه أبنهم موسى والذي سوف يقوم بدوره بالتنازل عن أبنهم ممدوح .

ولأن الأبناء ورثوا الخبث والحقارة من والدهم ,, لم يكن بمستغرب أن يوافق والدهم على طلب والدتي بأن يتنازلوا عن احمد ويخرجوه من السجن مقابل أن يتنازل أحمد عن قضيته على ممدوح هذا أولاًُ , وثانياًُ بأن تقوم والدتي بالتنازل عن منزل جدتي لصالحهم .

رفضت والدتي مطلبهم ,, ولكنني أخبرتها بأنني سوف أرافقها للعاصمة بشرط وحيد الا وهو أن خروج أحمد من دار الملاحظة الأجتماعيه ,, رضخت عندها والدتي لمطلبي وتنازلت عن المنزل لصالح والد موسى وممدوح .

لم أبتسم من يوم دفن جثة جدتي رحمة الله عليها ,, وما صاحب ذلك اليوم من احداث ,, الا ذالك اليوم الذي شاهدت السعادة تغمر صديقي واخي العزيز احمد عند زيارتي له في دار الملاحظة الأجتماعيه بعد أخباري له بأنه سوف يخرج بعد شهرين من الآن بعد تنازل والد موسى وممدوح عنه بعد أن يقوم بالتنازل عنهم .

أعذرني يا أخي أحمد لأنني لم أخبرك بأن شرط والد موسى وممدوح هو التنازل عن منزل جدتي لصالحهم مقابل الأفراج عنك ,, لأنني أعلم أن ذلك الأمر سيغضبك كثيراً .
أعذرني يا أخي ,, وسنلقتي يوماًُ ما بأذن الله أذا سنحت لي الظروف .


دعوني أختم لكم قصتي الذي بدأ القبطان زيدان بكتابتها ,, وذلك لأن الطائرة التي تقلني أنا ووالدتي بأتجاه العاصمه ستكون على وشك الهبوط بعد لحظات .

دعواتكم أن تكون أيامي المقبله بالعاصمة جميلة وكفيلة بأن تنسيني مرارة ما حدث لي في جدة من أحداث صعبة النسيان .





فتكم بعافيه وردة حمراءوردة حمراء


واسف على الأطاله .

السبت، 24 يوليو 2010

(( مربط الرجال ))

(( مربط الرجال ))
ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه

ملاحظة : القصه من التراث


في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان , وكما هو معتاد عندما كنت في ايام الصغر ,, لا تغمض لي عين ولا يهدأ لي جفن إلا وتكون جدتي رحمة الله عليها ,, تجلس على طرف سريري المتواضع تروي لي حكاية << أيه هين ,, الله يخلي الطراحه بس .

ذلك المساء كنت أحاول تعقيد جدتي حتى لا أنام في ذلك الوقت المبكر .
قالت لي ذلك المساء : وش رأيك تسمع قصة الهنود السود والهنود الحمر ,, فأخبرتها بأنني سمعتها سبعه وخمسون مره كامله ,, وأثنان وثلاثون مره غلبني النعاس فيها ولم أكمل فيها سماع القصه .
قالت لي بعدها : طيب وش رأيك أقولك قصة زيدان يورث وزيدان ما يورث ؟؟
فأخبرتها بأنني سمعتها عشرين مره مسبقاُ وأخبرتها بأن تلك القصه الجميله ستكون مثبته في قهوة الأقلاع العامه بعد سبعة عشر عاماُ من ذلك المساء ,, ولكن هيهات هيهات ,, كتبت القصه ولم تثبت للأسف والسبب يعود الى من احد المشرفين الذين يعشقون (( أضطهادي )) << مايقصد مضطهد

طلبت منها قصة جديده ,, قصة بعيده عن الأفلام البدوية التي حفظتها منها ,, قصه فيها كلمات فصحى وأمرك يا موالي ومن هذه الكلمات التي تستثيرني .
فقالت : اااهااا ,, طلبك شوي صعب ولكن عندي قصه بأذن الله راح تشبع احساسك اللغوي وتخليك تطرش ضمه وسكون وكسر وفتح .

طلبت منها عنوان القصه حتى اتأكد أنها لم تقصصها علي من قبل ,, فأخبرتني أن أسم القصه (( مربط الرجال ))

فقلت لها : من جدك يا جده << حلوه صح قلت لها : من جدك يا جده ,, قصة باللغه العربيه الفصحى وعنوانها مربط الرجال ؟؟
فقالت لي : تشوف هذي العصا اللي بيدي ؟؟
فقلت لها : العصا هذي اللي بيدك ؟؟ ما غيرها ؟؟ ايه وش فيها ؟؟
قالت : العصا هذي راح تنكسر على ظهرك لو حاولت تنقص من قدراتي ومن حكاياتي التي ستجعلك احد كبار مقلعي القهوة احد الأيام .

قلت لها بعد أن أحمر وجهي خوفاُ واحراجاُ : خلاص انا اسف يا جده وهاتي ما عندك لأن الوقت مرررررره تأخر ,, أنتي ما تشوفين عقارب الساعه تشير الى الساعه التاسعه ؟؟ والله لو يدري أبوي أني ما نمت للحين راح يكسر العصا علي وعليك ,,
قالت : طيب قبل ما أبداء ,, ابيك تعلمني وشو مربط الرجال ؟؟
قلت وعلامات الحيره ترافقني : وش قصدك بمربط ؟؟ يعني وش الحبل اللي يربط بين الرجال ؟؟
قالت جدتي : أيه قربت ؟؟ وش هالحبل اللي يربط بين الرجال ؟؟
قلت على الفور وأنا أبتسم : حبل الغسيل صح ,, صح يا جده ,, وش فيك اخذتي العصا ؟؟ قلت شي خطاء انا ؟؟
قالت : حبل الغسيل ؟؟ وتبي موضوع باللغه العربيه الفصحى أجل ؟؟ الله يصبر اهلك عليك ويثيبنا على التدليع اللي ما تستاهله ,, أسمع هالقصه يا ولدي عل وعسى تعرف وش المقصود بمربط الرجال :

في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان , كان هنالك حاكم قريه , لديه بنت في غاية الجمال ,, وكان دائماُ ما يتردد الشباب الى قصر والدها لطلبها من والدها والزواج منها .
كان والدها السلطان هريدي ,, لديه شروط للقادمين لخطبة أبنته ,, وهو أن يجيب المتقدم لخطبة أبنته على ثلاث أسئله خلال أسبوع كحد أقصى ,, وأذا لم يجب الشاب المتقدم للأرتباط بأبنته على الأسئله بشكل صحيح فأن مصيره هو القتل والصلب على مدخل القبيله مدة ثلاث اشهر .
في ذلك الوقت كان أغلب المتقدمين للأرتباط ب موضي أبنة السلطان هريدي يفرون هاربين من القريه قبل اليوم الأخير للأجابه عن السؤال ,, تاركين خلفهم أهلهم وأصدقائهم والموت والخشبه التي وضعت للتصليب على مدخل القريه .
في احد الأيام تقدم شابان لخطبة الفتاة ,, وبينما وقفوا أمام السلطان هريدي وعرفوا بأنفسهم ,, أخرج كل منهم ورقة وقلم ليقوموا بتدوين الأسئله التي ستطرح عليهم من فخامة السلطان هريدي .
أخبرهم السلطان هريدي بالأسئله ولكنها كانت باللغه العاميه ,, لأنه سمعها من صديق سابق له من اهل الباديه , وكانت الأسئله على النحو التالي :
1- ماهو الشايب اللي ما يشيب ؟؟
2- وما هي الشمس اللي ما تغيب ؟؟
3- وما هو مربط الرجال ؟؟


بعد طرحه للأسئله طلب مستشار الملك والذي كان يدعى بالقبطان زيدان من الملك أن يعطيه فرصه للأجابه على هذه الأسئله.

تفاجأ السلطان هريدي من طلب مستشاره ,, خصوصاُ أنه متزوج ولديه طفل لم يتجاوز عمره الخمسة اعوام .

أخبر القبطان زيدان السلطان هريدي بأنه لا يريد الزواج من أبنته ,, ولكنه يريد المال الوفير الذي وضعه السلطان كهديه لمن يستطيع الأجابه على أسئلته والزواج من ابنته موضي ,, وكان ذلك المال مقدر (( بمئة الف دينار ذهب )) بالأضافه الى مايباخ مرصعه بالأحجار الكريمه .
وافق السلطان هريدي على طلب مستشاره , وأخبره بأن اخر مهله لتسليم الأجابه هو يوم الأربعاء القادم بعد انتهاء برنامج احمر بالخط العريض مباشرة ,, والذي كان يعرض على قناة هريدي 3 حينها .

وتم إعفاء الشابان من الأجابه على الأسئله وأعطاءهم فرصه اخرى في حال عدم أجابة القبطان زيدان على الأسئله الثلاثة التي تم طرحها .

في اليوم التالي والموافق ليوم السبت ,, قام المستشار ابو زيدان ,, بجمع كبار علماء القريه ومفكريها وكان من ضمنهم اسحاق ال نيوتن ,, وجرير وصديقه الفرزدق وعباس الفرناس ,, وجوزيف بلاتر ,, كلهم كانوا متواجدين في ملحق منزل القبطان زيدان .

أعطاهم المستشار ابو زيدان نسخ من الأسئله وطلب منهم الأجابه عليها ,, وأخبرهم بأنه سوف يتقاسم المبلغ معهم وإعطائهم لفه بالمايباخ المرصعه بالاحجار الكريمه في حال أجابتهم بشكل صحيح على الأسئله .
أتفق الجميع على اجابة السؤال الأول والثاني وأختلفوا على اجابة السؤال الثالث .
كان الجواب على السؤال الأول والذي هو (( الشايب اللي مايشيب )) أن الجواب هو (( الغراب )) لأن الغراب مهما كبر في العمر لا يشيب .
وكان الجواب على السؤال الثاني والذي هو (( الشمس اللي ما تغيب )) وكان الجواب هو (( شمس الحق )) .
وأختلفوا على اجابة السؤال الثالث والذي هو (( مربط الرجال )) .

فمثلاًُ ابو نيوتن قال انه يعتقد بأن الجواب هو (( الهاتف )) لأنه اداه للترابط ,, بينما كان جواب ابن فرناس هو (( الطياره )) لأن الطياره قادره على ايصال الاشخاص لبعضهم وربطهم ببعض على الدوم , بينما كان الفرزدق وجرير يتحسون اكواباُ من القهوه ويفكرون بأسم الديوان الشعري القادم والمشترك بينهما ,, بينما كان جوزيف بلاتر يلتقط الصور التذكاريه مع ابراهيم الفريان الذي لا يعلم ابو زيدان من اين أتى .

في مساء ذلك اليوم ذهب القبطان زيدان سراُ وتحت اجنحة الليل العاتمه الى منزل خبير التيكنولوجيا في القريه بيل بن غيتس طالباُ مساعدته في حل السؤال الذي عجز الجميع عن حله .

طلب القبطان زيدان من بيل ان يبحث عن الأجابه في جوجل , بيد أن بيل اخبر القبطان أنه لو بحث عن الجواب في جوجل سوف تستغرق عملية البحث مايقارب اسبوعان ,, وذلك لأن سرعة الانترنت التي لديه لا يمكنها ان تفي بالغرض ,, خصوصاً أن سرعه للأنترنت ذلك الوقت لديه هي 4 كيلو بايت ,, وأنه ينتظر من شركة الأتصالات السعوديه ان تقوم برفع سرعة الانترنت لديه الى 8 كيلو بايت والا سوف يضطر للسفر الى سوق عكاظ وشراء موبايلي كونكت .

ااااااااخ تششششششخ اااااااااااااااااخ تششششششخ << هذا هو صوت نغمة الشخير الخاص بي ,, غضبت جدتي عندما سمعت ذلك الصوت والقت بالاب توب الذي بين ايديها والذي تقراء لي منه القصه وقامت بصفعي بشكل خفيف على خدي وهي تقول : عقيل عقيل انت نمت ؟؟ عقيل عقيل انت نمت ؟؟
فقلت لها وأنا احاول فتح عيناي : عزيزتي جدتي ؟؟ بخصوص سؤالك اذا نمت والا باقي ,, وش رأيك ؟؟ واحد عيونه مغمضه وش تتوقعين ؟؟ تتوقعين منتبه لك وداخل معاك جو مثلاُ ؟؟ يالله تصبحين على خير ولا تنسين تطفين النور وراك ؟؟
قالت لي عندها ونبرة الغضب يملئ صوتها : اعقب ياهذا ,, من اليوم اقراء لك القصه واصيغها لك بأحسن اسلوب واخرتها نايم ,, والحين ما تبيني اكمل لك القصه ؟
قلت لها : لا من قال لا تكمليها ,, كمليها ولا تهتمين لي ؟
قالت لي بنبرة سخريه : اكملها لمين ؟؟ لسعابيلك هاللي عبت المخده ؟؟
فقلت لها : لا يا بنت الحلال ,, كمليها للي يتابعون رافعيات الجمعه ودخلوا جو مع قصتك السامجه .
قالت جدتي حينها : أيه صدقت ,, حرام نقطع هالملايين المتابعه للرافعيات من باقي القصه ,, نم نامت عليك انتصار الشراح ,, وخلني أكمل القصه لمتابعين الرافعيات وهذي هي التتمه :

أحتار القبطان زيدان بماذا سيفعل بخصوص اجابة السؤال الأخير ,, لأنه يعلم في حال اذا كان جوابه خاطئاُ فأن مشنقة القريه وتصليبها ينتظرانه .
لم ينم تلك الليله ,, ووعند بزوغ اشعة شمس يوم الأحد ,, خطرت في باله فكرة الهروب من القريه في المساء ,, اخبر زوجته بأن تستعد جيداُ للهروب من القريه في مساء ذلك اليوم ,, خلد بعدها للنوم حتى يسافر قبيل فجر الغد دون ان يغلبه النعاس على الطريق .



قبيل وصول اشعه الشمس للقريه ,, وفي عراء الظلام ,, أنطلق القبطان زيدان يحمل على كتفه شطنة فيها ملابس وبعض النقود ,, بينما كانت زوجته تمسك طفلها زيدان بيدها .
أنطلقوا سيراُ على الأقدام وبهدوء حتى لا يعلم احداُ عن سر هروبهما .

بعد سير متواصل قرابة الثلاث ساعات ,, قطعوا خلالها قرابة الخمسة عشر كيلو متراُ ,, لم يصادفهم خلالها أي سوبر ماركت ,, نفذ الماء الذي معهما ,, وبدء العطش والجوع يتسلل الى معدتهم ومعدة الطفل زيدان .

أثناء سيرهما لاحظت زوجة زيدان رجل معه اغنام يبتعد عنهم بعض الامتار ,, فطلبت من زوجها ان يذهبوا لذلك الرجل ليساعدهم ,, ويعطيهم بعض الماء والحليب لأبنهم .


جرى زيدان با أتجاه ذلك الرجل,, وطلب منه المساعدة ,, فطلب منه ذلك الرجل أولاًُ أن يخبره بقصته ,, فقام القبطان زيدان بأخبار ذلك الرجل والمسمى ب أمين ,, أنه مستشار السلطان هريدي ,, تفاجأ امين وقال له : أنت أذاُ المستشار القبطان زيدان ؟؟
فأبتسم القبطان زيدان وقال له : نعم أنا هو بشحمه ولحمه .
فقال له أمين : وما الذي جرى لك حتى بدوت هكذا ؟؟
فا أخبره القبطان زيدان بما حدث له .
طلب امين من القبطان زيدان أن يخبره بالأسئله الثلاثة التي طرحت عليه .

ضحك القبطان في البدايه وقال : لماذا تريد معرفتها ياصاحب الأغنام ,, هل تريد حل تلك الأسئله ؟؟ دعك منها يا هذا واذهب احضر لي ماء وحليب لطفلي زيدان .

اصر امين على معرفة تلك الأسئله الثلاث التي عجز كبار مفكري القريه عن حلها .

بعد امتعاض شديد قام القبطان زيدان بأخبار امين عن تلك الأسئله الثلاثه ,, وأخبره بأن مفكري القريه أجابوا على السؤال الأول والثاني ولم يستطيعوا الوصول لجواب مؤكد للسؤال الثالث .

امين : فعلاُ أنه سؤال في غاية الصعوبه ,, ولكني لا أصدق أن كبار المفكرين عجزوا عن حل ذلك السؤال حتى وأن بدء غامضاُ .
القبطان زيدان : دعك من السؤال وأذهب أحضر لي الماء واذهب بعدها وقم بحلب إحدى أغنامك وأجلب الحليب لنا .

امين (وهو مبتسماً)ُ : هكذا ؟؟ ومن دون مقابل ؟؟
القبطان : هل جننت يا امين؟؟ تريد مني مقابل ؟؟ هل نسيت بأني مستشار السلطان ؟؟

امين ( والابتسامه لم تغادره )) : نعم اريد منك مقابل ,, وهل نسيت أبأنك الان لست سلطان وأنما شخص هارب من السلطان ؟؟
القبطان : ااممممممم ,, أنك على حق يا امين ؟؟ هل يكفيك دينار من الفضه ؟
امين (( اطلق ضحكه مدويه وقال ) : دينار من الفضه ؟؟ دعه لك ؟ أريد شيئاً اخر .
القبطان : وما هو ذلك الشيء ؟؟

امين : أريدك أن تقوم برعاية الغنم حتى المساء مقابل الحليب .

القبطان ( اتضح الغضب علي محياه ) : هل جننت ؟؟ تريد مني أن اقوم برعاية الأغنام وأنت تعلم بأنني مستشار السلطان ؟
امين : هذه هي المره الثانيه التي تنسى فيها أنك لم تعد كذلك ,, هذا هو طلبي ,, أذا اردت الحليب فذهب لرعاية الغنم بدلاُ عني .

رفض القبطان زيدان ذلك الطلب ,, وعاد والغضب يتملكه نحو زوجته ,, وأخبرها بما حدث مع امين .

ما هي الا دقائق حتى قام زيدان الصغير بالبكاء واخبار امه بأن العطش والجوع نالوا منه وبأن الجوع يؤلم معدته الخاويه .
طلبت زوجة القبطان من زوجها أن يجد حلاُ لجوع ابنه الصغير ,, حاول القبطان تجاهل صوت بكاء ابنه وكلمات زوجته ولكن لم يستطيع ,, وقرر عندها الخضوع لأوامر امين والقيام برعي الغنم هذا اليوم .
ذهب حينها الى امين واخبره بأنه موافق على طلبه ,, فأخبره امين بأنه سوف يترك له الأغنام ليراعها ويحلبها وياخذ الحليب منها ,, وطلب منه ان يعيدها لحضيرة الأغنام التي تقع امام منزله الذي يقبع خلف هذا الوادي الذين هم يقفون عليه قبيل مغرب الشمس .
عاد امين الى منزله وعلامات السعادة لا تفارق محياه ,, بينما ذهب القبطان زيدان مع الأغنام وعلامات الغضب لا تفارق محياه ايضاً .

قبيل غروب الشمس اعاد القبطان زيدان الأغنام الى الحضيرة ,, سأله امين قبيل أنصرافه وهو يبتسم : هل عرفت (( مربط الرجال )) أم لم تعرف الجواب حتى الآن ,, فأخبره القبطان بأنه لو عرف الجواب لم كان اصبح راعياًُ له هذا اليوم .

بات القبطان زيدان هو وزوجته وابنه بالقرب من منزل امين ذلك المساء .

بعد انصراف القمر وحلول الشمس ,, اشتكى زيدان الصغير ذلك الصباح من معدته الفارغه واصبح يبكي بأعلى صوته .
طلبت زوجة القبطان زيدان من زوجها أن يذهب ل أمين ويحضر مالديه من خبز أو لحم لسد رمق ابنهم الجائع .
أنطلق القبطان على الفور وطرق الباب المتهالك لمنزل امين .

خرج امين للقبطان وسأله عن ما يريد ,, فأخبره القبطان بحاجتهم لبعض الطعام ,, فطلب امين من القبطان زيدان مقابل ,, فأخبره القبطان بأنه جاهز للذهاب هذا الصباح لرعي الأغنام بالنيابة عنه ,, فرفض الراعي ذلك الأمر ,, واخبر القبطان بأن المقابل سيكون عبارة عن قيام زيدان بتنظيف حضيرة الأغنام في هذا الصباح .
رفض القبطان ذلك الطلب وبشدة وقال : لعن الله حاجتي أليك يا امين ,, هل تريد مني أن انظف حضيرتك ؟؟ هل نسيت بأنني المستشار ؟
ضحك امين وقال : لطالما نسيت بأنك لم تعد مستشاراُ وأنما شخصاًُ هارباً من عدالة السلطان .
عاد القبطان الى زوجته ,, واخبرها بمطلب امين ,, كان يغلي حينها وهو يخبر زوجته بأنه يتمنى بأن يعود كما كان وأنه لم يعد يرغب بأموال السلطان هريدي ولا بالمايباخ .
تكرر السيناريو الذي حدث مساء الأمس ,, أصبح زيدان الصغير يصرخ بكل ما أوتي من قوة من شدة الجوع ,, لم يتحمل القبطان سماع صرخات ابنه الوحيد ,, ذهب الى منزل امين وهو يحاول الامساك بأعصابه ومنع دموعه من السقوط على محياه .

قام بجعل الحضيرة تبدو وكأنها جديده ,, لم يدع مكاناُ متسخاًُ فيها ,, وسط أبتسامه اعتلت محيا امين الذين كان ينظر لذلك الموقف من قريب .

بعد الانتهاء قام امين بأعطاء القبطان زيدان خمسة ارغفة من الخبز وعلبة جبنة كرافت ولتر من الحليب وثلاثة لترات من الماء .

قبل انصراف القبطان زيدان با اتجاه زوجته وابنه الجائع ,, سأله امين قائلاُ : القبطان ,, هل عرفت الآن ما هو (( مربط الرجال ))؟؟
فلم يجب القبطان على كلماته وكأنه لم يسمعها ,, وسط اصوات قهقه من امين .


خيم الليل على القبطان وزوجته وابنه زيدان ,, وكان ذلك اليوم يصادف يوم الثلاثاء ,, أي قبيل انتهاء مهلة الأجابه على الأسئلة الثلاثه بيوم بالتمام والكمال .

تكرر السيناريو للمرة الثالثه ,, فالطفل زيدان لم يأكل شيئاًُ من صباح ذلك اليوم ,, تكرر سيناريو بكاءه , وتكرر سيناريو طلب زوجة القبطان من زوجها الذهاب الى امين وطلبه قطعه من اللحم الذي كان يشويه خارج منزله وامام اعينهم .

تكرر سيناريو ذهاب القبطان زيدان الى امين وطلبه بعض قطعات الكباب والأوصال التي انتهى من شوائها ,, فتكرر طلب امين بأنه يريد مقابل لقطعات اللحم تلك .

اخبره القبطان عن مطلبه ذلك الوقت ,, فقال له امين : أريدك أن تذهب الى تلك الكلاب التي تأكل اللحم وتحلس العظام هناك وتشاركها الطعام

غضب القبطان من ذلك الطلب ,, وصرخ في محيا امين وكاد أن يقوم بضربه ,, ولكنه تمالك اعصابه وعاد الى زوجته وطفله .

أخبر القبطان زيدان زوجته بأنه لن يفعل ذلك الأمر حتى لو كلفه حياة أبنه زيدان ,, لأن المسالة الآن وصلت لأهانة كرامته .

ما هي الا دقائق معدوده حتى اصبح الطفل زيدان يبكي ويصرخ ويطلب من امه ان تدعه حتى يذهب للكلاب القريبه منهم حتى يأكل من الذي تأكله الكلاب .

بكت زوجة القبطان ,, واخبرت زوجها بأنها ستذهب لأمين وتخبره بأنها موافقه على الأكل مع الكلاب ,, وكل ذلك من أجل أن لا يموت طفلهم زيدان جوعاُ .

رفض القبطان ذهاب زوجته الى ذلك الرجل الحقير على حد وصفه ,, واخبرها بأنه سوف يذهب ويأكل مع الكلاب ,, وبأنهم سوف يغادرون هذه المنطقه با اتجاه منطقة اخرى بعد ان ينالوا قطعات اللحم من امين .

ذهب القبطان زيدان والدموع على محياه واخبر امين بأنه موافق على طلبه ,, وبأنه سوف يقوم بمشاركة الكلاب عشائهم .

اقترب القبطان من الكلاب ,, ودموعه يزداد ذرفها ,, وتناول احد العظام والتي كانت في فاه احد الكلاب قبل لحظات ,, وسط تردد كبير ,, ف يده لم تكن قادره على ايصال تلك العظمه الى فمه ,, سمع حينها بكاء ابنه زيدان ,, فقام برفع يده وموجهاُ العظمه الى فمه ,, فلم تصل الى فمه ,, لأن امين كان ممسكاُ بيده ومانعاُ أياها من توصيل قطعة العظام الى فاه القبطان

قال امين : ما الذي دعاك الى فعل كل ما طلبته منك ؟؟
فقال له القبطان وهو يحاول ايقاف الدموع التي تهطل من عينيه : أنها (( الحاجه )) يا أمين ,, فلولا حاجتي اليك لما فعلت لك اياُ من مطالبك .

أبتسم عندها أمين وقال : هل عرفت الآن يا أيها المستشار ما هو (( مربط الرجال ))

فهم القبطان ما قصده امين ,, وقام بحضن أمين حينها ,, والبكاء في حضنه ,, عندها طلب امين من القبطان ان يحضر زوجته وابنه ليشاركوه العشاء وأن يناموا في منزله المتهالك ,, وطلب منهم أن يعودوا في صباح الغد الى القريه ,, وأن يجيب القبطان على أسئلة السلطان هريدي قبل انتهاء المده المحدده .

سأل القبطان زيدان صديقة الجديد أمين عن كيفية معرفته بجواب السؤال ؟؟

فأخبره امين بأن والده كان صديق السلطان منذ القدم وبأن والده من اخبر السلطان أغلب تلك الألغاز الذي يطرحها السلطان على كل من يريد الارتباط بأبنته موضي .

عندها أخبر القبطان صديقه امين بأنه سوف يقوم بإعطائه المال والمايباخ ,, كمكافأة على مساعدتهم له ,, فقال له امين :
أنا لست بحاجة المال والحمدلله ,, حاول أن تقوم بمساعدة كل المحتاجين بالقريه في ذلك المال ,, لأنك عرفت جيداُ حاجة الرجال للرجال .


توته توته خلصت الحدوته


جدتي : طلبي الوحيد منكم يا اعضاء الأقلاع أذا سألكم شخص أسمه عقيل عن مربط الرجال لا تعلمونه ,, خلوا النوم يفيده ,, اجل يترجاني اقوله قصه واخرتها يسحب علي وينام






رويت هذه القصه لي عام 1995
عندما كنت في الصف الخامس الأبتدائي
رحمك الله يا جدتي واسكنك فسيح جناته




فتكم بعافيه


السبت، 17 يوليو 2010

(( رساله الى حطاطه + تعريف الإمعه ))


(( رساله الى حطاطه + تعريف الإمعه ))
ضمن مواضيع سلسلة رافعيات الجمعه


صديقي حطاطه لطالما أحببتك ,, ولطالما حمدت ربي أنك لست أخي الذي أنجبته أمي لأنني كنت سأكون اتعس أنسان على وجه البسيطه لو كنت اخي .
تعجبني أحياناً ,, وتغضبني في أحايين كثيره ,, وآخرها عندما نصحتك بأن لا تصبح أمعه ,, وغضبت مني كثيراُ وقاطعتني بسبب تلك الكلمه التي تجهل معناها (( مدري كيف الشخص يزعل من كلمه ما يعرف معناها

لا زلت أتذكر ذلك اليوم عندما قلت لك (( أنت أمعه )) فغضبت مني وقلت لي (( وأنت أكبر أمعه )) وقلت لك حينها (( هل تعرف معنى الأمعه )) فقلت لي (( لا للأسف والا كان ممكن أمد يدي عليك ))
سأريحك من حب الفضول الذي سوف يكون سبب في موتك يوماُ من الأيام ,, معنى الأمعه يا صديقي هو : الأنسان الكريم والذي هو قادر على ذبح نفسه وتقديمها لضيفه في حال قدوم ضيف لديه ولم يجد في ثلاجته ما يسد به رمق ضيفه ,, << كيف يذبح نفسه ويقدمها لضيفه << اوكيه عرفنا ان حطاطه غبي بس مو للدرجه هذي

وأنا أعرفك يا حطاطه جيداُ ويغضبني غضبك ,, وتأكد بأنني أحبك ولن أسيئ لك يوم من الأيام .

برايفت حطاطه : أكيد أنت صدقت أن الأمعه هو الشخص الكريم ولكن أعذرني لأنك ضحكت عليك للمره الالف بعد المليار ,, فمعنى امعه ليس هو الشخص فائق الكرم ,, وأنما هو الشخص .... هو الشخص ..... تدري عاد راح أقول لك من هو الشخص الأمعه ولكن بعد ان تقراء هذه القصه :


في غمرة النوم ,, وبعد ليلة كانت مليئه بالفوضويه والأزعاج في ملحق منزل أبو سعد ,, كان سعد يغط في سبات عميق ,, دوا في الغرفة رنين مشابه لرنين سيارات الشرطه عندما تكون تطارد شخص مطلوب ,, أزعج ذلك الرنين سعد ,, وجعله يفز من نومه ويمسك بهاتفه المحمول والذي يظهر في شاشته (( الحكومه يتصل )) قال سعد حينها (( يالله عسى خير ,, وش عنده الوالد متصل على الصباح ))
أجاب سعد على أتصال والده ودار بينهم هذا الحوار :
سعد : هلا يبه ,, خير وش عندك على الصبحيات ,,
ابو سعد : يلعن شكلك فيه احد يكلم ابوه بالاسلوب هذا ,, وبعدين انت نايم للحين ,, الناس صلوا الظهر وانت للحين نايم ,, يالله قم غسل وجهك وانطلق على سوق الغنم .
سعد : وشو ,, سوق الغنم ,, وش السالفه يا ماي فاذر ,,
ابو سعد : ماي فاذر ؟؟ أنت وضعك موعاجبني من فترة ,, على العموم قوم وروح لسوق الغنم وأختار لك خروف طيب ووده لمطعم كويس وأعزم الجيران ومعارفنا على العشاء اليوم ,, لأن خالك كلمني وراح يجيك اليوم للبيت ,, روح العصر للمطار وخذه بعدها للبيت ,, لا أوصيك خلك رجال وبيض وجهي .
سعد : ياااااااليل ,, عشاء وذبيحه وضيف وعلوم قبايل ,, اي كانت بيليفت ,, طيب يابابا وش رأيك تكلم خالي وتخليه يجي بعد ما ترجع انت من السفر ,, عشان نسوي لكم عشاء مره وحده ؟؟
ابو سعد : طيب وش رأيك نوفر فلوسنا ياولدي الذيب ونخلي خالك يسكن في فندق ويريحنا من العشاء والكلافه ؟؟
سعد ( اتضحت السعاده على نبرة صوته )) : اي والله ياماي فاذر ,, أي لايك يو من زمان ,, من جد ليه الكلافه ,, خله يروح لأقرب فندق ويفكنا من الكلافه والرسميات وعلوم الشيبان .
أبو سعد (( بنبرة صوت عاليه صاحبها بعض قطرات السعابيل لدرجة ان جواله قال في نفسه (( ياليتني كنت متوظف غساله في مغسله كان ابرك )) ابو سعد : علوم الشيبان يالسربوت ,, والله حسافه أنك ولدي ,, ياليتني ذاك اليوم كملت متابعة فيلم الرعب على ام بي سي 2 كان واجد ابرك .
سعد : ودي اصدقك بس قويه قويه يا يبه ,, لأن في أيامكم ما كان فيه ام بي سي ,, يالله كنتوا تشوفون خشة سميرة توفيق وتسعبلون عندها .
أبو سعد : لا ما شاء الله عليك ظريف ,, أقول قوم قامت قيامتك وطس لسوق الغنم وقوم بالواجب بالنيابه عني اليوم ,, يالله مع السلامه ,, وياويلك لو أسمع انك فشلتني قدام الرجاجيل .
سعد : طيب يايبه ,, اوكيه دونت كير ,, بس الفلوس اللي معاي ما تكفي ؟؟ ياليت تحول لي مبلغ كويس عشان ابيض وجهك صح .
ابو سعد (( بنبرة صوت عاليه فقعت طبلة اذن الجوال اللي يكلم فيه واللي تمنى أنه كان يشتغل كاميرا عند الفريان اهون من وظيفته الحاليه عند ابو سعد )) :وووووووووووش تقول ,, الفلوس ما تكفي ,, ياأبن التسلب معطيك 3 الاف قبل يومين أمداك تخلصها ؟؟
سعد (( وجهه صار يعطي اشكال والوان ويناظر في جواله البلاك بيري اللي اشتراه من عهدة الوالد ب2200)) : افاااااا يا يبه بسرعه صدقت ؟؟ كنت امزح معاك ,, الحمدلله ما صرفت من ال3 الاف الا ميتين ريال بس .
ابو سعد : الله يأخذ أمن جابتك روعتني ,, يعني معاك الحين 2800 ,, حلو ,, تكفي وزود ,, روح الحين للسوق ولا أوصيك ياولدي كن قد التحدي وأثبتلي العكس وأنك مو رخمه مع أني متأكد مليار بالميه انك اكبر رخمه عرفها التاريخ .
سعد : اتس اوكيه ياماي فاذر ,, بأذن الله راح أكون قد التحدي وراح أبيض وجهك ووجه العائله والوطن اليوم .
ابو سعد : يالله مع السلامه ياولدي ,, وترى امك واخوانك يسلمون عليك ,, يالله مع السلامه يا زلابه .
سعد : ما عليك زود يايبه والله يسلمك ويسلمهم ,, يالله قوود باي ماي فاذر .


ضاقت الدنيا وما فيها ذلك الوقت على سعد ,, فهو أمام يوم شاق من ظهره وحتى اخر ساعات الليل .
كل ذلك يهون عند مسألة من أين سيحضر مال يكفي للقيام بكافة مصاريف الوليمه التي سيعدها لخاله ,, رأى بأن صديقه زيدان سيكون خبير وسيكون بمثابة صفحة قوقل ذلك اليوم .

بعد دقائق كان سعد يتواجد في سيارته وبجانبه صديقه زيدان ,, أخبر سعد صديقه بكافة التفاصيل ,, منتظراُ أن يقدم له حلول تزيح بعض المعوقات التي ستواجهه ذلك المساء .

بعد دقائق كان الحل يتواجد في داخل رأس زيدان ,, الذي أومى لسعد بأن يذهبوا لسوق الأغنام ويشتري خروفاً صغيراُ وبسعر مناسب ,, سعد سعد كثيراُ لذلك الاقتراح الجميل من زيدان .
في داخل السياره كان سعد يواصل سماجته ومفرداته الغبيه والتي أستوحاها من هاتفه الجديد بلاك بيري .
كان كل دقيقه يقوم بترديد (( عزيزي زيدان ,, بخصوص أقتراحك ,, مسوي انك خبره مثلاُ ؟؟ )) ويقول بعدها بلحظات (( عزيزي زيدان ,, بخصوص شنبك ,, سجادة ايرانيه مثلاُ ؟؟ )) وكان يفجر ضحكات عاليه بعدها ,, وسط ابتسامة شفقه من زيدان على عقلية صديقه سعد .

في سوق الأغنام ,, أخبر أحد -بائعين الأغنام سعد وزيدان بأن أرخص خاروف عنده قيمته 950 ريال ,, قال سعد حينها (( عزيزي الراعي ,, بخصوص أسعارك ,, خرفانك معاها جواز امريكي مثلاً )) وأطلق ضحكه غبيه وهو ينظر بأتجاه صديقه زيدان ويقول (( أعجتك الذبه صح أعجبتك )) وسط نظرات احتقار من زيدان لصديقه ونظرات أستغراب من بائع الأغنام للكائن الغريب سعد .

بعد محاولات مضنيه لتخفيف أسعار احد الأغنام ,, رفض بائع الاغنام تخفيض المبلغ ولو ريالاُ واحداً .

عاد زيدان وسعد ادراجهما نحو سيارة سعد ,, ولكن سعد أصدم بشيئ ما وتعثر وسقط على الأرض ,, عند قيامه اندهش بأنه أصدم بخروف شبه نائم ,, صاح سعد بصوته نحو بائع الاغنام ويسأله عن قصة هذا الخروف والذي يتضح بأنه مريض .

أخبره بائع الأغنام بأن ذلك الخروف أصبح في أعداد الموتى ,, وأن مسألة موته مسألة وقت لا أكثر ولكن يبقى الأمر بيدالله .

قال سعد للبائع حينها : عزيزي الراعي ,, بخصوص هذا الخروف ,, للبيع مثلاُ ؟؟
أندهش البائع من كلام سعد وقال : تتكلم من جدك أنت ؟؟

رد عليه سعد : عزيزي الراعي ,, بخصوص كلامي ,, تتوقع أني أمزح معاك مثلاُ ؟؟
أخبر بائع الأغنام سعد بأن الخروف للبيع ,, فقال له سعد : عزيزي الراعي ,, بخصوص السعر ,, نقول 700 مثلاُ ؟؟
قال له الراعي : عزيزي الخروف عفواُ عزيزي انت ,, بخصوص السعر ,, عطني ثلاث ميه ولاعاد اشوف نعالي مثلاً ؟؟ عفواً قصدي لا عاد اشوف وجهك اللي يشبه نعالي
احتضن سعد صديقه زيدان من السعادة وكأن زيدان أحرز وقتها هدفاُ ذهبياُ في نهائيات كأس العالم ,, ثم ركض نحو بائع الأغنام وأعطاه مبلغ 300 ريال وذهب با اتجاه الخروف والذي حاول مراراُ وتكراراًُ أن يجعله يقف على قدميه ولكن دون جدوى .

قال سعد عندها لبائع الاغنام : عزيزي الراعي : بخصوص خاروفك ,, مشلول مثلاً ؟؟
رد عليه بائع الأغنام وقال : يابن الحلال انا قايل لك انه تعبان ومريض وفيه القولون وسرطان الدم وسرطان العظام والصلع انت ماتشوف شكله صاير تقول تسلب والعياذ بالله .
قال له سعد (( اهااا ,, طيب يا عزيزي الراعي ,, بخصوص اكل هذا الخروف ,, حلال مثلاُ ؟؟
قال له بائع الأغنام : أذا قدرت تذبحه قبل ما يموت اكيد بيكون حلال ,, ولكن اذا مات اعرف شغلتين مهمات :
1- انه أذا مات قبل ما تذبحه أنت صار (ميته) يعني حرام اكله الا عند الضروره .
2- وأهم نقطه ان فلوسك ماراح ترجع لو تنقز مليون مره مثلاً .


ركض سعد باتجاه سيارته ,, وقادها للقرب من الخروف وقام بحمل الخروف بمساعدة صديقه زيدان الذي كان ممتعض جداُ من تصرف صديقه سعد .

انطلق بعدها سعد بسرعه بأتجاه احد المطاعم حتى يلحق على الخروف قبل مماته , وأثناء سيره ووقوفه عند احد اشارات المرور ,, قام الخروف بأخراج صوت غريب وكأنه يحتضر ,, اندهش سعد وزيدان من ذلك الصوت وقال سعد عندها (( عزيزي زيدان بخصوص هذا الصوت ,, الخروف يحتضر مثلاً ؟؟ ))
أخبره زيدان بأن الخروف كما يبدو يحتضر ,, ضاق سعد ذراعاًُ خصوصاً وأن المطعم الذي قاصد الذهاب اليه يبعد عشر كيلو مترات تقريباً ,, طلب عندها من صديقه زيدان بأن يجد له حلاُ على الفور ,, فأخبره زيدان بأن يترك قيادة السياره له وأن يقوم سعد بالذهاب للمقعد الخلفي وعمل تنفس صناعي للخروف قبل موته << 
يمزح زيدان كعادته مع سعد

لم يكذب سعد خبراُ ,, وقفز على الفور للمقعد الخلفي بجانب الخاروف دون أن ينتظر من صديقه زيدان أن يخبره بأنه يمزح معه بذلك الأقتراح .

لم يتمالك زيدان نفسه من الضحك عند رؤيته لمنظر صديقه سعد وهو يطبق شفاته على شفاة الخروف المريض ويقول له (( عزيزي الخروف خذ نفس خذ نفس ))

بعد لحظات عاد سعد من المقعد الخلفي يعتصره الالم , والدموع تطل من على مشارف عينيه مخبراُ زيدان بأن الخروف اصبح في عداد الموتى ويقول : تصدق أنا حزين لأني حاولت انقذ هالنفس البريئه ولكن ما قدرت ؟؟ وتصدق أنا اول مره في حياتي اشوف واحد ميت قدامي واكون ماسكه في نفس الوقت ؟؟ يالله ماني مصدق اللي جالس يصير لي اليوم

اخبره صديقه زيدان بأن الخروف أصبح الآن (( ميته )) ومن المفترض عدم طبخها واكلها .
فقال له سعد (( عزيزي زيدان ,, بخصوص الميته ,, أنت ما سمعت الراعي يوم يقول مباح اكل الميته في حال الضروره مثلاً ؟؟ ))
حاول زيدان اقناع سعد بأن الأمر لا ينطبق عليهم الآن لأن ضيوفه ليسوا في حال ضروره لأكل هذا الخروف الميت ,, ولكن سعد رفض الا ان يذهب للمطعم لأكمال بقية الأمر .

عند وصولهم للمطعم رفض عامل المطعم اخذ الخروف لأنه ميت ,, فقام سعد بوضع مبلغ خمسين ريال كا رشوه في جيب العامل الذي قال : أنتا عازنا بس نسلخووه ونطبخوه ,, دحنا حنسلخوه ونغسلوه ونخليه حلاوه ,, بس أنتا اؤلي بالأول : أنتا متأكد أن ده خروف مش قعر << ((يعني كلب))؟؟ ))
قال له سعد : عزيزي الطباخ ,, بخصوص الخروف ,, أنت اللي راح تاكله مثلاًُ ؟؟ يالله شيله وشوف شغلك ونبيه جاهز اليوم الساعه 9 عشان الضيوف يمشون بدري ورانا سهر مع الشباب في مجمع الراشد وماني فاضي للرسميات وعلوم الشيبان .

أنطلق بعدها سعد للمطار لأستقبال خاله الذي ينتظر قدوم أبن اخته قرابة ساعتان .

أثناء اتجاه سعد وزيدان بأتجاه المطار تفاجأ سعد بسيارة مرور خلفه تطلب منه الوقوف جانباُ .
بعد وقوفه على جانب الطريق ,, اتى رجل المرور بأتجاه سعد وطلب منه رخصته ,, فقال له سعد ممازحاُ : عزيزي الشرطي ,, بخصوص رخصتي ,, تبي تصكني مخالفه مثلاُ ؟؟ وأطلق بعدها ضحكه معتاده بالغباء اختفت بعد مشاهدة سعد لملامح الشرطي الغاضبه جداُ .
قام سعد بأعطاء رجل المرور رخصة القيادة ,, ذهب بعدها الشرطي لسيارته وأخرج دفتر اصفر اللون وقام بالكتابه على احدى صفحات ذلك الدفتر على سقف سيارة المرور .

بعد لحظات أقترب رجل المرور من سعد وقام با إعطاءه رخصة المرور وبرفقتها مخالفه مروريه بسبب السرعه الزائده من سعد .

أكمل سعد وزيدان طريقهما نحو المطار ,, وفي داخل المطار لم يتعرف فلاح (خال سعد) على ابن اخته وقال له : أنت سعد ولد اختي ,, ماني مصدق والله ,, أنا أول ما شفتك قلت وش هالديك اللي جاي يسلم علي ,, وش قصة الشعر اللي فوق رأسك ,, نافش شعرك تقول ديك الله لا يفضحنا ,,
سعد مفتخراُ : أعجبتك القصه يا خالي ,, هذي قصة كول وأنا احب حركات الكول ,, وحنا نسميها (( سبايكي ))
خاله : سبايكي ,, أن أشهد أنك صاير سبيكه أنت وسروال غوار اللي لابسه .
سعد : أيوه ياخالي هذا الموضه ونسميها (( طيحني ))
خاله : طيحني ,, يازين من طيح وجهك بمخمس أنت وهالخشه تقول عصفور مضيع اهله .

غضب سعد من كلمات خاله الجارحه والتي سببت له احراج امام صديقه زيدان الذي كان يضحك وكأنه يشاهد مسرحيه امامه .


قال سعد وعلامات الحزن تتضح في صوته : أفاااا ياخالي ,, ماهقيتها منك تزعلني وانا اللي مبسوط انك جاي ضيف عندي .
خاله ( يبتسم ) : افاااااا تزعل من خالك ,, امزح معاك ياولد اختي ,, خشمك
قال له سعد : عزيزي خالي ,, بخصوص خشمي ,, عليه وساخه مثلاُ ؟؟
( خاله ) : لا ما عليه وصاخه يالدلخ ولكن هذي عادات الرجال عندنا اذا الواحد يعز واحد يقول له خشمك وهذاك يعطيه خشمه ويحبون بعض ,, وهي تنقال احياناُ أذا الواحد يبي يراضي واحد زعلان منه .

فهم سعد ما قاله له خاله وقام سعد بعدها برمي خشمه على خشم خاله وطبقوا حركة (( خشمك التقليديه ))

بعدها عاد سعد برفقة خاله الى المنزل بعد أن قاموا بأنزال زيدان عند منزله .

قام سعد حينها بدعوة أقاربه وجيرانه لوليمة العشاء وذلك بأرسال رسائل نصيه الى هواتفهم المحموله .

حل المساء ,, ولم يحل أحداًُ من الضيوف سوى زيدان ووالده وأثنان من أخوة زيدان .
قام خال سعد بسؤال سعد عن أذ ماكان قد قام بدعوة الأقارب والجيران , فاخبره سعد بأنه قام بذلك وذلك عن طريق الرسائل النصيه .


قال له خاله مستغرباُ : أنت من جدك تتكلم ,, ارسلت لهم رسائل نصيه تدعوهم فيها على العشاء ؟
قاله له سعد وهو يبتسم : أدري أنك تبيني أعزمهم على البي بي ماسنجر ,, والله ودي اعزمهم بس اغلبهم كلاسك وكبار في السن وما عندهم بلاك بيري .
خاله : بي بي ماسنجر ؟؟ وش هالبي بي ؟؟ جوال جديد هذا والا تلفون ثابت ؟؟
سعد (( يضحك )) : من جدك ياخالي ما تعرف البي بي ماسنجر ؟؟ طيب بعلمك وش هو البي بي ماسنجر ؟؟ البي بي ماسنجر هو احدى خدمات جوال البلاك بيري وهو عبارة عن تشات مثل التشات اللي في ماسنجر الياهو والهوتميل ,, والخدمه هذي تقدمها جميع شركات الاتصال ,, مثلاُ عندك سعر الاشتراك بالخدمه في موبايلي عبارة عن ,,))

قطع خال سعد كلام أبن اخته وأخبره بان يلتزم الصمت وله تفاهم اخر بعد ذهاب الضيوف .

بعد ساعتين من قدوم زيدان ووالده واخوته , وصل العشاء من المطعم ,, قام سعد بمساعدة خاله وزيدان واخوته بوضع سفرة الطعام ومحتوياتها <<< ياخي قول كلهم حطوا العشاء ماعادا ابو زيدان وريحنا

بعد انتهائهم من وضع وليمة العشاء , قال سعد للضيوف : قوموا تعشوا بسرعه قبل لا يبرد العشاء

رمقه خاله بنظرات غاضبه وقال وهو يحاول تبرير ما فعله ابن اخته (( حياكم الله على قل الكلافه ))

لاحظ فلاح خال سعد بأن الضيوف لم يمدوا ايديهم نحو اللحم ,, فقام بسؤال والد زيدان عن سبب عدم تناولهم للحم الذبيحه فأبتسم والد زيدان وقال : أعذرني والله ماني ماراح أمد يدي على هالميته ,, قالي ولدي زيدان على السالفه كلها ,, ونبهت عيالي انهم ما يأكلون من الذبيحه عفواٌ الميته .

غضب سعد من الذي سمعه وقال وهو يعاتب صديقة زيدان : علمت يور فاذر باللي صار يابزر ,, والله انك ورع وما تنعطى وجه ,, والله لا أعلم الشباب كلهم في البي بي عن حركتك الوصخه ,, أذا ما خليتهم يعطونك بلوك في البي بي والماسنجر ما اكون سعد .

أنحرج خال سعد كثيراُ من تصرف أبن اخته وقال : ذابح لنا ميته ياسعد ,, وأنا أقول وش فيه اللحم تقول لستك ,, قاسي ومو راضي ينقطع ,, اثرك ذابح لنا خروف تعبان وشكله كبير ,, ما أقول الا الله يفشلك فشلتنا ,, لي تصرف معاك بعدين ,, وأنتم يالضيوف أعذورنا على القصور وعلى اللي صار ,, والله اني منحرج منكم وتمنيت اني ما جيت ولا تعرضت لمثل هالموقف المحرج ,,

فأخبره والد زيدان بأنه معذور وليس عليه حرج وكل الحرج يقع على والد سعد الذي حمل ابنه مسؤوليه ثقيله لا يستطيع عليها .

بعد ذهاب الضيوف قام خال سعد بقفل باب المجلس عليه وعلى ابن اخته سعد ,, ولا يمكنك معرفة حدوث ما الذي يجري بداخل المجلس سوى سماع صرخات الأعتذار من سعد ,, وكلمة (( خشمك يا خالي )) ,, وصوت العقال الذي تمنى ان وظيفته (( سجاده في ذلك المجلس )) خير من أن يتقطع على جلد شخص مثل سعد مثلاُ .
في اليوم التالي ذهب سعد الى صديقه زيدان مخبراُ أياه بأنه قد عفا عن ما فعله مساء الامس ,, ولكن زيدان لم يهتم كثيراُ بأمر العفو من سعد لأنه كان متفاجئاُ لمحيا سعد والذي تشوهه الكثير من الكدمات حتى بالكاد أصبح يتحدث بشكل سليم .

سأل زيدان صديقه سعد عن سبب تلك الكدمات فأخبره سعد بأنه وقع من على عتبة الدرج مساء الأمس وتعرض لهذه الكدمات اثر ذلك السقوط

اخبر سعد صديقه زيدان بأن خاله قام بتهشيم جواله البلاك بيري عن دون قصد ,, وطلب من زيدان ان يخبره كيف يصبح رجلاُ مثل خاله يهتم بالعادات والتقاليد البدويه ويترك عادات اهل المدينه .

كان جواب زيدان بأن الحل الوحيد بأن يترك صداقة (( الكول )) ويصاحب (( الحنسات والمهايطيه )) وسوف يكون في مأمن عندها << طبعاُ زيدان كان يمزح مع سعد كعادته ولكن سعد اخذ الأمر على محمل الجد

قام سعد بالتعرف على اصدقاء جدد وكلهم ينتمون لفئة (( المهايطيه )) وأصبح مع مرور الزمن شخصاً مهايطياًُ كبيراً .

سوف يتملكك الأندهاش عندما ترى الشعر الذي كان سابقاُ (( سبايكي )) عبارة عن (( خنافس )) حالياُ ,, وبناطيل طيحيني ويابابا سامحني الى (( ثياب طويلة تنظف جميع الأماكن التي يتواجد بها سعد )) حتى السياره (( الكامري)) قام ببيعها وشراء (( جيب ربع )) بدلاُ عنها .
بأختصار أصبح سعد شخصاًُ مختلفاُ .


قبل اسبوع من اليوم , صادف زواج خال سعد في منطقة في جنوب المملكه حيث القريه التي يعيش بها أقارب سعد وأجداده . أراد سعد ان يبرهن لخاله في ذلك المساء انه اصبح رجلاُ بدوياُ ويحق لهم الأفتخار به ,, بحث وبحث عن طريقه يبرهن لخاله عن تغيره من شخص كول لرجل كفء .

وجد سعد طريقه واليكم طريقته بالموقف الذي سوف تقرأونه بعد لحظات .

قام سعد بطلب المسدس من جده ذلك المساء ,, وقام بأطلاق النار في فناء قاعة الأحتفالات ,, وسط أستغراب من جميع الحضور .

كلها دقائق حتى حاصرت الشرطه قاعة الأحتفالات ,, وقامت بسحب العريس وأركبته داخل احدى سيارات الشرطه واخذه لمركز الشرطه ورميه في داخل التوقيف والأنتظار حتى صباح الغد حتى يبت رئيس مركز الشرطه في الأمر في صباح الغد .

ذهب سعد برفقة جده الى مركز الشرطه ,, واخبرهم جد سعد بأن الذي أطلق النار هو سعد ,, وطلب منهم أن يخرجوا أبنه العريس ووضع سعد في التوقيف لأنه يستحق ذلك الأمر .

رفض الشرطي المناوب ذلك الطلب ,, وطلب من رجاله بسحب سعد ورميه بجوار خاله في التوقيف ,, وطلب من جد سعد الأنتظار حتى صباح الغد ليبت رئيس شرطة ذلك المركز في قضيتهم .

بعد دخول سعد للتوقيف قال لخاله وهو يبتسم ويرتجف بشده (( عزيزي خالي ,, بخصوص اللي صار ,, هل أنا بيضت وجهك مثلاًُ ؟؟))

لا أستطيع ان اخبركم ما هي ردة فعل خاله لأن سعد أخبرني بأنه رأى خاله يرفع يده وموجهاُ أياها تجاه محياه ولم يفق بعد وصولها لمحياه الا في صباح اليوم التالي


أنتهت القصه

((عزيزي حطاطه ,, بخصوص الأمعه ,, أنت تعلم بأنني أقصدك أنت لأنك أنت سعد وأنا زيدان ))

حطاطه لطالما طلبت منك أن تتبع الوسطيه في كل شي ,, فمثلاُ ليس من المحرم ان تتبع الموضه ,, ولكن عليك أن تتبع الشيء المقبول منها , وأن تبتعد عن الغير مقبول ,, ونفس الشي ينطبق على العادات والتقاليد ,, فليس بالإمكان أن تطلق النار في حفل زفاف لكي تبرهن للجميع انك رجل شهم وشجاع ,,

أنت تذكرني يا حطاطه بالقط الذي حاول تقليد مشية الغراب فلم يعرف يمشي مشية الغراب ولم يعد يعرف يمشي مشيته .

أتخذ لك أسلوباُ معيناُ , ولا تنظر لأساليب الغير , أنظر للأمور من جميع النواحي ,, وحاول أن تمسك بالعصا من نصفها .

حطاطه أتمنى أنك لم تغضب من قصتي ومن اسلوبي الساخر ,, حاولت أن اكتب عن الموقفين الذين حدثا لك بشكل تراجيدي او درامي ولكن لاحظت ان اغلب المتابعين للرافعيات يتمنون قراءة مواضيع كوميديه لي ,, ووجدت في موضوعك طريق للكوميديا الهادفه وأتبعت هذا الطريق .

احبك يا حطاطه ,, وأتمنى أنك ما تزعل مني ,, ويارب تطلع من التوقيف عما قريب ,, ويارب توصلك الرساله هذي بالوسائط لأن عندي مشكله أن جوالي مايرسل وسائط في الفترة الأخيره .


تقبل تحيات صديقك وعزيزك زيدان



ملاحظه : 70% من القصه واقعي

تقييمك للمدونة ؟؟