السبت، 24 يوليو 2010

(( مربط الرجال ))

(( مربط الرجال ))
ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه

ملاحظة : القصه من التراث


في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان , وكما هو معتاد عندما كنت في ايام الصغر ,, لا تغمض لي عين ولا يهدأ لي جفن إلا وتكون جدتي رحمة الله عليها ,, تجلس على طرف سريري المتواضع تروي لي حكاية << أيه هين ,, الله يخلي الطراحه بس .

ذلك المساء كنت أحاول تعقيد جدتي حتى لا أنام في ذلك الوقت المبكر .
قالت لي ذلك المساء : وش رأيك تسمع قصة الهنود السود والهنود الحمر ,, فأخبرتها بأنني سمعتها سبعه وخمسون مره كامله ,, وأثنان وثلاثون مره غلبني النعاس فيها ولم أكمل فيها سماع القصه .
قالت لي بعدها : طيب وش رأيك أقولك قصة زيدان يورث وزيدان ما يورث ؟؟
فأخبرتها بأنني سمعتها عشرين مره مسبقاُ وأخبرتها بأن تلك القصه الجميله ستكون مثبته في قهوة الأقلاع العامه بعد سبعة عشر عاماُ من ذلك المساء ,, ولكن هيهات هيهات ,, كتبت القصه ولم تثبت للأسف والسبب يعود الى من احد المشرفين الذين يعشقون (( أضطهادي )) << مايقصد مضطهد

طلبت منها قصة جديده ,, قصة بعيده عن الأفلام البدوية التي حفظتها منها ,, قصه فيها كلمات فصحى وأمرك يا موالي ومن هذه الكلمات التي تستثيرني .
فقالت : اااهااا ,, طلبك شوي صعب ولكن عندي قصه بأذن الله راح تشبع احساسك اللغوي وتخليك تطرش ضمه وسكون وكسر وفتح .

طلبت منها عنوان القصه حتى اتأكد أنها لم تقصصها علي من قبل ,, فأخبرتني أن أسم القصه (( مربط الرجال ))

فقلت لها : من جدك يا جده << حلوه صح قلت لها : من جدك يا جده ,, قصة باللغه العربيه الفصحى وعنوانها مربط الرجال ؟؟
فقالت لي : تشوف هذي العصا اللي بيدي ؟؟
فقلت لها : العصا هذي اللي بيدك ؟؟ ما غيرها ؟؟ ايه وش فيها ؟؟
قالت : العصا هذي راح تنكسر على ظهرك لو حاولت تنقص من قدراتي ومن حكاياتي التي ستجعلك احد كبار مقلعي القهوة احد الأيام .

قلت لها بعد أن أحمر وجهي خوفاُ واحراجاُ : خلاص انا اسف يا جده وهاتي ما عندك لأن الوقت مرررررره تأخر ,, أنتي ما تشوفين عقارب الساعه تشير الى الساعه التاسعه ؟؟ والله لو يدري أبوي أني ما نمت للحين راح يكسر العصا علي وعليك ,,
قالت : طيب قبل ما أبداء ,, ابيك تعلمني وشو مربط الرجال ؟؟
قلت وعلامات الحيره ترافقني : وش قصدك بمربط ؟؟ يعني وش الحبل اللي يربط بين الرجال ؟؟
قالت جدتي : أيه قربت ؟؟ وش هالحبل اللي يربط بين الرجال ؟؟
قلت على الفور وأنا أبتسم : حبل الغسيل صح ,, صح يا جده ,, وش فيك اخذتي العصا ؟؟ قلت شي خطاء انا ؟؟
قالت : حبل الغسيل ؟؟ وتبي موضوع باللغه العربيه الفصحى أجل ؟؟ الله يصبر اهلك عليك ويثيبنا على التدليع اللي ما تستاهله ,, أسمع هالقصه يا ولدي عل وعسى تعرف وش المقصود بمربط الرجال :

في قديم الزمان وفي سالف العصر والأوان , كان هنالك حاكم قريه , لديه بنت في غاية الجمال ,, وكان دائماُ ما يتردد الشباب الى قصر والدها لطلبها من والدها والزواج منها .
كان والدها السلطان هريدي ,, لديه شروط للقادمين لخطبة أبنته ,, وهو أن يجيب المتقدم لخطبة أبنته على ثلاث أسئله خلال أسبوع كحد أقصى ,, وأذا لم يجب الشاب المتقدم للأرتباط بأبنته على الأسئله بشكل صحيح فأن مصيره هو القتل والصلب على مدخل القبيله مدة ثلاث اشهر .
في ذلك الوقت كان أغلب المتقدمين للأرتباط ب موضي أبنة السلطان هريدي يفرون هاربين من القريه قبل اليوم الأخير للأجابه عن السؤال ,, تاركين خلفهم أهلهم وأصدقائهم والموت والخشبه التي وضعت للتصليب على مدخل القريه .
في احد الأيام تقدم شابان لخطبة الفتاة ,, وبينما وقفوا أمام السلطان هريدي وعرفوا بأنفسهم ,, أخرج كل منهم ورقة وقلم ليقوموا بتدوين الأسئله التي ستطرح عليهم من فخامة السلطان هريدي .
أخبرهم السلطان هريدي بالأسئله ولكنها كانت باللغه العاميه ,, لأنه سمعها من صديق سابق له من اهل الباديه , وكانت الأسئله على النحو التالي :
1- ماهو الشايب اللي ما يشيب ؟؟
2- وما هي الشمس اللي ما تغيب ؟؟
3- وما هو مربط الرجال ؟؟


بعد طرحه للأسئله طلب مستشار الملك والذي كان يدعى بالقبطان زيدان من الملك أن يعطيه فرصه للأجابه على هذه الأسئله.

تفاجأ السلطان هريدي من طلب مستشاره ,, خصوصاُ أنه متزوج ولديه طفل لم يتجاوز عمره الخمسة اعوام .

أخبر القبطان زيدان السلطان هريدي بأنه لا يريد الزواج من أبنته ,, ولكنه يريد المال الوفير الذي وضعه السلطان كهديه لمن يستطيع الأجابه على أسئلته والزواج من ابنته موضي ,, وكان ذلك المال مقدر (( بمئة الف دينار ذهب )) بالأضافه الى مايباخ مرصعه بالأحجار الكريمه .
وافق السلطان هريدي على طلب مستشاره , وأخبره بأن اخر مهله لتسليم الأجابه هو يوم الأربعاء القادم بعد انتهاء برنامج احمر بالخط العريض مباشرة ,, والذي كان يعرض على قناة هريدي 3 حينها .

وتم إعفاء الشابان من الأجابه على الأسئله وأعطاءهم فرصه اخرى في حال عدم أجابة القبطان زيدان على الأسئله الثلاثة التي تم طرحها .

في اليوم التالي والموافق ليوم السبت ,, قام المستشار ابو زيدان ,, بجمع كبار علماء القريه ومفكريها وكان من ضمنهم اسحاق ال نيوتن ,, وجرير وصديقه الفرزدق وعباس الفرناس ,, وجوزيف بلاتر ,, كلهم كانوا متواجدين في ملحق منزل القبطان زيدان .

أعطاهم المستشار ابو زيدان نسخ من الأسئله وطلب منهم الأجابه عليها ,, وأخبرهم بأنه سوف يتقاسم المبلغ معهم وإعطائهم لفه بالمايباخ المرصعه بالاحجار الكريمه في حال أجابتهم بشكل صحيح على الأسئله .
أتفق الجميع على اجابة السؤال الأول والثاني وأختلفوا على اجابة السؤال الثالث .
كان الجواب على السؤال الأول والذي هو (( الشايب اللي مايشيب )) أن الجواب هو (( الغراب )) لأن الغراب مهما كبر في العمر لا يشيب .
وكان الجواب على السؤال الثاني والذي هو (( الشمس اللي ما تغيب )) وكان الجواب هو (( شمس الحق )) .
وأختلفوا على اجابة السؤال الثالث والذي هو (( مربط الرجال )) .

فمثلاًُ ابو نيوتن قال انه يعتقد بأن الجواب هو (( الهاتف )) لأنه اداه للترابط ,, بينما كان جواب ابن فرناس هو (( الطياره )) لأن الطياره قادره على ايصال الاشخاص لبعضهم وربطهم ببعض على الدوم , بينما كان الفرزدق وجرير يتحسون اكواباُ من القهوه ويفكرون بأسم الديوان الشعري القادم والمشترك بينهما ,, بينما كان جوزيف بلاتر يلتقط الصور التذكاريه مع ابراهيم الفريان الذي لا يعلم ابو زيدان من اين أتى .

في مساء ذلك اليوم ذهب القبطان زيدان سراُ وتحت اجنحة الليل العاتمه الى منزل خبير التيكنولوجيا في القريه بيل بن غيتس طالباُ مساعدته في حل السؤال الذي عجز الجميع عن حله .

طلب القبطان زيدان من بيل ان يبحث عن الأجابه في جوجل , بيد أن بيل اخبر القبطان أنه لو بحث عن الجواب في جوجل سوف تستغرق عملية البحث مايقارب اسبوعان ,, وذلك لأن سرعة الانترنت التي لديه لا يمكنها ان تفي بالغرض ,, خصوصاً أن سرعه للأنترنت ذلك الوقت لديه هي 4 كيلو بايت ,, وأنه ينتظر من شركة الأتصالات السعوديه ان تقوم برفع سرعة الانترنت لديه الى 8 كيلو بايت والا سوف يضطر للسفر الى سوق عكاظ وشراء موبايلي كونكت .

ااااااااخ تششششششخ اااااااااااااااااخ تششششششخ << هذا هو صوت نغمة الشخير الخاص بي ,, غضبت جدتي عندما سمعت ذلك الصوت والقت بالاب توب الذي بين ايديها والذي تقراء لي منه القصه وقامت بصفعي بشكل خفيف على خدي وهي تقول : عقيل عقيل انت نمت ؟؟ عقيل عقيل انت نمت ؟؟
فقلت لها وأنا احاول فتح عيناي : عزيزتي جدتي ؟؟ بخصوص سؤالك اذا نمت والا باقي ,, وش رأيك ؟؟ واحد عيونه مغمضه وش تتوقعين ؟؟ تتوقعين منتبه لك وداخل معاك جو مثلاُ ؟؟ يالله تصبحين على خير ولا تنسين تطفين النور وراك ؟؟
قالت لي عندها ونبرة الغضب يملئ صوتها : اعقب ياهذا ,, من اليوم اقراء لك القصه واصيغها لك بأحسن اسلوب واخرتها نايم ,, والحين ما تبيني اكمل لك القصه ؟
قلت لها : لا من قال لا تكمليها ,, كمليها ولا تهتمين لي ؟
قالت لي بنبرة سخريه : اكملها لمين ؟؟ لسعابيلك هاللي عبت المخده ؟؟
فقلت لها : لا يا بنت الحلال ,, كمليها للي يتابعون رافعيات الجمعه ودخلوا جو مع قصتك السامجه .
قالت جدتي حينها : أيه صدقت ,, حرام نقطع هالملايين المتابعه للرافعيات من باقي القصه ,, نم نامت عليك انتصار الشراح ,, وخلني أكمل القصه لمتابعين الرافعيات وهذي هي التتمه :

أحتار القبطان زيدان بماذا سيفعل بخصوص اجابة السؤال الأخير ,, لأنه يعلم في حال اذا كان جوابه خاطئاُ فأن مشنقة القريه وتصليبها ينتظرانه .
لم ينم تلك الليله ,, ووعند بزوغ اشعة شمس يوم الأحد ,, خطرت في باله فكرة الهروب من القريه في المساء ,, اخبر زوجته بأن تستعد جيداُ للهروب من القريه في مساء ذلك اليوم ,, خلد بعدها للنوم حتى يسافر قبيل فجر الغد دون ان يغلبه النعاس على الطريق .



قبيل وصول اشعه الشمس للقريه ,, وفي عراء الظلام ,, أنطلق القبطان زيدان يحمل على كتفه شطنة فيها ملابس وبعض النقود ,, بينما كانت زوجته تمسك طفلها زيدان بيدها .
أنطلقوا سيراُ على الأقدام وبهدوء حتى لا يعلم احداُ عن سر هروبهما .

بعد سير متواصل قرابة الثلاث ساعات ,, قطعوا خلالها قرابة الخمسة عشر كيلو متراُ ,, لم يصادفهم خلالها أي سوبر ماركت ,, نفذ الماء الذي معهما ,, وبدء العطش والجوع يتسلل الى معدتهم ومعدة الطفل زيدان .

أثناء سيرهما لاحظت زوجة زيدان رجل معه اغنام يبتعد عنهم بعض الامتار ,, فطلبت من زوجها ان يذهبوا لذلك الرجل ليساعدهم ,, ويعطيهم بعض الماء والحليب لأبنهم .


جرى زيدان با أتجاه ذلك الرجل,, وطلب منه المساعدة ,, فطلب منه ذلك الرجل أولاًُ أن يخبره بقصته ,, فقام القبطان زيدان بأخبار ذلك الرجل والمسمى ب أمين ,, أنه مستشار السلطان هريدي ,, تفاجأ امين وقال له : أنت أذاُ المستشار القبطان زيدان ؟؟
فأبتسم القبطان زيدان وقال له : نعم أنا هو بشحمه ولحمه .
فقال له أمين : وما الذي جرى لك حتى بدوت هكذا ؟؟
فا أخبره القبطان زيدان بما حدث له .
طلب امين من القبطان زيدان أن يخبره بالأسئله الثلاثة التي طرحت عليه .

ضحك القبطان في البدايه وقال : لماذا تريد معرفتها ياصاحب الأغنام ,, هل تريد حل تلك الأسئله ؟؟ دعك منها يا هذا واذهب احضر لي ماء وحليب لطفلي زيدان .

اصر امين على معرفة تلك الأسئله الثلاث التي عجز كبار مفكري القريه عن حلها .

بعد امتعاض شديد قام القبطان زيدان بأخبار امين عن تلك الأسئله الثلاثه ,, وأخبره بأن مفكري القريه أجابوا على السؤال الأول والثاني ولم يستطيعوا الوصول لجواب مؤكد للسؤال الثالث .

امين : فعلاُ أنه سؤال في غاية الصعوبه ,, ولكني لا أصدق أن كبار المفكرين عجزوا عن حل ذلك السؤال حتى وأن بدء غامضاُ .
القبطان زيدان : دعك من السؤال وأذهب أحضر لي الماء واذهب بعدها وقم بحلب إحدى أغنامك وأجلب الحليب لنا .

امين (وهو مبتسماً)ُ : هكذا ؟؟ ومن دون مقابل ؟؟
القبطان : هل جننت يا امين؟؟ تريد مني مقابل ؟؟ هل نسيت بأني مستشار السلطان ؟؟

امين ( والابتسامه لم تغادره )) : نعم اريد منك مقابل ,, وهل نسيت أبأنك الان لست سلطان وأنما شخص هارب من السلطان ؟؟
القبطان : ااممممممم ,, أنك على حق يا امين ؟؟ هل يكفيك دينار من الفضه ؟
امين (( اطلق ضحكه مدويه وقال ) : دينار من الفضه ؟؟ دعه لك ؟ أريد شيئاً اخر .
القبطان : وما هو ذلك الشيء ؟؟

امين : أريدك أن تقوم برعاية الغنم حتى المساء مقابل الحليب .

القبطان ( اتضح الغضب علي محياه ) : هل جننت ؟؟ تريد مني أن اقوم برعاية الأغنام وأنت تعلم بأنني مستشار السلطان ؟
امين : هذه هي المره الثانيه التي تنسى فيها أنك لم تعد كذلك ,, هذا هو طلبي ,, أذا اردت الحليب فذهب لرعاية الغنم بدلاُ عني .

رفض القبطان زيدان ذلك الطلب ,, وعاد والغضب يتملكه نحو زوجته ,, وأخبرها بما حدث مع امين .

ما هي الا دقائق حتى قام زيدان الصغير بالبكاء واخبار امه بأن العطش والجوع نالوا منه وبأن الجوع يؤلم معدته الخاويه .
طلبت زوجة القبطان من زوجها أن يجد حلاُ لجوع ابنه الصغير ,, حاول القبطان تجاهل صوت بكاء ابنه وكلمات زوجته ولكن لم يستطيع ,, وقرر عندها الخضوع لأوامر امين والقيام برعي الغنم هذا اليوم .
ذهب حينها الى امين واخبره بأنه موافق على طلبه ,, فأخبره امين بأنه سوف يترك له الأغنام ليراعها ويحلبها وياخذ الحليب منها ,, وطلب منه ان يعيدها لحضيرة الأغنام التي تقع امام منزله الذي يقبع خلف هذا الوادي الذين هم يقفون عليه قبيل مغرب الشمس .
عاد امين الى منزله وعلامات السعادة لا تفارق محياه ,, بينما ذهب القبطان زيدان مع الأغنام وعلامات الغضب لا تفارق محياه ايضاً .

قبيل غروب الشمس اعاد القبطان زيدان الأغنام الى الحضيرة ,, سأله امين قبيل أنصرافه وهو يبتسم : هل عرفت (( مربط الرجال )) أم لم تعرف الجواب حتى الآن ,, فأخبره القبطان بأنه لو عرف الجواب لم كان اصبح راعياًُ له هذا اليوم .

بات القبطان زيدان هو وزوجته وابنه بالقرب من منزل امين ذلك المساء .

بعد انصراف القمر وحلول الشمس ,, اشتكى زيدان الصغير ذلك الصباح من معدته الفارغه واصبح يبكي بأعلى صوته .
طلبت زوجة القبطان زيدان من زوجها أن يذهب ل أمين ويحضر مالديه من خبز أو لحم لسد رمق ابنهم الجائع .
أنطلق القبطان على الفور وطرق الباب المتهالك لمنزل امين .

خرج امين للقبطان وسأله عن ما يريد ,, فأخبره القبطان بحاجتهم لبعض الطعام ,, فطلب امين من القبطان زيدان مقابل ,, فأخبره القبطان بأنه جاهز للذهاب هذا الصباح لرعي الأغنام بالنيابة عنه ,, فرفض الراعي ذلك الأمر ,, واخبر القبطان بأن المقابل سيكون عبارة عن قيام زيدان بتنظيف حضيرة الأغنام في هذا الصباح .
رفض القبطان ذلك الطلب وبشدة وقال : لعن الله حاجتي أليك يا امين ,, هل تريد مني أن انظف حضيرتك ؟؟ هل نسيت بأنني المستشار ؟
ضحك امين وقال : لطالما نسيت بأنك لم تعد مستشاراُ وأنما شخصاًُ هارباً من عدالة السلطان .
عاد القبطان الى زوجته ,, واخبرها بمطلب امين ,, كان يغلي حينها وهو يخبر زوجته بأنه يتمنى بأن يعود كما كان وأنه لم يعد يرغب بأموال السلطان هريدي ولا بالمايباخ .
تكرر السيناريو الذي حدث مساء الأمس ,, أصبح زيدان الصغير يصرخ بكل ما أوتي من قوة من شدة الجوع ,, لم يتحمل القبطان سماع صرخات ابنه الوحيد ,, ذهب الى منزل امين وهو يحاول الامساك بأعصابه ومنع دموعه من السقوط على محياه .

قام بجعل الحضيرة تبدو وكأنها جديده ,, لم يدع مكاناُ متسخاًُ فيها ,, وسط أبتسامه اعتلت محيا امين الذين كان ينظر لذلك الموقف من قريب .

بعد الانتهاء قام امين بأعطاء القبطان زيدان خمسة ارغفة من الخبز وعلبة جبنة كرافت ولتر من الحليب وثلاثة لترات من الماء .

قبل انصراف القبطان زيدان با اتجاه زوجته وابنه الجائع ,, سأله امين قائلاُ : القبطان ,, هل عرفت الآن ما هو (( مربط الرجال ))؟؟
فلم يجب القبطان على كلماته وكأنه لم يسمعها ,, وسط اصوات قهقه من امين .


خيم الليل على القبطان وزوجته وابنه زيدان ,, وكان ذلك اليوم يصادف يوم الثلاثاء ,, أي قبيل انتهاء مهلة الأجابه على الأسئلة الثلاثه بيوم بالتمام والكمال .

تكرر السيناريو للمرة الثالثه ,, فالطفل زيدان لم يأكل شيئاًُ من صباح ذلك اليوم ,, تكرر سيناريو بكاءه , وتكرر سيناريو طلب زوجة القبطان من زوجها الذهاب الى امين وطلبه قطعه من اللحم الذي كان يشويه خارج منزله وامام اعينهم .

تكرر سيناريو ذهاب القبطان زيدان الى امين وطلبه بعض قطعات الكباب والأوصال التي انتهى من شوائها ,, فتكرر طلب امين بأنه يريد مقابل لقطعات اللحم تلك .

اخبره القبطان عن مطلبه ذلك الوقت ,, فقال له امين : أريدك أن تذهب الى تلك الكلاب التي تأكل اللحم وتحلس العظام هناك وتشاركها الطعام

غضب القبطان من ذلك الطلب ,, وصرخ في محيا امين وكاد أن يقوم بضربه ,, ولكنه تمالك اعصابه وعاد الى زوجته وطفله .

أخبر القبطان زيدان زوجته بأنه لن يفعل ذلك الأمر حتى لو كلفه حياة أبنه زيدان ,, لأن المسالة الآن وصلت لأهانة كرامته .

ما هي الا دقائق معدوده حتى اصبح الطفل زيدان يبكي ويصرخ ويطلب من امه ان تدعه حتى يذهب للكلاب القريبه منهم حتى يأكل من الذي تأكله الكلاب .

بكت زوجة القبطان ,, واخبرت زوجها بأنها ستذهب لأمين وتخبره بأنها موافقه على الأكل مع الكلاب ,, وكل ذلك من أجل أن لا يموت طفلهم زيدان جوعاُ .

رفض القبطان ذهاب زوجته الى ذلك الرجل الحقير على حد وصفه ,, واخبرها بأنه سوف يذهب ويأكل مع الكلاب ,, وبأنهم سوف يغادرون هذه المنطقه با اتجاه منطقة اخرى بعد ان ينالوا قطعات اللحم من امين .

ذهب القبطان زيدان والدموع على محياه واخبر امين بأنه موافق على طلبه ,, وبأنه سوف يقوم بمشاركة الكلاب عشائهم .

اقترب القبطان من الكلاب ,, ودموعه يزداد ذرفها ,, وتناول احد العظام والتي كانت في فاه احد الكلاب قبل لحظات ,, وسط تردد كبير ,, ف يده لم تكن قادره على ايصال تلك العظمه الى فمه ,, سمع حينها بكاء ابنه زيدان ,, فقام برفع يده وموجهاُ العظمه الى فمه ,, فلم تصل الى فمه ,, لأن امين كان ممسكاُ بيده ومانعاُ أياها من توصيل قطعة العظام الى فاه القبطان

قال امين : ما الذي دعاك الى فعل كل ما طلبته منك ؟؟
فقال له القبطان وهو يحاول ايقاف الدموع التي تهطل من عينيه : أنها (( الحاجه )) يا أمين ,, فلولا حاجتي اليك لما فعلت لك اياُ من مطالبك .

أبتسم عندها أمين وقال : هل عرفت الآن يا أيها المستشار ما هو (( مربط الرجال ))

فهم القبطان ما قصده امين ,, وقام بحضن أمين حينها ,, والبكاء في حضنه ,, عندها طلب امين من القبطان ان يحضر زوجته وابنه ليشاركوه العشاء وأن يناموا في منزله المتهالك ,, وطلب منهم أن يعودوا في صباح الغد الى القريه ,, وأن يجيب القبطان على أسئلة السلطان هريدي قبل انتهاء المده المحدده .

سأل القبطان زيدان صديقة الجديد أمين عن كيفية معرفته بجواب السؤال ؟؟

فأخبره امين بأن والده كان صديق السلطان منذ القدم وبأن والده من اخبر السلطان أغلب تلك الألغاز الذي يطرحها السلطان على كل من يريد الارتباط بأبنته موضي .

عندها أخبر القبطان صديقه امين بأنه سوف يقوم بإعطائه المال والمايباخ ,, كمكافأة على مساعدتهم له ,, فقال له امين :
أنا لست بحاجة المال والحمدلله ,, حاول أن تقوم بمساعدة كل المحتاجين بالقريه في ذلك المال ,, لأنك عرفت جيداُ حاجة الرجال للرجال .


توته توته خلصت الحدوته


جدتي : طلبي الوحيد منكم يا اعضاء الأقلاع أذا سألكم شخص أسمه عقيل عن مربط الرجال لا تعلمونه ,, خلوا النوم يفيده ,, اجل يترجاني اقوله قصه واخرتها يسحب علي وينام






رويت هذه القصه لي عام 1995
عندما كنت في الصف الخامس الأبتدائي
رحمك الله يا جدتي واسكنك فسيح جناته




فتكم بعافيه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقييمك للمدونة ؟؟