السبت، 10 يوليو 2010

(( آباء يستحقون الأعدام ))

ملاحظه : أعتذر لغيابي الأسابيع الماضيه عن كتابة رافعيات الجمعه وذلك لأنشغالي بمتابعه منافسات كأس العالم ,, أتمنى أن أجد عندكم العفو لذلك الغياب الغير مبرر ,,





(( آباء يستحقون الأعدام ))

ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه

في أحدى دور الرعاية الأجتماعيه في بلدنا العزيز ,, وفي غرفة الطعام في ذلك الدار , كانت أنوار و سلمى كعادتهن يتجاذبن أطراف الحديث , في نفس الوقت الذي يتناولن فيه وجبة غدائهن .
قطع حديثهن دخول أحدى الفتيات الوافدات الجديدات للدار الى غرفة الطعام ومرورها بالقرب منهن .
ألقت عليهن الوافده الجديده أبتسامه بمثابة القاء التحيه عليهن ,, ردوا عليها بأبتسامه مصحوبه ببعض التعجب والحيره من أمر هذه الفتاة .

ذهبت الوافدة الجديده ذات المحيا شديد الجمال الى قسم الوجبات وأخذت وجبتها والتي بالكاد تشبعها وأكملت طريقها الى ركن غرفة الطعام حيث الطاوله والمكان الذي يناسبها لأنه مصدر هدوء وأبتعاد عن باقي الزميلات فتيات الدار .

بعد أنتهاء انوار وسلمى من مراقبة تحركات الوافده الجديده بأعينهن ,, عادوا يتجاذبن أطراف الحديث ولكن هذه المره بخصوص هذه الفتاه .

سأترككم في مخض ذلك الحديث حتى تكونوا بالصورة اكثر :

أنوار : سلمى وش سالفة هالبنت ,, صار لها ثلاث أيام معانا بالدار ولا عمرها فكرت تحتك بأي بنت من بنات الدار .
سلمى : والله يا خيتي ما أدري ,, بس أحس ورى هالوجه المملوح سالفة كايده بالحيل .
أنوار : والله يا سلمى ما أتوقع فيه أردى من ظروفي انا وياك ,, وهذي أتوقعها من النوع اللي تسوي مشاكل وأهلها طردوها من البيت ولجئت للدار هذا .
سلمى : لا يا خيه لا تحطين بذمتك ,, ماتدرين عن ظروفها ,, ولكن على العموم بعد شوي بروح انا وياك للاستاذه أيمان حتى نطلب منها تعرفنا على هالبنت ونعرف وش سالفتها ونحاول نخفف عنها مصيبتها ,, هاه وش رأيك ؟؟
انوار : هذي يبيلها رأي ياهبله ؟؟ أكيد أنا موافقه .

تناولت انوار وصديقتها وجبة الغداء على عجل ,, وبعد أنتهائن من الغداء توجهن مسرعات الى غرفة احدى مشرفات ذلك الدار والقريبه منهن بشكل خاص الأستاذه ايمان .

طرحوا على الأستاذه أيمان أقتراحهن بمحاولة التعرف على الوافدة الجديده والتي أخبرتهم الاستاذة أيمان أن أسمها هو ريم, وأنها تعاني من خلافات اسريه جعلتها تلجئ لهذا الدار .

سعدت الاستاذه ايمان بهذه البادره الجميله من أنوار وسلمى وأشادة بها ,, وقرروا أن يذهبوا في فترة العصر للحديث معها والتخفيف من احزانها وهمومها .

في فترة العصر , حيث تقضي فتيات ذلك الدار وقتهن في الجلوس في حديقة الدار والأستمتاع بنسمات الهواء البارده قليلاًُ ,, كانت ريم كعادتها تجلس وحيده في احد زوايا تلك الحديقه الصغيره المشيده في فناء ذلك الدار .
ما هي الا لحظات حتى داهمتها الأستاذه ايمان وبرفقتها الصديقتان انوار وسلمى يطلبن من ريم السماح لهن بالجلوس معها وقضاء بعض الوقت برفقتها .

وافقت ريم على طلب الاستاذه ايمان بأستحياء ,, وقدمت لها سلمى كوباُ من القهوة الممزوجه بالحليب من أعداد الأستاذه أيمان .

في البداية قامت الأستاذه ايمان بتعريف انوار وسلمى لريم والعكس تماماً .

ثم تحدثت عن أهميه تكوين الصداقات في هذه الدار ,, لأن الكل لديه هموم يحملها في قلبه ومن الواجب أن يقوم بأزاحتها عنه حتى لاتكون سبباُ بالقضاء عليه .

طلبت الأستاذه ايمان من ريم الأحتكاك والتعرف على فتيات الدار وعدم الأنطواء والأختباء في الزوايا والأماكن البعيده عن الأعين .

ثم سألت الأستاذه ايمان الوافده الجديده ريم عن سبب قدومها لهذا الدار .

أجابت ريم على أستحياء :
ريم : أنا قررت الجئ للدار هذا بعد المشاكل الأسريه اللي شفتها بالبيت وكان ابوي سبب فيها .

هنا تحدثت سلمى قائله : اهااا يعني مثل حالتي بالضبط ,, وأطلقت بعدها ابتسامه لاتخفي الحزن الذي بداخلها .

ريم : حتى أنتي أبوك يعاملك انتي وخواتك بشكل مو كويس ؟؟

سلمى : أيه للاسف ,, ابوي شخص أنسان عصبي وما يرحم و لأدمانه للمخدرات سبب بالطريقه اللي كان يعاملني انا واخواني الصغار وامي فيها ,, ولا يشتغل ,, ولا يصرف على البيت ولا يدري عن اللي فيه ,, كل اللي يحتاجه فلوس عشان يشتري السم الهاري اللي يتعاطاه .

ريم وبدء على ملامحها التأثر : الله يعينك ,, طيب وين عمامك عنه ؟؟ ووين اقاربكم ؟؟ ليه ما يساعدونه من الحاله اللي هو فيها ؟؟

سلمى والدموع بدأت تطل من شباك عينيها البريئتين : عمامي ؟؟ أي عمام تتكلمين عنهم ؟؟ هل تقصدين عمي الكبير اللي تبراء من أبوي وصار ما يعرفه ؟؟ والا تقصدين عمي الثاني اللي مسجون من 10 سنوات في قضية قتل ؟؟ وأقاربنا كل واحد يهمه نفسه وبس ,, خليها على ربك بس يا ريم والله لا يسامح ابوي على اللي سواه فيني وفي اخواني وامي .

هنا تدخلت انوار الغاضبه من دعاء سلمى على والدها وقالت وهي متنرفزه : حرام عليك يا سلمى تدعين على ابوك كل ما قلتي سالفتك ,, ترى من زمان وأنا بخاطري أعاتبك على أسلوبك هذا والحين جت الفرصه اني أعاتبك بوجهك ,, بدل ما تدعين على ابوك أدعي على اللي طيحه في المخدرات وخلاه يصير مدمن ,, أبوك ضحية مثله مثل باقي الشباب ضحايا المخدرات ,, ياليت أنك تدعين ان الله يسامحه ويتوب عنه ويبعده عن السموم اللي خلته يغير معاملته معاكم ,, ترى الله قادر على كل شي ,, ولو تعزيني لا عاد اسمعك تدعين عليه .
بعد كلامها الثائر قامت انوار بمسح دمعتها والتي تحدرت على محياها قبل أن يراها من حولها .


ردت سلمى على انوار قائله : تبيني أدعي له بأن الله يسامحه ؟؟ طيب أدعي له على ايش والا على ايش ؟؟ على تشويهه لوجهي ولجسمي من كثر ما كان يضربني لأني كنت أدافع عن خواتي لما كان يعصب ويبي مننا نعطيه فلوس يشتري فيها مخدرات ,, والا أدعيله على سرقته لذهب امي عشان يعطيها للي يشتري منهم المخدرات ,, والا أدعيله على الحاله النفسيه اللي وصلني لها وخلاني الجئ للمكان هذا كأني يتيمه .
قد تلاحظون بأنها ذرفت بعض الدموع خلال تفوهها بتلك الكلمات المؤلمة والقاسيه والتي تأثر بها الجميع بما فيهم ريم الوافده الجديده .

بعد لحظات صمت عمت في أرجاء المكان همست انوار قائله : ليت عندي والد مثلك يا سلمى والله ما اخليه لو يسوي فيني ما يسوي ؟


تعجبت ريم لما لتلك الكلمات وقالت بلكنة أندهاش : ليه أبوك وينه يا أنوار ؟؟ لا يكون ميت والا مسجون ؟؟
أبتسمت أنوار وقالت : ياليته مسجون مؤبد والا ميت كان اهون ؟؟
صعقت ريم وذهلت أكثر وأكثر من ذي قبل مما سمعته من الهادئه والعاقله كما يبدو أنوار , وأردات أن تستوضح الأمر أكثر وأكثر فقالت : ليه يا أنوار أبوك وينه ؟؟ وليه تتمنين انه ميت والا مسجون مؤبد ؟ حيرتيني والله العظيم .

قالت أنوار بكل ثقه ويتضح أنها تجاهد لأخفاء الحزن الذي يعتصرها ويعتريها : أنتي سمعتي باللقيطه ؟؟ أنا لقيطه ,, يعني مثل ما تقولون خارج دار الرعايه الاجتماعيه أنا (( بنت حرام ))
وأهدت بعد حديثها أبتسامه حزينه لريم والتي ذهلت لما سمعت .

صمت مطبق اخر كان يملئ ذلك الأجتماع الصغير ,, قطعته الأستاذه أيمان بهذه الكلمات : المفروض كل وحده فيكم تحمد ربها على كل حال ,, مثلاُ أنتي يا سلمى وانتي يا ريم مفروض تحمدون ربكم أنه عطاكم اباء حتى ولو لم يكونوا أباء صالحين ,, لأن فيه غيركم يتمنى يكون يعرف ابوه وامه حتى ولو كانوا في قمة السوء وأكبر مثال عندكم انوار اللي تتمنى يكون عندها أب تعتز وتفتخر فيه حتى وأن كان أسوء أنسان ,, وأنتي بعد يا سلمى أمسحي دموعك وأحمدي ربك أنه ما رزقك أب يكون غير صالح لتربيتك أنتي وباقي خواتك ووالدتك مثل اباء سلمى وريم .

بعد الجمله الأخيره غضبت أنوار وقالت وهي تحاول أيقاف هطول الدموع من عينيها : لا تحاولين تخففين عني يا أستاذه ,, أنا أكثر فتاة غير سعيده في الكون كله ,, ومثلي الالاف من البنات اللقطاء واللي حياتهم جحيم في جحيم من يوم ولادتهن ,, أنا راح أصغر عقلي يا أستاذه وما راح أحمد ربي أنه مارزقني أب حتى ولو كان سيئ مثل أبو ريم والا ابو سلمى ,, لأني لو كان عندي أب مثل أبائهم كان حاولت أساعده حتى لو قتلني ,, ماراح أخليه يواصل العيش في الحطيط والقذاره ,, راح احاول انتشله بأي طريقه ممكنه ,, ما راح أتخلى عنه لأنه راح يبقى سيئ أذا الجميع تخلى عنه وما ساعده مثل المدلعات اللي يجلسون معانا ريم وسلمى ,, أعذريني يا أستاذه ما راح أحمد ربي الا لما تجيبين لي حاله أردى وأسوء من حالتي .

تحول ذلك الأجتماع المقصود به التعارف والتخفيف من الأحزان الى اجتماع مليئ بالدموع والهموم والمزيد من الآلآم والجروح .

طلبت الاستاذه ايمان أثناء كفها لدموعها من أنوار بالأستغفار مما قالت .

في تلك الأثناء زاد النحيب لدى ريم والتي يزداد شهيقها كلما مرت اللحظات والثواني .

أقتربت الأستاذه ايمان من ريم تحاول تهدئتها ببعض الكلمات وهي تقول : أبكي يا ريم وخلي صدرك ينظف من اللي شايلته على ابوك ,, أنا عارفه أنك نادمه على تركك لبيتكم ولأمك ولخواتك واخوانك ,, وعارفه أن كلام انوار أثر فيك وحتى حنا أأثر فينا كلامها ,, خلاص قومي غسلي وجهك وأمشي معاي للأداره عشان نكلم أهلك يجون يأخذونك أذا كان هذا اللي تبينه .

قاطعتها ريم قائله : لا لا يرحم والديك مابي أرجع للبيت ,, والله لو ترجعوني للبيت راح أنتحر.

قالت عندها انوار بكلنه غاضبه وحاقده من ريم : خليها يا أستاذه خليها على راحتها ,, أنا قلت لك أنهن مدلعات وأعجبتهن الأقامه في الدار هذا ,, ياليت عندي مثلها اب أفتخر لا قلت أنا أنوار بنت فلان حتى لو كان يصبحني على ضرب ويمسيني على اهانه .

قالت لها ريم محاولة أنهاء الحديث معهن : تتحديني يا انوار أخليك تتحمدين ربك أنه ما عطاك أب مثل أبوي ؟؟

قالت لها انوار بكل أصرار وتحدي : أيه أتحداك يا ريم وأتحداك مليون مره لو بغيتي ؟؟ لا تحاولين معاي ,, لأنك لو قلتي من هنا لبكرة وش كان يسوي أبوك معاك ومع اخوانك وخواتك ماراح أتمنى ان الله ما عطاني أب مثله .

قالت ريم وهي تشح بمحياها بأتجاه اليمين وبعيداُ عن محيا ونظرات اللواتي يجلسن على يسارها : أحمدي ربك يا أنوار أن ما عندك أب يصير بنفس الوقت هو جدك ؟؟

أستغرب الجميع من الكلام الذي قالته ريم وقالت سلمى بلكنة أستغراب : مافهمنا قصدك يا ريم ؟؟ كيف واحد يكون عنده اب وبنفس الوقت يكون ابوه هو جده ؟؟

قالت ريم وهي تحاول كتم شهيق بكائها : المقصود باللي قلته هو الولد اللي حملت فيه من أبوي عن طريق الحرام ورميته عند احد المساجد قبل شهرين ,, بعد علاقه جنسيه كان يجبرني عليها أبوي من صار عمري 16 سنه يعني قبل سنه ونصف ,,



خسرت ريم الرهان مع انوار لأن أنوار لم تقل الحمدلله على كل حال بعد الذي سمعته ,, بل قالت بكلنه المفجوع (( أعوذ بالله العظيم ))

بعد هذا الأجتماع الذي يعتصر الماُ وحزناُ عادت سلمى لعائلتها بعد أن أعطت زميلاتها السابقات ريم وأنوار وعداُ بأنها ستحاول مساعدة والدها والتي أصبحت تكن له كل الحب والتقدير حتى وأن كان مدمن مخدرات .





(( الخلاصه من الموضوع ))

هذا الموضوع أردت كتابته قبل شهر تقريباًُ بعد رسالة وصلتني من أحد الأخوات التي كانت تعقب على موضوعي السابق (( زينه لم تعد كذلك )) والتي كانت تتذمر من والدها وتصفه بأقبح العبارات لأنه قام بتزويجها من رجل يكبرها ب25 عام ومتزوج قبلها أثنتان .
أريد من هذا الموضوع أمرين أثنين لا ثالث لهما .


الأول : أريد من الفتاة صاحبت الرساله أن تقوم بحمد ربها على كل حال ,, فمهما كان والدها سيئ فهنالك المئات والآلاف من الاباء السيئين والسيئين جداًُ , ولكن يجب عليها الدعاء لوالدها بالهدايه , وكان يجب عليها أن تدعو الله أن يغفر له ما فعله معها بتزويجها من رجل يكبرها كثيراُ في العمر .


الثاني : لم تنزل لي دمعه أمام شخص غريب سوء ذلك اليوم الذي كنت أقراء فيه مقابلة مع احدى فتيات بلدنا العزيز والتي هي ضحيه لتحرشات والدها بها لما يقارب العامين ,,
نزلت دمعتي ذلك الصباح رغماًُ عني وأمام أشخاص لا أعرفهم ولا أعرف عنهم سوء أنهم تعجبوا لتلك الدمعات التي ذرفت أمامهم ,, وقاموا بعد قيامي من مقعدي في ذلك المطعم بتناول الجريده التي كنت أقرأها حتى يعرفوا سبب ذرفي للدموع .



بأعتقادي المتواضع (( لا يوجد في هذه الحياه أبشع من التحرشات الجنسيه بالأطفال سوء التحرش الجنسي بالمحارم ))

دمتم بود

هناك تعليقان (2):

  1. تحرش المحارم اشد واصعب شعور يرافق البنت عمرها كله..رفضي للزواج وانا بعمر 30 والسبب ماتعرضت له بصغري من تحرش اقاربي من خال وابن اخت واخ وغيرهم من سائق وصديق اب يعشقهم والدي ويكن لهم الاحترام والتقدير .. وضعت احد الحلول بقصه سابقة وهي اخبار الاهل اخبرت امي فلم انم تلك الليله من الالم الذي سببه ضربها لي والبستني وانا بعمر 9 العباة حفاظ علي بدل الدفاع عني

    ردحذف
  2. بصراحه لا أملك تعليق مناسب لك أختي الكريمه سواء الدعاء أن الله يكون بعونك ويرزقك بالشاب اللي ينسيك همومك وذكرياتك الاليمه ,, وصدقيني أستمرار رفضك للزواج سبب رئيسي في عدم نسيانك للي صار في صغرك ,, وما راح تنسين وتتطورين دامك رافضه للزواج

    ردحذف

تقييمك للمدونة ؟؟