الجمعة، 30 ديسمبر 2011

(( حب في المستشفى ))

(( حب في المستشفى ))
رافعيات الجمعه



خرجت من غرفة المستشفى التي ترقد على سريرها نوره ابنة صديقي خالد ,, وذلك بعدما انتهيت من زيارتها والاطمئنان على صحتها .
بعد خروجي بلحظات ,, وفي ذلك الممر تفاجئت عندما رأيت صنيت الذي يعمل مراسل في شركة والدي الذي أتولى أدارتها مع والدي .
كان الاندهاش والتعجب موجود أيضاُ على محيا صنيت بعدما رآني أقف أمامه وأمد يدي للسلام عليه .
بعد سلامي عليه أقترب من تقبيل كتفي ثم ابتعدت عنه حتى لا يصل إلى كتفي ,, وتوجه بعد ذلك مسرعاُ ليدي التي يمسك بها بكلتا يديه وقام بتقبيلها .
قلت له : سلامات يا صنيت ,, عسى ما شر وش عندك هنا ؟؟ 
صنيت : لا والله أبد يا طويل العمر بس أختي مرقده هنا ,, عندها أنيميا ومثلك خابر أن مرضى الأنيميا لازم يغيرون دمهم مره على الأقل في السنه .
أنا : اهااا ما تشوف شر ان شاء الله .

ثم ألقيت بنظري إلى داخل تلك الغرفة التي توجد بها شقيقة صنيت ,, فاندهشت لما رأته عيني ,, فتاة جمعت جمال كل نساء الأرض تجلس على السرير الأبيض وتمد يدها للمرض الشرق أسيوي لكي يقوم بإيصال إبرة المغذي إلى يدها .

كنت أتحدث مع صنيت بشأن العمل وعن مدى ارتياحه في شركتنا ,, وطلبت منه أن يزيل حاجز الرسميات الذي يجعله يقف أمامي متوتراُ ومرتبكاُ ,, وطلبت منه أن يكف عن قول يا (عمي) بين كل فينة وأخرى .

عندما تراني تشاهدني أقف ووجهي باتجاه صنيت ,, ولكني لو تعديت حاجز النظرات السوداء ستشاهد عيني ليست موجهه إلى صنيت ,, بل موجهه بالكامل إلى شقيقته التي كانت تنظر ألينا وتبتسم .

في تلك اللحظة أستيقظ مركز العقل من منامه ,, وطلب مني التفكير بشأن صلة القرابة بين ذلك القمر الذي يرقد على السرير ,, وبين ذلك الكائن الفضائي الذي يقف أمامي ,, ثم عدت لسؤال صنيت :
صنيت من جدك أختك اللي مرقده هنا ؟؟
صنيت : افاا منت مصدقني يابو رفوع.
أنا : وش رفوع ؟؟
صنيت : أنت تقول شيل حاجز الرسميات بيني وبينك ,, وحبيت أدلعك أبو رفوع بما أن أسمك عقيل الرافع .
أنا : أهااا ,, الزبده علمني صحيح أن اللي مرقده داخل هي أختك .
صنيت : أقسم بالله أنها أختي يابو رفوع,, منت مصدق ,, روح أسأل الاستقبال هناك .
أنا : خلاص صدقتك يابو صنيت .
صنيت : أبو رفوع ترى هالحركات ما تمشي علينا ,, ترى أنا ملاحظ أنك من اليوم تطالع داخل غرفة أختي ,, أكيد أعجبك الرجال اللي داخل (وأطلق بعدها غمزه بعينه اليمنى )
أنا : أيش ,, من جدك ,, لا ما أعجبني ولا شيء ,, الحمدلله أنا مو راعي هذي الأمور .
صنيت : أقول يابو رفوع ترى الحلو اللي داخل صديقي وبيني وبينه علاقه من اللي بالي بالك ,, وأنا مزبطه من كم سنه ,, وتراني مستعد أزبطك مع صديقه إذا أنتا نبي ,, هاه وش قلت .
أنا : عيب يا صنيت عيب ,, أقولك أنا مو راعي هذا الأمور .

بعدها اعتذرت من صنيت وأخبرته بأنني ذاهب للاستقبال لكي أسألهم عن مواعيد الزيارات في يوم الجمعه .
أثناء سيري للاستقبال كنت غاضباُ لدرجة كبيرة من صنيت الشاذ ,, فهل من المعقول أن يصل الشذوذ لديه إلى هذا الحد ؟؟ والمصيبة أنه يتفاخر أمامي بمعرفته وعلاقته بذلك الممرض الشرق أسيوي ,, تمنيت لو أنني قمت بإعطائه صفعه على محياه بعد الذي قاله لي .

تواجدت أمام موظفة الاستقبال في ذلك القسم النسائي ,, وقمت بسؤالها عن أسم الفتاة التي ترقد في الغرفة رقم 273 ,, فكان جواب ذلك الموظفة صدمه بالنسبة لي عندما قالت لي بأن أسمها ((حنه محماس الصنه ))

تأكدت أن ما قاله لي صنيت صحيح للأسف ,, وأثناء عودتي للخروج من المستشفى ,, شاهدت صنيت يقوم بإعطاء شقيقته حنه عصير تفاح ,, وفي الوقت الذي كانت شقيقته ترتشف عصير التفاح كانت تبتسم وتلقي بنظراتها لي .

غادرت بعد ذلك مبنى المستشفى ولم تغادر صورة حنه مخيلتي وكانت ابتسامتها لي تجعلني أبتسم وأتحدث مع نفسي وأبدوا كالمجنون .

قبل صعودي للسيارة ,, سمعت صوت أذان الحق يطلق من المسجد الخارجي للمستشفى معلناُ دخول وقت صلاة العشاء ,, قررت أن أقوم بأداء الصلاة في ذلك المسجد ومن ثم المغادرة عائداُ الى المنزل .
ذهبت الى دورة المياه الخاصة بذلك المسجد لكي أتوضأ وتفاجئت عندما شاهدت صنيت وبرفقته ذلك الممرض الشرق أسيوي يريدون الدخول لدورة المياه للوضوء .
أنهيت الوضوء ,, وأديت صلاتي في ذلك المسجد ,, وكان بجانبي صنيت ,, وبجانب صنيت صديقه الشرق أسيوي .
قلت في نفسي في ذلك الوقت (( أستغفر الله العظيم بس ,, مدري كيف لهم وجه يقابلون ربهم وهم على علاقة شاذة مع بعض ,, اللهم لا تبلانا بس  ))

غادرت المسجد وقبل صعودي للسيارة كنت أنظر إلى المستشفى ,, إلى الدور الثاني تحديداُ ,, إلى المكان الذي توجد فيه أجمل فتاة شاهدتها عيني في الوجود .
عدت إلى المنزل ,, جلست مع والدتي ووالدي ,, تناولنا العشاء ,, حدث كل هذا وأنا مشغول البال مع حنه ,, وكنت متواجد بين عائلتي جسد بدون روح .

لاحظت والدتي ذلك ,, وسألتني مراراُ عن سبب سرحاني الدائم في ذلك المساء ,, فقال لها والدي ضاحكاُ ((الظاهر أن ولدنا عقيل يحب ,, لازم نزوجه قبل لا تطير عقله بنت الناس ))
أنا : لا يابوي لا أحب ولا شيء الله يطول بعمرك ,, لا بس أنا تذكرت موقف صار اليوم مع أصدقائي في الشاليه .
والدتي : أنا قلت له أكثر من مره يابو عقيل ,, إذا بغى يتزوج أنا مستعدة أروح أخطب له نوره بنت أختي ,, أهم شيء نزوجه وحده من طبقتنا ومستوانا ,, ونوره أنسب بنت لعقيل .
تضايقت كثيراُ من الذي سمعته من والدتي ,, والذي كنت أسمعه باستمرار في الشهور الأخيرة ,, نهضت من مكاني ,, وذهبت إلى غرفتي .

تمددت على سريري لمدة تتجاوز الثلاث ساعات ,, على أنغام أغنية فنان العرب محمد عبده (بنت الخيال) ,, وكنت أتذكر حنه مع كل كلمه كان يشدو بها فنان العرب  .

في اليوم التالي الموافق ليوم الجمعه لم يستجد طارئ في حياتي ,, ذهبت إلى شاليه العائلة برفقة صديقي مشعل ,, وركبت القارب ,, تمددت على الكرسي ,, ووضعت سماعة جهاز الأيبود على أذني ,, وظللت أستمع إلى أغنية بنت الخيال .

بعد مرور ساعة تقريباُ على ذلك الوضع ,, لاحظ صديقي مشعل أن هنالك شيء في داخلي ويشغل بالي .

أتى بالقرب مني وجلس بجانبي وطلب مني أطفئ جهاز الأيبود ,, وبعد ذلك طلب مني أخباره بالشيء الذي يشغل بالي .
أنكرت في البداية أن هنالك شيء يشغل بالي وتفكيري ,, ولكن بعد إلحاحه ,, قمت بأخباره بجميع ما يحدث في حياتي مؤخراُ .

قال لي مشعل : اهااا السالفة كذا أجل يا صديقي ,, ليه طيب ما تروح تخطبها وتتزوجها دام نيتك شريفه ؟؟
أنا : يعني على بالك أني ما فكرت بالشيء هذا ؟؟ ولكن اللي يمنعني هو أن أخوها صنيت ,, تعرف وش معنى صنيت ,, أزحف موظف في شركتنا ,, مسبب أزمة ,, يفحط في سيارات الشركة ,, ويغازل موظفات الشركة ,, ويغيب على كيفه ,, ويداوم على كيفه ,, خل كل هذا على جنب ,, الولد شاذ وله علاقة مع صديقه ممرض من شرق أسيا ,, بذمتك هذا كفو أنه يصير خال لعيالي ؟؟ 
مشعل : طيب يا عقيل أنت وش عليك من أخوها ,, أنتي تبي تتزوج البنت والا أخوها ,, أنت تزوج البنت وبعد ما تتزوجها أسحب على أخوها وقله يا تعقل وتخلي حركات الشذوذ والا ترى بخلي أختك تتبرءا منك .
أنا : امممممممممممم والله أنك جبتها ,, أهم شيء آخذ أخته وهو بحريقه ,, طيب بقى أمي كيف أقنعها ؟؟ لأن أمي رافضه أني أتزوج من ناس مو من مستوانا المادي والاجتماعي .
مشعل : ما عليك من كلام أمك ,, الفقر مو عيب ,, والحب ما فيه مجامله ,, يمكن البنت الفقيرة تسعد حياتك لأنها دخلت قلبك من أول نظرة ,, ويمكن لو جاملت أمك وتزوجت بنت خالتك ما راح تكون مرتاح ,, لأنها مو داخله مزاجك ,, ولأنها مثل ما تقول لي دايم أنها عنيده ورأسها يابس وتعشق التفهات .

أنا : طيب يا مشعل ,, وش اللي مفروض أسويه الحين ؟؟
مشعل : أول شيء تحسس البنت انك تحبها ,, روح أنقلها من المستشفى اللي هي فيه الحين لأنه سيء بالمرة ,, وديها لمستشفى خاص على حسابك ,, وغير وظيفة أخوها من مراسل لأداري في شؤون الموظفين وخلي راتبه دبل ,, وبعد شهر لما تتحسن صحة البنت وتخرج من المستشفى خلي أمك تخطبها لك ,, وانتهينا .
أنا : يالبى قلبك يا ميشوو ,, والله أن كلامك وحلولك ما فيه مثلها ,, خلاص شورك وهداية الله .

عدت إلى المنزل في قمة سعادتي ذلك المساء ,, قبلت جبين والدتي وتناولت معها العشاء ,, وبعد ذلك خلدت إلى النوم مبكراُ ,, حتى يأتي صباح الغد ,, الصباح الذي سوف يحمل نقله نوعيه في علاقتي مع صنيت ومع شقيقته حنه التي استوطنت قلبي .



في صباح يوم السبت ,, طلبت من موظف استقبال الشركة أن يقوم بأخبار صنيت أن يتواجد في مكتبي لدى وصوله للشركة .
بعد طول انتظار ,, تواجد صنيت أمامي في المكتب ,, وذلك لحضوره متأخراُ لمقر الشركة في الساعة الحادية عشر صباحاُ .

أخبرت صنيت بأنني سوف أعطيه أجازه عند دخول شقيقته للمستشفى لكي يكون بالقرب منها ,, وأخبرته أيضاُ بأنني غيرت وظيفته من مراسل إلى مشرف شؤون الموظفين في الشركة ,, وأضفت أيضاُ بأنني أريد نقل شقيقته إلى مستشفى سعد الصانع لكي تتلقى علاجها كل سنه في ذلك المستشفى وعلى نفقة الشركة .
كان صنيت يبتسم على كلماتي  ,, وقال بعد انتهائي من الكلام : أقول بلا هباله ,, وبلا طقطقه ,, شايفني مسكين قمت تطقطق علي ,, موعشان سمحت لك تطيح الميانه معاي البارح تقوم تستهبل وتستظرف علي .

أنا : أنا أكلمك جد يا صنيت ,, ما أستهبل ,, من متى أنا أمزح في مثل هذي الأمور .
صنيت مندهش : تتكلم من جدك يعني ما تستهبل ,,( ثم قام بصفع نفسه أكثر من مره حتى يتأكد أنه ليس يحلم ) ثم قال : والله مو مصدق ,, كل الأشياء ذي بتصير لي ,, والله لو حكيت الفانوس السحري وطلبت منه هالطلبات يمكن يضحك علي ويقولي أقلب وجهك ,, مشكور يا عم عقيل ,, (( ثم قام بالقفز علي وتقبيل كتفي ورأسي وبعثر بتلك القفزة جميع ما على مكتبي من اداوات واجهزة ))

ثم طلبت منه بأخباري عن قصة علاقته مع (الرجال) كما يحب أن يسميه فقال لي (( أنا تعرفت على خوينا الرجال اللي شفته يوم الخميس في غرفة أختي تعرفت عليه العام الماضي لما دخلت أختي للمستشفى عشان تغير الدم ,, أنا شفته في احد ممرات المستشفى ولحقته ,, وعطيته الرقم وأخذه مني ,, وتعرفت عليه ,, وصرت اطلعه معاي كل فترة ,, ومن كثر حبه لي صار يجي يتبرع لأختي حنه بالدم)) 
غضبت بعد تلك الكلمات ,, وقلت له : لا عاد أشوف ذاك صديقك الزفت يتبرع مره ثانيه لأختك بالدم تفهم والا لا ,, إذا أختك محتاجة دم أنا مستعد أعطيها دم قلبي لو تبي ,, بس الزفت هذا لا يخلطه دمه بدمها .
ثم طلبت منه مغادرة مكتبي لأنني في قمة غضبي ولا أريد أن أراه أمامي .


مرت الأيام ولم يتغير شيء ,, باستثناء وصول باقة ورد بشكل يومي إلى الجناح الذي ترقد فيه حنه باسم شركة الرافع .


خرجت شقيقة صنيت من المستشفى ,, وأمرت بأقامة وليمة غداء لجميع موظفي الشركة في أحد الفنادق باسم صنيت وعلى نفقة الشركة .

لاحظ والدي ما يحدث أخيراُ من تطورات في شركته ,, واستدعاني لمكتبه ,, وقام بسؤالي حينها عن سبب تغيير وظيفة صنيت وراتبه ,, وعلاج شقيقته بشكل سنوي على نفقة الشركة ,, وعن الحفل الذي أقمته مؤخراُ لخروج شقيقته بالسلامة من المستشفى .

لم أستطع الكذب على والدي ,, لأنه يعرف على الفور من نظرات عيني أن كنت صادقاُ أم كاذب ,, فقمت بأخباره بجميع التفاصيل .

تعجب والدي وقال : معقول أن أخت هذا المخلوق القبيح حلوه وتطير العقل للدرجة ذي ؟؟ متأكد يا ولدي أنها أخته ؟؟
أنا : أيوه يا بوي متأكد مليون بالميه ,, وأنا سألت موظفة الاستقبال وقالت لي أن أسمها حنه محماس الصنه .
أبوي : أمممم والله مدري يا ولدي ,, بس يمكن يكون المثل اللي يقول (( إذا شفت القرد بالشارع ,, تأكد أن الغزال في البيت ))يمكن هذا المثل ينطبق على صنيت ,, على العموم علمني متى ناوي تخلي أمك تروح تخطبها لك ؟؟
أنا : والله يابوي أتمنى اليوم قبل بكره .
أبوي ضاحكاُ : أخس يا قيس ابن الملوح للدرجة ذي ذبحك الحب ,, خلاص أنا بكلم أمك وأحاول أقنعها ,, عشان تروح تخطب لك البنت بكره .

في مساء ذلك اليوم ,, وبعد عودتي من النادي الرياضي إلى المنزل ,, أخبرتني شقيقتي الصغرى بأن والدي ووالدتي يريدون التحدث معي في جناحهم الخاص .

ذهبت إليهم وأنا أعلم بأنهم سوف يتحدثون معي بخصوص موضوع حنه .

بعد وصولي إلى داخل جناحهم الخاص ,, استقبلني والدي بابتسامته المعهودة ,, وعلى النقيض تماماُ استقبلتني والدتي بنظراتها الغاضبة والمليئة بالعتب والاحتقان .

في البداية وبختني والدتي على عدم أخبارها لما حدث في حياتي مؤخراُ ,, ثم أبدت لي تذمرها وانزعاجها من نيتي للزواج من فتاة ليست من طبقتنا الأجتماعيه ومستوانا المادي ,, وأنهت حديثها بأنها سوف تذهب لخطبة الفتاة لي ,, ولكنها أخبرتني بأنها لن تكون مسئوله في حال فشل زواجي من تلك الفتاة ,, أو في حال ندمي مستقبلاُ على الارتباط بتلك الفتاة .

عدت بعدها إلى غرفتي وأنا في قمة السعادة ,, وأصبحت أنتظر حلول مساء الغد بفارغ الصبر .

في صباح اليوم التالي أخبرت صنيت بأنني سوف أقوم بزيارته مساء اليوم برفقة والدتي إلى منزلهم ,, لم يصدق صنيت ما أخبرته إياه ,, إلا بعد حلفي له أكثر من مره على صدق الذي أقوله .

تواجدت في المساء في منزل صنيت الشعبي والمتهالك والموجود في حي (الثقبه) وتواجدت والدتي الغاضبة في ذلك المنزل الذي لم تطأ قدمها مثله في حياتها .

بعد تناولي للقهوة ,, أخبرت صنيت بأننا حضرنا إليهم لكي نقوم بخطبة شقيقته حنه على سنة الله ورسوله .
كان ردة فعل صنيت عاديه ,, كان ينظر إلي ويبتسم ,, ثم قال : بعد كل اللي سويته لي ولأختي صرت ما أستغرب أي شيء منك ,, على العموم حنا موافقين موافقين موافقين ,, وتقدر تجيب الشيخ الحين يكتب كتابكم وتأخذ أختي معاك اليوم لبيتكم ,, بس ترى مهرها عبارة عن بيت في حي راقي + سيارة فارهه لي + مبلغ 200 الف ريال .

أخبرته بأني موافق على جميع طلباته ,, ولكن الأمور لا تدار بهذه الطريقة ,, وطلبت منه أن تتم الأمور بشكل رسمي ومعتاد ,, ثم أخبرته بأنني أريد لقاء شقيقته حنه لأخذ النظرة الشرعية قبل الزواج .

كانت ردة فعله غريبة عندما ضحك وقال : نظره شرعيه ما عندنا ,, حنا بدوو وما نعترف بالأمور ذي ,, هذي عادات أبوي الله يرحمه وعادات اللي قبله ,, ما عندنا شوفه شرعيه ,, ما تشوف عروسك الا يوم العرس بس ,, إذا تبيني أجيب لك أختي الصغيرة صنه تشوفها ما عندي مشكله .
أنا : الله يهديك أنا وش أبي بشوفة أختك صنه ,, أبي أشوف أختك حنه .
صنيت : لأن صنه نمونه من أختي حنه ,, يعني إذا شفت صنه كأنك شفت حنه .
أنا والحزن يتملكني : اوكي امرنا لله ,, روح جيب لنا صنه لنا نشوفها . 
ذهب صنيت إلى داخل المنزل ,, وعاد بعدها بدقائق حاملاُ بيده الدمية المشهورة (( أم خماس )) ولكنها بدون نقاب .

ضحكت كثيراُ وقلت له : أشوفك هونت وما جبت لي أختك صنه ,, أشوفك جايب الدمية حقتها .
تملكني الفزع وكدت أجن من الخوف عندما تحدثت تلك الدمية وقالت : خخخخ بايخ ما تضحك ,, أقول أحترم نفسك يالاشهب ,, أنا صنه بنت محماس ,, اللي غير كل هالناس ,, لو أصكك بمخماس ,, الف وجهك واخليه يحتاس .
ثم قال صنيت : كفوو والله يا أخيتي ,, خلاص شفتها يا عقيل ,, هذي أختي صنه ,, وهي نمونه من أختي حنه بس أن أختي حنه نحيفه وهذي مثل ما تشوف كنها دبة غاز .
قالت شقيقته صنه قبل مغادرتها : أنا كني دبة غاز ,, مبسوط بوجهك يا شبيه الضاطور ؟؟

لم أستطع تمالك نفسي ,, وضحكت كثيراُ على ذلك الحوار المضحك ,, وأحببت صنه بشكل لا يمكن لي وصفه ,, وأحسست أن تلك العائلة بدأت تستوطن قلبي وتستهويني كثيراُ .

بعد مغادرتي أنا ووالدتي لذلك المنزل ,, قالت لي والدتي : أنت متأكد أن البنت اللي شفتها قمر وفي قمة الجمال ؟؟ 
أنا : أيووه ,, مو بس كذا ,, لو شافها القمر يمكن يقول لها تعالي أجلسي مكاني .
والدتي : والله ما فيها من الحلا شيء ,, شكلها عادي جداُ ,, ونوره بنت أختي احلي منها بكثير ,, صحيح أن حنه محترمه وأمها بعد محترمه ,, ولكن ما أشوف أن فيها زود عن باقي البنات يومك تقول لأبوك أنها ملكة جمال .
أنا : عاد هي عاجبتني وأنا حبيتها ,, وأنا متأكد أن مرضها الأنيميا وتغيير الدم آثر على ملامحها وخلى ملامحها وحلاه يذبل ,, خصوصاً أنها طالعه من المستشفى قبل أسبوع تقريباُ .
والدتي : خلاص أنا خطبتها لك ,, والبنت قالت انه ما عندها مانع ,, بشرط أن الزواج يكون بعد ما تخلص آخر سمستر لها بالجامعة ,, يعني بعد ست شهور تقريباُ .


لم أهتم كثيراُ لكلام والدتي ,, لأني أعلم بأن لديها عنصريه من ناحية الأوضاع الاجتماعية والمستويات المادية بين الأسر ,, وكنت أعلم بأنها تحاول تشويه صورة تلك الفتاة بأي وسيلة حتى لو تطلب ذلك إخباري بشيء ليس له أساس من الصحة ,, وكلها رجاء وأمل أن لا يتم زواجي على حنه .

قمت في اليوم التالي بالذهاب إلى منزل عمتي والتي تعمل عميده لكلية البنات التي تدرس فيها حنه ,, أخبرت عمتي عن تقدمي لفتاة تدرس في الجامعة التي تدير شؤونها وأسمها حنه محماس الصنه .

تفاجئت عمتي بتقدمي لتلك الفتاة تحديداُ ,, وأخبرتني بأنها أفضل طالبه عرفتها خلال تواجدها في تلك الكلية ,, لأنها متميزة علمياُ ,, وأخلاقياُ ,, وصاحبة مبادرات خيريه للفقراء والمحتاجين في المنطقة ,, وهي الأولى على مستوى الكلية من ناحية التفوق العلمي ,, ومن ناحية الاختراعات والابتكارات .

تعلقت أكثر وأكثر وأكثر في تلك الفتاة بعد تلك الزيارة السريعة لمنزل عمتي ,, والتي باركت لي تلك الخطوة ,, وتمنت مني وبشكل سري بأن لا ألتفت لكلمات والدتي .

بعد أسبوع تقريباُ عقدت قراني على حنه بحمد الله وشكره ,, وأصبح لي الحق في التحدث معها على الهاتف المحمول .

مع مرور الزمن ومعرفة الكثير من تلك الفتاة عنها وعن مبادئها وانطباعاتها ,, اكتشفت أنها تملك روحاُ وفكراُ غير عاديين وفي قمة الروعة والجمال ,, كانت مثال للفتاة المتعلمة ,, والمثقفة ,, والخلوقه ,, وذات الدين ,, والمرحة ,, الفتاة التي غيرت حياتي للأجمل ,, وجعلتني بأسلوبها أتغير للأفضل في جميع النواحي .
بفضل كلماتها ونصائحها قمت بكفالة أكثر من 20 يتيم ,, وأصبحت أكثر تواضعاُ مع الآخرين ,, باختصار صنعت مني إنسان آخر .


مرت تلك الشهور الست بشكل بطئ للغاية ,, ولكن كان لابد لها أن تنتهي ,, وانتهت والحمدلله ,, وتم اقامة حفل زواجي على حنه .

في ليلة ألدخله تفاجئت عندما شاهدت فتاة غير تلك الفتاة التي رأيتها في المستشفى ,, ولكني فضلت السكوت لكي لا أجرح مشاعرها ,, لأنني متأكد بأن آثار الأنيميا ما زالت باقية ولم تذهب ,, خصوصاً أنها في تلك الفترة كانت متعبه للغاية ,, وبالكاد تمت أمور الزواج .

كان حبي لها يجعلني أنسى الجمال الذي رأيتها عليه قبل شهور مضت.
للأسف كان رابع أيام الزواج موعداُ لسقوطها وتعبها ودخولها للمستشفى لتغيير الدم ,, أي أنني لم أهنئ بشهر العسل ,, وقررت تأجيل سفرنا لأوربا لقضاء شهر العسل لما بعد خروجها من المستشفى .

كنت أذهب بشكل يومي للمستشفى للاطمئنان عليها ,, وفي احد الأيام خرجت من العمل وأنا مجهد ومتعب ,, وذهبت إلى المستشفى ,, وطلب مني الدكتور أن أذهب لغرفة التبرع بالدم لأن حنه تحتاج المزيد من الدم .

ذهبت إلى القسم الخاص للتبرع بالدم ,, وفي غرفة التبرع بالدم كانت هنالك المفاجأة والصدمة ,, حيث أنني شاهدت حنه بجمالها الذي رأيته عليها أول مره قبل سبعة أشهر تقريباً ,, مع العلم أنني زرتها صباح اليوم وكانت في حالة فقدان للوعي ,, وكان محياها شاحب ومتعب .

شاهدتها تتحدث وتبتسم لصنيت في غرفة التبرع بالدم .
وقفت مندهشاُ لما تراه عيني ,, وظننت أنني أحلم وحككت عيناي بأصابعي حتى أتأكد بأنني لست في حلم ,, ولكنني تفاجئت أكثر عندما طلب صنيت منها أن تقوم بتغطية محياها بسبب تواجدي ,, ظننت أن التعب والإجهاد الذي أتعرض له بسبب قلة نومي له دور في زرع صورة حنه ألجميله أمامي ,, ثم قلت لصنيت (( ليه تقول لها تغطي ,, هذي زوجتي ,, وبعدين علميني يا حنه كيف صرتي كذا ؟؟ ومتى صحيتي من الغيبوبة ,, علميني كيف رجع الجمال لوجهك ؟؟ ))

لم ترد حنه على تساؤلاتي ,, وقام صنيت بسحبي لخارج غرفة التبرع بالدم وقال لي : وش فيك أنهبلت يوم شفت الرجال خويي اللي علمتك أن بيني وبينه علاقة ,, أعذرني لأني جبته يتبرع لأختي حنه وأنت موصيني ما أخليه يتبرع لأختي ,, دورت أحد يتبرع وما لقيت وكلمت الرجال يجي يتبرع لأختي .

كانت كل علامات الدهشة في العالم متواجدة في محياي حينها ,, ثم قلت لصنيت : هذي حنه حبيبتي مو رجال ,, ليه تسميها الرجال 
صنيت : لا هذي مو حنه ,, هذي بنت أسمها نجوى وأنا كنت أسميها الرجال للتمويه لأن المستشفى الي كانت تتعالج فيه اختي حنه مافيه غرف كثير ,, وكان يخلي المتبرعين بالدم يتبرعون بنفس الغرفة اللي فيها اختي حنه ,, مو مثل هذا المستشفى الكبير اللي فيه قسم خاص للتبرع بالدم ,, عشان كذا أنا كنت أموه وأقول الرجال عشان اذا أختي حنه سمعتني وانا اقول الرجال ما تفهم أني أقصد هالبنت الحلوه ,, وأتوقع أنك فاهم أن الشباب يسمون خوياتهم (الرجال ,, أو خويي ) للتمويه على الناس اللي حولهم ,, ثم قام حينها صنيت بالغمز لي بعينه اليمنى  .

تضايقت كثيراُ على عدة أمور :
** على عدم فهمي للتلميح المهم جداُ من صنيت قبل سبعة أشهر .
** ظلمي للممرض المحترم من شرق أسيا واعتقادي بأنه شاذ .
** اعتقادي بأن الجمال هو جمال المحيا فقط ,, ولكن نسيت بأن الجمال أولاُ هو جمال الروح ,, ومن ثم يأتي جمال المحيا
** لماذا تحاول الفتيات اللواتي وهبهن الله الجمال الشكلي الأستفاده من جمالهن بشكل سلبي ,, وذلك من خلال كشف مفاتنهن للآخرين ,, وايقاع بعض الشباب الأغبياء في شباكهم ,, والاستفاده من ذلكم الشباب مادياُ .


تضايقت على أمور كثيرة ,, ولكن جميعها لا تصف مدى ضيقي وحزني على فقدان ورحيل حبيبتي حنه ,, التي توفت بعد معاناة مع ذلك المرض ,, ولم أسعد بالعيش معها أكثر من تسعة أشهر ,, كانت أجمل أشهر عشتها في حياتي .


الحمدلله على كل حال ,, وبأذن الله لن أنسى ( بنت الخيال) مهما حييت . 

أنتهت

السبت، 24 ديسمبر 2011

(( ستندم على السكوت ,, ولن تندم على الكلام )) يرحم أمك تكلم

(( ستندم على السكوت ,, ولن تندم على الكلام )) يرحم أمك تكلم 
رافعيات الجمعه


بعد فتحي لباب الثلاجة للبحث عن شيء بداخلها يسد رمقي قبل شروعي بكتابة قصتي مع صديقي المرح حطاطه ,, شدت انتباهي في سلة الفواكه تفاحة يظهر جزء منها غير سليم ,, وكأن الفطريات بدت تستحل بعض أجزاء تلك التفاحة .
فكرت في أخذ تلك التفاحة وإزالة الجزء الغير سليم منها وأكل الجزء السليم ,, ولكن الكسل منعني تحت شعار (( يا رجال ما فيه مشكله ,, جزء بسيط من التفاحة خربان وش صار ,, بكره أو بعده إذا فضيت برجع وأشيلها ))

أخذت تفاحة أخرى سليمة ,, غسلتها ,, وعدت إلى غرفتي حاملاُ تلك التفاحة حتى أبدا بكتابة قصة اليوم عن صديقي حطاطه .

بعد جلوسي على الجهاز ,, فكرت أن أفتح صندوق رسائل الأيميل حتى أتحقق من آخر الرسائل التي وردتني ,, لأنني لم أفتح العديد من الرسائل الغير مقروءة التي وصلتني .

تفاجأت من أحدى الرسائل التي وصلتني من أحدى المتابعات ,, والتي كانت بعد موضوعي السابق عن ظاهرة البويات ,, وهذا جزء من تلك الرسالة (( أخوي عقيل أنا فتاة أتعرض للتحرشات الجنسية من أبن عمي اللي يسكن معانا في نفس العمارة ,, وكان يتحرش فيني من سنوات ,, زمان ما كنت مهتمة كثير ولكن الحين لما كبرت عرفت أن اللي كان يسويه لي غلط ,, كلمته ولا فاد ,, وللحين يتحرش فيني كل ما شافني يا بالكلام القذر أو باللمس ,, وأنا أخاف يجي يوم يلقاني فيه لحالي ويسوي فيني شيء ,, أبي منك حل تكفى يخلي هالزفت يبتعد عني بدون ما أعلم أحد ,, وبدون ما أسوي مشكلة بين عائلتنا وعائلة عمي ,, أبي طريقه احل فيها قضيتي مع ولد عمي الزفت قبل لا تصير مشكلة ))
وذكرت من خلال رسالتها أنها صارت بويه في محاوله منها لأبعاد ولد عمها عنها << مدري كيف تفكر 

تذكرت بعد قراءتي لهذه الرسالة موضوع لأحدى الأخوات تشكي فيه من تحرش زوجها في أبنتهم الصغيرة جنسياُ ,, واكتفت تلك الأخت بالذهاب إلى منزل أهلها دون أخبارهم بالفعل الذي شاهدت زوجها يقدم عليه في غرفة نومهم مع أبنتهم الصغيرة .
التزمت تلك الأخت الصمت حيال ما حدث ,, وكان عذرها بأنها لا تريد أخبار احد بما شاهدته حتى لا يكبر الموضوع ويصبح مشكلة كبيرة .

وتذكرت أيضاُ كلامي لأحد أصدقائي بعد نصيحتي له بأن يأخذ أخيه المدمن على حبوب (الكبتاجون) لمستشفى الأمل لكي يعالجه من تلك السموم التي أفقدته صحته وما تبقى له من عقل يميز فيه الأشياء ,, وكان رد أخيه ( يا عقيل ترى الموضوع ما يستاهل هالمبالغة منك ,, بأذن الله مصيره يتعالج منها الحين والا بعدين ,, وبعدين وش يقولون عننا الناس لو عرفوا أن أخونا مدمن حبوب ,, والله محد يناسبنا ولا أحد يزوجنا ,, أنت أدع له بالصلاح وما عليك ))
التزمت الصمت ,, ولم أكمل نصيحتي ولم أكمل ما في فمي من كلمات بأن شقيقه أضحى بلا عقل بسبب تلك الحبوب ,, فكيف يتوقع منه أن يفكر ويدرس موضوع معالجة ذلك الإدمان وهو بلا عقل ؟؟

بعد ما قرأته في تلك الرسالة ,, وبعد ما تذكرته بعد تلك الرسالة ,, قمت بتأجيل كتابة قصة حطاطه للأسبوع القادم ,, لأنني أعتقد أن قصة حطاطة الكوميدية تحتمل التأجيل لسنوات وليس لأيام ,, وليست بأهمية وخطورة الموضوع الذي سوف أتحدث عنه اليوم .

أود التطرق اليوم لقضية الصمت عن الأخطاء ,, سواء كان الصمت بهدف عدم تضخيم الأمور ,, أو الصمت بهدف عدم معرفة الآخرين بمشاكلنا ,, أو الصمت لقلة الحلول .

قال لقمان (( يا بني ,, لقد ندمت على الكلام ,, ولم أندم على السكوت )) وأنا أقول للقمان اليوم (( يا لقمان لقد ندمنا على السكوت ولم نندم على الكلام ))

في الأمور التي تراها خاطئة وفي الأفعال التي تراها غير مقبوله وجائزة يجب أن تتكلم ,, لأن السكوت قد يكلفك الكثير مستقبلاُ .
مثلاُ تلك الفتاة المسكينة التي تتعرض للتحرشات من أبن عمها مشكلتها الأساسية مثل مشاكل أغلبية من يواجهون المشاكل في مجتمعنا وهي مشكلة (( عدم الاعتراف بأن الأمر الذي يحدث لهم هو مشكلة )) ولا أعلم كيف يريدون حل تلك المشكلة إذا لم يعترفوا بأنها مشكلة من الأساس .

إذا أول الحلول هو الاعتراف بالمشكلة ,, وثاني الحلول هو مواجهة تلك المشكلة ,, حتى لو كانت الأمور ستتضخم وتأخذ مجرى قاسي ومؤلم قد ينتج عنه قطع علاقات اسريه وغيره .

أتعلمون ما هي نتيجة السكوت عن ما يحدث في حياتكم من أمور سلبية ,, النتيجة هي أما (( فتاة حامل من أبيها أو شقيقها أو أحد محارمها ,, أو شخص مدمن يقتل زوجته أو والدته أو والده أو أبناءه ,, أو طفل يتعرض للاغتصاب على يد السائق أو عامل السوبرماركت ,, أو وفاة مراهق بسبب تفحيط أو القيادة بتهور أو ......... الخ ))

أنا قرأت عن فتاة حملت من والدها بعد سنتين من تحرشه فيها جنسياُ وبعد سكوتها طوال تلك الفترة على أمل أن يعود لصوابه .
هل فادها السكوت ؟؟
هي تقول أنها كانت تخشى ردة فعل والدتها ,, وبودي أن أسألها الآن أيهما أقوى : ردة فعل والدتها بعد علمها بتحرشات والدها فيها ,, أم ردة فعل والدتها بعد علمها أن أبنتها حامل من أبيها أي زوجها ؟؟

و قرأت أيضاُ عن مدمن قتل زوجته وسحب جثمناها بسيارته في الشوارع .
زوجته المتوفيه والتي أسئل الله أن يغمدها برحمته كانت تعلم عن تعاطيه للمخدرات ,, وكانت تفضل السكوت على أن فضيحة زوجها أمام أهله وأهلها وأبناءهما .

وأنا عرفت سابقاُ مراهقاُ تعرض أثناء طفولته للاغتصاب من زملائه وأعتاد على ذلك لاحقاُ لأنه كان يفضل السكوت على أن يخبر والده ,, على أخبار والده المعروف بعصبيته الزائدة وقد يتعرض له بالتوبيخ ومد يده عليه .
كان لسكوته عن تلك التحرشات دور كبير لتعرضه للأغتصاب ,, ولو أنه تحدث لوالده من اللحظة الأولى لما تجرأ أحد بعدها على لمسه أو التحرش فيه ,, ولما أصبح في نظر الآخرين حتى الآن بأنه غير رجل وغير شريف .

وأنا عرفت مراهقاُ ذهب ضحية حادث (تفحيط) .
وكان شقيقه الذي يصغره بعام متردد في أخبار والدهم عن شقيقه الذي كان يسرق سيارة والده في بعض الأحيان ويقوم بقيادتها بتهور ,, والى هذه اللحظة يعض شقيقه أصابع الندم على عدم تنبيهه لوالده عن ما كان يفعله شقيقه .


أعلم أن بعضكم مثلي لم يواجه أحد تلك المواقف والقصص التي كتبتها في الأعلى والحمدلله على تلك ألنعمه .

ولكن أعلم أن بعض الأشخاص الذين يقرؤون هذه الأسطر يعانون شخصياُ مثل الأشخاص الذين ذكرتهم في الأعلى ,, أو يتعرض لها أحد أقاربهم .

لذلك هذه نصائح بالمجان مني لهم وباللغة العامية :
** أنت مدمن حبوب أو مدمن مخدرات أو كحوليات ,, ترى أنت في مشكلة ,, ولازم تعترف بالشيء هذا بينك وبين نفسك ,, وأتمنى أنك تكون شجاع وتحاول تتعالج في أقرب فرصه ,, ولا يهمك كلام الناس ونظرتهم لك .

** إذا كان أخوك مدمن لا سمح الله ,, لا تحاول تتغاضى عن هالموضوع ,, وتقول أنه شيء عادي وفيه ياما ناس مدمنين مثله وعايشين ,, أعرف أن سكوتك عن إدمان أخوك هو دليل على شيء واحد فقط (( أنك ما تحب أخوك )) تبيني أحلف لك (( والله أنك ما تحب أخوك )) لأن اللي يحب أخوه ويخاف عليه ما يرضى يشوفه مدمن وما يفكر يأخذه لمستشفى الأمل يتعالج من السم اللي ممكن يدمر مستقبل وحياة أخوه .


** إذا كنتي تتعرضين لتحرش جنسي من أحد المحارم الحل الوحيد اللي أقدمه لك هو أنك تتكلمين ,, تكلمي لأبوك ,, لأخوك ,, لأختك ,, لأمك ,, لو أن شاء الله لو تتكلمين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأهم شيء حطي في بالك هالكلام (( لا تحسبين حساب لصلة القرابة وللعلاقه اللي تربطك في الشخص اللي يتحرش فيك ,, عمك ,, خالك ,, أخوك ,, حتى لو كان أبوك ))
صدقيني لو أنك تعيشين في دار رعاية الفتيات ,, هذا أشرف وأفضل لك مليون مره من العيش في قصر ودلع مع والد يتحرش في عرضه .

** اللي يتعرضون للابتزاز بعد ,, تكلموا ,, لا تسكتون ,, وصدقوني لو أهاليكم يدرون في العلاقة اللي كانت بينكم وبين شخص غريب ,, راح تكون عواقبها وخيمة عليكم ,, بس والله عواقب الابتزاز أعظم وأوخم ,, وممكن تكون سبب في دماركم وضياع مستقبلكم .
بضرب هنا مثال أوضح ,, مثلاُ لو كانت بنتي تتعرض لابتزاز من شاب ( الأمر راح يكون أهون علي لو دريت منها بشكل مبكر ,, على أني أكتشف الأمر بالصدفة ,, والا بعد فوات الأوان )


رسائلي تكثر ,, وأختمها بهذه الكلمات :
(( تكلموا ,, والله ما راح تندمون على الكلام ,, ولا يهمكم كلام الناس واللي راح ينقال عنكم ,, لأن كل البيوت فيها مشاكل ,, وما فيه بيت ما يخلى من المشاكل ,, ولكن أفضل البيوت هو اللي يحاول أفراده القضاء على أي مشكله تواجههم بسرعة وبحزم ))

عن أذنكم برجع للثلاجة وبشيل التفاحة الفاسدة قبل لا أنساها ,, النسيان عامل عمايله فيني هاليومين 

أتمنى رسالتي وصلت لكم اليوم 


فتكم بعافية 

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

(( أمي ,, أبي .. الى مزبلة الإنسانية))

(( أمي ,, أبي .. الى مزبلة الإنسانية))
رافعيات الجمعة



بالقرب من جسر البحرين ,, وفي كورنيش الخبر تحديداُ ,, كنت أتجول ذلك المساء برفقة صديقي زياد ,, ورغم تحملنا للطقس شديد البرودة ,, الا أننا لم نتحمل حينها جمال أعين فتاة كانت تجلس على أحد الكراسي الأسمنتية المقابلة لبحر الخليج .

تواجد الشيطان تلك اللحظة بيني وبين صديقي ,, وكان صديقنا الثالث ,, وقام بإعطانا المخطط الكامل لعملية التحدث مع تلك الفتاة ومن ثم التعرف إليها .

وعلى الفور نفذنا أول خطوات صديقنا الشيطان ,, وذلك بعد استدارتنا قاصدين العودة للمكان الذي توجد فيه تلك الفتاة .

اقتربنا منها ,, وكنا نخشى أن يلحظ أحد المارة وقوفنا بالقرب من تلك الفتاة التي كانت تطيل النظر ألينا .

لم تمضي دقائق كثيرة حتى أتت ردة الفعل من الفتاة التي قالت (( وش عندكم تناظروني من اليوم ؟؟ تبون ترقموني ؟؟ ))

ألتزمت الصمت في بداية الأمر وفعل صديقي نفس الشيء ,, لأننا كنا نخشى حينها من ردة فعل غاضبة من تلك الفتاة .

بعد لحظات تملكتني الشجاعة والجرأة لكي أرد عليها وأقول (( أيوه ,, حنا رجعنا عشان نعطيك الرقم ))

كان جواب الفتاة على ما قلته لها يحمل الكثير من الدهشة وعلامات الاستغراب عندما قالت (( أنا ما أبي الرقم منكم ,, أبي أطلع معكم لأي مكان ,, بس أهم شيء تجيبون لي أكل لأني ما تعشيت ))

طبعاُ جمعيكم متأكدين بأننا لن ندع هذه الفرصة تفوت من بين ايدينا ,, خصوصاً أن صديقنا الشيطان متواجد معنا ولم يغادرنا حتى تلك اللحظة .

أشرنا للفتاة بالموافقة ,, وأخبرناها بأننا سوف نفعل لها ما تريد بشرط جديتها في الذهاب معنا لأي مكان نريده .

سرنا أمام الفتاة التي كانت تسير خلفنا وتضحك على كثرة التفاتنا للخلف للتأكد بأنها جادة في الذهاب معنا وكانت تقول (( وش فيكم تتلفتون للوراء ؟؟ كأنكم مو مصدقين أني بطلع معكم ))

وصلنا إلى سيارتنا ,, وصعدنا الى السيارة ,, ولم نصدق ما تراه الأعين بأن تلك الفتاة تجلس في المقعد الخلفي في سيارتي .

أدرت المحرك وانطلقت بعيداُ عن (( واجهة الكورنيش )) ألمعروفه بكثرة تواجد سيارات الشرطة والمباحث وكثرة التفتيشات المرورية .

قمنا بأخذ وجبة عشاء للفتاة من أحد المطاعم ,, وأكثر ما شد أنتباهنا هي الرائحة المقرفه والكريهه التي كانت تصدر من الفتاة ,, وكأن الماء لم يلمس جلدها منذ أسابيع .

ما أن استلمت وجبة العشاء من عامل المطعم حتى غادرت المكان متوجهاً إلى مكان غير معلوم ,, وكنا نجوب الأماكن ونفكر في أمر تلك الفتاة .

في الوقت ذاته كانت الفتاة في الخلف تتناول وجبتها وكأنها لم تذق الطعام منذ أيام ,, تأكل بشراهة ,, وتشرب بشراهة ,, وكانت علامات التعجب متواجدة على محيانا بشراهة أيضاُ .

بعد انتهاءها من التهام طعامها ,, خلدت بشكل سريع إلى النوم ,, وكأنها طفل صغير متعب ومنهك .

قام صديقي بأخذ هاتفها المحمول الذي كان بجانبها وقام بفتحه حتى يعرف أشياء أكثر عن تلك الفتاة .

أخبرني صاحبي بأنه وجد عشرات المكالمات التي لم يتم الرد عليها في هاتفها المحمول ,, وجميع تلك المكالمات كانت واردة من ((مامي)) والتي على ما يبدو بأنها والدتها .

بعد دقائق قمنا بإيقاظها من نومها ,, وبعد أن أفاقت طلبت منا أن نقوم بأخذها إلى أي مكان تستطيع النوم فيه لمدة يوم على الأقل ,, لأنها لم تذق طعم النوم منذ ليال .

طلبنا منها أن تخبرنا بقصتها كاملة ,, ولكنها كانت ترفض أخبارنا في أوقات ,, وتجيبنا بكلمات غير مفهومة في أوقات أخرى .

نفذ صبري ,, وتحول حب الغريزة في داخلي إلى حب فضول عن أمر تلك الفتاة ,, وأصبحت ألح عليها في السؤال عن قصتها ,, وعن أهلها ,, وعن الأسباب التي جعلتها تبدو بهذه الحالة الرديئة والمزريه .

كانت تطلب مني عدم الصراخ في محياها ,, وتخبرني بأننا نستطيع فعل ما يحلو لنا بها الآن ,, ولكن المهم في الأمر أننا نضعها في غرفة فندق , أو شقه مفروشة , أو لو حتى نضعها في خيمة تجد فيها فراش دافئ يصلح للنوم لأيام أو لساعات على الأقل .

كانت كلماتها تلك سبب قتل الغريزة في داخلي ,, الغريزة التي جعلتني أبدو كالمجنون رفقة صاحبي ونحن نتخيل لحظة خلونا بتلك الفتاة في أحد الشقق المفروشة أو أحدى الاستراحات .

لم أعد أرغب في لمس جسدها والعبث فيه ,, لم أعد أرغب في تفجير ما بداخلي من رغبات شهوانيه مجنونه ,, لم أعد أرغب سواء بشيء واحد فقط ,, وهو معرفة القصة الخفية لتلك الفتاة .

توقفت سيارتي أمام مركز شرطة المنطقة ,, في الوقت الذي كان متوقعاُ فيه أن تحط سيارتي رحالها أمام إحدى الأستراحات أو الشقق المفروشة أو حتى على طريق صحراوي مهجور .

قبل أن أترجل من سيارتي قمت بإقفال أبوابها ,, وأخبرت صديقي بأنني ذاهب لمهمة في داخل قسم الشرطة ,, وطلبت منه عدم السماح للفتاة بالنزول من السيارة مهما حدث .

كانت الفتاة حينها غير مبالية لما يحدث ,, وكأن الأمر لا يفرق معها كثيراُ .

في داخل قسم الشرطة كنت موجود ,, و في مكتب الضابط المسئول عن ذلك المركز تحديداُ ,, وأخبرته خلال أقل من خمس دقائق عن جميع تفاصيل ما حدث في الساعة الماضية مع الفتاة الغريبة .

تفاعل الضابط لما سمعه مني ,, وفز من كرسيه المتحرك ,, وذهب معي إلى سيارتي ,, وقام ب أنزال تلك الفتاة ,, وبإخذها الى مكتبه ,, وقام بعدها بإغلاق باب مكتبه علينا نحن الأربعة .

سأل الضابط تلك الفتاة عن قصتها الكاملة ,, فقامت الفتاة بالتهرب من السؤال بطريقه ملتوية مفادها أنها ضائعة ولم تعد تعرف طريق منزل أسرتها .

بلغ الغضب في نفس الضابط ما بلغ ,, مما جعله يصرخ في محياها البائس ويخبرها بأنه سوف يقوم بوضعها في التوقيف أن لم تعترف وتخبره عن الأسباب التي جعلتها تبدو بهذه الحال .

كانت نتيجة ذلك الغضب ايجابية ,, عندما خضعت تلك الفتاة وخافت من تهديدات الضابط ,, وبدأت في التحدث ,, وقالت كلمات وأشياء لا تصدق وكأننا في مجتمع غير إسلامي ,, وكان أبرز الذي قالته بأنها مشردة في الشوارع منذ أسبوع تقريباُ ,, وذلك لأن والدها ووالدتها منفصلان ,, وكلاُ منهم متزوج ,, ووالدها لا يرغب في وجودها في حياته ,, وزوج والدتها لا يرغب بذلك أيضاُ .

لم نصدق كلماتها ,, والسبب بكل بساطة أننا متواجدين في بلد يسمى بلاد الحرمين الشريفين ولسنا متواجدين في بلد يطلق عليه الولايات المتحدة الأمريكية .

قام الضابط بعد كلمات تلك الفتاة ,, بأخذ رقم هاتف والدها والاتصال فيه ,, ولكن لسوء الحظ أن والدها لم يجب على اتصالات الضابط .

قام الضابط بعدها بأخذ رقم والدتها والاتصال بها ,, وتمكن الضابط من مكالمة والدتها ,, وأخبارها بأن أبنتها موجودة لديهم ,, وطلب منها أن تأتي رفقة زوجها لتستلم ابنتها .
سعدت والدتها كثيراُ لأنها عرفت بأن أبنتها بخير ,, وأخبرت الضابط بأنها تتصل على أبنتها منذ أيام ولكن أبنتها لا تريد مكالمتها ,, وأبلغت الضابط أسفها لعدم مقدرتها على القدوم ألينا في مركز الشرطة لأن زوجها لا يريدها في منزله .

أنزعج الضابط لما سمعه من والدتها ,, وألقى على مسامعها بعض الكلمات القاسية والجارحة ,, ثم طلب منها رقم زوجها حتى يحادثه ويقنعه بأمر القدوم وتسلم ابنة زوجته .

أتصل الضابط على زوج والدة الفتاة ,, وكان الغضب يملئ عيناه حينها ,, لدرجة أن الدمعة التي تطل من عينه كانت على وشك السقوط على الأوراق التي أمامه .
أجاب زوج والدة الفتاة على اتصال الضابط ,, وبعدما عرف المراد منه ,, رفض على الفور القدوم وتسلم ابنة زوجته .
أنفجر الضابط ساخطاُ وغاضباُ من ذلك الشخص ,, وأخبره بأن هذه الفتاة هي عرضه ,, وهي شرفه ,, وكيف له أن يتخلى عنها بهذه السهولة ,, حتى وأن لم يكن والدها ,, ولكنه بمثابة والدها .
بعد تلك الكلمات الغاضبة من الضابط ,, وافق ذلك الشخص على القدوم لتسلم تلك الفتاة ,, وأخبرنا بأنه سوف يكون في غضون عشر دقائق متواجد لديهم .

في فترة انتظارنا لقدوم ذلك الشخص ,, ابتسمت الفتاة وقالت (( ما راح يجي ,, صدقوني ما راح يجي ))

وفعلاُ ,, مضى أكثر من عشرون دقيقه ولم يأتي ذلك الشخص ,, وبعد الاتصال عليه من قبل الضابط ,, كان الجواب هو (( أن الهاتف المطلوب غير موجود في الخدمة مؤقتاُ )) ونفس الأمر لهاتف والدة تلك الفتاة .

نزلت الدموع الصامتة على محيا تلك الفتاة عندما قالت (( حسبي الله ونعم الوكيل ,, كنت زمان أشرف وأنظف بنت ,, ولكن بسبب أمي وأبوي صرت أوسخ من العاهرات ,, شفتوا القطاوة اللي في الشوارع !! والله أنها أنظف مني ))

حقيقة هذه القصة أنها واقعيه وحدثت في بلدي ,, ولكن الغير واقعي أنها لم تحدث معي شخصياُ وحدثت مع أحد الأصدقاء .





رسالة الى زوج تلك الأم : أنت ذكر ولست رجل ,, لأنك لو كنت رجلاُ لما وافقت على الزواج من إنسانة وافقتك على تشريد أبنتها وفلذة كبدها والعيش معك بدونها .
يعلم الله لو كنت مكانك لما ارتضيت أن أفعل بأي فتاة مثلما فعلت أنت بابنة زوجتك ,, لأنني أن فعلت ذلك بابنة زوجتي ,, فلا بد أن أرضى بأي شيء قد يفعله الشخص الذي قد يصبح زوج زوجتي بأبنائي في حال رحيلي عن الدنيا .


رسالة إلى والد ووالدة الفتاة : لا توجد لدي رسائل لكما ,, لأنني لا أتقن لغة البهائم ,, بل حتى أن البهائم التي ليس لها عقل تدافع عن أبناءها بكل ضراوه ,, وتحميهم من أي مكروه قد يحل بهم .


إلى مزبلة الإنسانية غير مأسوف عليكم .

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

(( يا بوي وش معنى تفضل ؟؟ ))

(( يا بوي وش معنى تفضل ؟؟ ))


كانت تلك المحاضرة هي خاتمة المحاضرات في نهاية ذلك الفصل الدراسي ,, المحاضرة التي جعلها مدرس المادة وقت للمصارحات وللحديث بشكل عفوي وصادق عن السلبيات والايجابيات التي كنا نواجهها مع المادة التي كان يدرسنا إياها .

قررت أن أغير مسار الحديث العلمي الممل بسؤال شخصي للمدرس وبعيداُ عن أجواء الدراسة وكان سؤالي هو :
لطالما انتقدت شباب هذا البلد وأنهم غير مبالين في الحصول على العلم وانتهاز الفرص التي تسنح لهم ,, من بين جميع ما رأيته في هذا البلد الم تجد ولو ايجابية واحده في شباب هذا البلد ,, أمر ايجابي لم تجده في البلاد الأخرى ومنها في بلادك ؟؟

كان جوابه عندما قال : نعم ,, وإذا حبيت تعرف الأمر الايجابي أسمع هذا الموقف :

في بدايات العام 2000 تواجدت في جنوب المملكة العربية السعودية وتحديداُ في مدينة نجران للعمل كمدرس في أحدى المدارس المتوسطة هناك.
تأقلمت على الوضع في تلك المدينة بعد شهور وأعجبت كثيراُ بسكانها وطيبتهم وصلة الرحم بينهم .
حدث لي موقف شدني ولم أنساه حتى هذه اللحظة ,, وكانت بداية الموقف أمام منزل صديق من أهل مدينة نجران قام بدعوتنا لتناول فنجان القهوة في منزله بعد صلاة المغرب .

تواجدت في مغرب ذلك اليوم أمام منزل ذلك الصديق النجراني برفقة زميل لنا مصري يعمل مدرس رياضيات في نفس المدرسة .

بعدما طرقنا باب منزل صديقنا ,, خرج لنا طفل لم يتجاوز التسع سنوات ,, قام بالترحيب بنا والسلام علينا وكأنه يعرفنا منذ سنين ,, ثم طلب منا الدخول إلى المنزل رغم أنه لا يعرفنا ونحن لا نعرف من يكون .
رفضنا الدخول أنا وصديقي خشية أن يكون ذلك المنزل ليس منزل صديقنا النجراني وقد نكون أخطاءنا في العنوان .
ولكن بعد سؤالنا لذلك الطفل عن إذا ما كان صاحب هذا المنزل هو محمد بن صالح ,, أجابنا بأن محمد بن صالح والده ,, ثم قام بسحبي بكل ما يستطيعه من قوه إلى داخل المنزل حتى وصلنا معه إلى مجلس الرجال .
بعدها بلحظات أتى صديقنا محمد صاحب المنزل ورحب بنا كثيراُ .
أخبرناه بأنا تفاجئنا من أسلوب أبنه في الترحيب في الضيوف وبأننا بتنا نشك بأنه (قزم) وعمره يتجاوز العشر سنوات .

ضحك صاحبنا كثيراُ بسبب الشكوك التي راودتنا ,, ثم أخبرنا بأن أبنه صالح لم يتجاوز السبع سنوات .

ما هي إلا لحظات حتى عاد إلينا ذلك الطفل وبرفقته (القهوة والشاي وصحن التمر) ولم يكتفي بالترحيب بنا ثم أعاد الترحيب بنا وقال لنا بالحرف (( والله أنها أبرك الساعات اللي شرفتوا فيها منزلنا ))
وضع صالح التمر أمامنا ثم بدا يصب لنا القهوة ,, وفي تلك الأثناء قام والده محمد بتعريفنا له ,, وأخبره بأننا زملاءه في المدرسة .
كان رد أبنه : ((والله والنعم فيهم))

مر الوقت بسرعة ونحن نتجاذب أطراف الحديث مع صالح أبن صديقنا ,, وكأننا جئنا لزيارة الابن وليس لزيارة الأب الذي أهملناه وكان دوره في ذلك الوقت هو توزيع الابتسامات فقط .

توقفنا عن الحديث بعد ارتفاع أذان صلاة العشاء ,, قررنا حينها الاستئذان من زميلنا محمد لأننا نود المغادرة لأداء الصلاة ومن ثم العودة إلى الشقة التي نقطن فيها .

كان الرد من الطفل صالح وليس والده عندما قال (( والله ما تروحون إلا بعد ما تتعشون ,, أنا قلت لأمي تسوي عشاء ,, والحين العشاء على النار ))
كنا نتبسم ونضحك وكلنا أمل أننا سوف ننتصر في النهاية على ذلك الطفل الصغير ,, ولكن هيهات ,, لأن ذلك الطفل أنتصر علينا عندما قال لنا (( أنا حلفت أنكم تتعشون عندنا ,, هذي أول مره تجون فيها بيتنا وما يصير تمشون بدون عشاء ,, أنتوا ما ترضون لو جيناكم أنا وأبوي لبيتكم ومشينا وقت العشاء ولا تعشينا عندكم صح والا لا ؟؟))

بعد ذلك الإحراج من الطفل لم يكن بوسعنا سوى الموافقة على تناول العشاء لديهم في المنزل .
أدينا صلاة العشاء ,, وبعد الصلاة عدنا لمنزل صديقنا ,, وعدنا للحديث مع زميلنا محمد .

بعد دقائق تواجد أبنه صالح مرة أخرى معنا في المجلس ,, ثم قاطع أباه قائلاُ :
(( أسمح لي يا يبه بقول أبيات شعر ترحيب في أصدقائك ))

سمح له والده بأن يقول الأبيات ,, وأثناء إلقاءه لتلك الأبيات تذكرت أمر ما ودمعت عيني ومسحت تلك الدمعة ,, ورآني صديقي محمد وأنا متأثر من تلك الذكرى .

بعد انتهاء صالح من إلقاء القصيدة ,, قمنا بالتصفيق له والثناء عليه ,, ثم أخبرنا صالح بأنه يكتب القصائد ويحفظ بعض الأشعار لجده وخواله ,, وأراد أن يسمعنا قصيدة كتبها هو بنفسه ولكن قاطعه والده عندما قال لي :
سلامات يا بسام كأني شفتك تأثرت مع قصيدة الترحيب ,, عسى ما شر .
كان جوابي : لا ما فيه إلا كل خير ,, بس تذكرت شيء قديم .
ثم طلب مني أبو صالح أن أخبره بذلك الشيء إذا أمكن ,, تمنعت عن لأجابه في البداية ,, ولكن بعد إصرار زميلنا المصري ,, أخبرتهم عن ذلك الأمر الذي تذكرته ,, وقلت لهم :

عندما كنت صغيراُ بسن أبنك صالح الله يحفظه لك ,, كان والدي يعاملني بقسوة ,, وكان يقوم بضربي بشكل مؤلم أنا وأشقائي وشقيقاتي عندما نرتكب أي شيء خاطئ .
وكان أيضاُ يقوم في بعض الأوقات بضرب والدتنا أمامنا ,, وكذلك أهانتها ,, وتسميتها ببعض الألقاب السيئة ,, ونفس الأمر بالنسبة لي أنا وبقية الأشقاء ,, كان يطلق على كل شخص فينا لقب سيء للغاية ,, حتى بتنا معروفين بتلك الألقاب السيئة .
ولم يكتفي عند ذلك ,, بل كان يوبخ والدتي عندما تقوم بتدليعنا والتحدث معنا بلطف ويخبرها بأن دلالها لنا سوف يكون سبب في ضياعنا .
ولم يتوقف عند ذلك الحد ,, بل سلب شخصياتنا عندما كان يرفض خروجنا للعب مع أبناء الحي ,, وكان يرفض اختلاطنا مع أبن عمومتنا وأقاربنا ,, وكان يرفض تواجدنا في مجلس الرجال عندما يزوره أصدقاءه ,, حتى أنني بلغت العشرين دون أن أعرف ولو ثلاثة من أصدقاءه .

منازل قليله كنا نزورها ,, منزل جدي لأبي ,, منزل جدتي لأمي ,, منزل أحد أصدقاءه المقربين له .

في أحد الأيام طرق باب منزلنا شخص غريب ,, فتحت له الباب وقلت له نعم ؟؟ أبتسم في محياي ثم سألني عن أسمي ,, وبعد ما عرفته بنفسي سلم علي بحرارة ,, ثم قال بأنه خالي ابراهيم الذي كنا نسمع به ولم نراه ,, وذلك لأنه كان يتواجد في بلد خليجي للعمل فيه .
أندهش خالي من طريقة استقبالي له ,, لأنني لم أقل له حتى كلمة (( تفضل ))
لم أقلها بسبب عدم رغبتي في استضافته في منزلنا ,, ولكني لم أقل تلك الكلمة لأنه لم يسبق لي أن استخدمت تلك الكلمة من قبل ,, على الرغم من أنني كنت أبلغ السابعة عشر حينها .

لو تجولت في عقلية وفؤاد أشقائي وشقيقاتي سوف تجد أشياء مشتركه كثيرة (( خوف من الآخرين ,, حذر ,, حقد ,, كراهية ,, أنانية ))

ولو تمعنت ودرست شخصياتهم لن تجد شخصية من الأساس  .

أكبر شقيقاتي لم يدم زواجها أكثر من نصف عام لأن زوجها لم يعد يستطيع أن يتحمل زوجه (( ليست اجتماعيه ))
ومازلت أذكر كلام والدته لوالدتي بأن أبنها قرر الانفصال بعدما حاول وحاول وحاول تعديل تلك العقلية الانطوائية والخائفة لشقيقتي ولكنها لم يستطع ,, وبات يخشى أن تنجب له أطفال قد يكونوا نسخاُ منها مستقبلاُ .

كذلك الحال لشقيقاتي العوانس ,, يرفضن الزواج والخروج من منزل العائلة خوفاُ من المجهول الذي أوجده والدي في عقولهن .

شقيقي الذي يصغرني في السن فضل الخروج من البلد والعمل في احدى دول الخليج هروباُ من والدي ومن تعامله السيئ معنا ,, وعاد لنا بعد مده شخصية قويه ,, ونفسيه أكثر ارتياحا .

وهكذا فعلت أنا عندما أتيت لهذه البلاد .

هنا انتهى الموقف في نجران ,, وعاد الحديث في الدمام ,, وقال المدرس للطلاب ولي تحديداُ :
يا عقيل أتوقع أنك عرفت الشيء الايجابي في بلدكم ,, الشيء الايجابي هو أن جميع شباب هذا البلد لديه شخصيه تخصه لوحده وليس تابع لأحد ,, الجميع هنا يستطيع الترحيب بك وإكرامك أن تواجدت في منزله .

ابتسمت بعد حديث المدرس لنا ,, ولو أنني تأثرت بداخلي لرؤية الدمع يتواجد في عين ذلك المدرس أثناء حديثه .
شكرت المدرس على جوابه وعلى ما قاله ,, وكان في فمي ماء منعني من قول ما في جعبتي لذلك المدرس .

الكلام الذي لم استطع قوله للمدرس في ذلك الوقت ,, سوف أقوله لكم الآن :
ذلك المدرس أخطاء عندما قال بأن جميع شباب السعودية يستطيعون تحمل المسؤولية ولديهم شخصيه تخصهم ,, ويستطيعون الترحيب بالضيوف وإكرام ضيوفهم .

فتشوا حولكم أعزائي القراء عن أشخاص انطوائيين وسوف تجدون أكثر من شخص .
أقول هذا وأنا لا أنسى عندما ذهبت لمنزل صديق لي وخرج لي شقيقه الذي يدرس في الجامعة (( بسروال وفانيله )) مع العلم بأنه يعلم بأنني قادم إلى منزلهم لإعطائه شيء يخص شقيقه ,, خرج علي ذلك الشاب بذلك المنظر ,, وقام بالسلام علي بكل برود مع أنني لم أراه منذ سنوات ,, ولم أسمع منه إلا (( أنا بخير ,, تمام)) في الوقت الذي من المفترض أن أسمع فيه كلمات (( الله حيه ,, تفضل ,, كيف الحال )) يقول أي شيء باستثناء كلمات الصمت والارتباك المتواجدة على محياه .

ولا أنسى أيضاُ عندما زرت صديقي المتزوج وتواجدت في منزله لأكثر من ساعتين ثم قال لي (( أعذرني يا عقيل ودي أضيفك ,, ولكن ما أقدر لأن المدام رافضه تسوي شاي وقهوة بعد الساعة 8 ))
أنا ما ألوم زوجتك يا صديقي ,, ولكن ألومك يا صاحب ,, لأنني أخذت موقف سلبي منك وليس من زوجتك ,, وكرهت التواجد في منزلك بعد تلك الكلمات ,, لأنني أخشى أن يصيبني من برودك وقلة السنع لديك ما يجعلني مثلك مستقبلاُ .

في النهاية هذه رسالتين مني :
1 -
ليس الكرم والترحيب في الضيوف وإحسان استضافتهم هياط ,, وليس الإسراف في الفعل أو المبالغة كرم وإنما هو هياط . <<< ركزوا وأفهموا المعنى جيداُ 

2-
لنحرص على إعطاء أبنائنا كامل الثقة منذ الصغر ,, ونعطيهم المجال ليتعرفوا على الأمور ,, ولا يجب أن ننفرهم من الآخرين وخصوصاُ أقربائهم لأسباب ليس لهم علاقة فيها ,, لنمسك العصا من المنتصف ,, لأن الشد والضغط بقوه على عصا التربية ينتج (( شخص انطوائي )) والتساهل والإهمال والدلع ينتج (( شخص مدلل وغير مبالي ))



موعدنا الجمعة القادمة بأذن الله مع موضوع وقصة جديده
أستودعكم الله
وكل عام وأنتم الى الرحمن أقرب
 

الجمعة، 18 نوفمبر 2011

(( دمعة الذكرى )) رافعيات الجمعة 3

(( دمعة الذكرى ))
رافعيات الجمعة 3




بعيداُ قليلاُ عن منزلهم الطيني ,, في الخلاء ,, وأمام أبريق الشاي الذي كان يغلي على نيران الحطب ,, كانت هنالك جلسة يوميه تحدث في نهاية كل مساء ,, تجمع تلك الجلسة بين الأشقاء الثلاثة (( كافي ,, وافي ,, شافي ))

كان الأشقاء الثلاثة متقاربين في العمر والأفكار والشجاعة وفي كل شيء تقريباُ ,, وكانوا يقضون سهرتهم الليلية في نفس ذلك المكان القابع بين مزرعتهم وبين منزلهم الطيني,, وكانت أحاديثهم في الغالب تكون تارة عن التجارة ,, وتارة عن الزراعة ,, وفي مرات كثيرة كانوا يتحدثون عن الزواج وعن أمنيتهم في إنهاء وتوديع حياة العزوبية .

كانت تلك الليلة تبدو حاسمة بالنسبة لهم ,, وذلك بعد هذا الحديث الذي دار بينهم :
كافي : يا أخواني خلاص ملينا من الحديث في موضوع الزواج ,, كل يوم نعيد نفس الموال ,, ودايم ننهي كلامنا أن حالتنا المادية ضعيفة وعشان كذا أبونا ما يقدر يزوج ولو حتى واحد مننا ,, أنا لقيت الحل وأن شاء الله يعجبكم .
وافي : ايش هو الحل اللي عندك يا كافي ؟؟
كافي : أبونا بكرة مسوي عشاء لخالي اللي وصل اليوم من الشمال ,, وبكره بعد ما يتعشوا الرجال في بيتنا ,, نبي نروح عند أبونا ونحب راسه كلنا ,, ونطلب منه قدام رجال الجماعة والقرية أنه يزوجنا ,, وأن شاء الله أنه يوافق ,, وأتوقع أنه صعب يرفض طلبنا .
شافي : طيب يا كافي حنا راح نخلي أبونا كذا في موقف محرج قدام العشيرة ؟
كافي : أنت عندك حل أفضل من هذا يا شافي ؟؟ أكيد ما عندك حل ,, عشان كذا أنتوا ما عليكم إلا بكره تمشوا وراي وتحبوا راس أبوي وتجلسوا قباله ,, وأتركوا الباقي علي .
وافي : خلاص يا كافي شورك وهداية الله .

في مساء اليوم التالي ,, وبعد تناول ضيوف أبو كافي لوجبة العشاء ,, تفاجأ جميع الحضور بوقوف كافي وأشقائه وذهابهم إلى والدهم وتقبيل رأسه والجلوس أمامه .
كافي : يا بوي جايينك بطلب وأتمنى أنك ما تردني أنا وأخواني .
خلف (والدهم) : آمر يا ولدي ,, عسى خير ؟؟
كافي : أن شاء الله خير يا يبه ,, الموضوع وما فيه أني أنا وأخواني نبي نتزوج ,, وما نقدر نصبر أكثر من كذا ,, وكل ما فتحنا معك موضوع الزواج أنت ترفض وتقول أن الزواج يبي تكاليف ومصاريف ,, حنا قادرين نجمع المهر خلال شهور أنا وأخواني ,, وبالنسبة للسكن كل واحد فينا له غرفه في بيتنا وتكفيه يعيش فيها مع زوجته ,, وفي المستقبل بأذن الله راح نبني كل واحد بيت لحاله ,, تكفى يا يبه لا تردنا .
خلف : الله يهديك يا ولدي كافي ,, جاي تتكلم في هذا الموضوع قدام رجال العشيرة وأحرجتني الله يصلحك ,, خلاص أوعدك أني راح أعجل بأمور زواجكم .
كافي : متى يعني يا يبه ؟؟
خلف : بأذن الله السنة الجايه .
وافي : اوووف بعد سنه ؟؟ والله كثيرة يا يبه .

هنا تدخل أحد الضيوف وقال :
سليمان : الله يهديك يابو كافي ,, ليه تحرم عيالك المعروفين في القرية بالشجاعة والطيب والكرم من الزواج؟؟ إذا كان عشان المهر ,, أنا مستعد أزوج بنتي نوره لكافي بدون مهر ,, وزواجه عليها بعد يومين لو بغيت .
وتدخل ضيف آخر وقال :
جميل : وأنا أتفق مع أخوي سليمان ,, وأنا بالنسبة لي يعجبني وافي ولا قصوراٌ بأخوانه وقررت أعطي بنتي منى للذيب وافي .

هنا بانت السعادة على محيا كافي وشقيقه وافي ,, بينما حدث العكس على محيا أصغرهم شافي .

ما هي إلا دقائق حتى تحدث أحد الضيوف وقال :
محمد : و بنتي زينب المزيونه ما تليق إلا للقناص شافي ,, ويشرفني ويسعدني أن شافي يكون زوج بنتي الوحيدة زينب .

بانت السعادة بشكل أكبر على محيا والدهم الذي قال :
خلف : بيض الله وجيهكم يا عزوتي وما قصرتوا ,, وأنا أشهد أنكم ناس يعتز الواحد أنه يناسبكم ويفخر أنكم جماعته وعزوته .

لم يغادر جميع الضيوف لمنازلهم إلا بعد أن تم الاتفاق والترتيب لأمور زواج الأشقاء الثلاثة بالكامل ,, وتم تحديد موعد زواج الأشقاء الثلاثة بعد أسبوع من ذلك النقاش الذي دار في منزل أبو كافي .

بعد أسبوع تم الزواج بحمدلله وفضله .
كان الأشقاء الثلاثة ووالدهم في غاية السعادة ,, وكان الجميع يمني النفس لو كانت أم كافي (رحمها الله) ما زالت على قيد الحياة لتفرح بتلك الليلة التي ودع فيها أبناءها الثلاثة حياة العزوبية .

على النقيض تماماُ كانت الغضب والقهر والحنق يجمع أبناء عمومة الزوجات الثلاثة (( نورة , منى , زينب )) لأن كل شخص منهم كان يخطط للاقتران بابنة عمه ,, وهم الأحق بالزواج منهم على حسب ما كانت تنص عليه العادات والتقاليد آنذاك ,, ناهيكم أنه كانت هنالك مشاعر حب وأعجاب من الشباب الثلاثة لبنات أعمامهم ,, وهذا ما زاد الأمر بغضاُ و سوء .
جمع الحقد ووحد بين قلوب الشباب الثلاثة ,, الذين قرروا أن ينتقموا من كافي وأشقائه .

بعد مضي أكثر من أسبوع على الزواج ,, قرر الأشقاء الثلاثة أن يعودوا للعمل في مزرعة والدهم ,, لأن العمل في تلك المزرعة هو مصدر الدخل الوحيد لهم .

في ذلك الصباح الدموي قام أبناء عمومة الزوجات الثلاث بتسديد أكبر عملية غدر وحقد عرفتها القرية الصغيرة .
وذلك بعد أن قاموا بقتل أصدقائهم (( كافي , وافي , شافي ) بالأسلحة النارية ,, وكان كل شخص منهم يقوم بإطلاق النار على الشخص الذي تزوج ابنة عمه ,, أي بمعنى أوضح بأن الشاب الذي قام بقتل كافي هو أبن عم نوره زوجة كافي ,, والذي قام بقتل وافي هو أبن عم منى ,, والذي قتل شافي هو أبن عم زينب .

فر الشباب الثلاثة من القرية بعد فعلتهم الشنيعه بالأشقاء ,, وكان فرارهم بمثابة الهجرة النهائية للقرية ,, لأنهم يعلمون بأنهم سوف يفقدون حياتهم في حال تم القبض عليهم .

جن جنون أبو كافي في ذلك الصباح بعد مشاهدته لجثث أبنائه أمامه في المزرعة ,, وبالطبع سوف يعذر الجميع أبو كافي لو قضى شهوراُ وهو يبكي على فلذات كبده وآخر من بقي لديه في هذه الحياة .

بعد ما حدث بأيام قليلة ,, قرر أبو كافي مغادرة القرية ,, لأنه لم يعد يستطيع العيش في ذلك المكان الذي يتذكر أبناءه الثلاثه في كل شبراُ فيه .

طلب منه أقرباءه ورجال القرية أن يلتزم الحكمة والصبر ,, ووعدوه بأنهم سوف يتكفلون بتزويجه ,, وبأذن الله سوف يعوضه الله بأبناء آخرين ,, يحملون أسمه على مدار السنوات القادمة .

رفض أبو كافي جميع تلك التوسلات والعروض ,, وقرر الرحيل ,, وفعلاُ تم ذلك .

كان أبو كافي بمثابة الطير الرحال ,, يسافر من بلد لبلد ,, وكان يمضي في كل بلد يصله سنتين أو ثلاث ويغادره إلى بلد آخر .

الترحال ,, التنقل ,, معرفة مناطق جديدة ,, معرفة أشخاص جدد ,, جميعها لم تجعل أبو كافي ينسى ما حدث لأبنائه ولو لساعة .


قضى أبو كافي ثمانية سنوات وهو يتنقل بين المناطق ,, ولم يمل ولم يكل من ذلك ,, رغم أنه الأحصنة التي كان يتنقل بها لم تستطع الصمود معه أكثر من سنتين .

بعد مضي السنة التاسعة ,, حل أبو كافي ضيفاُ على رجلاُ يعيش في الصحراء ,, ونام ليليتين في خيمة ذلك الرجل البدوي .

في صباح اليوم الثالث كان أبو كافي يتجاذب أطراف الحديث مع ذلك الرجل البدوي الذي استضافه في اليومين السابقين وكان ذلك الشخص يدعى ب ( أبو عمير ) .
قطع حديثهم عمير صاحب السنوات السبعة الذي جاء يركض من خارج الخيمة حاملاُ سيفه الصغير ويقول لأبيه (( يبه يبه شوفني وأنا أبارز بالسيف ,, اليوم تعلمت من راعي حلالنا كيف أحمي نفسي من ضرب السيوف ))
ثم أخذ يلوح بسيفه وكأنه فعلاُ يتعرض لمحاولة هجوم من شخص آخر وهو يدافع عن نفسه بذلك السيف .

كان والده سعيد جداُ وهو يرى أبنه يتلاعب أمامه با0لسيف وكان يردد كل حين (( عاش ولدي النشمي )) ويضحك بعد ترديده لتلك الجملة .
ثم التفت أبو عمير إلى محيا أبو كافي ليرى ردة فعله بالذي يقوم به عمير أمامهم ,, وتفاجأ بأن أبو كافي كان يبتسم والدمعة موجوده على محياه .


كان أبو كافي شارد الذهن وهو ينظر إلى تلاعب عمير بالسيف امامه ,, وبعد أن أفاق من شرود ذهنه ,, رأى أبو عمير وهو ينظر إليه وعلامات الاندهاش والتعجب لا تفارقه ,, قام بعدها بمسح الدمعة التي نزلت من محجر عينه ,, حتى لا يقوم أبو عمير عن سؤاله عن سبب تلك الدمعة .

وللأسف تم ذلك ,, بعد أن طلب أبو عمير من أبنه مغادرة المكان والذهاب إلى (الشق) وهو المكان الذي توجد به أم عمير .

بعد مغادرة عمير لمجلس والده ,, دار هذا الحديث بين أبو عمير وأبو كافي :
أبو عمير : عسى ما شر يابو كافي ؟؟ أشوف دمعتك نزلت قبل شوي على وجهك .
خلف : لا ما فيه إلا كل خير ,, بس أنا عيني تدمع بعض الأحيان لحالها .
أبو عمير : لا يا ضيف الرحمن ,, الدمعة اللي نزلت وراها قصة مدفونة ,, ولازم تعلمني هالقصة .
خلف : لا وراها قصة ولا شيء ,, أنا قلت لك أن عيني فيها مشكله وتدمع بعض الأحيان لحالها .
أبو عمير : يا ضيف الرحمن أنا أعرف الدمعة اللي تنزل من مشكلة بالعين ,, واعرف الدمعة اللي تنزل من قهر أو من ندم ,, وأنت كان ذهنك شارد لما كنت تشوف ولدي عمير وهو يلعب بالسيف ,, ودمعتك نزلت بعد ما جاء عمير ولعب بالسيف .

حاول أبو كافي الإنكار ولكنه لم يستطع الصمود كثيراُ ثم قال :
خلف : بقولك قصتي يابو عمير مع أني وعدت نفسي من تسع سنوات أني ما أقول قصتي لأي شخص ,, وأنت أول شخص راح يعرف بقصتي .
ثم قام بسرد القصة التي حدثت لأبنائه ,, ثم أختتم كلامه قائلاُ (( دمعتي نزلت لأني يوم شفت عمير يلعب بالسيف تذكرت عيالي لما كانوا صغار ويتبارزون قدامي بالسيوف ))
أبو عمير : اجل هذي قصتك يا ضيف الرحمن ,, أجل أسمع قصتي وأحكم بعدها بنفسك على اللي راح أقوله لك :
أنا يابو كافي كان عندي أربع عيال أعمارهم وقتها بين الخمسطعش والعشرين .
كان أثنين منهم متخصصين يروحون يرعون حلالنا ,, وواحد منهم كان يروح يجيب الماء من الغدير ,, وواحد منهم كان يجيب لنا الحطب ويسوي القهوة ويساعدني أنا وأمه إذا احتجنا شيء .
كنت أعيش في منطقه لحالي أنا وعيالي وزوجتي بس ,, لأن صارت لي مشكله مع جماعتي وقررت أني أتركهم وأرحل بعيد عنهم .
في أحد الأيام ما رجع ولدي اللي يجيب الماء من الغدير ,, وحل الظلام والولد ما رجع ,, خفت أنا وأمه عليه ,, وأرسلنا أخوه اللي كان عندنا يجمع الحطب يروح يشوف ليه أخوه تأخر وما رجع من الصباح .
مرت فترة والولد الثاني ما رجع ,, قررت أرسل واحد من اللي يرعون حلالنا يروح يشوف وش صار بإخوانه ,, ولكنه نفس الشيء راح وما رجع.
قال ولدي الأخير أنا بروح أشوف ليه أخواني تأخروا وبأذن الله ما أطول عليكم ,, راح وما رجع هو بعد .
سحبت سلاحي ورحت أشوف وش صار على عيالي ,, قالت أمهم أنها بتروح معاي ولكن أنا رفضت ,, و لكنها ألزمت وأصرت يا نروح مع بعض أو نجلس مع بعض ,, وماكان بيدي الا أني أوافق ,, وأخذتها معي .
رحنا ندور عليهم والدنيا ظلام ولا نشوف شيء ,, ولما نزلت من التل اللي كان قريب من الغدير ,, سمعت صوت صراخ أم عيالي وراي فوق التل ,, رجعت ولقيت واحد غريب ماسكها و يطعنها بسيف .
تبارزت أنا وياه وكان قوي بالحيل ونشيط ,, وبعد فترة تمكنت منه وقدرت أقتله ,, بعد ما قتلته رحت لأم عيالي ولقيتها ماتت ,, ولما نزلت من التل ناوي أروح للغدير وأشوف وش صار على عيالي الاربعه ,, سمعت صوت حرمه تناديني ,, وكانت وقتها نازله من فوق التل ,,
وقالت لي : أنت أبو العيال الأربعة اللي راحوا للغدير ؟؟
قلت لها أيوه أنا أبوهم .
قالت: عيالك كلهم ذبحهم الخسيس اللي أنت بارزته وذبحته ,, وأنا كنت أشوفك من بعيد وأنت تبارزه ,, الخسيس هذا قطاع طرق ,, وقدر قبل كم يوم يذبح أهلي كلهم ,, إلا أنا ما ضرني ,, أخذني معاه بالغصب ,, وصار لي معاه أسبوع ,, وقال لي أمس أنه يراقب تحركات ناس عندهم أربع عيال وعندهم حلال كثير ,, وخبرني أنه راح يذبحهم كلهم عشان نعيش أنا وياه في مكانهم ونأخذ كل حلالهم .

تمنيت يابو كافي أن ذيك البنت كانت تكذب علي ,, ولكنها للأسف كانت صادقه ,, وكانت عارفه الأماكن اللي فيها جثث عيالي .
مرت علي ايام مثل أيامك يابو كافي وأقسى ,, لأني كنت كل يوم أحفر أنا والبنت قبر وندفن فيه واحد من العيال ونصلي عليه ,, وآخر يوم دفنت أمهم ألإنسانه اللي قليل تلقى مثلها بين الحريم .

بعد ما خلصنا من دفن الجثث ,, قالت لي البنت أن مالها أحد في هالدنيا غير الله ,, وشاورتني لو أتزوجها وأستر عليها وتعيش عندي لو بس تخدمني ,, أهم شيء تحس أن فيه رجال يحميها .
وفعلاُ تزوجتها ونقلت حلالي وبيت الشعر للديره هذي لأن فيها لي فيها ربع و عزوة ,, والحمدلله ربي رزقني بعمير وأخته فاطمه اللي عمرها أربع سنين .


بعد ما لاحظ أبو عمير التأثر يتضح على محيا أبو كافي ,, حاول استغلال ذلك التأثر وأكمل كلامه قائلاٌ : صدقني يابو كافي مهما رحت ومهما جيت ما راح تلقى مثل عزوتك وربعك ,, حتى لو كنت ظلموك ,, راح يجي اليوم اللي يعرفون فيه أنهم ظلموك ,, وبعدين يا بو كافي ربعك مالهم أي علاقة باللي صار من الشباب الطايش اللي قتلوا عيالك ,, وقرروا أنهم يساعدونك ويزوجونك مثل ما تقول ,, خصوصاُ أنك الولد الوحيد لأبوك وأمك ,, يعني لو ما حاولت تتزوج من جديد راح ينقطع نسل عائلتكم ,, أرجع يابو كافي لربعك وعزوتك ,, وتزوج دامك للحين ما تعديت حاجز الخمسين سنه .

كانت قصة أبو عمير مؤثرة بشكل قوي للغاية على فؤاد أبو كافي ,, وكانت تلك القصة سبب في عودة أبو كافي أدارجة بحثأ عن القرية التي يوجد فيها منزله ,, وتوجد فيها عزوته .

بعد أيام وليال وشهور من السفر على الحصان ,, وصل أبو كافي أخيراُ إلى القرية التي كان يقطن فيها .

كان الحنين والشوق إلى القرية ليس أقوى من قدرة أبو كافي على حبس دموعه لكي لا تنزل بعد سنوات الفراق .

بعد وصوله إلى منزله ,, أخرج أبو كافي مفتاح القفل الذي أغلق فيه باب منزله ,, ذلك القفل الذي ما زال يحتفظ فيه أبو كافي ,, ولكن للأسف لم يتجاوب ذلك المفتاح مع ذلك القفل الموجود على باب المنزل ,, وكأنه تم تغيير القفل الذي وضعه على الباب قبل رحيله .

أثناء محاولته كسر ذلك القفل ,, سمع أبو كافي نداء أصوات أطفال قادمين من مزرعته ,, المزرعة التي على ما يبدو بأن هنالك من يهتم ويعمل فيها .
بعد وصول الأطفال الثلاثة إلى أبو كافي دار هذا النقاش :
أحد الأطفال : يا عم ليه تبي تكسر قفل باب بيتنا .
خلف : بيتكم ؟؟ ليه هذا بيت مين ؟؟
الطفل : هذا بيت جدنا ؟؟
خلف : جدكم ؟؟ علمني مين هو جدكم ؟؟
الطفل : جدنا أسمه خلف ,, وأنا أبن أبنه كافي ,, وسموني خلف على أسم جدي ,, وذولا اللي معي عيال عمامي ,, هذا محمد وافي وهذا صايل شافي .


الزبدة :
1- الشخص بدون عزوته لا يساوي شيء .
2- don't give up بالعربي ((لا تستسلم))

الاثنين، 31 أكتوبر 2011

(( لكي لا تصبح خروفاُ ,, أعطي مشاعرك لمن يستحق ))

(( لكي لا تصبح خروفاُ ,, أعطي مشاعرك لمن يستحق ))
موقف + فيديو



كانت بداية فكرة التطرق لهذا الموضوع بعد نقاش اعتيادي دار بيني وبين أحد الأصدقاء ,, والذي كان يتفاخر بأنه قام بإهداء صديقته أو (( خويته )) أكثر من سبع هدايا في غضون سنه .
وعندما سألته (( طيب يا صديقي أنت تعطي خواتك هدايا ؟؟ ))
كانت الدهشة تملئ محياه كما توقعت ,, ثم قال كما توقعت أيضاُ (( وش جاب طاري خواتي ,, الحين أنت مقهور يا عقيل أنك ما تهدي أحد ولا أحد يهديك وتجي تسوي فيها مطوع علينا ))

خشيت أن يحتد النقاش بيني وبينه ,, لذلك اضطررت لإنهاء النقاش مع ذلك الصديق .

دعوني أخبركم بموقف واقعي ,, ذلك الموقف الذي حدث لشخص أعرفه عز المعرفة ,, والله يشهد على ما سأذكره في هذه الموقف :

كان بطل هذا الموقف هو صديقي نزار ,, الذي كان على علاقة هاتفيه مع إحدى الفتيات ,, تعلق صديقي نزار بتلك الفتاة لدرجة أنها سلبت عقله ,, كان معجب بثقافتها ,, وبتربيتها ,, وبطريقة تفكيرها التي تتوافق مع تفكيره ,, كان يحب حبه لها ,, ويحب حبها له ,, كانت باختصار فارسة أحلامه .
لذلك كان يتعذر دائماُ من والدته عندما تتطرق له بفكرة خطبة فتاة من أقاربه ,, لأنه لا يريد سواء تلك الفتاة ,, والتي امضي أكثر من سنه ونصف على معرفته بها .
كان لابد بعد تلك الفترة من الصبر أن يكون لذلك الصبر نتاج ,, وكان ذلك النتاج هو قدرة نزار على إقناع تلك الفتاة من أمر الإرتباط فيه ,, واقتنعت الفتاة ,, وكذلك اقتنعت والدته بعد معاناة ومحاولات متكررة من نزار تمت بالموافقة أخيرا .

دون نزار عنوان تلك الفتاة ,, ذلك العنوان الذي يبتعد عن المنطقة التي يسكن فيها نزار أكثر من 700 كم
وفي صباح يوم الأربعاء شد نزار الرحال براُ برفقة والدته لديار فتاة أحلامه ,, وكان يخطط للوصول لمنزل ذويها قبل حلول المساء ,, وخطبة الفتاة في ذلك المساء ,, حتى لو لم يستطع رؤيتها شرعياُ ,, لأنه يحتفظ لها بصورتين في هاتفه المحمول .

بعد وصول نزار لتلك الديار عصراً ,, أتصل بفتاة أحلامه ,, ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان ,, وهو قيام شاب بالرد عليه ,, وبعد سؤاله عن صاحبة الجوال ,, قال له الشاب 
(( ها يا خروف وصلت ديرتنا أنت وأمك ههههههههههههه ,, والله انك تنرحم يا شيخ ,, سنه ونص وأنا أسحب فيك ,, وما قصرت معاي بالهدايا ,, حتى موظف ارامكس اللي في ديرتنا عرفني من كثر ما أجي أستلم هداياك من عندهوبالنسبة للصور هي صور لبنت كنت اعرفها وقدرت أخدعك فيها هههههه))

سوف تسألوني سؤالين ,, أولها عن مصداقية القصة ,, والثاني عن ردة فعل بطل الموقف نزار .
بالنسبة لمصداقية القصة ,, اشهد الله على صحتها كما سمعتها من أعز أصدقاء صديقي نزار ,, الذي كان يخشى أن تصلني القصة حتى لا أتشمت فيه و أعاتبه.
بالنسبة لردة فعله ,, هي دخوله في نوبة حادة من البكاء لمدة أسابيع واشهر بعد سقوطه المرير والمخزي من عين والدته ,, خصوصاُ أنهم (( بدو )) وعيب عندهم هذه الطرق في الزواج والتعارف ,, فما بالكم بنهاية مأسوية في تلك الديار البعيدة ,, وبعد علم الأم ((بخرفنة أبنها لمدة شهور من قبل شاب متفرغ لمثل هذة الأمور))


كان أكثر ما يحز في خاطر صديقي نزار هو إهماله لشقيقاته,, لأنه أكبر الأخوة ,, ولأنه المسئول عنهم بعد وفاة والدهم قبل عدة سنوات .

لذلك ,, أنا أعتقد وأجزم أن للتربية القاسية والمعاملة الجافة والتفريق بين الأبناء والبنات دور في تلك الفجوة في علاقة الأخوة بالأخوات .


ومن خلال بحث ودراسة أجريتها على أشخاص كثر حولي ,, استنجت أمرين ,, وهذه هي استنتاجاتي :

** لم أجد أحد من أصدقائي الذين تربطهم علاقة ممتازة مع شقيقاتهم على علاقة هاتفيه مع أي فتاة كانت .
** جميع الذين أعرفهم ولهم علاقات هاتفيه مع فتيات ,, اكتشفت أن علاقاتهم مع شقيقاتهم غير جيدة وتعاني من جفاف كبير في المشاعر .




أنا من الأشخاص الذين بين تلك الفئتين ,, لا أجد نفسي سيء للغاية ,, ولا أجد نفسي ممتاز للغاية ,, ولكني مقتنع بأن علاقتي بشقيقاتي جيدة والحمدلله .

لذلك أتمنى أن يكون جميع الذكور أفضل مني ,, ولو أنني أجزم بأنه يوجد أشخاص أكثر من سيئين في التعامل مع شقيقاتهم .
ولا أود التطرق لأمثلة ومواقف أعرفها جيداُ ,, حفاظاً على خصوصية بعض المعارف والأصدقاء .

وقد أجد أحد الأخوة هنا يقول لي ((ليه يا عقيل أنت تدافع عن البنات وما تقول أن فيه بنات جافات في علاقتهم مع أخوانهم ))
وسوف أجيبه على ذلك التساؤل بأنه من المستحيل أن تجد شاباُ أحن وأعطف من شقيقاته ,, ولو يركز كل شخص منا في علاقته مع شقيقاته سوف يكتشف ويتذكر بأنهن كانوا دائماُ هن المبادرات للوقوف بجانبنا في أقسى الظروف وأصعبها ,, وكذلك تجدهن دائماُ هن المبادرات بالتبريك والإهداء في المناسبات العامة والخاصة ,, وأنا أحد الأشخاص الذي لا يتذكر يوم ميلاده إلا بعد هديه مفاجأة من شقيقاتي وآخرها كان في هذا العام .

وسوف يقول شخص أخر (( طيب يا عقيل علمنا ايش نسوي لأخواتنا عشان ترضى عنا ))
بقول لك بالعامية : ياخي تراك أنت أقرب شخص لخواتك ,, وأذا ما أعطيتهم حنان ,, صدقني ممكن ,, ممكن ,, ممكن تكون عقليتها لك عليها شوي أو تربيتها مو كاملة ,, وتلقاها تدور الحنان عند شخص غيرك مثل ما البعض يدور الحنان عند صديقاته بالمكالمات الهاتفية .
دام عندنا المشاعر وبغزارة مثل ما أشوف ,, ليه ما نعطيها للي يستحقها ,, ليه ننتظر يصير لنا موقف مثل نزار عشان نتعلم الدرس ؟؟

بذمتك ياللي تقرا كلامي ,, متى آخر مره فكرت فيها تطلع مع أختك تتغدا أو تتعشى معها في مطعم ؟؟
وبذمتك بعد ,, متى آخر مره فكرت تهدي فيها أختك أي شيء لو علك نوفا ؟؟
وبذمتك بعد ,, متى آخر مره فكرت ترسل لأختك رسالة حلوة على جوالها ؟؟
وبذمتك بعد ,, متى آخر مره قلت لأختك سر بينك وبينها ,, حتى لو كنت كذاب وقلته لأشخاص كثيرين ,, بس قلته لها من باب أنه يكون فيه بينكم أسرار وتكبر وتقوى علاقتك فيها ؟؟

ولبعض الأشخاص أحب أقولهم :
بذمتك صوت مين تسمع أكثر ,, صوت أختك وألا صوت ((خويتك )) ؟؟
بذمتك لمين تشتاق أكثر ,, لأختك وألا (( لخويتك )) ؟؟
بذمتك فكرت تضيف أختك عندك في البي بي مثل ما أنت ضايف (( خويتك )) ؟؟


لعلم البعض منكم ولمن لم يعلم بأنني أجريت استفتاء عن العلاقات الهاتفية بين الشباب والفتيات قبل سنوات ووزعت ذلك الاستفتاء على أكثر من 200 فتاة ,, كانت نتيجة ذلك الاستفتاء أن 80% من الفتيات جربوا العلاقة الهاتفية مع شاب ,, وأن 90% منهم كان عذرهم لدخولهم لعالم العلاقات الغير شرعيه هو (( افتقادهم للحنان والاهتمام من أهاليهم في المنزل ))

وبعد موضوعي الأسبوع الماضي عن ظاهرة البويات ,, تفاجأت بأن عدد كبير من الردود كانت تدافع عن تلك الفتيات اللواتي فضلن تغيير الفطرة من النعومة إلى الخشونة بسبب مشاكل أسريه يعانون منها في منازلهن على حسب تعبيرهم ودفاعهم عن البويات .

يعني إذا البنت ما وجدت مشاعر وحنان واهتمام من أهلها ,, راح تكون بين (( خوية لشاب ,, أو بويه ,, أو خوية لبوية )) إلا من رحم ربي منهن ,, وفضلت تستر نفسها وتصبر على الوضع اللي هي فيه ,, وما تبي تعصي ربها وتسيء لتربية أهلها واسم عائلتها .

أدري أن موضوعي يجرح أحساس البعض ,, ومتأكد أني راح أشوف كلام ما يسرني هنا أو في الاسك أو في التقييم ,, بس هذي رسالة حبيتها توصل للكل  .


أنا موضوعي مو تميلح للبنات ,, بالعكس والله يشهد ,, أنا موضوعي أبيه يكون تميلح من العيال لخواتهم ,, ويا ليت من كل أخت تقرا كلامي هذا وتعاني في علاقتها مع أخوها ,, أنها توصل كلامي لأخوها بالأيميل ,, أو تطبعه وتخليه تحت باب غرفته ,, أو توصله له بأي طريقه كانت .
ولا أبيها تكتب أسمي ولا شيء ,, أنسبوا الموضوع لأي شخص حتى لو كان لإبراهيم الفريان أو لأوهين كيندي .


أتمنى من خواتي اللي يقرون كلامي هذا شيء واحد بس :
لا تخلون كلامي هذا عذر لكم في حال أنكم ما لقيتوا حنان ومشاعر عند أخوانكم أنكم تروحون تكلمون شباب ,, لأنكم بكذا ترمون تربية وتعب أهاليكم عليكم في الأرض .


وأتمنى من كل أخ عنده سوء في توزيع مشاعره ,وعلى علاقة هاتفيه مع فتاة ,, أبيه يعرف هالشيء :
دام عندك مشاعر وحنان وحب ,, أترك عنك الخرابيط ,, أهلك أولى بمشاعرك ,, وإذا علاقتك مع خواتك حلوة ,, هذا مو عذر أنك تروح تكلم بنات ,, أقل شيء أكتب كتابتك على البنت اللي تعجبك ,, وكلمها صبح وليل ,, محد رادك ,, على الأقل لك وجه تقابل فيه ربك ,, وإذا كلامي ما أعجبك ولا أقنعك ,, لا تلوم أختك لو كلمت شباب ,, وتذكر ((كما تدين تدان))

تذكروا قول الرسول عليه الصلاة والسلام (( خيركم خيركم لأهله ))

في الختام تدرون وش مشكلة مشاعر الأغلبية ؟؟
(( عندهم غزارة في الإنتاج ,, وسوء في التوزيع ))

وهذا فيديو قمت ب أعداده وإخراجه يدعن هذا الموضوع
الفيديو هنا





تقبلوا تحياتي 

الاثنين، 5 سبتمبر 2011

الجمعة، 2 سبتمبر 2011

رواية (( الحب المزعج ))




قريباُ جداُ ,, أولى رواياتي بعنوان (( الحب المزعج )) والتي تتكون من 10 حلقات ,, وسوف تكون الحلقات أسبوعيه ,, أي بمعنى كل يوم أثنين حلقه .
تم الأنتهاء من بناء الأفكار والتصورات النهائية للرواية ,, وأنا الآن بصدد البحث عن أسماء لأبطال الرواية وعددهم 4 ,, 3 شباب وفتاة واحده .
هل ممكن تساعدوني في أختيار تلك الأسماء :)
ثقوا تماماُ بأن الرواية ستكون عند حسن ظن الجميع ,, وللعلم ,, هذه هي الرواية الأولى التي أحدد فيها سن للمتابعين ,, وسوف تكون الرواية +15
والرواية عبارة عن أحداث من الواقع تم صياغتها لتخرج لكم بالشكل التي سوف تظهر عليه ,, لذلك لا أتمنى أن أشاهد أسئلة كثيرة تتعلق بمصداقية القصة .
وسوف يكون هذا الأثنين هو اول أيام نشر تلك الرواية .
وهذة الرواية هي نفس الرواية التي وعدت البعض فيها بعنوان (( حب في الرياض )) ,, وتم تغيير العنوان بعد طلب من أحد أبطال القصة .
هذا هو المؤتمر التعريفي للرواية ,, ومن لديه أسئلة فليتفضل قبل الشروع بكتابة أحداث الرواية ,, لأنني لن أرد على الأستفسارات والأسئلة طوال فترة كتابة الرواية .
تقبلوا تحياتي

تقييمك للمدونة ؟؟