الجمعة، 30 ديسمبر 2011

(( حب في المستشفى ))

(( حب في المستشفى ))
رافعيات الجمعه



خرجت من غرفة المستشفى التي ترقد على سريرها نوره ابنة صديقي خالد ,, وذلك بعدما انتهيت من زيارتها والاطمئنان على صحتها .
بعد خروجي بلحظات ,, وفي ذلك الممر تفاجئت عندما رأيت صنيت الذي يعمل مراسل في شركة والدي الذي أتولى أدارتها مع والدي .
كان الاندهاش والتعجب موجود أيضاُ على محيا صنيت بعدما رآني أقف أمامه وأمد يدي للسلام عليه .
بعد سلامي عليه أقترب من تقبيل كتفي ثم ابتعدت عنه حتى لا يصل إلى كتفي ,, وتوجه بعد ذلك مسرعاُ ليدي التي يمسك بها بكلتا يديه وقام بتقبيلها .
قلت له : سلامات يا صنيت ,, عسى ما شر وش عندك هنا ؟؟ 
صنيت : لا والله أبد يا طويل العمر بس أختي مرقده هنا ,, عندها أنيميا ومثلك خابر أن مرضى الأنيميا لازم يغيرون دمهم مره على الأقل في السنه .
أنا : اهااا ما تشوف شر ان شاء الله .

ثم ألقيت بنظري إلى داخل تلك الغرفة التي توجد بها شقيقة صنيت ,, فاندهشت لما رأته عيني ,, فتاة جمعت جمال كل نساء الأرض تجلس على السرير الأبيض وتمد يدها للمرض الشرق أسيوي لكي يقوم بإيصال إبرة المغذي إلى يدها .

كنت أتحدث مع صنيت بشأن العمل وعن مدى ارتياحه في شركتنا ,, وطلبت منه أن يزيل حاجز الرسميات الذي يجعله يقف أمامي متوتراُ ومرتبكاُ ,, وطلبت منه أن يكف عن قول يا (عمي) بين كل فينة وأخرى .

عندما تراني تشاهدني أقف ووجهي باتجاه صنيت ,, ولكني لو تعديت حاجز النظرات السوداء ستشاهد عيني ليست موجهه إلى صنيت ,, بل موجهه بالكامل إلى شقيقته التي كانت تنظر ألينا وتبتسم .

في تلك اللحظة أستيقظ مركز العقل من منامه ,, وطلب مني التفكير بشأن صلة القرابة بين ذلك القمر الذي يرقد على السرير ,, وبين ذلك الكائن الفضائي الذي يقف أمامي ,, ثم عدت لسؤال صنيت :
صنيت من جدك أختك اللي مرقده هنا ؟؟
صنيت : افاا منت مصدقني يابو رفوع.
أنا : وش رفوع ؟؟
صنيت : أنت تقول شيل حاجز الرسميات بيني وبينك ,, وحبيت أدلعك أبو رفوع بما أن أسمك عقيل الرافع .
أنا : أهااا ,, الزبده علمني صحيح أن اللي مرقده داخل هي أختك .
صنيت : أقسم بالله أنها أختي يابو رفوع,, منت مصدق ,, روح أسأل الاستقبال هناك .
أنا : خلاص صدقتك يابو صنيت .
صنيت : أبو رفوع ترى هالحركات ما تمشي علينا ,, ترى أنا ملاحظ أنك من اليوم تطالع داخل غرفة أختي ,, أكيد أعجبك الرجال اللي داخل (وأطلق بعدها غمزه بعينه اليمنى )
أنا : أيش ,, من جدك ,, لا ما أعجبني ولا شيء ,, الحمدلله أنا مو راعي هذي الأمور .
صنيت : أقول يابو رفوع ترى الحلو اللي داخل صديقي وبيني وبينه علاقه من اللي بالي بالك ,, وأنا مزبطه من كم سنه ,, وتراني مستعد أزبطك مع صديقه إذا أنتا نبي ,, هاه وش قلت .
أنا : عيب يا صنيت عيب ,, أقولك أنا مو راعي هذا الأمور .

بعدها اعتذرت من صنيت وأخبرته بأنني ذاهب للاستقبال لكي أسألهم عن مواعيد الزيارات في يوم الجمعه .
أثناء سيري للاستقبال كنت غاضباُ لدرجة كبيرة من صنيت الشاذ ,, فهل من المعقول أن يصل الشذوذ لديه إلى هذا الحد ؟؟ والمصيبة أنه يتفاخر أمامي بمعرفته وعلاقته بذلك الممرض الشرق أسيوي ,, تمنيت لو أنني قمت بإعطائه صفعه على محياه بعد الذي قاله لي .

تواجدت أمام موظفة الاستقبال في ذلك القسم النسائي ,, وقمت بسؤالها عن أسم الفتاة التي ترقد في الغرفة رقم 273 ,, فكان جواب ذلك الموظفة صدمه بالنسبة لي عندما قالت لي بأن أسمها ((حنه محماس الصنه ))

تأكدت أن ما قاله لي صنيت صحيح للأسف ,, وأثناء عودتي للخروج من المستشفى ,, شاهدت صنيت يقوم بإعطاء شقيقته حنه عصير تفاح ,, وفي الوقت الذي كانت شقيقته ترتشف عصير التفاح كانت تبتسم وتلقي بنظراتها لي .

غادرت بعد ذلك مبنى المستشفى ولم تغادر صورة حنه مخيلتي وكانت ابتسامتها لي تجعلني أبتسم وأتحدث مع نفسي وأبدوا كالمجنون .

قبل صعودي للسيارة ,, سمعت صوت أذان الحق يطلق من المسجد الخارجي للمستشفى معلناُ دخول وقت صلاة العشاء ,, قررت أن أقوم بأداء الصلاة في ذلك المسجد ومن ثم المغادرة عائداُ الى المنزل .
ذهبت الى دورة المياه الخاصة بذلك المسجد لكي أتوضأ وتفاجئت عندما شاهدت صنيت وبرفقته ذلك الممرض الشرق أسيوي يريدون الدخول لدورة المياه للوضوء .
أنهيت الوضوء ,, وأديت صلاتي في ذلك المسجد ,, وكان بجانبي صنيت ,, وبجانب صنيت صديقه الشرق أسيوي .
قلت في نفسي في ذلك الوقت (( أستغفر الله العظيم بس ,, مدري كيف لهم وجه يقابلون ربهم وهم على علاقة شاذة مع بعض ,, اللهم لا تبلانا بس  ))

غادرت المسجد وقبل صعودي للسيارة كنت أنظر إلى المستشفى ,, إلى الدور الثاني تحديداُ ,, إلى المكان الذي توجد فيه أجمل فتاة شاهدتها عيني في الوجود .
عدت إلى المنزل ,, جلست مع والدتي ووالدي ,, تناولنا العشاء ,, حدث كل هذا وأنا مشغول البال مع حنه ,, وكنت متواجد بين عائلتي جسد بدون روح .

لاحظت والدتي ذلك ,, وسألتني مراراُ عن سبب سرحاني الدائم في ذلك المساء ,, فقال لها والدي ضاحكاُ ((الظاهر أن ولدنا عقيل يحب ,, لازم نزوجه قبل لا تطير عقله بنت الناس ))
أنا : لا يابوي لا أحب ولا شيء الله يطول بعمرك ,, لا بس أنا تذكرت موقف صار اليوم مع أصدقائي في الشاليه .
والدتي : أنا قلت له أكثر من مره يابو عقيل ,, إذا بغى يتزوج أنا مستعدة أروح أخطب له نوره بنت أختي ,, أهم شيء نزوجه وحده من طبقتنا ومستوانا ,, ونوره أنسب بنت لعقيل .
تضايقت كثيراُ من الذي سمعته من والدتي ,, والذي كنت أسمعه باستمرار في الشهور الأخيرة ,, نهضت من مكاني ,, وذهبت إلى غرفتي .

تمددت على سريري لمدة تتجاوز الثلاث ساعات ,, على أنغام أغنية فنان العرب محمد عبده (بنت الخيال) ,, وكنت أتذكر حنه مع كل كلمه كان يشدو بها فنان العرب  .

في اليوم التالي الموافق ليوم الجمعه لم يستجد طارئ في حياتي ,, ذهبت إلى شاليه العائلة برفقة صديقي مشعل ,, وركبت القارب ,, تمددت على الكرسي ,, ووضعت سماعة جهاز الأيبود على أذني ,, وظللت أستمع إلى أغنية بنت الخيال .

بعد مرور ساعة تقريباُ على ذلك الوضع ,, لاحظ صديقي مشعل أن هنالك شيء في داخلي ويشغل بالي .

أتى بالقرب مني وجلس بجانبي وطلب مني أطفئ جهاز الأيبود ,, وبعد ذلك طلب مني أخباره بالشيء الذي يشغل بالي .
أنكرت في البداية أن هنالك شيء يشغل بالي وتفكيري ,, ولكن بعد إلحاحه ,, قمت بأخباره بجميع ما يحدث في حياتي مؤخراُ .

قال لي مشعل : اهااا السالفة كذا أجل يا صديقي ,, ليه طيب ما تروح تخطبها وتتزوجها دام نيتك شريفه ؟؟
أنا : يعني على بالك أني ما فكرت بالشيء هذا ؟؟ ولكن اللي يمنعني هو أن أخوها صنيت ,, تعرف وش معنى صنيت ,, أزحف موظف في شركتنا ,, مسبب أزمة ,, يفحط في سيارات الشركة ,, ويغازل موظفات الشركة ,, ويغيب على كيفه ,, ويداوم على كيفه ,, خل كل هذا على جنب ,, الولد شاذ وله علاقة مع صديقه ممرض من شرق أسيا ,, بذمتك هذا كفو أنه يصير خال لعيالي ؟؟ 
مشعل : طيب يا عقيل أنت وش عليك من أخوها ,, أنتي تبي تتزوج البنت والا أخوها ,, أنت تزوج البنت وبعد ما تتزوجها أسحب على أخوها وقله يا تعقل وتخلي حركات الشذوذ والا ترى بخلي أختك تتبرءا منك .
أنا : امممممممممممم والله أنك جبتها ,, أهم شيء آخذ أخته وهو بحريقه ,, طيب بقى أمي كيف أقنعها ؟؟ لأن أمي رافضه أني أتزوج من ناس مو من مستوانا المادي والاجتماعي .
مشعل : ما عليك من كلام أمك ,, الفقر مو عيب ,, والحب ما فيه مجامله ,, يمكن البنت الفقيرة تسعد حياتك لأنها دخلت قلبك من أول نظرة ,, ويمكن لو جاملت أمك وتزوجت بنت خالتك ما راح تكون مرتاح ,, لأنها مو داخله مزاجك ,, ولأنها مثل ما تقول لي دايم أنها عنيده ورأسها يابس وتعشق التفهات .

أنا : طيب يا مشعل ,, وش اللي مفروض أسويه الحين ؟؟
مشعل : أول شيء تحسس البنت انك تحبها ,, روح أنقلها من المستشفى اللي هي فيه الحين لأنه سيء بالمرة ,, وديها لمستشفى خاص على حسابك ,, وغير وظيفة أخوها من مراسل لأداري في شؤون الموظفين وخلي راتبه دبل ,, وبعد شهر لما تتحسن صحة البنت وتخرج من المستشفى خلي أمك تخطبها لك ,, وانتهينا .
أنا : يالبى قلبك يا ميشوو ,, والله أن كلامك وحلولك ما فيه مثلها ,, خلاص شورك وهداية الله .

عدت إلى المنزل في قمة سعادتي ذلك المساء ,, قبلت جبين والدتي وتناولت معها العشاء ,, وبعد ذلك خلدت إلى النوم مبكراُ ,, حتى يأتي صباح الغد ,, الصباح الذي سوف يحمل نقله نوعيه في علاقتي مع صنيت ومع شقيقته حنه التي استوطنت قلبي .



في صباح يوم السبت ,, طلبت من موظف استقبال الشركة أن يقوم بأخبار صنيت أن يتواجد في مكتبي لدى وصوله للشركة .
بعد طول انتظار ,, تواجد صنيت أمامي في المكتب ,, وذلك لحضوره متأخراُ لمقر الشركة في الساعة الحادية عشر صباحاُ .

أخبرت صنيت بأنني سوف أعطيه أجازه عند دخول شقيقته للمستشفى لكي يكون بالقرب منها ,, وأخبرته أيضاُ بأنني غيرت وظيفته من مراسل إلى مشرف شؤون الموظفين في الشركة ,, وأضفت أيضاُ بأنني أريد نقل شقيقته إلى مستشفى سعد الصانع لكي تتلقى علاجها كل سنه في ذلك المستشفى وعلى نفقة الشركة .
كان صنيت يبتسم على كلماتي  ,, وقال بعد انتهائي من الكلام : أقول بلا هباله ,, وبلا طقطقه ,, شايفني مسكين قمت تطقطق علي ,, موعشان سمحت لك تطيح الميانه معاي البارح تقوم تستهبل وتستظرف علي .

أنا : أنا أكلمك جد يا صنيت ,, ما أستهبل ,, من متى أنا أمزح في مثل هذي الأمور .
صنيت مندهش : تتكلم من جدك يعني ما تستهبل ,,( ثم قام بصفع نفسه أكثر من مره حتى يتأكد أنه ليس يحلم ) ثم قال : والله مو مصدق ,, كل الأشياء ذي بتصير لي ,, والله لو حكيت الفانوس السحري وطلبت منه هالطلبات يمكن يضحك علي ويقولي أقلب وجهك ,, مشكور يا عم عقيل ,, (( ثم قام بالقفز علي وتقبيل كتفي ورأسي وبعثر بتلك القفزة جميع ما على مكتبي من اداوات واجهزة ))

ثم طلبت منه بأخباري عن قصة علاقته مع (الرجال) كما يحب أن يسميه فقال لي (( أنا تعرفت على خوينا الرجال اللي شفته يوم الخميس في غرفة أختي تعرفت عليه العام الماضي لما دخلت أختي للمستشفى عشان تغير الدم ,, أنا شفته في احد ممرات المستشفى ولحقته ,, وعطيته الرقم وأخذه مني ,, وتعرفت عليه ,, وصرت اطلعه معاي كل فترة ,, ومن كثر حبه لي صار يجي يتبرع لأختي حنه بالدم)) 
غضبت بعد تلك الكلمات ,, وقلت له : لا عاد أشوف ذاك صديقك الزفت يتبرع مره ثانيه لأختك بالدم تفهم والا لا ,, إذا أختك محتاجة دم أنا مستعد أعطيها دم قلبي لو تبي ,, بس الزفت هذا لا يخلطه دمه بدمها .
ثم طلبت منه مغادرة مكتبي لأنني في قمة غضبي ولا أريد أن أراه أمامي .


مرت الأيام ولم يتغير شيء ,, باستثناء وصول باقة ورد بشكل يومي إلى الجناح الذي ترقد فيه حنه باسم شركة الرافع .


خرجت شقيقة صنيت من المستشفى ,, وأمرت بأقامة وليمة غداء لجميع موظفي الشركة في أحد الفنادق باسم صنيت وعلى نفقة الشركة .

لاحظ والدي ما يحدث أخيراُ من تطورات في شركته ,, واستدعاني لمكتبه ,, وقام بسؤالي حينها عن سبب تغيير وظيفة صنيت وراتبه ,, وعلاج شقيقته بشكل سنوي على نفقة الشركة ,, وعن الحفل الذي أقمته مؤخراُ لخروج شقيقته بالسلامة من المستشفى .

لم أستطع الكذب على والدي ,, لأنه يعرف على الفور من نظرات عيني أن كنت صادقاُ أم كاذب ,, فقمت بأخباره بجميع التفاصيل .

تعجب والدي وقال : معقول أن أخت هذا المخلوق القبيح حلوه وتطير العقل للدرجة ذي ؟؟ متأكد يا ولدي أنها أخته ؟؟
أنا : أيوه يا بوي متأكد مليون بالميه ,, وأنا سألت موظفة الاستقبال وقالت لي أن أسمها حنه محماس الصنه .
أبوي : أمممم والله مدري يا ولدي ,, بس يمكن يكون المثل اللي يقول (( إذا شفت القرد بالشارع ,, تأكد أن الغزال في البيت ))يمكن هذا المثل ينطبق على صنيت ,, على العموم علمني متى ناوي تخلي أمك تروح تخطبها لك ؟؟
أنا : والله يابوي أتمنى اليوم قبل بكره .
أبوي ضاحكاُ : أخس يا قيس ابن الملوح للدرجة ذي ذبحك الحب ,, خلاص أنا بكلم أمك وأحاول أقنعها ,, عشان تروح تخطب لك البنت بكره .

في مساء ذلك اليوم ,, وبعد عودتي من النادي الرياضي إلى المنزل ,, أخبرتني شقيقتي الصغرى بأن والدي ووالدتي يريدون التحدث معي في جناحهم الخاص .

ذهبت إليهم وأنا أعلم بأنهم سوف يتحدثون معي بخصوص موضوع حنه .

بعد وصولي إلى داخل جناحهم الخاص ,, استقبلني والدي بابتسامته المعهودة ,, وعلى النقيض تماماُ استقبلتني والدتي بنظراتها الغاضبة والمليئة بالعتب والاحتقان .

في البداية وبختني والدتي على عدم أخبارها لما حدث في حياتي مؤخراُ ,, ثم أبدت لي تذمرها وانزعاجها من نيتي للزواج من فتاة ليست من طبقتنا الأجتماعيه ومستوانا المادي ,, وأنهت حديثها بأنها سوف تذهب لخطبة الفتاة لي ,, ولكنها أخبرتني بأنها لن تكون مسئوله في حال فشل زواجي من تلك الفتاة ,, أو في حال ندمي مستقبلاُ على الارتباط بتلك الفتاة .

عدت بعدها إلى غرفتي وأنا في قمة السعادة ,, وأصبحت أنتظر حلول مساء الغد بفارغ الصبر .

في صباح اليوم التالي أخبرت صنيت بأنني سوف أقوم بزيارته مساء اليوم برفقة والدتي إلى منزلهم ,, لم يصدق صنيت ما أخبرته إياه ,, إلا بعد حلفي له أكثر من مره على صدق الذي أقوله .

تواجدت في المساء في منزل صنيت الشعبي والمتهالك والموجود في حي (الثقبه) وتواجدت والدتي الغاضبة في ذلك المنزل الذي لم تطأ قدمها مثله في حياتها .

بعد تناولي للقهوة ,, أخبرت صنيت بأننا حضرنا إليهم لكي نقوم بخطبة شقيقته حنه على سنة الله ورسوله .
كان ردة فعل صنيت عاديه ,, كان ينظر إلي ويبتسم ,, ثم قال : بعد كل اللي سويته لي ولأختي صرت ما أستغرب أي شيء منك ,, على العموم حنا موافقين موافقين موافقين ,, وتقدر تجيب الشيخ الحين يكتب كتابكم وتأخذ أختي معاك اليوم لبيتكم ,, بس ترى مهرها عبارة عن بيت في حي راقي + سيارة فارهه لي + مبلغ 200 الف ريال .

أخبرته بأني موافق على جميع طلباته ,, ولكن الأمور لا تدار بهذه الطريقة ,, وطلبت منه أن تتم الأمور بشكل رسمي ومعتاد ,, ثم أخبرته بأنني أريد لقاء شقيقته حنه لأخذ النظرة الشرعية قبل الزواج .

كانت ردة فعله غريبة عندما ضحك وقال : نظره شرعيه ما عندنا ,, حنا بدوو وما نعترف بالأمور ذي ,, هذي عادات أبوي الله يرحمه وعادات اللي قبله ,, ما عندنا شوفه شرعيه ,, ما تشوف عروسك الا يوم العرس بس ,, إذا تبيني أجيب لك أختي الصغيرة صنه تشوفها ما عندي مشكله .
أنا : الله يهديك أنا وش أبي بشوفة أختك صنه ,, أبي أشوف أختك حنه .
صنيت : لأن صنه نمونه من أختي حنه ,, يعني إذا شفت صنه كأنك شفت حنه .
أنا والحزن يتملكني : اوكي امرنا لله ,, روح جيب لنا صنه لنا نشوفها . 
ذهب صنيت إلى داخل المنزل ,, وعاد بعدها بدقائق حاملاُ بيده الدمية المشهورة (( أم خماس )) ولكنها بدون نقاب .

ضحكت كثيراُ وقلت له : أشوفك هونت وما جبت لي أختك صنه ,, أشوفك جايب الدمية حقتها .
تملكني الفزع وكدت أجن من الخوف عندما تحدثت تلك الدمية وقالت : خخخخ بايخ ما تضحك ,, أقول أحترم نفسك يالاشهب ,, أنا صنه بنت محماس ,, اللي غير كل هالناس ,, لو أصكك بمخماس ,, الف وجهك واخليه يحتاس .
ثم قال صنيت : كفوو والله يا أخيتي ,, خلاص شفتها يا عقيل ,, هذي أختي صنه ,, وهي نمونه من أختي حنه بس أن أختي حنه نحيفه وهذي مثل ما تشوف كنها دبة غاز .
قالت شقيقته صنه قبل مغادرتها : أنا كني دبة غاز ,, مبسوط بوجهك يا شبيه الضاطور ؟؟

لم أستطع تمالك نفسي ,, وضحكت كثيراُ على ذلك الحوار المضحك ,, وأحببت صنه بشكل لا يمكن لي وصفه ,, وأحسست أن تلك العائلة بدأت تستوطن قلبي وتستهويني كثيراُ .

بعد مغادرتي أنا ووالدتي لذلك المنزل ,, قالت لي والدتي : أنت متأكد أن البنت اللي شفتها قمر وفي قمة الجمال ؟؟ 
أنا : أيووه ,, مو بس كذا ,, لو شافها القمر يمكن يقول لها تعالي أجلسي مكاني .
والدتي : والله ما فيها من الحلا شيء ,, شكلها عادي جداُ ,, ونوره بنت أختي احلي منها بكثير ,, صحيح أن حنه محترمه وأمها بعد محترمه ,, ولكن ما أشوف أن فيها زود عن باقي البنات يومك تقول لأبوك أنها ملكة جمال .
أنا : عاد هي عاجبتني وأنا حبيتها ,, وأنا متأكد أن مرضها الأنيميا وتغيير الدم آثر على ملامحها وخلى ملامحها وحلاه يذبل ,, خصوصاً أنها طالعه من المستشفى قبل أسبوع تقريباُ .
والدتي : خلاص أنا خطبتها لك ,, والبنت قالت انه ما عندها مانع ,, بشرط أن الزواج يكون بعد ما تخلص آخر سمستر لها بالجامعة ,, يعني بعد ست شهور تقريباُ .


لم أهتم كثيراُ لكلام والدتي ,, لأني أعلم بأن لديها عنصريه من ناحية الأوضاع الاجتماعية والمستويات المادية بين الأسر ,, وكنت أعلم بأنها تحاول تشويه صورة تلك الفتاة بأي وسيلة حتى لو تطلب ذلك إخباري بشيء ليس له أساس من الصحة ,, وكلها رجاء وأمل أن لا يتم زواجي على حنه .

قمت في اليوم التالي بالذهاب إلى منزل عمتي والتي تعمل عميده لكلية البنات التي تدرس فيها حنه ,, أخبرت عمتي عن تقدمي لفتاة تدرس في الجامعة التي تدير شؤونها وأسمها حنه محماس الصنه .

تفاجئت عمتي بتقدمي لتلك الفتاة تحديداُ ,, وأخبرتني بأنها أفضل طالبه عرفتها خلال تواجدها في تلك الكلية ,, لأنها متميزة علمياُ ,, وأخلاقياُ ,, وصاحبة مبادرات خيريه للفقراء والمحتاجين في المنطقة ,, وهي الأولى على مستوى الكلية من ناحية التفوق العلمي ,, ومن ناحية الاختراعات والابتكارات .

تعلقت أكثر وأكثر وأكثر في تلك الفتاة بعد تلك الزيارة السريعة لمنزل عمتي ,, والتي باركت لي تلك الخطوة ,, وتمنت مني وبشكل سري بأن لا ألتفت لكلمات والدتي .

بعد أسبوع تقريباُ عقدت قراني على حنه بحمد الله وشكره ,, وأصبح لي الحق في التحدث معها على الهاتف المحمول .

مع مرور الزمن ومعرفة الكثير من تلك الفتاة عنها وعن مبادئها وانطباعاتها ,, اكتشفت أنها تملك روحاُ وفكراُ غير عاديين وفي قمة الروعة والجمال ,, كانت مثال للفتاة المتعلمة ,, والمثقفة ,, والخلوقه ,, وذات الدين ,, والمرحة ,, الفتاة التي غيرت حياتي للأجمل ,, وجعلتني بأسلوبها أتغير للأفضل في جميع النواحي .
بفضل كلماتها ونصائحها قمت بكفالة أكثر من 20 يتيم ,, وأصبحت أكثر تواضعاُ مع الآخرين ,, باختصار صنعت مني إنسان آخر .


مرت تلك الشهور الست بشكل بطئ للغاية ,, ولكن كان لابد لها أن تنتهي ,, وانتهت والحمدلله ,, وتم اقامة حفل زواجي على حنه .

في ليلة ألدخله تفاجئت عندما شاهدت فتاة غير تلك الفتاة التي رأيتها في المستشفى ,, ولكني فضلت السكوت لكي لا أجرح مشاعرها ,, لأنني متأكد بأن آثار الأنيميا ما زالت باقية ولم تذهب ,, خصوصاً أنها في تلك الفترة كانت متعبه للغاية ,, وبالكاد تمت أمور الزواج .

كان حبي لها يجعلني أنسى الجمال الذي رأيتها عليه قبل شهور مضت.
للأسف كان رابع أيام الزواج موعداُ لسقوطها وتعبها ودخولها للمستشفى لتغيير الدم ,, أي أنني لم أهنئ بشهر العسل ,, وقررت تأجيل سفرنا لأوربا لقضاء شهر العسل لما بعد خروجها من المستشفى .

كنت أذهب بشكل يومي للمستشفى للاطمئنان عليها ,, وفي احد الأيام خرجت من العمل وأنا مجهد ومتعب ,, وذهبت إلى المستشفى ,, وطلب مني الدكتور أن أذهب لغرفة التبرع بالدم لأن حنه تحتاج المزيد من الدم .

ذهبت إلى القسم الخاص للتبرع بالدم ,, وفي غرفة التبرع بالدم كانت هنالك المفاجأة والصدمة ,, حيث أنني شاهدت حنه بجمالها الذي رأيته عليها أول مره قبل سبعة أشهر تقريباً ,, مع العلم أنني زرتها صباح اليوم وكانت في حالة فقدان للوعي ,, وكان محياها شاحب ومتعب .

شاهدتها تتحدث وتبتسم لصنيت في غرفة التبرع بالدم .
وقفت مندهشاُ لما تراه عيني ,, وظننت أنني أحلم وحككت عيناي بأصابعي حتى أتأكد بأنني لست في حلم ,, ولكنني تفاجئت أكثر عندما طلب صنيت منها أن تقوم بتغطية محياها بسبب تواجدي ,, ظننت أن التعب والإجهاد الذي أتعرض له بسبب قلة نومي له دور في زرع صورة حنه ألجميله أمامي ,, ثم قلت لصنيت (( ليه تقول لها تغطي ,, هذي زوجتي ,, وبعدين علميني يا حنه كيف صرتي كذا ؟؟ ومتى صحيتي من الغيبوبة ,, علميني كيف رجع الجمال لوجهك ؟؟ ))

لم ترد حنه على تساؤلاتي ,, وقام صنيت بسحبي لخارج غرفة التبرع بالدم وقال لي : وش فيك أنهبلت يوم شفت الرجال خويي اللي علمتك أن بيني وبينه علاقة ,, أعذرني لأني جبته يتبرع لأختي حنه وأنت موصيني ما أخليه يتبرع لأختي ,, دورت أحد يتبرع وما لقيت وكلمت الرجال يجي يتبرع لأختي .

كانت كل علامات الدهشة في العالم متواجدة في محياي حينها ,, ثم قلت لصنيت : هذي حنه حبيبتي مو رجال ,, ليه تسميها الرجال 
صنيت : لا هذي مو حنه ,, هذي بنت أسمها نجوى وأنا كنت أسميها الرجال للتمويه لأن المستشفى الي كانت تتعالج فيه اختي حنه مافيه غرف كثير ,, وكان يخلي المتبرعين بالدم يتبرعون بنفس الغرفة اللي فيها اختي حنه ,, مو مثل هذا المستشفى الكبير اللي فيه قسم خاص للتبرع بالدم ,, عشان كذا أنا كنت أموه وأقول الرجال عشان اذا أختي حنه سمعتني وانا اقول الرجال ما تفهم أني أقصد هالبنت الحلوه ,, وأتوقع أنك فاهم أن الشباب يسمون خوياتهم (الرجال ,, أو خويي ) للتمويه على الناس اللي حولهم ,, ثم قام حينها صنيت بالغمز لي بعينه اليمنى  .

تضايقت كثيراُ على عدة أمور :
** على عدم فهمي للتلميح المهم جداُ من صنيت قبل سبعة أشهر .
** ظلمي للممرض المحترم من شرق أسيا واعتقادي بأنه شاذ .
** اعتقادي بأن الجمال هو جمال المحيا فقط ,, ولكن نسيت بأن الجمال أولاُ هو جمال الروح ,, ومن ثم يأتي جمال المحيا
** لماذا تحاول الفتيات اللواتي وهبهن الله الجمال الشكلي الأستفاده من جمالهن بشكل سلبي ,, وذلك من خلال كشف مفاتنهن للآخرين ,, وايقاع بعض الشباب الأغبياء في شباكهم ,, والاستفاده من ذلكم الشباب مادياُ .


تضايقت على أمور كثيرة ,, ولكن جميعها لا تصف مدى ضيقي وحزني على فقدان ورحيل حبيبتي حنه ,, التي توفت بعد معاناة مع ذلك المرض ,, ولم أسعد بالعيش معها أكثر من تسعة أشهر ,, كانت أجمل أشهر عشتها في حياتي .


الحمدلله على كل حال ,, وبأذن الله لن أنسى ( بنت الخيال) مهما حييت . 

أنتهت

السبت، 24 ديسمبر 2011

(( ستندم على السكوت ,, ولن تندم على الكلام )) يرحم أمك تكلم

(( ستندم على السكوت ,, ولن تندم على الكلام )) يرحم أمك تكلم 
رافعيات الجمعه


بعد فتحي لباب الثلاجة للبحث عن شيء بداخلها يسد رمقي قبل شروعي بكتابة قصتي مع صديقي المرح حطاطه ,, شدت انتباهي في سلة الفواكه تفاحة يظهر جزء منها غير سليم ,, وكأن الفطريات بدت تستحل بعض أجزاء تلك التفاحة .
فكرت في أخذ تلك التفاحة وإزالة الجزء الغير سليم منها وأكل الجزء السليم ,, ولكن الكسل منعني تحت شعار (( يا رجال ما فيه مشكله ,, جزء بسيط من التفاحة خربان وش صار ,, بكره أو بعده إذا فضيت برجع وأشيلها ))

أخذت تفاحة أخرى سليمة ,, غسلتها ,, وعدت إلى غرفتي حاملاُ تلك التفاحة حتى أبدا بكتابة قصة اليوم عن صديقي حطاطه .

بعد جلوسي على الجهاز ,, فكرت أن أفتح صندوق رسائل الأيميل حتى أتحقق من آخر الرسائل التي وردتني ,, لأنني لم أفتح العديد من الرسائل الغير مقروءة التي وصلتني .

تفاجأت من أحدى الرسائل التي وصلتني من أحدى المتابعات ,, والتي كانت بعد موضوعي السابق عن ظاهرة البويات ,, وهذا جزء من تلك الرسالة (( أخوي عقيل أنا فتاة أتعرض للتحرشات الجنسية من أبن عمي اللي يسكن معانا في نفس العمارة ,, وكان يتحرش فيني من سنوات ,, زمان ما كنت مهتمة كثير ولكن الحين لما كبرت عرفت أن اللي كان يسويه لي غلط ,, كلمته ولا فاد ,, وللحين يتحرش فيني كل ما شافني يا بالكلام القذر أو باللمس ,, وأنا أخاف يجي يوم يلقاني فيه لحالي ويسوي فيني شيء ,, أبي منك حل تكفى يخلي هالزفت يبتعد عني بدون ما أعلم أحد ,, وبدون ما أسوي مشكلة بين عائلتنا وعائلة عمي ,, أبي طريقه احل فيها قضيتي مع ولد عمي الزفت قبل لا تصير مشكلة ))
وذكرت من خلال رسالتها أنها صارت بويه في محاوله منها لأبعاد ولد عمها عنها << مدري كيف تفكر 

تذكرت بعد قراءتي لهذه الرسالة موضوع لأحدى الأخوات تشكي فيه من تحرش زوجها في أبنتهم الصغيرة جنسياُ ,, واكتفت تلك الأخت بالذهاب إلى منزل أهلها دون أخبارهم بالفعل الذي شاهدت زوجها يقدم عليه في غرفة نومهم مع أبنتهم الصغيرة .
التزمت تلك الأخت الصمت حيال ما حدث ,, وكان عذرها بأنها لا تريد أخبار احد بما شاهدته حتى لا يكبر الموضوع ويصبح مشكلة كبيرة .

وتذكرت أيضاُ كلامي لأحد أصدقائي بعد نصيحتي له بأن يأخذ أخيه المدمن على حبوب (الكبتاجون) لمستشفى الأمل لكي يعالجه من تلك السموم التي أفقدته صحته وما تبقى له من عقل يميز فيه الأشياء ,, وكان رد أخيه ( يا عقيل ترى الموضوع ما يستاهل هالمبالغة منك ,, بأذن الله مصيره يتعالج منها الحين والا بعدين ,, وبعدين وش يقولون عننا الناس لو عرفوا أن أخونا مدمن حبوب ,, والله محد يناسبنا ولا أحد يزوجنا ,, أنت أدع له بالصلاح وما عليك ))
التزمت الصمت ,, ولم أكمل نصيحتي ولم أكمل ما في فمي من كلمات بأن شقيقه أضحى بلا عقل بسبب تلك الحبوب ,, فكيف يتوقع منه أن يفكر ويدرس موضوع معالجة ذلك الإدمان وهو بلا عقل ؟؟

بعد ما قرأته في تلك الرسالة ,, وبعد ما تذكرته بعد تلك الرسالة ,, قمت بتأجيل كتابة قصة حطاطه للأسبوع القادم ,, لأنني أعتقد أن قصة حطاطة الكوميدية تحتمل التأجيل لسنوات وليس لأيام ,, وليست بأهمية وخطورة الموضوع الذي سوف أتحدث عنه اليوم .

أود التطرق اليوم لقضية الصمت عن الأخطاء ,, سواء كان الصمت بهدف عدم تضخيم الأمور ,, أو الصمت بهدف عدم معرفة الآخرين بمشاكلنا ,, أو الصمت لقلة الحلول .

قال لقمان (( يا بني ,, لقد ندمت على الكلام ,, ولم أندم على السكوت )) وأنا أقول للقمان اليوم (( يا لقمان لقد ندمنا على السكوت ولم نندم على الكلام ))

في الأمور التي تراها خاطئة وفي الأفعال التي تراها غير مقبوله وجائزة يجب أن تتكلم ,, لأن السكوت قد يكلفك الكثير مستقبلاُ .
مثلاُ تلك الفتاة المسكينة التي تتعرض للتحرشات من أبن عمها مشكلتها الأساسية مثل مشاكل أغلبية من يواجهون المشاكل في مجتمعنا وهي مشكلة (( عدم الاعتراف بأن الأمر الذي يحدث لهم هو مشكلة )) ولا أعلم كيف يريدون حل تلك المشكلة إذا لم يعترفوا بأنها مشكلة من الأساس .

إذا أول الحلول هو الاعتراف بالمشكلة ,, وثاني الحلول هو مواجهة تلك المشكلة ,, حتى لو كانت الأمور ستتضخم وتأخذ مجرى قاسي ومؤلم قد ينتج عنه قطع علاقات اسريه وغيره .

أتعلمون ما هي نتيجة السكوت عن ما يحدث في حياتكم من أمور سلبية ,, النتيجة هي أما (( فتاة حامل من أبيها أو شقيقها أو أحد محارمها ,, أو شخص مدمن يقتل زوجته أو والدته أو والده أو أبناءه ,, أو طفل يتعرض للاغتصاب على يد السائق أو عامل السوبرماركت ,, أو وفاة مراهق بسبب تفحيط أو القيادة بتهور أو ......... الخ ))

أنا قرأت عن فتاة حملت من والدها بعد سنتين من تحرشه فيها جنسياُ وبعد سكوتها طوال تلك الفترة على أمل أن يعود لصوابه .
هل فادها السكوت ؟؟
هي تقول أنها كانت تخشى ردة فعل والدتها ,, وبودي أن أسألها الآن أيهما أقوى : ردة فعل والدتها بعد علمها بتحرشات والدها فيها ,, أم ردة فعل والدتها بعد علمها أن أبنتها حامل من أبيها أي زوجها ؟؟

و قرأت أيضاُ عن مدمن قتل زوجته وسحب جثمناها بسيارته في الشوارع .
زوجته المتوفيه والتي أسئل الله أن يغمدها برحمته كانت تعلم عن تعاطيه للمخدرات ,, وكانت تفضل السكوت على أن فضيحة زوجها أمام أهله وأهلها وأبناءهما .

وأنا عرفت سابقاُ مراهقاُ تعرض أثناء طفولته للاغتصاب من زملائه وأعتاد على ذلك لاحقاُ لأنه كان يفضل السكوت على أن يخبر والده ,, على أخبار والده المعروف بعصبيته الزائدة وقد يتعرض له بالتوبيخ ومد يده عليه .
كان لسكوته عن تلك التحرشات دور كبير لتعرضه للأغتصاب ,, ولو أنه تحدث لوالده من اللحظة الأولى لما تجرأ أحد بعدها على لمسه أو التحرش فيه ,, ولما أصبح في نظر الآخرين حتى الآن بأنه غير رجل وغير شريف .

وأنا عرفت مراهقاُ ذهب ضحية حادث (تفحيط) .
وكان شقيقه الذي يصغره بعام متردد في أخبار والدهم عن شقيقه الذي كان يسرق سيارة والده في بعض الأحيان ويقوم بقيادتها بتهور ,, والى هذه اللحظة يعض شقيقه أصابع الندم على عدم تنبيهه لوالده عن ما كان يفعله شقيقه .


أعلم أن بعضكم مثلي لم يواجه أحد تلك المواقف والقصص التي كتبتها في الأعلى والحمدلله على تلك ألنعمه .

ولكن أعلم أن بعض الأشخاص الذين يقرؤون هذه الأسطر يعانون شخصياُ مثل الأشخاص الذين ذكرتهم في الأعلى ,, أو يتعرض لها أحد أقاربهم .

لذلك هذه نصائح بالمجان مني لهم وباللغة العامية :
** أنت مدمن حبوب أو مدمن مخدرات أو كحوليات ,, ترى أنت في مشكلة ,, ولازم تعترف بالشيء هذا بينك وبين نفسك ,, وأتمنى أنك تكون شجاع وتحاول تتعالج في أقرب فرصه ,, ولا يهمك كلام الناس ونظرتهم لك .

** إذا كان أخوك مدمن لا سمح الله ,, لا تحاول تتغاضى عن هالموضوع ,, وتقول أنه شيء عادي وفيه ياما ناس مدمنين مثله وعايشين ,, أعرف أن سكوتك عن إدمان أخوك هو دليل على شيء واحد فقط (( أنك ما تحب أخوك )) تبيني أحلف لك (( والله أنك ما تحب أخوك )) لأن اللي يحب أخوه ويخاف عليه ما يرضى يشوفه مدمن وما يفكر يأخذه لمستشفى الأمل يتعالج من السم اللي ممكن يدمر مستقبل وحياة أخوه .


** إذا كنتي تتعرضين لتحرش جنسي من أحد المحارم الحل الوحيد اللي أقدمه لك هو أنك تتكلمين ,, تكلمي لأبوك ,, لأخوك ,, لأختك ,, لأمك ,, لو أن شاء الله لو تتكلمين لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
وأهم شيء حطي في بالك هالكلام (( لا تحسبين حساب لصلة القرابة وللعلاقه اللي تربطك في الشخص اللي يتحرش فيك ,, عمك ,, خالك ,, أخوك ,, حتى لو كان أبوك ))
صدقيني لو أنك تعيشين في دار رعاية الفتيات ,, هذا أشرف وأفضل لك مليون مره من العيش في قصر ودلع مع والد يتحرش في عرضه .

** اللي يتعرضون للابتزاز بعد ,, تكلموا ,, لا تسكتون ,, وصدقوني لو أهاليكم يدرون في العلاقة اللي كانت بينكم وبين شخص غريب ,, راح تكون عواقبها وخيمة عليكم ,, بس والله عواقب الابتزاز أعظم وأوخم ,, وممكن تكون سبب في دماركم وضياع مستقبلكم .
بضرب هنا مثال أوضح ,, مثلاُ لو كانت بنتي تتعرض لابتزاز من شاب ( الأمر راح يكون أهون علي لو دريت منها بشكل مبكر ,, على أني أكتشف الأمر بالصدفة ,, والا بعد فوات الأوان )


رسائلي تكثر ,, وأختمها بهذه الكلمات :
(( تكلموا ,, والله ما راح تندمون على الكلام ,, ولا يهمكم كلام الناس واللي راح ينقال عنكم ,, لأن كل البيوت فيها مشاكل ,, وما فيه بيت ما يخلى من المشاكل ,, ولكن أفضل البيوت هو اللي يحاول أفراده القضاء على أي مشكله تواجههم بسرعة وبحزم ))

عن أذنكم برجع للثلاجة وبشيل التفاحة الفاسدة قبل لا أنساها ,, النسيان عامل عمايله فيني هاليومين 

أتمنى رسالتي وصلت لكم اليوم 


فتكم بعافية 

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

(( أمي ,, أبي .. الى مزبلة الإنسانية))

(( أمي ,, أبي .. الى مزبلة الإنسانية))
رافعيات الجمعة



بالقرب من جسر البحرين ,, وفي كورنيش الخبر تحديداُ ,, كنت أتجول ذلك المساء برفقة صديقي زياد ,, ورغم تحملنا للطقس شديد البرودة ,, الا أننا لم نتحمل حينها جمال أعين فتاة كانت تجلس على أحد الكراسي الأسمنتية المقابلة لبحر الخليج .

تواجد الشيطان تلك اللحظة بيني وبين صديقي ,, وكان صديقنا الثالث ,, وقام بإعطانا المخطط الكامل لعملية التحدث مع تلك الفتاة ومن ثم التعرف إليها .

وعلى الفور نفذنا أول خطوات صديقنا الشيطان ,, وذلك بعد استدارتنا قاصدين العودة للمكان الذي توجد فيه تلك الفتاة .

اقتربنا منها ,, وكنا نخشى أن يلحظ أحد المارة وقوفنا بالقرب من تلك الفتاة التي كانت تطيل النظر ألينا .

لم تمضي دقائق كثيرة حتى أتت ردة الفعل من الفتاة التي قالت (( وش عندكم تناظروني من اليوم ؟؟ تبون ترقموني ؟؟ ))

ألتزمت الصمت في بداية الأمر وفعل صديقي نفس الشيء ,, لأننا كنا نخشى حينها من ردة فعل غاضبة من تلك الفتاة .

بعد لحظات تملكتني الشجاعة والجرأة لكي أرد عليها وأقول (( أيوه ,, حنا رجعنا عشان نعطيك الرقم ))

كان جواب الفتاة على ما قلته لها يحمل الكثير من الدهشة وعلامات الاستغراب عندما قالت (( أنا ما أبي الرقم منكم ,, أبي أطلع معكم لأي مكان ,, بس أهم شيء تجيبون لي أكل لأني ما تعشيت ))

طبعاُ جمعيكم متأكدين بأننا لن ندع هذه الفرصة تفوت من بين ايدينا ,, خصوصاً أن صديقنا الشيطان متواجد معنا ولم يغادرنا حتى تلك اللحظة .

أشرنا للفتاة بالموافقة ,, وأخبرناها بأننا سوف نفعل لها ما تريد بشرط جديتها في الذهاب معنا لأي مكان نريده .

سرنا أمام الفتاة التي كانت تسير خلفنا وتضحك على كثرة التفاتنا للخلف للتأكد بأنها جادة في الذهاب معنا وكانت تقول (( وش فيكم تتلفتون للوراء ؟؟ كأنكم مو مصدقين أني بطلع معكم ))

وصلنا إلى سيارتنا ,, وصعدنا الى السيارة ,, ولم نصدق ما تراه الأعين بأن تلك الفتاة تجلس في المقعد الخلفي في سيارتي .

أدرت المحرك وانطلقت بعيداُ عن (( واجهة الكورنيش )) ألمعروفه بكثرة تواجد سيارات الشرطة والمباحث وكثرة التفتيشات المرورية .

قمنا بأخذ وجبة عشاء للفتاة من أحد المطاعم ,, وأكثر ما شد أنتباهنا هي الرائحة المقرفه والكريهه التي كانت تصدر من الفتاة ,, وكأن الماء لم يلمس جلدها منذ أسابيع .

ما أن استلمت وجبة العشاء من عامل المطعم حتى غادرت المكان متوجهاً إلى مكان غير معلوم ,, وكنا نجوب الأماكن ونفكر في أمر تلك الفتاة .

في الوقت ذاته كانت الفتاة في الخلف تتناول وجبتها وكأنها لم تذق الطعام منذ أيام ,, تأكل بشراهة ,, وتشرب بشراهة ,, وكانت علامات التعجب متواجدة على محيانا بشراهة أيضاُ .

بعد انتهاءها من التهام طعامها ,, خلدت بشكل سريع إلى النوم ,, وكأنها طفل صغير متعب ومنهك .

قام صديقي بأخذ هاتفها المحمول الذي كان بجانبها وقام بفتحه حتى يعرف أشياء أكثر عن تلك الفتاة .

أخبرني صاحبي بأنه وجد عشرات المكالمات التي لم يتم الرد عليها في هاتفها المحمول ,, وجميع تلك المكالمات كانت واردة من ((مامي)) والتي على ما يبدو بأنها والدتها .

بعد دقائق قمنا بإيقاظها من نومها ,, وبعد أن أفاقت طلبت منا أن نقوم بأخذها إلى أي مكان تستطيع النوم فيه لمدة يوم على الأقل ,, لأنها لم تذق طعم النوم منذ ليال .

طلبنا منها أن تخبرنا بقصتها كاملة ,, ولكنها كانت ترفض أخبارنا في أوقات ,, وتجيبنا بكلمات غير مفهومة في أوقات أخرى .

نفذ صبري ,, وتحول حب الغريزة في داخلي إلى حب فضول عن أمر تلك الفتاة ,, وأصبحت ألح عليها في السؤال عن قصتها ,, وعن أهلها ,, وعن الأسباب التي جعلتها تبدو بهذه الحالة الرديئة والمزريه .

كانت تطلب مني عدم الصراخ في محياها ,, وتخبرني بأننا نستطيع فعل ما يحلو لنا بها الآن ,, ولكن المهم في الأمر أننا نضعها في غرفة فندق , أو شقه مفروشة , أو لو حتى نضعها في خيمة تجد فيها فراش دافئ يصلح للنوم لأيام أو لساعات على الأقل .

كانت كلماتها تلك سبب قتل الغريزة في داخلي ,, الغريزة التي جعلتني أبدو كالمجنون رفقة صاحبي ونحن نتخيل لحظة خلونا بتلك الفتاة في أحد الشقق المفروشة أو أحدى الاستراحات .

لم أعد أرغب في لمس جسدها والعبث فيه ,, لم أعد أرغب في تفجير ما بداخلي من رغبات شهوانيه مجنونه ,, لم أعد أرغب سواء بشيء واحد فقط ,, وهو معرفة القصة الخفية لتلك الفتاة .

توقفت سيارتي أمام مركز شرطة المنطقة ,, في الوقت الذي كان متوقعاُ فيه أن تحط سيارتي رحالها أمام إحدى الأستراحات أو الشقق المفروشة أو حتى على طريق صحراوي مهجور .

قبل أن أترجل من سيارتي قمت بإقفال أبوابها ,, وأخبرت صديقي بأنني ذاهب لمهمة في داخل قسم الشرطة ,, وطلبت منه عدم السماح للفتاة بالنزول من السيارة مهما حدث .

كانت الفتاة حينها غير مبالية لما يحدث ,, وكأن الأمر لا يفرق معها كثيراُ .

في داخل قسم الشرطة كنت موجود ,, و في مكتب الضابط المسئول عن ذلك المركز تحديداُ ,, وأخبرته خلال أقل من خمس دقائق عن جميع تفاصيل ما حدث في الساعة الماضية مع الفتاة الغريبة .

تفاعل الضابط لما سمعه مني ,, وفز من كرسيه المتحرك ,, وذهب معي إلى سيارتي ,, وقام ب أنزال تلك الفتاة ,, وبإخذها الى مكتبه ,, وقام بعدها بإغلاق باب مكتبه علينا نحن الأربعة .

سأل الضابط تلك الفتاة عن قصتها الكاملة ,, فقامت الفتاة بالتهرب من السؤال بطريقه ملتوية مفادها أنها ضائعة ولم تعد تعرف طريق منزل أسرتها .

بلغ الغضب في نفس الضابط ما بلغ ,, مما جعله يصرخ في محياها البائس ويخبرها بأنه سوف يقوم بوضعها في التوقيف أن لم تعترف وتخبره عن الأسباب التي جعلتها تبدو بهذه الحال .

كانت نتيجة ذلك الغضب ايجابية ,, عندما خضعت تلك الفتاة وخافت من تهديدات الضابط ,, وبدأت في التحدث ,, وقالت كلمات وأشياء لا تصدق وكأننا في مجتمع غير إسلامي ,, وكان أبرز الذي قالته بأنها مشردة في الشوارع منذ أسبوع تقريباُ ,, وذلك لأن والدها ووالدتها منفصلان ,, وكلاُ منهم متزوج ,, ووالدها لا يرغب في وجودها في حياته ,, وزوج والدتها لا يرغب بذلك أيضاُ .

لم نصدق كلماتها ,, والسبب بكل بساطة أننا متواجدين في بلد يسمى بلاد الحرمين الشريفين ولسنا متواجدين في بلد يطلق عليه الولايات المتحدة الأمريكية .

قام الضابط بعد كلمات تلك الفتاة ,, بأخذ رقم هاتف والدها والاتصال فيه ,, ولكن لسوء الحظ أن والدها لم يجب على اتصالات الضابط .

قام الضابط بعدها بأخذ رقم والدتها والاتصال بها ,, وتمكن الضابط من مكالمة والدتها ,, وأخبارها بأن أبنتها موجودة لديهم ,, وطلب منها أن تأتي رفقة زوجها لتستلم ابنتها .
سعدت والدتها كثيراُ لأنها عرفت بأن أبنتها بخير ,, وأخبرت الضابط بأنها تتصل على أبنتها منذ أيام ولكن أبنتها لا تريد مكالمتها ,, وأبلغت الضابط أسفها لعدم مقدرتها على القدوم ألينا في مركز الشرطة لأن زوجها لا يريدها في منزله .

أنزعج الضابط لما سمعه من والدتها ,, وألقى على مسامعها بعض الكلمات القاسية والجارحة ,, ثم طلب منها رقم زوجها حتى يحادثه ويقنعه بأمر القدوم وتسلم ابنة زوجته .

أتصل الضابط على زوج والدة الفتاة ,, وكان الغضب يملئ عيناه حينها ,, لدرجة أن الدمعة التي تطل من عينه كانت على وشك السقوط على الأوراق التي أمامه .
أجاب زوج والدة الفتاة على اتصال الضابط ,, وبعدما عرف المراد منه ,, رفض على الفور القدوم وتسلم ابنة زوجته .
أنفجر الضابط ساخطاُ وغاضباُ من ذلك الشخص ,, وأخبره بأن هذه الفتاة هي عرضه ,, وهي شرفه ,, وكيف له أن يتخلى عنها بهذه السهولة ,, حتى وأن لم يكن والدها ,, ولكنه بمثابة والدها .
بعد تلك الكلمات الغاضبة من الضابط ,, وافق ذلك الشخص على القدوم لتسلم تلك الفتاة ,, وأخبرنا بأنه سوف يكون في غضون عشر دقائق متواجد لديهم .

في فترة انتظارنا لقدوم ذلك الشخص ,, ابتسمت الفتاة وقالت (( ما راح يجي ,, صدقوني ما راح يجي ))

وفعلاُ ,, مضى أكثر من عشرون دقيقه ولم يأتي ذلك الشخص ,, وبعد الاتصال عليه من قبل الضابط ,, كان الجواب هو (( أن الهاتف المطلوب غير موجود في الخدمة مؤقتاُ )) ونفس الأمر لهاتف والدة تلك الفتاة .

نزلت الدموع الصامتة على محيا تلك الفتاة عندما قالت (( حسبي الله ونعم الوكيل ,, كنت زمان أشرف وأنظف بنت ,, ولكن بسبب أمي وأبوي صرت أوسخ من العاهرات ,, شفتوا القطاوة اللي في الشوارع !! والله أنها أنظف مني ))

حقيقة هذه القصة أنها واقعيه وحدثت في بلدي ,, ولكن الغير واقعي أنها لم تحدث معي شخصياُ وحدثت مع أحد الأصدقاء .





رسالة الى زوج تلك الأم : أنت ذكر ولست رجل ,, لأنك لو كنت رجلاُ لما وافقت على الزواج من إنسانة وافقتك على تشريد أبنتها وفلذة كبدها والعيش معك بدونها .
يعلم الله لو كنت مكانك لما ارتضيت أن أفعل بأي فتاة مثلما فعلت أنت بابنة زوجتك ,, لأنني أن فعلت ذلك بابنة زوجتي ,, فلا بد أن أرضى بأي شيء قد يفعله الشخص الذي قد يصبح زوج زوجتي بأبنائي في حال رحيلي عن الدنيا .


رسالة إلى والد ووالدة الفتاة : لا توجد لدي رسائل لكما ,, لأنني لا أتقن لغة البهائم ,, بل حتى أن البهائم التي ليس لها عقل تدافع عن أبناءها بكل ضراوه ,, وتحميهم من أي مكروه قد يحل بهم .


إلى مزبلة الإنسانية غير مأسوف عليكم .

تقييمك للمدونة ؟؟