(( عينو رمني ))
حكايتي مع العين الحارة ,,,
(( اليوم عرس صديقي ,, أروح والا ما اروح ؟؟ ودي أروح بس خايف الناس تستغرب التغيير اللي حاصل لي ويصقعوني عين ؟؟ خلاص شكلي بروح وأمري لله ))
هذا ما كان يدور في خلدي قبل ذهابي لحفل زواج صديقي قبل ما يقارب خمسة أشهر من الآن ,, وكنت حينها فقدت ما يقارب 50 كيلوغرام من وزني .
كنت قلقاُ حينها من سهام الأعين الحارة التي يتميز بها بعض (( النضولين )) وكنت غبياُ حينها أيضاُ لأنني نسيت أمراُ هاماًُ وهو حصن نفسي بالأدعية والأذكار .
تأنقت وبدوت با أبها حله ,, وركبت سيارتي الجديدة والتي لم تكمل معي أكثر من أسبوع بعد استلامي لها من (( الوكالة )) وقصدت مقر قاعة الأفراح التي تحتضن مناسبة حفل زواج صديقي .
بعد السلام على المتواجدين في القصر ,, وجلوسي في أحدى المقاعد البعيدة في أحد أركان القاعة ,, أقترب مني صديقي سعود والذي كان يحمل لي في جعبته أخبار سيئة للغاية مفادها وجود الأخوين عبيد وحميد المشهورين بالعين الحارة في نفس القاعة التي نتواجد فيها .
كان هذا الخبر بمثابة الصدمة لي ,, لأنني أعرف عين عبيد الحارة والحارة جداُ والتي كانت سبب في انتقامه من أناس يكرههم أمامي .
وكانت الصدمة الأكبر هي رؤيتي لعبيد يسير باتجاه المكان الذي أتواجد فيه برفقة صديقي سعود .
عندما أقترب عبيد لاحظت بأنه لم يعرفني ,, وكأنه يراني لأول وهلة ,, فقررت عدم أخباره بمن أكون ,, ونجح الأمر عندما قال بأنه رآني قبل هذه المرة ولكن لا يعلم أين .
أخبرته بأنني رأيته كذلك ولكن لا أعلم أين ,, فقال صديقي سعود محاولاُ مساعدتي في أمر التنكر بأن الله خلق من الشبه أربعين .
كنت سعيداُ جداُ بأن عبيد لم يعرفني ,, والسبب يعود لأنه لم يراني منذ خمس سنوات مضت أن لم يكن أكثر ,, وكذلك لأنني خسرت ثلث وزني السابق .
ظهور الحقيقة :
لسوء حظي دور كبير في ما حدث لي ذلك المساء ,, وذلك لأنني تواجدت بالصدفة في نفس المائدة التي يتواجد عليها عبيد ,, الذي عرف من أكون بعد أن سمع أحد الأشخاص المتواجدين على نفس المائدة يدعوني باسمي .
في البداية تفاجأ عبيد من الذي سمعه ,, لأنه يعرف عقيل الدب ,, وأبدا إنكاره بأنني عقيل الرافع ,, إلا عندما أصر الشخص المتواجد معنا على نفس المائدة على أنني عقيل الرافع ,, وأقسم بعد ذلك على صحة ما يقول .
غضب عبيد كثيراُ عندما رأى الإحراج يتملكني لكذبي عليه وإخفائي لهويتي أمامه ,, قال حينها بلكنة المندهش والغاضب (( أنت عقيل اللي كان دب ؟؟ ااااااااااهب ,, راح بطنك الكبير ,, وصار عندك رقبة بعد ؟؟ ااااااااااهب ))
قال تلك الكلمات وأنا أعلم بأنها سهام العين الحاره التي ستصيبني في أمر سيئ .
استجديته بأن يذكر الله ,, واعتذرت له لأنني لم أخبره بهويتي خوفاً من عينه الحارة ,, ولكن رفض محاولة استجدائي ,, ورفض اعتذاري ,, وأقسم على أن لا يذكر الله .
حيلة جارنا :
ضقت ذرعاُ ولم أكمل عشائي,, لأنني أعرف عبيد وعينه الحارة جيداُ .
رآني جارنا وصديق والدي أجلس في أحد الزوايا والحزن يعتريني ,, وسألني عن ما الذي يجعلني أبدو حزيناُ في مناسبة سعيدة كهذه .
أخبرته ما حدث بيني وبين عبيد ,, فا استشاط غضباُ ,, وطلب مني أن أعمل حيله لكي أبطل مفعول عين عبيد الحارة .
كانت الحيلة تنصص على أن أذهب بكأس شاي لعبيد الذي كان يدخن السيجار خارج أروقة القاعة .
وبعد أن ينتهي ويتبقى قليل من الشاي في الكأس,, أذهب إليه وآخذ منه كأس الشاي ,, وأشرب الذي تبقى منها ,, وبذلك أكون قد أبطلت مفعول عينه الحارة .
للحقارة عنوان :
وبالفعل ,, ذهبت إليه أحمل في يدي كأس شاي ,, وعلى الفور أخذ كأس الشاي من يدي ,, وبعد أن تناول ثلثي الشاي الذي في الكأس ,, طلبت منه أن يعطيني الكأس لكي أملئها له .
أبتسم عبيد في محياي وقال (( قديمه ,, تبي تأخذ باقي فضلتي وتشربه عشان ما يجيك شيء ؟؟ يصير خير أنا أعلمك كيف تسوي ذكي علي )) وقام بعد ذلك بسكب الذي تبقى من الشاي على الأرض ,, والذهاب إلى داخل قاعة الأفراح وغسيل الكأس في دورة مياه القاعة .
جميع جيوش الغضب استحلت قلبي وعقلي ,, لم أكن أتوقع أن يكون عبيد بهذه الحقارة .
قلت له وأنا أهم بترك قاعة الأفراح قاصداُ المنزل (( بأذن الله ما يصيبني شيء من عينك الحارة ,, وبأذن الله يرجع كيدك في نحرك ))
تركت القاعة ,, وركبت سيارتي ,, وما هي إلا لحظات حتى رأيت عبيد يقف بقرب سيارتي ويقول (( ووووول حتى سيارته جديدة وباين توه مطلعها من الوكاله ,, يا زينها زيناااااااااااااااااااه ))
كان ردي لما تفوه به عبيد هو نظرة استحقار ,, تبعها هزة رأس تدل على عدم الرضا ,, وتركت بعدها تلك القاعة قاصداُ المنزل .
إبتدا مشوار المعاناة :
اليوم التالي لما حدث ذلك اليوم كان يوم السبت .
تواجدت ذلك الصباح في مقر الشركة التي أعمل بها ,, تناولت الإفطار وجميع الأمور تسير بشكل طبيعي ,, لدرجة أنني نسيت ما حدث معي الليلة الفائتة .
في الظهيرة وبعد تناولي لوجبة الغداء بما يقارب الخمسة دقائق ,, شعرت بأمعائي تتمزق ,, ألم رهيب جعلني أصرخ بأعلى صوتي في المكتب كالمطعون .
وقعت على الأرض والألم نال مني إلى أبعد درجاته ,, اتلوى على الأرض المتسخة من شدة الألم .
لم أشعر بمثل هذا الألم في حياتي ,, حتى عند أجرائي لعملية تحوير مجرىء المعدة ,, شعرت با الآلام ولكن لا تكاد تقارن بهذا الألم .
نقلني أحد الزملاء في العمل إلى المستشفى الذي أجريت فيه العملية ,, قام الممرضين بأخذ أشعه للمعدة تنفيذاُ لأمر الدكتور ,, الذي أخبرنا بعد وصول نتائج الأشعة بأن معدتي سليمة ولا تشكو من شيء ؟؟
ذهبت بعدها للمنزل والألم يرافقني,, وكنت أشعر بالغضب تجاه عبيد يحتل قلبي وفؤادي بنفس الوقت الذي كان الألم يحتل جسدي .
عندما علمت والدتي أطال الله في عمرها بما حل بي ,, ذهبت مسرعه وأتت لي بماء مقروء عليه من أحد المشايخ .
تناولت كوب من ذلك الماء ,, وما هي إلا دقائق حتى أصابتني حاله من الأستفراغ ,, أعلنت ذهاب جزء كبير من تلك الآلام .
قبيل خلودي للنوم في تلك الليلة حاولت إقناع نفسي بأن ما حدث لي ظهيرة ذلك اليوم هو أمر طبيعي وليس له علاقة بعين عبيد الحارة ,, ولكن لم أستطع تبرئة عين عبيد بما حدث لي .
للمعاناة بقية :
في صباح اليوم التالي والموافق ليوم الأحد ,, حاولت النهوض من سريري كالمعتاد ولم أستطع ,, وذلك لأن رقبتي كانت في وضعً سيئ للغاية ,, وكانت تؤلمني جداٌُ ولم أكن أستطع تحريكها لشدة الآلام التي تجتاحني عند محاولتي ذلك .
بعد معاناة استطعت النهوض ,, ولبس ملابسي ,, والذهاب لمستوصف الحي ,, وأخذ العلاج اللازم ,, بالإضافه إلى تركيب مثبت للرقبة .
لازمني مثبت الرقبة يومان حتى ظهيرة يوم الثلاثاء ,, عندما شعرت بتحسن كبير في الرقبة ,, وقررت حينها فك المثبت .
نهاية المعاناة :
عند عودتي في عصر ذلك اليوم من مقر الشركة إلى المنزل ,, وعند أحد التقاطعات لم أستطع أن أقوم بالاستدارة المطلوبة لأرى المركبات القادمة من اليمين .
كانت هنالك مركبة نقل ثقيل (( شاحنه )) قادمة من أقصى اليمين ولم أرها ,, وما هي إلا لحظات حتى وقع الاصطدام الذي أدى إلى تلف الجزء الأيسر من السيارة بالكامل .
من شدة الارتطام تألمت رقبتي ,, وعادت لها الآلام مرة أخرى ,, وأعدت تركيب المثبت مرة أخرى ,, ولم أقم با أزالته إلا في مساء يوم الأربعاء .
أصبحت حينها أخاف جداُ من العين ,, وأصبحت منعزل عن الاجتماعات والمناسبات ,, لأنني أصبحت أسيراُ للوسواس الخناس .
في تلك الأيام أذكر أن أحد الشباب قال لي (( لازم تسوي فحص لنظرك لأن على ما يبدو نظرك ضعيف )) قلت له حينها (( تكفى يا فلان قل ما شاء الله ,, تكفى يا فلان أذكر ربك )) <<لاتلومونه
الخلاصة :
لازم ما ننسى نحصن أنفسنا بالادعيه والأذكار ,, ولازم بعد ما نخلي وسواس العين يطاردنا ,, أي شيء نتعرض له لازم نعتبره أمر مكتوب ومقدر ,, لأن كل شيء يصير لنا مكتوب بقدر .
دمتم بحفظ الله ورعايته .