(( الساكنات في قلوب الغرباء ))

(( الساكنات في قلوب الغرباء )) قصص + نقاش ضمن سلسلة رافعيات الجمعه

في البداية لابد أن تعرفوا أفكاري وأعتقاداتي قبل أن أسرد عليكم المواقف الثلاثة والأستفتاء الصدمه الذي قمت به قبل ثلاثة أعوام من الآن .

كانت أعتقاداتي ومبادئي هي كما التالي :

1- الفتاة عندما تخطي عكس الشاب , فالخطاء بالنسبة للفتاة في مجتمعنا عار ولا يقبل للنقاش مهما كان حجم الخطاء

2- الفتاة عندما تتورط بعلاقة عابرة مع شاب ما , فأن الخطاء واللوم يقع عليها فقط لأنها :
بنت عائله محترمه , تأكل وتشرب , وتنام , وتدرس , ويصرف عليها , أذاً هي لاينقصها شيئ لتتورط في مثل تلك العلاقات المحرمه .

3- كنت أعتقد بأن الفتاة التي على علاقة مع شاب بالمكالمات الهاتفيه فهي تشابه للفتيات باعات الهوى و لا يمكن مسامحتها مهما كانت أعذارها ودوافعها للقدوم على مثل تلك الأفعال .

4- كنت أعتقد بأن بنات القبائل وخاصة القبيله التي أنتمي لها هم الأشرف والأفضل بكل شيئ من جميع القبائل و بالذات من بنات الحضر

5- من الخطاء أن يفكر من هو مثلي أن يقترن بفتاة (( حضريه )) لأنهم أناس متفتحين وبناتهم لا يصلحن بأن يكن ربات بيت متميزات .

مع كل تلك الأفكار والمعتقدات السوداويه كنت أرى بأنني أنسان على حق و منفتح ولست متحجراُ كما يعتقد الآخرون .

ولكن مدرسة الحياة علمتني من خلال مواقف مرت علي شخصياً بأنني أمتلك عقلاُ ملوثاُ ويحتاج للتنظيف , سأذكر ثلاثاُ من تلك المواقف وسأذكر بعد تلك المواقف أستفتاء أجريته قبل ثلاثة أعوام .

(( الموقف الأول ))

في منزل عمه الذي يقبع بالعاصمه , كان خالد صديقي العزيز يقضي أجازته التي تقدر بأسبوع واحد فقط , كان بأمكان خالد أن يقضي أجازته خارج المملكه ولكنه رأى بأنه من الأفضل بأن يقضيها بين أبناء عمومته على الذهاب للخارج لوحده .

كان خالد يبات ليله في الشقه العلويه لأبناء عمه والتي خصصها عمهم لأبناءه .

في أحد الأيام أستفاق خالد من النوم وذهب حتى يفتح نافذة الغرفه ليطرد سموم ورائحة الدخان التي خلفها أحد أبناء عمه بعد تدخينه في الغرفه مساء الأمس .

بعدما فتح النافذة شاهد خالد في فناء بيت جار عمه فتاة في قمة الجمال , تقوم بتنظيف ساحة منزلهم مع والدتها , أثار جمال الفتاة خالد , ناهيك عن مزحها مع والدتها وأبتسامتها الساحرة , بعد دقائق من التأمل جأت في باله فكرة , ذهب الى الدور الأرضي وأستدعاء أحدى أبناء عمه الصغار وأصطحبه معه لغرفة أخوته الكبار في الطابق الأعلى .

أشار بأصبعه الذي يرتجف نحو تلك الفتاة وسأله عن أسمها , فأخبره ذلك الصغير بكل برأة بأن أسمها فاتنفقال خالد في فؤاده (( أسم على مسمى )) وأومى بعد ذلك لأبن عمه الصغير بالأنصراف .

جن خالد ذلك الصباح بفاتن , لم يأكل , ولم يضحك , ولم تهداء له عين , ولم يرتح له جفن , قلق , متوتر , مرتبك , محتار من أين يستطيع الوصول لتلك الفتاة والتعبير عن أعجابه بها .

في المساء خطرت في باله فكرة , وهي كالأتي :

قام بأرسال أبن عمه الصغير الى أحدى بنات عمه وطلب منها هاتفها المحمول حتى يقوم بالأتصال على احدى أصدقاءه , بعد دقائق عاد الصغير يحمل هاتف اخته المحمول , قام خالد بكل ذكاء وخبث بالبحث عن رقم فاتن , بعد بحث قصير وجد الرقم , فقام بنسخه في هاتفه , و أومى لأبن عمه بأن يقوم بأعادة الهاتف لأخته .

بعد تردد وحيرة كبيرة قام خالد بالأتصال بفاتن , أجابت فاتن على مكالمة خالد الذي تلعثم عندما سمع ذلك الصوت , حاول أن يقوم بنقل ما بخلده لها ولكنه عجز عن ذلك , أستشاطت غضباً وطلبت منه عدم محاولة الأتصال بها مرة أخرى , وأقفلت الهاتف في وجهه .
عاد خالد الكره وأتصل بتلك الفتاة , أجابت والغضب يتضح في نبرة صوتها ذلك المساء , أخبرها خالد في البداية بمن يكون , وأن قصده شريف , وبما حدث له الصباح عندما رآها .

بعد سكوت طويل تحدثت الفتاة وسألته من أين أحضر رقم هاتفها , فأخبرها بخطته الذكيه والخبيثه بنفس الوقت , صدقت فاتن ما قاله خالد , وأقتنعت بأنه أنسان ذو نيه سليمه والا لما كان أخبرها بنفسه وبكل الأحداث التي مر بها بعد رؤيته لها .

أستمرت المكالمات بين خالد وفاتن مدة ثلاثة أشهر .

مع مرور الأيام أكتشفت بنت عم خالد العلاقه التي تربط بين أبن عمها وصديقتها فاتن من خلال الرسائل التي كانت تملئ جوال صديقتها فاتن من ابن عمها خالد , فقامت بالأتصال بخالد ووبخته على الذي يفعله , أخبرها بأن نيته صادقه وعفيفه , فردت عليه أبنة عمه بأنه لو كان نيته فعلاًُ صادقه فليقوم بالتقدم لها رسمياً .

لم يمض أكثر من أسبوعين على تلك المكالمة التي دارت بين خالد وأبنة عمه حتى أصبحت فاتن زوجة لخالد على كتاب الله وسنة رسوله بعد ما تقدم لخطبتها وتمت الأمور بخير .
فاتن أنجبت من خالد حتى الآن فتاة وصبي , وما زالا يكملان حتى الآن مسلسل الحب الذي أبتداء بمكالمة غير شرعيه .
أنتهى ,,,,,,

(( الموقف الثاني ))

في أحد مراكز الهيئه في أحد مناطق دولتنا العزيزة , حضر أحد كبار السن الى ذلك المركز بعد أن أتصلوا به القائمين على ذلك المركز يريدون حضورة , حضر ذلك الرجل المسن , يملئه الخوف والقلق عن ماذا يخبئ له القدر , بعد حضوره بدقائق أخبره أحد موظفين ذلك المركز بأنهم قاموا بالأمساك بأحدى بناته مع أحدى الشباب في خلوة غير شرعيه في أحدى المقاهي العائليه , كان هذا الخبر صدمه لذلك الرجل المسن , وكان يخبئ له القدر صدمة أكبر عندما تم أخباره بأن أبنته التي قبض عليها تدعى ب (ساره) , لم يتمالك نفسه ووقع مغشياً عليه بعد ذكر أسم أبنته ساره .

بعد أفاقة الرجل المسن بدقائق تحدث اليه أحد كبار موظفي المركز محاولاُ تخفيف الأمر عليه وتهوينه , أخبره بأن الفتاة تبقى ضعيفه , وأخبره بأن جميع البشر ليسوا معصومين من الخطاء , وأخبره بأن الله رحمه بأن تم الأمساك بها الآن بوضع أفضل من بعض الأوضاع التي تم بها قبض فتيات مع شباب في أوضاع فاضحه .

تحدث الرجل المسن والدموع تغسل محياه المجعد بأنه قد يتقبل الأمر لو كان الأمر وقع من أحدى بناته الأربع دون هذه الفتاة التي تدعى ب سارة , علامات الدهشة ملأت محيا موظف مركز الهيئه وقام بسؤاله (( لما هذه الفتاة دون شقيقاتها ))

فتحدث الرجل المسن والألم والدموع يزداد هطولها من عينيه بأن هذه الفتاة حافظة لنصف كتاب الله الكريم , وبأنها هي من تقوم بأيقاظه لصلاة الفجر بشكل يومي ومنذ سنين , وبأنها تقوم بالشد على يد أخوتها للقيام بجميع الفروض والواجبات الدينيه , وتقوم أيضاً بتحفيظهم للقرآن بشكل يومي .
أنتهى ,,,,,,,,

(( الموقف الثالث ))

في منتصف الليل , وفي كورنيش مدينة الخبر تحديداً ، كنت أقضي وقتي مع صديقي (( الحضري )) ناصر , كنا مستمتعين بالنقاش في الجانب الرياضي , قطع حديثنا أتصال لهاتف صديقي ناصر , أجبرني ذلك الأتصال على السكوت والأستماع فقط :

ناصر (( هلا والله بالغاليه , ما بغيتي تقومين من النوم , ما تسوى علينا هالأختبارات اللي حرمتنا سماع صوتك وشوفتك يا حلوه , أكيد الحين شكلك يخوف وشعرك طاير لأنك نايمه من المغرب للحين , هاه وش سويتي مع دكتورتك الغبيه اللي رفضت تعيد لك أختبارك , عساها قبلت العذر الطبي اللي دبرته لك , قبلت العذر ؟ الحمدلله , شدي حيلك ولا تروح عليك نومه مره ثانيه ثم يفوتك الأختبار, توصيني شي , شنو بغيتي , بغيتي أجيب لك عشاء من هارديز الحين , تأمرين أمر , بس ترى بجيبه وأنزله عند باب البيت وأمشي لأن معاي صديقي عقيل الرافع , يالله نشوفك على خير والله الله بالمذاكرة ))

أنا : أفاااااااا يا ناصر , مسوي محترم وولد ناس واخر شي تغازل ؟

ناصر (( بعد ضحكات وقهقهه بصوت مرتفع )) : أنا اللي مفروض أقولك افاااااا , لأنك تشك فيني وأنت تعرفني زين ياصقيقي .

أنا : أيه أعرفك زين والقهر أني ما أدري أنك راعي غزل ومكالمات اخر الليل , ماعلينا المهم قلي وين بيتها عشان نودي العشاء لها .

ناصر : أنت تقصد بيت البنت ؟؟ البنت يا طويل العمر بنفس البيت اللي ساكن فيه أنا , وتحديداُ بالغرفه اللي بجني غرفتي , لأن هذي المتصله أختي (( وعلامة الثقه تملئ محياه)) .

أنا : من جدك تكلم أختك كذا ؟؟ تستهبل ؟؟ والله أنك منتم صاحيين يالحضر , أجل فيه أحد يكلم أخته كذا ويعرف كل شي عنها ؟؟

ناصر : نعم فيه ناس تكلم أهلها كذا , تدري ليه ؟؟

أنا : ليه يا حضري ؟؟

ناصر : طيب يا بدوي , لأن البنات يحتاجون للحنان ومعامله طيبه من أخوانهم عشان ما يلجؤون أنهم يدورون عنها خارج المنزل مع الصالح و الطالح , فهمت الحين ليه أعامل أختي كذا ؟؟

أنا (( بسخريه وحيرة بالعربي أنلحس مخي )) : أيه أيه فهمت , بس لا تنسى أن البنت المحترمه تبقى محترمه حتى لو أخوها ما عطاها وجه <<< من باب سد الذرائع والدفاع عن نفسي .

ناصر : لا والله باين أنك ما فهمت , أقول أنت ليلك طويل و يبيلك سنين عشان تفهم اللي أقوله لك , روح شوف لنا أقرب هارديز , وراح أدعي لك الله أن الله يفتح عقلك المتحجر .

أنتهى ,,,,,,,,,,

(( الأستفتاء ))

في كلية التقنيه , وفي قسم التخصصات الأدبيه تحديداً , كنت أدرس أحدى المواد الأدبيه والتي نسيت أسمها حالياً .
أعطانا مدرس المادة ويدعى بالأستاذ : فوزان الفوزان , أحدى الدروس عن الأستفتاء وطريقة عمله والفوائد المرجوه من الأستفتاءات .
بعد شرحه للدرس طلب من الجميع القيام بمشروع عليه درجات عاليه , والمشروع يقتصر على قيام كل طالب بعمل أستفتاء في موضوع معين .

لكثرة غيابي وأستهتاري بتلك المادة كنت أحتاج درجة الماده كامله حتى أقوم بتخطي تلك الماده في هذا الفصل الدراسي .

أغلب زملائي الطلاب قاموا بعمل أستفتاء عن التدخين , فأحببت أن أذهب لجانب اخر بمشروعي قد يفيدني ويفيد زملائي والمعلم ويساعدني على نيل الدرجه كامله .

بعد تفكير عميق , خطرت في بالي عمل أستفتاء عن (( المعاكسات والعلاقات الغير شرعيه بين الفتيات والشباب عن طريق المكالمات ))

قمت بأعداد الأسئله , وقمت بطباعة الأسئله , ونسخت صفحة الأسئله وقمت بأعطاء 100 نسخه لشقيقتي التي تعمل في أحدى كليات المنطقه , وقمت بأعطاء نفس العدد لعمتي التي تقوم بتدريس المرحله الثانويه في أحدى مدارس المنطقه .

جائتني النتائج التي صدمت وما زلت مصدوماً منها وسأضعكم في قالب تلك النتائج حتى تكونوا معي في نفس حالة الأندهاش والأستغراب :

1- 98% من الفتيات أجابت بأنها قد تعرضت للمعاكسه في الأسواق أو الحدائق والمتنزهات العامه

2- 82% من الفتيات مرت بتجربة محادثة شاب عن طريق الهاتف

3- 60% من تلك الفتيات أجابت بأن الدافع الرئيسي لرمي ثقة أهلها خلفها واللجؤء للغرباء هو الأهل نفسهم ومعاملتهم السيئه لهن .

خلف كواليس الأستفتاء :

1- يوجد امور كثيرة في الأستفتاء لم أذكرها , وكذلك ملاحظات كثيرة سجلت من قبل بعض الفتيات بعضها كان بأسلوب (( تحطيم لصاحب الأستفتاء الذي هو أنا )) والبعض الآخر من الأستفتاء (( دعوات صادقه لي وتمنيات بالتوفيق )) ولا أنسى تلك الفتاة التي وضعت رقم هاتفها في الصفحة التي أجابت عليها (( وقامت عمتي بطمس ذلك الرقم بالمزيل ))

2- شارك في الأستفتاء : مطلقات , ومتزوجات , وبنات تم عقد القران عليهن .

3- الأستفتاء نال على المركز الأول من حيث الفائدة وقوة المحتوى , ونلت درجة أعمال السنه كامله

فوق كل ذلك غيرت فكرة مدرس المادة عني , والذي لطالما أشاد بذلك الأستفتاء .

4- الأستفتاء موجود حتى الآن عند مدرس المادة فوزان الفوزان لمن أراد أن يطلع على محتوى الأستفتاء .
أنتهى ,,,,,,,,,

نأتي الآن للنقاش الذي خسرني بسببه صديق عزيز لفترة طويلة من الزمن , وسأضعكم في قلب ذلك النقاش المدوي :

على طريق العودة من مدينة الرياض للمنطقة الشرقيه , كنا أربعة شباب في سيارة أخي الذي كان يقوم بدور القيادة ,
كان يتحدث أحد اصدقائنا الى (( صديقته )) وبعد أنتهائه من الحديث معها دار بيننا الحوار التالي :

يوسف : تراك أزعجتنا يا بندر وأنت تكلم ال (( ق )) , علمني وش تبي توصله من كلامك معاها ؟؟

أنا : دقيقه دقيقه يا يوسف , خل عنك وش يبي يوصله بندر مع البنت , حبيت أنبهك أن ما يجوز تقول عن البنت (( ق )) بدون أسباب , وترى هذا يعتبر قذف .

يوسف ( بضحكة أحتقار )) : أنت يا عقيل مالك دخل هذا أولاً , ثانياً وش تبيني أسمي البنت اللي خانت ثقة أهلها غير ب (( ق))

أنا : ياخي سمها اللي تبي بس لا تقذفها , عشانها كلمت واحد بالجوال سميتها ب (( ق )) , ياخي الكلمه هذي ما تطلق الا على الزانيه , وهذي ماهي زانيه عشان تقول عنها هالكلمه .

يوسف (( أعتدل في جلسته ووجه نظراته الحاده تجاهي )) : يا حبيبي هذا اللي مفروض ينقال عن البنت اللي مثل هذي , وبعدين أنت ليه تحامي عنها ,, تقربلك هي ؟؟ والا هي كلفتك تحامي عن شرفها ؟؟

أنا : صح كلامك , بس ماتدري ممكن تقربلي أو حتى ممكن تقربلك , وأنا ما أدافع عنها , بس أنا أنبهك عن الخطاء اللي أنت وقعت فيه .

بندر (( بملامح غبيه يكسوها الخجل )) : شكراًُ ياعقيل على كلامك , بس ترى صديقي يوسف صادق , البنت هذي (( ق)) ولو أنها مو كذا ماكان كلمتني .

أنا : ليتك ساكت بس يابندر , البنت أحسنت الظن فيك , وبعدين والله لو تدري أنك تسميها كذا ما كلمتك ولا وثقت فيك , البنت هذي مثلها مثل باقي البنات محتاجه حنان , مالقته في بيتها ودورته برى وللآسف طاحت فيك , وأرجع أقولكم يا شباب أحترموا ألفاظكم ترى الله شاهد على اللي تقولونه .

يوسف : أنت اللي أحترمنا يا عقيل, وش اللي البنت هذي تقربلي , أنا أهلي أشرف ناس , وجماعتي أحسن ناس , ومستحيل مستحيل مستحيل تكون بنت بجماعتنا تمشي بالدرب هذا .

أنا : ليه أنت عايش في بيت جماعتكم يوم تدافع عن بناتهم ؟؟ تدري كيف جماعتك وأقاربك كيف يعاملون بناتهم ؟؟ لذلك أنصحك تكون مثلي وتهتم بالدفاع عن أهلك اللي في البيت لأنهم الوحيدين اللي ممكن تعرفهم زين لقربك منهم .

يوسف : كلامك مو مفهوم كله ألغاز , وبعدين أنا أتحداك تجيب بنت ناس وحمايل وتكلم شاب وتمرمرط في سمعة أهلها الأرض ؟؟

أنا : أسمع يا يوسف هذي القصه وأحكم القصه صارت لبنت قبيله معروفه (( وذكرت له الموقف الثاني ))

يوسف (( بعد صمت )) : طيب ممكن تقول لي وش ممكن تنتهي فيه هالمكالمات اللي تصير بين البنات والشباب ؟؟

أنا : الأغلب تنتهي بفضيحه والا بمشكله , ولكن ممكن تنتهي على خير , الأمر يعتمد على نيتهم أثنينهم .

أسمع يا يوسف هذي القصه وأحكم ,, القصه هذي صارت لصديق عزيز لي (( وذكرت له الموقف الأول ))

يوسف (بعد ما سمع القصه ) : والله هذا خويك رخمه , كيف يرضى يتزوج بنت كان يكلمها بالجوال , والله أن ما عنده كرامه

أنا : طيب يا يوسف أنا ممكن أقتنع بكلامك بس بشرط : أبيك تحلف لي الحين أن بنات جماعتك وقرابتك ما يكلمون , يعني وش يضمنك أن بنت عمك اللي تبي تتزوجها ما كانت تكلم شخص قبلك وربي هداها وتابت ؟؟

يوسف : وصلت فيك يا عقيل تغلط على بنات عمي ؟؟ كل هذا عشان ال(( ق )) يا محامي ال (( ق ))

بعد كلمته الأخيره بحقي رفضت أن أكلم يوسف حتى أن يقوم بالأعتذار أمام الجميع عن ما بدر منه ,
أفترقت عن يوسف مدة سنه ونصف , لا أنكر أنني أشتقت له كثيراُ وحزنت في أوقات كثيرة على مقاطعتي له , ولكن لا أستطيع نسيان أن (( كرامتي فوق حبي ))
بعد مرور سنه ونصف قام يوسف بالأعتذار لي , وقمت بمسامحته , في أول الأشهر كنا مثل الأصدقاء الجدد , ولكن مع مرور الأشهر عادت العلاقه كما السابق ولله الحمد .

قبل أسبوعين من الآن , أخبرني أحد الزملاء بأنه وقع في حب فتاة , أستطاع بعد محاولات عده من الحصول على رقم هاتفها المحمول , عندما أرآه يتحدث معها أتذكر قصة صديقي خالد في الموقف الأول , أخبرته بأن يكون صادقاً وأن يتقدم لخطبتها , فأجاب بأنه متردد كثيراُ في ذلك الأمر , لأنه في حال زواجه منها سيظل مدى العمر أسيراُ للشك فيها , وبأنها مثلما قامت بمكالمته قد تقوم بمكالمة العشرات غيره مستقبلاُ بعد زواجه منها .

أخبرته بأن الخلل منه , وأصلاح الخلل يكمن في أن يرى الأمر بنظرة أخرى أيجابيه وواثقه , فمثلما كانت هي تتحدث معه دون علم أهلها , هو كذلك يتحدث مع فتاة دون علم أهله , أذن الأمر هنا يتساوى , وعليه أن يثق بها وأن يقوم بوعدها بعد أقترانه بها بأخبارها بأنه كان يفتقد للحنان ووجده عندها ولن يقوم بمكالمة فتاة أخرى طالما هي زوجته ومصدر توريد الحنان لقلبه المتيم بها .
ياللدهشه ذلك اليوم , لقد سمعت صوتاً يدعم كلامي وموقفي , تتوقعون من ذلك الصوت ؟؟
أنه صوت صديقي يوسف المتفتح , الذي تعلم من خطاءه السابق وكفر بكل معتقداته السابقه وأفكاره المسمومه .

وكان هنالك صدى لصوت يوسف السابق , كان ذلك الصوت صادر من صديق أنضم لمجموعتنا مؤخراً ويدعى ( محمد )تحدث محمد بأنه من المفترض أن لا يحق للفتاة التي خانت ثقة أهلها بأن تكون زوجه يوم من الأيام , وتحدث أيضاُ بأن الزواج الذي ينتج عن علاقة هاتفيه مسبقه زاوج مشكوك في مستقبله .
وآكد بأن فتيات القبائل لايوجد لديهن مبرارات أو ما يسمى ب(( العاطفه والحنان )) وأنه لا يلزم على الشاب أن يصبح صديقاً وأخاً لشقيقته حتى لا تحتاج لشخص أخر لتفريغ همومها ومشاكلها لديه .

تعبت كما تعب يوسف معي من أقناع صديقنا محمد , وأنتهى كل شيئ بيننا حتى هذه اللحظه بسبب رساله أرسلتها لهاتف صديقي محمد أثارت غضبه وأستدعت مقاطعه سريعه منه تجاهي .

الرسالة التي ارسلتها لمحمد وغضب بعدها مني وأعلم أنني قسيت عليه بكلماتي , دوكم الرساله : (( جو اليوم المغبر يذكرني بعقلك الملوث والمغبر , تحتاج لمواقف وعبر في حياتك تكون بمثابة المطر الذي يلطف الأماكن الموبؤة من تلك الأفكار الملوثه ))





في الختام

تعبت وأنا أكتب كل ما سبق , وآمل أن وصلت إليكم ما في خاطري

وسأترك أخوتي الذكور مع بعض الأسئله ليجيبوا عليها وبالنسبة لأخواتي الاناث أكتبوا ما جادت به خواطركم
الأسئله :

1- هل تقبل بالزواج من فتاة كان لها تجربة من خلال المكالمات الهاتفيه ؟ أذا كان الجواب لا نتمنى ذكرالسبب ؟؟
2- هل أنت مع مبداء المسامحه وأعطاء الفتاة فرصه أخرى ؟؟
3- لماذا يكون عقاب وتوبيخ الفتاة عندما تخطي أشد وأقسى من عقاب الشاب عندما يخطئ ؟؟
4- هل تعتقد أن سوء معاملة الفتاة ونقص الحنان والأهتمام بها من قبل أفراد الأسرة دافع كبير لتبحث عنه في الخارج مع الغرباء ؟؟

في النهاية لا أتمنى سوء أن نكون أصدقاء لشقيقاتنا وأن نعاملهن بأحترام وموده , وأتمنى من أخواتي متابعات سلستي الأسبوعيه عدم وضع ما تم ذكره في موضوعي هذا مبرراً ودافعاًُ للبحث عن الصداقه والحنان والعاطفه خارج العائله ومع (( الغرباء )) , وأتمنى أن تدعوا الله معي بأن (( ينجلي ظلام العقد والمكابره في مجتمعنا , وأن يقوم كل شخص بفتح مخه والتفكير بينه وبين نفسه في الأمور بشكل سليم والخوض في معارك مع معتقداته الخاطئه دون الخوف منها ))








تقبلوا تحياتي