حملة (( شاركونا في تدمير معتقدات صغارنا )) لا تفوتكم الفرصة

حملة (( شاركونا في تدمير معتقدات صغارنا )) لا تفوتكم الفرصة ,,

(( الغزو الفكري ))

هاتين الكلمتين أثارت الرعب والخوف لدي كثيراُ في الوهلة الأولى التي سمعت مدرس مواد الدين يتحدث عنها عندما كنت طالب في المرحلة المتوسطة .
كان يقول بأن الغزو الفكري أخطر من الغزو الأحتلالي بالجيوش والدبابات والأسلحة بأنواعها لأنه غزو غير ملموس .


كنت خائفاً من هذا الغزو الفكري والذي وصفه مدرس المادة بأن أبرز أسلحته هي الصحون الاقطه (( الدشوش )) والسبب يكمن في خطورتها أن طلقاتها تصل لكل بيت ولكل فرد بسهولة ودون أن يشعر الضحية بما يحدث من تغيرات أصابت معتقداته ومبادئه .


كنت متوجس جداُ من الصحون الاقطه ,, وتغير ذلك الشعور تلقائياً بعد ما وضعنا أول صحن لاقط في منزلنا في بداية عام الالفين ,, العام الذي كنت أدرس فيه بداية المرحلة الثانوية .


تعلقت كثيراُ بما كان يعرض في تلك الفترة من مسلسلات وأفلام وكان أبرز المسلسلات هو مسلسل (( الزير سالم )) والذي كنت أعرف قصته كامله منذ الصغر لأن والدي كان يطلب مني قراءة تلك القصة له بشكل يومي .
ومن المسلسلات الخليجيه الرائعه في تلك الحقبة أتذكر (( جرح الزمن )) و (( القدر المحتوم )) و((العولمة ,, وعائلة أبو رويشد)) و ((الفصول الأربعه)) ولا أنسى المسلسل الأكثر من رائع (( مرايا )) للفنان ياسر العظمة والذي كنت أتابعه منذ أن كان يعرض على قنوات الأريل .
بعد الذي شاهدته وعرفته عن الذي تبثه الصحون الاقطه ,, كنت أسخر كثيراُ مع أصدقائي على كلام مدرسنا عن الغزو الفكري الذي تسببه تلك الصحون الاقطه .


كنا نضحك كثيراُ على تلك المقوله ونتطرق لها في كل مشكلة تواجهنا في حياتنا ,, مثلاُ عندما وجد صديقي خالد كفر سيارته ((مبنشر)) كانا نضحك ونقول (( أكيد أن الغزو الفكري هو اللي بنشر كفر سيارتك )) وقيسوا على هذه المقولة .




(( بداية المقاطعة ))
منذ عام الالفين لم أكن أفوت المسلسلات ((الكويتيه و القطريه)) ,, حتى وصلت للعام الذي عرض فيه مسلسل الفنانه حياة الفهد (( الحريم ))
بعد الذي رأيته طوال ذلك الشهر من نص ضعيف ,, وأفكار غريبه عن الرجل ,, وقصة أقل ما يقال عنها (( فاشلة لأبعد درجة )) بعد مشاهدتي لذلك المسلسل أيقنت أن الدراما العربية والخليجية على وجه الخصوص على وشك الأنهيار .
قللت من متابعتي للمسلسلات ,, وأصبحت أكتفي بمشاهدة (( طاش ما طاش )) وأي مسلسل اخر فقط يتم أختياره على حسب نوعية قصته وكتابه ومخرجه .

(( السجن الكبير سبب المقاطعة ))

في عام 2008 نصحني أحد الإصدقاء بمتابعة مسلسل أمريكي وهو (( بريزون بريك ,, السجن الكبير )) كنت متخوف من تلك المرحلة والنقلة النوعية في متابعة المسلسلات .
بعد أول خمس دقائق في الحلقة الأولى شدتني قصة المسلسل كثيراُ وقررت المتابعة .
كان الوقت الذي أقضيه على متابعة ذلك المسلسل من أجمل الأوقات التي أقضيها على التلفاز أو الكومبيوتر .
كنت أقارن في ذلك الوقت بين مسلسلاتنا العربية وبين ذلك المسلسل (( ما عادا مسلسل الزير سالم لأنني الى الآن أرى بأنه أفضل ما أنجبت الشاشة العربية )) بعد مقارتني تلك أكتشفت بأننا كنا نضيع وقتنا على مسلسلات ذات سيناريو أكثر من رديء ومعقد .
كل حلقة من ذلك المسلسل الأميركي تعتبر فيلماُ بحد ذاته ,, في كل حلقه تجد أحداث جديدة تنسيك الأحداث السابقة والتي كنت متشوقاُ لمعرفة نهايتها ,, وبعد كل حلقه تجد نفسك متلفهاُ لمتابعة الحلقة القادمة .
للعلم : المسلسل لا يوجد به لقطات فاضحة أو نوايا خبيثة .

قررت منذ ذلك الوقت قل حماسي لمتابعة المسلسلات العربية ,, ولم أتابع منذ ذلك العام حتى هذا العام الا مسلسلين فقط (( شر النفوس 1 )) و (( أم البنات ))
أتذكر أنني قلت أثناء متابعتي للحلقة الرابعة من مسلسل شر النفوس للأشخاص الذين حولي (( القصة هذي تم كتابتها على محورين مهمين وهما السحر ,, وفك السحر ,, والآن تم السحر ,, وستكون الحلقات القادمة جميعها فارغة من الأحداث وسيكون المحور الثاني والأخير وهو فك السحر متواجد في الحلقة الأخيرة ))
وفعلاً للأسف صحت توقعاتي وكان ذلك المسلسل من أغرب المسلسلات التي عرفتها ويعود السبب لأن الموضوع الذي من أجله كتبت قصة المسلسل وهو السحر من أهم المواضيع ,, ولكن تم كتابته بشكل سيء وأكثر من سيء .
وتابعت بعده مسلسل أم البنات ,, وعادت بي الذاكرة لمسلسل (( الحريم )) 
منذ ذلك المسلسل لم أفتح التلفاز الى لمشاهدة مباراة فقط أو برنامج رياضي فقط .

(( الغزو الفكري يعود مرة أخرى ))

لطالما كنت غير مقتنع بالمسلسلات التركية والتي لم تشدني لمتابعتها ,, لعدة أسباب وأبرزها لأنها كانت تستمتد قوتها من جمال الممثلات ووسامة الممثلين وجمال الطبيعه التركيه والقصور والمنازل التي كان يتم التصوير فيها .
زادت قناعتي بعد حديث قصير دار بيني وبين أبنة شقيقتي التي لم تتجاوز العشر سنوات عندما قالت لي : خالي مين تبي تتزوج ؟؟
قلت لها : لما أتوظف راح أخلي جدتك اللي هي أمي تدور لي عروس ؟؟
قالت لي : بس يا خالي لازم تحب بنت أول شيء ,, وتجيبها عندنا البيت وتروح معاها لبيتهم ,, وبعد ما تجيب منها ولد تتزوجها 
رفعت حاجبي حتى أختلط بشعر قذلتي وقلت مستغرباُ : منين سمعتي هذا الكلام ؟؟
قالت : انا ما سمعته ولكن شفته في مسلسل تركي ,, والله مرره حلو المسلسل يا خالي ليه ما تتابعه 
حككت أذني محاولاُ التقليل من علامات التعجب التي أصابتني وقلت لها : طيب طيب يصير خير 

لا يوجد لدي تعليق يا سادة أكثر من أنني عرفت حينها خطورة (( الغزو الفكري ))



mbc
لن أستغرب إذا سمعت فتوى بتحريم متابعة هذه القناة ,, غير دبلجتها للمسلسلات التركية أنا حاقد على ما فعلته عند نقلها لحفل زفاف أمير بريطانيا ويليم ,, في يوم الجمعه وفي الوقت الذي أعتدنا منها على نقل شعائر صلاة الجمعه من الحرم المكي .
لن أتحدث عن المسلسل التركي الذي عرض مؤخراُ بعنوان (( العشق الممنوع )) لأنني لا أحب التحدث عن أمر لست متأكد منه 100%
ولكن حسب ما وصلني أن سبب تسميته بذلك الأسم (( هو أن شخص تجره المشاعر ليعشق عمته ,, أي حب المحارم ))
أذا كان ما وصلني من معلومات عن ذلك المسلسل صحيح وغير كاذب ,, فلن يكون لدي تعليق أكثر من دعوة أرددها بيني وبين خالقي على القائمين على تلك القناة .



(( وراء الشمس ))
أثناء تواجدي في سوق شعبي في منطقة الدمام ,, شاهدت أمامي العشرات من أقراص لمسلسلات عربية ,, نصحني صديقي محمد بأقتناء أحد تلك المسلسلات ومشاهدتها على جهاز الأيباد الخاص بي .
سمعت نصيحة صديقي محمد وقررت العودة لمتابعة المسلسلات العربية وكانت عودتي عن طريق المسلسل السوري (( وراء الشمس ))
أنتهيت من مشاهدة ذلك المسلسل خلال أسبوع واحد فقط ,, والذي دفعني لمشاهدة جميع الحلقات في وقت قياسي هو ما كان يحتويه المسلسل من أهداف .
تطرق المسلسل لقضية (( ذوي الاحتياجات الخاصة )) وتم التطرق لها بشكل أكثر من رائع وجميل .
أحساس جميل كان ينتابني عند مشاهدتي لذلك المسلسل ,, وتملكني شعور بأنني ظلمت بعض المسلسلات العربية وأبرزها الدراما السورية .



أخيراُ :
كم نحن متناقضين ,, لأنه عندما تم التطرق لفكرة تدريس الأطفال ما دون العشر سنوات من قبل مدرسات قلنا بأن هذه الفكرة علمانيه وأن هدفها السماح تدريجياُ بالأختلاط في مدارسنا .
وعندما نشاهد صغارنا ومراهقينا يتابعون المسلسلات التركية نكون سعيدين لأننا وجدنا من يشاركنا تلك المتابعة ويخبرنا عن احداث تلك المسلسلات عندما تفوتنا أحد حلقات تلك المسلسلات .