(( الحدث المؤثر الثالث دمعة الإبتسام ))
فاق من سباته قبل موعد الاستيقاظ المعتاد ,, رتب سريره ,, تناول فرشاة الأسنان ودلك أسنانه ,, تناول إفطاره ,, تناول دواءه ,, تناول جبين والدته وقبله ,, وترك والدته خلفه وكأنها غير مصدقه لما رأته عيناها .
في السيارة كان هادئاُ ,, لا سباب ,, لا تدخين ,, لم يلمس بوق السيارة ,, لم يتذمر من أي شخص أثناء قيادته ,, لم يتجاوز السرعة المحدودة ,, وكان يلتحف حزام الأمان .
في العمل كان أول الواصلين للمكتب ,, وبعد وصوله بثواني كان عامل الكافتيريا أمامه ,, عامله باحترام ,, أبتسم في وجهه ,, وأخبر ذلك العامل بأنه لا يريد شيئاُ هذا الصباح إلا سلامته << أي سلامة العامل .
غادر ذلك الموظف الشرق أسيوي ذلك المكتب وعلامات الاستفهام تملئ رأسه الصغير .
ما هي إلا دقائق حتى وصل زميليه الى المكتب ,, وكانوا غير مصدقين لما تراه أعينهم ,, بينما كان خالد يقابل تلك النظرات المندهشة با ابتسامه جميله ليس لها مثيل .
ثم دار هذا الحوار :
خالد : لماذا نظرات الدهشة تجاهي يا رفاق ؟؟
رد عليه زميله ناصر بعد أن قطع محاولة زميلهم الثالث في المكتب هشام في التحدث عندما قال : نحن مندهشون بسبب قدومك المبكر للعمل في هذا الصباح ,, ونحن الذين أعتدنا من شهور على تأخرك اليومي لمدة تتجاوز الساعة ,, وكذلك نحن مندهشون لأنك هادئ الطباع ومبتسم وعلى غير عادتك اليومية في العصبية والمزاجية السيئة التي تحكمك ,, وكذلك مندهشين لأننا لا نرى السيجارة تحترق بين أصابعك .
خالد : اممم ,, أين المشكلة في ذلك إذا ؟؟
هشام : لا توجد مشكلة لدينا ,, ولكن المشكلة توجد لديك ,, لأن هذه الحالة لا تأتيك إلا بعد حدث مؤثر مررت فيه .
خالد : لا ,, أنا لم أمرر بحدث مؤثر خلال الأيام السابقة ,, ولكن هل فعلاُ أنا تأتيني تلك الحالة التي تحدث بها هشام يا ناصر ,, أم أن هشام يمازحني ؟؟
ناصر : للأسف فعلاً يا خالد ,, أنت مصاب بحالة غريبة ,, فا أنت مصاب بأحد أنواع النسيان الإرادي ,, أي بمعنى أنك تتناسى حدث مؤثر مررت فيه ,, ويتم ذلك النسيان با إرادتك دون أت تشعر لكي تتوقف عن البكاء أو الغضب .
وفي صباح اليوم التالي لذلك الحدث المؤثر الذي مررت فيه ,, تتصرف على غير عادتك كلياُ ,, كما يحدث لك هذا الصباح .
أنت خلال ثمانية أشهر من عملك معنا في هذا المكتب لم تأتي للعمل مبكراُ سواء في مرتين وهذه هي المرة الثالثة ,, ففي المرة الأولى التي أتيت فيها مبكراُ للعمل وتصرفت فيها على غير عادتك ,, حاولنا أن نعرف منك ما الذي دفعك لتتغير في ذلك الصباح ,, لكنك لم تتذكر حينها شيء ,, وتذكرت بعد مرور ساعتين ذلك الحدث الذي مررت فيه ,, بعد قام زميلنا هشام بمناداة عامل الكافتيريا محمد ,, تذكرت أنت ذلك الحدث لأن صديقك المتوفى أسمه محمد .
كان الحدث المؤثر في ذلك اليوم هو وفاة صديق عزيز جداُ على قلبك ,, وكان ذلك قبيل سبعة أشهر ونصف الشهر تقريباُ ,, في الأسبوع الثاني بعد التحاقك للعمل معنا في هذه الشركة .
عقد خالد حاجبيه وكأنه بداء يتذكر ذلك الحدث .
ثم قال هشام : المرة الثانية التي أصبت فيها في تلك الحالة هي عندما تصرفت على غير عادتك قبيل ستة أشهر تقريباُ ,, وكنت في ذلك اليوم سعيداُ جداُ عندما أخبرتنا بأن الفتاة التي تعشقها وتحبها ,, اعترفت لك بحبها لك .
أبتسم خالد وقال على استحياء : فعلاُ أتذكر ذلك الحدث ,, ولكن الغريب في الأمر لماذا لم أتذكر ما هو الحدث الذي مررت فيه في الحالة الأولى ولم أخبركم فيه إلا بعد مدة ,, بينما في الحدث الثاني كنت متذكراُ لذلك الحدث وأخبرتكم به دون أن أنساه ؟؟
ناصر : نحن نتوقع يا خالد أنك تتذكر الأحداث الجميلة ,, ولكنك تنسى الأحداث الأليمة التي مررت بها .
هشام : نعم ,, ما قاله ناصر صحيح ,, لذلك أنا أتوقع أن الحدث الذي مررت فيه في مساء الأمس كان مؤلماُ لذلك لم تتذكره حتى الآن .
خالد متعجباُ : لا أعلم .
هشام : امممم ,, لنسأله إذا يا ناصر حتى يتذكر ,, كما فعلنا في المرة الأولى .
ناصر : حسناُ ,, لتكن البداية من نصيبي ,, أممم ,,, أخبرنا يا خالد هل والدتك بخير ؟؟
خالد : نعم الحمد لله ,, ولقد قبلت جبينها في هذا الصباح .
هشام : هل والدك بخير ؟؟
خالد : نعم والحمدلله .
ناصر : وما أخبار الفتاة التي تعيش معها قصة حب ؟؟
خالد : أنها بخير والحمد لله ,, وكنت على اتصال معها في مساء الأمس .
بعدها أخرج خالد علبة السجائر من مخبئته ,, وبداء بالتدخين .
هشام : هل أشقائك التوأم جميعهم بخير ؟؟
خالد : نعم ,, نعم ,, وبالأمس ذهبوا لمنزل جدي وما زالوا هناك حتى هذه اللحظة .
ناصر : وماذا عن أصدقائك ,, طلال ,, مساعد ,, مشعل ,, طارق ؟؟
خالد : جميعهم بخير ,, وأتذكر أننا اجتمعنا سوياُ في منزل طارق وتناولنا العشاء هناك قبيل البارحة .
تسلل الملل الى داخل فؤاد ناصر بعد تلك الأسئلة ونفس الأمر بالنسبة لزميله هشام الذي قال: دعة يا ناصر دعة ,, سوف يتذكر الآن أو لاحقاُ ,, لم يعد هنالك شخص لم نسأل عنه ,, ما عادا خادمتهم ,,
وأطلق بعدها ضحكة مدوية في أرجاء المكتب .
ضحك ناصر ثم قال : وما أخبار خادمتكم ؟؟
خالد : خادمتنا بصحة جيدة ,, وأثناء عودتي من العمل في مساء الأمس اتصلت والدتي تطلب مني بطاقة اتصال دولية لخادمتنا لكي تتحدث مع أسرتها في شرق القارة .
ضحك هشام وناصر على جواب خالد المرتبك والذي أصبح متشوقاُ لمعرفة ما هو الحدث السيئ الذي تعرض له مساء الأمس .
التزم الجميع الصمت ,, وقام هشام برفع صوت الراديو القابع في ركن طاولته ,, وبعدها بداء الكل في العمل على أجهزة الحاسب القابعة أمامهم ,, با استثناء الحائر خالد ,, والذي كان يتصبب العرق من جبينه وكأن وحدات التكييف لا تعمل في ذلك المكتب .
مع مرور كل دقيقه ,, كان خالد يرتبك ,, ويتصرف بغرابة ,, فتارة تجده ينظر إلى الساعة التي في معصمه الأيسر ,, وتارة تجده يدخن بشراهة ,, وتارة تجده يقلب صحيفة مر على وجودها في المكتب أكثر من أسبوع .
فجأة وبدون سابق إنذار أعتلى صوت صراخ خالد على صوت مذياع هشام ,, عند قيامة بمناداة محمد عامل الكافتيريا .
بعد لحظات ,, صرخ خالد في محيا ذلك العامل طالباُ منه أن يعد له كوباً من الشاي ,, ثم غادر ذلك العامل المكتب وعلامات الحيرة تتواجد في محياه البائس ,, وسط كلمات قبيحة وعنصريه تخرج من فاه خالد تجاهه .
أثناء قراءة خالد لتلك الصحيفة وقعت عيناه على خبر في الصفحة الرابعة عنوانه (( مراهق يصدم رجل ستيني ويهرب من مكان الحادث ))
عاد صوت خالد للارتفاع ولكن هذه المرة بنشوة سعيدة ,, لأنه على ما يبدو تذكر ذلك الحدث المؤثر الذي مر فيه في مساء الأمس عندما قال لزملائه في المكتب :
لقد تذكرت ما هو الحدث المؤثر الذي مررت به في مساء الأمس ,, ذلك الحدث هو قيام أبن جارنا المراهق يصدم سيارتي من الجانب الأيسر ,, أثناء وقوفها أمام منزلنا .
في السيارة كان هادئاُ ,, لا سباب ,, لا تدخين ,, لم يلمس بوق السيارة ,, لم يتذمر من أي شخص أثناء قيادته ,, لم يتجاوز السرعة المحدودة ,, وكان يلتحف حزام الأمان .
في العمل كان أول الواصلين للمكتب ,, وبعد وصوله بثواني كان عامل الكافتيريا أمامه ,, عامله باحترام ,, أبتسم في وجهه ,, وأخبر ذلك العامل بأنه لا يريد شيئاُ هذا الصباح إلا سلامته << أي سلامة العامل .
غادر ذلك الموظف الشرق أسيوي ذلك المكتب وعلامات الاستفهام تملئ رأسه الصغير .
ما هي إلا دقائق حتى وصل زميليه الى المكتب ,, وكانوا غير مصدقين لما تراه أعينهم ,, بينما كان خالد يقابل تلك النظرات المندهشة با ابتسامه جميله ليس لها مثيل .
ثم دار هذا الحوار :
خالد : لماذا نظرات الدهشة تجاهي يا رفاق ؟؟
رد عليه زميله ناصر بعد أن قطع محاولة زميلهم الثالث في المكتب هشام في التحدث عندما قال : نحن مندهشون بسبب قدومك المبكر للعمل في هذا الصباح ,, ونحن الذين أعتدنا من شهور على تأخرك اليومي لمدة تتجاوز الساعة ,, وكذلك نحن مندهشون لأنك هادئ الطباع ومبتسم وعلى غير عادتك اليومية في العصبية والمزاجية السيئة التي تحكمك ,, وكذلك مندهشين لأننا لا نرى السيجارة تحترق بين أصابعك .
خالد : اممم ,, أين المشكلة في ذلك إذا ؟؟
هشام : لا توجد مشكلة لدينا ,, ولكن المشكلة توجد لديك ,, لأن هذه الحالة لا تأتيك إلا بعد حدث مؤثر مررت فيه .
خالد : لا ,, أنا لم أمرر بحدث مؤثر خلال الأيام السابقة ,, ولكن هل فعلاُ أنا تأتيني تلك الحالة التي تحدث بها هشام يا ناصر ,, أم أن هشام يمازحني ؟؟
ناصر : للأسف فعلاً يا خالد ,, أنت مصاب بحالة غريبة ,, فا أنت مصاب بأحد أنواع النسيان الإرادي ,, أي بمعنى أنك تتناسى حدث مؤثر مررت فيه ,, ويتم ذلك النسيان با إرادتك دون أت تشعر لكي تتوقف عن البكاء أو الغضب .
وفي صباح اليوم التالي لذلك الحدث المؤثر الذي مررت فيه ,, تتصرف على غير عادتك كلياُ ,, كما يحدث لك هذا الصباح .
أنت خلال ثمانية أشهر من عملك معنا في هذا المكتب لم تأتي للعمل مبكراُ سواء في مرتين وهذه هي المرة الثالثة ,, ففي المرة الأولى التي أتيت فيها مبكراُ للعمل وتصرفت فيها على غير عادتك ,, حاولنا أن نعرف منك ما الذي دفعك لتتغير في ذلك الصباح ,, لكنك لم تتذكر حينها شيء ,, وتذكرت بعد مرور ساعتين ذلك الحدث الذي مررت فيه ,, بعد قام زميلنا هشام بمناداة عامل الكافتيريا محمد ,, تذكرت أنت ذلك الحدث لأن صديقك المتوفى أسمه محمد .
كان الحدث المؤثر في ذلك اليوم هو وفاة صديق عزيز جداُ على قلبك ,, وكان ذلك قبيل سبعة أشهر ونصف الشهر تقريباُ ,, في الأسبوع الثاني بعد التحاقك للعمل معنا في هذه الشركة .
عقد خالد حاجبيه وكأنه بداء يتذكر ذلك الحدث .
ثم قال هشام : المرة الثانية التي أصبت فيها في تلك الحالة هي عندما تصرفت على غير عادتك قبيل ستة أشهر تقريباُ ,, وكنت في ذلك اليوم سعيداُ جداُ عندما أخبرتنا بأن الفتاة التي تعشقها وتحبها ,, اعترفت لك بحبها لك .
أبتسم خالد وقال على استحياء : فعلاُ أتذكر ذلك الحدث ,, ولكن الغريب في الأمر لماذا لم أتذكر ما هو الحدث الذي مررت فيه في الحالة الأولى ولم أخبركم فيه إلا بعد مدة ,, بينما في الحدث الثاني كنت متذكراُ لذلك الحدث وأخبرتكم به دون أن أنساه ؟؟
ناصر : نحن نتوقع يا خالد أنك تتذكر الأحداث الجميلة ,, ولكنك تنسى الأحداث الأليمة التي مررت بها .
هشام : نعم ,, ما قاله ناصر صحيح ,, لذلك أنا أتوقع أن الحدث الذي مررت فيه في مساء الأمس كان مؤلماُ لذلك لم تتذكره حتى الآن .
خالد متعجباُ : لا أعلم .
هشام : امممم ,, لنسأله إذا يا ناصر حتى يتذكر ,, كما فعلنا في المرة الأولى .
ناصر : حسناُ ,, لتكن البداية من نصيبي ,, أممم ,,, أخبرنا يا خالد هل والدتك بخير ؟؟
خالد : نعم الحمد لله ,, ولقد قبلت جبينها في هذا الصباح .
هشام : هل والدك بخير ؟؟
خالد : نعم والحمدلله .
ناصر : وما أخبار الفتاة التي تعيش معها قصة حب ؟؟
خالد : أنها بخير والحمد لله ,, وكنت على اتصال معها في مساء الأمس .
بعدها أخرج خالد علبة السجائر من مخبئته ,, وبداء بالتدخين .
هشام : هل أشقائك التوأم جميعهم بخير ؟؟
خالد : نعم ,, نعم ,, وبالأمس ذهبوا لمنزل جدي وما زالوا هناك حتى هذه اللحظة .
ناصر : وماذا عن أصدقائك ,, طلال ,, مساعد ,, مشعل ,, طارق ؟؟
خالد : جميعهم بخير ,, وأتذكر أننا اجتمعنا سوياُ في منزل طارق وتناولنا العشاء هناك قبيل البارحة .
تسلل الملل الى داخل فؤاد ناصر بعد تلك الأسئلة ونفس الأمر بالنسبة لزميله هشام الذي قال: دعة يا ناصر دعة ,, سوف يتذكر الآن أو لاحقاُ ,, لم يعد هنالك شخص لم نسأل عنه ,, ما عادا خادمتهم ,,
وأطلق بعدها ضحكة مدوية في أرجاء المكتب .
ضحك ناصر ثم قال : وما أخبار خادمتكم ؟؟
خالد : خادمتنا بصحة جيدة ,, وأثناء عودتي من العمل في مساء الأمس اتصلت والدتي تطلب مني بطاقة اتصال دولية لخادمتنا لكي تتحدث مع أسرتها في شرق القارة .
ضحك هشام وناصر على جواب خالد المرتبك والذي أصبح متشوقاُ لمعرفة ما هو الحدث السيئ الذي تعرض له مساء الأمس .
التزم الجميع الصمت ,, وقام هشام برفع صوت الراديو القابع في ركن طاولته ,, وبعدها بداء الكل في العمل على أجهزة الحاسب القابعة أمامهم ,, با استثناء الحائر خالد ,, والذي كان يتصبب العرق من جبينه وكأن وحدات التكييف لا تعمل في ذلك المكتب .
مع مرور كل دقيقه ,, كان خالد يرتبك ,, ويتصرف بغرابة ,, فتارة تجده ينظر إلى الساعة التي في معصمه الأيسر ,, وتارة تجده يدخن بشراهة ,, وتارة تجده يقلب صحيفة مر على وجودها في المكتب أكثر من أسبوع .
فجأة وبدون سابق إنذار أعتلى صوت صراخ خالد على صوت مذياع هشام ,, عند قيامة بمناداة محمد عامل الكافتيريا .
بعد لحظات ,, صرخ خالد في محيا ذلك العامل طالباُ منه أن يعد له كوباً من الشاي ,, ثم غادر ذلك العامل المكتب وعلامات الحيرة تتواجد في محياه البائس ,, وسط كلمات قبيحة وعنصريه تخرج من فاه خالد تجاهه .
أثناء قراءة خالد لتلك الصحيفة وقعت عيناه على خبر في الصفحة الرابعة عنوانه (( مراهق يصدم رجل ستيني ويهرب من مكان الحادث ))
عاد صوت خالد للارتفاع ولكن هذه المرة بنشوة سعيدة ,, لأنه على ما يبدو تذكر ذلك الحدث المؤثر الذي مر فيه في مساء الأمس عندما قال لزملائه في المكتب :
لقد تذكرت ما هو الحدث المؤثر الذي مررت به في مساء الأمس ,, ذلك الحدث هو قيام أبن جارنا المراهق يصدم سيارتي من الجانب الأيسر ,, أثناء وقوفها أمام منزلنا .
كانت السعادة حاضرة على جميع المتواجدين في المكتب في تلك اللحظة بسبب تذكر خالد ما حدث له مساء الأمس ,, وكانت السعادة حاضرة أيضاُ بعد لحظات على محيا محمد عامل الكافتيريا والذي أعتذر له خالد على صراخه في محياه ,, ثم أردف ذلك الاعتذار بتسليمه مبلغ عشرة ريال ك اعتذار فعلي .
عادت الحياة لمجاريها في ذلك المكتب ,, وبداء الجميع في ذلك المكتب بما فيهم خالد بالتركيز في شاشات الأجهزة أمامهم .
في الساعة الواحدة ظهراُ ,, وقبيل موعد الانصراف من العمل بساعة ,, كان الموظفين الثلاثة يحاولون إنهاء أكبر قدر من عملهم اليومي .
في تلك الأثناء صدح في المكتب صوت الفنان أصيل أبو بكر من خلال الراديو وهو يشدو (( كلمة وانتهى الموضـــــــوع .. فكر تنسى او ترحل .. شسوي وش حيلة المخدوع .. يعيد الكرة مــن أول .. وأثاري صح كل اللي سمعته وشاع .. اسمع الكلمة الاخيرة .. ما أبيك .. ما أبيك .. وبكل هدوء .. ))
اتسعت حدقة عيني خالد لدرجة أنهما كانا على وشك السقوط من محياه ,, ثم قام ب أنزال رأسه للأسفل والنظر للأوراق التي أمامه ,, الأوراق التي تبللت بدموعه بعد مرور أقل من دقيقه على سماع خالد لتلك الأغنية .
تفاجأ هشام وناصر من الذي يحدث أمامهم ,, تركوا كراسيهم المتحركة ,, وذهبوا لزميلهم خالد ,, وسألوه عن سبب بكاءه المفاجئ .
أخبرهم خالد بأنه تذكر الحدث المؤثر الذي مر فيه مساء الأمس ,, وأن حدث صدم سيارته من قبل أبن جارهم المراهق لم يكن هو الحدث المؤثر ,, والدليل أنه رأى تلك الصدمة على سيارته في هذا الصباح وتذكر ما حدث الأمس على الفور ولم يستغرب كثيراُ ,, لذلك لم يكن الحادث الذي تعرضت له سيارته بالحدث المؤثر .
سأله هشام عن الحدث المؤثر ,, ولماذا تذكر ذلك الحدث بعد سماعه لتلك الأغنية في الراديو ؟؟
قال خالد وهو يحاول كف الدموع من على محياه : هذه الأغنية سمعتها في مساء الأمس كثيراُ وبكيت عليها كثيراُ ,, بعدما أنتهت اخر مكالمه كانت بيني وبين سهام الفتاة اللي أحبها .
خالد : سهام أنا ناوي أفتح مع أمي بعد شوي موضوع خطبتك بعد شهرين من الآن بأذن الله .
سهام : هااااه .
خالد : وش فيك أستغربتي ,, أنا قلت لك أكثر من مره أني ناوي أتقدم لك أذا تحسنت ظروفي ,, والحمدلله تحسنت ظروفي ,, والحين أشوف نفسي قادر أتقدم لك ,, لمتى حنا نكلم بعض بالسر ,, لمتى أنا كاتم حبي لك وكأني مسوي جريمة ,, أبشرك خلاص كلها أيام وليالي وأحضن كفوك يا غالي .
سهام : أقول يا خالد يا تنساني يا تنسى موضوع الزواج .
خالد : لا ماني ناسي موضوع الزواج دامني قادر عليه .
سهام : أجل أتمنى تنساني والله يرزقك باللي أحسن مني .
خالد : طيب علميني ليه وأيش السبب ,, أنتي تحبيني وأنا أموت فيك .
سهام : لا أنا ما أحبك ,, أنا كذبت عليك بمشاعري .
خالد : طيب يا سهام ليه كذبتي علي وقلتي لي أنك تحبيني ,, وخليتني ما أعشق ولا أتمنى غيرك في دنياي .
سهام : لأني توقعتك مثل الشباب نيتك مو نية زواج ,, مكالمات وتضييع وقت لا أكثر ولا أقل ,, وثاني شيء لأني كنت أشوف أغلب صديقاتي يا تحب خطيبها ,, أو تحب شاب تعرفت عليه في مجمع أو من خلال الأنترنت ,, وأنا كنت محرومه من الشيء هذا ,, ولما شفتك متعلق فيني أستغليت الفرصة عشان أثبت لصديقاتي وقريباتي أني مو فاشلة عاطفياُ ,, وأني قادرة أحب مثلهم .
خالد : اهااا ,, يعني أنا كنت جدار تكتبين عليه ذكرياتك ومغامراتك ؟؟
سهام : لا لا تقول عن نفسك كذا ,, والله أني نادمه يا خالد على اللي سويته فيك ,, ولو تشوف دموعي اللي تنزل على وجهي الحزين كان صدقت أني ندمانه كثير .
خالد : وأنتي بعد ليتك تشوفين الدمعات اللي تنزل على وجهي المبتسم الحين ,, والا تدرين ,, ما أبيك تشوفين شيء ,, يالله مع السلامة ,, والله يوفقك في جدار جديد تكملين كتابة ذكرياتك ومشاريعك عليه .
سهام : ممكن سؤال اخير يا خالد قبل لا تصك السماعة ,, ليه أنت تبكي مبتسم ,, وأنا أبكي حزينه ؟؟
خالد : يالله مع السلامة .
أتمنى أنكم اندمجتم مع ما حدث في السطور العليا ,, حتى تعلموا ما هي ردة فعل هشام وناصر بعد سماعهم لتلك الكلمات .
قال خالد وهو يحاول النهوض ومغادرة ذلك المكتب قبيل انتهاء وقت العمل الرسمي بنصف ساعة : أعذروني أنا مضطر لمغادرة العمل ,, هل تريدون مني شيء قبل مغادرتي ؟؟
ناصر : سلامتك ,, الله معك يا صديقنا ,, وكان الله في عونك .
خالد : وأنت يا هشام هل تريد مني شيء قبل المغادرة ؟؟
هشام : نعم ,, هنالك سؤال على لساني أود معرفة جوابه منك ؟؟
خالد : وما هو ذلك السؤال ؟؟
هشام : هو نفس سؤال سهام ,, لماذا كان محياك مبتسماُ أثناء نزول الدموع من عينيك ,, بينما كانت الدموع تهطل على محيا سهام الحزين ؟؟
خالد : سوف أجيبك يا صديقي ,, وأتمنى أن أجد تركيزك معي أثناء حديثي ,, الشخص الذي يبكي بمحيا مبتسم هو شخص لم يطله تقصير من جانبه أثناء عمله أو علاقته لأنه كان يعطي بكل قوة وبكل ما يملك من أخلاص ووفاء ,, وبنفس الوقت كان يتوقع حدوث الشيء الذي جعل دموعه تهطل ,, فمثلاُ أنا كنت شاكاُ بمصداقية حب سهام لي ولكني كنت أتجاهل ذلك الشك وأحاول تكذيبه رغم أنني متأكدُ من صحته من خلال أسلوبها وطريقة كلامها معي في بعض الأوقات ,, بينما الشخص الذي يبكي وهو حزين المحيا ومغمض العينين فهو شخص لم يخلص في عمله أو مشاعره ,, أي نقيض الشخص المبتسم تماماُ ,, ولكن تأكد يا صديقي بأن الشخص الذي يبكي بمحيا مبتسم متأثر بشكل أكبر من الشخص الذي يبكي بمحيا حزين ,, وأن الدمعه التي تنزل على محيا مبتسم لن تنسى مدى العمر ,, بينما الدمعة التي تنزل على محيا حزين سوف يتم نسيانها بأسرع وقت ممكن ,, أتمنى أن تكون فهمت ما قلته ,, مع السلامة يا رفاق .
غادر خالد ذلك المكتب ,, وسمع صوته في الكافتيريا وهو يصرخ للعامل الأسيوي ويقول (( لا تنسى تنظف مكتبي يابو فلبن ))
أنتهت
أتمنى أنها حازت على رضاكم
وأعذروني أذا فيها خلل لأني كاتبها وأنا مواصل
عادت الحياة لمجاريها في ذلك المكتب ,, وبداء الجميع في ذلك المكتب بما فيهم خالد بالتركيز في شاشات الأجهزة أمامهم .
في الساعة الواحدة ظهراُ ,, وقبيل موعد الانصراف من العمل بساعة ,, كان الموظفين الثلاثة يحاولون إنهاء أكبر قدر من عملهم اليومي .
في تلك الأثناء صدح في المكتب صوت الفنان أصيل أبو بكر من خلال الراديو وهو يشدو (( كلمة وانتهى الموضـــــــوع .. فكر تنسى او ترحل .. شسوي وش حيلة المخدوع .. يعيد الكرة مــن أول .. وأثاري صح كل اللي سمعته وشاع .. اسمع الكلمة الاخيرة .. ما أبيك .. ما أبيك .. وبكل هدوء .. ))
اتسعت حدقة عيني خالد لدرجة أنهما كانا على وشك السقوط من محياه ,, ثم قام ب أنزال رأسه للأسفل والنظر للأوراق التي أمامه ,, الأوراق التي تبللت بدموعه بعد مرور أقل من دقيقه على سماع خالد لتلك الأغنية .
تفاجأ هشام وناصر من الذي يحدث أمامهم ,, تركوا كراسيهم المتحركة ,, وذهبوا لزميلهم خالد ,, وسألوه عن سبب بكاءه المفاجئ .
أخبرهم خالد بأنه تذكر الحدث المؤثر الذي مر فيه مساء الأمس ,, وأن حدث صدم سيارته من قبل أبن جارهم المراهق لم يكن هو الحدث المؤثر ,, والدليل أنه رأى تلك الصدمة على سيارته في هذا الصباح وتذكر ما حدث الأمس على الفور ولم يستغرب كثيراُ ,, لذلك لم يكن الحادث الذي تعرضت له سيارته بالحدث المؤثر .
سأله هشام عن الحدث المؤثر ,, ولماذا تذكر ذلك الحدث بعد سماعه لتلك الأغنية في الراديو ؟؟
قال خالد وهو يحاول كف الدموع من على محياه : هذه الأغنية سمعتها في مساء الأمس كثيراُ وبكيت عليها كثيراُ ,, بعدما أنتهت اخر مكالمه كانت بيني وبين سهام الفتاة اللي أحبها .
خالد : سهام أنا ناوي أفتح مع أمي بعد شوي موضوع خطبتك بعد شهرين من الآن بأذن الله .
سهام : هااااه .
خالد : وش فيك أستغربتي ,, أنا قلت لك أكثر من مره أني ناوي أتقدم لك أذا تحسنت ظروفي ,, والحمدلله تحسنت ظروفي ,, والحين أشوف نفسي قادر أتقدم لك ,, لمتى حنا نكلم بعض بالسر ,, لمتى أنا كاتم حبي لك وكأني مسوي جريمة ,, أبشرك خلاص كلها أيام وليالي وأحضن كفوك يا غالي .
سهام : أقول يا خالد يا تنساني يا تنسى موضوع الزواج .
خالد : لا ماني ناسي موضوع الزواج دامني قادر عليه .
سهام : أجل أتمنى تنساني والله يرزقك باللي أحسن مني .
خالد : طيب علميني ليه وأيش السبب ,, أنتي تحبيني وأنا أموت فيك .
سهام : لا أنا ما أحبك ,, أنا كذبت عليك بمشاعري .
خالد : طيب يا سهام ليه كذبتي علي وقلتي لي أنك تحبيني ,, وخليتني ما أعشق ولا أتمنى غيرك في دنياي .
سهام : لأني توقعتك مثل الشباب نيتك مو نية زواج ,, مكالمات وتضييع وقت لا أكثر ولا أقل ,, وثاني شيء لأني كنت أشوف أغلب صديقاتي يا تحب خطيبها ,, أو تحب شاب تعرفت عليه في مجمع أو من خلال الأنترنت ,, وأنا كنت محرومه من الشيء هذا ,, ولما شفتك متعلق فيني أستغليت الفرصة عشان أثبت لصديقاتي وقريباتي أني مو فاشلة عاطفياُ ,, وأني قادرة أحب مثلهم .
خالد : اهااا ,, يعني أنا كنت جدار تكتبين عليه ذكرياتك ومغامراتك ؟؟
سهام : لا لا تقول عن نفسك كذا ,, والله أني نادمه يا خالد على اللي سويته فيك ,, ولو تشوف دموعي اللي تنزل على وجهي الحزين كان صدقت أني ندمانه كثير .
خالد : وأنتي بعد ليتك تشوفين الدمعات اللي تنزل على وجهي المبتسم الحين ,, والا تدرين ,, ما أبيك تشوفين شيء ,, يالله مع السلامة ,, والله يوفقك في جدار جديد تكملين كتابة ذكرياتك ومشاريعك عليه .
سهام : ممكن سؤال اخير يا خالد قبل لا تصك السماعة ,, ليه أنت تبكي مبتسم ,, وأنا أبكي حزينه ؟؟
خالد : يالله مع السلامة .
أتمنى أنكم اندمجتم مع ما حدث في السطور العليا ,, حتى تعلموا ما هي ردة فعل هشام وناصر بعد سماعهم لتلك الكلمات .
قال خالد وهو يحاول النهوض ومغادرة ذلك المكتب قبيل انتهاء وقت العمل الرسمي بنصف ساعة : أعذروني أنا مضطر لمغادرة العمل ,, هل تريدون مني شيء قبل مغادرتي ؟؟
ناصر : سلامتك ,, الله معك يا صديقنا ,, وكان الله في عونك .
خالد : وأنت يا هشام هل تريد مني شيء قبل المغادرة ؟؟
هشام : نعم ,, هنالك سؤال على لساني أود معرفة جوابه منك ؟؟
خالد : وما هو ذلك السؤال ؟؟
هشام : هو نفس سؤال سهام ,, لماذا كان محياك مبتسماُ أثناء نزول الدموع من عينيك ,, بينما كانت الدموع تهطل على محيا سهام الحزين ؟؟
خالد : سوف أجيبك يا صديقي ,, وأتمنى أن أجد تركيزك معي أثناء حديثي ,, الشخص الذي يبكي بمحيا مبتسم هو شخص لم يطله تقصير من جانبه أثناء عمله أو علاقته لأنه كان يعطي بكل قوة وبكل ما يملك من أخلاص ووفاء ,, وبنفس الوقت كان يتوقع حدوث الشيء الذي جعل دموعه تهطل ,, فمثلاُ أنا كنت شاكاُ بمصداقية حب سهام لي ولكني كنت أتجاهل ذلك الشك وأحاول تكذيبه رغم أنني متأكدُ من صحته من خلال أسلوبها وطريقة كلامها معي في بعض الأوقات ,, بينما الشخص الذي يبكي وهو حزين المحيا ومغمض العينين فهو شخص لم يخلص في عمله أو مشاعره ,, أي نقيض الشخص المبتسم تماماُ ,, ولكن تأكد يا صديقي بأن الشخص الذي يبكي بمحيا مبتسم متأثر بشكل أكبر من الشخص الذي يبكي بمحيا حزين ,, وأن الدمعه التي تنزل على محيا مبتسم لن تنسى مدى العمر ,, بينما الدمعة التي تنزل على محيا حزين سوف يتم نسيانها بأسرع وقت ممكن ,, أتمنى أن تكون فهمت ما قلته ,, مع السلامة يا رفاق .
غادر خالد ذلك المكتب ,, وسمع صوته في الكافتيريا وهو يصرخ للعامل الأسيوي ويقول (( لا تنسى تنظف مكتبي يابو فلبن ))
أنتهت
أتمنى أنها حازت على رضاكم
وأعذروني أذا فيها خلل لأني كاتبها وأنا مواصل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق