"بين السعودية والهند .. حدثت أكبر الصدمات "
ضمن سلسلة قصص ومواضيع رافعيات الجمعة ..
مدخل :
اذا كنت أبناُ لعائلة ثرية مادياُ ,, ومتحفظه دينياُ ,, فليس من الغرابة أن أصبحت مثلي "سربوت"
القصة :
شعرت بأن والدي أصبح لا يطيقني في الأسابيع الماضية ,, والسبب الذي دعاني لقول هذا الأمر هو غضبه مني بثلاثة أمور مختلفه خلال أسبوع واحد فقط .
غضبه الأول نتج بعد علمه بأنني قد قمت بطرد "سوجار" مدير مصنع شركتنا لصناعة الأخشاب ,, وذلك بعد نشوب شجار بيني وبينه في داخل المصنع بسبب غضبه وطلبه مني أطفاء السيجارة التي كنت أدخنها أثناء جولتي التفقديه للمصنع ,, وعندما أخبرته بأنه يحق لي فعل ما أشاء طالما أنني مدير الشركة ,, وأبن مالكها ,, كان رده علي بإن قانون السلامة في داخل المصنع يطبق على الجميع بما فيهم أنا مدير المصنع ,, أثار كلامه حفيظتي وقمت بطرده ,, ولم أشعر بالندم رغم علمي بأهمية وجود سوجار في المصنع ,, ورغم علمي بأنه من أقدم الموظفين أن لم يكن أقدمهم .
الغضب الثاني لوالدي كان بسبب تأجيلي لحفل زواجي من نادية ابنة عمي صالح ,, والتي عقدت قراني عليها قبل سنتين ,, وهذه هي المره الرابعه التي أقوم فيها بتأجيل زواجي لستة أشهر ,, وذلك لشعوري بأنه "يوجد حب في رأسي ما أنطحن" ويجب أن أقوم بطحن ذلك الحب طالماُ أنني الى الان عزوبي .
الغضب الثالث كان بسبب سائقنا الهندي "نور الدين" ,, وذلك بعدما رآه والدي يقوم بعمل مساج لأصابع أقدامي في مجلس الضيوف الخارجي , وكان غضب والدي بسبب أنه شعر بأنني أعامل جميع العماله في المنزل والشركة وكأنهم "عبيد" .
كالعادة لم أهتم لغضب والدي ,, لأنني أعرفه جيداُ ,, يغضب لساعات ,, أو لأيام ,, وينسى في النهاية ,, ويعود يعاملني بكل حب ومودة .
الصدمة الاولى
ولأنني لم أعد أهتم لغضب والدي ,, ولم أعد ألقي بالاُ لنصائحه بالابتعاد عن الحرام ,, قمت بعمل سهرة تجمع أصدقائي و"صديقاتي" في "شاليه العائلة"
كنت متخوفاُ قليلاُ من موضوع كشف أمري من قبل والدي او أحد أفراد أسرتي ,, وذلك لأنني كنت متأكد بأنه لن يتواجد أحداُ منهم في الشالية في يوم الجمعه ,, وهو اليوم الذي يكون فيه الشالية خالياُ ولا يوجد فيه أحد .
حضر الأصدقاء ومعهم المشروبات الكحولية ,, وحضرت الفتيات ,, وحضرت السعادة في داخلي ,, وكنت أنوي أن لا أجعل تلك الليلة تمر مرور الكرام ,, ويجب أن أستغلها بكل دقائقها .
لعبنا ,, رقصنا ,, شربنا حتى ثملنا ,, وبعد ذلك حضرت الصدمة الاولى في حياتي ,, وهي تواجد عمي صالح في الشالية ومعه زوجته الثانية دلال .
غضب عمي كثيراُ بعد الذي رآه ,, وغادر الشالية بعد توجيهه كلمات العتب والسخط .
قمت بالأتصال بهاتف عمي المحمول ,, وترجيته بأن لا يخبر والدي بالذي رآه ,, لأنني أخشى أن يحل مكروه بوالدي لو علم بالأمر ,, والحمدلله طمأني عمي بأنه لن يخبر والدي ,, وذلك بشرط أن أترك هذه الأمور ,, وأعود الى جادة الصواب .
عدت الى المنزل فجراً والسعادة تتملكني بسبب وعد عمي لي بأنه لن يخبر والدي بالذي رآه .
وضعت جسدي المرهق على السرير ,, وغطيت في سبات عميق .
في حوالي الساعة الثالثة عصراُ رن هاتفي المحمول ,, وكان المتصل عمي صالح .
شعرت بقلق شديد من ذلك الأتصال ,, وأحسست بأنه يخفي خلفه صدمة ثانية ,, وخبر غير سار .
كان عمي يتكلم بهدوء , ويطلب مني تحمل الخبر الذي سوف يقوله لي ,, وكان ذلك الخبر هو أن والدي يرقد الآن في المستشفى بعد تعرضه لغيبوبة .
صعقت من الذي سمعته ,, وصرخت على الهاتف ,, وطلب مني عمي أن أخفض صوتي حتى لا تسمعني والدتي صراخي وتعرف بما قد حدث .
سألت عمي اذا كان قد أخلف بوعده وأخبر والدي بالذي رآه في الشالية في مساء الأمس ,, ولكنه أنكر ذلك ,, وأكتفى بقول "لا تخاف ,, ما قلت لأبوك عن اللي شفته"
أخبرني عمي بالمسشتفى الذي يرقد فيه والدي ,, وقمت على الفور بأرتداء ملابسي ,, ومغادرة المنزل متوجهاً الى المستشفى بأقصى سرعة .
تواجدت في المستشفى امام والدي المتعب ,, والذي كان حزيناُ جداُ ,, وحاولت معرفة سبب تعرضه للأغماء والتعب ,, ولكنه ألتزم الصمت ولم يتفوه بكلمة ,, والدموع كانت تملئ عيناه ,, وأكتفى بالنظر الى عيناي .
بعد دقائق أستطاع والدي الحديث ,, وقال "يا عقيل ,, أبيك تروح الحين لقسم تحليل الدم ,, وخلهم يأخذون منك عينه ,, وروح بعدها للشالية ,, وأنتبه تطلع من الشالية ,, لأن عندي موضوع مهم ,, لا زم أتأكد منه ,, ويارب يطلع الكلام اللي وصلني موب صحيح ,, واذا كان الكلام صحيح ,, فلي كلام معاك في الشالية بعد صلاة العشاء "
خرجت من الغرفة ونظرات الحقد تتوجه من عيني تجاه أعين عمي صالح ,, وكان هذا الذي يدور في بالي حينها "علمته يالبزر ,, المشكلة أنك رجال ملتزم وتحلف وتكذب ,, قسم بالله أنك ورع والشرهه علي اللي راح يتزوج بنتك ,, أكيد أبوي يبي يتأكد من صحة كلام عمي ويبي يفحص دمي عشان يشوف فيه كحول والا لا ,, لكن هين بحق أذا ما علمتك أن الله حق ,, واذا ابوي عرف اني كنت سكران امس وكنت جايب بنات للشالية ,, قسم بالله لا أطلق بنتك وأخليها تعنس وتقعد في كبدك ,, وراح أدعس على قلبي وأنسى حبي مشاعري وحبي لناديه ,, هين ,,أنا أوريك يا صالح"
فوضت أمري لله ,, وذهبت الى قسم التحاليل .
بعد وصولي أخبرت موظف الأستقبال أنني عقيل أبن التاجر المعروف رافع العايش ,, وأود أجراء فحص دم بطلب مني والدي الذي يرقد في المستشفى .
أخبرني موظف استقبال قسم الفحوصات أنه ينتظر قدومي ,, لأأن والدي طلب منهم أجراء بعض التحليلات على دمي ,, وتسليم نتيجة الفحوصات إليه .
هنا أرتجفت وخفت كثيراً ,, وعلمت أن الموضوع أصبح كبيراُ ولا يمكن الهروب منه .
أجريت الفحوصات ,, وغادرت المستشفى ,, وتواجدت في المسجد لأداء صلاة المغرب ,, وذلك رغم أبتعادي عن الصلوات والمساجد منذ شهر رمضان الفائت ,, ودعوت الله في الصلاة من كل قلبي أن عمي لم يخبر والدي ,, وأن والدي أراد التأكد من موضوع يختص بسلامتي الصحية ,, وليس للتأكد بأنني تناولت المشروب الكحولي في الليلة الفائته .
بعد صلاة العشاء تواجدت في الشالية ,, وكان المتواجد حينها في الشالية جسدي فقط ,, لأن قلبي وعقلي وكل تفكيري كان متواجد مع عمي ووالدي في المستشفى .
مرت الثواني وكأنها ساعات ,, وكنت مثل الذي ينتظر لحظة الأعدام .
الصدمة الثانية
فتح عمي باب الشالية ,, وكان ممسكاً بطرف يده والدي الذي كانت عيناه مغروقه بالدموع ,, بينما كانت يداه مشغوله بحمل أوراق يتضح أنها من المستشفى .
جلس والدي بجانبي ,, وكانت عيناه في الأرض ,, ولم يرفعها أبداُ ,, وبعد دقائق من الصمت ,, تحدث والدي وقال :
بتكلم في الموضوع بدون مقدمات ,, اليوم الصباح وصلني أيميل ,, من شاب مجهول , عمره 27 وأسمه "رضوان" وقال في رسالته أنه أجراء فحوصات الحمض النووي قبل أيام في بلده ,, وأكتشف أنه مو أبن العائلة اللي تربى عندهم ,, وأنه أبني أنا ,, وأنه على ما يبدو صار خطاء من المستشفى اللي ولد فيه وهو مستشفى الدمام الطبي ,, والخطاء هو عبارة عن تبديله بمولود سعودي ,, وبعد مراجعتي للسجلات مع المستشفى ,, أكتشفت فعلاُ أنه صادق ,, وأنه مولود في نفس اليوم اللي ولدت فيه أنت يا عقيل ,, عشان كذا أنا صدمت لأني أكتشفت أن كلامه صحيح ,, وهذا سبب الأغماءه اللي تعرضت لها .
اذا كنت أبناُ لعائلة ثرية مادياُ ,, ومتحفظه دينياُ ,, فليس من الغرابة أن أصبحت مثلي "سربوت"
القصة :
شعرت بأن والدي أصبح لا يطيقني في الأسابيع الماضية ,, والسبب الذي دعاني لقول هذا الأمر هو غضبه مني بثلاثة أمور مختلفه خلال أسبوع واحد فقط .
غضبه الأول نتج بعد علمه بأنني قد قمت بطرد "سوجار" مدير مصنع شركتنا لصناعة الأخشاب ,, وذلك بعد نشوب شجار بيني وبينه في داخل المصنع بسبب غضبه وطلبه مني أطفاء السيجارة التي كنت أدخنها أثناء جولتي التفقديه للمصنع ,, وعندما أخبرته بأنه يحق لي فعل ما أشاء طالما أنني مدير الشركة ,, وأبن مالكها ,, كان رده علي بإن قانون السلامة في داخل المصنع يطبق على الجميع بما فيهم أنا مدير المصنع ,, أثار كلامه حفيظتي وقمت بطرده ,, ولم أشعر بالندم رغم علمي بأهمية وجود سوجار في المصنع ,, ورغم علمي بأنه من أقدم الموظفين أن لم يكن أقدمهم .
الغضب الثاني لوالدي كان بسبب تأجيلي لحفل زواجي من نادية ابنة عمي صالح ,, والتي عقدت قراني عليها قبل سنتين ,, وهذه هي المره الرابعه التي أقوم فيها بتأجيل زواجي لستة أشهر ,, وذلك لشعوري بأنه "يوجد حب في رأسي ما أنطحن" ويجب أن أقوم بطحن ذلك الحب طالماُ أنني الى الان عزوبي .
الغضب الثالث كان بسبب سائقنا الهندي "نور الدين" ,, وذلك بعدما رآه والدي يقوم بعمل مساج لأصابع أقدامي في مجلس الضيوف الخارجي , وكان غضب والدي بسبب أنه شعر بأنني أعامل جميع العماله في المنزل والشركة وكأنهم "عبيد" .
كالعادة لم أهتم لغضب والدي ,, لأنني أعرفه جيداُ ,, يغضب لساعات ,, أو لأيام ,, وينسى في النهاية ,, ويعود يعاملني بكل حب ومودة .
الصدمة الاولى
ولأنني لم أعد أهتم لغضب والدي ,, ولم أعد ألقي بالاُ لنصائحه بالابتعاد عن الحرام ,, قمت بعمل سهرة تجمع أصدقائي و"صديقاتي" في "شاليه العائلة"
كنت متخوفاُ قليلاُ من موضوع كشف أمري من قبل والدي او أحد أفراد أسرتي ,, وذلك لأنني كنت متأكد بأنه لن يتواجد أحداُ منهم في الشالية في يوم الجمعه ,, وهو اليوم الذي يكون فيه الشالية خالياُ ولا يوجد فيه أحد .
حضر الأصدقاء ومعهم المشروبات الكحولية ,, وحضرت الفتيات ,, وحضرت السعادة في داخلي ,, وكنت أنوي أن لا أجعل تلك الليلة تمر مرور الكرام ,, ويجب أن أستغلها بكل دقائقها .
لعبنا ,, رقصنا ,, شربنا حتى ثملنا ,, وبعد ذلك حضرت الصدمة الاولى في حياتي ,, وهي تواجد عمي صالح في الشالية ومعه زوجته الثانية دلال .
غضب عمي كثيراُ بعد الذي رآه ,, وغادر الشالية بعد توجيهه كلمات العتب والسخط .
قمت بالأتصال بهاتف عمي المحمول ,, وترجيته بأن لا يخبر والدي بالذي رآه ,, لأنني أخشى أن يحل مكروه بوالدي لو علم بالأمر ,, والحمدلله طمأني عمي بأنه لن يخبر والدي ,, وذلك بشرط أن أترك هذه الأمور ,, وأعود الى جادة الصواب .
عدت الى المنزل فجراً والسعادة تتملكني بسبب وعد عمي لي بأنه لن يخبر والدي بالذي رآه .
وضعت جسدي المرهق على السرير ,, وغطيت في سبات عميق .
في حوالي الساعة الثالثة عصراُ رن هاتفي المحمول ,, وكان المتصل عمي صالح .
شعرت بقلق شديد من ذلك الأتصال ,, وأحسست بأنه يخفي خلفه صدمة ثانية ,, وخبر غير سار .
كان عمي يتكلم بهدوء , ويطلب مني تحمل الخبر الذي سوف يقوله لي ,, وكان ذلك الخبر هو أن والدي يرقد الآن في المستشفى بعد تعرضه لغيبوبة .
صعقت من الذي سمعته ,, وصرخت على الهاتف ,, وطلب مني عمي أن أخفض صوتي حتى لا تسمعني والدتي صراخي وتعرف بما قد حدث .
سألت عمي اذا كان قد أخلف بوعده وأخبر والدي بالذي رآه في الشالية في مساء الأمس ,, ولكنه أنكر ذلك ,, وأكتفى بقول "لا تخاف ,, ما قلت لأبوك عن اللي شفته"
أخبرني عمي بالمسشتفى الذي يرقد فيه والدي ,, وقمت على الفور بأرتداء ملابسي ,, ومغادرة المنزل متوجهاً الى المستشفى بأقصى سرعة .
تواجدت في المستشفى امام والدي المتعب ,, والذي كان حزيناُ جداُ ,, وحاولت معرفة سبب تعرضه للأغماء والتعب ,, ولكنه ألتزم الصمت ولم يتفوه بكلمة ,, والدموع كانت تملئ عيناه ,, وأكتفى بالنظر الى عيناي .
بعد دقائق أستطاع والدي الحديث ,, وقال "يا عقيل ,, أبيك تروح الحين لقسم تحليل الدم ,, وخلهم يأخذون منك عينه ,, وروح بعدها للشالية ,, وأنتبه تطلع من الشالية ,, لأن عندي موضوع مهم ,, لا زم أتأكد منه ,, ويارب يطلع الكلام اللي وصلني موب صحيح ,, واذا كان الكلام صحيح ,, فلي كلام معاك في الشالية بعد صلاة العشاء "
خرجت من الغرفة ونظرات الحقد تتوجه من عيني تجاه أعين عمي صالح ,, وكان هذا الذي يدور في بالي حينها "علمته يالبزر ,, المشكلة أنك رجال ملتزم وتحلف وتكذب ,, قسم بالله أنك ورع والشرهه علي اللي راح يتزوج بنتك ,, أكيد أبوي يبي يتأكد من صحة كلام عمي ويبي يفحص دمي عشان يشوف فيه كحول والا لا ,, لكن هين بحق أذا ما علمتك أن الله حق ,, واذا ابوي عرف اني كنت سكران امس وكنت جايب بنات للشالية ,, قسم بالله لا أطلق بنتك وأخليها تعنس وتقعد في كبدك ,, وراح أدعس على قلبي وأنسى حبي مشاعري وحبي لناديه ,, هين ,,أنا أوريك يا صالح"
فوضت أمري لله ,, وذهبت الى قسم التحاليل .
بعد وصولي أخبرت موظف الأستقبال أنني عقيل أبن التاجر المعروف رافع العايش ,, وأود أجراء فحص دم بطلب مني والدي الذي يرقد في المستشفى .
أخبرني موظف استقبال قسم الفحوصات أنه ينتظر قدومي ,, لأأن والدي طلب منهم أجراء بعض التحليلات على دمي ,, وتسليم نتيجة الفحوصات إليه .
هنا أرتجفت وخفت كثيراً ,, وعلمت أن الموضوع أصبح كبيراُ ولا يمكن الهروب منه .
أجريت الفحوصات ,, وغادرت المستشفى ,, وتواجدت في المسجد لأداء صلاة المغرب ,, وذلك رغم أبتعادي عن الصلوات والمساجد منذ شهر رمضان الفائت ,, ودعوت الله في الصلاة من كل قلبي أن عمي لم يخبر والدي ,, وأن والدي أراد التأكد من موضوع يختص بسلامتي الصحية ,, وليس للتأكد بأنني تناولت المشروب الكحولي في الليلة الفائته .
بعد صلاة العشاء تواجدت في الشالية ,, وكان المتواجد حينها في الشالية جسدي فقط ,, لأن قلبي وعقلي وكل تفكيري كان متواجد مع عمي ووالدي في المستشفى .
مرت الثواني وكأنها ساعات ,, وكنت مثل الذي ينتظر لحظة الأعدام .
الصدمة الثانية
فتح عمي باب الشالية ,, وكان ممسكاً بطرف يده والدي الذي كانت عيناه مغروقه بالدموع ,, بينما كانت يداه مشغوله بحمل أوراق يتضح أنها من المستشفى .
جلس والدي بجانبي ,, وكانت عيناه في الأرض ,, ولم يرفعها أبداُ ,, وبعد دقائق من الصمت ,, تحدث والدي وقال :
بتكلم في الموضوع بدون مقدمات ,, اليوم الصباح وصلني أيميل ,, من شاب مجهول , عمره 27 وأسمه "رضوان" وقال في رسالته أنه أجراء فحوصات الحمض النووي قبل أيام في بلده ,, وأكتشف أنه مو أبن العائلة اللي تربى عندهم ,, وأنه أبني أنا ,, وأنه على ما يبدو صار خطاء من المستشفى اللي ولد فيه وهو مستشفى الدمام الطبي ,, والخطاء هو عبارة عن تبديله بمولود سعودي ,, وبعد مراجعتي للسجلات مع المستشفى ,, أكتشفت فعلاُ أنه صادق ,, وأنه مولود في نفس اليوم اللي ولدت فيه أنت يا عقيل ,, عشان كذا أنا صدمت لأني أكتشفت أن كلامه صحيح ,, وهذا سبب الأغماءه اللي تعرضت لها .
أنا : الحمدلله لك يارب ,, الحمدلله لك يا رب ,, والله خوفتني يا بوي ,, حسبت أن عمي علمك أنه شافني أمس في الشاليه سكران وعندي شباب وبنات ,, اخر شيء طلعت السالفة كلها عن واحد غبي مضيع اهله ههههههههههه .
أبوي : كييييف ,, وش تقول أنت ؟؟ سهران أمس في الشالية وسكران بعد ومعاك بنات ياللي ما تخاف الله ,, هذي آخر تربيتي فيك يا قليل الأدب ,, وأنت يا خوي صالح ليه ما علمتني أنك شفته امس ؟؟ عشان أجي أدبغه هو واخوياه والبنات اللي جايبهم ؟؟
عمي صالح : والله حبيت أستر على ولدك ياخوي ,, خصوصاً أنه صار نسيبي للأسف ,, ما علينا يابو رضوان ,, كمل كلامك لعقيل .
أنا : مين أبو رضوان ؟؟ هذا أبوي ينادونه أبو عقيل ,, وش فيك مضيع يا عمي الله يهديك ؟؟
أبوي : يا عقيل ,, رضوان هذا ولدي ,, يعني فيه واحد من عيالي اللي ربيتهم ماهو ولدي .
أنا : يمكن أخوي حسين ؟؟ والا أخوي ناصر ؟؟ أتوقع أنه أخوي ناصر لأنه يشبه للعمانيين كثير .
أبوي : أي عمانيين ؟؟ رضوان هذا جنسيته هندي ,, وولدي اللي أنا مربيه كل هالسنوات أهله من الهند .
أنا : من الهند والا من تشاد ,, أنا وش علاقتي بالموضوع ؟
أبوي : أنت كم عمرك يا عقيل ؟؟ وكم عمر حسين ,, وكم عمر ناصر ؟؟
أنا : أمممم ,, طيب إذا علمتك وش هديتي ؟؟ تشتري لي البورش اللي طلبتها منك ورفضت ,, أتفقنا يابوي ؟؟
أبوي : أقول يالزلابه جاوبني لا أرنك بكوب عصير الليمون اللي قدامك .
أنا : أممم طيب يابوي بجوابك ,, هد أعصابك يا جون سينا ,, أنا عمري 27 ,, واخوي حسين عمره 24 ,, واخوي ناصر عمره 9 سنوات .
أبوي : اهااا ,, يعني أنت الولد الهندي اللي أنا ربيته ,, فهمت الحين يا عقيل ؟
أنا : هاااااااااااااااااااه ,, أي والله أنك صادق يابوي ,, كيف ما فكرت فيها ,, لا مو معقول أنا ولد هنود ,, لا ماني مصدق أن أبوي هندي ويشتغل سواق ,, وأمي هنديه وتشتغل شغالة ,, وأخواني هنود ويشتغلون زبالين ,, وخواتي يا أما شغالات أو يشتغلون في مصنع ليبتون الهند يقطفون شاي من مزارع الشاي !!!!!!!!!!!
أبوي : يا قليل الأدب ذولي أهلك ,, ولعلمك ,, أهلك الحمدلله مسلمين ,, وما عندهم الا ولد واحد اللي هو أنت ,, والحمدلله أبوك أمام مسجد في الهند ,, ويشتغل مدير مدرسة ,, وترى الفحوصات اللي سويتها أنت اليوم أثبتت أنك موب ولدي ,, وأنك ولد الشيخ الهندي نور الأسلام محمدي .
أنا "أبكي" : طيب أنت متأكد أنهم هنود موب أيطاليين ؟؟ لأني ما أشبه للهنود كثير ,, أنا رغم سمار بشرتي الا أن فيني كثير من ديفيد بكيهام لاعب اسبانيا ,, بعدين وش ذا الأسم المخيس نور الأسلام ,, ليش لا يكون هو اللي ماسك أنوار الحرم بيده ههههههههههههههههههههههههههه
عمي : أقول يابو رضوان ,, ولدك هذا منتهي والله ,, مصدق نفسه أنه أوربي ,, يا عقيل قسم بالله لو تشوف صورة رضوان تشك أنها صورتك ,, الولد فيه شبه كبير منك ,, وأنا ما ألوم الممرضات لما لخبطوا بينك وبينه في غرفة المواليد .
أنا : طيب موب هذا موضوعنا الحين ,, علمني يابوي وش ناوي تسوي الحين ؟؟ أنا ماني مستعد أني أروح أسكن في الهند وأعيش عند هنود ,, طنش الرسالة ,, وأنا أوعدك ماني معلم أمي عشان ما تتعب علينا ,, خصوصاً أنك تدري أن عندها مرض القلب ,, وممكن تروح فيها لو سمعت الخبر .
أبوي : أول شيء هذي موب امك ,, هذا أم رضوان ,, ثاني شيء انا رتبت كل شيء بموضوعك ,, وبأذن الله أمك ما راح تدري .
أنا : حلووو ,, تعجبني يابوي لما تفكر في مصلحة الجميع ,, يالله عن أذنكم أنتهى وقتي معاكم ,, وناوي أطلع بروح للبحرين بدور عامل لمصنع الاخشاب مكان الزفت سوجار اللي طردته قبل أسبوعين ,, الوضع صاير مره سيء بالمصنع ولازم ألقى له بديل .
أبوي : أجل بتروح للبحرين تدور عامل للمصنع ؟؟ والا بتروح عشان تفلها يالسربوت ؟؟ أقول أجلس يا زفت وأسمع اللي بقوله لك للآخر .
أنا : هذا أنا جلست ,, يالله خلصني وعلمني اللي عندك .
أبوي : أول شيء لازم تعرف أني مانيب مسؤول عنك من اليوم ورايح ,, وأنا بكره بسوي أستقدام لأبني رضوان بفيزا سواق ,, وبجيبه للبيت على اساس أنه سواق ,, لين ما يتعلم اللغة العربية زين ,, وأهلك يتعودون عليه ,, وبعدين بزوجه لناديه بنت أخوي صالح ,, عشان العائله يتقبلونه ويدخل عائلتنا بشكل رسمي .
أنا : لا والله يا شيخ ,, الهندي يتزوج نادية وأنا أتفرج ؟؟ والله ما يتزوجها وأنا عايش ,, ناديه حبيبتي ومستحيل تتزوج أحد غيري .
عمي : تخسى وتعقب ,, ناديه بنتي وأنا حر بتزويجها ,, وأنت يا عقيل نور الأسلام محمدي منت كفو تتزوج بنت سعودية مثل ناديه ,, ولا تنسى أن أصلك هندي ,, من الاحسن تتزوج هنديه من لحمك ودمك .
أنا : سمعت يابوي وش يقول عمي ؟؟ جالس يحتقرني لأني هندي ,, ونسى أننا كلنا عبيد الله ,, وأنا ما فيه فرق بين سعودي وهندي الا بالتقوى ,, ما علينا منه يابوي ,, علمني أنا وش وضعي الحين ؟
أبوي : أنا بعد ظهور فحوصاتك كلمت ابوك نور الأسلام ,, وأتفقت معاه على عملية التبادل ,, أنا أستقدم أبني رضوان واعامله كسائق لين ما تتعود عليه العائلة ,, وأنت بتروح للهند كعامل في مصنع خشب قريب من منزل أبوك في الهند ,, وبيحاول يدبر لك واسطه عشان تصير مدرس تحفيظ قران في الجامع اللي يشتغل فيه أبوك ,, وأنا بعد سنتين راح أراجع السفارة السعودية في الهند عشان نخلص أجرائتك أنت وأبني رضوان ,, عشان يعطونك الجواز والجنسية الهنديه ,, وعشان يأخذ أبني رضوان الجنسية السعودية .
أنا : طيب .. امممم ,, طيب أممممم ,, طيب هذا اخر كلام عندك .
أبوي : لا ,, أسمع وش راح تقول لزوجتي وبناتي وعيالي اذا سألوك وين بتروح بعد أسبوعين ,, أبيك تقول للجميع أنك بتروح دروة لأمريكا تدرس لغة لمدة سنتين ,, وبعد سنتين بأذن الله تكون أمورك خالصه ,, وأمور ولدي رضوان خالصة ,, وعندها أقدر أقول لأمك أنك تعرضت لحادث في أمريكا وتوفيت ,, شوي ,, شوي والجميع راح ينساك ,, ونفس الكلام راح يصير في الهند عند عائلة رضوان ,, راح يقول أبوك نور الأسلام لأمك دريه أن ولدهم رضوان توفى بحادث في السعودية ,, وأنت ساعد أمك دريه على نسيان رضوان .
أنا "أبكي" : طيب ممكن أهديك قصيدة ؟؟
أبوي : أكيد يا عقيل تفضل ؟
أنا : لا ياقاسي ,, يا اناني ,, قلبك ماعاد الكبير ... كل شي فيك تغير ,, ما ابي حبك .. وقربك .. ماني فاضيلك اساساً .. صار غيرك بي عشير "
أبوي : طيب خلاص أقلب وجهك الحين ,, وترى رحلتك على الهند بعد خمس أيام ,, لا تنسى تضف عفشك ,, ولا عاد أشوفك داخل في البيت عند بناتي ,, خايف تسوي فيهن شيء يالهندي ؟
أنا : عيب عليك ,, والله عيب عليك ,, ذولي يبقون خواتي ,, وعيب عليك تناديني يالهندي ,, الظاهر لي أسم ,, يا عنصري ,, ياللي ما تحترم الأجانب ,, يا مجرم ,, ياللي ما تخاف الله ,, تراهم بشر مثلك .
أبوي "ضاحكاً" : هههههههه شوف من ينصح ؟؟ شوف من يتكلم يا صالح !! عقيل اللي كان يحتقر الهنود وما يناديهم الا ب "ابو ريحه" ويا "معفن" ,, صار ينصحني ,, والله زمن ,, أقول يا عقيل عطني مفتاح السيارة ,, وأطلع من الشالية قدامي ,, وخذلك سيارة أجرة ,, وروح للبيت ,, بتلقى فراشك وملابسك كلها في غرفة السواق ,, واذا سألتك زوجتي ليه حطيت ملابسك وسريرك في غرفة السواق كذب عليها وقول أنك تبي تجرب عيشة السواقين مدة أسبوعين قبل لا تسافر لأمريكا ,, لا تعلمها أني أبي أخليك تتعود على الوضع وتأخذ نصايح تفيدك من سواقنا .
بعد تلك الكلمات غادرت الشالية والحزن والألم يعتصر فؤادي المسكين ,, بكيت كثيراُ , وتحسفت كثيراً ,, وخفت أكثر وأكثر من المصير المجهول الذي ينتظرني في مدينة "كيرلا" الهندية .
مضت أيام الأسبوع الأول والثاني بسرعة لا يمكن تخيلها ,, والآن أحدثكم في يوم الرحيل الى الهند ,, ومغادرة البلد الذي ترعرعت ونشأت فيه .
أمضيت أيام سيئة جداُ في غرفة السائق "نور الدين" ,, الذي كان يستمتع بأذلالي ,, وكان في أحايين كثيرة يقوم بأخراج "ريحه" أمامي بدون أن يحترمني ,, وكان يضحك بنشوة عندما يرى تعابير القرف تكتسي محياي .
أنتهت الأيام ,, وجاء يوم الوداع .
قبل رحلتي بساعتين للهند ,, كنت أجلس على كراسي الأنتظار في مطار الدمام ,, وأنظر بحسرة لوالدي وعمي الذين كانا يستقبلان رضوان القادم من الهند لبلد الذهب الأسود ,, وجالت هذه الكلمات في داخلي :
أيييييييه يالدنيا ,, من يصدق أن هذا الآدمي اللي لابس طاقية ذهبيه وعنده لحيه شكلها غبي ولد عز وولد نعمه ,, من يصدق أن هذا سعودي ؟؟ وولد التاجر المعروف رافع العايش ؟؟ اييييييييييه يالدنيا ما فيك خير .
أبوي : كييييف ,, وش تقول أنت ؟؟ سهران أمس في الشالية وسكران بعد ومعاك بنات ياللي ما تخاف الله ,, هذي آخر تربيتي فيك يا قليل الأدب ,, وأنت يا خوي صالح ليه ما علمتني أنك شفته امس ؟؟ عشان أجي أدبغه هو واخوياه والبنات اللي جايبهم ؟؟
عمي صالح : والله حبيت أستر على ولدك ياخوي ,, خصوصاً أنه صار نسيبي للأسف ,, ما علينا يابو رضوان ,, كمل كلامك لعقيل .
أنا : مين أبو رضوان ؟؟ هذا أبوي ينادونه أبو عقيل ,, وش فيك مضيع يا عمي الله يهديك ؟؟
أبوي : يا عقيل ,, رضوان هذا ولدي ,, يعني فيه واحد من عيالي اللي ربيتهم ماهو ولدي .
أنا : يمكن أخوي حسين ؟؟ والا أخوي ناصر ؟؟ أتوقع أنه أخوي ناصر لأنه يشبه للعمانيين كثير .
أبوي : أي عمانيين ؟؟ رضوان هذا جنسيته هندي ,, وولدي اللي أنا مربيه كل هالسنوات أهله من الهند .
أنا : من الهند والا من تشاد ,, أنا وش علاقتي بالموضوع ؟
أبوي : أنت كم عمرك يا عقيل ؟؟ وكم عمر حسين ,, وكم عمر ناصر ؟؟
أنا : أمممم ,, طيب إذا علمتك وش هديتي ؟؟ تشتري لي البورش اللي طلبتها منك ورفضت ,, أتفقنا يابوي ؟؟
أبوي : أقول يالزلابه جاوبني لا أرنك بكوب عصير الليمون اللي قدامك .
أنا : أممم طيب يابوي بجوابك ,, هد أعصابك يا جون سينا ,, أنا عمري 27 ,, واخوي حسين عمره 24 ,, واخوي ناصر عمره 9 سنوات .
أبوي : اهااا ,, يعني أنت الولد الهندي اللي أنا ربيته ,, فهمت الحين يا عقيل ؟
أنا : هاااااااااااااااااااه ,, أي والله أنك صادق يابوي ,, كيف ما فكرت فيها ,, لا مو معقول أنا ولد هنود ,, لا ماني مصدق أن أبوي هندي ويشتغل سواق ,, وأمي هنديه وتشتغل شغالة ,, وأخواني هنود ويشتغلون زبالين ,, وخواتي يا أما شغالات أو يشتغلون في مصنع ليبتون الهند يقطفون شاي من مزارع الشاي !!!!!!!!!!!
أبوي : يا قليل الأدب ذولي أهلك ,, ولعلمك ,, أهلك الحمدلله مسلمين ,, وما عندهم الا ولد واحد اللي هو أنت ,, والحمدلله أبوك أمام مسجد في الهند ,, ويشتغل مدير مدرسة ,, وترى الفحوصات اللي سويتها أنت اليوم أثبتت أنك موب ولدي ,, وأنك ولد الشيخ الهندي نور الأسلام محمدي .
أنا "أبكي" : طيب أنت متأكد أنهم هنود موب أيطاليين ؟؟ لأني ما أشبه للهنود كثير ,, أنا رغم سمار بشرتي الا أن فيني كثير من ديفيد بكيهام لاعب اسبانيا ,, بعدين وش ذا الأسم المخيس نور الأسلام ,, ليش لا يكون هو اللي ماسك أنوار الحرم بيده ههههههههههههههههههههههههههه
عمي : أقول يابو رضوان ,, ولدك هذا منتهي والله ,, مصدق نفسه أنه أوربي ,, يا عقيل قسم بالله لو تشوف صورة رضوان تشك أنها صورتك ,, الولد فيه شبه كبير منك ,, وأنا ما ألوم الممرضات لما لخبطوا بينك وبينه في غرفة المواليد .
أنا : طيب موب هذا موضوعنا الحين ,, علمني يابوي وش ناوي تسوي الحين ؟؟ أنا ماني مستعد أني أروح أسكن في الهند وأعيش عند هنود ,, طنش الرسالة ,, وأنا أوعدك ماني معلم أمي عشان ما تتعب علينا ,, خصوصاً أنك تدري أن عندها مرض القلب ,, وممكن تروح فيها لو سمعت الخبر .
أبوي : أول شيء هذي موب امك ,, هذا أم رضوان ,, ثاني شيء انا رتبت كل شيء بموضوعك ,, وبأذن الله أمك ما راح تدري .
أنا : حلووو ,, تعجبني يابوي لما تفكر في مصلحة الجميع ,, يالله عن أذنكم أنتهى وقتي معاكم ,, وناوي أطلع بروح للبحرين بدور عامل لمصنع الاخشاب مكان الزفت سوجار اللي طردته قبل أسبوعين ,, الوضع صاير مره سيء بالمصنع ولازم ألقى له بديل .
أبوي : أجل بتروح للبحرين تدور عامل للمصنع ؟؟ والا بتروح عشان تفلها يالسربوت ؟؟ أقول أجلس يا زفت وأسمع اللي بقوله لك للآخر .
أنا : هذا أنا جلست ,, يالله خلصني وعلمني اللي عندك .
أبوي : أول شيء لازم تعرف أني مانيب مسؤول عنك من اليوم ورايح ,, وأنا بكره بسوي أستقدام لأبني رضوان بفيزا سواق ,, وبجيبه للبيت على اساس أنه سواق ,, لين ما يتعلم اللغة العربية زين ,, وأهلك يتعودون عليه ,, وبعدين بزوجه لناديه بنت أخوي صالح ,, عشان العائله يتقبلونه ويدخل عائلتنا بشكل رسمي .
أنا : لا والله يا شيخ ,, الهندي يتزوج نادية وأنا أتفرج ؟؟ والله ما يتزوجها وأنا عايش ,, ناديه حبيبتي ومستحيل تتزوج أحد غيري .
عمي : تخسى وتعقب ,, ناديه بنتي وأنا حر بتزويجها ,, وأنت يا عقيل نور الأسلام محمدي منت كفو تتزوج بنت سعودية مثل ناديه ,, ولا تنسى أن أصلك هندي ,, من الاحسن تتزوج هنديه من لحمك ودمك .
أنا : سمعت يابوي وش يقول عمي ؟؟ جالس يحتقرني لأني هندي ,, ونسى أننا كلنا عبيد الله ,, وأنا ما فيه فرق بين سعودي وهندي الا بالتقوى ,, ما علينا منه يابوي ,, علمني أنا وش وضعي الحين ؟
أبوي : أنا بعد ظهور فحوصاتك كلمت ابوك نور الأسلام ,, وأتفقت معاه على عملية التبادل ,, أنا أستقدم أبني رضوان واعامله كسائق لين ما تتعود عليه العائلة ,, وأنت بتروح للهند كعامل في مصنع خشب قريب من منزل أبوك في الهند ,, وبيحاول يدبر لك واسطه عشان تصير مدرس تحفيظ قران في الجامع اللي يشتغل فيه أبوك ,, وأنا بعد سنتين راح أراجع السفارة السعودية في الهند عشان نخلص أجرائتك أنت وأبني رضوان ,, عشان يعطونك الجواز والجنسية الهنديه ,, وعشان يأخذ أبني رضوان الجنسية السعودية .
أنا : طيب .. امممم ,, طيب أممممم ,, طيب هذا اخر كلام عندك .
أبوي : لا ,, أسمع وش راح تقول لزوجتي وبناتي وعيالي اذا سألوك وين بتروح بعد أسبوعين ,, أبيك تقول للجميع أنك بتروح دروة لأمريكا تدرس لغة لمدة سنتين ,, وبعد سنتين بأذن الله تكون أمورك خالصه ,, وأمور ولدي رضوان خالصة ,, وعندها أقدر أقول لأمك أنك تعرضت لحادث في أمريكا وتوفيت ,, شوي ,, شوي والجميع راح ينساك ,, ونفس الكلام راح يصير في الهند عند عائلة رضوان ,, راح يقول أبوك نور الأسلام لأمك دريه أن ولدهم رضوان توفى بحادث في السعودية ,, وأنت ساعد أمك دريه على نسيان رضوان .
أنا "أبكي" : طيب ممكن أهديك قصيدة ؟؟
أبوي : أكيد يا عقيل تفضل ؟
أنا : لا ياقاسي ,, يا اناني ,, قلبك ماعاد الكبير ... كل شي فيك تغير ,, ما ابي حبك .. وقربك .. ماني فاضيلك اساساً .. صار غيرك بي عشير "
أبوي : طيب خلاص أقلب وجهك الحين ,, وترى رحلتك على الهند بعد خمس أيام ,, لا تنسى تضف عفشك ,, ولا عاد أشوفك داخل في البيت عند بناتي ,, خايف تسوي فيهن شيء يالهندي ؟
أنا : عيب عليك ,, والله عيب عليك ,, ذولي يبقون خواتي ,, وعيب عليك تناديني يالهندي ,, الظاهر لي أسم ,, يا عنصري ,, ياللي ما تحترم الأجانب ,, يا مجرم ,, ياللي ما تخاف الله ,, تراهم بشر مثلك .
أبوي "ضاحكاً" : هههههههه شوف من ينصح ؟؟ شوف من يتكلم يا صالح !! عقيل اللي كان يحتقر الهنود وما يناديهم الا ب "ابو ريحه" ويا "معفن" ,, صار ينصحني ,, والله زمن ,, أقول يا عقيل عطني مفتاح السيارة ,, وأطلع من الشالية قدامي ,, وخذلك سيارة أجرة ,, وروح للبيت ,, بتلقى فراشك وملابسك كلها في غرفة السواق ,, واذا سألتك زوجتي ليه حطيت ملابسك وسريرك في غرفة السواق كذب عليها وقول أنك تبي تجرب عيشة السواقين مدة أسبوعين قبل لا تسافر لأمريكا ,, لا تعلمها أني أبي أخليك تتعود على الوضع وتأخذ نصايح تفيدك من سواقنا .
بعد تلك الكلمات غادرت الشالية والحزن والألم يعتصر فؤادي المسكين ,, بكيت كثيراُ , وتحسفت كثيراً ,, وخفت أكثر وأكثر من المصير المجهول الذي ينتظرني في مدينة "كيرلا" الهندية .
مضت أيام الأسبوع الأول والثاني بسرعة لا يمكن تخيلها ,, والآن أحدثكم في يوم الرحيل الى الهند ,, ومغادرة البلد الذي ترعرعت ونشأت فيه .
أمضيت أيام سيئة جداُ في غرفة السائق "نور الدين" ,, الذي كان يستمتع بأذلالي ,, وكان في أحايين كثيرة يقوم بأخراج "ريحه" أمامي بدون أن يحترمني ,, وكان يضحك بنشوة عندما يرى تعابير القرف تكتسي محياي .
أنتهت الأيام ,, وجاء يوم الوداع .
قبل رحلتي بساعتين للهند ,, كنت أجلس على كراسي الأنتظار في مطار الدمام ,, وأنظر بحسرة لوالدي وعمي الذين كانا يستقبلان رضوان القادم من الهند لبلد الذهب الأسود ,, وجالت هذه الكلمات في داخلي :
أيييييييه يالدنيا ,, من يصدق أن هذا الآدمي اللي لابس طاقية ذهبيه وعنده لحيه شكلها غبي ولد عز وولد نعمه ,, من يصدق أن هذا سعودي ؟؟ وولد التاجر المعروف رافع العايش ؟؟ اييييييييييه يالدنيا ما فيك خير .
كان تواجد عمي في الشالية قبل أسبوعين أثناء سهرتي مع الفتيات هي الصدمة الاولى في حياتي ,, وكان موضوع تبديل المواليد بيني وبين رضوان هي الصدمة الثانية والصدمة الأقوى ,, وما زلت أشعر أن هنالك من الصدمات ما يكفي لأن أكره هذه الحياة ,, التي بدأت أكرهها في آخر الأيام .
رحلة الهند
تواجدت في الهند ,, وكان في أستقبالي في المطار والدي نور الاسلام ,, وكان الشيب يغزو لحيته الطويلة ,, وكان يتضح على محياه الطيبه والجدية وقوة الأيمان .
كان والدي في بداية الأيام متسامح معي ,, وكان يخبرني بأنني اذا اردت العيش معه ,, فيجب علي أن أتغير وأتبع القوانين التي كان يسير عليها رضوان قبل مغادرته ,, وكانت أبرز القوانين هي :
1- اداء الصلوات في موعدها ,, وفي المسجد .
2- النوم مبكراُ والنهوض مبكراُ .
3- السهر في أيام الأجازات فقط .
4- أحترام الجميع ,, وعدم التعالي على أي شيء .
وأضاف أخيراُ بلغته العربيه الركيكه بأنني في حال مخالفتي لتلك الامور سوف أجد نفسي في الشارع ,, ولن يتعاطف معي مطلقاُ .
أخبرته والأسى يتضح في محياي على موافقتي على جميع قوانينه ,, وبأنني سوف أتغير من اليوم التالي .
بسبب أنشغال بالي لم أنم جيداُ تلك الليلة ,, وكنت أفكر كثيراُ بتغير حالتي من الثراء ,, الى العيش فقيراُ في بلد تشح فيه الوظائف المرموقه والرواتب العالية والأمان .
قبيل صلاة الفجر بدقائق تغلب علي التعب ودخلت في سبات عميق .
بعد ساعة تقريباُ قام والدي بأيقاضي لأداء صلاة الفجر ,, أخبرته بأنني سوف الحقه للمسجد ,, ولكنني عدت للنوم بعد ذهابه .
أفقت في ظهيرة اليوم التالي في قرابة الساعة الثانية ظهراُ ,, وكان والدي غاضباُ جداُ مني ,, وبعد تناولي للغداء أجتمع بي وأخبرني بأنه يجب علي مغادرة منزله ,, لأنني لا أبالي بأداء الفروض ,, ولا بالذهاب للعمل ,, وطلب مني عدم العودة اليه مهما حدث .
جمعت ملابسي ووضعتها في الحقيبة ,, وغادرت المنزل ,, رغم ان والدتي كانت تحدثه وتبكي وكأنها تريد أقناعه بأن أبقى ولا أخرج من المنزل , ودارت في خاطري هذه الكلمات بعد رؤيتي لدموع والدتي "ايييه يا يمه ,, تبكين على طلعتي من البيت وأنتي للحين ما عرفتي أني ولدك الحقيقي ,, سبحان الله قلب الأم يحسسها بعيالها حتى لو ما كانت تدري أنهم عيالها "
غادرت المنزل ,, وأصبحت أجوب الشوارع ,, ولأنني في موقف صعب مضت ساعات اليوم بسرعة ,, وحل الظلام .
أغلقت أبواب المحلات ,, وخلت الشوارع من المارة ,, ولم يبقى في تلك الشوارع البائسة الا بعض الفقراء الذين يلتحفون الأرصفة ,, ولأنني مثلهم تقريباُ ,, أفترشت أحد الزوايا في سوق كيرلا ,, ونمت بعد التعب الذي أصابني .
بعد بزوغ نور الشمس ذهبت أجول الشوارع ,, وقررت بيع ملابسي الفاخرة وهاتفي المحمول لكي أستطيع تناول شيء أسد رمقي فيه .
بعت جميع ملابسي الغالية بثمن بخس جداُ ,, بالكاد يكفي لوجبتين في احد المطاعم الهنديه ,, وأستغليت مبلغ هاتفي المحمول للسكن في أحد الفنادق لمدة يومين .
مضت تلك اليومين بشكل سريع ,, ثم عدت الى النوم في الشوارع ,, وبعدها بدأت في العمل في غسيل السيارت في مواقف سوق كيرلا لكي أجني ما يكفي لسد حاجتي من الأكل .
كانت دموعي تهطل بغزارة عندما كنت أتذكر معاملتي للعمالة الأجانب في مصنع رافع العايش ,, وكانت الدموع تزداد غزارة عندما كنت أتذكر كيف كنت أعامل السائق الهندي بكل أحتقار ,, وكيف كنت أذله في بعض الأحيان وأستمتع برؤية الدموع وهي تقف على محاجر عينه .
أستمريت على تلك الحال لمدة أربعة أيام ,, وفي اليوم الخامس ,, تواجد أمامي ما يقارب سبعة من الذين يشاركوني في غسيل السيارات في تلك المواقف ,, وكان الغضب هو العلامة الوحيدة التي تتضح على تعابيرهم .
أخبرني أحدهم بلغته الأنجليزيه الضيعفه بأنه يجب علي مغادرة هذه المواقف ,, لأنهم يملكون العمل فيها كعصابة ,, وأضاف بأنني لو قمت بغسيل أي سيارة من الآن وصاعداُ قد أتعرض للقتل ,, لذلك غادرت تلك المنطقة والحزن يعتصرني .
في المساء وبينما كنت نائماُ ,, كان أحدهم يقف فوق رأسي ويناديني بأسمي ,, سعدت كثيراُ عندما علمت أنه والدي نورالأسلام .
أخبرني والدي بأنه كان يبحث عني ,, وذلك ليقوم بأرجاعي للمنزل ,, وأعطائي فرصة أخيرة لكي أكون شخصاً جيداُ ,, ويعود الفضل لألحاح زوجته دريه ,, عفواُ والدتي أطال الله في عمرها .
عدت معه الى المنزل ,, وكانت تلك العودة هي بداية التغير الجذري الذي طرأ في حياتي .
أعلم أن الجميع يريد معرفة التغيرات التي طرأت علي ,, لذلك دعوني أخبركم بها بالترتيب :
** منذ ذلك اليوم لم أفوت أي صلاة وأي فرض والحمدلله ,, وعرفت قيمة الصلاة مع الجماعة ,, وقيمة أداء الصلوات في وقتها والمحافظة عليها ,, وأنها سبب لراحة بال الأنسان .
** عملت في أكبر مصنع للاخشاب في كيرلا ,, وأستطعت الأندماج في العمل ,, ويعود الفضل بذلك بعد الله لعملي السابق في مصنع رافع العايش للأخشاب .
** بعد ستة أشهر من العمل ترقيت من عامل الى مشرف .
** بعد ستة أشهر أصبحت أتحدث الأوردو بطلاقة ,, وكذلك اللغة الانجليزية .
** كان جدولي اليومي عبارة عن من 7 صباحاُ الى 3 مساءً في المصنع ,, من 4 مساء الى 5 مساء أعمل بشكل مجاني في المسجد لتحفيظ الطلبة القران الكريم , من 6 الى 7 اتعلم اللغة الانجليزيه في معهد قريب من المنزل ,, وكنت أنام بعد تناولي للعشاء في تمام الساعة 11 ,, واستقيظ في الساعة 5 لأداء صلاة الفجر والاستعداد للذهاب للعمل .
** في ايام الاجازات الأسبوعيه كنت أذهب لمنزل عمي نديم في قرية ماناي التي تبعد عن كيرلا قرابة 40 كم ,, وكنت أستمتع بقضاء الاوقات مع ابناءه الدكتور محمد ,, والمحامي الياس .
** أحببت والدي نور الأسلام كثيراُ ,, كان يحكي لي القصص التي فيها فائدة ,, وكان يعاملني كصديق وليس كأب ,, وكان يفاجئني بأمور لا أتوقعها ,, تكون سبب في أدخال البهجة والسرور الى قلبي لأيام .
تندمت كثيراُ على ما فعلته بالسعودية مع والدي ووالدتي واشقائي وكذلك شقيقاتي ,, وعلى ما فعلته بالأجانب في المصنع , وبكيت مراراُ على زوال أول وآخر حب في حياتي التي كان يرتسم في خطيبتي الأستاذه ناديه .
الصدمة الثالثة
بعد مرور سنه تقريباُ بدأت تهطل الصدمات ,, وكان أولها بعد عودتي الى المنزل من المصنع لكي أستبدل ملابسي وأتناول غدائي وأذهب الى المسجد ,, فؤجئت ببكاء وصراخ والدتي دريه ,, وعندما سألت والدي عن السبب أخبرني بأنه أخبرها بوفاة أبنها رضوان في حادث بالسعودية .
قلت له والأندهاش اتضح في حديثي : لم يكن هذا الاتفاق بينك وبين أبي ,, لقد أتفقتوا أنكم تخبروا امهاتنا بأمر وفاتنا بعد سنتين من تواجدنا بينكم ,, وليس بعد سنه .
قال والدي بأن الامر سيان ,, بعد سنه أو بعد سنتين ,, مصير والدتي في النهايه هو النسيان وتقبل الموضوع .
لم أشاء أن أعاتب والدي أكثر ,, فذهبت مسرعاُ الى غرفتي وأنا أكتم غيظي حتى لا يتطور الأمر .
لم أذهب الى حلقة التحفيظ في ذلك اليوم ,, ونفس الأمر بالنسبة لمعهد اللغة الانجليزية ,, وفضلت البقاء بجانب والدتي لكي أواسيها وأقراء القران عليها لأخفف حزنها بذلك الخبر الذي دمر قلبها مثلما دمر قلبي بكائها ومنظر الدموع على محياها المترهل .
رحلة الهند
تواجدت في الهند ,, وكان في أستقبالي في المطار والدي نور الاسلام ,, وكان الشيب يغزو لحيته الطويلة ,, وكان يتضح على محياه الطيبه والجدية وقوة الأيمان .
كان والدي في بداية الأيام متسامح معي ,, وكان يخبرني بأنني اذا اردت العيش معه ,, فيجب علي أن أتغير وأتبع القوانين التي كان يسير عليها رضوان قبل مغادرته ,, وكانت أبرز القوانين هي :
1- اداء الصلوات في موعدها ,, وفي المسجد .
2- النوم مبكراُ والنهوض مبكراُ .
3- السهر في أيام الأجازات فقط .
4- أحترام الجميع ,, وعدم التعالي على أي شيء .
وأضاف أخيراُ بلغته العربيه الركيكه بأنني في حال مخالفتي لتلك الامور سوف أجد نفسي في الشارع ,, ولن يتعاطف معي مطلقاُ .
أخبرته والأسى يتضح في محياي على موافقتي على جميع قوانينه ,, وبأنني سوف أتغير من اليوم التالي .
بسبب أنشغال بالي لم أنم جيداُ تلك الليلة ,, وكنت أفكر كثيراُ بتغير حالتي من الثراء ,, الى العيش فقيراُ في بلد تشح فيه الوظائف المرموقه والرواتب العالية والأمان .
قبيل صلاة الفجر بدقائق تغلب علي التعب ودخلت في سبات عميق .
بعد ساعة تقريباُ قام والدي بأيقاضي لأداء صلاة الفجر ,, أخبرته بأنني سوف الحقه للمسجد ,, ولكنني عدت للنوم بعد ذهابه .
أفقت في ظهيرة اليوم التالي في قرابة الساعة الثانية ظهراُ ,, وكان والدي غاضباُ جداُ مني ,, وبعد تناولي للغداء أجتمع بي وأخبرني بأنه يجب علي مغادرة منزله ,, لأنني لا أبالي بأداء الفروض ,, ولا بالذهاب للعمل ,, وطلب مني عدم العودة اليه مهما حدث .
جمعت ملابسي ووضعتها في الحقيبة ,, وغادرت المنزل ,, رغم ان والدتي كانت تحدثه وتبكي وكأنها تريد أقناعه بأن أبقى ولا أخرج من المنزل , ودارت في خاطري هذه الكلمات بعد رؤيتي لدموع والدتي "ايييه يا يمه ,, تبكين على طلعتي من البيت وأنتي للحين ما عرفتي أني ولدك الحقيقي ,, سبحان الله قلب الأم يحسسها بعيالها حتى لو ما كانت تدري أنهم عيالها "
غادرت المنزل ,, وأصبحت أجوب الشوارع ,, ولأنني في موقف صعب مضت ساعات اليوم بسرعة ,, وحل الظلام .
أغلقت أبواب المحلات ,, وخلت الشوارع من المارة ,, ولم يبقى في تلك الشوارع البائسة الا بعض الفقراء الذين يلتحفون الأرصفة ,, ولأنني مثلهم تقريباُ ,, أفترشت أحد الزوايا في سوق كيرلا ,, ونمت بعد التعب الذي أصابني .
بعد بزوغ نور الشمس ذهبت أجول الشوارع ,, وقررت بيع ملابسي الفاخرة وهاتفي المحمول لكي أستطيع تناول شيء أسد رمقي فيه .
بعت جميع ملابسي الغالية بثمن بخس جداُ ,, بالكاد يكفي لوجبتين في احد المطاعم الهنديه ,, وأستغليت مبلغ هاتفي المحمول للسكن في أحد الفنادق لمدة يومين .
مضت تلك اليومين بشكل سريع ,, ثم عدت الى النوم في الشوارع ,, وبعدها بدأت في العمل في غسيل السيارت في مواقف سوق كيرلا لكي أجني ما يكفي لسد حاجتي من الأكل .
كانت دموعي تهطل بغزارة عندما كنت أتذكر معاملتي للعمالة الأجانب في مصنع رافع العايش ,, وكانت الدموع تزداد غزارة عندما كنت أتذكر كيف كنت أعامل السائق الهندي بكل أحتقار ,, وكيف كنت أذله في بعض الأحيان وأستمتع برؤية الدموع وهي تقف على محاجر عينه .
أستمريت على تلك الحال لمدة أربعة أيام ,, وفي اليوم الخامس ,, تواجد أمامي ما يقارب سبعة من الذين يشاركوني في غسيل السيارات في تلك المواقف ,, وكان الغضب هو العلامة الوحيدة التي تتضح على تعابيرهم .
أخبرني أحدهم بلغته الأنجليزيه الضيعفه بأنه يجب علي مغادرة هذه المواقف ,, لأنهم يملكون العمل فيها كعصابة ,, وأضاف بأنني لو قمت بغسيل أي سيارة من الآن وصاعداُ قد أتعرض للقتل ,, لذلك غادرت تلك المنطقة والحزن يعتصرني .
في المساء وبينما كنت نائماُ ,, كان أحدهم يقف فوق رأسي ويناديني بأسمي ,, سعدت كثيراُ عندما علمت أنه والدي نورالأسلام .
أخبرني والدي بأنه كان يبحث عني ,, وذلك ليقوم بأرجاعي للمنزل ,, وأعطائي فرصة أخيرة لكي أكون شخصاً جيداُ ,, ويعود الفضل لألحاح زوجته دريه ,, عفواُ والدتي أطال الله في عمرها .
عدت معه الى المنزل ,, وكانت تلك العودة هي بداية التغير الجذري الذي طرأ في حياتي .
أعلم أن الجميع يريد معرفة التغيرات التي طرأت علي ,, لذلك دعوني أخبركم بها بالترتيب :
** منذ ذلك اليوم لم أفوت أي صلاة وأي فرض والحمدلله ,, وعرفت قيمة الصلاة مع الجماعة ,, وقيمة أداء الصلوات في وقتها والمحافظة عليها ,, وأنها سبب لراحة بال الأنسان .
** عملت في أكبر مصنع للاخشاب في كيرلا ,, وأستطعت الأندماج في العمل ,, ويعود الفضل بذلك بعد الله لعملي السابق في مصنع رافع العايش للأخشاب .
** بعد ستة أشهر من العمل ترقيت من عامل الى مشرف .
** بعد ستة أشهر أصبحت أتحدث الأوردو بطلاقة ,, وكذلك اللغة الانجليزية .
** كان جدولي اليومي عبارة عن من 7 صباحاُ الى 3 مساءً في المصنع ,, من 4 مساء الى 5 مساء أعمل بشكل مجاني في المسجد لتحفيظ الطلبة القران الكريم , من 6 الى 7 اتعلم اللغة الانجليزيه في معهد قريب من المنزل ,, وكنت أنام بعد تناولي للعشاء في تمام الساعة 11 ,, واستقيظ في الساعة 5 لأداء صلاة الفجر والاستعداد للذهاب للعمل .
** في ايام الاجازات الأسبوعيه كنت أذهب لمنزل عمي نديم في قرية ماناي التي تبعد عن كيرلا قرابة 40 كم ,, وكنت أستمتع بقضاء الاوقات مع ابناءه الدكتور محمد ,, والمحامي الياس .
** أحببت والدي نور الأسلام كثيراُ ,, كان يحكي لي القصص التي فيها فائدة ,, وكان يعاملني كصديق وليس كأب ,, وكان يفاجئني بأمور لا أتوقعها ,, تكون سبب في أدخال البهجة والسرور الى قلبي لأيام .
تندمت كثيراُ على ما فعلته بالسعودية مع والدي ووالدتي واشقائي وكذلك شقيقاتي ,, وعلى ما فعلته بالأجانب في المصنع , وبكيت مراراُ على زوال أول وآخر حب في حياتي التي كان يرتسم في خطيبتي الأستاذه ناديه .
الصدمة الثالثة
بعد مرور سنه تقريباُ بدأت تهطل الصدمات ,, وكان أولها بعد عودتي الى المنزل من المصنع لكي أستبدل ملابسي وأتناول غدائي وأذهب الى المسجد ,, فؤجئت ببكاء وصراخ والدتي دريه ,, وعندما سألت والدي عن السبب أخبرني بأنه أخبرها بوفاة أبنها رضوان في حادث بالسعودية .
قلت له والأندهاش اتضح في حديثي : لم يكن هذا الاتفاق بينك وبين أبي ,, لقد أتفقتوا أنكم تخبروا امهاتنا بأمر وفاتنا بعد سنتين من تواجدنا بينكم ,, وليس بعد سنه .
قال والدي بأن الامر سيان ,, بعد سنه أو بعد سنتين ,, مصير والدتي في النهايه هو النسيان وتقبل الموضوع .
لم أشاء أن أعاتب والدي أكثر ,, فذهبت مسرعاُ الى غرفتي وأنا أكتم غيظي حتى لا يتطور الأمر .
لم أذهب الى حلقة التحفيظ في ذلك اليوم ,, ونفس الأمر بالنسبة لمعهد اللغة الانجليزية ,, وفضلت البقاء بجانب والدتي لكي أواسيها وأقراء القران عليها لأخفف حزنها بذلك الخبر الذي دمر قلبها مثلما دمر قلبي بكائها ومنظر الدموع على محياها المترهل .
أستمر الحزن في منزلنا قرابة الأسبوع ,, وبعد أسبوع بدأت الاوضاع ترجع كما السابق لمنزل عائلتي .
بعد سنه ونصف من تواجدي في المصنع تمت ترقيتي لكي أصبح مدير لمصنع الأخشاب ,, وشكل هذا الخبر فرحة كبيرة لوالدي ووالدتي ,, وكان هذا الخبر سبباُ لرؤية البسمة مرة أخرى على شفاه والدتي الحبيبه .
الصدمة الرابعة
بعد ذلك الخبر بأيام قليلة ,, قام بزيارتنا الى المنزل أبن عمي المحامي الياس ,, وكان يحمل معه حقيبة ,, وأخبرنا بأن في الحقيبة ما يقارب مائة الف دولار ,, سوف يقوم بتسليمها في مساء الغد لأحدى الشركات ,, بعد حله لقضية كانت بين تلك الشركة وشركة أخرى .
بعد عودتي للمنزل في اليوم التالي ,, كانت الصدمة الرابعة تنتظرني ,, وهي تواجد سيارة الشرطة أمام باب منزل العائلة ,, وشعرت بالكثير من الخوف ,, لأنني أول مره أرى فيها سيارة الشرطة تقف في الحي الذي نقطن فيه .
بعد دخولي للمنزل ,, صرخ أبن عمي الياس قائلاُ : أنه هذا الشخص الذي سرق المبلغ ,, القوا القبض عليه .
كنت متفاجئ جداُ من الذي يحدث في تلك الأثناء ,, خصوصاُ عندما قام رجل الشرطة بوضع الاصفاد في يدي ووضعي في سيارة الشرطة .
من هول الصدمة لم أتحدث مطلقاً ,, الا بعد وضعي خلف سياج السجن ,, وصرخت في محيا والدي وابن عمي وأخبرتهم بأنني لا أعلم مطلقاُ بأمر فقدان الحقيبة .
قال أبن عمي بأنه فقد حقيبته بعد استيقاظة من النوم ,, ولا يمكن لأحد أن يتسلل الى غرفتي ,, خصوصاً أنني أغفلت باب الغرفة قبل خلودنا للنوم .
طلبت من والدي عدم تصديقه ,, وأضفت بأنني بريئ , فكان رد والدي بكل بساطة قبل أن يغادر السجن "لو كنت بريء ,, سوف يساندك الله ,, وسوف تعود الى منزلنا قبل حلول الظلام"
ألتزمت الصمت ,, وأتضح أقتناعي بما قاله والدي ,, بأن الحق سوف يظهر ,, وسوف تظهر الحقيبة ,, وسوف أخرج من هذا المأزق .
أمضيت في التوقيف مدة يومين ,, وقادوني بعدها الى المحكمة ,, وأصدر القاضي حينها حكماُ بنسب السرقة الي ,, ولذلك قرر سجني لمدة عشر سنوات .
لم أعد أحتمل ما حدث ,, وسقطت على الأرض باكياُ من هول الصدمة .
كانت أجواء السجن مريعة وسيئة للغاية ,, أسوء من فقداني لعائلتي السعودية ,, أسوء من فقداني لحبيبتي نادية ,, أسوء من النوم على ارصفة شوارع كيرلا ,,أسوء من التهديد بالقتل من احدى العصابات ,, أسوء من الغربة ,, أسوء من المووت .
مضى على تواجدي في هذا السجن السيء جداُ قرابة 20شهراُ ,, عفواُ أحبتي ,, مضى على تواجدي في هذا السجن قرابة 20 يوماً ,, وكان اليوم يمر وكأنه شهر ,, لسوء ما يحدث فيه من قهر وتعذيب نفسي .
الصدمة الخامسة
بعد مرور عشرين يوم ,, أتى والدي نور الأسلام لزيارتي ,, وكان يحمل معه خبر وصدمة .
الخبر هو أنه سوف يقوم بعملية تهريبي من السجن وذلك بعد دفع رشوة لمأمور السجن .
الصدمة هي :
أنني أبن رافع العايش ,, ورضوان هو ابنه ,, وبالنسبة للفحصوصات وغيرها فهي كانت خطة مدبرة من المحتال الياس ونفذها رضوان وكذلك سائق عائلتي في السعودية "نور الدين" وممرض هندي يعمل في المستشفى الذي يتعالج فيه والدي وجميع افرد اسرتنا ,, ذلك الممرض صديق لرضوان وأستطاع الوصول الى سائق عائلتنا نور الدين .
قام الممرض بسرقة نسخة من ملفاتي الطبية وارسالها لرضوان في الهند ,, وقام رضوان بدفع مبلغ رشوة لمركز تحاليل في الهند لكي يثبتوا أن فحوصاتي لرضوان ,, وقام بأخذ فحوصات رضوان ووضعها في ملفي في المستشفى لكي تتم عملية الأحتيال .
بعد أنتهاء الزيارة وذهاب والدي كنت أبكي ,, وأختلطت مشاعر الحزن مع مشاعر الفرح ,, ولا أعلم أيهم غلب الآخر .
في فجر اليوم التالي ,, قام مأمور السجن بإخراجي من السجن ,, وذلك بعد قيامه بأعطائي لبس طباخ السجن ,, لتسهيل مهمة هروبي من السجن .
تمت الامور على خير ,, هربت من ذلك السجن ,, ووجدت نور الأسلام وزوجته دريه ينتظروني خارج السجن في احدى سيارات الأجرة ,, وبعد السلام والاحضان غادرنا منطقة السجن متوجهين الى المطار .
بكيت في حضن دريه في صالة المغادرة ,, دريه التي كانت تبكي وتخبرني بأنها مصدومه من الذي قام بفعله أبنها رضوان ,, ومصدومه أيضاً من زوجها نور الأسلام الذي كذب عليها بخبر وفاة ابنها رضوان ,, وكذلك صدمت مني بتحملي لجميع الظلم والقهر منذ مجيئي الى الهند ,, وكانت تقبل جبيني وتقول لي باللغه الهنديه أنني أبنها الثاني ,, وأنها لن تنساني مهما حدث .
في وسط تلك الأجوء العاطفيه والحزينه حان موعد مغادرتي لبلدي الأم ,, عودتي لبلدي الحبيب وهل أحب سواه !!
على مقعد الطائرة كانت ايام تواجدي في الهند تعرض في مخيلتي كفيلم ,, كنت أبتسم في لحظات ,, وأدمع في لحظات أخرى .
بعد سنه ونصف من تواجدي في المصنع تمت ترقيتي لكي أصبح مدير لمصنع الأخشاب ,, وشكل هذا الخبر فرحة كبيرة لوالدي ووالدتي ,, وكان هذا الخبر سبباُ لرؤية البسمة مرة أخرى على شفاه والدتي الحبيبه .
الصدمة الرابعة
بعد ذلك الخبر بأيام قليلة ,, قام بزيارتنا الى المنزل أبن عمي المحامي الياس ,, وكان يحمل معه حقيبة ,, وأخبرنا بأن في الحقيبة ما يقارب مائة الف دولار ,, سوف يقوم بتسليمها في مساء الغد لأحدى الشركات ,, بعد حله لقضية كانت بين تلك الشركة وشركة أخرى .
بعد عودتي للمنزل في اليوم التالي ,, كانت الصدمة الرابعة تنتظرني ,, وهي تواجد سيارة الشرطة أمام باب منزل العائلة ,, وشعرت بالكثير من الخوف ,, لأنني أول مره أرى فيها سيارة الشرطة تقف في الحي الذي نقطن فيه .
بعد دخولي للمنزل ,, صرخ أبن عمي الياس قائلاُ : أنه هذا الشخص الذي سرق المبلغ ,, القوا القبض عليه .
كنت متفاجئ جداُ من الذي يحدث في تلك الأثناء ,, خصوصاُ عندما قام رجل الشرطة بوضع الاصفاد في يدي ووضعي في سيارة الشرطة .
من هول الصدمة لم أتحدث مطلقاً ,, الا بعد وضعي خلف سياج السجن ,, وصرخت في محيا والدي وابن عمي وأخبرتهم بأنني لا أعلم مطلقاُ بأمر فقدان الحقيبة .
قال أبن عمي بأنه فقد حقيبته بعد استيقاظة من النوم ,, ولا يمكن لأحد أن يتسلل الى غرفتي ,, خصوصاً أنني أغفلت باب الغرفة قبل خلودنا للنوم .
طلبت من والدي عدم تصديقه ,, وأضفت بأنني بريئ , فكان رد والدي بكل بساطة قبل أن يغادر السجن "لو كنت بريء ,, سوف يساندك الله ,, وسوف تعود الى منزلنا قبل حلول الظلام"
ألتزمت الصمت ,, وأتضح أقتناعي بما قاله والدي ,, بأن الحق سوف يظهر ,, وسوف تظهر الحقيبة ,, وسوف أخرج من هذا المأزق .
أمضيت في التوقيف مدة يومين ,, وقادوني بعدها الى المحكمة ,, وأصدر القاضي حينها حكماُ بنسب السرقة الي ,, ولذلك قرر سجني لمدة عشر سنوات .
لم أعد أحتمل ما حدث ,, وسقطت على الأرض باكياُ من هول الصدمة .
كانت أجواء السجن مريعة وسيئة للغاية ,, أسوء من فقداني لعائلتي السعودية ,, أسوء من فقداني لحبيبتي نادية ,, أسوء من النوم على ارصفة شوارع كيرلا ,,أسوء من التهديد بالقتل من احدى العصابات ,, أسوء من الغربة ,, أسوء من المووت .
مضى على تواجدي في هذا السجن السيء جداُ قرابة 20شهراُ ,, عفواُ أحبتي ,, مضى على تواجدي في هذا السجن قرابة 20 يوماً ,, وكان اليوم يمر وكأنه شهر ,, لسوء ما يحدث فيه من قهر وتعذيب نفسي .
الصدمة الخامسة
بعد مرور عشرين يوم ,, أتى والدي نور الأسلام لزيارتي ,, وكان يحمل معه خبر وصدمة .
الخبر هو أنه سوف يقوم بعملية تهريبي من السجن وذلك بعد دفع رشوة لمأمور السجن .
الصدمة هي :
أنني أبن رافع العايش ,, ورضوان هو ابنه ,, وبالنسبة للفحصوصات وغيرها فهي كانت خطة مدبرة من المحتال الياس ونفذها رضوان وكذلك سائق عائلتي في السعودية "نور الدين" وممرض هندي يعمل في المستشفى الذي يتعالج فيه والدي وجميع افرد اسرتنا ,, ذلك الممرض صديق لرضوان وأستطاع الوصول الى سائق عائلتنا نور الدين .
قام الممرض بسرقة نسخة من ملفاتي الطبية وارسالها لرضوان في الهند ,, وقام رضوان بدفع مبلغ رشوة لمركز تحاليل في الهند لكي يثبتوا أن فحوصاتي لرضوان ,, وقام بأخذ فحوصات رضوان ووضعها في ملفي في المستشفى لكي تتم عملية الأحتيال .
بعد أنتهاء الزيارة وذهاب والدي كنت أبكي ,, وأختلطت مشاعر الحزن مع مشاعر الفرح ,, ولا أعلم أيهم غلب الآخر .
في فجر اليوم التالي ,, قام مأمور السجن بإخراجي من السجن ,, وذلك بعد قيامه بأعطائي لبس طباخ السجن ,, لتسهيل مهمة هروبي من السجن .
تمت الامور على خير ,, هربت من ذلك السجن ,, ووجدت نور الأسلام وزوجته دريه ينتظروني خارج السجن في احدى سيارات الأجرة ,, وبعد السلام والاحضان غادرنا منطقة السجن متوجهين الى المطار .
بكيت في حضن دريه في صالة المغادرة ,, دريه التي كانت تبكي وتخبرني بأنها مصدومه من الذي قام بفعله أبنها رضوان ,, ومصدومه أيضاً من زوجها نور الأسلام الذي كذب عليها بخبر وفاة ابنها رضوان ,, وكذلك صدمت مني بتحملي لجميع الظلم والقهر منذ مجيئي الى الهند ,, وكانت تقبل جبيني وتقول لي باللغه الهنديه أنني أبنها الثاني ,, وأنها لن تنساني مهما حدث .
في وسط تلك الأجوء العاطفيه والحزينه حان موعد مغادرتي لبلدي الأم ,, عودتي لبلدي الحبيب وهل أحب سواه !!
على مقعد الطائرة كانت ايام تواجدي في الهند تعرض في مخيلتي كفيلم ,, كنت أبتسم في لحظات ,, وأدمع في لحظات أخرى .
بعد وصولي لمطار الدمام ,, وجدت والدي وعمي صالح في صالة إستقبال القادمين من الخارج .
أستقبلوني بحرارة ,, وذهبوا بي الى منزلنا .
على الطريق أخبرني رافع بأن والدي نورالأسلام قد أخبره بجميع ما حدث لي في الهند ,, بما فيها دخولي للسجن ,, وعملية تهريبي منه .
سألت والدي عن الذي سوف أفعله في المنزل ؟؟ وماذا اخبر والدتي وأشقائي في حالة سؤالهم لي عند عدم أتصالي فيهم لمدة تجاوزت السنة والنصف ؟؟
فقال لي "انا علمتهم أنك بترجع اليوم من أمريكا ,, وقلت لهم أنك سويت فورمات لجوالك وراحت كل أرقامنا ,, وما قدرت تطلع أرقامنا أبداً ,, عشان كذا قطعت دراستك من منتصفها ورجعت "
أنا : طيب ورضوان وش صار معاه ؟؟
رافع : "رضوان أتهتمه بسرقة شنطه فيها فلوس لي ,, مثل ما سوا معاك ولد عمه المحامي الياس اللي طلع مرتب ومخطط للقصة من أولها لأخرها ,, سجنته أسبوع ,, وتنازلت عنه اليوم ,, وخليته يمشي للهند قبل ما توصل بسبع ساعات "
أنا : طيب وزوجته ناديه وش صار معاها ؟؟
عمي صالح : ههههههههه يخسى ويعقب هالمخيس أنه يتزوج بنتي ,, بنتي تنتظرك يابو رافع ,, ومن الحين أنسى كل اللي صار لك بالهند ,, والحمدلله على سلامتك وأنا عمك ,, واللي جرى لك مستحيل يجري مع أي أنسان ثاني .
كانت الأستقبال في المنزل من جانب والدتي وأشقائي وشقيقاتي مليء بالدموع والمشاعر الجياشة ,, بكيت فيها لدرجة أنني شعرت بأنه لم يتبقى في عيني دموع .
لم أتأقلم على الوضع في السعودية الى بعد مرور شهر تقريباُ .
عدت للعمل في المصنع كمشرف ,, ونسخت تجربتي الناجحه في مصنع اخشاب كيرلا ,, ولصقته في مصنع عائلتنا للأخشاب ,, وكانت النتيجة تحسن كبير جداُ في الأنتاج والمدخولات على الشركة .
بعد مرور شهرين تزوجت أبنة عمي نادية ,, وحضر زواجي نور الأسلام ودريه .
كانت التجربة التي عشتها سبباُ في تغيري للأفضل ,, سبباُ في أن أعرف قيمة النعمه العظيمة التي كنت فيها ,, سبباُ في معرفتي لطريق الصواب ,, سبباُ في أعتزالي لطرق الهلاك والمعاصي ,, سبباُ لأقترابي من الخالق ,, سبباُ لأصبح عقيل جديد ,, أسمه عقيل الأسلام .
أكبر الصدمات بعد مرور سبعة سنوات
قبل النهاية أود أن أخبركم بأعظم صدمة واجهتها في حياتي ,, وكانت بعد أحداث ذهابي للهند بسبع سنوات تقريباُ ,, حدثت تلك الصدمة أثناء حديثي مع سلطان أبن عمي صالح الذي يقيم في أسبانيا منذ أكثر من عشرسنوات ,, وذلك لأنه يعمل في السفارة السعودية في مدريد .
كنت أتناول القهوة مع سلطان في أحد محلات المشروبات الساخنة ,, وحدث بيني وبينه هذا النقاش الذي يحمل بين طياته أكبر الصدمات :
سلطان : تتذكرني يا عقيل لما كنت صغير والا ما تتذكرني ؟؟
أنا : أي والله اتذكرك ,, كنت انا بصف رابع وانت بثالث متوسط ,, وكنت أنت راعي مشاكل وملقوف ,, وأنا حبيت شخصيتك كثير وتأثرت فيك ,, لكن سبحان الله أنت تغيرت بعد ما رحت تدرس في امريكا ورجعت ملتزم وعاقل ,, وبعدها بكم سنه رحت لأسبانيا تشتغل ومن ذيك الايام ما عاد شفتك .
سلطان : أي والله ,, اللي صار لي في أمريكا غيرني كثير وعرفت أن الله حق ,, لكن علمني يا عقيل ,, شلون تغيرت أنت ,, أخبرك قبل تسع سنين جايب في ابوك العيد .
أنا : أييييه يا سلطان لو تدري وش صار مع ولد عمك ,, الظاهر أبوك ما علمك بقصتي ؟؟
سلطان : لا والله أبوي ما علمني ,, عسى ما شر يا عقيل ؟؟
أنا : فيه هندي اسمه رضوان ساكن بالهند ,, أتفق مع ولد عمه المحتال الياس وسواقنا القديم سوجار وقاموا بتزوير أوراق تثبت أن رضوان ولد رافع ,, وأنا ولد أبو رضوان الهندي ,, يعني لفقوا الموضوع حتى أنها صار كأنه خطاء في مبادلة مواليد بالمستشفى اللي أنولدت فيه ,, وأجبرني أبوي رافع أني أروح للهند وأعيش عند عائلة رضوان ,, وتبهدلت في الهند ..
قاطع كلامي صوت ضحكات سلطان ,, الذي لم يتمالك نفسه من الضحك ,, حتى دمعت عيناه .
قلت والغضب يتضح في نبرة صوتي العالية : تضحك يا حقير ,, الشرهه موب عليك ,, الشرهه على اللي علمك السر اللي صار له سنين مكتوم ,, حتى زوجتي ناديه ما تدري فيه .
سلطان : المعذره يا عقيل ,, بس عندي سؤال :
أنا : تفضل .
سلطان : أسم ابوك الهندي نور الأسلام ؟؟ وأمك دريه ؟؟ وبيتهم قريب من سوق كيرلا ؟؟
أنا : أيوه ,, وش عرفك ,, الظاهر أن عمي صالح علمك بقصتي ؟؟
سلطان : هههههههههههه لا والله ما علمني فيها ,, ولكنه خلاني أمر بنفس قصتك قبل سبع سنوات ,, لما كنت متعب ابوي وعمي اللي هو ابوك ,, خلوني أعيش عند نفس العائلة وسوا فيني نفس القصة اللي صارت فيك ,, الا على فكرة يا عقيل أنت أشتغلت في مصنع الخشب ؟؟ وكنت مدرس لتحفيظ القران مثلي ؟؟ واخر شيء اتهموك بسرقة حقيبه فيها فلوس وطلعت من السجن تهريب مثلي ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ياخي أبوي وعمي ما يتركون حركاتهم ,, ليتهم على الأقل أتفقوا مع أبوي نور الاسلام وأمي دريه على تغيير بعض الاحداث والأسماء ههههههههههههههههههههههههههههههههه وش رأيك في تمثيل دريه عليك لما عرفت ان ولدها رضوان توفى بحادث ؟؟ ههههههههههههههه طار قلبك يومها وصحت معاها مثل ما سويت أنا هههههههههههههههه
النهاية :
اللي حاب يزور عقيل يلقاه في مستشفى شهار بالطايف
أستقبلوني بحرارة ,, وذهبوا بي الى منزلنا .
على الطريق أخبرني رافع بأن والدي نورالأسلام قد أخبره بجميع ما حدث لي في الهند ,, بما فيها دخولي للسجن ,, وعملية تهريبي منه .
سألت والدي عن الذي سوف أفعله في المنزل ؟؟ وماذا اخبر والدتي وأشقائي في حالة سؤالهم لي عند عدم أتصالي فيهم لمدة تجاوزت السنة والنصف ؟؟
فقال لي "انا علمتهم أنك بترجع اليوم من أمريكا ,, وقلت لهم أنك سويت فورمات لجوالك وراحت كل أرقامنا ,, وما قدرت تطلع أرقامنا أبداً ,, عشان كذا قطعت دراستك من منتصفها ورجعت "
أنا : طيب ورضوان وش صار معاه ؟؟
رافع : "رضوان أتهتمه بسرقة شنطه فيها فلوس لي ,, مثل ما سوا معاك ولد عمه المحامي الياس اللي طلع مرتب ومخطط للقصة من أولها لأخرها ,, سجنته أسبوع ,, وتنازلت عنه اليوم ,, وخليته يمشي للهند قبل ما توصل بسبع ساعات "
أنا : طيب وزوجته ناديه وش صار معاها ؟؟
عمي صالح : ههههههههه يخسى ويعقب هالمخيس أنه يتزوج بنتي ,, بنتي تنتظرك يابو رافع ,, ومن الحين أنسى كل اللي صار لك بالهند ,, والحمدلله على سلامتك وأنا عمك ,, واللي جرى لك مستحيل يجري مع أي أنسان ثاني .
كانت الأستقبال في المنزل من جانب والدتي وأشقائي وشقيقاتي مليء بالدموع والمشاعر الجياشة ,, بكيت فيها لدرجة أنني شعرت بأنه لم يتبقى في عيني دموع .
لم أتأقلم على الوضع في السعودية الى بعد مرور شهر تقريباُ .
عدت للعمل في المصنع كمشرف ,, ونسخت تجربتي الناجحه في مصنع اخشاب كيرلا ,, ولصقته في مصنع عائلتنا للأخشاب ,, وكانت النتيجة تحسن كبير جداُ في الأنتاج والمدخولات على الشركة .
بعد مرور شهرين تزوجت أبنة عمي نادية ,, وحضر زواجي نور الأسلام ودريه .
كانت التجربة التي عشتها سبباُ في تغيري للأفضل ,, سبباُ في أن أعرف قيمة النعمه العظيمة التي كنت فيها ,, سبباُ في معرفتي لطريق الصواب ,, سبباُ في أعتزالي لطرق الهلاك والمعاصي ,, سبباُ لأقترابي من الخالق ,, سبباُ لأصبح عقيل جديد ,, أسمه عقيل الأسلام .
أكبر الصدمات بعد مرور سبعة سنوات
قبل النهاية أود أن أخبركم بأعظم صدمة واجهتها في حياتي ,, وكانت بعد أحداث ذهابي للهند بسبع سنوات تقريباُ ,, حدثت تلك الصدمة أثناء حديثي مع سلطان أبن عمي صالح الذي يقيم في أسبانيا منذ أكثر من عشرسنوات ,, وذلك لأنه يعمل في السفارة السعودية في مدريد .
كنت أتناول القهوة مع سلطان في أحد محلات المشروبات الساخنة ,, وحدث بيني وبينه هذا النقاش الذي يحمل بين طياته أكبر الصدمات :
سلطان : تتذكرني يا عقيل لما كنت صغير والا ما تتذكرني ؟؟
أنا : أي والله اتذكرك ,, كنت انا بصف رابع وانت بثالث متوسط ,, وكنت أنت راعي مشاكل وملقوف ,, وأنا حبيت شخصيتك كثير وتأثرت فيك ,, لكن سبحان الله أنت تغيرت بعد ما رحت تدرس في امريكا ورجعت ملتزم وعاقل ,, وبعدها بكم سنه رحت لأسبانيا تشتغل ومن ذيك الايام ما عاد شفتك .
سلطان : أي والله ,, اللي صار لي في أمريكا غيرني كثير وعرفت أن الله حق ,, لكن علمني يا عقيل ,, شلون تغيرت أنت ,, أخبرك قبل تسع سنين جايب في ابوك العيد .
أنا : أييييه يا سلطان لو تدري وش صار مع ولد عمك ,, الظاهر أبوك ما علمك بقصتي ؟؟
سلطان : لا والله أبوي ما علمني ,, عسى ما شر يا عقيل ؟؟
أنا : فيه هندي اسمه رضوان ساكن بالهند ,, أتفق مع ولد عمه المحتال الياس وسواقنا القديم سوجار وقاموا بتزوير أوراق تثبت أن رضوان ولد رافع ,, وأنا ولد أبو رضوان الهندي ,, يعني لفقوا الموضوع حتى أنها صار كأنه خطاء في مبادلة مواليد بالمستشفى اللي أنولدت فيه ,, وأجبرني أبوي رافع أني أروح للهند وأعيش عند عائلة رضوان ,, وتبهدلت في الهند ..
قاطع كلامي صوت ضحكات سلطان ,, الذي لم يتمالك نفسه من الضحك ,, حتى دمعت عيناه .
قلت والغضب يتضح في نبرة صوتي العالية : تضحك يا حقير ,, الشرهه موب عليك ,, الشرهه على اللي علمك السر اللي صار له سنين مكتوم ,, حتى زوجتي ناديه ما تدري فيه .
سلطان : المعذره يا عقيل ,, بس عندي سؤال :
أنا : تفضل .
سلطان : أسم ابوك الهندي نور الأسلام ؟؟ وأمك دريه ؟؟ وبيتهم قريب من سوق كيرلا ؟؟
أنا : أيوه ,, وش عرفك ,, الظاهر أن عمي صالح علمك بقصتي ؟؟
سلطان : هههههههههههه لا والله ما علمني فيها ,, ولكنه خلاني أمر بنفس قصتك قبل سبع سنوات ,, لما كنت متعب ابوي وعمي اللي هو ابوك ,, خلوني أعيش عند نفس العائلة وسوا فيني نفس القصة اللي صارت فيك ,, الا على فكرة يا عقيل أنت أشتغلت في مصنع الخشب ؟؟ وكنت مدرس لتحفيظ القران مثلي ؟؟ واخر شيء اتهموك بسرقة حقيبه فيها فلوس وطلعت من السجن تهريب مثلي ههههههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
ياخي أبوي وعمي ما يتركون حركاتهم ,, ليتهم على الأقل أتفقوا مع أبوي نور الاسلام وأمي دريه على تغيير بعض الاحداث والأسماء ههههههههههههههههههههههههههههههههه وش رأيك في تمثيل دريه عليك لما عرفت ان ولدها رضوان توفى بحادث ؟؟ ههههههههههههههه طار قلبك يومها وصحت معاها مثل ما سويت أنا هههههههههههههههه
النهاية :
اللي حاب يزور عقيل يلقاه في مستشفى شهار بالطايف
أتمنى أن تكون قد حازت القصة على أعجابكم واستحسانكم
ولنا لقاء في رافعيات قادمة بأذن الله
تقبلوا تحياتي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق