مدخل " في هذة الايام .. أذا اردت ان تعاقب طفلاُ أو مراهقاُ .. أجبره أن يقرأ كتاب "
" رسالة الى أبني المستقبلي "
ضمن مواضيع سلسلة رافعيات الجمعة .
في مطار قطر الدولي .. وفيغرفة انتظار صعود الطائرة المتوجهه الى مطار ميونخ .. كنت ضمن المتواجدين في تلك الغرفة .
كنت أجلس في احد أركان تلك الغرفة .. وشد انتباهي خمسة اطفال ينتمون لثلاثة عائلات المانية .. وجميع الاطفال الخمسة يمسكون الكتب بأيديهم .
كانت أكبرهم فتاة تقارب الخامسة عشر عام تجلس امامي بين والديها .. وتقراء كتاب .. وعلى يميني توأمين في السادسة تقريباُ ويتشاركون قراءة كتاب فيه قصص مصورة .. وبالجهة المقابلة لهم طفلة بالسابعة تقريباُ تمسك بكتاب ومنهمكة بحل الالغاز على ما يبدو .. وبجانبها شقيقها الذي يكبرها بثلاثة اعوام تقريباٌ ويمسك بيده كتاب .
ونفس الحال للاباء والامهات .. اثنين من الاباء كانوا يمسكون الكتب .. والثالث كان يعبث بهاتفه .. فيما كانت أثنتان من الامهات يتناقشن بينهن .. كانت الام الثالثة تمسك بيدها كتاب ايضاُ .
بالقرب من هذه العائلات الثلاث كانت تجلس عائلتان سعوديتان .. ويملكون من الاطفال ستة .. وللأسف كانوا الستة اطفال جميعهم وبدون استثناء يمسكون بايديهم الاجهزة الالكترونية .. ايفون .. و ايباد !!
ونفس الحال للاباء والامهات الذين انشغلوا باجهزتهم الالكترونية .
لم أشاء حينها أن أكدر مزاجي وأعمل مقارنات .. خصوصاُ أنني أنوي السفر لتصفية المزاج المتكدر حينها .
أخرجت رواية المنبهات السبعة للكاتبة البريطانيه اجاثا كريستي من حقيبتي .. وجلست أقراء حتى نداء صعود الطائرة .
في السماء .. وعلى متن تلك الطائرة التي كانت تقلنا لبلاد الزعيم النازي .. كان الراكب الذي يجلس على يساري يشاهد مسلسل أمريكي .. بينما كنت أنا أكمل قراءة رواية كاتبتي المفضلة .
قطع صوت ذلك الشاب حاجز الصمت .. بعد التحدث معي .
وأذكر أنه قال لي " غريب .. هذه من اللحظات النادرة التي أرى فيها شاب سعودي يمسك كتاب ويقرأ في وقت فراغه "
تعرفت بعدها على ذلك الشاب الذي اعتبره من افضل مكاسب تلك الرحلة .
خمس ساعات طيران بين قطر وميونخ قضينا نصفها على الاقل في الحديث عن "القراءة"
خصوصاُ بعدما دعمت حديثي بالذي رأيته في صالة الانتظار .. بينما دعم ذلك الشاب حديثه بالمواقف المشابهه والتي رأها خلال دراسته في استراليا .
سوف أضعكم في تفاصيل الحديث الذي دار بيننا :
** لا نختلف على اهمية القراءة .. لذلك كانت هي أول كلمة من الخالق لنبيه عليه الصلاة والسلام عندما قال له "أقرأ " .
** ولا نختلف ايضاُ أن العلم لن يأتي لابنائنا الا عن طريق القراءة .. وأن كل كاره للقراءة يعتبر جاهل .. والجاهل عدو نفسه قبل ان يكون عدو للمجتمع .
** لا نختلف ان الذي يطلع ويقراء .. يستطيع أن يلف الدول وهو بنفس المكان .. ولكن الذي يقضي وقته على مشاهدة مقاطع كوميديه والعاب لن يزيده الامر الا سخفاُ وجهلاُ .
** أقرب مثال على كلامي هو صديقي طلال ناصر .. الذي عندما تتحدث معه عن التاريخ والجغرافيا سوف يجعل الشك ينمو بداخلك بانه كان مشارك في اغلب الحروب التاريخيه .. أو كان ضمن الاشخاص الذين وضعوا حدود الدول .. لانه يحدثك عن تفاصيل تلك الحروب ويحفظ خريطة العالم وكأنه هو من رسمها .. والسر يكمن في وقت فراغه الذي كان يستغله منذ الصغر بالقراءة .
** جميعنا يتفق على سوء الجيل الجديد .. من جميع النواحي .. تعليمياُ .. واخلاقياُ .. ودينياُ .. ولو عدنا لابرز الاسباب سوف نجد بأن لبعدهم عن التثقيف والاطلاع واهتمامهم بالتفاهين ابطال اليوتيوب والانستغرام دور كبير في ذلك الانحلال والفساد .
** أبناء هذا الجيل يتشاركون الاهتمامات .. وأي شخص في سنهم لا يشاركهم نفس الاهتمامات يعتبر بالنسبة لهم "جاهل .. متخلف .. غير متطور " .. ولو عدنا للابرز الاهتمامات التي تشغل الجيل الحديث لن نجدها تتعدى " قضاء اغلب ساعات اليوم على مشاهدة مقاطع السناب شات والانستغرام "
** جيل هذه ابرز اهتماماته .. تتوقعون ماذا سينتج لنا مستقبلاُ غير السماجة والتفاهه وعدم الجدية والجهل !! الجهل الذي هو داء الشعوب والعدو الأول للتقدم والتطور .
** في الوقت الذي كانت سوزانا الالمانية صاحبة السبع سنوات تقراء كاتبها تعلمت ان السمك ينام مفتوح العينين .. وتعلمت ان الاسماك تتغذى على الطحالب .. وتعلمت الكثير من خلال القصة التي قرأتها عن السمكه باني .. كان مرزوق السعودي يقضي وقت فراغه على جهازة الايباد .. ولكن مالذي تعلمه مروزق صاحب التسع سنوات اثناء مشاهدته "لسنابات" ابو جفين وفيحان الخ ؟؟ والذين يعتبرون قدوة لاغلب الاطفال والمراهقين ؟؟
** جميعنا نتفق أننا لسنا أفضل من دول الغرب الا بناحية واحدة فقط .. وهي الانتماء الديني .. ولكن في المعاملات الانسانيه .. والتطور .. والتقدم .. والتربية .. والتربية .. والتربية .. هم افضل مننا بمراحل .
** لذلك لو ركزنا على موضوع التربية لدى الغرب .. سوف نجدها تبدأ من زرع حب القراءة للابناء .. وذلك بابعادهم عن الاجهزة الالكترونية .. وتقديم الكتب الجميلة والتي تناسب اعمارهم وطريقة تفكيرهم .
** الغربيين لديهم اسلوب جميل في التربية .. وهو ابعاد الاطفال عن عالم الاجهزة الالكترونية حتى تخطيهم لسن الرابعة عشر .. بعد ان تكون القراءة شيء اساسي وأمر مفضل ومحبوب لديهم .. وبعد ان يعلموا ما هو الصالح .. وما هو الطالح لهم .
** سؤالي لكم أعزائي الاباء والامهات : أحلفكم بالله هل تعلمون من يخاطب ابنائكم في اجهزتهم !! أو هل تعلمون ماهي الالعاب التي يقضون اغلب اوقاتهم عليها ؟؟
** سؤالي لكم اعزائي الاباء : متى تشعر بالراحة .. عندما يكون ابنائك ممسكين بكتب ويقضون وقتهم بقرائتها ؟؟ أو عندما ترى ابنائك يقضون اوقاتهم على الاجهزة الالكترونية ؟؟
** عزيزي الاب .. عزيزتي الام .. جاوبوا على سؤالي في قرارة انفسكم "هل انتم راضون عن عشق ابنائكم للاجهزة وتعلقهم بها .. وابتعادهم عن القراءة والاطلاع ؟؟ "
** أعلم ان الجميع الان يسألني في قرارة نفسه "كيف نخلي عيالنا يحبون القراءة يا عقيل"
** الجواب لديكم وليس لدي .. الطفل يتعلق بوالديه .. ويقلدهم في جميع التصرفات .. أن شاهد والديه يقضون بعض اوقاتهم بالقراءة .. سوف يحاول ان يصبح مثلهم .. ستكون في البداية عادة .. حتى تصبح مع مرور الايام الى هواية .
** من الصعب ان تجبر أبنك على شرب الماء أذا كنت أنت لا تفعل ذلك امامه باستمرار .
** وسوف أخبركم كيف أحببت القراءة منذ الصغر رغم ان والدي "أمي" يجهل القراءة والكتابة :
عندما كنت في سن الثانية عشر .. كان والدي يصطحبني معه عندما يذهب الى المكتبة لتشتري شقيقتي الكبرى بعض الابحاث والكتب .. وفي ممرات تلك المكتبة شاهد والدي صورة أم كلثوم على غلاف كتاب يحكي سيرة حياتها .. فسألني والدي عن اسم الكتاب وأخبرته " سيرة حياة كوكب الشرق" فأخذه والدي .. ثم مررنا بجانب رف يظهر عليه كتاب غلافه رسمة لفارس على خيل .. وسألني والدي عن اسم الكتاب فاجابته "حرب البسوس" فقام والدي بأخذ هذا الكتاب ايضاُ .
وبعد العودة للمنزل .. وفي مساء ذلك اليوم .. أجبرني والدي على الجلوس بجانبه في غرفة النوم وقراءة كتاب حياة ام كلثوم .. وكنت اقراء واتلعثم في بعض كلمات اغاني كوكب الشرق .. فكان والدي يصحح لي الكلمات .. لأنه يحفظ اغلب اغاني كوكب الشرق .
كنت اقراء على والدي حتى يغط بسبات عميق .. وفي مساء اليوم التالي يتكرر نفس الامر .. اذهب معه الى غرفة النوم وأقوم بالقراءة له .
في البدايه لم استستغ الامر .. ولكن بعد فترة .. أعتدت على ذلك .. وأحببت الذي اقرأه .. وأصبحت اجيد قراءة الكلمات لتكرارها .. وأنتهيت بعد فترة طويلة من كتاب أم كلثوم .. وبدأت بقراءة قصة حرب البسوس "الزير سالم"
بعدها صرت عاشق للقراءة .. كنت اجمع النقود حتى اشتري مجلة ماجد كل نهاية اسبوع .. وبعض القصص .. ومن المستحيل أن أركب السيارة بطريق سفر وانا بدون كتاب .
كنت عندما أفعل شيء يغضب والدي واعرف انني سوف انال العقاب من والدي بالحبس .. كنت اضع كتاب "سيرة من حياة الصحابة والتابعين" في الموقع الذي سوف يقوم والدي بحبسي فيه .. لكي أقضي فترة الحبس بالقراءة .
** أذا .. توجد طرق عديدة لترغيب صغاركم بالقراءة .. فليبحث كل شخص منكم على الطريقة التي يجعل ابنائه عشاق للقراءة .
** قد يقول قائل منكم " الاجهزة الالكترونية مثل الايباد وغيرها فيه كتب ويقدر الواحد يقراء من خلاله " .. أتفق معه .. لأنني أنا شخصياُ قرأت كتب كثيرة من خلال جهاز الايباد .. ولكن الاسئلة التي تطرح نفسها :
هل القراءة من الكتاب نفس القراءة من الايباد للطفل صحياُ ؟؟ هل النظر المتواصل للاجهزة الالكترونية للاطفال لا يضر اعينهم !!
هل اجهزة ابنائكم الالكترونية محمله بالكتب والبرامج التعليميه ؟؟ أم بالالعاب !! والسناب شات وغيرها من برامج شهرة تافهين هذا العصر ؟
** أحد الاسباب التي جعلت الغرب والالمان تحديداُ يقومون بصنع حضارتهم ومستقبلهم بانفسهم هو ما حدث سابقاٌ في عهد النازيه عندما كانت السلطات تؤمن ب "العقيدة الماركسيه" .. وفكرة تلك العقيدة يتلخص ب ابادة وقتل كل شخص ليس منه فائدة .. لايقدم شيء للمجتمع .. وهذه العقيدة على رغم قساوتها وظلمها الا انها احد اسباب نهوض دولة المانيا واغلب الدول الاوربيه ..
** لو طبقت العقيدة الماركسيه على ابناء الجيل الحالي .. لا اعتقد انه سوف يبقى للسعوديين مستقبل .. لأن الاغلب سوف يكونون ضمن قوائم حملات الابادة .. والفضل يعود للأهمال في التربية من قبل أولياء الامور .. الذين يتنافسون على تدليل الابناء وافسادهم .
** رسالتي لأبني المستقبلي " أقرأ يا بني .. فلن تضر القراءة عينيك "
أختم هذا المقال برجاء للاباء والامهات والمعلمين والمعلمات .. أن يزرعوا حب القراءة في ابنائنا .. فهم عمود المستقبل .. العمود الذي يبدو أنه سوف يكون هزيلاُ وضعيفاُ وهشاُ .. لأن اساسه كان ضعيفاُ .. والسبب يعود لكره القراءة والتعلق بالاجهزة الالكترونية .
" رسالة الى أبني المستقبلي "
ضمن مواضيع سلسلة رافعيات الجمعة .
في مطار قطر الدولي .. وفيغرفة انتظار صعود الطائرة المتوجهه الى مطار ميونخ .. كنت ضمن المتواجدين في تلك الغرفة .
كنت أجلس في احد أركان تلك الغرفة .. وشد انتباهي خمسة اطفال ينتمون لثلاثة عائلات المانية .. وجميع الاطفال الخمسة يمسكون الكتب بأيديهم .
كانت أكبرهم فتاة تقارب الخامسة عشر عام تجلس امامي بين والديها .. وتقراء كتاب .. وعلى يميني توأمين في السادسة تقريباُ ويتشاركون قراءة كتاب فيه قصص مصورة .. وبالجهة المقابلة لهم طفلة بالسابعة تقريباُ تمسك بكتاب ومنهمكة بحل الالغاز على ما يبدو .. وبجانبها شقيقها الذي يكبرها بثلاثة اعوام تقريباٌ ويمسك بيده كتاب .
ونفس الحال للاباء والامهات .. اثنين من الاباء كانوا يمسكون الكتب .. والثالث كان يعبث بهاتفه .. فيما كانت أثنتان من الامهات يتناقشن بينهن .. كانت الام الثالثة تمسك بيدها كتاب ايضاُ .
بالقرب من هذه العائلات الثلاث كانت تجلس عائلتان سعوديتان .. ويملكون من الاطفال ستة .. وللأسف كانوا الستة اطفال جميعهم وبدون استثناء يمسكون بايديهم الاجهزة الالكترونية .. ايفون .. و ايباد !!
ونفس الحال للاباء والامهات الذين انشغلوا باجهزتهم الالكترونية .
لم أشاء حينها أن أكدر مزاجي وأعمل مقارنات .. خصوصاُ أنني أنوي السفر لتصفية المزاج المتكدر حينها .
أخرجت رواية المنبهات السبعة للكاتبة البريطانيه اجاثا كريستي من حقيبتي .. وجلست أقراء حتى نداء صعود الطائرة .
في السماء .. وعلى متن تلك الطائرة التي كانت تقلنا لبلاد الزعيم النازي .. كان الراكب الذي يجلس على يساري يشاهد مسلسل أمريكي .. بينما كنت أنا أكمل قراءة رواية كاتبتي المفضلة .
قطع صوت ذلك الشاب حاجز الصمت .. بعد التحدث معي .
وأذكر أنه قال لي " غريب .. هذه من اللحظات النادرة التي أرى فيها شاب سعودي يمسك كتاب ويقرأ في وقت فراغه "
تعرفت بعدها على ذلك الشاب الذي اعتبره من افضل مكاسب تلك الرحلة .
خمس ساعات طيران بين قطر وميونخ قضينا نصفها على الاقل في الحديث عن "القراءة"
خصوصاُ بعدما دعمت حديثي بالذي رأيته في صالة الانتظار .. بينما دعم ذلك الشاب حديثه بالمواقف المشابهه والتي رأها خلال دراسته في استراليا .
سوف أضعكم في تفاصيل الحديث الذي دار بيننا :
** لا نختلف على اهمية القراءة .. لذلك كانت هي أول كلمة من الخالق لنبيه عليه الصلاة والسلام عندما قال له "أقرأ " .
** ولا نختلف ايضاُ أن العلم لن يأتي لابنائنا الا عن طريق القراءة .. وأن كل كاره للقراءة يعتبر جاهل .. والجاهل عدو نفسه قبل ان يكون عدو للمجتمع .
** لا نختلف ان الذي يطلع ويقراء .. يستطيع أن يلف الدول وهو بنفس المكان .. ولكن الذي يقضي وقته على مشاهدة مقاطع كوميديه والعاب لن يزيده الامر الا سخفاُ وجهلاُ .
** أقرب مثال على كلامي هو صديقي طلال ناصر .. الذي عندما تتحدث معه عن التاريخ والجغرافيا سوف يجعل الشك ينمو بداخلك بانه كان مشارك في اغلب الحروب التاريخيه .. أو كان ضمن الاشخاص الذين وضعوا حدود الدول .. لانه يحدثك عن تفاصيل تلك الحروب ويحفظ خريطة العالم وكأنه هو من رسمها .. والسر يكمن في وقت فراغه الذي كان يستغله منذ الصغر بالقراءة .
** جميعنا يتفق على سوء الجيل الجديد .. من جميع النواحي .. تعليمياُ .. واخلاقياُ .. ودينياُ .. ولو عدنا لابرز الاسباب سوف نجد بأن لبعدهم عن التثقيف والاطلاع واهتمامهم بالتفاهين ابطال اليوتيوب والانستغرام دور كبير في ذلك الانحلال والفساد .
** أبناء هذا الجيل يتشاركون الاهتمامات .. وأي شخص في سنهم لا يشاركهم نفس الاهتمامات يعتبر بالنسبة لهم "جاهل .. متخلف .. غير متطور " .. ولو عدنا للابرز الاهتمامات التي تشغل الجيل الحديث لن نجدها تتعدى " قضاء اغلب ساعات اليوم على مشاهدة مقاطع السناب شات والانستغرام "
** جيل هذه ابرز اهتماماته .. تتوقعون ماذا سينتج لنا مستقبلاُ غير السماجة والتفاهه وعدم الجدية والجهل !! الجهل الذي هو داء الشعوب والعدو الأول للتقدم والتطور .
** في الوقت الذي كانت سوزانا الالمانية صاحبة السبع سنوات تقراء كاتبها تعلمت ان السمك ينام مفتوح العينين .. وتعلمت ان الاسماك تتغذى على الطحالب .. وتعلمت الكثير من خلال القصة التي قرأتها عن السمكه باني .. كان مرزوق السعودي يقضي وقت فراغه على جهازة الايباد .. ولكن مالذي تعلمه مروزق صاحب التسع سنوات اثناء مشاهدته "لسنابات" ابو جفين وفيحان الخ ؟؟ والذين يعتبرون قدوة لاغلب الاطفال والمراهقين ؟؟
** جميعنا نتفق أننا لسنا أفضل من دول الغرب الا بناحية واحدة فقط .. وهي الانتماء الديني .. ولكن في المعاملات الانسانيه .. والتطور .. والتقدم .. والتربية .. والتربية .. والتربية .. هم افضل مننا بمراحل .
** لذلك لو ركزنا على موضوع التربية لدى الغرب .. سوف نجدها تبدأ من زرع حب القراءة للابناء .. وذلك بابعادهم عن الاجهزة الالكترونية .. وتقديم الكتب الجميلة والتي تناسب اعمارهم وطريقة تفكيرهم .
** الغربيين لديهم اسلوب جميل في التربية .. وهو ابعاد الاطفال عن عالم الاجهزة الالكترونية حتى تخطيهم لسن الرابعة عشر .. بعد ان تكون القراءة شيء اساسي وأمر مفضل ومحبوب لديهم .. وبعد ان يعلموا ما هو الصالح .. وما هو الطالح لهم .
** سؤالي لكم أعزائي الاباء والامهات : أحلفكم بالله هل تعلمون من يخاطب ابنائكم في اجهزتهم !! أو هل تعلمون ماهي الالعاب التي يقضون اغلب اوقاتهم عليها ؟؟
** سؤالي لكم اعزائي الاباء : متى تشعر بالراحة .. عندما يكون ابنائك ممسكين بكتب ويقضون وقتهم بقرائتها ؟؟ أو عندما ترى ابنائك يقضون اوقاتهم على الاجهزة الالكترونية ؟؟
** عزيزي الاب .. عزيزتي الام .. جاوبوا على سؤالي في قرارة انفسكم "هل انتم راضون عن عشق ابنائكم للاجهزة وتعلقهم بها .. وابتعادهم عن القراءة والاطلاع ؟؟ "
** أعلم ان الجميع الان يسألني في قرارة نفسه "كيف نخلي عيالنا يحبون القراءة يا عقيل"
** الجواب لديكم وليس لدي .. الطفل يتعلق بوالديه .. ويقلدهم في جميع التصرفات .. أن شاهد والديه يقضون بعض اوقاتهم بالقراءة .. سوف يحاول ان يصبح مثلهم .. ستكون في البداية عادة .. حتى تصبح مع مرور الايام الى هواية .
** من الصعب ان تجبر أبنك على شرب الماء أذا كنت أنت لا تفعل ذلك امامه باستمرار .
** وسوف أخبركم كيف أحببت القراءة منذ الصغر رغم ان والدي "أمي" يجهل القراءة والكتابة :
عندما كنت في سن الثانية عشر .. كان والدي يصطحبني معه عندما يذهب الى المكتبة لتشتري شقيقتي الكبرى بعض الابحاث والكتب .. وفي ممرات تلك المكتبة شاهد والدي صورة أم كلثوم على غلاف كتاب يحكي سيرة حياتها .. فسألني والدي عن اسم الكتاب وأخبرته " سيرة حياة كوكب الشرق" فأخذه والدي .. ثم مررنا بجانب رف يظهر عليه كتاب غلافه رسمة لفارس على خيل .. وسألني والدي عن اسم الكتاب فاجابته "حرب البسوس" فقام والدي بأخذ هذا الكتاب ايضاُ .
وبعد العودة للمنزل .. وفي مساء ذلك اليوم .. أجبرني والدي على الجلوس بجانبه في غرفة النوم وقراءة كتاب حياة ام كلثوم .. وكنت اقراء واتلعثم في بعض كلمات اغاني كوكب الشرق .. فكان والدي يصحح لي الكلمات .. لأنه يحفظ اغلب اغاني كوكب الشرق .
كنت اقراء على والدي حتى يغط بسبات عميق .. وفي مساء اليوم التالي يتكرر نفس الامر .. اذهب معه الى غرفة النوم وأقوم بالقراءة له .
في البدايه لم استستغ الامر .. ولكن بعد فترة .. أعتدت على ذلك .. وأحببت الذي اقرأه .. وأصبحت اجيد قراءة الكلمات لتكرارها .. وأنتهيت بعد فترة طويلة من كتاب أم كلثوم .. وبدأت بقراءة قصة حرب البسوس "الزير سالم"
بعدها صرت عاشق للقراءة .. كنت اجمع النقود حتى اشتري مجلة ماجد كل نهاية اسبوع .. وبعض القصص .. ومن المستحيل أن أركب السيارة بطريق سفر وانا بدون كتاب .
كنت عندما أفعل شيء يغضب والدي واعرف انني سوف انال العقاب من والدي بالحبس .. كنت اضع كتاب "سيرة من حياة الصحابة والتابعين" في الموقع الذي سوف يقوم والدي بحبسي فيه .. لكي أقضي فترة الحبس بالقراءة .
** أذا .. توجد طرق عديدة لترغيب صغاركم بالقراءة .. فليبحث كل شخص منكم على الطريقة التي يجعل ابنائه عشاق للقراءة .
** قد يقول قائل منكم " الاجهزة الالكترونية مثل الايباد وغيرها فيه كتب ويقدر الواحد يقراء من خلاله " .. أتفق معه .. لأنني أنا شخصياُ قرأت كتب كثيرة من خلال جهاز الايباد .. ولكن الاسئلة التي تطرح نفسها :
هل القراءة من الكتاب نفس القراءة من الايباد للطفل صحياُ ؟؟ هل النظر المتواصل للاجهزة الالكترونية للاطفال لا يضر اعينهم !!
هل اجهزة ابنائكم الالكترونية محمله بالكتب والبرامج التعليميه ؟؟ أم بالالعاب !! والسناب شات وغيرها من برامج شهرة تافهين هذا العصر ؟
** أحد الاسباب التي جعلت الغرب والالمان تحديداُ يقومون بصنع حضارتهم ومستقبلهم بانفسهم هو ما حدث سابقاٌ في عهد النازيه عندما كانت السلطات تؤمن ب "العقيدة الماركسيه" .. وفكرة تلك العقيدة يتلخص ب ابادة وقتل كل شخص ليس منه فائدة .. لايقدم شيء للمجتمع .. وهذه العقيدة على رغم قساوتها وظلمها الا انها احد اسباب نهوض دولة المانيا واغلب الدول الاوربيه ..
** لو طبقت العقيدة الماركسيه على ابناء الجيل الحالي .. لا اعتقد انه سوف يبقى للسعوديين مستقبل .. لأن الاغلب سوف يكونون ضمن قوائم حملات الابادة .. والفضل يعود للأهمال في التربية من قبل أولياء الامور .. الذين يتنافسون على تدليل الابناء وافسادهم .
** رسالتي لأبني المستقبلي " أقرأ يا بني .. فلن تضر القراءة عينيك "
أختم هذا المقال برجاء للاباء والامهات والمعلمين والمعلمات .. أن يزرعوا حب القراءة في ابنائنا .. فهم عمود المستقبل .. العمود الذي يبدو أنه سوف يكون هزيلاُ وضعيفاُ وهشاُ .. لأن اساسه كان ضعيفاُ .. والسبب يعود لكره القراءة والتعلق بالاجهزة الالكترونية .
اتفق معاك اخ عقيل واهنيك على اسلوبك
ردحذفتسلم اخوي عبدالله
ردحذف