السبت، 15 مايو 2010

(( كيف تحولت النعمه الى نقمه ))


(( كيف تحولت النعمه الى نقمه ))
ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه


(( المشهد الأول ))


في أحد المطاعم العالميه والفاخره والتي تطئ قدماي فيها للمرة الأولى في حياتي , بعد دعوه وجهت لي من أحد الأصدقاء الذين تعرفت عليهم مؤخراُ .
كنت منبهر جداُ من كل شي في ذلك المطعم الفاخر , رائحة المطعم , نظافته , تصميمه والديكور , حتى العاملين فيه يشبه جمال محياهم جمال وأناقة هذا المطعم .

كرهت أيامي الماضيه والتي قضيتها في مطاعم مقرفه , والتي تشابه في قرفها من يعملون بها , أكتب ذلك وأنا أتذكر صديقي البنغالي نعيم الذي يدير أحدى البوفيهات الصغيره التي تقع بالقرب من مقر عملي , كل شي في ذلك المطعم يشعرك بأنك في دورة مياه (( أجلكم الله )) بدء من الذباب المجمتع حول الجهاز المختص بقتل ذلك الذباب , ولكن ذلك الجهاز شعر بأنه منهك من كثرة ذلك الذباب ,, حتى قضى الذباب على ذلك الجهاز واصبح في أعداد الأجهزة الميته , وأضحى الآن مجرد زينه في تلك البوفيه , وكذلك أصبح منزل ومؤى لكل الذباب التائه في تلك البوفيه .
ولا أنسى طاولات تلك البوفيه وبقع الشاي والكاتشب موسومه على تلك الطاولات , ولا أنسى ارضية البوفيه والتي لم تغسل منذ مايقارب الست أشهر .

دعوني أعود الى طاولتي في ذلك المطعم الفخم مع صديقي (( الكاش )) وليد الراجحي .

أمضى وليد يحدثني عن والده التاجر المعروف , وعن أجازاته التي يقضيها في أنحاء أوربا في كل صيف رفقة الأهل , وعن دراسته في أحدى جامعات أمريكا والتي لم يكمل بقية دراسته فيها وذلك لانها أقل من أمكانياته وطموحه .

توجهت اليه بسؤال عابر يشوبه الأستحياء (( طيب ياوليد دام أن الله منعم عليك , كيف قبلت تتوظف وظيفه حكوميه راتبك ما يتعدى فيها أربعة الاف ريال ؟؟ ))

كان جواب وليد على سؤالي (( شوف يا قبطان , أول شي الحمدلله أنا مو ناقصني شيئ , والله يخلي الأهل , بس أنا أشتغل ك تسلية وعشان أطرد الملل من حياتي وعشان أكتسب خبرة ممكن تفيدني مستقبلاً ))

بعد كل كلمة وكل حرف يزداد أعجابي بذلك الفتى المدلل والمتواضع بنفس الوقت .

كان يحدثني وليد عن جمال لندن وشوارعها المخمليه , وقطع ذلك الحديث النادل في ذلك المطعم عندما بدء بوضع طلباتنا على الطاوله .

أريد أن أصف لكم مدى أعجابي بالطعم الذي ذقته في تلك الظهيرة ولكن يكمن قلقي وخوفي بأنني قد أظلم ذلك الطعم من خلال وصفي المرتبك ,, والذي أربكه جمال محتوى تلك الوجبات التي كنت ألتهمها وأنا أبتسم لتذكري (( كبدة )) صديقي البنغالي نعيم والتي كنت أعدها من أجمل الوجبات التي تستمع بها معدتي .

بعد أنتهائنا من تناول وجبة الغداء , أتى النادل ووضع فاتورة الحساب أمامي , مددت يدي بكل شوق ولهفه وفتحت الفاتورة حتى أرى مبلغ الفاتورة , وصدمت عندما رأيتها تخطت حاجز الخمسمائة ريال , طويت الفاتورة بكل رفق , ومددت يدي نحو مخبئة ثوبي أبحث عن محفظتي وسط دعوات مني بأن أجد في تلك المحفظه ذلك المبلغ .

قطع صوت وليد عملية بحثي البطئيه في مخبئة الثوب , وأخبرني بأنه هو صاحب الدعوه ولست أنا , لذلك لن يسمح لي بدفع الفاتورة مهما حدث .

وبعدها وجه لي سؤال وهو يبتسم بثقه (( قبطان وش فيه وجهك صار أحمر لما شفت الفاتورة ))
كان ردي على سؤاله (( لا ولا شيئ بس أنا أستغربت المبلغ صراحه , أجل هالوجبتين اللي طلبتها مع شوية الحلى والعصيرات تسوى هالمبلغ الكبير ؟؟ ))
ضحك وليد كثيراُ ثم قال (( مبلغ كبير ؟؟ بالعكس هالمبلغ قليل جداُ مقارنة ببعض المطاعم الثانيه ,, شكلك متعود على البوفيات يا قبطان ))
أحمر وجهي أكثر وأخبرته بأنه صادق بأنني على ما يبدو أعتدت على الأكل في مطاعم ليست بفخامة وأناقة هذا المطعم .

دفع وليد مبلغ الحساب , وأعطى النادل مبلغ عشرين ريال كا(( بخشيش )) وسط أنبهار مني على ذلك التصرف

ذهبت مع وليد لنغسل ايدينا في مغاسل ذلك المطعم , وبعد عودتنا تفاجأ صديقي وليد من عدم وجود جهازه المحمول على طاولتنا , بعد عملية أستنفار حدثت في ذلك المطعم بعد أخبارنا للمشرف على العاملين في ذلك المطعم عن عملية السرقه , لم يستجد شيء بعد إنكار جميع العاملين عملية السرقة .

خرجنا من المطعم وركبنا سيارة وليد الفارهه , وأنطلق وليد قاصداًُ منزلي , وسط غضب كبير أتضح على محياه , حاولت أن أخفف ذلك الغضب وذلك بعدما أخبرته بأن الأمر لايستحق الغضب الى هذه الدرجه , وأنه من الأفضل أن ينسى ذلك الأمر وذلك بشراءه لجهاز جديد وأصدار شريحة بدل فاقد لتلك الشريحه الذي ذهبت مع جهازة المسروق .

أوصلني وليد لمنزلي وغادر بعدها قاصداً منزله .

بعد دخولي لمنزلنا الجديد رأيت سيارتي الجديده في مواقف المنزل الداخليه , زرعت على شفاي أبتسامة سخريه بعد ما دارت كلمات بسيطه في عقلي تلك اللحظه وسأترككم في خضم تلك الكلمات (( يا حسافه فرحتي فيك ياسيارتي , بعد ما ركبت سيارة وليد اللي كرهتني فيك , مدري كيف راح يجيني نفس أسوقك بعد اليوم , الله يسامحك ياوليد لأنك فتحت عقلي على أمور كان يجهلها ))

ودعت سيارتي الكريهه بعد تلك الكلمات , ودخلت المنزل .

بعد دخولي للمنزل سمعت صوت والدتي تطلب مني القدوم اليها في صالة المنزل , بعد ذهابي اليها شاهدت الأبتسامه تعلو محياها وتسألني عن رأيي في طقم الجلوس الجديد للصاله والذي أشترته في ذلك الصباح مع والدي من أحدى محلات المفروشات المعروفه في المنطقه .

أخبرتها بأنه جميل والأبتسامه الساخره ارتسمت مرة أخرى , ودارت كلمات بسيطه مرة أخرى سأترككم في خضم تلك الكلمات (( ياحسافة فرحتك يا يمه , أجل فرحانه أنك مأثثه بيتنا من محل مفروشات قريب من بيتنا , بينما وليد يقول أنهم مأثثين بيتهم من شرق القارة ,, الله يسامحك يا وليد لأنك فتحت عقلي على أمور كان يجهلها ))

تركت والدتي قاصداُ غرفتي وذلك للخلود للراحه ,, أول ما وطئت قدمي للغرفه والتي (( كنت )) أعشقها << لاحظوا كلمة كنت ,, أول ما وطئت قدمي لتلك الغرفه الكئيبه عادت تلك الأبتسامه الساخره لتزرع مرة ثالثه على شفاي ودار حديث معتاد أصبحتم تعملون محتواه قلت فيه (( ياحسافة فرحتي وحبي لك يا غرفتي ,, أجل كنت أسميك (( عرين القبطان )) أي عرين وأي خرابيط بعد ما سمعت وصف وليد لغرفته عفواً لجناحه الخاص في فلتهم ,, مدري كيف راح تجيني نفس أنام فيك بعد اليوم ,, الله يسامحك ياوليد لأنك فتحت عقلي على أمور كان يجهلها ))

كنت أتقلب على فراشي وأحلم بأنني أصبحت قبطان الراجحي أبن عم وليد الراجحي , ولكن على مايبدو أنني لست محظوظاًُ كفايه حتى أكمل حلمي الذي قطعته والدتي بطرقها على باب غرفتي , وذلك لأخباري بأنه يوجد شاب يريدني خارج المنزل في أمر هام .

أنزعجت كثيراُ من اطفأ والدتي لحلمي الجميل , وزرعت على شفاي أبتسامه ساخره بعد حديث معتاد قلت فيه (( ياحسافه ....الخ )) أترك لكم أكمال كتابة الجمله السابقه .

غسلت محياي , وذهبت لباب المنزل , وبعد فتحي له وجدت شاباًُ سبق لي رؤيته يمد يده للسلام علي .



مددت يدي وسلمت عليه وتركته يتحدث عن الموضوع الذي جاء لأجله فقال (( أدري أنك مستغرب أني جيتك بالوقت هذا وأنت ما تعرفني وأنا ما أعرف الا أسمك ,, وأدري أنك شفتني قبل المره هذي ,, وأذا تتذكر زين أنا اللي كنت جالس بالطاوله اللي جنبكم بالمطعم اليوم الظهر ,, وياليت تسامحني أنت وصديقك وليد لأني أنا اللي سرقت جوال صديقك يوم رحتوا للمغسله , ولكن أنا متندم وجاي أرجع لك جوال صديقك وليد ))

علامات الحيره كانت تسكن محياي حينها ,, حاولت أن أخفي غضبي وأحتقاني عليه بسبب فعلته الشنيعه وقلت له (( الله المسامح ياخوي ,, والحمدلله أنك عرفت غلطك زين وجيت ترجع الجوال ,, بس ياليت تعلمني وش السبب اللي خلاك تتندم وتقرر أنك ترجع الجوال ؟؟ ))
كان رده بمثابة الصدمة الكبرى عندما قال لي (( أنا كنت أسمع سوالف صديقك وليد ,, وكنت منبهر من حديثه لدرجة أنه حسسني أنه الوليد بن طلال ,, ولكن بعد ما سرقت جواله وقرأت الرسائل اللي فيه ,, كسر خاطري وقررت أني أرجع الجوال ,, بغيت ارجعه بالوقت اللي كنتوا داخل المطعم تتناقشون مع المسؤول عن ذاك المطعم وكنت بالوقت نفسه قاعد بسيارتي خارج المطعم أتفحص جوال خويك ,, بغيت أرجعه له وخفت من ردة فعله ,, وقررت أني أتبعه وأشوف وين بيته عشان أرجع له الجوال بأي طريقه كانت ,, شفته لما نزلك هنا عند باب بيتك ,, وبعدها راح لبيته ,, وقررت أني أجيب لك الجوال وأنت ترجعه له ))

قلت له وعلامات الدهشه تتضح في نبرة صوتي (( وش هالرسايل اللي بجوال وليد وكسرت خاطرك ؟؟))

أبتسم الشاب وأعطاني جوال وليد وطلب مني قرأتها .

أمسكت جوال وليد وذهبت الى الرسائل بسرعه وقرأت الرسائل وكنت مصاب بالذهول حينها وأنا أقراء تلك الرسائل , وسأضعكم في قالب تلك الرسائل حتى تعلموا سبب أندهاشي وذهولي :
رسالة من أحد البنوك تطلب منه سرعة تسديد قسط السيارة المتأخر .
رسالة من أحد زملاء وليد يطلب منه الأيفاء بوعده وسداد مبلغ ثلاث الاف ريال أقترضها وليد منه .
رسالة من الهاتف مفادها بأنه سوف يتم فصل الهاتف لعدم سداده فاتورة الهاتف والبالغه الفان وأربعمائة ريال .
رسالة من كول مي من أحدى شقيقاته او .... .


وغيرها من الرسائل التي كشفت حقيقة وليد المزيفه .

أخبرني الشاب الذي أعاد هاتف وليد المحمول بأنه أشفق على وليد لأنه يدعي مالا يملك , وأشار لي بأنه يعرف أين تقع الشقه التي يقطن بها وليد مع أسرته , زرعت على شفاي ابتسامتي الساخرة وقلت بنفسي (( الله يسامحك ياوليد أجل فله مساحتها الفان وخمس مائة متر واخرتها ساكن بشقه ؟؟ ))

أستدليت من ذلك الشاب على شقة وليد .
ركبت سيارتي المحببه والمفضله لدي وذلك لأنني لست مدان بريال واحد لأجلها , وذهبت الى تلك المنطقه الشعبيه التي وصفها لي الشاب الذي سرق جوال وليد .

كنت أقف أمام العمارة التي توجد بها الشقه التي يسكن بها وليد مع أسرته , لم أصدق عيني في البدايه , ولكن عندما رأيت سيارة وليد تقف أمام العماره صدقت عيني وقلبي وكل شي لا يمكن تصديقه بخصوص صديقي وليد .

نزلت من السيارة وذهبت الى الشقه رقم أثنان , وطرقت ذلك الباب المهترئ , وبعد لحظات خرج لي رجل طاعن بالسن , فسألته عن أذ ما كانت هذه شقة (( وليد الراجحي )) فأطلق ذلك الشايب العنان لضحكته حتى بان لي فكه الذي يحتفظ بالقليل من الأسنان وقال بكل أستهزاء (( وليد الراجحي ؟؟ صرنا من عايلة الراجحي وحنا ما ندري ههههه ؟؟ لا يا ولدي هذي شقة وليد الراجح ))

أخبرته بأنني صديق لأبنه وليد , رحب بي عندها وطلب مني الدخول لتناول القهوة .

دخلت تلك الشقه المتواضعه جداُ , أحساس غريب كان يغمرني تلك اللحظه , شفقه أم شماته أم صدمه , أختاروا ماتظنونه مناسباُ لوصف ذلك الأحساس .

أدخلني والد وليد للمجلس والذي كان مظلماُ , وفتح بعدها الأنوار حتى كشفت لنا عن شخص ينام بأحد زوايا ذلك المجلس , والذي أنزعج كثيراًُ من تلك الأنوار وقال (( يوووه الواحد مو عارف ينام ,, طف النور ياهوووه ))
رد ذلك الرجال الطاعن بالسن على ذلك الشخص النائم (( قم قامت قيامتك ,, نايم المغرب !! أحد ينام المغرب ؟؟ قم ياولد الراجحي صديقك جاي يزورك ))

فز وليد من مكانه ,, وفرك عيناه جيداًُ وهو ينظر تجاه محياي ويحاول تكذيبهما , أحسست حينها بأنه تمنى أن تنشق الأرض وتبتعله دون أن أراه في ذلك المنظر , رحب بي وليد بكل أستحياء وذهب الى داخل المنزل وهو يجر خلفه (( لحافه )) الذي أتى به من شرق القاره

جلست أتأمل بعد ذلك في الذي اراه امامي في مجلس وحيد وأحاول مقارنته بالذي سمعته من وحيد في فترة الظهيره , لم أتمالك نفسي من الضحك على الذي كان يجول بخلدي حينها .

بعد أن رددت لوليد هاتفه المحمول وأخبرته بما حدث , وبعد أن تناولت القهوه , ودردشت مع والد وليد والذي سمعت منه أجمل الأحاديث وأحببته أكثر من ((
أبنه المهايطي واالمنحرج طوال فترة جلوسي في مجلسهم )) ,, ودعتهم وأنا في قمة سعادتي لتعرفي بوالد وليد وواعداُ أياه بأن أعيد الزيارة اليهم مرة أخرى .

عدت أدراجي الى منزلنا , ودخلت الى صالة المنزل ووجدت والدتي تنتاقش مع شقيقاتي في موضوع ما , أخبرت والدتي بأنني أحببت هذه الجلسه الجديده , في وسط أستغراب وتعجب من والدتي لأنني لم أخبرها بأعجابي بهذه الجلسه عند مشاهدتي الاولى لها في ظهيرة اليوم

ذهبت بعد ذلك الى غرفتي ومعشوقتي الأولى في منزلنا , أحببت كل شيء في غرفتي حتى السرير الذي كنت أكرهه قبل ساعات وقلت بنفسي حينها (( يازين سيارتي , ويازين بيتنا , ويازين غرفتي , والحمدلله على كل حال , والله يجزاك خير ياوليد لأنك فتحت عقلي وعلمتني بأنعام كثيره عندي كنت أحاول تجاهل قيمتها ))



(( المشهد الثاني ))

في كلية البنات , وفي فناء الكلية الكبير , وعلى أحد الكراسي في تلك الفناء كانت تجلس ثلاث فتيات ويصغون بأمعان لحديث صديقتهم أبتسام , والتي كانت تتحدث في أمور كثيره منها (( أنا الحمدلله عندنا في البيت شغالتين وطباخ , وتصدقون يابنات أني ماعمري دخلت المطبخ ولا أعرف أسوي حتى كاس شاي , وأنا بقول لأبوي يشرط على اللي يبي يجي يخطبني يجيب لي خدامه قبل ما أدخل في الفله اللي راح أسكنها , وتصدقون يابنات أنا أستغرب من البنات الي يروحون يشترون ملابسهم من الأسواق الشعبيه والتي تبيع الملابس بسعر رخيص ,, أنا ملابسي كلها تجيني من بنت عمي اللي عايشه في باريس مع زوجها اللي يشتغل بالسفارة السعوديه هناك ,, أنا .............. الخ ))

قطع حديثها صوت فتاة ترتدي ملابس توضح حالتها الماديه المتواضعه جداُ , وتطلب من أبتسام القدوم اليها للحديث معها في موضوع هام , سألت أحد الفتيات أبتسام عن هوية هذه الفتاة التي تريدها ,, فا أخبرتها أبتسام بأنها مجرد زميله تعرفت عليها أثناء تسجيلها لدخول الكليه ,, أستأذنت أبتسام صديقاتها وتوجهت بأتجاه تلك الفتاة ودار بينهم الحوار التالي :

أبتسام (( نعم يا سارة وش عندك ,, أنا كم مره قلت لك لا شفتيني أسولف مع خوياتي لا تقربين صوبي ؟؟ ))
سارة (( أفااا يابنت العم ,, تتفشلين مني وما تبيني صديقاتك يدرون أني بنت عمك ))
أبتسام (( أيه يا سارة أتفشل منك ,, أنتي ما شفتي ملابسك اللي عليك ,, ماني ناقصه أحراج قدام صديقاتي الهاي كلاس ))
سارة (( لنا الله يابنت عمي ,, ترى حالنا واحد ولكن الفرق أني أنا أساعد أهلي بالمكافأة اللي أستلمها من الكليه وأنتي تصرفين المكافأه على نفسك وتنسين حاجة أهلك للفلوس اكثر من حاجتك لها ))
أبتسام (( أقول أخلصي علي ,, جايه تسوين لي محاضرات هنا ,, يالله قول لي وش تبين مني ؟؟ ))
سارة (( ماني جايه اسويلك محاضرات لأنك كبيرة وفاهمه ,, ولكن أخوي محمد أتصل علي وقالي أعطيك خبر أن الأمير سلطان بن عبدالعزيز يصرف أعانات ومساعدات للناس المحتاجين ,, بعد رجعته للبلاد بالسلامه ,, اكتبي معروض لأبوك عشان يروح يقدمه لقصر الأمير سلطان وبأذن الله يجيكم مبلغ من المال يساعدكم على تحسين أموركم الماديه ))
أبتسام (( ليه شايفتنا نطر أنتي وأخوك اللي مايستحي على وجهه ,, خلاص أذلفي ولاعاد أشوفك تجين مرة ثانيه عندي بالكليه لما أكون مع صاحباتي ))

عادت سارة أدراجها يكسوها الشفقه على تفكير بنت عمها (( المهايطيه )) , وعادت أبتسام أدراجها والغضب يمتلكها بسبب أبنة عمها التي تعتبر مصدر أحراج كبير لها في الكليه .

بعد وصول أبتسام للكرسي الذي يحتضن صديقاتها , وبعد سؤالهن عن سبب قدوم تلك الفتاة وعن الأمر الهام الذي أرادتها به كان جواب أبتسام هو (( مسكينه هالبنت جايه تسألني عن المحل اللي أشتريت منه بلوزتي هذي ,, تفكر أنها تقدر تشتري ماركات مثل هالماركه ,, ماتدري أن حدها الأسواق الشعبيه ,, بس تدرون يابنات ,, شكلي بفصخ البلوزه وأعطيها لها لأن نفسها فيها ,, وراح أعتبرها كصدقه ))

أنتهى

خلاصة الكلام من عندي :

** ليس العيب أن تكون فقيراُ , ولكن العيب أن تدعي الغنى وأنت لست كذلك ,, وليس العيب أن تكون غنياً ,, ولكن العيب أن تدعي الفقر وأنت لست كذلك
** على كل شخص منا أن يفتخر بالذي لديه مهما كان جودة ونوع ذلك الشيء الذي يمتكله لأنه يوجد الكثير ممن لا يستطيع ملك ذلك الشيء الذي نملكه .
** يا كثر المهايطين في هذا الزمن ,, والله مو عيب لو الواحد يكون على قد حاله ويعترف بالشيء هذا ,, ولكن العيب لما الواحد يهايط ويتفاخر بشيء ماهو صحيح أو ليس ملكه.

خلاصة الكلام من عند الدكتور محمد الحبش :

كيف تحولت النعمة إلى نقمة

عندما يكشف الله عن أخطاء استخدام النعمة تكون نقمة .. فصاحب النعمة قد لا يكرم اليتيم وهنا تصبح النعمة ليست سوى امتحان صعب انتهى بفشل من ضن بالنعمة ولم يحسن استخدامها. إن النعمة هنا حجة على ذلك الإنسان وليست في صالحه.
لذلك فليس الإكرام أن تأتي الإنسان النعمة ولكن الإكرام أن يستخدمها الاستخدام الصحيح , إن النعمة ليست أبداً في عدم إكرام اليتيم وليست في التهرب من تحمل مسؤولية إطعام المسكين. إنها عندما تكون هرباً من إكرام اليتيم وهرباً من إطعام المسكين تتحول إلى ذنب. فالإنسان قد تأتيه النعمة فيقع في الذنب ويقع في حب المال و الطمع و الجشع لذلك قد يكون سلب النعمة شيئاً غير مهين للإنسان. لأن الإنسان قد تأتيه النعمة فيصرفها فيما يبغضه الله سبحانه وتعالى. والحديث القدسي يرتب درجات من يحبهم الله عز وجل ومن يبغضهم:‏

أحب ثلاثاً وحبي لثلاث أشد:‏

أحب الغني الكريم .. وحبي للفقير الكريم أشد.‏

وأحب الفقير المتواضع .. وحبي للغني المتواضع أشد.‏

وأحب الشيخ الطائع .. وحبي للشاب الطائع أشد.‏


وأبغض ثلاثاً وبغضي لثلاث أشد:‏

أبغض الغني المتكبر.. وبغضي للفقير المتكبر أشد.‏

وأبغض الفقير البخيل .. وبغضي للغني البخيل أشد.‏

وأبغض الشاب العاصي .. و بغضي للشيخ العاصي أشد.‏


هكذا نرى أن هناك محبوبين من الله سبحانه و تعالى على درجتين:‏

درجة الحب فقط... ودرجة الحب الشديد.‏

يحب الله سبحانه وتعالى الغني الكريم الذي يفهم أن المال اختبار وأن الفائض يجب أن يذهب إلى من يستحق ولا يملك. ويحب الله عز وجل الفقير الكريم أشد لأن الفقير رغم حاجته فهو يحاول بالكرم أن يقيم في المجتمع استطراقا ًكسبياً وأن يرعى حاجة من لا يقدر أن يشبع احتياجه.‏

ويحب الله عز وجل الفقير المتواضع لأنه يعرف ألم الآخرين ويعاني منه فيجد في الطيبة وحسن معاملة الآخرين راحة و مشاركة. أما حب الله سبحانه وتعالى للغني المتواضع فهو أشد لأن الغني يملك أسباب الكبرياء و لا يتكبر.‏

ويحب الله سبحانه وتعالى الشيخ الطائع لأن الشيخ الطائع عرف الدنيا و الطاعة اختياراً ينجي الإنسان من فساد ما تغري به الحياة .. إنها طاعة الحكمة.أما حب الله سبحانه وتعالى للشاب الطائع فهو أشد لأن الشاب الذي يختار الطاعة يملك إمكانيات المعصية .. ولكنه لا يرغب.‏

ولو لم يكمل هذا الحديث من يبغضهم الله سبحانه وتعالى لأمكننا أن نستنبط من وحي هذا المنهج هؤلاء الذين يبغضهم الله عز وجل.‏

إنه تعالى يبغض الغني المتكبر هذا الذي يملك أسباب التكبر ويحيا أسيراً لها وداخل دائرة سجنها ولا يملك من البصيرة ما يعرف به أن الأسباب ليست كل شيء فهناك صانع كل الأسباب وأنه خليفة فيما منحه الله له.‏

أما لماذا يبغض الله عز وجل الفقير المتكبر فالفقير لا يملك أسباب الكبر ويعرف بمعاناة ألم الآخرين لكنه يزين لنفسه سجناً من التكبر يحبس فيه نفسه عن التواضع و السماحة.‏

ويبغض الله تعالى الفقير البخيل لأن الفقير كان يحب أن يكون درساً يتعلم منه الإنسان أن احتياج الإنسان قد يسبب له من الذل والمهانة ما لا يجب أن يعاني منه الإنسان.‏

ولكن الله يبغض الغني البخيل بغضاً شديداً لأن الفقير لو جاءه البخل فقد يكون عن احتياج أما الغني البخيل فهو لا يملك إلا الإحساس بالضعة ومحاولة إخفاء نعمة الله عن أصحاب الحق فيها.والله يبغض الشاب العاصي لأنه لا يترفع عن المعصية رغم التبصر الواضح بمنهج الله سبحانه و تعالى .‏

ولكن الله يبغض الشيخ العاصي أشد لأن الشيخ لا يملك مقومات المعصية ويزري نفسه متناسياً منهج الله و تجربة الشيخ في الحياة.‏

وهكذا نرى أن مقومات الحركة في الحياة محددة بالمنهج الذي يغطي الحياة المحبوبة الحب الأشد من الله سبحانه و تعالى.‏

فإذا عاش الإنسان في مجتمع يتميز بما يلي:‏

الفقير فيه كريم ... الغني فيه متواضع ... الشاب فيه طائع. فإن ذلك لابد أن يكون المجتمع المثالي حقاً.‏

أما الإنسان إذا ما عاش في مجتمع يتميز بصفات عكس ذلك وهي:‏

الفقير فيه متكبر ... الغني فيه بخيل ... الشيخ فيه فاسق.‏

فمما لا شك فيه أن مثل ذلك المجتمع هو مجتمع الحضيض. لكن هناك أيضاً بين هذين المجتمعين مجتمعين آخرين يختلط فيها الكرم مع البخل أو التكبر و التواضع أو الفسق و الطاعة .. كل بدرجات. إذاً فحركة الحياة تستطيع أنت تحديدها وتستطيع أنت إتقانها فاجعل نفسك في المكان الذي ترتضيه وتدرك جدواه لكيلا تكون النعمة عليك نقمة.‏

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقييمك للمدونة ؟؟