السبت، 15 مايو 2010

(( مقلبتك يابوووي ))

(( مقلبتك يابوووي ))

ضمن سلسلة مواضيع رافعيات الجمعه


(( حرام عليك يالقبطان مستكثر فينا 50 الف مهر ؟؟ معقوله حنا ما نسوى بنظرك هالمبلغ ؟؟ أنا أحب أقراء لك كل أسبوع ولكن مع أحترامي لك موضوعك ما أعجبني هالأسبوع ))

الكلمات في أعلاه عبارة عن تعليق وصل لأيميلي من أحدى الأخوات المتابعات لسلسلة مواضيع رافعيات الجمعه , بعد طرحي لموضوع (( أبو خالد عطني رأسك أبوسه ))

أسمحولي بأن أخصص رافعيات هذه الجمعه للأجابه عن ذلك التعليق .

سأترك التعليق جانباُ وسأتحدث عن هذه الجمله ( معقوله حنا ما نسوى بنظرك هالمبلغ ؟؟ )
تبين تعرفين متى تسوين هالمبلغ وضعفه يا أختي الكريمه ؟؟ أقري قادم السطور وستعرفين الأجابه .




سوريا ( يوليو 1999 ))


في صيف عام 1999 , وبينما كنت أقضي أجازتي مع الأهل في منطقة درعا , قرر الوالد أن يذهب بنا بعيداُ لأقصى شمال سوريا وتحديداُ لمنطقة الرقه التي تقع بالقرب من نهر الفرات والتي تبعد عن مدينة دمشق أكثر من 800 كيلو متر , وذلك في زيارة مفاجئه لأحد أصدقائه الذي يملك منزلاُ في ريف تلك المنطقه , وأعتاد أن يقضي أجازته في تلك الديار في كل اوقات الصيف .

بعد تعب ومشقه وصلنا لمنطقة الرقه , وقررنا الذهاب لسوق تلك المنطقه لشراء بعض الكماليات قبل المغادرة بأتجاه ريف تلك المنطقه بحثاً عن صديق الوالد .
في ذلك السوق وبمحض الصدفه شاهد أحد أشقائي أبن صديق والدي الأكبر الذي نحن قادمين له , تفاجأ ذلك الأبن لرؤيته لأخي , بعد السلام الذي لم يخلوو من العناق , أصطحب أبن صديق والدي أخي معه وذهبوا لوالده الذي تفاجأ هو الآخر بما تراه عيناه .
بعدها التقى والدي بصديقه , الذي رحب به كثيراُ , وأخبره بأنه قادم من الريف لشراء بعض الأغراض ومن بعدها سوف يعود لمنزله في الريف .
ذهبنا خلفه الى ريف منطقة الرقه , وبعد وصولنا لمنزله أستقبلنا أشقائه بحفاوة لا تنسى .
كالعادة في مثل هذه المناسبات والزيارات لابد من أكرام الضيف , لذلك تم أخبرنا بأنه سوف يقيمون وليمة عشاء بمناسبة زيارتنا لهم .

ذهبت ألهو مع صديقي فايز في ربوع ذلك الريف الجميل , ترى أنعاكس نور الشمس على سنابل القمح الذهبيه والتي تشاهدها على مد ناظريك , في منظر جميل من الصعب نسيانه , وترى كذلك بعض النساء واللواتي يعملن في حصد ذلك القمح ويسمن (( بالحصادات )) يقمن بعملهن بأكمل وجه وهن يرددن بعض القصائد التي يحفظونها , حتى يطردن الملل الذي قد يتسرب الى نفوسهن بعد ساعات من العمل الشاق .

أثناء سيري مع صديقي فايز في ربوع ذلك الريف سمعنا صوت من بعيد ينادي صديقي فايز , التفتنا بإتجاهه وشاهدنا تلك الفتاة التي لم تتجاوز التاسعة عشر من عمرنا تطلب مساعدتنا في أمر ما .
في أثناء سيرنا اليها أخبرني فايز بأن هذه الفتاة تصبح عمته الصغرى .

بعد وصولنا اليها , طلبت مننا أن نقوم بالذهاب عند أحد جيرانهم في الريف وأحضار (( خروف )) يكون عشاء هذا المساء .
ذهبت أنا وفايز الى منزل ذلك الجار اللطيف , والذي رحب بي كثيراًُ , ثم أصطحبنا لحضيرة الأغنام التي تقبع خلف منزله المشيد من الطين أسوة بجميع منازل اهل القريه ما عادا منزل صديقنا المبني من الطوب .

دخل الحضيرة وخرج لنا بخروف وطلب مننا أمساكه جيداً والذهاب به الى منزل والد فيصل .
في الفناء الخلفي لمنزل فايز كنا متواجدين أنا وفايز وعمته والخروف الذي ينتظر مصيرة المحتوم .
تناول فايز سكيناً حاداًُ من عمته , وطلب منا أمساك الخروف جيداً حتى ينحر عنقه .

نحر فايز عنق الخروف وسط ذهول وتعجب شديد مني , فصديقي فايز لم يتعدى 14 عشر من عمره ذلك الوقت , فكيف له أن يقوم بمثل ذلك الفعل ؟؟

بعد أن أنتهى فايز من نحر الخروف , أشارت لنا عمته بأن نقوم برفع الخروف وتعليقه حتى تقوم بسلخه وتقطيعه , كان الذهول والتعجب مرافقين لي ذلك المساء , وذلك بعد مشاهدتي لتلك الفتاة وهي تقوم بعملية سلخ وتقطيع الخروف مع بعض المساعدة البسيطه من فايز .
أثناء وقوفي بالقرب منهم كنت أستمع الى بعض المعلومات التي تتحدث بها تلك الفتاة , والتي على ما يبدو مثقفه لأبعد الحدود , تلك المعلومات التي سمعتها عكست نظرتي التي تم أخذها عن تلك الفتاة بأنها لا تفقه سوى إعداد الطعام , والترحيب والجلوس مع الضيوف .

قبيل أنتهائهم من سلخ الخروف أتت إلينا جدة فايز , قاصدة مساعدة أبنتها وحفيدها في إعداد الوليمه , ولكن أبنتها رفضت المساعدة , وطلبت من والدتها بأن تعود الى الضيوف الذين هم أهلي والمكوث معهم , وسوف تقوم هي بفعل كل شي لوحدها .

فعلاًُ قامت عمة فايز بعمل كل شي لوحدها وسط أعجاب شديد مني من أجادة عمة فايز لجميع الأعمال التي لا تقوم بها أي فتاة في ذلك السن .

في المساء , وبعد حضور المعازيم , تم تقديم أحلى (( مليحي )) أكلته في حياتي حتى الآن << المليحي هي أحد الولائم المعروفه في شمال المملكه والأردن وسوريا

في صبيحة اليوم التالي , غادرت الرقه وريفها الجميل , ولكن لم يغادر ما فعلته عمة فايز ذاكرتي حتى هذه اللحظه .


السعودية ( فبراير 2010 )



بعد فراغي من أداء صلاة الجمعه في أحد الجوامع البعيده عن الحي الذي الذي أقطن فيه , وبينما كنت أسير بأتجاه سيارتي , جمعتني الصدفه مع أحد معارفي وصديق عزيز حديث الزواج بفترة لم تتعدى خمسة أشهر .

بعد السلام وأخذ الأخبار , طلب مني بأن أرافقه لشقته لتناول وجبة الغداء من يد زوجته التي تعلمت مؤخراُ كيفية أعداد (( الكبسه )) والتي وعدته بأنها ستقوم بأعدادها تلك الظهيره .

ضحكت على ما قاله , ورافقته الى منزله القريب من ذلك الجامع .
في أثناء سيرنا لشقته دار بيني وبينه هذا الحديث :
صالح :
وش فيك يالقبطان تضحك ؟؟
أنا :
أضحك على أستهبالك , أجل زوجتك توها متعلمه طبخ الكبسه ؟؟ والله لو أنها مواليد أمريكا , تراها مواليد الشمال وبنات الشمال يسوون لك مفطح لو تبي .
صالح :
هيه وش فيك ؟؟ ترى أكلمك جد والله , زوجتي توها متعلمه كيف تسوي الكبسه .
أنا :
من جدك ؟؟ ليه أنت متزوج طفله ؟؟ كم عمر زوجتك ؟؟
صالح :
تقريباً أصغر مني بسنه .
أنا :
يعني عمرها فوق 26 ؟؟ وما تعرف تسوي كبسه ؟؟
صالح :
أقول لا تكبر الموضوع , وراح تذوق احلى كبسه بحياتك اليوم .
أنا :
أيه أحلى كبسه , الله يستر بس << فيس قامط العافيه

وصلنا لشقة صالح , دخلنا الى مجلسه المبعثر , وكأنك في شقة ((
عزاب وليس في منزل يوجد به أنثى ))

قام صالح بكل أستحياء بترتيب مجلسه , وسط مساعدة مني على ذلك وغضب أخفيته في داخلي على تلك الزوجه
التي لا تعلم عن مجلس زوجها , حتى ولو كان زوجها مهمل وغير مرتب فمن المفترض أنه يتعلم الترتيب والتنظيم منها , لأنه أنثى بطبعها الناعم الذي يعشق التنظيم , وهو رجل بطبعه الخشن الذي يعشق العشوائيه .

ذهب صالح الى داخل الشقه وأخبرها بأنه أحضر معه ضيفاً , وعاد الي وملامحه تبدو خجله ومرتبكه , وبعد سؤالي عن السبب , أخبرني بصوت خفيف ((
أن زوجته تذمرت من قدومي معه فجأه وبدون علم مسبق ))

بعد مايقارب الساعه الا ربع وصل الينا أخيراً القهوة والشاي ,
لا أعلم هل الطريقه التي يعد بها أهل تلك الفتاة القهوه تشابه للطريقه الذي أعتاد الجميع على أعداد القهوه بها , لأن مذاق القهوه لم يكن بتلك الجودة التي أعتدت عليها .

بعد ما يقارب الساعتين وصل الينا أخيراُ الغداء ,
في البداية تفاجأت من رؤية الطعام الذي على السفره , عرفت الرز من شكله وعرفت البصل أيضاُ كذلك , ولكن يوجد شيئاُ غريب فوق الرز , والله في الوهله الأولى لم أعرف منه الا لونه الأبيض .

رحب فيني صديقي صالح وطلب مني الأقتراب من السفرة لتناول الغداء ,
سألت صالح هل هذا الأبيض هو دجاج ؟؟

فأخبرني والخجل يكتسيه مرة أخرى , أنه دجاج , وأردف قائلاً ((
أكيد دجاج , ليه وش شايف قدامك فيل صغير ؟؟ ))

أخبرته بأنني شككت بأنه دجاج , فعلى ما أعلم أنه يجب أن يدخل الدجاج للفرن للتحمير .

نطقت البسمله قبل شروعي بالأكل علانيه , و
قرأت المعوذات بداخلي جهراً حتى لا أستفز صديقي وأزيد من أحراجه .

مددت يدي لتناول الأرز , وصل الى فمي وسط مخاوف كبرى , مضغته بشكل بطيئ , بعد تذوقي له وجدت طعمه ليس بذلك السوء وأن كان ينقصه (
السلطه ) التي لم تقم بأعدادها ولاأعلم هل السبب يكمن في عدم معرفتها بطريقة أعداد السلطه , أو أن كتابها المفضل (( فوزيه لتعليم الطبخ )) لم يكن يحمل بين طياته طريقة تعليم أعداد السلطه .

طلب مني صديقي صالح أن أقوم بمد يدي والأكل من الدجاج , لم أريد أحراجه أكثر , مددت يدي وسط مخاوف أكبر من السابقه , وبعد قتال ومعارك , أستطعت أن أقوم بأخذ قطعه من تلك الدجاجه , أدخلت تلك القطعه الى فمي , وأردت بعدها بلحظات أن أقوم بأرجاعها , وذلك للطعم الذي ذقته ولن أنسى مراراته .

قمت با أبتلاع القطعه ,
وحلفت جهراُ بأن لا أقوم با أكل قطعه أخرى من تلك الدجاجه .

أنهيت غدائي , وشكرت صاحبي على غدائه , وعدت أدراجي لسيارتي التي تقف في مواقف
الجامع , يعتصرني الغضب والحزن على صديقي وزوجته .

كان يعتصرني الغضب بسبب والدتها التي كيف سمح لها أهمالما بالسماح لأبنتها أن تصل الى هذه العمر دون معرفة تعلم الطبخ .
وكان يعتصرني الحزن على صديقي صالح الذي تحمل الكثير من المصاريف والديون وذلك للأرتباط من تلك الفتاة التي لا تعرف أن تعد القهوة بالشكل المطلوب , ناهيكم عن الوجبات السهل والمعروف طريقة أعدادها .
وحزنت أيضاً على زوجته وأنا أتخيل منظرها وهي ترى صديقاتها المتزوجات وغير المتزوجات يقمن بأعداد أحسن المأكولات لصديقاتها أو لأفراد أسرتها .





خلاصة الكلام



** عني ونيابة عن جميع الشباب أقول لجميع الأناث في بلدنا العزيز ولا أولياء أمورهن الذين يتفنون في سلخ جلد المتقدم للأرتباط بأحدى بناتهم ((
لما تكوني مثل عمة فايز وبمثل سناعتها , أبشري باللي يأخذ أحسن قرض ويدفع لك مهر 90 الف ريال , بس لما تكوني مثل زوجة صالح هل تتوقعين أنك تستحقين أن الواحد يأخذ قروض ويتبهدل عشانك ؟؟ ))

** لا أستطيع تمالك نفسي من الضحك والحزن على بعض البنات اللتي تفتخر لما تقول ((
أنا والله ما أعرف أطبخ , لأن أهلي جايبين خدامه ما شاء الله عليها طباخه , وأنا ما أدخل المطبخ الا أذا بغيت أسوي عصير والا بيض عيون مقلي ))

** ((
اعرفك لك وحده اتصلو عليها حريم اخوان رجلها وهم في الطريق وطردتهم ولا استحت ))
هذا رد في موضوع كتبته قبل سنه تقريباُ وكان بعنوان (( الله يصبر قلوبهم ))

بالله فيه زوجه سنعه تسوي مثل هالسواة ؟؟

** أنا موضوعي هذا ليس عن سنع الزوجه في المطبخ فقط , ولكن عن ((
سناعتها )) في كل شي , أستقبال الضيوف والترحيب بهم , تقدير الأهل وخصوصاُ الوالدين حتى أذا كانت تكرههم أو تخفي لهم غير الموده في قلبها , أن يكون منزلها نظيف ومرتب في جميع الأوقات .

** كل ما أتذكر صديقي صالح وزوجته يطري على بالي منظر مشهد من طاش ما طاش يوم ناصر القصبي يقول لعبدالله السدحان ((
مقلبتك ياابوووي )) فناصر القصبي هو والد زوجة صالح , وعبدالله السدحان هو صديقي صالح .

هناك تعليقان (2):

  1. مبدع بكل ماتحمله الكلمه من معنى ..
    آتشرف فيك .. رغم اني اضفتك لكن شكلك ماقبلت
    hamodi.24@hotmail.com

    آخوك بالاقلاع : آهــلآوي صميــم

    ردحذف
  2. حياك الله ياخوي
    والله يشهد ما جاني أي أضافه
    ولو جتني بضيفك ويشرفني هالشيء
    على العموم الحين بضيفك

    ردحذف

تقييمك للمدونة ؟؟