السبت، 15 مايو 2010

(( المخدوع ))

(( المخدوع ))
ضمن سلسلة مواضيع (( مقابلات منكم وإليكم ))




اليوم هو الخميس ,, أو بتعريف آخر يخصني فقط : اليوم هو اليوم الوحيد الذي أستطيع فيه السهر حتى ساعات الصباح الأولى , أجبرت على معرفة التعريف الآخير بعد ألتحاقي بالقطاع الخاص , لذا من الصعب جداً أن تمر هذه الليلة مرور الكرام
في البداية خطر في بالي منظر يجمعني أنا وأصدقائي بحضور أحبائي ضوء القمر وصوت أمواج البحر , فبادرت على الفور بالأتصال بأصدقائي حتى نجتمع سوية هذا المساء , لنقضي الساعات المقبله في الشواء على جال البحر .

تذكرت حينها بأن أحدهم مسافر لجنوب المملكه حالياً وذلك للترتيب لحفل زفافه الذي سيقام بعد شهرين من الآن , والآخر كذلك مسافر لغرب المملكه لنفس سبب صديقي الأول تماماً وذلك لترتيب وتوزيع كروت حفل زفافه الذي سيقام بعد حفل زفاف صديقي الأول بعشرة أيام , وصديقنا الثالث لن يتمكن من الألتحاق بنا وذلك لأنه يقضي ساعات دوامه الأولى التي أبتدت قبيل مغرب الشمس بقليل


لا أخفيكم سراًُ ضاق صدري كثيراُ , فقلت في نفسي (( صحيح أن تلك الغيابات مؤثرة جداً , ولكنها لن تقف حائلاُ أمامي لإنهاء هذا اليوم دون العبث به )) فقمت بالأتصال بصديقنا الرابع وكلي أمل بأن يكون متفرغ للخروج معي هذا المساء

أتصلت بصديقي ولكنه لم يجب على أتصالاتي في المرة الأولى والثانيه والثالثه , ولكن بعد أتصالي الرابع قام بالرد علي , وأعتذر لعدم تمكنه من الرد على مكالماتي السابقه .

أخبرته بأنني أريد الخروج الى أي مكان يدعو للسعاده والترويح عن النفس , فجأتني كلماته كالصاعقه , وهي أنه برفقة صديقي السابق (( محمد )) الذي أنا على خلاف معه حتى الآن وذلك بعد النقاش الحاد الذي دار بيننا في الموضوع الذي كتبت عنه قبل مدة وعنونته ب (( الساكنات في قلوب الغرباء )) .

أخبرني بأن محمد لايريد رؤيتي أو الألتقاء بي , لذلك من الصعب أن نلتقي هذا المساء

أقفلت السماعه والحزن يعتصرني , فأنا بطبعي أكره الوحده , لذلك من الصعب أن أكون سعيداً لوحدي لأنني لم أعتد على ذلك

قررت حينها الذهاب الى كورنيش مدينة الخبر , وقضاء ما تبقى من ساعات هذا المساء على مشاهدة أنعكاسات أنوار المدينه على ضفاف البحر , والأستماع لنغمات ذلك البحر التي تسمى بالأمواج , فلطالما ذهبت بخيالي بعيداً مع تلك النغمات وتلك الأضواء المنعكسه على ضفاف البحر .

قبيل أنصراف يوم الخميس بساعتين كنت متواجد بالقرب من ساحل البحر , كانت أجوائي حزينه وكئيبه ويتخللها بعض الأفكار عن أين ستقف بكم سفينة الرافعيات هذه الجمعه

قطع حبل تفكيري صوت طفل يبتعد عني بعض الأمتار و يريد مني أعادة الكره التي بجانبي اليه , تزحزت من مقعدي وقمت بركل الكرة اليه , وشكرني على ذلك بأبتسامه عريضه ثم عدت ادراجي الى مقعدي الخرساني .

لملمت أفكاري مرة أخرى وعندها قررت أن أحط رحالي هذه الجمعه في ميناء قصة (( العميل السري أبو عبير بوند )) .

ولكن على مايبدو ذلك الطفل لايريد مني أن أكتب لكم هذه الجمعه عن تلك القصه , وذلك بعد طلبه مني بأن أقوم بأعادة كرته اليه مرة أخرى , تزحزت هذه المرة بتثاقل أكبر وقمت بركل الكرة بكل قوة حتى يفهم من تلك الركله غضبي وأنزعاجي من طلبه المتكرر , قام بشكري مرة أخرى بأبتسامه أعرض من اختها الأبتسامه السابقه , وعدت أدراجي الى مقعدي الخرساني .

حاولت لملمة أفكاري للمرة الثالثة , ولكن هذه المرة نسيت البعض منها , وتذكرت البعض الآخر , وبعد معاناة مع ذاكرتي المرهقه , أستطعت أن أجمع صفحات كثيرة دونتها في مخيلتي قبل ان أفقدها بركلها وركل كرة ذلك الطفل الصغير

قطع حبل تفكيري نفس صوت الطفل , ولكن هذه المرة لايبتعد عني كثيراً , كيف له أن يبتعد كثيراُ وهو يضع يده الصغيره على كتفي ويقول (( لو سمحت ممكن تجي تلعب معاي كورة ))
لم أستطع تمالك أعصابي وأنفجرت في محياه قائلاًُ (( تراك أبلشتني وتراني ماني فاضي لك ,, روح شوف لك واحد بعمرك يلعب معاك))

جزع ذلك الطفل من ردة فعلي الغاضبه وقال بكل أستحياء (( أنا اسف )) وذهب بعيداً في خطوات حزينه وبائسه

قررت حينها أن أذهب بعيداًُ ولكن بعكس الأتجاه الذي سار من خلاله الطفل , كنت أسير بمحاذاة البحر حتى لا يفوتني شيئاً من عروضه و ألحانه الجميله .

على طريقي رأيت أحد العربات التي تختص ببيع ( الآيس كريم ) , ذهبت بأتجاه تلك العربه , وشاهدت العديد من الأطفال يسيرون بسعادة ويعصرون في أيديهم بعض النقود حتى يستيطعوا شراء قطع من ( الايس كريم )

مر على مخيلتي منظر ذلك الطفل وهو يسير حزيناًُ بعد تحطيمي لفؤاده الصغير , قررت حينها أن أصلح ما أفسدته وذلك بعد شرائي قطعتين من ( الايس كريم ) أحداها لي والآخرى له

حملت تلك القطعتين وعدت ادارجي لذلك المكان الذي يتواجد فيه ذلك الطفل , كانت خطواتي سريعه وتزداد سرعه كلما ظننت أنه الوقت تأخر وأنه قد يكون غادر ذلك المكان قاصداُ المنزل .

بعد دقائق كنت متواجداُ بنفس المكان , في البداية لم أشاهد الطفل ولم ألحظ وجوده , ولكن بعد تدقيقي بالنظر وجدته جالساًُ بالقرب من أحدى الكراسي الخرسانيه ومازال الحزن رفيقه في ذلك المساء

أقتربت منه وأخبرته بندمي على ما بدر مني من ردة فعل غاضبه تجاهه , الحمدلله أنه قبل أعتذاري وأتضح ذلك كلياُ في أبتسامته العريضه << ما أجمل تلك الأبتسامه

مددت له (( الايس كريم ) فقال : الله آيس كريم , شكراُ لك , بعد ذلك عدت أدراجي الى مقعدي الخرساني , وقمت بألتهام تلك الحلوى المثلجه بكل سعادة وأريحيه

بعد أنتهائي من التهام الحلوى المثلجه سمعت صوت ذلك الطفل يطلب مني أعادة كرته التي أصبحت بالقرب مني , في أشارة منه لأن أقوم بمشاركته في لعب الكرة .

تزحزحت عن مقعدي الخرساني , وقمت بأخذ الكرة وذهبت بالقرب منه , وأخبرته بأنني أود اللعب معه , كان في قمة سعادته تلك اللحظه , رفعت ثوبي وربطته حول خصري , وقضيت بعدها بعض الدقائق باللعب مع ذلك الطفل الذي كان وحيداُ مثلي قبل الألتقاء به , ولكننا الآن لانعرف للوحده معنى .

أستطاع التعب أن ينال ما أستطاع مني , فقمت بالأعتذار من ذلك الطفل وعدت ادراجي لمقعدي الخرساني .

لملمت أفكاري مرة أخرى , ووضعت الصورة النهائيه لقصة (( العميل السري أبو عبير بوند )) وقررت أن أقوم بكتابتها صباح الغد الذي يوافق هذا الصباح

قررت إنهاء يومي ومغادرة بيت صديقي البحر , والعودة لمنزلي وغرفتي الكئيبه .

قبل قيامي بلحظات شاهدت الطفل أياه يسير بإتجاهي , أقترب مني وجلس بجانبي على المقعد الخرساني , بعدها دار بيني وبينه هذا الحديث :

الطفل : أنت وش أسمك ؟؟
أنا : أسمي عقيل الرافع ؟ وأنت ؟
الطفل : أسمي نواف .
عقيل : أهلين نواف , أنت كم عمرك ؟
نواف : عمري 12 سنه
عقيل : يعني أنت بصف سادس الحين ؟
نواف : لا أنا بصف رابع لأني عدت صف ثالث مرتين .
عقيل : اهااا , طيب أنت من سكان الشرقيه .
نواف : لا أنا من سكان العاصمه .
عقيل : اهاا , أكيد أنت جاي مع البابا والماما تقضون أجازتكم هنا .
نواف : لا ما جينا مع البابا ؟؟ جيت أنا وماما وأختي الصغيره بالقطار عند خالتي .
عقيل : طيب يا نواف ليه أبوك ما جاء معاكم . <<< بدء شغل التحقيق
نواف : بابا ما يقدر يجي معانا , لأنه طلق أمي قبل ثلاث سنوات
عقيل : اهااا , طيب أنت تعيش مع الماما .
نواف : لا أنا اعيش مع بابا ولكن بالأجازات أروح عند ماما .
عقيل : طيب أنت مين تحب أكثر ماما والا بابا .
نواف (( أقترب مني وهمس بصوت بالكاد سمعته )) : أنا ما أحبهم أثنينهم , حتى أخوان بابا واخوان ماما ما أحبهم لأنهم مايحبوني .
عقيل : لا يا نواف عيب , هذا أبوك وهذي أمك ولازم تحبهم وتحترمهم .
نواف : أيه أنا أحترمهم , ولكن ما أحبهم لأن بابا يضربني كل يوم , وحتى ماما يوم أروح لها بالأجازه تضربني
عقيل : طيب من يذاكر لك دروسك ؟؟
نواف : لما كنت عايش مع بابا وماما كانت ماما تذاكر لي دروسي وكنت متوفق وترتيبي الأول لين وصلت صف ثالث , ولكن بعد ما صارت مشاكل بين بابا وماما ورحت عشت مع بابا عدت صف ثالث مرتين , والسنه اللي راحت بابا خلاني أجلس عند ماما أيام الأختبارات , ونجحت والحين انا بصف رابع .

بعدها قمت بشرح له جدول الضرب لصف رابع أبتدائي وتحفيظه بعض سور القران المطلوبه منه , لأحظت أن الطفل ممتاز ولكن يعابه الخوف من الوقوع من الخطاء , لأنه على ما يبدو عاش لحظات صعبه مع والده عندما كان يستذكر له دروسه ويقوم بصفعه عند أجابته على احد الأسئله بشكل خاطئ .

بعدها واصلت حواري معه :

عقيل : طيب أنت ما عندك أصدقاء يذاكرون لك وتذاكر معاهم .
نواف : لا أنا ما عندي أصدقاء , لأن بابا ما يخليني العب مع اصدقائي بالحاره , حتى لما أجي أقول له عن شي مضايقني يضربني , صرت ما أحب أتكلم معاه ولا مع أمي اللي تضربني بعد يوم أقول لها أني أبغى أعيش معاها , وأصدقائي بالمدرسه لما قلت لهم أن بابا وماما متطلقين يضحكون علي , ويسموني ب (( المشرد )) وصرت ما أحب أتكلم معاهم <<< هنا أنواع ال
عقيل : طيب يا نواف معقوله ما عندك ولو صديق واحد .
نواف : أيوه عندي صديق عرفته قبل أمس , أسمه فهد , وهو كبير مثلك , شافني جالس مع ماما في حديقه , وطلب مني ألعب معاه كوره , وراح جاب لي عشاء أنا وماما من المطعم , تصدق أنه قوي , لأن فيه شباب مو كويسين كانوا يتكلمون على ماما وجاء صديقي فهد وطردهم , حتى ماما أعجبها فهد وقالت قول له شكراً , وفهد عطاني رقمه وقالي أذا بغيت تطلع تلعب كورة مرة ثانيه دق علي من جوال ماما , وأخذت رقمه وعطيته ماما
عقيل : ليه ما كلمته اليوم وخليته يجي يلعب معاك كوره ؟
نواف : قلت لماما وقالت أنها كلمته وقال لها أنه ماراح يقدر يجي لأنه مشغول , وفهد هذا مررره طيب , اليوم الصباح أخذت جوال ماما كنت أبي العب فيه وشفت رسائل منه في جوال ماما <<<

وأخذ نواف يسرد لي بعض المعلومات , والتي ضايقتني كثيراًُ , أتعلمون لأي درجه ؟؟ لدرجة أنني أشحيت بمحياي عنه حتى أمسح بعض قطرات الماء التي ذرفتها عيني

واصل نواف حديثه ولم أعلم ماذا كان يقول , لأنني كنت أعاتب زماني , فأي ذنب أقترفه ذلك الطفل حتى يكون لديه مثل هذه الروح الأنهزاميه , الخائفه , البائسه , الكسيرة , الصابرة , البريئه , والمخدوعه , نعم المخدوعه , فمن كان يظن بأن فهد وأمثاله فيهم الخير والبركه , فهو مخدوع مخدوع مخدوع , لأن فهد لم يبحث عن مساعدة ذلك الطفل وأدخال السرور بقلبه بقدر ماكان يبحث عن تلطيخ شرفه وسمعته تحت نزاوات شيطانيه مشتركه بين فهد وبين والدة ذلك الطفل المخدوع

ظننت أنني سأبكي وأبكي لحد الوصول لمرحلة النياح في حال سماعي لملعومات أكثر من ذلك الطفل , فقمت بأستأذنه بالمغادرة , قام الطفل قاصداًُ العودة لوالدته , بعد قيامه التفت بأتجاه المكان الذي يتواجد فيه والدته واخته الصغيره وخالته , صرخ بأعلى صوته قائلاً (( عقيل عقيل شوف قليل الأدب اللي واقف يتكلم مع ماما هناك ويتحرش فيها , تعال معاي عشان يخاف منك مثل ماسوا فهد قبل أمس مع الشباب اللي كانوا يزعجون ماما ))
أطلقت بداخلي أبتسامه ساخرة على برأة ذلك الطفل وتفكيره النقي , لأنه يعتقد أن الشباب هم من يتعرضون لوالدته الشريفه العفيفه , والتي وضعت أطنان على محياها من ال (( الميك اب )) ولبست أضيق العباءات النسائيه , في منظر لا ينقصه سوء (( رقم جوال مكتوب في ورقه + جراءه + شيطان يزين هذه الأمور ))

طلبت منه الذهاب والتقصي عن الموضوع والعودة الي , ما أن شاهد ذلك الرجل الغريب الذي كان يقف مع والدة نواف أبنها قادم اليه , حتى قام بأعطائها ورقه , وغادر مسرعاًُ تلك المنطقه

ذهب نواف الى والدته وسألها عن ذلك الغريب وماهي الورقه التي قام بأعطائها أياها , فأخبرته بأنه موظف توصيل طلبات وجبات العشاء , وأنه أعطائها رقم المطعم حتى يقوم بأحضار وجبة العشاء اليهم في ذلك الوقت المتأخر <<< جزاه الله خير هالآدمي اللي مسكت معاه عمل خير اخر الليول

أخبرنواف والدته بما دار بيني وبينه وأنني أصبحت صديقه الجديد , سعدت والدته لذلك وطلبت منه شكري على قضائي بعض وقتي برفقة أبنها

لم أستطع حبس قطرة ماء أردات السقوط من عيني وذلك عندما رأيته يركض بأتجاهي بكل براءه , ويخبرني بأن ذلك الشاب يريد أن يقوم بأحضار وجبة العشاء لهم .

أخبرت نواف بأنني أريد المغادرة , فطلب مني طلب أخير قبل مغادرتي , وهو رقم جوالي حتى يقوم بمكالمتي أذا عاد مرة أخرى للمنطقة الشرقيه لأنه في هذا المساء عائد الى منزل والده في العاصمه .

أرتسمت أبتسامه لطيفه على محياي قبل أن أقول له (( ياريت عندي جوال يا نواف , الله يشهد أني حبيتك , وودي أشوفك مرة ثانيه والعب واسولف معاك ))

أشار نواف بيده نحو مخبئة ثوبي وقال (( حرام تكذب , هذا جوال بجيبتك , ما تدري أن الكذب حرام )) <<<

تعلثمت وأرتبكت وقلت له وأنا أهم بالمغادرة (( هذا الجوال خربان , وما يشتغل , أذا صلحته راح أدق على السنترال واخذ رقم تلفون بيتكم منه وراح أكلمك وأعطيك رقم جوالي )) .
بكل براءه صدق نواف ماقالته , وقام بإعلامي بأسمه الكامل حتى لا أنساه عند أتصالي بالسنترال
<<< يازينهم الأطفال يصدقون أي شيء

ودعت نواف بعدها , والحزن والآلم يعتصرني , والسعادة كانت موجوده في داخلي في نفس الوقت , وأعلم أن الكثير منكم يريد معرفة سبب تواجد السعادة في نفس الوقت الذي تواجد فيه الحزن في فؤادي , لذلك سأخبرهم أنني سعيد (( لأنني مهما كنت حزيناً وبائساً لن أصبح نواف آخر , الا أذا كان للقدر ثأر معي ))

وداعاُ نواف ,, أحببتك , وكرهت ظروفك التي تعيش فيها , سأدعوا وسيدعو معي الكثيرين بأن تتحسن ظروفك وبأن يهدي الله أقرب الناس إليك

هناك تعليقان (2):

  1. عقيل .. يشهد الله اعزك واغليك ..
    ويشهد الله ان كتاباتك تجذبني ..
    هههههههههه وهالايام تسهرني ..


    آخوك : آهــلآوي صميــم

    ردحذف
  2. هههههههههههههه
    حياك الله ياخوي
    بالعكس نورت المدونة
    خذ راحتك
    وعلى قولة أم كلثوم
    فما أطال النوم عمراُ ,, ولا قصر في الابدان طول السهر

    ردحذف

تقييمك للمدونة ؟؟